قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قطة في عرين الأسد للكاتبة منى سلامة الفصل الثاني

رواية قطة في عرين الأسد للكاتبة منى سلامة الفصل الثاني

رواية قطة في عرين الأسد للكاتبة منى سلامة الفصل الثاني

أنهت مريم قراءة الخطاب وضمته الى صدرها بشدة وأغمضت عيناها لتتساقط عبرة على الخطاب. وتقول هامسه: - حاضر يا حبيبى. حاضر.

طوت الخطاب وأعادته بداخل الظرف برفق ثم فتحت درج الكمودينو بجوار الفراش. كان الدرج يحتوى على العديد من الخطابات. ضمت اليهم الخطاب الذي بيدها وتوجهت الى فرشها وتدثرات بالغطاء. ألقت نظرة حزينة على الفراش الآخر الخالى ثم أمسكت مصحفها وشرعت في القراءة وعيناها تشعان حزناً وألماً. بعد نصف ساعة أغلقت النور وأمسكت وسادتها وحضنتها وضمتها بشدة الى صدرها وأسندت عليها رأسها وأغلقت عينيها بعدما رددت أذكار النوم.

أنهى مراد عمله بالشركة ونظر الى ساعته ليجدها الثانية بعد منتصف الليل. حمل الجاكت وارتداه ثم خرج من الشركة وتوجه بسيارته الى احدى الفلل الأنيقة في أحد الأحياء الراقية. دخل الفيلا وما كاد يصعد أول درجة من السلم الداخلى حتى سمع صوت من خلفه قائلاً: - كل ده تأخير يا مراد.

التفت مراد الى المرأة التي تبدو في العقد السادس من العمر. أنيقة. تبدو علامات الطيبة جلية على وجهها. أخذت تنظر اليه بعتاب فإقترب منها وقبل يدها قائلاً: - أنا آسف يا أمى كان عندى شغل كتير
قالت بعتاب: - وآفل موبايلك ليه. ومبتردش على تليفون الشركة ليه
قال شارحاً: - الموبايل فصل شحن والشاحن كان في العربية كنت مشغول جدا فمعرفتش أنزل أجيبه وفصلت تليفون الشركة عشان أعرف أشتغل براحتى بدون ازعاج.

ثالت محذره: - اياك تعمل كده مرة تانية. أنا كنت هموت من قلقلى عليك وكنت هكلم أحمد ابن خالتك يدور عليك
قال مراد بضيق: - هو انا عيل صغير يا أمى عشان تكلمى حد يدور عليا
قالت ناهد بحزم: - كلمة واحدة معدتش تعمل كده تانى وتقطع كل وسايل الاتصال بيك
أومأ برأسه قائلاً: - حاضر يا أمى
نظرت اليه بحنان قائله: - مش هتتعشى
قال وقد ظهر عليه علامات التعب: - لأ اتعشيت بره بعد الحفلة. أنا جعان نوم.

ابتسمت أمه قائله: - ألف مبروك يا حبيبى مرة تانية. انت تستاهل كل خير
قبل يدها قائلاً: - تسلمي يا أمى. وتصبحى على خير
- تصبح على خير يا حبيبى
صعد مراد الى غرفته وغير ملابسه وجلس على فراشه ليستطيع، نزع الساق الصناعية التي تملء الفراغ الموجود من بعد ركبته اليمنى. ثم تمدد على فراشه وراح في سبات عميق.

كان المخزن يعج برجال الشرطة الذين بدأوا في التحقيق. قال عبد الرحمن باكياً: - كبدى عليك يا ولدى. روحت منى يا ولدى
ثم التفت الى أحد رجال الشرطة قائلاً بألم: - مين اللى يجدر يعمل اكده. مين اللى له صالح يجتل ولدى. ياسين كان خيرة الرجال. عمره ما ضايج حد وعمره ما ظلم حد. ليه يجتلوا ولدى ليه.

اقترب منه عثمان وربت على كتفه قائلاً بصرامة: - متجلجش يابوى. هنجيب اللى عمل اكده في اخوى ونخليه عبره للبلد كلياتها
قال الضابط بحزم: - ده شغل الشرطة يا عثمان متدخلش نفسك في المشاكل. احنا هنعرف نوصل للجاتل وياخد عقابه
نظر عثمان الى الضابط ساخراً وقال بمرارة: - أما نشوف يا حضرة الظابط. أما نشوف. بس اذا معرفتوش توصلوا للى جتل اخوى أنا هوصله وهجتله بيدي التنين دول.

قال الضابط بحزم: - عثمان مفيش داعى للكلام ده دلوجيت. متحطش البنزين على النار وهي جايده.

نظر عثمان بأسى لجثة أخيه الراقد على أرض المخزن واقترب منه ثم جثا على ركبتيه وقال بصرامة: - متخفش يا ولد أبوى. آنى لا هسكت ولا هيرتاحلى بال إلا لما أجيبلك حجك من اللى عمل فيك اكده. حتى لو كان آخر يوم بعمرى. نام في جبرك واطمن. أخوك راح ياخد بتارك من اللى جتلك. ومش هيكفيني فيه حبل المشنجة. لازمن أجتله بيدي. اطمن يا ولد أبوى.

فى بيت عائلة السمري تعالى صوت المذياع على محطة القرآن الكريم. وعج البيت بالنساء اللاتى ارتدين السواد وأخذن في النواح. أخذت والده ياسين تلطم وجهها وتنوح قائله: - جتلوك يا ولدى. جتلوك وانت بعز شبابك. ولدى راح منى يا ناس. ولدى. خدوك منى ليه يا ولدى
أخذت صباح أخته هي الأخرى تبكى وتنوح هي الآخرى قائله: - اخوه. جتلوك ياخوى.

فجأة دخل عبد الرحمن وصاح بغضب بالغ في النساء: - يمين بالله أى حرمة هسمعها بتصوت ولا بتنوح لأكون جتلها بيدي دول. مش عايز جنس حرمة تفتح خشمها وتصوت على ولدى اللى بيتعذب دلوجيت من نواحكوا ده
شعرت النساء بالخوف الشديد وكتمت والده ياسين فمها بيادها. فقال عبد الرحمن بغضب واحتقار وهو يغادر: - جبر أما يلمكم كلياتكم. حريم ناجصه عجل بصحيح.

فى صباح اليوم التالى اجتمعت العائله على مائدة الطعام. ترأس مراد رأس الطاولة. ووالدته على المقعد المقابل. وعلى يمينه أخته نرمين. وعلى يساره أخته سارة. قالت سارة بمرح: - بقولك ايه يا أبيه متفكك من الشغل النهاردة وتعالى خرجنا. نخرج كلنا ونروح لأى مكان مع بعض
قال مراد وهو منهمك في قراءة أخبار البورصة في الجريده الصباحية: - مشغول يا سارة مش هينفع.

قالت نرمين بتأفف: - كل يوم مشغول يا أبيه والمصيبة انك مش بتسمحلنا أصلاً نخرج من غيرك. طيب نعمل ايه يعني زهقنا من الحبسة دى
نظر اليها مراد قائلاً: - ان شاء الله نخرج في الويك اند مع بعض
قالت نرمين بتحدى: - كل مرة تقولنا كده وتيجي في الويك اند تقول مشغول
قالت ناهد بنبرة محذرة: - نرمين عيب تتكلمى مع أخوكى الكبير كده.

التفتت نرمين الى أمها قائله: - يا ماما مش قصدى بس زهقت من الأعده في البيت ولسه شهر بحاله على الجامعه. مش معقول هقضى الشهر ده محبوسه
قالت سارة مبتسمه: - طيب أنا بأه أعمل ايه اللى خلصت كليتى خلاص يعني محبوسه محبوسه
نظر اليهما مرد وتنهد قائلاً: - خلاص هحاول بجد أفضى نفسي وأخرجكوا. بس مش عايز زن
قالت ساره مبتسمه: - أنا عن نفسي مبحبش الزن. قول ل نرمين الكلام ده.

التفتت اليه نرمين قائله برجاء: - خلاص مش هزن بس حضرتك يا ابيه التزم بكلامك المره دى
قال مراد بصرامة: - نرمين اتكلمى معايا بإسلوب أحسن من كده
قالت نرمين بخفوت: - أنا آسفه يا أبيه مش قصدى
نظر اليها وقال بجديه: - يلا افطروا
شرعت الفتاتان في تناول طعامهما في صمت.

دخلت مريم مكتبها وألقت السلام على مي: - السلام عليكم. ازيك يا مى
- وعليكم السلام يا مريم
جلست مريم وشرعت في فتح حاسوبها. اقتربت منها مي قائله: - خلصتى تصميمات شركة دييبس ولا لسه
- أيوة هفنشها بس وأرفعها على الميل وأبعتها لصاحب الشركة
- ممممممم كويس
التفتت مى لتعود الى مكتبها. لكن مريم أوقفتها قائله: - مى عايزة أطلب منك خدمه
التفتت مى قائله: - خير أأمرى.

صمتت مريم قليلاً ثم قالت: - بصى. عايزاكى تيجي معايا النهاردة مشوار مهم
قالت مي بإستغراب: - مشوار ايه
بدا على مريم التردد. ثم عزمت أمرها قائله: - هنركب مركب ونتفسح في النيل
ضحكت مى وقالت: - انتى حلمتى بمركب ولا. اشمعنى يعني ايه اللى طلعها في دماغك
ظهت سحابة حزن في عينيها البنيتين. وتبللت عينيها قليلاً وقالت بتأثر: - ماجد طلب منى كده.

اختفت ابتسامه مى ونظرت الى مريم في أسى. فحاولت مريم التماسك وقالت: - ها هتيجي معايا؟
قالت مي بإستسلام: - ماشى هاجى معاكى
قالت مريم وهي تعاود الإلتفات الى حاسوبها: - تمام. نروح بعد الشغل ان شاء الله
أومأت مى برأسها وعادت الى مكتبها وهي ترمق مريم بنظرات مشفقه.

اجتمع رجال القبيلة لتقديم العزاء في ياسين. توجه سباعى الى عبد الرحمن وسلم عليه قائلاً: - شد حيلك يا عبد الرحمن. والبقاء لله
قال عبد الرحمن في خفوت: - البقاء لله وحده. ربنا أعطى ودلوجيت بياخد عطيته
ربت سباعى على كتفه قائلاً: - متجلجش ان شاء الله هنعرف مين اللى جتله. والشرطة مش ساكته. وان شاء الله جريب هتبرد نارك على ابنك لما يتمسك التيييييييت اللى عمل اكده.

قال عبد الرحمن بأسى: - على الله يا سباعى. على الله. هو اللى جادر يكشف الظالم اللى جتل ابنى وحرج جلبي عليه. انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرنى في مصيبتى واخلف لى خيرا منها
بعدما انصرف الرجال اجتمع كبراء عائلة السمرى معاً. قال أحد الرجال في غضب: - مين اللى يجدر يعمل اكده. مين اللى يجدر يجف أدام عيلة السمري ويعاديها
قال آخر: - مفيش الا عيلة الهواري أكيد حدا منهم هو اللى عيملها.

أكد آخر: - اييوة مفيش الا عيلة الهواري. جلبهم اتحرج اكمننا كسبنا المناجصة. وهناكلهم في السوج. عشان اكده بعتوا حدا من حداهم يحرج المخزن ويجتل ياسين ولد عمى.

قال عبد الرحمن بحزم: - مش هنتهم الناس من غير دليل. طول عمر العيلتين واجفة جمب بعضيها. وبينا مصالح اكتير. مش هنظلم حدا منهم طالما مفيش دليل. ان بعض الظن اثم. ومش عايز كلام في الموضوع ده كتير. ولسانكم يرطرط فيه. لان لو الكلام وصل لعيلة الهوارى أكيد النفوس هتشيل
ثم قال بحزم أكبر وهو يمعن التفكير: - ربنا جادر يكشف المستور. وينتجم من الظالم.

جلس سباعى مع ابنه جمال وبعض رجال العائله. وقال في أسى: - ضاع الراجل فطيس. لا حول ولا قوة الا بالله
قال أحد الرجال: - هتجنن مين اللى يعمل حاجه بشعة زى اكده ويجتل ياسين المسكين. كان راجل طيب والله
قال آخر: - الله يرحمه. فعلاً كان راجل طيب
قال سباعى: - اللى عمل اكده حدا من الجبيلة
قال أحد الرجال بدهشة: - ايه اللى خلاك تجول اكده يا حاج.

قال عبد الرحمن بحزم: - لان لو كان حدا غريب كان زمان حدا شافه واتعرف عليه وسطينا. لكنه واحد من الجبيلة وعرف يندس وسطينا لما الناس اتلمت والشرطة اجت
قال جمال بحده: - يمكن استخبى منينا يابوى. ومشى من البلد من غير ما حدا يشوفه
قال سباعى في حيرة: - الله أعلم يا ولدى. بس أكيد الشرطة هتعرفه وتمسكه.

ثم قال بغضب: - لازمن يتجتل في ميدان عام على عملته دى. بجلنا سنين طويلة ما حدا احدانا في الجبيلة مات بطلجة رصاص. ودلوجيت هنرجع لمرار الجتل والتار عاد. ربنا ينتجم منييه
ثم قال بقلق: - ياخوفى يتهموها فينا ولاد السمري
قال جمال بحده: - وليه جولت اكده يابوى. واحنا ايه دخلنا في جتل ابنهم.

- يخوفى يا جمال الشيطان يوزهم بسبب موضوع المناجصة ويفتكروا اننا عملنا اكده عشان خسرنا. خصوصى اللى عمل اكده كان جاصد يحرج المخزن. لولا ياسين اللى راح وكشفه ولد التييييييييت ده
قال أحد الرجال يطمئنه: - لا اطمن يا حاج. الحاج عبد الرحمن عاجل ودماغه توزن بلد. مستحيل يسيب الشيطان يلعب في دماغ حدا من عيلته. خصوصى ان مفيش دليل ضدينا
تنهد عبد الرحمن قائلاً: - على الله يا ولدى. على الله.

هتفت مريم بحنق: - ده بيستهبل ده ولا ايه بالظبط
نظرت اليها مى قائله: - خير في ايه
قالت مريم بعصبيه: - صاحب شركة دييبس بعتله التصميمات على الميل. رد عليا وطالب ليستت تعديلات هتاخد منى على الأقل اسبوع. والمفروض أبدأ من دلوقتى في حملة شركة المقاولات
قالت مى مبتسمة: - قولتلك انه متعب.

قالت مريم بضيق: - أوف. كان لازم أعد معاه من الأول ويقولى على اللى عايزه. بدل ما يسيبنى أشتغل وبعدين ييجي يعدل كل التصميمات ويحط التاتش بتاعه. ما كان من الأول
قالت مى مقترحه: - خلاص روحيله الشركة بدل ما تتعبى فيهم تانى والآخر برده يعدل
قالت مى بحزم وهي تنهض: - انا هعمل كده فعلاً. هروح أقول لأستاذ عماد على اللى حصل. وهطلب اذن عشان أروح أشوف أخرتها مع الراجل ده.

طبعت مريم صور التصميمات على الطابعة ووضعتهم في أحد الملفات وتوجهت الى مكتب عماد الذي نظر الى تصميماتها ثم قال: - تصميمات ممتازة يا مريم
قالت بضيق: - بس معجبتش صاحب الشركة وطالب تعديلات هتاخد منى وقت كبير
- كان لازم من الأول تعدوا مع بعض ويقولك على اللى عايزه بدقه عشان ميضيعش وقتك ومجهودك على الفاضى
- وعشان كده يا فندم بطلب من حضرتك اذن انى أمشى دلوقتى عشان أروحله الشركه.

رفع عماد مساعة الهاتف قائلاً: - لأ خليكي يا مريم أنا هتكلم معاه وأخليه يبعتلنا حد من عنده يقولنا على الطلبات بالظبط ويكون الكلام أدامى عشان ميرجعش ويطلب تعديلات تانى
ذهبت مريم الى مكتبها دقائق وكلمتها صفاء سكرتيرة عماد قائله: - أستاذ عماد بيقولك مدير تسويق شركة دييبس هييجى بكرة يتفق معاكى على التصميمات يا مريم
- خلاص ماشى في انتظاره.

التف الرجال الأربعه حول طاولة الإجتماعات لمناقشة مشروعهم الجديد. قال طارق: - بصوا يا جماعة. زى ما اتفقنا عايزين نهتم بنقطتين. الأولى ان السعر يكون مناسب للطبقه المتوسطة. وتانى نقطة نهتم برده بالجودة. يعني مش عشان نقلل في السعر نقوم ننزل بمستوى الجودة بدرجة كبيرة. يعني عايزين توازن ونجمع بين الجودة والسعر وبكده هنتميز عن غيرنا في السوق.

وافقه مراد على كلامه قائلاً: - بالظبط كده يا طارق. هي دى المعادلة اللى لو حققناها هنهزم كل منافسينا في السوق. لان كل المصانع والشركات المنافسه اما بيهتموا بالجودة على حساب السعر أو بالسعر على حساب الجودة. لكن احنا ان شاء الله هنقدر نحقق المعادلة الصعبة دى ونهتم بالسعر والجودة مع بعض
قال حامد بإستخفاف: - طيب بدل تعب القلب ده ليه منحددش الطبقة الراقية كفئة نوجه انتاجنا ليهم.

قال مراد شارحاً: - لان أغلب المصانع الكبيرة والماركات العالمية وأغلب المستوردين بيهتموا بالطبقة دى. يبقى ايه الجديد اللى احنا هنقدمه لو عملنا زيهم؟ الفكرة هي اننا نعمل اسم وماركة بس تكون في مستوى العامل والموظف والطبقة العاملة دى. وفي نفس الوقت جودة معقولة وتصميم راقى.

هز سامر رأسه قائلاً: - كلامك صح يا مراد. احنا عايزين يبقى لنا اسم في السوق ونتجاوز كل النافسين في فترة صغيرة وده مش هيتحقق الا لو تميزنا عنهم
قال حامد مبتسماً: - ماشى يا شباب وأنا معاكوا ان شاء الله. امتى بأه هتبدأ ساعة الصفر
قال طارق: - لما ننتهى من أول خط انتاج ونتأكد اننا وصلنا للمواصفات المطلوبة للمنتج ساعتها هنبدأ الحملة الدعائية على طول.

توجهت مريم مع مى الى المصعد لمغادرة الشركة فأوقفها أشرف قائلاً: - آنسه مريم لو سمحتى
التفتت مريم اليه وهي تشعر بالضيق. وقف أمامها قائلاً: - سمعت ان شركة دييبس تاعبينك في شغلهم
قالت مريم بهدوء: - لأ مفيش مشاكل. شوية تعديلات بسيطة
قال وهو ينظر اليها: - يعني لو تحبي أساعدك فيها. مفيش عندى مشكلة أنا فاضى حالياً
قالت مريم بجديه: - شكراً يا أستاذ أشرف. زى ما قولت التعديلات بسيطة. بعد اذنك.

خرجت مع مى من العمارة وركبا المترو. قالت لها مي الجالسه بجوارها: - ليس دايماً بتقطمى معاه الراجل حابب يساعدك
قالت مريم بحده: - وأنا مش محتاجة مساعدة. دى مش أول مرة عميل يطلب تعديلات على الشغل
- مريم واضح ان الراجل مهتم بيكي
نظرت اليها مريم وقالت بعصبية: - قصدك ايه بمهتم بيا
قالت مى بنبرة ذات معنى: - مهتم بيكي يا مريم أشرحهالك ازاى يعنى. وبعدين أشرف انسان محترم وكويس وابن حلال و...

قاطعتها مريم بحده: - مى لو سمحتى اسكتى. مش حبه أبداً أتكلم في الموضوع ده
نظرت اليها مى بأسى قائله: - لحد امتى؟ لحد امتى يا مريم
لم تجيبها مريم بل التفتت لتنظر من الشباك في صمت.

دخل طارق الى مكتب مراد المنهمك في عمله قائلاً: - ها يا مراد مش هتمشى؟
قال مراد دون أن يرفع نظرة من الورق الذي أمامه: - لأ. لسه عندى شغل
- طيب خد بريك طيب
- الشغل كتير يا طارق
- طيب خلاص براحتك أنا ماشى
- ماشى سلام
- سلام أشوفك بكرة
خرج طارق وترك مراد المنهمك في عمله. بعد لحظات دخلت السكرتيرة وقالت: - أستاذ مراد لو سمحت عايزه أمشى بدرى النهاردة
رفع نظرها اليه قائلاً بحده: - ليه؟

قالت بتردد: - يعني عندى حاجه مهمة
- ايه هي الحاجه المهمة اللى أهم من شغلك
صمتت قليلاً ثم قالت: - بصراحة عيد ميلادى النهاردة وخارجه مع صحابي عايزين يحتفلوا بيا. وأنا اصلا خلصت كل الشغل اللى ورايا
صاح بها غاضباً: - امشى يا آنسه على مكتبك بلاش دلع
بُهتت الفتاة وقالت بإضطراب: - أنا مش قصدى يا أستاذ مراد. أنا بس...

قاطعها قائلاً بصرامة: - هنفضل في تضييع الوقت ده كتير. اتفضلى على مكتبك. لما ييجى معاد الإنصراف ابقى اخرجى اعملى اللى انتى عايزاه
أومأت الفتاة برأسها وخرجت. جلست على مكتبها في عصبية قائله بغضب: - راجل قليل الذوق.

داعبت مريم الماء حول المركب بيدها وهي تبتسم في حبور. أخذت تجمع الماء بيدها ثم تتركه ليتسلل من بين أصابعها. راقبتها مي في صمت. وفي عيناها نظرة أسى. اختفت ابتسامة مريم لتحل محلها عبرة فلتت من عينينها فأسرعت بمسحها بأصابعها. اقتربت منها مى وجلست بجوارها قائله: - تحبي نمشى
قالت مريم متصنعة المرح: - لأ خلينا شوية كمان. انتى زهقتى منى ولا ايه
- لأ طبعا. بس حساكى مضايقه.

قالت مريم وهي تحاول الابتسام: - لأ بالعكس أنا مبسوطة. أنا بحب أوى ركوب المركب في النيل. بفرح أوى. لأن بابا كان بياخدنى أنا وماما وأختى ويفسحنا في المركب. وكنت ببقى فرحانه أوى
اغرورقت عيناها بالدموع رغماً عنها وشعرت بغصة في حلقها وقالت بصوت مرتجف: - و ماجد عارف كده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة