قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 13

رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الثالث عشر

وقفت تنظر من خلال النافذة العريضة لغرفة حضانة الأطفال ...برداءها الأبيض الذى زادها نقاء واشراقا...وعيناها الزرقاء تتلألأ من السعادة وهى تداعب أحد الأطفال وتضحك له وتفعل حركات كرتونية بوجهها ويديها ...وكأن الطفل كان يفهم حركاتها فيضحك ويحرك قدميه ويديه بعشواءية ...وقفت منسجمة تماما مع هذا الطفل وغيره من الأطفال الذين يملاءهم البراءة والنقاء ...كم تعشق الوقوف فى هذا المكان ولو قليلا عندما لا يكون لديها اى عمل فى المشفى ...هذا هو المكان الوحيد الذى تجد فيه نفسها ...ريم كما لم يعرفها أحد من قبل ...الرومانسية الحالمة النقية البعيدة تماما عن تلك المرأة سليطةاللسان العنيفة ...التى تحلم فقط بطفل تحمله بين يديها وتدغدغه وتحتويه ...تريد ان تعوضه عن ما فقدته هى من احتواء وأمان لم تجده ويبدو انها ستظل تبحث عنه ...أن كانت يوما ستفكر فى الزواج فلن يكون إلا من أجل ان تنجب طفلا ...لا يوجد رجل محب لامرأة جميعهم كاذبون سيبنون لكى أحلام وقصور وبعد ذلك سيتركوكى محطمة ...ومن دون ان تشعر وجدت ذاكرتها ترجعها للماضى لأكثر من عشرون عاما.

ركضت بسرعة تختبئ فى غرفتها ...عندما بدأ شجار والديها المعتاد والصراخ وهما يلقيان على بعضهما أفظع الألقاب ...فسمعت صوت العديد من الأشياء وهى تتحطم ...ووالدها يصرخ ويسب ...ووالدتها تصرخ ببكاء شديد ...وكلما كانت تزداد شدة شجارهم وصراخهما كانت تنكمش أكثر بجسدها الصغير فى أحد الأركان وتضع إحدى يديها على اذنها تحاول أن تمنع وصول تلك الأصوات إليها والاخرى تضعها على فمها تحاول منع شهقاتها وبكاءها ...حتى أمسكت أحد الدمى الوردية الموجودة بالغرفة تضمها إليها أكثر لعلها تجد فيها الأمان وتحميها من ذلك الصراخ الذى بالخارج ...حتى شعرت بالهدوء وأن الأصوات قد توقفت ...فانتظرت قليلا ثم تحركت مبتعدة من مكانها تفتح باب غرفتها الوردية ببط ... حتى لمحت والدتها تجلس على الأرض تبكى ووجهها ملئ بالكدمات وآثار الضرب ...أرادت الذهاب إليها لكى تحتمى بها لكنها خافت من ان تقوم والدتها بأبعادها عنها او حتى الصراخ بها ...فاغلقت باب غرفتها ...وجلست على السرير تنظر بعيناها الزرقاء الدامعة فى المكان ...فمدت يديها الصغيرة تبعد خصلات شعرها الحمراء عن عينيها ...وهى تقول بطفولية وببراءة تحاول ان تطمان نفسها ...وتعطيها الأمان ...لن تبكي يا ريم ...انتى كبيرة ...لا تخافى انه يحدث دائما وهما انتهيا من شجارهما وسيعودان جيدين ...لذا لا تخافى

عادت بذاكرتها ...بعد أن خانتها دموعها وبدأت بالسقوط ...رغم انها بكت كثيرا ...وأصبحت معتادة على التذكر. ...إلا انها كلما تذكرت ما كان يحدث بين والديها ...تتخيله وكأنها تراه أمامها ...هوت بجسدها على أرضية الرخاميةالبيضاء للمشفى. ...تضع يديها على وجهها و تزداد شهقاتها أكثر وأكثر ...
عندما كان عمرها سبعة أعوام ...والدتها طلبت الطلاق فهى لم تعد تتحمل العيش مع والدها وتركتهما...رغم أن والديها قد تزوجا عن حب إلا أنهما لم يستمرا مع بعضهما ولا أحد علم سبب شجارتهم تلك ...شعرت بجسد يقترب منها ويجلس بجوارها ويستند بجسده على الحائط. ...حتى قال بانزاعاج ...ماذا أفعل يا ريم ...هل أقوم بإلغاء قسم الأطفال ...لكى لا أرى حزنك هذا ...عندما أبحث عنكى ويقول لى أحدهم انكى فى قسم الأطفال انزعج وانا أعلم انكى لن تتوقفى عن بكاءك هذا
فرفعت رأسها إليه بعينان حمروان وهى تقول بشهقات. ...ماذا أفعل يا ماهر ...لا أستطيع أن انسى ...وأنا لا أستطيع الا أتى إلى هنا ...انه المكان الوحيد الذى أجد فيه السعادة

فنظر إليها بحزن ...فهو يعلم جيدا بمشاعر ريم والشرخ الكبير الذى حدث فى شخصيتها منذ ان انفصل والديها ...شئ صعب ان تكبر ولا تجد والديك حولك فى الوقت الذى احتجت إليهم به ...
فنظر إليها باهتمام وهو يتحرك واقفا بسترته الطبية البيضاء ويرتدي تحته قميص باللون الأبيض وبنطال بذلته الزرقاء فقال بتذكر ...ريم. .نسيت صحيح ان أسألك ...لماذا لم تأتى منذ أكثر من عشرة ايام ...هل نور ما تزال حالتها سيئة ومد إليها يده لكى يساعدها على الوقوف ...لكن كعادتها رفضت مساعدته ووقفت هى بنفسها وقالت وهى تقوم بتعديل سترتها الطبية ...لا تقلق نور بخير وانا سأعرف كيف اجعلها تنسى ذلك الوغد قالتها بغضب
فنظر إليها بانزاعاج وقلق ...ريم ما الذى تفكرين فى فعله ...أروى اخبرتنى بما فعلتيه بالعروس ومن دون ان يشعر أطلق ضحكة حاول منعها بشدة وهو يتذكر ما قالته له أروى وهى تصف ريم وما فعلته فى حفل الزفاف ...فنظرت إليه بأعين حادة محمرة جعله بسرعة يوقف ضحكته وهو يقول باسف ...آسف ...ثم تابع بجدية مصطنعة...حسنا ما الذى تفكرين بفعله ...يا رئيسة العصابة

فقالت بغضب ...انا رئيسة العصابة ...وتابعت وهى تبتعد عنه مغيظة إياه ...لن أخبرك
فركض وراءها وهو يقول بفضول. ...حقا ما الذى
تنوين فعله ...فوقفت أمامه تقول بابتسامة ثقة وهى تضع يديها فى جيبى سترتها ...هل تعرف طبيب المخ والأعصاب ...ذلك الطبيب الذى طلب مقابلة تعارف منى منذ أكثر من ثلاثة أشهر
فقال باهتمام وتركيز وهو يقف أمامها ...نعم أعرفه وأظن انكى رفضتى طلبه بسرعة ...ثم نظر إليها وعيناه نصف مغمضة بلؤم وقال ...ولكن ما الذى ذكرك به الآن
فقالت بابتسامة أظهرت أسنانها البيضاء ...لقد رجعت فى كلماتى ثم تابعت وهى تعد صفات ذلك الطبيب ...انه طبيب مشهور ...وماهر فى عمله ...ووسيم ...وطويل القامة ...ثم تابعت بابتسامة رضا وتنهيدة ارتياح جعلته يعقد حاجبيه فى شك ...فوق كل هذا هو طيبب...سيكون ثناءى رائع مع نور
فقال بحدة وسرعة ...هل جننتى ...ريم ما الذى تخططين له
فقالت بنفس ابتسامتها وهى تشبك أصابع يديها مع بعضهما ...أخطط ان أوفق رأسين فى الحلال
ففرغ فاهه وقال ببلاهة...ماذا
فنظرت إليه بغضب ثم أغمضت عيناها وفتحتهما وقالت بهدوء وهى تسير أمامه ...لقد قرأت مقولة ما ...تقول لكى تستطيع ان تنسى المرأة رجل عليها برجل آخر ...ثم تابعت مفكرة ...اظن أن مضمونها هكذا ...
فقال وهو يصتك على أسنانه ...هل تعلمين هذه أكثر مقولة غبية فى هذا العالم ...لانكى بهذه الطريقة ستظلمين الطرف الآخر ...لانكى ستستخدمينه لكى تجعلى صديقتك تنسى ذلك الآخر الذى خدعها...أليس كذلك
فاومات برأسها ...نعم
فقال ...لا هذا خطأ ...انكى تريدين مساعدتها حقا ساعديها بأن تنساه أولا وبعد ذلك تستطيعى ان توفقى راسين فى الحلال كما تقولين
فقالت بحدة ...لا ...انها أكثر طريقة صحيحة ...وأنا هكذا اساعدها
فقال بهدوء ...ريم ما تفعلينه ليس صحيحا
فقالت وهى ترفع حاجباواحدا ...لا شأن لك
ثم سارت مبتعدة عنه عدة خطوات ...فمرر أصابع يديه بين خصلات شعره السوداء بغضب ...تبا ...لقد أصبح رأسها يابسا للغاية ...انها حقا حفيدة الحسينى بجدارة
فلحق بها بخطوات سريعة حتى وقف أمامها وقال بهدوء ...حسنا أين ستقابليه ...وكيف ستجعلين الأمور تسير
فقالت ...ساقابله فى مطعم (...)غدا...وساخذ معى أروى ...
فزفر بقوة وهو يضع يديه فى خصره وقال بحدة ...لقد جننتى وما شان أختى فى كل هذا يا ريم ...
فنظرت إليه وعيناها تلمع شرا منه لكنها أغمضت عيناها محاولة تهدئة نفسها وذهبت من أمامه بكل غرور وكأنها لا تراه ...وهذه المرة هو لم يحاول اللحاق بها ...وقف فى مكانه وهو يقول بقلة حيلة ...حسنا يا ريم ...

جلس على مكتبه يتفحص بعض الأوراق الخاصة بالعمل ...حتى دخل عليه خادمه يخبره أن السيد سليمان أتى ويريد مقابلته فطلب منه ادخاله بسرعة ...استند سليم على عصاه ووقف يرحب بالضيف بحبور...دخل الحاج سليمان إلى غرفة المكتب بهيبة...فرحب الاثنان ببعضهما وخرجا من المكتب وجلسا فى الصالون الموجود فى غرفة الجلوس ...
فقال سليمان بهدوء وهو يرتشف من فنجان قهوته ...كيف حالك يا سليم
-بخير ...ثم تابع بحنو. ...وكيف حال سيف
فضحك سليمان ...بخير ...انه أفضل منك لا تقلق
ظلا الاثنان صامتان وكل منهما يرتشف قهوته ...حتى قال سليمان بأعين خبير وابتسامة ...بالتأكيد انت تفكر الآن عن سبب مجى إليك أليس كذلك
فنظر سليمان إليه موكدا لما قاله وقال بابتسامة ...حقا سيد سليمان دائما تستطيع قراءة افكارى من دون ان اقول شئ تعرف ما أريده ...
فضحك سليمان بخفوت وقال بهدوء ...سليم اتمنى أن تتحسن علاقتك بابنك. ...أريده ان يفهم كل شئ ...أنت لم يكن لك ذنب بموت فيروز ثم تابع بألم ...ابنتى كانت مريضة منذ ان ولدت ...ورغم أنك كنت تعلم بمرضها إلا انك وافقت على الزواج بها ...أعلم ان فيروز كانت أنانية فى اتخاذ قرار الحمل من دون ان تخبر أحدا لكن ...شعر بخصة فى حلقه فتوقف قليلا ثم تابع ...لكن ...لكنها كانت تفكر فى وفيك ...فى أيامها الأخيرة تابعت مع أكثر من طبيب والجميع أخبرها أن حالة قلبها ليست سيئة ...لذلك قالت ستحاول ولو كان مقدر لها أن تكون على قيد الحياة ستكون حتى ولو أصبحت حاملا ...لكنك عندما علمت شعرت بأنها خانتك او انها أنانية لأنها اتخذت القرار وحدها ...لذلك هى لآخر نفس بها كانت تتخذ لك الأعذار ...كانت تعلم جيدا انها جرحتك ...وفى شهورها الاخيرة حقا احتاجتك وقالت لى بأنك ستسامحها عندما تحمل طفلك بين يديك ...برغم آلامها لكنها كانت سعيدة لأنها ستترك شيئا منها ...ترقرقت الدموع فى عينى سليم حتى كاد أن يبكى لكنه تماسك بسرعة ودفن وجهه بين كفيه وهو يفكر انها كانت دائما تفكر به هو لكنه لم يتحمل أن تخبره بأنها حامل وأنها اتخذت قرارها من دون حتى ان تخبره ...بعد موته تاكد انه هو من كان الانانى فى علاقتهما تلك ...هو من كان يفكر بنفسه ...هو الذى هرب بدلا من أن يبقى بجوارها مع انها كانت تحتاجه ...أخذ نفسا قويا ثم زفره بقوة ...وقال بألم ...أعلم ...أعلم انه ما كان على تركها ...أعلم إننى كنت انانى. ...وعندما عدت ...ابتعد وهو يعطيه ظهره متابعا بألم وصل لاضلعه ...كان ابنى قد كبر ولم يعد بحاجتى ...
-سليم ...سيف لا يكرهك ...انه فقط حزين لأنك ابتعدت عنه ...حاول ...حاول يا سليم ان تقربه منك ...واروى هى من ستساعدك فى هذا ...أروى فتاة طيبة ...هى من ستجعل سيف يفهم كل شى والدليل ما فعلته يوم الحادث ...

التقى حاجبى سليم باستفهام ...ما الذى تقصده ...انا لا افهم شيئا
فقال سليمان بهدوء ...تعالى أجلس وانا سأخبرك بكل شى
جلس سليم كما طلب منه الحاج سليمان ...فتابع سليمان بصوت منخفض ...هل تتذكر الحادث الذى تعرض له سيف عند بداية عمله فى الشركة
فنظر إليه سليم بانتباه يطلب منه المتابعة ...فقال سليمان ...بعد ان انهى سيف الجامعة بدء العمل فى أحد الشركات التابعة لى كموظف مبتدأ ...لكنه استطاع إثبات جدارته خلال عدة سنوات حتى وصل إلى المكانة التى هو بها الآن ...فصمت الحاج سليمان قليلا وقال ...كما تعلم انا لدى الكثير من الأعداء ...الجميع اعتقد انه بموت فيروز لم يعد لدى وريث وأن كل شئ سيعود إلى اخوتى وحتى ان ورث سيف منى سيرث القليل ...لكن عندما راءه الجميع بدأ يقبض سيطرته أكثر وأكثر على الشركات حتى ان أخى الأكبر (عزت )قام بكتابة عدد من الأسهم باسمه حتى أصبح خطرا يهددهم جميعا ...وما زاد الأمر عندما قام عزت بجعل سيف يدخل فى مناقصة كبيرة باسمه ...المهم الان كل هذا جعل سيف عدو لدود لعدد كبير من أصحاب النفوذ
فقال سليم بحدة ...من هم هل عرفت أحد منهم ...اظن أنك اخبرتنى انك لم تصل لمعرفة اى شخص منهم حتى الآن
فقال سليمان بسرعة مقاطعا له ...سليم ...أرجوك اجعلنى أتابع وبعد ذلك يمكنك أن تتحدث ...
اغمض عيناه ومن ثم زفر بقوة ...وهو يستمع لباقى حديث الحاج سليمان
فتابع سليمان بهدوء ...بعد ذلك قاموا بمراقبته جيدا ووضعوا يوما لقتله ...ثم نظر إلى سليم وقال ...هل تعرف من الذى أنقذ حفيدى فى ذلك اليوم ...هل تعرف من الذى اتصل بك لإنقاذ سيف هل تتذكر ...
فقال سليم محاولا التذكر ...اظن انه ...انه ...كان صوت فتاة
فقال سليمان موكدا ...نعم انه صوت فتاة ...هل تعرف من تكون ...فنظر إليه سليم متساءلا. ...فتابع سليمان ...لقد كانت أروى هى من اتصلت بك
جحظتا عيناى سليم بتعجب ...فاكمل سليمان ...فى ذلك اليوم لولا مجيءك يا سليم ...لكان ضاع منى سيف للأبد ...رغم انه قد أصيب إلا انك انقذته من الموت ...وأيضا أنت ...فنظر إلى قدمه المصابة من ذلك الحادث ...أنت أيضا لم تخرج سليما من ذلك الحادث
فرد سليم شاردا فى ذلك اليوم وهو يضع يديه على قدمه المصابة التى أصابتها أحد الرصاصات وهى التى سببت ذلك العجز له ... انه ابنى ...هذا فقط ما قدمته له طيلة حياتى ...

فقال سليمان بخفوت وامتنان ...شكرا لك ...
فظهرت شبه ابتسامة على وجه سليم ...انه ابنى ...لا تشكرنى على ما كان يجب على فعله منذ زمن ...ثم تابع بانتباه. ...هل لهذا قمت بتزويج أروى لسيف
فضحك سليمان ...نعم ...لهذا طلبت يد أروى لسيف ...مع انه ليس هذا السبب فقط ...لقد رأيتها فى غرفة سيف عندما كان فى المشفى وهى تمشى على أطراف أصابعها لكى تدخل وتخرج ...رأيتها تبكى وتتحدث معه فى الوقت الذى لم يكن يستمع فيها لأحد وتحتضنه بقوة إليها ...رأيتها من دون ان تشعر ...حتى انها لأتعرف ان احدا راءها ...حتى سيف نفسه لا يعرف انه هى من كان يبحث بعيناه عنها عندما أفاق عن تلك الرائحة وذلك الصوت الذى كان يتحدث معه ويبكى ...لا يعرف ان من يبحث عنها فى بيته وزوجته ...لكن انا متأكد انه سيعرف من تكون ...ثم نظر إلى سليم محذرا ...إياك ان تخبر أحد بما حدثتك به ...لكى لا يصل الأمر إلى ابنك ويضيع مخططى هباء ...ثم قهقه عاليا ...أريد ان اجعلها تتلاعب به قليلا ...مع اننى متأكد بأنه سيعرف ...


جلست على سريرها تتابع بعيناها خروجه من الحمام الملحق بغرفتها ورائحة كريم الحلاقة الخاص به تملى المكان ...اتعقدت انها تخلصت منه
عندما قامت بنقل جميع ملابسه إلى غرفته لكى لا يزعجها ...لكنه أصبح أكثر ازعاجا ففى نفس اليوم قام بجمع جميع الملابس التى قامت بترتيبها له فى غرفته فى نفس الحقيبة وقام باعادتها مرة أخرى...ومنذ اليوم الذى حاول التقرب فيه منها أصبح يتحاشى وجودها ويتفادها بكل ما يستطيع لعدة ايام ...لكن بعدها أصبح يدخل الغرفة أكثر بحجة انه قد تعود على هذا الحمام وهو لا يستطيع استخدام اى حمام آخر غيره ...تاففت بانزعاج عندما رأته يقف أمام المرآة وهو نصف عارى بصدره الصلب واكتافه العريضة ويرتدى فقط بنطالا قصيرا ...وقف يمشط شعره وهو يدندن بعض من الاغانى بصوته النشاذ الخشن الذى إذا سمعه أحد سيهرب فورا لأقرب مشفى لغسل اذناه من مما سمعه ...دقات قلبها ازدادت حتى انها شعرت بالسخونة فى جسدها وهى تلمحه ينظر إليها بنصف عين مبتسما بمكر ...ومن دون ان تشعر عيناها اتجهت إلى ذلك الجرح فى كتفه أثر ذلك الحادث ...جعلت عيناها تترقرقان بألم وهى تتذكر ما حدث ذلك اليوم ...لقد اعجبت به منذ ان كانت صغيرة عندما كانت تراه مع جده ...كبرت وكبر حبه معها ...وعندما كانت فى المرحلة الثانوية وهو فى الجامعة ...كانت تذهب لرؤية مسابقات الاسكواش التى كان يقوم بها النادى الرياضى المشترك به تراقب كل حركاته همساته وحتى تعبير وجهه الغاضبة ...وعندما كانت فى الجامعة ...كانت تنهى محاضراتها وتذهب إلى الشركة تراقبه من بعيد لم تجرأ يوما على الاقتراب ...حتى جاء ذلك اليوم عندما سمعت مجموعة من الرجال ملثمين يتحدثون عن قتله ...وكان هناك عدد من السيارات الدفع الرباعية موجودة حول الشركة ...ما ان سمعت هذا حتى دارت عيناها بذعر لا تعرف ماذا تفعل كانت قريبة منهم وحمدت الله أنهم لم يستطيعوا الشعور بها ...حتى ذهبت إلى أحد كبان الهواتف واتصلت بوالده تخبره بما سمعته وهو ما ان سمعها حتى أغلق الهاتف من دون ان يعرف حتى من تكون ...أغلقت الهاتف ومن ثم عادت مرة أخرى تراقب من بعيد حركات الرجال محاولة إلا يشعروا بها وهم يراقبون خروج سيف من الشركة ...حتى خرج وبدأوا بسيل إطلاق الرصاص عليه ...أصيب برصاصتين فى كتفه الأيمن ...لكنه بسرعة استطاع التماسك واحتمى بأحد السيارات حتى خرج أمن الشركة واشتبك الطرفين فى إطلاق الرصاص ...اطلقت سيارة والده صريرا عاليا وترجل منها بسرعة ومن دون ان يشعر دخل بين هذا الاشتباك حتى استطاع الوصول إلى ابنه الغارق فى دماءه فاقدا للوعى...حمله بسرعة على اكتافه وعندما لا حظوا خروج سيف حاولوا مرة اخرى إطلاق الرصاص عليه ...لكن هذه المرة أتت الرصاصة فى أحد أقدام السيد سليم ...وما ان أطلقوا آخر رصاصة حتى صعدوا سيارتهم بسرعة وتتبعتهم سيارات الشرطة التى أتت فى آخر لحظة ...لكنهم لم يتمكنوا من اللحاق بهم ...أتت سيارة الاسعاف بسرعة بعد أن تجمع العديد من الصحفيين يحاولون التقاط الصور او أخذ اى معلومات مما حصل ...توجهت سيارة الاسعاف بسرعة إلى أحد المستشفيات الكبيرة ...وما ان دخل المشفى حتى ادخلوه بسرعة إلى غرفة العمليات لإخراج الرصاصتين ...
خرجت من شرودها على صوت رنين الهاتف ...فامسكت به ضغطت زر الإجابة ووضعته على اذنها ...مرحبا ريم ...بخير ...ماذا ...غدا لماذا ...حسنا ...كما تريدين إلى اللقاء
فالتف هو بجسده إليها ونظر إليها بحدة ...وأمسك بقميصه الأبيض وخرج من الغرفة ...نزل درجات السلم سريعا وهو يغلق أزرار قميصه ...وخرج من المنزل ...

 

عاد والدها من سفره منذ يومان ...لم تريد أن تخبره بما حدث لها خلال سفره لأنها لاحظت تعبه وارهاقه عند عودته لذلك لم تحب أن تثقل عليه ...ولكى لا يشعر أكثر بشئ بدأت فى الذهاب إلى عملها ...فما شأن عملها بما حدث كما انها أيضا لم تنتهى من القضية الموكولة إليها ...توجهت إلى الشركة باعين حزينة وخجولة فمعظم من كان بالشركة كانوا يعلمون بعلاقاتها مع مازن كما أنهم حضروا الزفاف لذا بالتأكيد رأوها وهى تخرج باكية لكنها لم تبكى ...حقا لم تعد تتذكر ان كانت دموعها قد خانتها وسقطت أمامهم ام لا ...دلفت إلى مكتبها أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بقوة ...وجلست على مكتبها مطاطاة الرأس حزينة ...وبعد دقائق دخلت إليها سكرتيرة المدير تخبرها بأن السيد حازم يريدها ...بحثت عن ألاوراق الخاصة بالقضية وذهبت الي مكتب المدير
جلس على كرسى مكتبه وهو يدق باصابعه الطويلة النحيلة على مكتبه وهو ينتظرها ...لأكثر من عشرة ايام هى لم تأتى إلى العمل حتى كاد أن يجن فى التفكير عن كيف أصبح حالها وهل استطاعت أن تنساه فى هذه الفترة ام انها مازالت تتألم لفراقه...يقولون أن أوجع الأيام بعد الحب، ليس أولها، لأن النبتة لا تتألم فور انقطاع الماء، بل عندما يبدأ الجفاف فعلا ...إذا هل هى تتألم أكثر الآن ...مجرد انتظاره لمجيءها لرؤية وجهها وكيف أصبحت يجعله يفكر بالركض وقتل ذلك ال مازن ...مرت عليه لحظات انتظارها بالنسبة له كالدهر. ...حتى سمع صوت دقاتها الخفيفة التى بات يحغظها عن ظهر قلب ...والتى تبعتها دخولها ...ظهر الانزعاج عليه من رؤيتها هكذا ...وجهها شاحب وعيناها انطفى بهما اللمعان المعتاد ...وجسدها نحيل هل تعذبت لفراقه واصبحت هكذا ...شعر بألم فى صدره وكأنه طعن بسكين باردة تتغلغل فى اوصاله ببط ...أخذ نفسا عميقا ثم زفره لعله يجعل قلبه يرتاح ...طلب منها الجلوس فجلست وجلس هو أمامها بهدوء مخالف تماما للنار المشتعلة فى قلبه ...هل يبدأ كلامه بالسؤال عن حالها لكنه نفض ذلك بسرعة عن رأسه ...وبدأ فى السوال عن ما وصلت إليه فى القضية ...اعتذرت بخفوت وخجل بأنها لم تكن بخير لذلك لم تعمل على القضية ...ولكنها وعدت بأنها ستبدأ بالعمل بها بكل جهدها ...اؤما ب برأسه موافقا وكاد ان يتكلم حتى قطع عليه ذلك صوت رنين الهاتف ...
آسفة ...قالتها بارتباك متاسفة
فسمح لها بالرد ...وقفت مبتعدة عن كرسيها...وضغطت زر الإجابة ووضعته على اذنها ...حتى قالت بخفوت ...ماذا يا ريم انا فى العمل الآن
فقالت نور بفرح ...رائع. ...رائع انكى ذهبتى للعمل
فقاطعتها نور بسرعة ...ماذا هناك ...يجب أن أغلق الآن
فقالت الأخرى بسرعة ...حسنا ...حسنا ...كل ما أريده قوله أريدك أن تأتى إلى مطعم ال (...)عند انتهائك من العمل ...وأنا سأمر على أروى لاخذها وبعد ذلك ساتى اليكى
فقالت نور بغضب وصوت عالى لم تستطع التحكم به ...هل جننتى يا ريم ...ستفعلين ما فى رأسك ...لقد قلت لكى اننى لن أقابل أحد أليس كذلك ...هذه ليست الطريقة الصحيحة لكى أنسى مازن
فردت ريم بحدة ...اصمتى انتى لا تفهمى شيئا. ..انا اعرف أكثر منك ...لذلك ساتى لاصطحابك ...ومن دون ان تسمع اى رد أغلقت ريم الهاتف
فتاففت نور بغضب جعل حازم يضم حاجبيه بانزعاج. ...فقد سمع ما دار بينهما من حوار ...فالتفتت إليه وجمعت جميع الاوراق بارتباك ...وهى تعده بأنها ستخبره بالتفاصيل اول بأول ...وخرجت من المكتب ...فهم واقفا بغضب ...فقال وهو يصتك على أسنانه ...نخرج من مازن ...ندخل فى تلك المقابلة ...فنظر إلى ساعة معصمه وقال ...ما زال الوقت مبكرا على موعد الخروج ...حسنا سأنتظر ...

أنهت عملها بالمشفى سريعا وهى سعيدة ...صعدت سيارتها وانطلقت بها مسرعة لتمر على أروى أولا لاخذها ...
...
دخل الى المشفى وهو يحمل بين يديه باقة كبيرة من الزهور الحمراء...أبتسم ابتسامة وصلت إلى عيناه وهو يفكر عما ستكون ردة فعلها عند رؤية تلك الباقة ...ربما تشعر بحبه لها ولو قليلا ...بحث بعيناه عنها فى قسم الطوارئ لكنه لم يجدها فقرر الذهاب إلى مكتب ماهر ...دق الباب ومن ثم دخل بعد أن سمح له ...رحب ماهر به ...ومن دون مقدمات سأل مالك عن ريم ...فرد ماهر بعدم تركيز وهو ينظر إلى الأوراق والملفات التى أمامه وقال ...ذهبت لكى توفق راسين فى الحلال
انعقد حاجبى مالك فى انزعاج ...فرفع ماهر رأسه إلى مالك وهو ينهر نفسه على عدم تركيزه
فجلس مالك وقال بهدوء متسائلا ...ما الذى تقصده ..
فبلع ماهر ريقه بصعوبة يحاول أن يجمع فى رأسه اى شئ لقوله لمالك من دون ان يفسد الأمور لكن للأسف لم يجد اى شئ لقوله فصمت
فعاد مالك سواله مرة أخرى بانزعاج ...ما الذى تقصده يا ماهر ...وتحدث بسرعة ...قالها بغضب لم يستطع اخفاءه
فقال ماهر محاولا تهدءته...حسنا اهدء واستمع ...فنظر إليه مالك بنفاذ صبر ...فتابع ماهر رغم نظراته ...أنت تعلم بما حدث لنور ...لذلك هى ستذهب معها لمقابلة أحد ما لكى تنسى ذلك الفتى ...حتى ان أروى ستذهب أيضا
نهض مالك غاضبا ...ماذا ...واروى أيضا ...مقابلة من ...
فرد ماهر ...طبيب معنا ...ذهبت ل...
لم يستطع ماهر إكمال كلامه بسبب مقاطعة مالك له وقال بسرعة ...أين تلك المقابلة فصمت ماهر ...فنظر مالك بحدة ...قلت أين تلك المقابلة
فقال ماهر بقلة حيلة ...مطعم (...)
فخرج مالك بسرعة من المكتب ومن المشفى بأكملها ...صعد سيارته وانطلق مسرعا ...حتى اوقف سيارته ...وهو يحث نفسه على التفكير بتعقل ...حتى أتت فى رأسه فكرة وامسك الهاتف وضغط بعض الأرقام ووضعه على أذنه حتى أتاه الصوت فقال مرحبا ...كيف حالك ...يا سيف ...لم اقابلك منذ فترة
أستغرب سيف من مكالمة مالك وهل اتصل به لسؤاله عن حاله فرد سيف ببرود ...بخير أفضل منك
فضحك مالك بخفوت وقال ...بالطبع انت تعلم أننا أصدقاء وفوق كل هذا نحن أبناء عمومة لذلك اردت فقط ان أخبرك بشئ ما ...
فنعقد حاجبى سيف وقال ...ماذا ...ماهو
فقال مالك بسرعة ومكر ...هل تعرف أين هى زوجتك الآن
فرد سيف بغضب ...مالك ...هات ما عندك بسرعة
فرد مالك بمكر ...هل أخبرتك زوجتك انها ستخرج اليوم ...عموما أروى ذهبت مع نور وريم إلى مطعم (...)
فقال سيف باستفهام ...وما المشكلة فى ذهابهم ...
فقال مالك بابتسامة شيطانية ...اذهب وسترى المشكلة ...وأغلق الهاتف قبل ان يستمع لرد سيف ...وقال باسف ...آسف يا أروى يجب أن أفعل هذا ...سيذهب هو لكسر رأس ذلك المغفل وانا سآخذ تلك المتمردة واكسر رأسها اليابس ...ثم انطلق بسيارته
...
وضع سيف سماعة الهاتف باستغراب وتافف...وقال مرددا ...ماذا اذهب وسترى ...فظهر الغضب على وجهه بشدة فامسك هاتفه ووضعه فى جيبيه وخرج من المكتب وعفريت الجن والإنس تظهر أمامه ...رأته سكرتيرته خارجا وهو بهذا الغضب فقالت بسرعة ...سيد سيف هناك اجتماع بعد دقائق إلى أين انت ذاهب ...فقال مزمجرا. ...إلى الجحيم
قطبت السكرتيرة حاجبيها متعجبة من غضب مديرها وخروجه بهذا الشكل ...وهى تقسم ان من اغضبه هكذا لن يحل عليه المساء ...
خرج من باب الشركة وتبعه بسرعة حراسه الشخصين ...فاوقفهم بيديه ففهموا الإشارة وتوقفوا مكانهم ...صعد سيارت وانطلق بها كالصاروخ فى الطريق حيث ذلك المطعم ...وهو يقسم انه إذا رأى ما لم يعجبه ...سيجعل يومها اسود من سواد الليل ...

 

جلس على بعد ثلاثة طاولات منهن ...يراقب كل حركة منها ...فبعد خروجها من الشركة و صعودها سيارة صديقتها حتى صعد هو الآخر سيارته وانطلق وراءهم ...وها هو الآن يراقب جلوس ذلك المعتوه الآخر ...اسود وجهه أكثر واشتدت ملامحه بالغضب أكثر عندما رأى وسامة ذلك الرجل ...فقد كان مقبولا طويل القامة صاحب جسد رياضى متناسق مع طوله ...حسنا سأنتظر قليلا وبعد ذلك فلنرى ما سيحدث ...قالها حازم فى نفسه متاففا ...
...
جلسن الثلاثة كل واحدة فى مقعدها ...أمام ذلك الطبيب الوسيم ...ريم تنظر إليه بابتسامة عريضة ...ونور تنظر إليه بانزعاج وتافف ...واروى علامات الإعجاب والسرور مرتسمةعلى وجهها فاقتربت من اذن ريم التى تجلس فى المنتصف بينها وبين نور وقالت بهمس ...انه وسيم
فردت ريم بفخر ...بالطبع
نظر إليهن بإعجاب فكل واحدة منهن كان لديها جمال وانوثة مختلفة عن الأخرى ...مع انه كان معجب منذ البداية بريم فهو لا ينكر انه أعجب بجمالها وانوثتها التى لم تستطع حتى ملابسها ولا حجابها الوردى اخفاءه وقد خاب أمله عندما رفضت مقابلته ...
لكن نور كان لديها شى آخر عجيب يجعل اى رجل ينظر إليها يرغب فى حمايتها بطريقته الخاصة فتبدو أمام اى رجل كانها امراة هشة للغاية ...ام أروى فكان لديها جمال يجذب اى رجل اليها كان لديها ما يحتاجه الرجل الحنان ...الحنان كان ينبع من عيناها الذهبية التى زادتها جمالا وابتسامته التى تطمان اى شخص وما زادها جمالا غمازتيها اللتين يزينان خديها ...كل واحدة منهن كان لديها أنوثة خاصة ...تكمل ما يحتاجه الرجل ...
أبتسم وقال ... أهلا بكن
فنظرن إليه الثلاثة بابتسامة فردت ريم ...كيف حالك انت مروان ...
فضحك مروان بخفوت وقال ...بخير
جحظتا عينى أروى بذعر حتى انها توقفت للحظة عن التنفس عندما رأت سيف يتقدم نحوهم كالاسد حتى توقف أمامهم وهتف بنبرة جامدة وهو ينظر إلى أروى ...مرحبا زوجتى العزيزة
شهقت أروى بضعف وامتلأت عيناها بالدموع عندما رأت غضب سيف الظاهر على وجهه رغم بروده الذى يحاول أن يظهره ...ومن دون ان يقول اى كلمة أخرى امسك بمعصمها بقوة وسحبها وراءه بغضب وهى لم تحاول المقاومة ...جعل الباقين ينظرون إلى آثارهم ببلاهة ...حتى قطعت ريم ذلك الصمت وضحكت ببلاهة وقالت للجالس أمامها ...لا تهتم ...انه زوجها
فضحك هو الآخر مثلها وقال ...اها زوجها
فقال فى نفسه وقد خاب أمله ...لقد ذهبت لقد كانت جميلة ...لكنها حقا خسارة فى ذلك المعتوه
فحاولت ريم بدء الكلام مرة أخرى ...فقطعه مالك بجلوسه المفاجئ وهو يقول بابتسامة جامدة ...حبيبتى ...هل انتظرتى كثيرا ...ثم توقف وامسك بيديها وقال بغضب ...هيا بنا لكى لا نتاخر على موعدنا ...هيا
وقفت غاضبة وقالت ...لماذا تمسك يدى هكذا ...أتركني
فوقف الآخر وقال ...يا سيد هذه ليست طريقة لتعامل امراة
فنظر إليه مالك بغضب عاصف واقترب منها وقال وهو يصتك على أسنانه بنبرة تهديد ...هل ستذهبين بهدوء ام انكى تريدين أن أكسر عنق ذلك الاخرق واكسر فوقه ذلك المطعم ...وانتى بالتأكيد تعلمين إننى أستطيع ...لذلك تتبعينى بهدوء ...تتبعته ريم بهدوء بعد ان بدء الخوف يدب فى اوصالها ونظرت إلى مروان باعتذار وذهبت ...فنظرت نور إلى مروان بجمود بعد ما رأته ...وقالت بسرعة ...آسفة
فاوما برأسه مستغربا فهو لم يعد يفهم شيئا. ...أمسكت نور كوب العصير بتوتر ...فشعرت بظل اسود يقف بجوارها فرفعت عيناها إليه ...فرأت مديرها يقف غاضبا ووجهه ملاءه السواد ...حتى قال ببرود ونبرة تأنيب ...كيف تخرجين يا انسة هكذا ...ألم نتفق انكى ستبقين لكى نتناقش فى القضية
فقالت بارتباك ...انا لا أتذكر أننا اتفقنا على هذا
فرمق حازم مروان بازدراء واشمءزاز جعل الآخر يتعجب من نظرته ...حتى قال حازم بصرامة ولهجة امر ... تتبعينى يا انسة ...
فوقفت وهى تعتذر لمروان وذهبت ورائه بسرعة ...مد مروان يده حيث فنجان قهوتها ونظر إلى الفراغ ببلاهة فهو لم يعد يفهم اى شئ ...ويبدو انه لم يفهم ...لكن كل ما يفهمه الآن ان مقابلته قد فشلت وكل واحدة منهن لديها من يهتم لامرها فضحك بقوة وهو يقول ...انه الحب ...فتنهد بقوة ...يا الله متى أنت الآخر يا مروان ستقع فى ما يسمى الحب ...ااااه متى

 

تجمدت فى مكانها وهى تشعر بتنفسه الغاضب فلاحظت بطرف عيناها انعقاد حاحبيه ...واشتداده بيديه على مقود السيارة الذى كاد أن يحطمه بين يديه ...طوال الطريق وهو صامت ولم يتحدث بشئ ...لكنها شعرت بأنفاسه التى تكاد تخرج نارا من أنفه ...حتى دخل بسيارته إلى المنزل الكبير وتوقف أمام الباب ...وما أن توقف بالسيارة حتى ترجلت هى منها بسرعة ...وركضت حيث الباب باقدام مرتجفة انتفض جسدها عندما سمعت صوت إغلاقه لباب السيارة بعنف ...فصعدت درجات السلم تدعو ربها ان تصل بسرعة إلى غرفتها قبل أن يصل إليها ...وصلت إلى غرفتها فتحتها ودخلت وما كادت تغلق بابها حتى وجدته أمامها ينظر إليها بقوة جعلتها تتراجع للخلف من نظراته ...
فاقترب منها ببط كالنمر الذى سينقض على فريسته ...فتراجعت هى للوراء قليلا وكلما كان يقترب كانت هى تتراجع الى الخلف ...حتى توقف فى مكانه وقام بخلع سترته والقاها بإهمال على السرير ثم تابع ذلك بفك ازرار كمى قميصه وابتسامة ماكرة تزين وجهه الأبيض ...كم تكره هذه الابتسامة ان كان يعتقد بأنها ستخاف وترتجف منه فهو مخطئ ...لا لن تفعل فحاولت رسم القوة وعدم المبالاة على وجهها ...فاقترب منها أكثر وهى تتراجع للوراء حتى اصطدمت بالجدار خلفها ...تحاول أن تجمع شتات نفسها تعلم جيدا أن ما فعلته قد أظهر مارده الشرير. -...وتعلم أنها أخطأت لكن لا وقت لديها الآن لتذكير نفسها بالأمر ولا حتى بالندم ...فاقترب منها محاصرا إياها بجسده الصلب واضعا كلتا يديه على الحائط ...واقترب بوجهه منها حتى شعرت بأنفاسه بقرب صفحة وجهها ...واقترب من اذناها وتمتم بكلماته وهو يقوم بتهجاة كل كلمة يقولها بصوت غاضب
-هل...تعرفى ...ما معنى ...ما فعلتيه اليوم
فتمتمت بخوف محاولة منها أن تبدو قوية وهى تتعثر بكلماتها
-و...و...ما الذى فعلته ...انا لم ...أفعل شئ
فقال بغضب
-ما فعلتيه اليوم لا تفعله امراة متزوجة ...ما فعلتيه اليوم لن يمر بسهولة زوجتى العزيزة واصتك باسنانه على آخر كلمة قالها
تبا لماذا دائما يقول زوجتى العزيزة أنها تكره هذه الكلمة
فقالت باعين تشتعل غضبا
-انا لست زوجتك ..وأنا وأنت نعلم ذلك
فقال وهو ينظر إلى عيناها
-يا للهول إلا تستطيعى ان تنسى ما حدث ...يالقلبك الأسود الذى لاينسى ...لكن هل تعلمين فتوقف لحظة وقال ببرود جليدى مقتربا من شفتاها حتى شعرت بأنفاسه الحارة على بشرتها ...
يجب أن أقوم بتصحيح ما حدث فى تلك الليلة لذلك ...اليوم واقترب من اذناها ستكونين عروسى...
فسمع صوت رنين هاتفه ...فابتعد عنها وأخرجه من جيبه فرأى رقم سكرتيرته ...فتذكر بسرعة الاجتماع الذى نسى أمره تماما عندما خرج من مكتبه كالثور الهائج. ...فالتقط سترته وابتعد وقبل أن يخرج حدجها بنظرات منتصرة وقال ...استعدى حبيبتى فاليوم ...أقسم انكى ستكونين بين احضانى. ...ثم خرج من من الغرفة صافعا بابها بقوة ...جعلتها تنتفض وتلعن حظها العاثر الذى جعلها تفعل ما فعلته ...
****************
توقف بالسيارة بقوة جعلها تتحرك بجسدها للأمام. ...
فقال مالك بهدوء ...اهبطي
فقالت هى ببرود ...لا
فحدجها بقوة وقال ...قلت اهبطي
فقالت هى بتصميم ...لا ...لا لن اهبط...وأين نحن ...وما هذا المكان ...إلى أين احضرتنى
فابتسم شبه ابتسامة وقال وهو يترجل من سيارته ...لا تخافى لن اخطفك حبيبتى
فرمقته بقوة وغضب ولكنه لم يبالى ودار إليها وفتح باب السيارة لها وقال بنبرة آمرة . ...اهبطي بسرعة
فلم تهتم له وقالت بتصميم ...لن اهبط...أريد الذهاب إلى منزلى ...
لم ينتظر متابعتها للكلام وامسك بمعصمها بقوة جعلها تترجل من السيارة بعنف حتى كادت ان تقع واغلق باب السيارة ...وتابع سيره وهو ممسك بمعصم يديها بقسوة وهو يقودها غير مهتم بتعثراتها أثناء سيرهم إلى أن وصل إلى أحد محلات المجوهرات الكبيرة ...فنظرت إليه بأعين تلتهب شرا ...حتى وقف الرجل أمامهم يسألهم عن طلبهم
فقال هو بحزم وغضب وهو مازال يمسك بمعصم يديها بين قبضة يديه ...اعطنى أغلى خاتم لديك ...فنظر إليها وهو يتابع بحدة ...خاتم ثقيل بما يكفى لمنع قلبها او جسمها من الهرب أو نزعه حتى من اصبعها


اوصلهاإلى منزلها بعد أن رأى غضبها الذى كان يتطاير من عيناها وهو يضع لها خاتم الخطبة الذى يثبت ملكيته لها ..وهى لم تستطع أن تفتح فمها لكى لا تحرج نفسها أمام باءع المجوهرات الذى قام بتهناتهما بخطبتهم متمنيا لهما حياة سعيدة ...وبعد ذلك توجه حيث منزله ودلف مباشرة إلى غرفة جدته يبحث عنها ...فراها جالسة كعادتها على أحد الكراسى تحمل بين يديها المصحف الشريف تتلوا منه آيات القرآن ...فوقف منتظرا ان تتوقف ما ان صدقت حتى هتف بغضب مكتوم ...جدتى ارجوكى اتصلى بالحاجة زينب او السيد سليمان ...لكى نقوم بتحديد موعد الخطبة وأيضا فلتقولى لهم اننى أريد عقد القران مع حفلة الخطوبة
فضحكت بصوتا منخفض وقالت ...ما بك أيها النمر ...ما الذى فعلته معك تلك النمرة جعلتك هكذا
فوضع يديه على وجهه وقال بألم ...لقد تعبت انها لا تشعر بى ودائما ما تفعل الأشياء التى تغضبنى ...لا اعلم لماذا هى تكرهنى هكذا !...هل انا سيئ إلى هذه الدرجة يا جدتى ..؟..هل انا سيئ لدرجة إننى لا أستحق فتاة مثلها ؟...ثم تابع وهو يعطيها ظهره قائلا بخفوت وصوت مبحوح ...لقد تعبت
تألمت الجدة لحزن حفيدها وقالت بمكر ...هل أنت مستعد لتركها ..فكما أرى انك لم تعرف كيفية ترويضها لكى تحبك ...!
فهتف بغضب ...ماذا أتركها على جثتى ان تكون لغيرى فقالت تشجعه ...إذا تحمل وستكون لك ...اجعلها تحبك مثلما أنت تحبها ...لا تستسلم
فابتسم شبه ابتسامة وقال ...حسنا لن استسلم ...لكن افعلى ما طلبته منك ولتتصلى بالحاجة زينب واجعلى جدى يحدد موعد مع السيد سليمان
فردت بحنو ...ما تريده سيحدث ...فاقترب منها يقبل رأسها ويديها داعيا الله الا يحرمه منها ابدا ...
*****************
جلست أمامه على الأريكة التى تتوسط مكتبه تنظر اليه وهو ينظر إلى أوراق القضية باهتمام ...ظلت تنظر إليه وهى مستغربة من معرفته عن مكان وجودها وهى متأكدة انها لم تخبر أحد انها ستذهب إلى ذلك المطعم ...وما هى متأكدة منه أيضا انه لم يذكر أنهما سيناقشان القضية مرة أخرى ...هل صدمتها وما فعله مازن معها جعلها تنسى ولا تتذكر ما قاله لها ...تبا حقا عقلها تعب من التفكير
عيناه فى الأوراق التى بين يديه لكن عقله معها ...يفكر لولا مجى سيف فى البداية وأخذ تلك الفتاة لما عرف ما ستكون ردة فعله ربما كان سيقوم بضربه حتى تتكسر عظامه ...لكن هل هى زوجته ...فقد أخبره والده بأمر زواج سيف ...وبعد ذلك مالك الذى أخذ الفتاة الأخرى ..انعقد حاجبيه بشك وهو يقول ...اظن انها نفس الفتاة التى راءها معه ...حقا هناك أمور يجب ان يقوم بفهمها...لكن أهم شى الآن ان تلك المقابلة قد فشلت لذلك فليبدا من التقرب منها فهو لن يسمح لها بالابتعاد انش واحد عنه ...
تكلم عندما شعر بالصمت الطويل الذى مر بهما فقال بهدوء وهو مازال ينظر للملف ...هل قابلتى والدة الطفلة مرة أخرى منذ آخر مقابلة ...
فردت ...لا لم أفعل ...ولكننى أخطط للذهاب إليها ...ثم تابعت بتردد...لكن ...لكن هناك شئ شعرت به عندما تحدثت معها
فقال يحثها على المتابعة وهو يرفع رأسه إليها ...تابعى
فقالت بثقة ...شعرت أن الأم لا تريد ان تقوم برفع القضية وأيضا ...كأن هناك شخصا ما يهددها...كلامها كان متناقضا
رجع بظهره على الكرسى ووضع قدم فوق الأخرى وقال بتركيز ...إذا ما الذى تخططين لفعله. ...ثم تابع بتساؤل. ...وهل ستتركين حقا القضية ان رفضت الأم! !
فقالت هى بإصرار وتأكيد ...ابدا. ...كيف أترك حق طفلة ...من شخص أقل ما يقال عنه قذر لم يرحم ! طفولتها ...أما ما الذى سافعله هو إننى سأذهب لوالدة الطفلة مرة أخرى واقنعها بأن لا تترك حق طفلتها مهما كان ...فهذا أقل ما نستطيع أن نفعله لتلك الطفلة ...ثم تابعت بتردد فقد كان إكمال الكلمة ثقيل على لسانها. ...المغتصبة
طفلة بريئة انتهت طفولتها على يد رجل لم يرحمها ولم يرحم عمرها الصغير ...
ظهرت فى عيناه لمعة فخر بها ...حقا لقد أصبح يعجب بها أكثر من تصميمها المتناهى ...رغم انها تظهر هشة من الخارج إلا انها أقوى مما يتصور اى أحد من الداخل ...
فقالت مقاطعة شروده...هل هناك اى شئ آخر تريد أن نتحدث عنه
فقال ببرود...لا ...يمكنك أن تذهبى ...ثم أعاد نظره إلى ملف آخر على الطاولة الصغيرة ...نظرت إليه وهى متعجبة من بروده هذا وكأنه يتعمده جمعت أوراقها ...وخرجت من المكتب بهدوء ...رفع نظره وزفر بقوة عندما سمع صوت إغلاق الباب ...ووقف مبتعدا عن كرسيه خالعا سترة بذلته وقال فى نفسه ...ماذا يا حازم ...هل سيظل حبك لها صامت ومن بعيد هكذا ...سأنتظر قليلا فقط إلى ان تنسى مازن نهائيا ...فأنا لا أريد ان أكون مجرد بديل أريد ان أشعر بحبها لى قبل ان اقترب منها ...فنهر نفسه بقوة ...ماذا تنتظر ...انظر إلى انتظارك هذا !...ماذا فعل ...لقد كانت على وشك ان تكون لغيرك اليوم ...تبا حقا لم اعد أعرف ماذا أفعل ..!
خرج من تفكيره على صوت رنين الهاتف ...فامسك هاتفه المحمول وابتسم نصف ابتسامة ما ان رأى اسم المتصل ...فصغط زر الإجابة وقال بفرح ...مرحبا أسامة كيف حالك الآن ...
فضحك أسامة بخفوت وقال ...أفضل منك
فبادله حازم الضحك وقال ...حقا يبدو أن بقاءك مع سيف جعل لسانك طويل مثله
فرد الآخر بهدوء ...بالحديث عن سيف ...لماذا لا تأتى وتجلس معنا بعض الوقت ...أراد حازم الاعتراض لكن أسامة بادره بسرعة ...لا اعتراض سأنتظرك الساعة ال 9مساء فى مقهى ...ثم تابع ...لا تتأخر سأنتظرك ...إلى اللقاء ...واغلق أسامة الهاتف قبل ان يستمع لرد حازم ...فضحك حازم من تصرف أسامة ...وأمسك سترة بذلته وخرج من المكتب أمامه ساعتان حتى ذلك الموعد ...صعد سيارته منطلقا بسرعة ...
...
كانت العلاقة بين حازم وأسامة مجرد علاقة سطحية ...فعندما كان حازم فى المرحلة الثانوية كان يرى دائما أسامة مع سيف فى المدرسة وفى النادى...لكن علاقتهما أصبحت أكثر ترابطا عند لقائهما ببعضهما صدفة فى لندن ...أسامة من الأشخاص العفويين الودودين يحب ان يكون الصداقات مع من حوله ...فعندما رأى حازم فى لندن لم يتجاهل رؤيته بل وقف وحياه حتى انه أخذ رقم هاتفه وأصبح يتصل به بشكل مستمر واصبحا يتقابلان...حتى أن حازم أخبره بأمر عودته إلى مصر وأنه سيبقى لفترة قصيرة حتى ينهى اعمال والده ...وتفاجأ عندما اتصل به أسامة يخبره بأنه يخطط للعودة إلى مصر هو الاخر لكنها ستكون دائمة ...ومنذ ان عاد أسامة وحازم لم يقابله لم يحدث بينهم إلا عدد قليل من المكالمات للسوال عن حاله ...

 

-حسنا ...هكذا كل شى اصبح بخير ...قالها سيف بتركيز وهو يترأس طاولة الاجتماع الكبيرة ...ثم تابع ناظرا إلى موظفيه ...أريد لكل شئ ان يكون على أكمل وجه ..وتابعوا جيدا حتى وصول الشحنات ...ثم أغلق الملف الذى كان بين يديه وقال برسمية شديدة ...حسنا يمكنكم الانصراف الآن ...
فابتعد كل موظف عن كرسيه ملقيا التحية عليه ومن ثم خرجوا ...ما ان خرج جميع الموظفين حتى دفن سيف وجهه بين يديه مغمضا عيناه يشعر بضيق شديد فوق صدره ...لا يعرف مصدره ...حتى دلف إليه أسامة بوجه بشوش وقال وهو يجلس على أحد كراسى الطاولة الكبيرة ...جيد انك قد انتهيت ...هل أنت متفرغ ...للمرح قليلا
فرفع سيف وجهه إليه قائلا وإحدى حاجبيه مرفوع ...يبدو انك منذ ان عدت واراك متفرغا وبلا عمل ...هل قام والدك بطردك
فضحك أسامة وقال ...لا لم يطردنى ولكنى أنهيت عملى بسرعة واتيت إليك
فقال سيف بتردد ...أسامة ...هل سمعت ما قالته دينا عندما أتت!
فرد أسامة بسرعة وجمود. ...نعم ...ولا تقلق
فقال سيف بسرعة ...أسامة ...أنت تعلم جيدا ما مرت به دينا اجعلها تفهم انك لم تتركهاوأنك ما زلت تحبها ...اجعلها تفهم ظروفك
فقال أسامة بتركيز ...لا تقلق من هذا الشأن ...انا اعرف كيف ساعيدها إلى ...لكن ماذا عنك؟
فابتعد سيف عن كرسيه بملل ...ماذا بى. ...!
فرد أسامة بتركيز ...أنت تعرف جيدا ماذا بك ...ثم تابع وهو يقف أمامه ...أما زلت على موقفك منها ...اما زال يوجد فتور بينكم !
فقال سيف بارتباك ...لم يكن من ناحيتها اى فتور لكن ...فوضع يديه على جبهته وقال ...لكن ...انا بالنسبة لى فكرة الزواج من فتاة اختارها لى جدى ...جعلتني أشعر وكاننى مجبر ولست مخير ...يجب أن أفعل ما يريده جدى ...وما زادنى جنونا هى فكرة اننى ساتزوج من فتاة من العائلة التى لم تحاول التقرب منى يوما ...
-سيف حاول التقرب منهم ...وانسى الماضى ...فحتى الآن هم لم يكونوا سيءين معك ...لذلك أعطى لنفسك فرصة وحاول التقرب منها
لو يعرف صديقه ان هناك فعلا انجذاب شديد نحوها وأنها كلما أصبحت بقربه أراد اقترابها أكثر منه ...لو يعلم بما يشعر به ...
فرد سيف بابتسامة ماكرة على وجهه وقال من بين أسنانه ...لا تقلق من هذا الشأن ساصلح ما افسدته سابقا بطريقتى الخاصة
فقال أسامة بعدم فهم ...ماذا ؟
-لا تأخذ فى بالك ...اخبرنى ما هو المرح الذى ستقدمه لى اليوم ...
فضحك أسامة وقال ...تعالى معى وساخبرك
فرفع الآخر أحد حاجبيه مستفهما ...
جلس على طاولة كبيرة فى مقهى راقى تصميمه عصرى يبعث الراحة والهدوء بالموسيقى التى تنتشر فى المكان ...يجلس أمامه كلا من أسامة وماهر الذى تفاجئ بحضوره فيبدو أن أسامة طلب منه الحضور أيضا ...أمسك كوب العصير الذى أمامه وارتشف منه القليل ...فقال بتهكم وهو ينظر إلى أسامة...هل هذا هو المرح !
فضحك أسامة وقال بخفوت ...لا تقلق سترى المرح الآن ...فقطع عليه تكملة ما سيقوله مجى حازم وجلوسه على المقعد بجوار ماهر بعد ان حيا كلا من أسامة وماهر وألقى نظرة جليدية إلى سيف ...الذى بادره بنظرة نارية متملمة ثم وجه نظره إلى أسامة بغضب ...فحاول أسامة كتم ضحكته ...فهو يعلم جيدا بالعلاقة السيئة بين سيف وحازم منذ ان كانا فى المرحلة الثانوية بسبب الشجار الذى نشأ بينهم ...عم الصمت بين الأربعة وماهر ينظر إلى أسامة بشدة ...يلومه كيف يضع النار بجوار البنزين فالاثنان لا يطيق كلا منهم الآخر ...وها هى قد اكتملت أتى مالك ...نظر إلى الجميع بابتسامة وهو يضع مفتاح سيارته وهاتفه على الطاولة وجلس بجوار اسامة وقال بمرح...مرحبا ...كيف حالكم جميعا ...لم أتوقع أن أرى الجميع ...
فحاول سيف الوقوف مبتعدا عن مقعده لكن أسامة اوقفه قائلا بمكر ...لا يجب عليك أن تترك المكان انت من أتيت أولا ...من يريد ان يذهب فليذهب
رفع سيف أحد حاجبيه وسكن فى مكانه بعد ان فكر فى كلمات أسامة وعرف انه على حق ...زفر أسامة الصعداء وقال بهدوء ...انا سعيد بتجمعنا ...ثم نظر إليهم جميعا وتابع ...من العار ان نكون أقارب وأصدقاء وكلا منا لا يطيق الآخر ...لذلك فالنفتح صفحة جديدة ...فرفع ماهر كتفيه وقال انا ليس لدى عداوة مع أحد ..لذا انا موافق على كل مايقوله أسامة ...جميعهم يعلمون أن أسامة قصد بكلامه هذا سيف وحازم فقط ...يرجع سبب العداء الذى بينهم لمشاجرة حدثت بينهما فى المرحلة الثانوية انتهت بإصابة سيف فى رأسه ووقوف جد سيف رشاد السيوفى مع حازم وشهادة الجميع بأن سيف هو المخطئ رغم إصابته وتم معاقبته من قبل جده سليمان ...ومنذ ذلك اليوم وسيف لم ينسى ما حدث وأقسم بأنه سيقوم بفتح رأسه رغم أنهما تصالحابعد ذلك إلا أن سيف مازال يضمر شرا لحازم ...وسبحان من جعله هادئا هكذا رغم أن اسامة يكاد يقسم ان سيف يشتعل نارا فى مكانه او على وشك ان ينفث نارا من أنفه وفمه لكى يحرقهم جميعا أحياء...اقترب مالك من أسامة مقتربا من أذنه هامسا ...انظر من يوجد على الطاولة المقابلة
فنظر أسامة حيث يشير مالك فقال بتهكم...انها تلك الافعى
فرد مالك بسخرية ...لا تعلم بأنها تلتف حول سكين حاد ستؤدى إلى تقطيعها إلى قطع
كانت علا هى من تجلس على الطاولة ومعها أحد أقارب سيف من عائلة الحسينى
لمحتهم فاستاذنت من الجالس معها وتحركت مقتربة منهم قائلة بمرح ...ما هذا يبدو أن اليوم يوم سعدى ...جميعكم مجتمعين ...ثم نظرت إلى سيف بدلال ...وماذا أيضا سيف ...حقا لقد اشتقت إليك لم أرك منذ وقت طويل ...ثم تابعت بمكر ...اظن أن الجميع يعلم من الذى أجلس معه ...
فأتى الشخص الذى كان يجلس معها مقتربا منهم بخطى ثابتة عندما أشار إليه مالك للمجى. ..فجلس مقابل سيف قائلا بقوة وصوتا خشن...ما هذا يبدو أن عائلة السيوفى مجتمعة ...إلى ماذا تخططون
فضحك مالك وأشار إلى الشخص قائلا بمرح ...اعرفكم كاسر السيوفى قريب سيف وابن عم خطيبتى
كاسر إمام عبد العزيز الحسينى ابن عم ريم ...والابن الأكبر لإمام السيوفى ...يشبه فى جسده سيف لكنه يتميز ببشرة سمراء وعينان حادة ووجه خشن ...
نظر الجميع إليه ...فكل منهم سمع بشئ ما عنه ...فهو أشهر من النار ...يملك مصنعا كبيرا للغزل والنسيج ...بعيدا تماما عن شركات ومصانع عائلة الحسينى ...
فجلست علا بجواره وضمت يديه إليها بتملك...وكأنها تخبر سيف بأنها وجدت من هو أفضل منه
فقال كاسر بهدوء ...كيف حالكم جميعا ...والتف بوجهه إلى مالك قائلا...حسنا فلتعيد ما قلته مرة أخرى خطيب من ...
فضحك مالك وقال ...ألم تعرف بأننا سنصبح أقارب فى وقت قريب ...ساتزوج ابنة عمك ...ثم نظر إلى الجميع مبتسما ...وبالتأكيد جميعكم مدعون إلى حفل الزفاف ...
فرد عليه كاسر بمكر ...يبدو ان التقارب بين هذان العاءلتان سيصبح أقوى وخصوصا بعد زواج سيف من ابنة عمته ...ثم تابع ناظرا إلى سيف ...أوه حقا لقد نسيت ان اقول لك مبارك على الزواج ...لم أعرف إلا بعد الزفاف ...فكما تعلم كنت مسافرا
فرد عليه بهدوء متفاديا تماما نظرات علا المسلطة عليه ...لا مشكلة كأنك أتيت ..وكيف حال أخاك الآن
رد كاسر بحزن ...بخير
فاستاذن سيف منهم عدة دقائق ...فبدأ كاسر فى الحديث مع حازم مبتسما ...كيف حالك يا حازم
رد حازم ببروده المعتاد ...بخير
فابتسم كاسربهدوء فهو يعلم جيدا شخصية حازم ...الباردة مع الجميع ...
شخص قليل الكلام ...غير مبالى بما حوله فكل ما يهمه هو عمله وقضاياه فقط ...
فنظر إليه مالك وقال بهدوء بعد ان لاحظ تسلل علا من بينهم لتتبع سيف ...كاسر ...كيف تعرفت على علا ...وكيف سمحت لها بالتقرب منك انها افعى ...انها تتقرب منك لغرض ما
فظهر التجهم على وجه كاسر وقال بهدوء ...لقد قابلتها منذ عدة ايام فى أحد المدن الساحلية ...أما بالنسبة لاستخدامى فلا تقلق على ...انا اتسلى فقط
-ماذا عن زوجتك هل حقا انفصلتما ...سأله أسامة
-نعم انفصلنا منذ أكثر من أربعة أعوام ...أجابه بحزن
-كيف وصلت الأمور بينكما هكذا ...ولماذا سأله مالك
نظر إليه كاسر بغضب وقال ببرود ...لم يعد يفيد الكلام
كاسر معروف عنه انه زير نساء ...لكن منذ ان تزوج قريبته وعلاقته مع النساء انتهت جميعا ...كان الجميع يعلم بأنه احبها حقا حتى أنهم سمعوا منذ عدة سنوات قبل انفصالهما انها حامل لكنه لم يدم فقد مات الطفل قبل أن يولد ...وبعد ذلك بعدة أشهر تم إعلان انفصالهما التام الذى لم يعرف أحد حتى المقربين منهم سببه ...لكن انتشرت الشائعات ...انها ربما رأته مع إحدى عشيقاته فتركته ...والبعض يقول انه بعد ان فشل حملها سبب لهما شرخا فى علاقتهما فتركها ...حتى الآن انتشر كثير من القيل والقال عن سبب الانفصال لكن لم يستطع أحد الوصول إلى السبب الحقيقى حتى الآن ...
...
وقف فى الحديقة التى التفت حول المقهى الراقى يستنشق بعضا من الهواء...فهو لم يطيق البقاء معها فى مكان واحد ...يعلم نواياها جيدا ويعلم أيضا ان قربها من كاسر له سبب ...ومتاكد أيضا انها تنوى لشيئا ما لذا عليه ان يكون مستعدا ...شعر بيد شخص ما على ظهره ...فالتفت بجسده راءها تنظر إليه وتلامسه بإثارة فابعدها عنه بنفور وقرف وهو يشتم بفظاعة. ...فقالت وهى تحاول التقرب منه مرة اخرى ...انا أحبك انت تعلم ذلك ...سيف أرجوك لا تكن قاسيا معى ...سأقبل وأرضى باى شى حتى لو كنت مجرد عشيقة ...لكن لا تعاملنى هكذا
فرد باشمئزاز ...الا تخجلين من نفسك لقد اصبحتى اكثر قذارة من ذى قبل ...كيف تحومين نحو كاسر هكذا ...لكنك حمقاء فليس كاسر من يتلاعب به...انكى أضعف من أن تتلاعبى بالنار ...فهو ليس سهلا ان كنتى تعتقدين هذا ...أن شعر مرة واحدة بأنك تخونيه او حتى تتلاعبين به فسوف يقتلك بدم بارد ...لذلك نصيحة منى ان كنتى حقا تخافين على حياتك ابتعدى عن كاسر ...ثم تحرك من أمامها بضع خطوات حتى توقف وقال ...انا لست الرجل الذى يخون زوجته ...فانتى أدنى واقذر من أقوم بخيانة زوجتى من أجل واحدة مثلك ..فدموعها عندى أغلى من امثالك ...وتركها وعيناها تلتهب شرا ومكرا وهى تقسم بأن تجعله ياتى إليها راكعا ...
كان يتابع المشهد من بعيد بعيناه ...يلاحظ تعابير وجهها التى تتغير...وعيناها التى التهبت شرا ما ان ابتعد سيف عنها ...يعلم جيدا أكثر من غيره انها تضمر شيئا وأن مقابلته لها فى ذلك المنتجع لم يكن صدفة ...لكن كخبير فى تعامله مع نساء من أمثالها سينتظر حتى يكشف جميع أوراقها المخفية ...مع انه متأكد ان ضربتها القادمة ستكون متجهة نحو سيف ...اقترب منها بهدوء وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله فقال ...علا ...ما أن نطق اسمها حتى تغيرت تعابير وجهها ونظرت إليه مبتسمة ...فقال فى نفسه ... حقا انها ماكرة انها أقل ما يقال عليها افعى كبيرة ...
فقالت بدلال وهى تقترب منه ...حبى ما رأيك ان نذهب إلى المنزل ...
فقال بمكر ...بالطبع حبيبتى

 

استأذن من الجميع للرحيل ...وصعد سيارته وانطلق نحو المنزل ...
وقف بسيارته امام المنزل ...ثم أسند رأسه على كرسى السيارة وهو يفكر مبتسما ...هل حقا ستنفذ ما قلته يا سيف هل تريد الحصول عليها هكذا ...وقبل كل هذا هل احببتها...فرد فى نفسه بسرعة ...لا أعلم ...ولكنها لها تأثير خاص ...أشعر بشئ نحوها مختلف عن جميع من قابلتهم ...ولكن قبل كل هذا هل هى حقا تريدنى وتحبنى ...ام انها قد غصبت على هذا الزواج مثلى ...نهر نفسه بقوة قائلا. ...وهل هناك فتاة تغصب على الزواج هذه الأيام !...فابتسم بمكر قائلا. ...حسنا فلنرى كيف ستكون زوجتى العزيزة مستعدة لهذا اليوم الفريد ...فترجل من السيارة متوجها حيث الباب مباشرة فتحه ودخل وهو يطلق صفيرا عاليا ...حتى تسمر مكانه وعيناه جحظتا مما راءه ...فرفع أحد حاجبيه فقال وهو يصتك على أسنانه غاضبا ...ما الذى تفعلينه فى منزلى يا ريم ...
التفتت بجسدها إليه وهى تقطم باسنانها من التفاح الذى تقوم بتقطيعه على الطبق الذى فى حجرها وهى تجلس على الأريكة ...فردت بانزعاج مصطنع ...هل هذه هى مرحبا يا ريم بكى فى منزلى
فرد بغضب ...قلت ما الذى تفعلينه فى منزلى يا ريم فى هذا الوقت
فردت ببرود لا تعرف كيف وصلت إليه ...منزلى ...منزلى ...انه منزل جدى إذا هو منزلى ...لذا سابيت عندكم اليوم
فرد بغضب وعيناه تضيقان بشدة ...ماذا؟ ...س ماذا !...هيا اذهبى إلى منزلك ...والا لن تعرفى ما الذى سافعله بك
فردت بحزن. ...تقوم بطردى من منزلك ...هل هذه هى معاملتك لى يا سيف ...
فاصتك بشدة على أسنانه ونفرت عروق رقبته فى غضب فقال من بين أسنانه ...أين أروى
فاشارت بيديها حيث المطبخ
فركضت أروى بسرعة نحو المطبخ بعد ان كانت مختبءة وراء العمود الذى يوجد فى الردهة الصغيرة التى تفصل المطبخ عن باقى المنزل ...وهى تضحك بخفوت ...فهذا ما استطاعت التفكير به عندما ذهب وهو يهددها بأنها ستكون زوجته اليوم ...فاتصلت بسرعة بريم. ..تخبرها بأن تأتى إليها بسرعة ...وهى لم تخيب أملها فقد أتت قبل مجى سيف ...دلفت إلى المطبخ الكبير وامسكت بأحد السكاكين بيد وباليد الأخرى حبة من الطماطم تحاول تقطيعها بهدوء ...حتى شعرت بقدميه ...وهو يقترب من اذناها وانفاسه تلحف خدها جعلتها تشعر بقشعريرة تسرى فى أنحاء جسدها وجسده قريب من جسدها للغاية ...فقال بغضب مكتوم ...ما الذى أتى بريم إلى منزلى
فردت بحزن مصطنع ...لقد أتت ماذا أفعل ...ثم تابعت بحزن ...هل أقوم بطردها
فرد بتهجم. ...هل انتى متأكدة بأن ريم هى من أتت من تلقاء نفسها
فقالت بانزعاج كاذب وهى تؤم براسها ...أجل
لوى فكه بتهكم وقال وهو يغمض عيناه ...حسنا
وابتعد عدة خطوات عنها ...فقالت هى بسرعة ...ألن تأكل
فرد بابتسامة شيطانية ...لا ...زوجتى العزيزة ...ساكل لكن ليس الآن ...وتركها وهى تكاد تطير فرحا حتى انها قامت بالدوران حول نفسها من السعادة ...فقد استطاعت إفشال خطته
فقال بتهكم وهو يظهر فجأة ...يبدو أن ريم قد أتت حقا من تلقاء نفسها ...وأرى أيضا انكى منزعجة ...لذلك لا تقلقى زوجتى العزيزة لقد أقسمت انكى ستكونين بين احضانى اليوم ...ثم تابع بمكر ...وهذا حقا ماسيحدث
لطمة وجهها بخفة وهى تلعن تسرعها لما فعلته ...لكنها سرعان ما ثبتت فى مكانها تقول بتشجيع ...لا تقلقى ...يا أروى لن يستطيع فعل شئ ...فامسكت السكين وتابعت تقطيع الخضروات

 

صعد درجات السلم وهو ينظر لريم ببرود ولؤم. ...حتى توقف أمام غرفته أدار مقبض الباب ودخل ...وقف أمام الشرفة ...وهو يقسم ان ما يريده سيحدث اليوم ...لقد تصرفت بذكاء فهى تعلم بأنه لن يستطيع التقرب منها أمام ريم وهى لا ترغب فى ذلك ...حقا انها ليست سهلة ...
...
جلستا الاثنتان على طاولة الطعام الصغيرة فى المطبخ يتناولان الطعام الذى أعدته أروى
فقالت ريم بغضب ...لماذا فعلتى هذا لقد احرجتينى أمام سيف
فقالت أروى بعدم مبالاة ...لا تهتمى ...ثم تابعت بتركيز ...انتى لم تخبرينى بما حدث مع نور بالتفصيل
...وكيف عرفت نور مكان قاعة الحفل طالما هى قد نسيت الدعوة ...وأيضا كيف وصل إليها مالك وكيف ...
فقالت ريم مقاطعة لها بهدوء ... ساخبرك بكل شى لقد أخبرتها المنحوسة هايدى وهى تعطيها الدعوة بمكان الحفل ...ذهبت نور إلى الحفل بعد ان تجهزت. ...وبعد أن ذهبت بدأت انا فى ترتيب الغرفة ...فوجدت الدعوة فتحتها بهدوء فرأيت اسم عريس الغفلة مازن ...وبعد ذلك اتصلت باخاكى على امل ان يذهب قبلها ويمنعها من الدخول او حتى ياتى بها قبل ان تنهار ...ولكن بدلا من ان يرد ماهر ...رد مالك ...الذى تحدث معى يخبرنى بانه سيذهب اليها ويحضرها إلى بشرط الا اتحرك من مكانى ...
فقاطعتها أروى بسرعة ...وانتى بالطبع لم تستطيعى البقاء وذهبتى انتى الأخرى إلى الحفل
فقالت ريم بتأكيد وغضب ...نعم بالتأكيد ذهبت ...كيف أترك صديقتى وانا أعلم انها لن تكون بخير .
ثم تابعت وهى تأكل من طبق السلطة الذى أمامها ...ذهبت وفعلت ما أخبرتك به ...خرجت من القاعة على امل ان أجدهما او المحهما ...لكنى وجدت مالك يتصل بى يخبرنى ان نور بخير وهما سيصلان خلال دقائق وطلب منى ان انتظرهما أمام باب منزلى ...
فأخبرته بسرعة اننى أمام قاعة الحفل ...فاغلق الهاتف فى وجهى ...ثم صمتت ريم...فهي بالتأكيد لن تخبر أروى بأن مالك كان ينتظرها أمام المنزل غاضبا وقام باخراجها من السيارة وهو يصرخ بها بغضب
فقالت أروى بتركيز ...ثم ماذا حدث
فقالت ريم وهى تبعد عيناها عن اروى لكى لا تفضح أمرها ...لقد شبعت أريد النوم ...
قاما بجمع الأطباق وغسلهم ثم صعدتا. ...إلى غرفة أروى ...
...
أبعد سيف هاتفه عن اذناه وهو يضحك ضحكة شيطانية ...وهو يقسم بأن مالك سياتى فى خلال دقائق او أقل ...وأنه ان كان يستطيع ان ياتى بطائرة نفاثة لكان فعل ...فيبدو أن زوج المستقبل لم يكن يعلم أن خطيبته فى منزلى وستبيت عندى ...فقد شعر بغضب مالك عندما كان يتحدث معه ...فزفر بقوة وهو يقول بمكر ...ليس سيف من يتراجع عن قسم اقسمه يا زوجتى العزيزة ...وريم من هذه التى ستمنعنى عنك اليوم ...
...
استيقظت على صوت رنين الهاتف المستمر ...فردت بخفوت ...مرحبا
فاتاها الصوت غاضبا ...أين انتى..؟
فاغمضت عيناها عندما علمت من المتصل فزفرت بملل وقالت ...وهل اتصلت بى فى هذا الوقت لتسالنى أين انا !
فاعاد مالك سواله بنفاذ صبر ...قلت لكى أين انتى ؟ لذلك اجيبى. ...صمتت قليلا فقال بغضب مكتوم ...ريم هل انتى فى منزل سيف !
نهضت من سريرها بارتباك وقالت بتاتة. ...أ...أن...انا ...انا
فقال هو بصوت عالى ...انتى سترتدين ملابسك وفى خلال خمس دقائق. ...اراكى امامى ...انا أمام المنزل ...ثم تابع بتحذير ...أقسم أن لم تأتى سادخل انا واخذك مهما كان الثمن ...أغلق الهاتف بعد ان سمعت آخر ما قاله ...فتحركت بسرعة مبتعدة عن السرير وقلبها يدق بخوف شديد من صوته العالى الذى جعل شعررأسها يقف خوفا ...
فقالت أروى بهدوء بعد ان شعرت بتحركها. ...ما الذى تفعلينه
قالت ريم بسرعة وهى ترتدى فستانها الطويل ...سأذهب
فقالت أروى بتعجب ...ماذا !...الآن !...ولماذا؟ ...
فردت ريم وهى تلف حجابها حول رأسها ...سأخبرك غدا ...إلى اللقاء وارتدت حذاءها ذو الكعب المنخفض وخرجت من الغرفة
فقالت أروى بذعر. ...ما الذى سافعله الآن ...يا ربى ...
وابتعدت بسرعة من على السرير وفتحت درج الكومود وأخرجت منه مفتاح الغرفة وأغلقت عليها الغرفة ...ومن ثم وضعت المفتاح على الكومود بهدوء مرة أخرى ...فهى هكذا ستضمن انه لن يستطيع الدخول ...
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بارتياح ...وتدثرت جيدا وهى قريرة العين ...

ترجلت من السيارة بهدوء محاولة ان تبث القوة فى نفسها ...فقد رأت شياطينه الغاضبة لأول مرة عندما وجدته واقفا أمام السيارة وفتح لها بابها بهدوء مخالف تمام لما يرتسم فى وجهه ...حمدت الله انه طوال الطريق لم يتحدث بشئ لكنه لم يتوقف عن التافف بغضب وكأنه يحاول تهدئة نفسه ...حتى وصلا الى منزل جدتها ...فترجلت من السيارة بسرعة متوجهة حيث بوابة المنزل ...فقال وهو يمسك بيديها ويشدها إليه بقوة ويصتك على أسنانه ...ما فعلتيه اليوم ...اقسم انه ان حدث مرة اخرى لن تعرفى ما الذى سافعله معك
شعرت بقشعريرة تنتشر على عمودها الفقرى وضربات قلبها تتزايد ...فقالت بغضب تحاول تمثيله ...فهى لن تكون يوما ضعيفة أمام أحد ...أبعد يديك عنى واياكى ان تلمسنى بهذه الطريقة ...فأنت ليس لديك حق بأن تحاسبنى حتى
فقال وهو يعقد حاجبيه بقوة ...انا خطيبك ...لذلك اياكى ان تتحدثى معى هكذا مرة اخرى ...وأيضا فى مشكلة الحق هذه ...فلا تقلقى قريبا جدا سيكون لى كل الحق لذا لا تقلقى ...ثم تابع ببرود ...اذهبى الآن ...واياكى ان تفعلى شيئا يغضبنى مرة اخرى ...
أبعدت يديه عنها ...ومن ثم ركضت إلى منزلها ثم إلى غرفتها ...التى ما ان دخلتها حتى تبعتها جدتها تقول لها ...بأن الأسبوع القادم سيكون حفل خطبتها وخرجت ...وسرعان ما تذكرت امر الخاتم الذى يزين يديها ...حاولت سحبه بغضب لكنها فشلت حتى نجحت أخيرا والقته بإهمال فى أحد زواية الغرفة تقسم بأنه لن يحدث ابدا ...ولن يطال منها شعرة واحدة حتى ...


سمعت صوت الباب الذى يفتح معلنا عن وصول والدها إلى المنزل ...فاسرعت إليه تضمه إليها بشدة قاءلة بفرح ...لماذا تأخرت هكذا
فقال بابتسامة ...لقد كنت انهى بعض الأعمال المهمة ...لكن لا تقلقى من هذه اللحظة انا متفرغ لكى تماما ...لكن اذهبى أولا وضعى الطعام لكى نأكل انا وانتى ...فأنا لم أجلس معكى منذ مدة ...وأيضا أريد ان أتحدث معكى يا نور
فقالت وهى تضع يديها نحو رأسها ...إشارة إلى الموافقة العسكرية ...حسنا أيها المستشار ...دقائق وسيكون الطعام جاهز ...كما أمرت سيادتك
ومن ثم لفت جسدها منطلقة نحو المطبخ ...
ضحك بخفوت على حركات طفلته المشاكسة ومن ثم تحولت نظرته إلى حزن ...دلف إلى مكتبه بعد أن وضع حقيبته التى يضع بها الأوراق على المكتب وجلس على كرسيه واضعا رأسه بين يديه فى الم يعتمل فى صدره ...وهو يقول فى نفسه ...هل ما فعله فى الماضى بحرمان روز من نور جريمة فى حق الاثنتان ...لكنه كان يحمى ابنته ...كانوا سيقتلونها إذا بقى مع روز ...كانت ابنته ستدفع ثمن كل شى ...ثم اعتدل فى جلسته قائلا بتصميم ...لا كان يجب ان أفعل هذا ...فتابع بحزن ارتسم على وجهه ...إذا هل ما فعلته سابقا و ما ستفعله الآن سيجعل ابنتك فى أمان و بخير وبعيدة عن كل من يضمرون لها شرا ...هل بقيامك بكتابة جزء كبير من قطعة الأرض التى فى الصعيد لاخوتك ستجعلهم هكذا يبعدون نظرهم عنها ولا يطمعون بما ستتركه لها إذا مت او حدث لك شيئا...ما الذى ستفعله يا ياسين ...خوفك على ابنتك يزداد يوما بعد يوم ...هل أخبرها بأمر والدتها ...لكن ربما يعلمون انها على قيد الحياة فيقتلوها وحينها سينتهي كل ما فعلته طوال تلك السنوات ...
...
جلسا فى فى غرفة المكتب بعد ان انتهيا من تناول الطعام وبعد أن أحضرت كوب القهوة أمام والدها على الطاولة الصغيرة ...فقال بحنو وهو بقربها منه ويضع رأسها على صدره ...اراكى حزينة منذ ان أتيت ...ماذا بك صغيرتي
يبدو انها لم تستطع ان تخفى حزنها والامها بعيدا عن والدها ...لذلك ما ان سمعت ماذا بكى صغيرتى ...حتى اجهشت بالبكاء قاءلة بألم ...انا لست بخير أبى ...لست بخير ابدا. ...انا أتألم للغاية
فربت على ظهرها بحنان وهو يمرر يديه على شعرها وظهرها ...اهدءى صغيرتى ...لا أتحمل بكاءك ...اخبرينى بما حدث لك
هدأت تشنجاتها وبكاءها قليلا ...وبدأت فى قص كل شى على والدها
فقال بلوم بعد ان سمع ما قالته ...كيف يحدث لكى كل هذا يا نور ولم تتصلى بى...وفوق هذا عندما أتيت لم تتحدثى بما كان يحزنك صغيرتى على الفور
فقالت وهى تضمه...لم أرد ازعاجك
ضمها إليه بشدة قائلا بحنو بالغ ...منذ متى وكان بينى وبين صغيرتى شى إسمه إزعاج ...فحاول تغير الموضوع بأن قال بسرور ...هل أخبرك سر
فابتعدت عنه تنظر إليه وحاجبيها معقدان فى تساول
فقال بخفوت ...هل تعلمى ...انا لم أحب ذلك ال مازن ابدا. ...وجيد انه ابتعد ...فحتى وأن كان أتى لخطبتك لما وافقت عليه ابدا
فضحكت بهستيرية لردة فعل والدها ...وضحك هو الآخر معها محاولة منه ان ينسى خوفه عليها
توقفت عن الضحك وقال لها بهدوء ...نور احضرى لى الملف الموجود على المكتب
فتحركت واحضرت له ما طلب وجلست بجواره ...ففتح الملف وأمسك بقلم يقربه منها قائلا. ...وقعى على تلك الأوراق
فقالت بتساول. ...لماذا ...
فرد بهدوء ...فقط افعلى ما أطلبه منك
انتهت من توقيع الأوراق ...فتنفس الصعداء فهى هكذا ستكون فى مأمن ...حقا عليه شكر مراد على إعطاءه تلك الفكرة بأن يقوم بتحويل كل شى باسمها فهكذا سيحميها وتكون بعيدة عن اى طامع بما تملك ...لم يقم بكتابة أشياء كثيرة باسمها مجرد تلك الشقة ومبلغ فى البنك باسمها لكى تستطيع ان تكون بخير إذا حدث له اى شئ ...


شعرت بشئ يتحرك فى الغرفة ويقترب من السرير ببط حتى ان يدان وضعت تحت جسدها واحدة تحت قدميها والأخرى على ظهرها ورفعها من فوق السرير ...صرخت بقوة وهى تضرب بقدميها ويديها حتى تفلت من قبضته ...فقال بهمس محاولا تهدءتها ...اهدءى انه انا زوجتى العزيزة
فرفعت عيناها تبحث عن ملامحه فى الظلام الذى يعم الغرفة حتى التقت عيناها بعيناه الحادة ...فشعرت بكهرباء وذبذبات فى جسدها جراء لمسه لجسدها فلغباءها الشديد ...كانت ترتدى قميص بحمالة رفيعة وطويل ...ومفتوح من جانب واحد من اول فخذيها حتى نهايته ...فنظرت إليه بشك مستغربة كيف استطاع الدخول رغم أنها قامت بنفسها بإغلاق الباب بيديها هاتان ...فقال وكأنه قراء أفكارها ...انه منزلى. ..هل تعتقدين بأننى لا أستطيع ان أدخل اى غرفة انا أريدها حتى لو كانت مغلقة بماءة مفتاح ...ثم اقترب من اذناها هامسا لقد أقسمت انكى ستكونين اليوم بين احضانى. ..وهذا ما سيحدث ...شعرت بأنها يكاد يغمى عليها بين يديه من كلاماته من همساته لها ...أشعل نار الشوق له ...أشعل حب كان يكبر فى قلبها يوما بعد يوم ...حب لم تستطع هى نفسها فهمه ...هل هو مجرد حب حقا ام انه تعدى كل هذا وأصبح عشق ...عشق أبدى له ...
خرج من الغرفة ...وهو يقول هامسا لها بمكر ...هل هذا ما كنتى تجهزينه لى ...فبدلا من أن تكونى كاى زوجة اصيلة تجهز عشاء رومانسيا لزوجها وتضع الشموع والورود فى كل مكان لاستقباله لتعبر له عن حبها ...ثم نظر إليها بإثارة واقترب أكثر من وجهها حتى طبع قبلة دافئة على وجنتها وهمس فى اذناها جعل جسدها بأكمله يقشعر ...وترتدي لى قميص نوم مثير ...فبدلا عن كل هذا وجدت ريم فى وجهى بدلا من زوجتى ...لم تشعر باى شئ عندما كان يهمس فى اذناها إلا عندما وضعها على السرير برفق وكأنها أغلى ما يملك وقف بجوار السرير واستند بيديه على الوسادة التى وضع رأسها عليها محاصرا اياها بيديه ...فاخفض رأسه إليها ملتقطا شفتاها بكل رقة وحنان حتى ابتعد عنها وقام بخلع قميص بذلته التى أتى بها ولم يقم حتى بتغيرها...ثم اقترب منها بجسده جعلها تشعر بسخونة تسرى فى جسدها ودماءها...فوضعت يديها تلقائيا بحماية على صدرها ...فابعد يديها برفق وقال بإثارة وشوق هو نفسه لم يعرف كيف وصل إليه ...لا تخافى منى ...
واقترب منها يعلمها كيف ان سيف لا يتراجع يوما عن ما أقسم انه سيحصل عليه ويريده ...وهى أرادها بشدة كما لم يريد اى امرأة أخرى ...
أبعد وجهها قليلا عن صدره العارى وهو يتأمل كل شبر بها وعلى وجهه ابتسامة عذبة زادته وسامة. ...لم يكن يخطط لفعل كل هذا كان سيجعلها تنام فقط بين احضانه لكى يستطيع ان يشعر بحبها وقبل كل هذا يتأكد حقا من مشاعره ...لكنه متأكد بعد هذا اليوم هو لن يستطيع ان يمنع نفسه عنها لقد حطمت حصونه وومملكته العالية البعيدة عن اى امرأة ...لكن هى بها شئ مختلف عن الجميع ...كان يقترب منها وكأنه كان أكثر شوقا منها لهذه اللحظة بأن تكون ملكه وبين يديه ...

 

وقفت فى المطبخ تعد العشاء وذاكرتها تسترجع ما قالته لها جدتها فيريال اليوم ...بعد أن سمح لها بالذهاب إليها وفك أسرها الذى استمر منذ ان مرضت ميا ...لكن بشرط إلا تتأخر وهو سياتى لاخذها بنفسه ...لقد أصبح حسام شخصا غريبا ومختلف عما تعرفه ...أصبح أكثر قربا من ميا بطريقة هى لم تعد تفهمها ياتى من عمله مبكرا لم يعد يخرج لسهراته المعتادة كما فى السابق ...أصبح كل وقته يقضيه فقط مع ميا ...يعلمها المشى ...وحتى الكلام ...حتى انها فى مرة دخلت عليه وهو يحثها لنطق ...بابا ...هناك شئ مختلف ...ماذا وما الذى جعله يتغير هكذا ...هل مرض ميا هو ما غيره ام انه شيئا آخر ...حقا لم تعد تعلم
ركزت فى ما أمامها وهى تعد الطعام ...وذاكرتها تسترجع ما قالته لها جدتها عندما ذهبت إليها ...قالت لها بدون اى مقدمات حتى من دون ان تعلم ماذا بها او ما الذى يحدث ...لا تتركى زوجك بسهولة لأى امرأة أخرى ...
هل يمكن ان تكون سمعت عن علاقات حسام لهذا تحدثت هكذا ...نفضت هذه الفكرة عن رأسها بسرعة ...فهى تعلم جيدا ان حسام قد يكون مع علاقة مع امراة ...لكن ليس لدرجة أن ينتشر الأمر ويعلم الجميع ...
وضعت طعام الصغيرة فى طبقها وذهبت إلى غرفتها حيث يجلس حسام معها ...توقفت فجأة إثر اصطدامها بجسده الصلب وتراجعها قليلا للوراء قائلا بهمس وهو يضع سبابته على فمه ...لا تصدرى صوتا ...تعجبت من همسه ومن وقفته على إطار الباب ...فامسك بمعصمها بيديه يقربه منه قائلا بسرور...انظرى ما الذى تفعله الشقية ...
فقالت بصدمة بسرعه


عندما رأت ميا تحاول النزول من على السرير ...حسام ...أرجوك ستقع امسكها...
فقال بصوت منخفض وهو يوقفها لكى لا تذهب إليها ...اهدءى وانظرى ما الذى ستفعله صغيرتى
ظلا يراقبان محاولة ميا للنزول وهى تقوم ...بإنزال قدمها شيئا فشى وما ان تقترب للنزول حتى ترفع جسدها مرة أخرى وتجلس على السرير فتضرب على رأسها بيديها ثم تقوم بإعادة المحاولة مرة أخرى لكنها كل مرة تتراجع فى اللحظة التى تكاد تصل فيها ...فعقدت بثينة حاجبيها إليها بشدة ومن ثم انفجرت ضاحكة تبعها ضحكات حسام ...فاقترب من السرير ...وما ان رأت ميا والدها حتى رفعت يديها إليه تطلب منه حملها فحملها بسرعة بين يديه وهو يضمها ويقبلها ويدغدغها...ما ان رات بثينة هذا المشهد حتى منعت شهقاتها من الخروج ...فاقتربت منهما وقالت ناظرة لحسام ...اعطينى اياها ...لكى اطعمها
فقال باسما. ..ساطعمها انا اعطينى فقط الطبق
فجلس على الأرض ووضع ميا على قدميه ...فجلست هى الأخرى أمامه ووضعت الصينية التى عليها الطبق ...امسك الملعقة الصغيرة وبدأ فى اطعامها. ...ووجهه يملاءه السرور ...اطعمها ثم جلس يهدهدها حتى نامت ...ظلت تنظر إليه فهى لم تعد تعرفه ...من هذا الشخص الذى أمامها بالتأكيد هو ليس زوجها ...كيف تغير هكذا كيف أصبح بهذه الحنية والاحتواء. ...يا الله ما الذى حدث وغيره هكذا...هل هذا حسام الذى لم يحمل طفلته عندما ولدت ...توقف ببط ثم وضع الصغيرة فى سريرها ...ووقف مشيرا إليها هل حضرتى طعاما ...ام اتصل بخدمة التوصيل ...فوقفت بسرعة تقول بصراخ. ...الطعام ...ركضت إلى المطبخ لعلها تلحق بالطعام قبل أن يحترق ...فاغلقت النار تحت الاوانى بسرعة ...ولسرعتها أمسكت بغطاءها فحرقت يديها وصرخت باكية ...ركض إليها وضمها إليه وهى مازالت تبكى ...فقال يهداءها. ...حسنا ...حسنا لا تحزنى ...سأتصل بخدمة التوصيل ...
فقالت ببكاء ...يدى ...فابعدها عنه وقال بسرعة ...ماذا بها يدك ...فنظر الى يديها التى أصابها الحرق ...وامسكها ووضعها أسفل صنبور المياه ...حتى تهدأ قليلا ...ومن ثم أخرج مرهما ووضعه على يديها التى أصابها الحرق ...واخذها حيث غرفة نومهما وجعلها تستلقى ثم دثرها جيدا ...فقالت بدموع ...آسفة
انزعج من كلمتها تلك فقال ...اياكى ان تتاسفى على شئ ابدا ...انا الأسف لأننى جعلتك تركضين هكذا ...ثم أبتسم وقال وهو يقترب من وجهها ...أما بالنسبة للطعام فلا تقلقى فهو لم يحترق كاملا ...لذلك ساكله
...
وضع بعض من الارز على قطع من اللحم الشبه محروق وتوجه حيث غرفتهما فراءها تغط فى نوم عميق ...ظل يتاملها وهو يقترب منها وقال فى نفسه وهو يمرر يديه على وجهها ...هل لو أقسمت إننى لم ألمس امراة قبلك او بعدك ستصدقين. ...هل لو أقسمت انكى اول امرأة يدق لها قلبى ستصدقين ...هل لو أقسمت إننى لا أعرف كيف او متى او حتى أين احببتك ستصدقين ...هل لو قلت ان قلبى ينهش قبل عقلى عندما فقط أفكر بأنك يمكن أن يلمسك شخصا غيرى
لا أنكر إننى تزوجتك فقط لكى أستطيع أن يكون لى اسم فى عالم رجال الأعمال الكبير ...حاولت أن أكرهك ...حاولت أن اؤذيكى لا ان أحبك ...لكن الغيرة نهشت قلبى ولم أستطع التفكير إلا فى التقرب منك ...سامحينى يا بثينة على ما فعلته معكى ...هل ستفعلى ام انك ستبتعدين عنى مثلما فعل الجميع ...
لكنى أقسم أن أفعل اى شى لكى تحبينى مثل السابق وان اعوض ميا عن كل شى ...لقد اصبحتما جزء منى ...انتما العائلة التى بحثت عنها ...عندما علمت ماهية والدتك خفت ان تكونى مثلها لكنكى اثبتى العكس ...
...
احيانا كثيرة لا نشعر بقيمة من نحب إلا إذا شعرنا بأنه على وشك الابتعاد عنا ...وأنه فى لحظة ما سيتركنا وسينتهى كل شى بسهولة ...
************
وقف أمام الشقة عازما على التحدث معها وعدم تركها ...فدق الجرس منتظرا منها ان تفتح الباب ...وقفت أمامه ...ظلا صامتان وكلا منهما ينظر إلى الآخر حتى قالت بخفوت وصوت مبحوح بالكاد يخرج منها ...أسامة ...
**********
دخلا إلى الشقة وهو يقبلها بحرارة فابعدت سترة بذلته عنه ومن ثم وضعت يديها على صدره تحاول فك أزرار قميصه فابعدها عنه بسرعة وهو يضع يديه على جبهته قائلا بتركيز ...هذا يكفى يا علا يمكنك الذهاب
ماذا ...هتفت بها غاضبة
فقال يعيد كلامه وهو يصتك على أسنانه ...قلت يكفى يمكنك الذهاب ...نظرت بشر إليه ومن ثم خرجت ...فضرب كاسر بقوة على الحائط يقول بألم ...تبا لك يا قمر لم أعد أستطيع أن اقترب من امرأة غيرك ...أحاول ان أرى اى امرأة بك
لكننى لم أجد ...تبا لك يا عذابى. ...تركتينى محطما هكذا وذهبتى. ...تركتينى بعد ان حرمتينى من أغلى شئ تمنيته فى هذا العالم ...لماذا فعلتى بى هذا ورحلتى ...
وقف امام الشرفة الكبيرة وهو يتذكر همسها له اخر مرة فى اذناه وهى تقول ...
حتى وإن احتضنت جميع النساء من بعدى
لا الهمس همسى. ...ولا العطر عطرى
ولا الأمان حضنى. ...فأنا قمر
فقال موكدا بحزن وألم وهو ينظر إلى القمر الذى يعلو ويضى عتمة الليل ...نعم انتى قمر

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة