قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 10

رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل العاشر

-مع من تتحدثين ...هدر بها سيف وعلى وجهه ألف سوال
ارتبكت من دخوله المفاجئ وسقطت يديها التى تمسك الهاتف فصمتت قليلا وظلت تراقب عيناه المرتكزة نحوها ...فحاولت تهدئة نفسها وقالت بتحدى. ...لماذا ...وهل يجب على أن اجيبك
فالتقى حاجبيه بغضب وقال وهو يصتك على أسنانه ...لقد سألتك مع من تتحدثين ...هل هذا سوال صعب ...ولا تستطيعى الإجابة عليه
فضغطت باسنانها على شفتاها السفلى لا تعرف بماذا تجيبه فقالت بتردد وهى تدير جسدها وتعطيه ظهرها ...كيف تدخل هكذا من دون حتى ان تستأذن

فشخر بقوة وقال باستهزاء ...وهل يجب ان استأذن قبل ان ادخل غرفتى التى بمنزلى ...يازوجتى العزيزة
فنظرت إليه بقوة وعيناها الذهبية تتحول إلى جمرة من اللهب بسبب طريقته السمجة واستهزاه فضربت بقدميها الأرض بقوة وخرجت
فراقب خروجها من الغرفة وهى غاضبة فلم يهتم بغضبها بقدر ما هو مهتم بمعرفة من الذى كانت تتحدث معه ...فخرج من الغرفة ورائها ونزل درجات السلم وشاهدها وهى تجلس على الأريكة وبيديها مجلة تتصفحها باهتمام وواضعة قدم على الأخرى وهى تحركها ...ظل يراقب حركات يديها وقدميها وحتى تعابير وجهها وهى تقرأ المجلة التى بين يديها باهتمام حتى ضغطها على شفتاها ...فنهر نفسه بقوة وقال وهو يضع يديه فى جيبه ...حضرى لى طعاما لاتناوله قبل ذهابى
لم ترد على كلامه وظلت تراقب صفحات المجلة وكأنه غير موجود ...غضب من تجاهلها له ...فاقترب منها وسحب المجلة من بين يديها على غفلة ورماها على الأرض ... ونزل بجسده ووضع يديه على ظهر الأريكة حولها حتى حاصرها بيديه فقال بغرور ...عندما أتحدث معك تنظرى إلى ...فابعدت وجهها عنه وادارته إلى الجهة الأخرى ...فامسك بذقنها واعاده حيث كان وثبته حتى تنظر إليه فتأمل عيناها الذهبية التى تلمع بغضب وحركات شفتيها الغاضبة جعلت ابتسامة خفيفة تظهر على ثغره وقال ...عندما أتحدث اليكى تنظرى إلى
شعرت بأنفاسه على وجهها مجرد النظر إليه تجعل قلبها يزداد ضرباته فقالت بألم فى نفسها أرجوك ابتعد مجرد قربك منى يجعلنى أشعر بألم رهيب بقلبى
فقالت بارتباك ...حسنا ...حسنا ابتعد ...لكى اذهب حقا لم يكن يريدها ان تخرجه من تاملاته بها ... فقال وهل انا امسك بكى اذهبى
فرفعت أحد حاجبيها وأشارت باصبعها حيث يديه التى تحاصر جسدها فظهرت ابتسامة على وجهه وأبعد يديه عنها ...ما ان ابتعد حتى وجدها تركض وفى لمح البصر اختفت من أمامه فضحك بقوة من تصرفها
صعد درجات السلم ودلف إلى الغرفة التى من المفترض أن تكون لكليهما ...توجه حيث الحمام وفى رأسه ألف سوال أخذ حماما سريعا وارتد ملابسه

دلفت إلى الغرفة وهى تحمل بين يديها صينة الطعام ...وراته جالسا على كرسى الموجود فى غرفة النوم وامامه طاولة صغيرة ...وضعت الصنية. ...فنظر إلى الأطباق وقال ...الا يوجد عصير
فردت ...ماذا
فقال مشيرا بيديه إلى كوب ...عصير كوب من العصير ...ومن دون ان ترد عليه تابع. ...كوب عصير وياليت لو كان عصير تفاح وبسرعة رجاء قالها وهو قد بدأ بتتاول طعامه بنهم
تعجبت من طريقته فذهبت واحضرت له كوب العصير ووضعته أمامه وقالت وهى ضاما كلتا يديها إلى صدرها ...هل تريد شيئا اخر
فرد عليها والطعام فى فمه ...لا اجلسى هنا حتى ان احتجت لشى فجلست على طرف السرير تتافف وهى تراقبه حتى انتهى

جلس على كرسى مكتبه الوثير مستندا برأسه على ظهر الكرسى شاردا فقال فى نفسه ...هذه الرائحة انا اعرفها ...فهى ليست غريبة على...لكنها أخت ماهر ...ربما قد رأيتها معه ...لا انا لم أرها معه يوما ... ...لكن أقسم إننى قد شممت رائحتها تلك لكنى لا أتذكر أين
دخل عليه ماجد وظل ينظر إلى صديقه الذى يبدو حتى انه لم يشعر بدخوله ولا حتى بدقاته المتتالية على باب المكتب فقال ماجد بصوت عالى ...سيف ...سيف
فنظر سيف إليه وقال له بغضب ...ماذا يا ماجد
فرد عليه ماجد وهو يجلس على كرسى أمام المكتب ...انا الذى بى. ...ام أنت ...ماذا هناك كنت شارد ...بماذا كنت تفكر ...حتى أنك عندما أتيت لم تقم باستدعاءى. ...
فهم سيف مبتعدا عن كرسيه وقال وهو يتناول مفتاح السيارة ...لا رغبة لدى بالعمل اليوم ...سأذهب إلى النادى اتصل باسامة وأخبره انى أنتظره ...وفتح الباب وقبل ان يخرج قال ...وتعالى معه
نظر ماجد الى حال صديقه بتعجب فهو لا يهمل عمله إلا إذا كان يشغل تفكيره شيء

 

وقف الاثنان بجوار بعضهما وهما يراقبان صديقهما خلف الجدار الزجاجى وهو يلعب الاسكواش ويضرب بالكرة بالمضرب بقوة حتى كادت ان تكسر لولا متانتها وصناعتها الجيدة القادرة على تحمل هذه الضربات ...وهو مرتدى تى شيرت ابيض و بنطال قصير من القماش لونه ابيض وحذاء ابيض ...
فقال أسامة وهو يقوم ببلع ريقه ويعاتب ماجد ...لماذا يا ماجد اتصلت بى واخبرتنى ان أتى طالما سيف غاضب هكذا ...
فقال ماجد وهو يراقب حركات سيف فى ضرب الكرة ...وما شانى انا هو من اخبرنى ان اتصل بك ...
فقال أسامة ...حسنا اذهب والعب معه وأنا ساشاهد
فقال ماجد بصوت عالى غاضب ...ماذا ألعب معه ...هل تريده ان يكسر عنقى الا ترى غضبه الواضح
فرد أسامة ...هل يمكن ان تكون العروس هى السبب فى غضبه هذا
فرد عليه الآخر...لا أعلم
فاتاهم صوت من خلفهم ...لماذا تقفان هكذا ...وماذا به هذا الآخر مشيرا إلى سيف
انتفض الاثنان من الصوت الذى اتى خلفهما وتنفسا الصعداء بسرعة عندما شاهدوا ماهر
فقال ماجد ...جيد أنك أتيت اذهب والعب مع ابنك خالك وزوج أختك ونحن سنشاهد
-لما هو غاضب إلى هذه الدرجة ...منذ متى وهو هكذا قالها ماهر ناظرا إلى سيف
-لا أعلم أتى إلى الشركة اليوم ...جلس قليلا وبعد ذلك قال لى بأنه سيذهب إلى النادى ...وهو دخل الى الغرفة منذ أكثر من ساعة ونصف قالها ماجد
-حسنا ...سادخل إليه قالها ماهر وهو يتجه إلى غرفة العب
دخل ماهر إلى حيث سيف
-ما الذى تفعله هنا ألم يكن يجب ان تكون مع أختى الآن ...فقال بابتسامة ...هل أروى جعلتك تكره اليوم الذى ولدت به
فنظر إليه سيف بنفور وتوقف عن لعبه ...لا ليست أختك السبب ...فقط انا أفكر فى شئ ما
مع ان من يشغل تفكيره الآن هى أروى فقط ...
-حسنا مارايك سالعب معك اليوم ...ما رأيك بمبارة
قالها ماهر وهو يرفع مضربه نحو سيف بتحدى
رغم أن سيف لم يكن قريبا من ماهر ولكنه تعرف عليه فى المرحلة الثانوية واصبحاصديقان وقليلا جدا ماكانا يتقابلان ولكن منذ ان سافر لاكمال دراسته وهو لم يعد يقابله وعندما عاد اصبحا يتصادفان فى هذا النادى


اول علامات الحب ان يشعر الرجل بالألم ...كأن المرأة التى أحبها كسرت له ضلع
وقف مبتسما وضاما كلتا يديه إلى صدره ...وهو يتاملها وهى تصلى حتى أنهت صلاتها وامسكت سباحتها ذات الحبات البنية بين يديها البيضاء الذى لم يستطع الزمن ان يوثرعليها ظلت تسبح وهى تنظر إليه بعيناها الخضراء التى ورثها منها هى دون غيرها وتبتسم حتى انتهت تماما ...فاشارت بيديها فى مكان بجوارها وقالت بابتسامة امراة ذكية تعرف ان وراء وقوفه هكذا سبب ...تعال اجلس بجوارى
فهرع إليها وجلس بجوارها ...وكعادته وضع رأسه على فخذها وهى تتخل خصلات شعره البنية وتربت عليه
فقالت بصوت ناعم ...ماذا بك ...ما الذى يشغل تفكيرك ...أراك شاردا منذ فترة حتى أنك لم تعد تأتى إلى كل صباح كعادتك يا مالك
فضحك وقال بصوت هادئ متامل...تعلمين انى احبك ...ولا يشغلنى عنكى اى شى فى هذا العالم فنظرت اليه مستفهمة ...فتابع بابتسامة فاترة ومن دون ان يشرح اى شى فهو يحتاج الآن ان تستمع جدته إليه فقط ... لم اعتقد أن قلبى سيخفق بسرعة هكذا لامراة ما ...فتابع بتنهيدة طويلة جعلت جدته تضم بين حاجبيها بشدة ...لكن عندما رأيتها شعرت أن ضلع من اضلوعى قد كسر ...قلبى خفق ...عيناها كانت كالبحر الهائج. ...شعرت ...شعرت إننى أقف بين أمواج عالية لا أستطيع ركوبها. ...وستكون نهايتى ان أغرق بين مياهها ...ولا أجد من ينجدنى ولا أستطيع الخروج منها ابدا ...
فابتسمت ابتسامتها الرائعة وقد أيقنت أن حفيدها أصبح شخصا عاشقا فهو لم ياتى يوما إليها ليخبرها عن حبه لفتاة ما رغم سنه الذى قارب على متصف الثلاثين الذى لم يخفق قلبه يوما لفتاة ... لماذا تعتقد بأنك قد تغرق بين هذه الأمواج
فقال بألم ناظرا إلى الفراغ الذى أمامه ...خائف من ان ترفضنى... والا تقبل بقربى منها ...تبعدنى. ...
فردت عليه وهى تمسح على جبينه ... وهل حاولت التقرب
فرد عليها بحزن ...نعم فعلت ...فعلت كثيرا لكنها كانت تتفادانى دائما
فقالت بابتسامتها المعتادة ...حسنا ما رأيك ان تصفها لى
فقال شاردا وهو يصفها ويتخيلها أمامه فهو قد أصبح يعرف كل تفصيلة بها حتى حركاتها ...انها بيضاء ...ليست بالطويلة او القصيرة ...ملامحها رقيقة وهادئة وفى نفس الوقت تحمل ملامح قطة شرسة لكل من يقترب منها ...انها مختلفة... ورائعة
فردت عليه جدته بحنو ...ما رأيك ان نذهب ونقوم بخطبتها
فهم مالك مبتعدا عن أقدام جدته وقال مبتسما ...حقا فقالت بابتسامة ...نعم...اظن أن اسمها ريم صحيح ام اننى مخطاة. ...عيناها زرقاء أليس كذلك
فنظر بتعجب وعيناه أصبحت جاحظتان ولم يستطع أن ينطق بشئ
ضحكت الجدة بشدة على شكل حفيدها وقالت ...ماذا هل أنت متعجب لاننى اعرف كل شئ ...لقد أخبرتني أروى قبل زفافها ...لذلك انا فى حفل الزفاف استغليت الأمر وتحدثت مع جدتها ...وعلمت انها تبحث عن شخص جيد لحفيدتها ...فاخبرتها ان عندى لها عريسا رائع. ...كما ان جدك قد تحدث مع سليمان بأننا نريد أن نذهب إليهم للتعارف ربما يعجب الاثنان ببعضهما ...والحاج سليمان واقف ...حتى انه اتصل بجدك اليوم ...وقام بتحديد الموعد لكى نذهب إليهم
لقد كان كل ما قالته جدته كالقنبلة بالنسبة إلى مالك ...فظل يستمع إلى جدته وهو لا يصدق ما تقوله هل قامت بفعل كل شئ وهو حتى لا يعلم ...وعندما أخبرته أروى اليوم ان ريم سيذهب شخص لخطبتها بعد عدة ايام إذا فهى كانت تتلاعب به ...حتى انها عندما كان يتحدث كانت تضحك بشدة وهى تخبره ...حقا تلك الفتاة ليست سهلة
فقال بسرور ...متى سنذهب إليهم ...ما رأيك ان نذهب الآن
فضحكت الجدة ...لا ...سنذهب بعد يومان كما أتفق جدك
فاقترب مالك من جدته وقبل يديها وراسها وهو يحتضنها بقوة ...يشكر الله ان لديه جدة رائعة مثلها


عاد إلى المنزل بجسد متعب ومنهك تكاد عظامه تكسر ...بعد استمراره للاعب لأكثر من خمس ساعات بدون توقف ...لولا أن الوقت قد تاخر وهو هناك لما كان سياتى ...أفكار كثيرة وأسئلة أكثر تدور فى رأسه منذ ان سمع محادثتها على الهاتف حتى ولو لم يحدث اى شى بينهما كزوجين فهذا لا يعنى ان تتحدث مع اى شخص بهذه الطريقة ...وتضحك معه...عليها ان تحترمه كزوجة ...وفوق كل هذا رغم انه لم يرها غير مرة واحدةإلا أنه يشعر بأنه رآها قبلا ...رأسه تولمه من مجرد التفكير بكل هذا ...تبا ...
القى بجسده أملا فى ان يغط فى نوم عميق ...إلا أن النوم أبى ان يجفله...تحرك مبتعدا من على السرير وتوجه إلى الحمام مباشرة ...أخذ حماما باردا ...وغفى بعد ان شعر جسده بخدر فظيع
استيقظ فى الساعات الأولى من الصباح وارتدى ملابسه وخرج من المنزل بهدوء
استيقظت على صوت السيارة وهى تخرج من المنزل
استغربت من سبب مجيئه ليلة أمس فى وقت متأخر هكذا ...وايضا ذهابه فى وقت مبكر للغاية ...اعتقدت انها ربما تستطيع ان تقربه منها وأن يشعر على الأقل بحبها ...فربما يبادلها هذا الحب ...هل يمكن ان يكون يحب فتاة أخرى ...جلست بسرعة على السرير بوجه مكفهر و خائف تحاول إبعاد تلك الفكرة عن رأسها ...لا لا يمكن ...لو كان يحب فتاة أخرى لما وافق على زواجه بها ...فقالت بوجه عابس ...هل يمكن ان يكون قد اجبر على الزواج ...نفضت تلك الأفكار عن رأسها بسرعة ...فمجرد التفكير بأنه حتى لن يفكر بها يوما يجعلها تشعر بالخوف والارتعاب


وضعت يديها تتحس جبين الطفلة بأعين مرتعبة و خائفة ويديها ترتعش من حرارة الطفلة التى تزداد ...ماذا يجب ان تفعل ...فمنذ ان تشاجر معها حسام ذلك اليوم وهو يمنعها من الخروج حتى انه قبل خروجه أغلق باب المنزل وابقى معه المفتاح ...ظلت تفكر من الذى يجب ان تستنجد به . ...فظهرت أروى أمامها ...أمسكت بثينة الهاتف بأيد مرتعشة وضغطت على بعض الأزرار وقبل ان تنطق أروى بشى. ...
-انجدينى. ...انجدينى يا اروى قالتها بثينة وهى تضع يديها على فمها محاولة كتم بكاءها
-ماذا بك ...هل حدث شى قالتها أروى بخوف
-نعم ...ميا مريضة حرارتها مرتفعة للغاية ولا أعرف ماذا أفعل اعطيتها دواء خافض للحرارة ولكنها كما هى ...لا أعرف ماذا أفعل ...انا خائفة قالتها وهى تبكى وتشهق بقوة
-فقالت أروى محاولة تهدءتها ...حسنا اهدءى. ...خذيها واذهبى إلى الطبيب
-فقالت ببكاء هستيرى ...لا أستطيع حسام قام بإغلاق الباب وخرج
-حسنا ...سأتصل بطبيبة أعرفها واجعلها تتصل بكى واخبريها كل شى تلاحظيه...لا تخافى
-حسنا
وبعد دقائق رن هاتفها وهى ممسكة به فردت عليه
-مرحبا انا الطبيبة اخبرينى بكل شى تلاحظينه وايضا عمر الطفلة
بدأت بثينة تخبرها بكل شى ...حتى قامت ريم بتهداءتها ...وقالت لها أن ارتفاع الحرارة شى طبيعى لأى طفل بعمرها فقط عليها أن تقوم بعمل كمادات مياه باردة وتطعمها بانتظام وستكون بخير
شكرتها بثينة وأغلقت الهاتف معها

أغلقت الهاتف ووضعته فى جيب سترتها الطبية البيضاء وهى متاففة...فأتى إليها ماهر يحمل كوبين من القهوة وناولها إياه
-ماذا بك قالها ماهر وهو يرتشف من كوب القهوة التى بين يديه
-لا شئ ...قالتها ريم بوجه مكفهر
-فقال ماهر بتأكيد ...لا هذا الوجه لا يبدو عليه انه لا يوجد شئ
-فنظرت إليه بتالم. ...جدتى ...مصرة على أن أقابل العريس الذى سياتى غدا
-فأصدر ماهر ضحكة تكاد تكون عالية ...فنظرت إليه بغضب ...فسعل وتوقف عن الضحك وهو يتاسف ...آسف حقا ماذا أفعل جدتك هذه لم أجد مثلها ...انها لا تكف عن البحث لكى عن عريس ...حقا انها رائعة ...تتضع أمال كثيرة عليكى
فقالت بغضب وهى تتحرك مبتعدة عنه ...حقا انا المخطاء لماذا أتحدث معك ...واخبرك بكل شى ...انا من وضعتك بمكانة أخ بالنسبة لى حقا لقد أخطأت
فامسك بيدها بسرعة مانعا إياها من الذهاب بعيدا ...حسنا اهدءى ...من هذا الذى كنتى تتحدثين معه هل هى جدتك
فقالت بتلقائية ...لا ليست جدتى انها بثينة أخت سيف اتصلت أختك بى وطلبت منى ان اتصل بها ...لأن طفلتها كانت مريضة ...فاخبرتها ماذا تفعل. ...
-ماذا ...ماذا بها الطفلة هل حالتها سيئة قالها ماهر ما ان سمع ما قالته ريم
-لا لا تقلق ...ستصبح بخير جميع الأطفال فى مثل عمرها يحدث لهم ذلك ويمرضون. ...انا ذاهبة الان قالتها وذهبت وهى لم تنتبه الى تعابير ماهر التى تغيرت إلى العبوس
وضع يديه على رأسه بألم ...انها بعيدة عنه وتحتاجه لكنه لا يستطيع ان يفعل شئ


سمع دقات خفيفة على باب مكتبه فأذن للطارق بالدخول ...وقفت أمامه بدهاء وتكبر وهى تتامله وهو جالس على كرسى خلف المكتب بكل عنجهية وغرور ...فبادلها نظرتها بنظرة أخرى تحمل مزيدا من القرف والازدراء
فقالت وهى تقرب منه بطاقة ما...هذه بطاقة دعوة حفل زفافى. ...ارجو أن تحضر
ظلت ممسكة بها بين يديها إلا أنه لم يأخذها منها ...فوضعتها أمامه على المكتب باحراج بعد ان جعلها كالجماد أمامه او كالهواء وكأنه لا يراها ...وخرجت محاولة ان تتماسك بعد ان تعرضت لنظراته التى تحمل الازدراء
ما ان خرج حتى قام بفتح بطاقة الدعوة ...ومكتوب بها اسمى العروسين ...واسمه يتوسط بطاقة الدعوة ألقاها بغضب على مكتبه ...وهو يلعن ويسب ...ويتسال هل يمكن ان تكون قد عرفت بأنه سيتزوج. ...هل يمكن ان تكون قد انهارت ومن دون ان يشعر تحرك مبتعدا عن كرسى المكتب لكى يبحث عنها


كانت متجهة نحو مكتب المدير ذلك ال ...حتى اوقفتها هايدى وناولتها بطاقة الدعوة وهى تقول بابتسامة تكاد تصل إلى اذنيها وبصوت كالافعى. ...هذه بطاقة دعوة حفل زفافى ...اياكى ان تتاخرى يا نور ...سانزعح حقا أن لم تأتى ...سانتظرك
-فقالت نور بفرح ...بالطبع ساتى ...لكن من هو العريس
وقبل ان تنطق هايدى بحرف ...أتى صوت من خلفهم ...انسة نور اظن إننى أنتظرك فى المكتب لمناقشة القضية ...فتابع وهو ينظر إلى هايدى وهو مازال يحمل نفس النظرة لها ...انسة اعتقد أن هذا المكان مكان للعمل وليس للثرثرة ...وتوزيع بطاقات الدعوة ...فنظر إلى نور ...وارجو إلا تتاخرى فى مواعيدك مرة أخرى لدينا عمل يا انسة تفضلى
ذهب وتحركت نور خلفه مباشرة بوجه عابس ...حمد ربه على حضوره فى الوقت المناسب والا كانت ستعلم بكل شى ...وحينها لم يكن يعلم كيف سيكون رد فعلها ...لقد كان خاءفا للغاية عليها من الصدمة خائف من الا تتحمل الخبر وتنهار ...
جلسا فى المكتب يتناقشان فى أمر القضية ...وهو ينظر إليها بقلب منفطر واعين حزينة ...وكلما كانت ترفع رأسها اليه وقبل ان تتلاقى نظراتهم يبعد عيناه بسرعة عنها حتى لا تشعر به ...
أنهت عملها واتجهت إلى منزل ريم مباشرة ...من أجل مساعدتها فالخاطب سياتى اليوم ...

 

خرجت من مبنى الشركة وهى تنظر حولها بتمعن ...باحثة عنه ...فمنذ اليوم الذى قابل فيه والديها ...لم تره ابدا ...فى الأيام السابقة كان كظلها فى كل مكان تذهب إليه لا يتركها ...قبلها واختفى بعد أن أشعل الشوق بها نعم هى تشتاقه وتشتاق لرؤيته ...مجرد التفكير فى قبلته الملتهبة تلك تجعل وجنتيها تحمران خجلا ...لم تسمح لأحد يوما من الاقتراب منها فهى قد وضعت العديد من الحواجز لكى لا يتعدها أحد ...لكن هو تخطى تلك الحواجز وجعلها تفكر به ...هل أحبته ...لكن أين هو هل يمكن ان يكون قد حدث له شيئا...اه يا وليد لماذا اقتربت منى ...والآن ابتعدت ...قالتها ايملى بحزن وألم يخترق صدرها

نظرت إلى انعكاس صورتها فى المرآة برضا وقبول ...وهى ترتدى فستان طويل باللون الازرق وعليه ورود باللون الوردى الفاتح وجمعت شعرها الاسود كعادتها فى ضفيرة فرنسية ...وخرجت من الغرفة ونزلت درجات السلم ...حتى رأته أمامها واقفا أسفل السلم نظرت إليه بشوق فهى لم تره منذ يومان فهو كان ياتى متأخرا ويذهب مبكرا كأنه يخبرها انها ليس مرغوب بها فى هذا المكان ...فنزلت درجات السلم متجاهلة نظراته إليها ...حتى سمعت صوته القوى ...إلى أين انتى ذاهبة
التفت بجسدها نحوه وقالت بجمود. ...لماذا هل يهمك
فهتف بغضب وهو يقترب منها وأمسك بيديها بقوة ...عندما أسألك عليكى ان تجيبي ...لا ان تردى بسوال ارتعبت من نظرته و شعرت بالألم من قبضة يديه التى حول معصمها حتى قالت وهى تبلع ريقها بخوف ...ذاهبة إلى ريم ...إلى منزل الحاجة زينب جدك اتصل بى وطلب منى الحضور
خفف قبضة يديه على معصمها وقال بهدوء ...لماذا
فقالت والدموع تتلألأ فى عيناها ...لا أعلم تستطيع سواله ...هل يمكننى ان اذهب الآن
لا تعلم لماذا كذبت ...مع انها تعلم كل شئ ...إلا انها كذبت عليه ...فى انها لا تعلم
فرد بعد أن ترك معصمها ...لا سأذهب معك ...ربما جدى يريدنى أيضا قالها مبررا وهو يبتعد ويصعد السلم ...وقال ...ساغير ملابسى انتظرى فقط عشر دقائق


ركبت بجواره فى السيارة وهى ترتجف وتشعر بالاضطراب فى معدتها فهذه اول مرة تركب معه فى سيارته وكانت رائحته الرجولية الممزوجة بعطره تملى السيارة ...لم يتحدث بشئ طوال الطريق ...حتى توقف أمام المنزل وترجلا الاثنان من السيارة


دلفت أروى إلى غرفة ريم مباشرة وبهتت ملامحها وجحظتا عيناها حتى انها وضعت يديها على شفتها من الصدمة ...ونور جالسة على السرير واضعة يديها على خدها بقلة حيلة
فقالت أروى بصدمة وعتاب ...ما هذا الذى ترتديه يا ريم
فقالت ريم بعدم فهم كاذب ...ما به ما ارتديه. ...هل هو سيئ
فالتف الجميع حيث الحاجة زينب التى شهقت بقوة حتى انها ضربت بيديها على صدرها ...ما هذا الذى ترتديه يا حظى الأسود ...
فقالت ريم وهى تقوم بتثبيت لفة طرحتها جيدا ...لما تفاجئ الجميع بما ارتديه ...ماذا به انه محتشم وواسع
فقالت أروى بهدوء ...ونحن لم نعترض على اتساعه. ...ارتدى اى شى غير الأسود يا ريم وليس بتلك الطريقة ...وانتى ستقابلين شخصا اول مرة ...عليكى ان ترتدى شئ جيد ولونه حتى مفرح
فقالت ريم بعصبية زائدة ...من لن يتقبلنى باى شكل من الأشكال ...إذا فأنا لا أريده
فردت جدتها محاولة تهدئة نفسها ومسايرة حفيدتها ذات الرأس اليابس ...حبيبتى يجب ان ترتدى شى جميل وليس اسود يا ريم ...وقالت بنبرة تحذيرية وغضب لذلك ارتدى اى شى مما ترتدينه ...انا لم اطلب منك ان ترتدى شيئا خاصا ...لكن ارتدى على الاقل شى مما يوجد فى دولابك وليست ملابسى ...
فقالت ريم بتحدى وهى تضع يديها على خصرها...حاجة زينب هكذا ساقابل العريس وبملابسك ...وإذا رفضتى اعلمى اننى لن أخرج من هنا ولن أقابل السيد المبجل الذى سياتى خلال دقائق ولا عائلته ...

 

جلس سيف مع جده بدون بنت شفه...حتى أن جده كان مستغربا من حضوره المفاجئ ...كان يعلم أن أروى ستاتى لكن لم يتوقع أن ياتى سيف معها ...لكنه شعر بالسعادوة لمجيءه مع أروى... ربما يستطيع مع الوقت التقرب من الفتاة والشعور بحبها له ...فهو يعلم جيدا بما حدث ليلة الزفاف وخروجه من المنزل انزعج من هذا ...لكنه يتمنى حقا أن يحدث شى بينهما خلال فترة بقاءهما مع بعضهما ...
وفى خلال دقائق حضر مالك ومعه والديه وجديه...قابل الحاج سليمان الجميع بحبور...فرح الجميع برؤية سيف حتى ان جده الحاج رشاد ضمه إليه بشدة عندما راءه وسعدوا جميعابحضوره وهو قابلهم بابتسامة ...تفاجئ سيف بل صدم عندما علم ان مالك هو من سيقوم بخطبة ريم ...لكن كيف تعرف عليها سأل سيف نفسه ...وبعدها بلحظات دخلت الحاجة زينب ورحبت بهم ...دخلن الفتيات الثلاثة حيث يجلس الجميع ...وشهق الجميع حتى أنهم بهتت ملامحهم عندما شاهدوا العروس ترتدى عباءة سوداء واسعة تبدو انها لجدتهاوالطرحة من نفس اللون ووجهها رغم جماله إلا أنه مكفهر وغاضب ...حاول الجميع تمالك نفسه وعدم إظهار اى شى
لكن والدة العريس كوثر قالت بامتعاض وتريقة ظاهرة ...اسود ...تقابلنا بالأسود ...أن كانت لا تريدنا ان ناتى وترفضنا كانت تستطيعى يا حاجة زينب أخبارنا
فنظرت ريم إليها بقوة واستهزاء ...فيبدو أن حماتها العتيد لم تعجب بالعروس ...فيبدو ذلك ال مالك ابن والدته هو الآخر
فنظر مالك برجاء لجدته ووالده لكى يستطيعا تدارك الأمر
فقالت الجدة بابتسامة ...ريم جميلة مهما ارتدت ستكون فى غاية الجمال ...ويبدو انها تختبرنا لكى تعرف إذا كنا اتينا من أجل أخلاقها ام ان أجل جمالها ...ولكننا لا نهتم لأى شئ ترتديه أهم شى هى الأخلاق ...فاوم الجميع على كلامها مبتسما
فتنفس مالك الصعداء ...فهو لا يريد لوالدته ان تظهر اعتراضها على هذا الزواج ...فهى كانت تريده ان يتزوج من ابنة أختها ...لكن عندما أخبرتها جدته انها قد وجدت له عروس وأنها موافقة عليها لم تستطع والدته من قول اى شى او حتى الاعتراض ...
حاولت أروى ونور كتم ضحكاتهم بسبب نظرات ريم ووالدة مالك لبعضهما لو كانت النظرات تقتل لسقتطا الاثنتان...ظلوا يتحدثون جميعا قليلا عن بعض الأمور الهامة فى العمل والسياسة وكان سيف يرد باقتضاب على محادثتهم وعيناه لم ترفع من على أروى الجالسة وهو يراها تبتسم وتلك الغمازتان تزيدانها جمالا ...
فقالت الحاجة زينب بابتسامة ...ما رأيكم ان نترك العروسان يتحدثان مع بعضهما قليلا
فرح الجميع بذلك وتحركت نور وأخذت ريم وذهبت وبعد ذلك أشارت أروى إلى مالك ان يتبعها ...وسارخلفها. ...رفع سيف أحد حاجبيه من تصرفها هذا حتى انها ابتسمت وغمزت له أيضا ...كان يرغب بتتبعهما لكنه تمالك نفسه ...دخلا الاثنان ورأت ريم الجالسة وكانت نور واقفة ...فاجلست أروى مالك بهدوء وغمزت له مرة أخرى وامسكت يد نور وخرجتا بعد ان تركاباب غرفة الصالون مفتوحا ...
جلست ريم ضاما كلتا يديها إلى حجرها ليست من التوتر او الخجل بل من الغضب ونفاذ الصبر
فنظر إليها بجرأة وهو يتأمل ملامحها وعيناها المنخفضة فقال فى نفسه هل يمكن ان تكون تشعر بالخجل فظهرت ابتسامة على ثغره وهو يعلم جيدا انها ليست خجلةبل انها تكاد تشتعل غضبا فقال بهدوء ...هل تعلمين أنك اجمل من رأيت يرتدى الأسود ...فتابع بجرأة ...وكما قالت جدتى مهما ارتديتى فستكونين فى غاية الجمال
فرفعت عيناها إليه بغضب ...وقال ...حقا انا لا أكذب
فقالت بنفاذ صبر وبدون مقدمات ...سيد مالك لماذا أتيت إلى خطبتى رغم أنك تعلم اننى لا اطيقك واننى سارفضك
بقدر ما كان يشعر بنفورها بقدر ما المته جملتها تلك ...فقال بأعين جامدة ...هل يمكنك أخبارى لماذا سترفضينى. ...هل يمكنك أن تقولى السبب
فقالت ببرود ...هكذا وهل يجب ان أوضح
فقال بسرعة نعم... بالتأكيد هناك سبب لرفضى
فوقفت من على الكرسى وقالت بتعالى. ...سيد مالك طلبك مرفوض وارجو إلا أراك باى مكان انا به ...قالت كلماتها ورحلت
دفن وجهه بين يديه وهو يتألم من كلاماتها وأسلوبها الجاف معه هل هو سى لهذه الدرجة لهذا ترفضه ...فخرج بعدها بدقائق من الغرفة ...ودلف إلى غرفة الصالون الكبيرة حيث يجلس الجميع ...وقال موجها كلامه إلى الحاجة زينب ...سيدتى اظن انكى تعرفينى جيدا ...لذلك ارجو ان تخبرينا برأيك والا تتاخرى وتابع بحدة ...واعلمى إذا كان بشئ غير القبول فهذا لن يكون جيدا لأحد ...نظر الجميع إليه باستغراب لكن سرعان ما تحركت والدته تتبعه عند خروجه وبعد ذلك تبعه الباقين...التقى حاجبى أروى باستغراب فقليلا جدا ما كانت ترى مالك بهذا الانزعاج اوطريقته فى الكلام تلك ...
فقال سليمان وهو يقترب من أخته ...ما الذى فعلته حفيدتك
فقالت بعد ان اخفضت كتفيها بجهل ...لا أعلم ...سأذهب إليها تلك الشقية ...فخرجت وتبعتها كلا من أروى ونور
دخلن الثلاثة إلى غرفة ريم وقالت جدتها بحدة ...ما الذى قلتيه للفتى لكى يخرج منزعجاهكذا
فقالت وهى تجلس على السرير ...لقد اعلمته بقرارى وهو الرفض
فردت جدتها بغضب ...لماذا ...فنظرت ريم إلى جدتها بقوة واستفهام. ...فتابعت الجدة ...ماذا به مالك لكى نرفضه
فقالت ريم بهدوء مخالف لغضبها ...ألم تقولى أنك تريدين أن تزوجينى لطبيب ...وهو ليس طبيبا
فقالت الجدة بهدوء مصطنع ...لا مشكلة لا يوجد فرق انه مهندس ...
فقالت ريم باستفهام. ...ماذا ...لكن انا لا أريده وأنا غير موافقة
فقالت الجدة ببرود قاتل ...انه يعجبنى
فظهر الغضب على ريم واتسعتا عيناها بشدة...ونور واروى اللذان كانا يتابعان المشهد بصمت حاولا كتم ضحكتهم من مما قالته الحاجة زينب
فقالت ريم باستنكار. ...لكنى لا أريده ...وأنا أرفض
فردت عليها ببرود. ...وأنا سأقبل وأقول لهم أننا موافقين مالك لا يرفض ومهما بحثت لن أجد من هو أفضل منه ...وتابعت بتحدى. ...كما اننى لن أخبرهم بالموافقة غدا او خلال ايام بل ساخبرهم الآن ...وخرجت من الغرفة بعد أن أصبح جسد ريم كالموات من الصدمة مماقالته جدتها ...وخرجتا الاثنتان أيضا من بعدها فهما يعلمان ان ريم بطبيعتها لن تقبل اى كلام فى الوقت الحالى ...
وما ان خرجت أروى من غرفة ريم حتى رأت سيف أمامها يخبرها بذهابهما ...

 

حمدت الله لانخفاض حرارة الطفلة ...فهى كادت أن تموت رعبا من ان يحدث لها شئ ...ابتعدت عن السرير الذى تنام عليه ميا ببط بعد ان تأكدت انها بخير ...ونزلت السلالم بعد ان شعرت بمجى حسام ...فدخلت إلى غرفة المكتب وراته جالسا عليه بشرود. ...فقالت بهدوء ...حسام اعتقد ان الحياة بيننا أصبحت مستحيلة ...لذلك فالننفصل فهذا أفضل لى ولك ...طلقني
نظر إليها باستغراب وقال ...بثينة اذهبى ونامى انا متعب ولا أريد الاستماع إلى تفاهتك اليوم
فقالت بغضب ...حسام طلقنى واليوم انا لن أبقى معك ولا لثانية واحدة
فهم مبتعدا عن كرسى المكتب واقترب منها وقال بوجه مكفهر ...هل جننتى يابثينة
فقالت بصوت عالى ...لا لم اجن. ...انا لم أكن عاقلة مثلما انا اليوم ...ابنتى كادت ان تموت منى اليوم بانانيتك ...وأنا لن أتحمل هذا ...أقسم لو كان حدث لها شى ما كان يكفينى موتك
ارتعب من شكلها وعصبيتها التى لم يرها يوما عليها واقترب منها وقال ...ماذا بها ميا
فقالت باستهزاء. ...ماذا بها ميا ...وهل أنت تهتم حتى بابنتك ...أنت لا يهمك غير نفسك ...وتابعت وهى تحاول أخذ نفس عميق محاولة تهدئة نفسها ...انا سآخذ ابنتى وأذهب ...لذلك ارجو ان ترسل لى ورقة طلاقى. ...وخرجت من المكتب وصعدت السلالم ودخلت الغرفة واتجهت فورا إلى الخزانة فتحتها وأخرجت منها حقيبتان وبدأت فى وضع ملابسها بعصبية
دخل عليها وقال ببرود... ماذا تفعلين بحق السماء
فردت بانفعال ...لقد طفح الكيل...لقد تعبت من العيش معك ...أنت انانى لا تفكر غير فى نفسك وانا سآخذ ابنتى وأذهب ...لقد كادت تموت منى اليوم لولا ستر الله
أمسك بيديها قائلا باتقاد ...هكذا بسهولة هل تعتقدين بأننى ساتركك او أترك ابنتى
أبعدت يديه عنها ...فالصقها بالخزانة بغضب شديد ...لن تخرجى ابدا من هذا المنزل إلا على جثتى يابثينة هل فهمتى ...
قالت بصراخ. ...لا أريدك ...لم أعد اتحمل بقاءى معك ...لم يعد لدى طاقة للتحمل
قال وعيناه تشتعل غضبا حتى كادت ان تنفث نارا ...إلى أين تريدين الذهاب إلى والدتك التى تركتك ام إلى والدك الذى لا يهتم لامرك ...ام إلى ماهر
جحظتا عيناها لذكره لماهر وقالت بغضب ...هل جننت ...ما شأن ماهر ...وأيضا انا حرة اذهب إلى اى مكان أريده لا شأن لك
أمسك ذقنها...حرة ...فاصتك على أسنانه ...لقد قلتها وساقولها مرة أخرى انتى لن تخرجى من هذا المنزل إلا على جثتى وخرج من الغرفة صافعا بابها بقوة

 

ابتسمت وهى تنظر إلى محتوى البطاقة المكتوب عليها بخط راقى وجميل (البن فى عينيك اجمل من الأزرق الذى يخطف أنفاسهم )...وضعت البطاقة كالعادة فى حقيبتها قبل خروجها فهى ستضعها بجوار البطاقات الأخرى فى شقتها ...خرجت من عملها ...ركبت المصعد ونزلت حيث جراج السيارات ...خرجت منه وتوجهت حيث السيارة وقبل ان تهم بفتحها ...شعرت بيد قوية تجذبها إليها فى الظلام وقبل ان تصرخ اسكتها بشفتيه التى اطبقت على فمها وهو يقبلها بشوق ونهم. فجحظت عيناها وهى تشعر بأنفاسه الملتهبة ...لم يبتعد عنها إلا طالبا للهواء ووضع جبهته على جبهتها مغمضا عيناه ...وقال بشوق جارف ...اشتقت اليكى ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة