رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السابع
الجزء الثاني من بنت القلب
ضغط «نائل» على أسنانه بقوة وغضب شديدين، كور يديه استعدادًا للكمه بكل قواه لكنه تراجع في الثواني الأخيرة حتى لا يفقد عمله في ثاني يوم له به فهو في أشد الحاجة لهذا العمل ولن يضيعه لأجل كره بقلبه لأخيه والذي يكون من أم ثانية
نظر إلى «ياسمين» وردد بنبرة مسالمة تظهر احترامه لها كونها مديرة عمله الحالي وأردف:
- أنا هسكت علشان أنا في الشغل وفي مكتبك يا أنسة ياسمين، تؤمرينى بحاجة تانية قبل ما أمشى؟
كادت أن تجيبه إلا أنه قاطعها بصوته الحانق الغاضب ونظراته الحادة المشتعلة وأردف:
- الواد ده يمشي حالا من الشغل يا ياسمين..
نظر إليه بعدم تصديق فهو يريد قطع عمله كما فعلت والدته بالسابق ثم نظر إلى «ياسمين» وهو على أتم الاستعداد لقرارها الصادم فهو علم من «وحيد» أنها خطيبته ولكن لم يكن يعرف نهائيًا أن هذا الذي يتحدث عنه هو أخيه الذي يبغضه، انتظر ردها للحظات وأخيرًا تحدثت وهي تنظر إلى «يوسف»:
- أنا مش فاهمة الحكاية بالظبط بس ماينفعش أي مشاكل بينكم تدخل في الشغل، الشغل مالهوش علاقة بأي خلاف بينكم..
ازداد اشتعال النار التي بداخله واحمر وجهه بغضب شديد وكأنه ينذر عن انفجار ضخم بعد لحظات من الآن فقاطعته هي قبل أن يبدأ فى الكلام:
- معلش يا يوسف بس هو احترمني ومااتكلمش
كانت جملتها الأخيرة بمثابة القداحة التي قامت بإشعال النيران أكثر وأكثر، رغم غضبه الشديد إلا أنه كبحه بصعوبة وهو يقول:
- ياسمين أنا خطيبك والواد ده حقود وقلبه وحش وعايز مصلحة الشركة، لازم يمشي لأنه خطر، ماتخليناش نتخانق على حتة عيل مالهوش لازمة..
احترقت دمائه من هذا الحديث الذي يخترق صدره ويشعل الغضب والحزن بداخله لكن سبحان من ثبته إلى تلك اللحظة وجعله متماسكًا هكذا
عادت لتقف خلف المكتب الخاص بها ورمقته بنظرة محذرة وهي تقول:
- يوسف أنا قلت اللي عندي وأنا شايفة إنه ماغلطش واحترم وجودي ومش معنى إن في خلاف بينك وبينه يبقى أطرده من الشغل، تمام ولا مش تمام ؟
أنهت حديثها ثم نظرت إلى «نائل» واستطردت:
- روح أنت يا نائل
أومأ برأسه ورحل على الفور دون أن يتفوه بكلمة واحدة وبقى «يوسف» الذي لم يصدق ما حدث منذ لحظات فهي لم تستجب لطلبه وقامت بإحراجه أمام هذا البغيض كما يدعوه، هو يكرهها ويريد تدميرها لكن بعدما حدث الآن زاد كرهه لها وزاد توعده بالشر، لم يحتمل الوقوف لوقت أكثر بل خرج وصفق الباب خلفه بقوة وغضب ليعلن عن رحيله، أما هي فجلست على مقعدها وتأففت وهي تفرك بجبهة رأسها فقد شعرت بصداع شديد بسبب ما حدث أمامها منذ ثوانٍ، شعرت بأنها قامت بالتقليل من «يوسف» لكنها هدأت قليلًا عندما تذكرت كل ما قالته ولم تجد به خطأ فهي قالت ما يجب أن يُقال وتصرفت بحكمة ...
رفع صوت تألمه وضغط بيده على بطنه وهو يقول:
- اااااه مش قادر .. بطني بتتقطع هموت !
أمسكت وجهه بكلتا يديها ورددت بفزع:
- طيف بالله عليك رد عليا .. ايه اللي خلاك تاكل بس منه .. يارب ساعدني..
وقفت وأحضرت المياه ثم ألقتها على رأسه فصرخ بصوت مرتفع:
- ياااح يابنت المجانين .. بهزر بهزر وبعدين بتدلقي المياه عليا ! أنا مسموم مش بولع يخربيتك
تركت وعاء المياه من يدها ونظرت له بغضب ورددت باعتراض:
- والله حرام عليك .. بتهزر ! أنا كنت هموت من القلق عليك
لم يستطع التوقف عن الضحك وتعالت ضحكاته فضربته على كتفه بخفة قائلة:
- بتضحك ! ماشي يا طيف..
توقف أخيرا عن الضحك وقربها منه بحب ثم حاوط وجهها بكفيه وهو يقول:
- متزعليش مني اعتبريه مقلب صغنن وبعدين حد بيعالج التسمم برش المياه على الدماغ ؟ ده لو أنا اتسممت بجد يبقى مفيش أمل لنجاتي بقى
لوت ثغرها ورددت بعدم رضا:
- ماتقولش كدا بعد الشر عنك وبعدين بلاش مقالبك دي تاني
ابتسم وسرق قبلة قبل أن ينظر إلى عينيها مرة أخرى ويقول:
- يلا طيب نتعشى علشان ننزل نتمشى شوية
عاد إلى الكافيتريا مرة أخرى بوجه شارد غير منتبه لما يجري حوله، ظل على حالته حتى انتبه له «وحيد» الذي اقترب منه وعقد ما بين حاجبيه متسائلًا:
- مالك يا نائل يابنى؟ من ساعة ما جيت من عند ست ياسمين وأنت سرحان وباين إنك متضايق، هي زعقت معاك تاني ولا ايه؟
ابتسم ابتسامة مصطنعة كي يخفي ما في داخله وأجابه:
- لا أبدًا مفيش يا عم وحيد أنا بس بفكر في كام حاجة كدا، ادعيلي يا عم وحيد ربنا يزيل الهم ده علشان تعبت بجد، حاسس إني في سباق جري طويل مابينتهيش ومن قواعد السباق ده مفيش راحة ده غير الطريق اللي مليان طوب وازاز بيأذي، مش عارف أوصل لنهاية السباق ده وفي نفس الوقت مش عارف أستريح شوية من الجري..
ربت على كتفه بحنو بعد أن زينت تلك الابتسامة وجهه وأردف بحكمة:
- أنا حاسس إن في حاجة ضايقتك بس طالما مش عايز تتكلم خلاص، بالنسبة للسباق ده فهو اختبار من ربنا وابتلاء .. ربنا بيختبر صبر عباده علشان بعد السباق ده كله تكون الجايزة ضخمة وكبيرة وماتكنش متخيلها، ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.
صدق الله العظيم، مهما حصل يابني اتوكل على الله واصبر ونهاية الصبر ده خير والله.
شعر وكأن النيران التي اشتعلت بداخله قد خمدت الآن بسبب حديث «وحيد» الذي طالما كان يهدئه ويبث بداخله الصبر والتحمل على الشدائد، نظر إليه بابتسامة وردد:
- شكرًا يا عم وحيد، بجد كلامك ده بيريحني جدا .. ربنا يعديها على خير
رجع بظهره ليتابع عمله وردد:
- يلا ماتفكرش في حاجة وارجع لشغلك .. متخليش الشيطان يشغلك
في تلك اللحظة نادت «مايا» على «نائل» باسمه:
- نائل ! نائل..
هنا ضحك «نائل» وهو مازال ناظرا إليه ولم يلتفت ثم أشار إلى الخلف وأردف بصوت منخفض:
- اهو الشيطان جه
قهقه «وحيد» بصوت مرتفع وهز رأسه قائلًا:
- ده أنت مصيبة..
تلتفت برأسه ليجدها أمامه وعلى وجهها تلك الابتسامة المستفزة التي لابد أن خلفها الكثير، اقترب منها وقال بجدية شديدة حتى لا تزيد معه الحديث:
- أيوة اتفضلي حضرتك تطلبي ايه
ارتفع إحدى حاجبيها بتعجب وقالت:
- برضه حضرتك ؟ ياابنى احنا بقينا زمايل في الشغل خلاص يعني كلمني عادى وبلاش الرسمية دي وبعدين أنا جاية أسألك ايه الخناقة اللى عملتها فى مكتب ياسمين وبعدها خرج خطيبها غضبان كدا..
استاء كثيرًا من تدخلها بالأمر وثرثرتها الزائدة فقرر أن ينهي الحديث وقال بغضب:
- ياريت متركزيش ومش لازم تعرفي حصل ايه وأنا هنا بقدم طلبات بس سميها خدام سميها زميل شغل سميها زي ما تسميها لكن أنا مش هبقى الشخص اللي أنتِ عايزاه وأصاحب ده وأصاحب دي وأتكلم على ده وأنم على دي، أنا هنا في شغل وبس وياريت أنتِ كمان تقتنعي إنك في شغل وبس بدل ما تسمعي مني كلام يضايقك زي اللي بتسمعيه مني دلوقتي..
ثم ابتسم ابتسامة مصطنعة واستطرد:
- ودلوقتى حضرتك تطلبي ايه ؟
غضبت كثيرًا لما قال وضغطت على أسنانها بقوة وقالت بغيظ:
- مش عايزة حاجة
ثم رحلت على الفور تاركة «نائل» الذى زينت ابتسامة النصر وجهه
ملت من المذاكرة وتركت كتابها قبل أن تتأفف بضجر وتمسك هاتفها لتتصفح "فيسبوك"، مر الوقت عليها وهي تتصفح حسابها على فيسبوك وأثناء تصفحها ظهر لها حساب «ذاخر» في الأشخاص التي ربما تعرفهم فأسرعت ونقرت على حسابه وبدأت تتصفحه وترى صوره المنشورة وأثناء فعلها ذلك ضغطت بالخطأ على زر الإعجاب فأسرعت ومسحته وقررت الخروج من صفحته كي لا تتعرض لهذا الأمر مرة أخرى لكنها أخطأت أثناء خروجها وأرسلت إليه "طلب صداقة"، ألقت الهاتف من يدها وصاحت بخوف وقلق:
- يالهوي .. أعمل ايه !أكيد هيوصله إشعار إني بعتله ادد
أسرعت والتقطت الهاتف مرة أخرى وقامت بإلغاء هذا الطلب وهي تدعي الله بأن لا يصله إشعار بهذا..
لسوء حظها كان «ذاخر» مُمسكًا بهاتفه في ذلك الوقت ووصله إشعار بوجود تفاعل منها لكنه اختفى على الفور فتعجب وفي تلك اللحظة أرسلت إليه طلب صداقة فدخل على الحساب ليتفاجأ بأنها هي وقبل أن يقبل طلبها كانت قد ألغت هذا الطلب فابتسم وأرسل هو لها وقبل أن تقبله قام بكتابة رسالة لها
" وفرتي عليا .. كنت هبعتلك كدا كدا "
وصلتها رسالته ففتحتها وقرأت ما كتبه، ابتسمت وردت عليه قائلة:
" بالغلط والله بس مش مشكلة .. ازيك ؟ "..
ترك هاتفه وقام بفتح اللاب توب الخاص به ثم ولج إلى حسابه وأرسل إليها رسالة أخرى قائلًا:
" الحمدلله بخير .. صحيح ماقلتيش أنتِ في كلية ايه "
قرأت الرسالة وأجابته:
" هو أنا ماقلتلكش ! امم على العموم أنا في كلية هندسة وأنت ؟ "
ارتفع حاجبيه بدهشة فهو قد أخبرها بذلك ليلة زفاف شقيقته ومع ذلك أجابها:
" أنتِ بتنسي بسرعة على فكرة .. مش قلتلك في كلية شرطة لما سألتِ وقلتِ إنك ماشوفتينيش قبل كدا "..
قرأت الرسالة وتذكرت ذلك اليوم في زفاف شقيقها فاعتذرت منه:
" اه صح سوري نسيت .. طيب ربنا معاك، أنا هروح أكمل مذاكرة بقى علشان عندي كويز بكرا .. يلا سلام "
تعجب من سرعة إنهائها للحوار بينهما لكنه أجابها قائلًا:
" طيب ربنا يعينك .. سلام "..
أنهت حديثها وألقت الهاتف بجوارها وقد توترت، عضت على شفتيها بتوتر وقلق شديد وهي تقول لنفسها:
- زمانه بيقول بعتله ادد ويفتكرني بشقطه ولا حاجة ! لا بس أنا قفلت معاه بسرعة علشان مايقولش حاجة زي كدا وبعدين كان لازم يعني أدخل على الأكونت بتاعه .. ياربي
- تمام يا فندم، تؤمر بحاجة تانية ؟
قالها أمين الشرطة للرائد «زين» بعدما أحضر هذا المجرم إلي مكتبه فأشار إليه بالرحيل وبقى هو وهذا المجرم بالمكتب وحدهما، تحرك ذهابًا وإيابًا ثم نظر إلى عينيه وشعر بخوفه الشديد، تقدم وعلى وجهه ابتسامة وأردف:
- كان نفسي أعزم عليك بسيجارة زي ما بيحصل في الأفلام بس للأسف مش بدخن
نظر إليه المتهم ثم نظر إلى الأسفل مرة أخرى بينما يسيطر عليه الخوف والقلق فتقدم «زين» وجلس أمامه ثم أشار إليه بالجلوس وهو يقول:
- اقعد يا مجدي، اقعد علشان عايز أدردش معاك شوية..
نفذ أمره وجلس دون أن ينطق بكلمة، ابتسم وهو يرمقه ويرى قلقه الذي تملك منه فتقدم بجسده إلى الأمام وقال مازحًا:
- متخافش يا ميجو محدش هيديك بالقفا ويقولك كلم الباشا عدل زي ما بيحصل في الأفلام، أنت هنا بني آدم والبني آدم بيغلط، أنا نفسي بغلط، محدش معصوم من الغلط بس غلط عن غلط يفرق، الغلط اللي أنت غلطته صعب وفيه ضرر لناس كتير أوي بس حله إنك تساعدنا وتقف معانا وساعتها غلطك ده عقابه هيبقى خفيف..
صمت قليلًا وهو يتابع رد فعله ثم استطرد:
- أنا عايزك تقولي مين كان شغال معاكم ومين له علاقة بالمخدرات تعرفه وأوعدك لو ساعدتني هتاخد عقوبة صغيرة وتخرج أما لو ساعدتهم ومارضيتش تقول اسمهم ساعتها هيعيشوا حياتهم وهيضحكوا وهيعملوا اللي عايزينه بس أنت هتبقى محبوس في زنزانة لمدة 25 سنة .. تخيل بقى..
رفع بصره بتمهل ثم نظر إليه بنظرات مليئة بالخوف والقلق شعر بها «زين»، تردد كثيرًا هل يعترف بأمر هؤلاء ام لا ! هو ليس له أحدًا ليقلق عليه لكنه قلق على حياته أكثر فهم يستطيعون الوصول إليه بسهولة والقضاء عليه، اتخذ القرار الأخير وقال:
- أنا هساعدك يا باشا وهقولك على أسمائهم بس بشرط
عرف طلبه لكنه سأله لكي يتأكد من ذلك:
- شرط ايه ؟
- تحميني منهم يا باشا، دول ايديهم طايلة وممكن يموتوني حتى لو أنا في السجن
ابتسم وهز رأسه ثم قال:
- على الرغم من إن الكلام ده بطل من أيام حرب المعيز بس ماشي أوعدك إنك هتبقى في سجن متآمن كويس وعليه حراسة مشددة وحياتك هتبقى مسئولة مني، ها عايزك تعرفني كل حاجة بقى ..
اقتربت منها والدتها بعدما لاحظت شرودها وعدم تفاعلها معها أو مع أحد بالمنزل، وضعت يدها على كفها وسألتها بحب:
- مالك يا نايا سرحانة في ايه ؟ قلقتيني عليكي
فاقت هي من شرودها وابتسمت كي تواري ما بداخلها وأجابتها:
- مفيش يا ماما سرحت شوية مع نفسي عادي، متقلقيش يا حبيبتي
رفعت حاجبيها وأشارت بأصبعها في الهواء قائلة:
- مشكلتك إنك مش بتعرفي تكدبي، قوليلي مالك يا نايا .. اتخانقتي مع زين ؟
هزت رأسها بالنفي واستسلمت لرغبتها وشرعت في الكلام:
- لا يا ماما، بس بفكر في اللي جاي .. خايفة على زين من شغله وخايفة على ياسمين بتدمر نفسها واتغيرت جامد بقت شخص تاني وبتعامل الكل بحذر حتي أنا اللى كنت زي أختها .. ياسمين بعدت عن الكل، بفكر في رقية اللي لسة صغيرة ومش لاقية أخ يقعد معاها ولا أخت تلاعبها، بيت خالتي اللي كان جنة والروح فيه دلوقتى بقى ضلمة ومافيهوش روح .. متضايقة جامد..
شعرت الأم بالأسى وتذكرت ماحدث، خفضت رأسها ورددت بحزن:
- ربنا يرحمها ويرحم جوزها .. الله يكون في عونهم وبالذات رقية اللي مالهاش حد فعلا، ايه رأيك تجيبيها تقعد معانا طول النهار وزين يعدى ياخدها كل يوم وهو مروح ؟
عادت الروح إلى وجهها الذي أظلم ورددت بسعادة:
- الله دي فكرة حلوة أوي يا ماما، اهي تسليني ومتبقاش لوحدها .. أنا هروح أجيبها دلوقتي
أنهت حمامها وارتدت ملابسها بنفس الوقت الذي انتقى فيه «طيف» تيشيرت باللون الأسود مع بنطال باللون الأسود أيضًا وما إن انتهى حتى نظر إليها قائلًا:
- يلا يا روحي فيها ايه لما تلبسي في دقيقتين كدا زي ما أنا بعمل؟
أنهت وضع اللمسات الأخيرة من الميكاب على وجهها ثم التفتت وهي تقول:
- يا حبيبي أنت راجل بتلبس بسرعة إنما احنا كستات بنتآخر وده طبيعي علشان نظبط شكلنا ونفسنا وكدا يعني وبعدين عايزاك تجيبلي كونتور وهايلايتر..
ارتفع حاجبيه بدهشة من جملتها الأخيرة وردد متسائلًا:
- ايه ! ايه أكون طور والهاي لانتر ده ؟
هزت رأسها بالنفي قبل أن تصحح له:
- كونتور وهايلايتر
ضيق ما بين حاجبيه وأردف:
- أسماء جن دول ولا ايه؟
شعرت بالضيق لجهله بتلك الأمور ثم اتجهت لتجلس على السرير وهي تقول معترضة:
- جن ايه يا طيف ده ميكاب..
- ميكاب ! بتهزري ؟ طب ما تقولي عايزة ميكاب بدل المحور اللي خدتيه ده، من عينيا هجيبلك التور والرمايتر اللي عايزاه
صححت له مرة أخرى وقالتها ببطء كي يستمع إليها جيدا:
- كونتور وهايلايتر .. قول ورايا كونتور وهايلايتر
حاول نطقها وكانت صعبة للغاية في البداية لكنه حاول مرارا وتكرارا حتى استطاع نطقهما:
- كون .. كونتور و هاي هيالايتر صح كدا ؟
صفقت له ونهضت من مكانها وهي تقول بسعادة:
- برافو عليك صح كدا
رفع رأسه إلى الأعلى بتفاخر ورفع إحدى حاجبيه قائلًا:
- عيب عليكي ده أنا ميكاب ارتيست قديم وأعجبك أوي..
تحركا أخيرًا من الفندق ليقوما بجولتهما اليومية وما إن تأكد «غارم» من رحيلهم حتى اتجه إلى غرفتهما ودلف إلى داخلها، بحث في متعلقاتهم عن أي شيء يفيده فلم يجد سوى بعض الملابس والأشياء الأخرى، ما هي إلا ثوانٍ وطرقت إحدى الفتيات على باب الغرفة ففتح لها «غارم» وقبل أن تتحدث أشار إلى الداخل وأردف:
- طيف اللي قاعد في الأوضة دي لازم توقعيه ويتصور فيديو محترم من بتوعك .. في خلال يومين بالكتير الموضوع ده يتم مفهوم ؟...
اسف جدا جدا على التأخير غصب عني
هاااام جدا بخصوص شخصيات الرواية والأحداث
عن موضوع ان فيه اتنين يوسف واتنين جاسر:
مش حكاية الاسامي خلصت بس كن ملاكي كانت رواية والجزء التاني من بنت القلب كانت رواية يعني ملهمش علاقة ببعض فدي ليها اسمائها ودي ليها اسمائها ولما دمجتهم خدت حكاية الاسماء في الاعتبار وعن موضوع يوسف فيوسف بتاع الفندق مش ده اسمه وهو واخد الاسم كغطاء ليه وفي الحلقات الجاية هيبقى اسمه الطبيعي غارم مش يوسف أما عن جاسر فجاسر بتاع شركة ياسمين مش هيظهر تاني اصلا ولو ظهر هيبقى مشهد ولا اتنين ملهمش اي لازمة لكن هي مش حكاية اسماء وانا معاكم ان الشخصيات كتير لكن أنا هركز على المهم منهم والباقي مجرد شخصيات لإكمال أركان الرواية زي كومبارس كدا
حاجة تانية هتلاحظوها وهي إن الوقت مع الشخصيات القديمة مش هو نفس الوقت مع الشخصيات الجديدة يعني مثلا طيف ونيران عندهم بليل وياسمين ونائل عندهم الساعة 6 الصبح ! ده مقصود علشان أحداث الروايتين مش بيحصلوا في نفس الوقت وهيجي حلقة معينة هتكون كل حاجة وضحت والأحداث هتبقى كلها في نفس الوقت .. كل الحكاية إن الاتنين كل واحد بتحصل احداثهم في وقت مختلف عن التاني وهتحصل حاجة هنعرفها وبكدا هيبقى الاتنين في الحاضر وماشين مع بعض في الأحداث والاشخاص في الروايتين هيتدمجوا ويبقوا رواية واحدة
حاجة تانية الرواية مش رعب نهائي حتى لو لاحظتوا ده فهي مش رعب لأن هيحصل لعب في الاعصاب كتير والغموض أكتر
في بداية الرواية والدنيا لسة واضحة ومش فاهمين ! امال لما نخش في الجد شوية هتعملوا اية يا جدعان ؟
انا هخليكم تشكوا في نفسكم صبرا بس