قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الأقدار الجزء الأول للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس عشر

رواية في قبضة الأقدار الجزء الأول للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس عشر

رواية في قبضة الأقدار الجزء الأول للكاتبة نورهان العشري الفصل الخامس عشر

أخبرتها ذات يوم: أنا رجل سئ فلا تتورطِ بي!
فأجابتني بكل هدوء: ماذا لو تورطت أنت؟
أجبتها بغرور: مثلي لا يليق به الوقوع في الحب!
فابتسمت بثقة و أرسلت بعينيها الفاتنة سِهام التحدي قبل أن تقول بتمهل: و مثلي لا يُمكِن أن تكون عابرة. فتذكر هذا جيدًا.

و الحقيقة أنني لم أنس أبدًا فمُنذ ذلك اليوم و أنا عالِق عِند تِلك العينين التي إستقرت سِهامها في مُنتصف قلبي الذي أعلنها و بكُل طواعية أنه لا يليق به سوي الوقوع بعشقها...
نورهان العشري.

هرولت «فرح» إلى الشرفة لتستنشِق بعض الهواء النقي فقد كانت على وشك الإختناق من كل هذا الضغط الذي عايشته طوال اليوم الذي كان من أسوء أيام حياتها.

إلتقاء الماضي بالحاضر كان مِنهِكًا للغاية فصدفة رؤيتها ل«حسام» مرة ثانية كانت ثقيلة على قلبها الذي جتي و إن تغلب على عِشقه لم يستطِع تجاوز غدره فذلك الشخص أعطاها درسًا قاسيًا جعلها تؤمن بأن العشق كلِمه وهمية لم تُخلق على أرض الواقع و أيضًا خلق بداخِلها أزمة ثقة كبيرة في التعامُل مع الآخرين لا تعلم إن كانت ستستطيع التغلب عليها يومًا.

و لكن هذا لم يكُن سبب تعاستها الحقيقي فلم يكتفي حظها السئ بتلك الصدفة فقط بل جاء ذلك المجنون الذي كانت تحسبه بأنه تمثال خُلِق من حجر سِمته البرود و الهدوء الجليدي الذي تفاجئت به منذ قليل ينصهر غضبًا لأول مرة تراه بوضوح في عيناه و لدهشتها كان يُناظِرها و كأنها إرتكبت جريمة شنعاء و أيضًا تماديه معها و إجبارِها على مُراقصته! من أعطاه الحق في مُلامستها بهذا الشكل؟

تُري هل تهاونت معه للحد الذي جعله يظُن بأنها فتاة بلا أخلاق؟
عِند هذا الهاجس إنتفضت كُل خلاياها غضبًا و شعرت بغضاضة موغرة في روحها و قررت وضع قوانين صارمة في التعامُل معه فمن يظُن نفسه؟ يُغازِل الفتيات في الصباح و يُراقِصها في المساء!
فرح!

قطع شرودها آخر صوت تمنت أن تسمعه في حياتها فزفرت بحنق قبل أن تلتفت لتجد «حسام» الذي لم تُفلتها عيناه طوال الحفل و حين رآها ترقُص مع ذلك الرجُل الذي لم يروق له انتفخت أوردته غضبًا و ما أن شاهدها تخرُج تخلص من زوجته و جاء خلفها. لم يستطِع منع نفسه من رؤيتها و الحديث معها
نعم
قالتها «فرح» بضيق واضِح و لكنه تجاهله و أقترب يقف أمامها و هو يقول بندم.

لو قولتلك أسف هتسامحيني؟ لو قولتلك إني مفرحتش يوم و انتي بعيدة عني هتسامحيني؟ لو قولتلك انك مفارقتيش تفكيري من يوم ما سبتك هتسامحيني؟ لو.
قاطعته بحركة من يدها فلم تكُن تستطيع سماع كلِماته و ندمه الذي تأخر كثيرًا فقالت بقوة
مش محتاج تقولي كل دا يا حسام.
«حسام» بتأثُر
فرح أرجوكي.

حسام أرجوك أنت. أنا فعلاً مش عايزة أسمعك. إلى بينا خلاص خلص و أنتهي من سنين. و أنت مغلطش في حقي بالعكس أنا إلى غلطت في حقك و مفروض أعتذر.
توقفت عن الحديث تُراقب ملامحه التي كانت الصدمة و الإندهاش يُسيطرا عليها لتُتابع بتأثُر زائف
أنا عمري ما حبيتك أبدًا. أنا حبيت حُبك ليا بس.
لما جيت الفرع عندنا تقريبًا كُل البنات أُعجبت بيك و كلهم كانوا حالفين يوقعوك. دول كمان كانوا متراهنين على كدا.

بس أنت حبتني أنا. و أي بنت في مكاني طبيعي كانت هتفرح و هتطير كمان من الفرحه يعني إلى مجنن البنات كلها بيحبني أنا! و كنت فاكرة إني بحبك فعلًا بس لا. أتأكدت من حقيقة شعوري ناحيتك لما طلبت مني أسافر معاك و أسيب شُغلي هنا. وقتها وقفت قدام حقيقة واحدة مفيش غيرها إني مش مستعدة أغير حياتي عشانك.
جنة أبدا مكنتش عقبة بينا دي كانت حجة استخدمتها عشان أنهي علاقة محستش نفسي فيها.

أحمق يا عزيزي إن ظننت أن قلب المرأة أن أحب لا يكره. فعلي قدر حُبها يكون وجعها عظيم و إنتقامها أعظم. و سلامًا عليك إذا ظننت يومًا أنك تستطيع الإفلات منه.
نورهان العشري.

تساقطت كلماتها على مسامِعه كجمرات أحرقت روحه أولًا و دهست كبرياؤه ثانيًا و لكن قلبه الذي لا يزال يهذي باسمها أستنكر بشدة تِلك الكلمات و أقترب منها بخطً سُلحفية و ملامحه تعكس نيرانه المُتقدة داخله و التي تجلت في نبرته حين قال.

أنتي أكيد بتكذبي عليا و بتنتقمي مني عشان أتجوزت مها و سافرت. بس وحياتك عندي عمري ما حبتها مفيش واحدة سكنت قلبي غيرك و لو مش مصدقاني مُستعِد أطلقها دلوقتي حالًا و أصلح غلطتي ووو
كنت واثقه أنك لسه بتحبها. بس مكنتش متخيلة أنك واطي بالشكل دا
تجمد الإثنان حين وقع على مسامِعهم صوت «مها» الملئ بالكُره و الألم معًا و الذي تجلي بوضوح على معالِمها حين سمعت صوته القاسي يُعنِفها بقوة.

أخرسي و مسمعش صوتك. إيه إلى جابك هنا
أشعلت قسوته نيران الوجع و الخيبة بداخلها فشكلا شعور عارم بالغضب والرغبة في الإنتقام لكبريائها المدهوس تحت أقدام من أسمته يومًا حبيبها فصرخت قائله بقوة
لا مش هخرس و صوتي دا كل الناس هتسمعه عشان يعرفوا حقيقتك أنت و الست هانم خرابة البيوت.

علا صُراخها للحد الذي جعل حشد من أصدقائهم التي تفاجئت بوجودهم في هذا المكان يتجمهرون لمعرفة ماذا يحدث فسقط قلب «فرح« بين ضلوعها و هي تري ما يحدُث خاصةً حين أقترب «حسام» من تلك المجنونة ليهدئها فعلا صراخها أكثر فأغمضت عيناها و تعالت أنفاسها و ودت في تلك اللحظة لو تختفي من هذا العالم أو تحدُث مُعجزة تنقذها من تلك الفضيحة التي سيُلاحِقها عارِها مدي الحياة.

إيه يا حبيبتي أتأخرت عليكي و لا إيه؟
لم تستطِع تصديق أُذُنيها حين سمِعت صوته القوي يتحدث بجانبها و ذلك اللفظ التحبُبي الذي من المُستحيل أن يُناديها به لذا ظنت أنها تُهلوس بفعل الخوف و لكن أحرقتها لمسته لخصرها الذي أعتقله ذراعه الأيسر ففتحت عيناها بصدمة لتلتفت إليه فوجدت ملامحه لا تُفسر بينما كان الجميع يقف مشدوهًا و كانت «مها» هي أول من تغلبت على صدمتها حين قالت ساخرة.

حبيبتك! و دا من امتي أن شاء الله؟
لم تتأثر ملامحه ولكن قست عيناه قليلًا و تنافي ذلك مع لهجته الودودة حين قال موجهًا حديثه ل«فرح» التي كانت مُتجمِدة كالتمثال بمكانها
إيه يا حبيبتي أنتي لسة مقولتيلهمش؟
للمرة الثانية التي يُناديها هكذا! تُري هل جُن ام6 هي من جُنت أم أنها كانت بكابوس لا تعلم متي ينتهي؟
ظلت نظراتها مُتعلِقة به كالبلهاء لثوان و لكن آتي صوت «حسام» الحانِق و هو يقول.

تقولنا على إيه؟ أنت إيه علاقتك بيها؟

لأول مرة بحياته يشعُر برغبة مِلِحة لقتل أحدهُم يود لو يوجه لكمات قاسية لرأس ذلك الرجُل حتى يُخفي معالم وجهه و بعدها يقوم بنحر عُنقه بخِنجر باتر لكي يستمتع برؤيته يتعذب دون أن يشعُر بلحظه شفقه واحده عليه. هذا كان شعوره مِنذ أن رأي هذا الرجُل و لكنه يعلم كيف سيُنفذ أُمنيته تلك دون إراقه نُقطة دِماء واحده لذا شدد من إحتضان خصرها و باليد الأُخري قام بإمساك كفها و رفعه ليُلثِمه برِقه و هو يقول بنبرة قوية حادة تحمِل بين طياتها الكثير.

النهاردة خطوبتي أنا و فرح.

إما أن تقتُل وجعك أو تتركه ليقتُلك أما هروبك منه فهو مِحاولة آثمة بحق قلبك و إرجاء لموتك الذي حتمًا سيأتي إن لم تضع لهذا الوجع نهاية.
نورهان العشري.

كان «عُدي» يرقُد بأحد المشافي ينتظر أن تتعافي جروح جسده التي لم تكُن بشئ كبير أمام جروح قلبه التي جعلته يعود تِلك الليلة بعد أن قتلته كلِماتها للمرة التي لا يعرف عددها و لم يستطِع التحمُل أكثر من ذلك فذهب إلى شقته و أخذ جُرعة كبيرة من تِلك المواد اللعينة التي سرت كالسُم في أوردته و كادت أن تكتُب نهايته تلك الليلة لولا «مؤمن» الذي أنقذه في آخر لحظة فقد كان يعلم ما يمُر به صديقة و بعد أن أوصل «ساندي» إلى بيتها توجه على الفور إلى شِقته و قام بفتح الباب بمفتاحه الخاص ليجد كل شئ مُبعثر حوله و هو مُلقي في المنتصف فاقداً للوعي ليهرع به إلى إحدي المستشفيات و تم إنقاذه بأعجوبة و كأن الحياة لم تُشفِق على وجعه و أعطته الفرصه ليعيشه مرة آخري.

هذا كان حاله و هو ينظُر من النافذة بقلب بدا فاقدًا للشعور فقط خواء و كأن ما بين ضلوعه فارغًا. فقد أختبر الموت في الأيام المُنصرِمة و عاش وجع الفقد و النبذ مرات و مرات فوالداه لم يسألا عنه و لم يتكلف أيًا مِنهُما عناء القدوم و ترك أشغالهم بالخارِج حين أخبرهُما «مؤمن» بأنه تعرض لحادثة تسمُم و اكتفا الإثنان بالإطمِئنان عليه هاتفيًا مع إطلاق الكثير من الوعود بالقدوم في أسرع وقت و الحق يُقال فهو لم يتأذي كثيرًا من موقفهما فقد مل قلبه من الوجع حتى لم يعُد يتأثر به. فهو عاش أكثر من نِصف عُمره بدونهما و يستطيع إكمال الباقي بدونهما أيضا. فقد كان وجودهما في حياته أشد الإبتلاءات التي رماه بها القدر حتى أنه حين كان يتناول ذلك السُم كان يعلم بأنه هالِك لامحالة و لكنه كان يتمني فقط لو يري وجهيهما حين يعلمان خبر موته. هل ياتُرى سيحزنان عليه؟ أم سيِسارِعون بدفنه تحت الثري حتى يستطيعا الرجوع إلى سِباقهم خلف تِلك الأوراق اللعينة المُسماة بالنقود؟ أم لن يتكبدا عناء حضور جنازته من الأساس؟

أبتسم بمرارة و هو يتذكر كلِمات والدته الخاليه من أي عاطفة حين قالت بقسوة
يالا بطل دلع و قوم عشان الإمتحانات عالأبواب. عيزاك تخلص السنادي. شغلك محجوز هنا متبوظلناش كل إلى بنبنيه.

لو تعلم أنه يتمني هدم كل ما بنوه في تِلك السنوات فوق رؤوسهم فقد كان الوحيد الذي دفع الضرائب و لازال يدفعها و لكن كفي! فلن يدفع ثمن أنانيتهم بعد الآن و لن يترُك تِلك الهوة السحيقة تبتلِعه مرة ثانية و قرر أن يُتابِع المُتبقي من عُمره يعيش ما يُريده فقط و لكن قبل ذلك سيقوم بتصحيح أخطاءه السابقة.
إيه يا دعدوعه صح النوم. أخيرًا يا عم فوقت.

التفت «عُدي» على صوت «مؤمن» الذي كان يُمازحه فقد كان أكثر من يشعُر به و بما يُعانيه من عذاب و ألم و لكنه لم يُفصِح عن شئ و كان يُساعده بطريقته
للأسف فوقت!
قالها «عُدي» بنبرة بها الكثير من المعان فاقترب منه «مؤمن» و قال بإهتمام
لسه تعبان و لا إيه؟ أنا سألت الدكتور بره وطمني
متقلقش أنا بقيت كويس
«مؤمن» بإرتياح.

طب الحمد لله. كلها كام يوم و تخرُج من المُستشفي دي و نخربها زي زمان
قالها «مؤمن» بإرتياح فابتسم «عُدي» و قال بمرارة
كفاية خراب يا مؤمن لحد كدا. خلينا نعدل إلى خربناه بقي.
جعد ما بين عيناه وقال بإندهاش من حديث صديقه
جرالك إيه يا عُدي؟ و إيه كلامك الغريب دا؟
«عُدي» بتصميم.

هتعرف كل حاجه في وقتها. اطلبلي سليم الوزان دلوقتي في التليفون. و خليه ييجي عشان لازم اتكلم معاه ضروري.

دخلت «فرح» إلى غُرفتها و هي تشعُر بثُقل العالم في صدرها و الذي كان و كأن يد قويه أعتقلت أنفاسه فجعلت من تنفُسها أمرًا مُستحيلًا. بالإضافة لدقات قلبها التي تكاد تُجزِم بأنه كان يسمعها حيث يقف يُناظِرها ببرود و هي تدور حول نفسها بلا هوادة لتستطيع أخيرًا الحديث فقالت بنبرة حانقة
هو أنا ممكن أعرف إيه إلى حصل من شويه دا؟

كان يستند بجسده على الطاولة خلفه واضعًا يده بجيوب بنطاله بأريحية زادت من حنقها بينما عيناه تُتابِع ما يحدُث معها بلامُبالاة تجلت في نبرته حين قال
تقصدي إيه بالظبط؟
أستفزها بروده فعلت نبرتها قليلًا و هي تقول
الهبل إلى حصل من شويه دا. مين دول إلى خطوبتهم كانت النهاردة؟
«سالم» ببساطة
أنا و أنتي إيه مسمعتنيش و أنا بقولهم؟
وضعت «فرح» يدها فوق جبهتها تفركها بعصبية قبل أن تقول بحنق.

سالم بيه على فكرة مش وقته خالص تريقتك دي!
أشفق على غضبها و حيرتها فقال بجدية
أنا مبتريقش و لا حاجه. كنت عايز أنقذك من وضع غبي غرزتي نفسك فيه و مكنش في حل غير كدا
بدا عذرًا مقبولًا لعقلِها و لكن لم يقُنِع قلبها الذي لم تهدأ ضرباته للآن فأخذت نفسًا قويًا و قالت بشفاة مُرتجِفة
يعني عشان تنقذني من فضيحة تورطني في مُصيبة
أرتفع إحدي حاجبيه على إثر جُملتها الأخيرة و قال بإندهاش
مُصيبة!

«فرح» بإنفعال
طبعا مُصيبة مسمعتش الزفتة مها و هي بتقول لازم تعزمها عالفرح إلى معرفش إزاي حددته كمان ست شهور! لا و حضرتك بكُل بساطة تقولها أقامتكوا في إسماعيليه أسبوع الفرح في فندق الوزان
كانت تتحدث و هي تُقلِد لهجته في الحديث مما جعلها مُثيرة بشكل كبير و لكنها لم تلحظ نظرات الإعجاب التي كانت تُظلِل عيناه و تابعت بحنق
بتجيب الثبات الإنفعالي دا منين أنا عايزة افهم.

تجاهل حنقها و غضبها اللذيذ و قال بتقريع خفي
سُبحان الله. دا بدل ما تشكريني إني أنقذتك من بين أيديها. صحيح خيرًا تعمل شرًا تلقي!
«فرح» من بين أسنانها
مطلبتش منك تنقذني على فكرة!
«سالم» ببساطة
مش هستناكي تطلُبي. مبادئي تجبرني إني لما ألاقي واحدة ست في ورطة أنقذها
«فرح» بإنفعال.

منها لله مبادئك دي! طيب ياريت تعرفني بقي هننهي المهزلة دي إزاي و ياريت نتكلم جد شوية قبل ما الموضوع ينتشر و الناس كلها تعرفه
أومأ برأسه و تمتم موافقًا
نتكلم جد!
وصل الأمر إلى نُقطة اللا تراجُع بالنسبة إليه فنصب عوده و تقدم ليقف أمامها مُباشرةً و هو يُشدِد على كُل حرف يتفوه به
مفيش حاجه هتنتهي يا فرح. أنا مبرجعش في كلمة قولتها. و مدام قولت اتخطبنا و هنتجوز يبقي هيحصل.

وقعت كلِماته على مسامِعها كالبرق الذي جعل عيناها تجحظ من شدة صدمتها فقد بدا التصميم على وجهه بشكل كبير و لكنها نفضت عن عقلِها كِل هذا و قامت بإطلاق ضحكة قويه خالية من المرح قبل أن تقول
انت أكيد بتهزر صح!
تفهم صدمتها و لكنه عزم على تنفيذ ما أراد فقال بقوة
ما إحنا قولنا هنتكلم جد.
«فرح» بإنفعال.

جد إيه. أنت سامع نفسك بتقول إيه؟ جواز إيه؟ و ليه؟ يعني تضيع حياتك عشان كبريائك ميسمحلكش ترجع في كلمه قولتها؟ أنت واعي للي أنت بتقوله؟
«سالم» بصرامه
فرح. أنتي عارفه كويس أوي إنتي واقفه قدام مين؟ و عارفه أن مفيش كلمه بقولها مبتعديش على دا للأول
قال جُملته و أشار إلى عقله فسخرت قائله
لا والله. يعني الكلام دا عدا على عقلك! طب والنبي فهمني بقي أنت مُستفيد ايه من وضع زي دا؟

أخذ نفسًا قويّا قبل أن يقول ببساطة
زي ما أنا أنقذتك من البنت دي. أنتي كمان هتنقذيني من زن والدتي عليا إني أتجوز؟
يا راااجل!
خرجت الكلِمه من شفتيها متبوعة بضحكة قويه لامست جوانب قلبه فارتسمت إبتسامة بسيطة على شفتيه سُرعان ما أخفاها عِندما سمعها تقول بتهكُم
أنت سامع مُبررك. لا واضح فعلًا أنك بتفكر في كلامك كويس
تجاهل مُنحني الرد مما جعلها تتأكد من أنه يتحدث بجدية فخرجت الكلِمات من شفتيها بإندفاع.

و أنا المفروض عشان أنقذك ألبس نفسي في حيط!
تجمدت ملامحه لثوان قبل أن يقول بإستنكار
حيط!
فطنت لم تفوهت به فتراجعت للخلف بخطوات فوضاوية و هي تقول بنفاذ صبر
أوف بقي أنا تعبت. بص أنا ماليش في الجنان دا و مستحيل هنفذه
نظر إليها و عيناه ترتسم بهما إبتسامة تغلغلت إلى أعماقها و قال ساخرًا
وماله. الجنان حلو!
«فرح» بتوسل
سالم بيه بطل سخرية و اسمعني ارجوك
إنمحت ابتسامته و قال بجدية.

سامعك. بس ياريت تتكلمي في المفيد
يعني إيه؟
إيه وجه اعتراضك بالظبط على جوازنا؟
تحدث بعقلانيه أثارت جنونها فقالت بحدة
جوازنا! أنت فعلًا بتتكلم بجد؟
خرج صوته غاضبًا فقد نفذ صبره من إقحام الأمر بعقلها السميك
شيفاني مجنون عشان أهزر في حاجات مصيرية زي دي؟
«فرح» بتهكُم
لا لا سمح الله ودي تيجي. ياريتك تكون مجنون فعلًا و بتهزر
قالت جملتها الأخيرة بقهر فأجابها بصرامة.

فرح. مابحبش الهري الكتير قولي إلى عندك
إرتدت ثوب التعقُل بعد أن تأكدت من إصراره على تنفيذ هذا الهُراء
إلى عندي كتير أوي أولًا إحنا مش شبه بعض في أي حاجه. و لا حياتنا شبه بعض و لا حتى في بينا أي ميول و إهتمامات مشتركه.
قاطعها مُستفهِمًا
و أنتي تعرفي إيه عن ميولي و إهتماماتي عشان تقولي أننا مفيش بينا حاجه مشتركه؟
«فرح» بتعقُل.

معرفش. أنا فعلًا معرفش عنك حاجه. و دي تاني عقبة قُدامنا أننا منعرفش عن بعض حاجه
«سالم» ببساطة
أنا بالنسبالي مُكتفي بالي أعرفه لو أنتي عايزة تعرفي حاجه أسألي و أنا هجاوبك
«فرح» بإندهاش
بالبساطة دي؟
بالظبط
لاح لعقلها فكرة قد تُقصيه عن جنونه فقالت بتريُث
طب و مامتك الحاجة أمينة إستحالة توافق على جوازك مني
«سالم» بصراحه صدمتها.

دي حقيقة هي فعلًا من الصعب جدًا أنها توافق على جوازي منك
«فرح» بإندفاع
شُفت أدي أنت قولت عمرها ما هتوافق!
«سالم» مُصحِحًا
لا أنا قولت صعب بس مش مستحيل!
«فرح» بحنق
طب أفرض موافقتش هتزعل ممتك؟
«سالم» بفظاظة
لا هقنعها و حتى لو مقتنعتش دي حياتي و أنا حُر فيها
«فرح» بإنفعال.

عُمرها ما هتقتنع أنت نسيت رأيها فيا لما كُنا في المكتب. و على فكرة بقي أنت كمان كُنت موافق على كلامها
رفع إحدي حاجبيه و قال بإستفهام
بالنسبة لكلام الحاجة فدا رأيها هي حُرة فيه بس عايز أعرف أنا أمتا وافقت على كلامها؟
«فرح» بحنق عندما تذكرت حديثهم بالمكتب
أيوا وافقت و متنكرش. و على فكرة بقي أنا عمري ما هتغير أبدًا
«سالم» بأختصار
محدش طلب منك تتغيري
«فرح» بكبرياء.

أنا بس بعرفك. فكرة الست الضعيفة دي بره عني عمري ما هعرف اعملها أبدًا
إرتسم بعيناه نظرات جعلتها تتوتر و خاصةً حين قال بلهجة عميقة
الستات يا فرح مبيتصنفوش ضعيفة و لا قوية. وحشة ولا حلوة الستات بيتصنفوا ست ذكية و ست لا
لامست نبرته شئ ما بداخلها و لكن معرفتة بأمور النساء لم تروق لها لذا قالت بسُخريه غاضبة
أنت خبير في الستات بقي؟
تابع مُتجاهِلّا جِملتها.

و الست الذكية بس هي إلى تعرف تتعامل مع الظروف إلى حواليها و هي كمان إلى تقدر تخلي ضعفها سلاح في أيدها.
تابعت تُعانده
الكلام دا مش صحيح
أصر على حديثه و قال مؤكدًا
بالعكس الكلام دا صحيح ميه في الميه أنتي بس إلى بتقاوحي!
تجاهلت تلميحه و قالت بعِتاب خفي
بس أنت قولت غير كدا قُدام ممتك
شعر بها تُعاتبه فقد تجلي ذلك في عيناها فقال بتخابُث
فكريني بالكلام إلى أنا قولته معلش
اندفعت الكلمات من بين شفتيها حانقه.

قولت الراجل بيحب الست تبقي قدامه ست و من وراه راجل
«سالم» بتسلية
حلو أنك لسه فاكرة طب ممكن بقي تعرفيني إيه إلى فهمتيه من كلامي!
«فرح» بإستنكار غاضب
فهمت أنك تقصد انك عايز مراتك تبقي قُدامك ست و معني أنها تبقي ست أنها تبقي ضعيفة
«سالم» ببساطة
لا خالص يا فرح دا مش معني كلامي
لاح شبح الأمل في سماءها فقالت بنبرة هادئة مُترقبة
آومال إيه معناه؟

لاح المكر في عيناه و تعمقت نبرته حين قال بوقاحة
أوعدك أول ما يتقفل علينا باب واحد هعرفك أقصد إيه
ا5نتفض كيانها كُله بكلماته التي جعلت زوبعه من المشاعر تجتاح قلبها و لامست أوتار مُلغمة داخل صدرها فقالت بإندفاع
سالم بيه مسمحلكش!
كانت ملامحها ككتاب مفتوح لا يمل من قراءته أبدًا لذلك تابع بلهجه تحمل وسام الغرور و الإنتصار معًا
مش مستنيكي تسمحي. و لا عايز منك تتغيري. كل إلى عايزة حاجه واحده بس.

«فرح» بنبرة مُرتعِشة
إلى هي؟
متقاوميش. و بطلي تستنزفي نفسك في حروب خسرانه. عشان أنتي بس إلى بتتأذي.
هبت رياح العِناد برأسها فقالت بقوة
أنا حرة في نفسي على فكرة
إستدار و تقدم بخطوات مُغترة حتى وصل إلى باب الغُرفة و من ثم إلتفت أليها قائلًا بتملُك إنبعث من عيناه أولًا
مبقتيش حرة بعد النهاردة.
ثارت جيوش التمرد بعروقها فقالت بحدة
نعم دا إلى هو إزاي؟

أرسلت عيناه نظرات كالسِهام التي تراشقت بقلبها فجعلته يرتجف بقوة بين ضلوعها لما لامسته بنظراته التي لم تخلُ من التملُك و الإعجاب و رُبما الإشتهاء الذي تجلي بوضوح في كلماته
من اللحظة إلى قولت فيها إنك خطيبتي بقيتي على إسمي. على إسم سالم الوزان. أحفظي الكلمتين دول كويس أوي.

كانت «أمينة» بغرفتها تنتظر قدوم «هِمت» التي أرسلت بطلبها للتحدُث معها و إنهاء الخلافات بينهُم و ما هي إلا دقائِق و سمعت طرقاتها على باب الغُرفة فسمحت لها بالدخول
تعالي يا همت و اقفلي الباب وراكي
أطاعتها «هِمت» بملامح مُتجهِمة و تقدمت منها بخطوات مُقتضبة و جلست على الأريكة المُقابلة لمقعدها فبادرت «أمينة» بالحديث قائله بود.

شكلك لسه زعلانة مني يا هِمت؟
«همت» بتهكُم
زعلانة منك! لا إزاي هو أنتي بتعملي حاجه بردو تزعل؟
تجاهلت «أمينة» السُخرية في حديثها و قالت بتفهُم
حقك يا هِمت تزعلي. بس حطي نفسك مكاني.
قاطعتها «همت» بحدة
أنا مش مكان حد يا أمينة. و أنتي عمرك ما حطيتي نفسك مكان الناس
«أمينة» بإنفعال
انا قلبي أتحرق على ابني يا همت
قاطعتها بحرقة.

كُلِنا قلبنا أتحرق عليه. مش أنتي لوحدك. و لو كُنتي مفكرة إني زعلانه عشان مراته إلى جت تعيش هنا تبقي غلطانه. أنا زعلي أكبر من كدا بكتير.
«أمينه» بترقُب
و إيه سبب زعلك
«هِمت» بقهر
زعلانة أنك رخصتي بنتي يا أمينة. طول عمرك عارفة إن إبنك مالوش كيف ليها و كنتي بتعشميها و تعشميني و أنا كُنت ماشية وراكي زي العامية و كنت السكينة إلى دبحت بنتي.
«أمينة» بصدمة.

إيه الكلام إلى بتقوليه دا يا هِمت. أنا عُمري هرخص بنتك. دي سما زيها زي حلا بالظبط. و لو كُنت شاكه و لو واحد في المية إن حازم مش عايزها مكنتش عمري هتكلم في الموضوع دا
«هِمت» بسُخرية
لا يا شيخة صدقتك أنا. أومال روحتي تعرضيها على سليم ليه. و أنتي عارفه بردو أنه مالوش رغبة فيها!
أقولك أنا ليه؟ كُل دا عشان تمنعيه عن ست الحُسن و الجمال!

ليكون مفكرة إني مخدتش بالي من لهفته عليها. لا يا أمينة دا أنا إلى مربيه ولادك و أعرفهم أكتر من نفسي
هبت «أمينة» من مقعدها و قالت بإنفعال
كلام إيه دا يا هِمت أنتي بتخرفي و لا إيه؟
«هِمت» بإحتقار.

مبخرفش. أنا سمعاكي بودني و أنتي بتتكلمي معاه. للدرجة دي بنتي رخيصة في نظرك؟ لا يا أمينة بنتي غالية و غاليه قوي و متتحصليش عليها أنتي و ولادك. أنتوا آخركوا واحدة زي إلى تحت دي لا ليها أصل و لا فصل. زي إلى في بطنها إلى يا عالم إبن مين!
أخرسي يا هِمت و إلا هقطعلك لسانك
«هِمت» بقسوة.

لا مش هخرس. و أنا عارفه كل إلى عملتيه دا ليه؟ أنتي عايزة تاخدي تارك من إلى حصل زمان. و تقهريني على بنتي زي ما أتقهرتي على إبنك حبيبك.
«أمينة» بصدمة
أنتي أكيد اتجننتي؟
«همت» بغضب حارق و نبرة صارخة
لا عقلت. و حق بنتي هاخده من عنيكي يا أمينه.

كانت ترتجِف كُليًا لا تعلم بردًا أم قهرًا أم كلاهُما. كانت تشعُر بشئ حاد ينفذ من أعماقها و تمتد مرارته إلى حلقِها تشعُر بأن هُناك شئ قابِل للإنفجار بجوفها و كأن حريق ينشب بداخل أحشائها و أنهار عبراتها لم تكُن قادرة على إخماده و لكن الله دائمًا يُرسِل غوثه في أكثر الإوقات صعوبة و قد تجلي ذلك في لمسة حانية من يد صغيرة لامست كتفها فارتفعت عيناها تلقائيًا لتشتبِك بعينان زيتونية لوجه ملائكي صغير و هُنا تذكرت تلك الصغيرة التي أتت مع المدعو «مروان» إلى القصر و قد دعاها ذلك البغيض «ريتا» و لكنها لم ترها مُنذ ذلك الوقت و قد صُدِمت بشِدة حين رأتها و تعاظمت صدمتها حين شعرت بإصبعها الصغير و هي تمسح برقة عبراتها التي كانت تتساقط فوق ملامحها الباهتة و قد جعلتها فعلت الفتاة تنخرط في بُكاء عنيف فحاوطتها بذراعها الصغيرة و ظلت تنتحب بحضنها لوقت لا تعلم مُدته إلى أن هدأت تدريجيًا و كأن ذراعيها كان بهُم مُخدر من نوع خاص جعل ألم قلبها يهدئ قليلًا فرفعت رأسها تُطالِعها بإمتنان تجلي في نبرتها حين قالت.

شُكرًا
أبتسمت الصغيرة بحنو و قالت ببراءة
لو لسه عندك دموع تانيه عيطي و أنا هفضل حضناكي أنا مش تعبانة
لامست كلِماتها البريئه أوتار قلبها فأمتدت يدها تحتضن وجهها الجميل و هي تقول بتأثُر
يا روحي أنتي.
«ريتال» بصدق
والله مش بكذب.
عارفه. بس أنا خلاص مبقاش عندي دموع تقريبًا خلصتهم.
قالت جُملتها الأخيرة بمرارة فتحدثت «ريتال» بفضول طفولي
هو أنتي بتعيطي ليه
إحتارت بماذا تُجيبها فقالت بألم.

موجوعة أوي
من إيه أنتي متعورة؟
قالتها «ريتال» بلهفه فأجابتها «جنة» بتهكُم مرير
اه متعورة. متعورة هنا
أشارت إلى قلبها فاقتربت منها الصغيرة و هي تُمرِر يدها على صدرها و تُدقِق النظر و من ثم رفعت رأسها تقول بإندهاش
بس مفيش أي جروح هنا خالص؟
ابتسمت ساخرة قبل أن تقول بوجع دفين
مش كل الجروح بتبقي ظاهرة. في جروح مبتتشفش بس بتموت!
جلست الفتاة بجانبها و قالت ببراءة
تعرفي أنتي عندك حق.

تفاجئت «جنة» من حديثها و قالت بسخرية
دا بجد. و أنتي عرفتي منين؟
«ريتال» ببراءة
يوم ما ماما سافرت لربنا و قالوا مش هترجع تاني. كنت حاسة بوجع هنا كبير أوي (أشارت إلى صدرها. أكملت) بس مكنتش شايفه أي جرح.

كأن كلِماتها سهام أخترقت صدرها فقد شعرت بمدي ألمها فهي تجرعته سابقًا حين أخبرتها شقيقتها بأن والدتهُما ذهبت إلى السماء و لن تعود مرة ثانية فقد كان هُناك ألم كبير بداخِلها و لكن دون وجود جرح ظاهري و كانت تتعجب كثيرًا كيف ذلك و لكنها الآن علِمت أن ذلك الألم ناتج عن جرح في مُنتصِف قلبها لا يُري و لكن يُميت.
إمتدت ذراعيها تُحاوِط الصغيرة التي كانت ترتجِف بجانبها و قالت بنبرة مُتألمة.

أنا كمان زيك كدا ماما سابتني و راحت عند ربنا. تقريبًا و أنا في نفس سنك
الطفلة بلهفة
بجد. طب هي مش وحشتك أصل أنا ماما وحشتني أوي
«ة» بألم
طبعا وحشتني.
«ريتال» ببراءة
هو أنتي بتعملي إيه لما هي بتوحشك؟
«جنة» بحنان
بقعد ادعيلها كتير كتير. و هي بتحس بيا و بتجيلي في الحلم
«ريتال» بلهفه.

أيوا صح أنا مرة قعدت أدعي أشوفها في الحلم و نمت حلمت بيها بتنيمني و تلعب في شعري و هي بتحكيلي حدوتة قبل النوم زي ما كانت بتعمل قبل ما تمشي
رق قلب «جنة» لحديثها و للخيبة في نبرتها حين تابعت
من يوم ما مشيت محدش بقي يقرالي حواديت.

كانت تُذكِرها بطفولتها و فقدانها لوالدتها و لكن للحق كانت «فرح» دائمًا ما تكون بجانبها حتى أنها ذات مرة أخذتها بين أحضانها و أخذت تروي لها حكايات كالأطفال حتى تستطيع النوم و عند هذه الفكرة أضاءت عيناها و نظرت للفتاة بحماس و قد تبخر حُزنها تمامًا و قالت
طب تدفعي كام بقي واحكيلك حتة حدوتة إنما إيه هتعجبك أوي؟
«ريتال» بفرحة عارمة
بجد أنتي بتعرفي تحكي حواديت يا. هو أنتي أسمك إيه؟

إسمي جنة و حافظة كمية حواديت لا تتخيليها.
«ريتال» بتوسل
طب ما تحكيلي حدوتة منهم
«جنة» بحنان
كل يوم هحكيلك حدوته منهم
«ريتال» بفرحة غامرة
هييييييه. طب تعالي معايا أوضتي و أحكيلي هناك لحد ما أنام
يالا بينا.
تشابكت الفتاتان و كأنهُما أصدقاء قُدامى و ما أن وصلوا إلى باب القصر حتى توقفت «ريتال» التي قالت بصوت خفيض.

بقولك إيه أمشي بالراحة خالص عشان عمو مروان ميسمعناش و إحنا داخلين
إرتابت «جنة» من حديثها فقالت بإستفهام
ليه كدا؟
الفتاة ببراءة
مبيبطلش رغي و أنا جالي صداع منه فقومت قولتله هنام و هربت و جريت على الجنينة و مش عيزاه يشوفني عشان ميفكرش إني كذبت عليه بس خلي بالك دا سر بينا
أبتسمت «جنة» على حديث الفتاة و قالت بمُزاح
أنتي شكلك حكاية يا ريتا. متقلقيش يا ستي مش هقوله حاجه.

طب يالا بينا بقي بشويش
أطاعتها «جنة» و توجهوا إلى الداخل و بأقدام خفيفة كالريشه صعدوا الدرج و ما أن مروا بغُرفة «أمينة» حتى سمعت «جنة» أصوات إستغاثة و شهقات مكتومة قادمة من الداخل فتجمدت الدِماء بعروقها و دب الذُعر بقلبها و توجهت بخُطً ثقيله إلى باب الغُرفة و قامت بفتحه بهدوء و سُرعان ما خرجت شهقة قويه من جوفها حين رأت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة