رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل السابع والعشرون
جلس زياد ودينا في منزل عائلة زياد بعدما استقبلتهما والدة زياد مرحبة بهم بحرارة شديدة غير مصدقة أن زياد هنا في منزلهم..
جاء والد زياد بعد لحظات مرحبا بهم قبل أن يجلس معهم ويقول مشيرا الى دينا:
كويس انك جيتي يا دينا، كنتي واحشانا اوي..
ابتسمت دينا وقالت:
وانتوا واحشني اكتر والله..
هتستقري هنا خلاص مش كده..؟!
سألتها والدة زياد لترد دينا بجدية:
لسه مش عارفة، هشوف الوضع هنا عامل ايه وأقرر..
ياريت تستقري هنا يا حبيبتي هننبسط فيكي اووي..
تطلعت دينا إليها بحب وقالت بإمتنان:
وأنا هتبسط معاكو اكتر..
حل الصمت بينهم ليقطعه والد زياد متسائلا:
هي رنا فين صحيح..؟!
أجابته والدة زياد:
عند صاحبتها هتجي كمان شوية..
واحشاني اووي والله..
قالتها دينا بصدق لتبتسم لها والدة زياد ثم تنهض من مكانها وتقول:
انا هقوم اشوف الأكل...
هاجي معاكي..
قالتها دينا وهي تنهض من مكانها وتتجه معها الى المطبخ..
جذبتها والدة زياد نحوها وقالت بجدية:
احكيلي عن زياد يا دينا، عايزة اعرف اخباره ايه..؟!
أجابتها دينا:
كويس والله متقلقيش..
إلا أن والدة زياد كانت غير مقتنعة بحديث دينا فقالت:
مش عارفة ليه احساسي غير كده، حاسة انه مش كويس، متغير عن الأول..
ده طبيعي يا طنط بعد اللي حصل..
كله من اللي اسمها زينة دي، هي السبب فكل ده..
قالتها والدة زياد بضيق لتقول دينا:
بس هو بيحبها، بيحبها اوي..
مطت والدة زياد شفتيها وقالت بملل:
عارفة انوا بيحبها، بس اكيد هينساها..
قالت جملتها الاخيرة بثقة لتهتف دينا برجاء خالص:
اتمنى ده...
طب يلا بينا، لأحسن إتأخرنا عليهم..
قالتها والدة زياد وهي تتحرك الى الخارج تتبعها دينا..
اقتربت والدة زياد منهما وهي تقول مشيرة إليهما:
حد يتصل برنا يشوف اتأخرت فين..
وفي نفس اللحظة رن هاتف زوجها برقم غريب ليجيب عليها فيأتيه صوت أحدهم يقول بعملية:.
حضرتك والد رنا الشريف..
أجابه الأب بتوجس:
ايوه انا، خير..
الانسة رنا عملت حادث وهي حاليا في المستشفى..
ثم أعطاه عنوان المشفى لينتفض الاب من مكانه ويقول بلهفة:
جايين حالا..
سألته والدة زياد بصوت مرتجف قلق:
فيه ايه..؟! رنا مالها..؟!
اجابهم الأب بتوتر:
بيقولوا انها عملت حادثة وهي فالمستشفى دلوقتي..
ايه..؟!
صرخت بها والدة زياد لتمسكها دينا مساندة لها بينما قال زياد بلهفة:.
لازم نروح حالا، يلا بينا..
سار الأربعة بسرعة خارج الفيلا متجهين الى المشفى...
هناك وصل الأربعة بعد حوالي نصف ساعة ليتجهوا نحو موظفة الإستعلامات ويسألوها عن رنا الشريف...
أجابتهك موظفة الإستعلامات بجدية:
في الطابق الثالث في غرفة العمليات..
اتجهوا بسرعة نحو الطابق الثالث وتحديدا اتجاه غرفة العمليات..
بعد حوالي ربع ساعة كان الأربعة واقفين أمام غرفة العمليات ينتظرون خروج الطبيب منها بلهفة...
وبالفعل خرج الطبيب بعد اكثر من ساعتين ويبدو عليه علامات الضيق والإرهاق الشديد..
تقدم منهم وهتف بقوة:
انتوا اهل الانسة رنا الشريف..؟!
لم يستطع والديها الإجابة ليومأ زياد برأسه بينما اكمل الطبيب:
حالتها صعبة اوي، احنا قدرنا ننقذ الجنين بس هي للأسف دخلت فغيبوبه لانوا الضربة كانت شديدة على دماغها..
تصنم الجميع في أماكنهم محاولين إستيعاب ما تفوه به ليتحدث زياد اولهم:
جنين ايه..؟! هي حامل..؟!
ايوه، انتوا مش عارفين..؟
قالها الطببب مستغربا ليهز زياد رأسه نفيا بينما يجلس الاب على الكرسي جانبه بوهن...
أمسكت والدة زياد بيد ابنها محاولة التماسك كي لا تفقد وعيها من هول الصدمة بينما ربتت دينا على ظهره تواسيه...
استيقظت زينة من نومها على صوت رنين جرس الباب..
تطلعت الى نور النائمة جانبها بسعادة قبل أن تنهض من فوق سريرها وتتجه مسرعة نحو الباب لفتحها..
فتحت زينة الباب لتجد والدتها ومريم أمامها..
قالت بنبرة فرحة وهي تفسح لهما المجال كي يدخلا:
اهلا بيكم..
دلفت والدة زينة وأختها مريم الى الداخل لتحتضن زينة والدتها وتقبلها من وجنتيها قبل ان تهبط الى مستوى مريم وتقبلها من وجنتيها ايضا وتحتضنها بشوق..
جلس الثلاثة في صالة الجلوس لتخرج نور من الغرفة وتتجه إليهم وهي تهتف بسعادة:
والله وحشتيني اوي يا طنط..
واحتضنت والدة زينة وقبلتها من وجنتيها قبل ان تهبط الى مستوى مريم وتحتضنها بشوق وهي تقول:
وحشتيني اوي يا مريوم...
جلس الثلاثة بعدها يتحدثون في امور شتى حينما سألت زينة والدتها:
هو بابا اللي جابكم هنا..؟!
اومأت والدة زينة وهي تجيبها:
ايوه وهيعدي علينا كمان شوية..
يعني مش هتتغدوا معانا...؟
قالتها زينة بحزن لتمسكها والدتها من كفي يديها وتهتف بها:
متزعليش يا زينة، متزعليش يا حبيبتي..
اومأت زينة برأسها وهي تجاهد لإخفاء دموعها ليرن هاتف والدتها معلنا عن وصول أبيها فنهضت الأم بسرعة وقالت:
احنا لازم نروح دلوقتي يا زينة..
تماسكت زينة أماميهما وهي تقول:
طيب يا حبيبتي..
ردت والدة زينة:
نسيت اقولك اننا هنبيع شقتنا ونشتري شقة فمنطقة تانيه..
بجد..؟
قالتها زينة مستغربة لتومأ الأم برأسها فتقول زينة:
انا هنزل اسلم على بابا معاكي...
ثم سارت أماميهما وفتحت الباب وهبطت الى الطابق السفلى، اتجهت خارج العمارة لتجد والدها واقف بجانب سيارته ينتظر خروج والدتها ومريم..
تفاجئ والد زينة من رؤيتها تقترب منه وهي تبتسم بحنان قبل ان تهتف به:
وحشتني اوي يا بابا..
ثم احتضنته فلم يستطع ان يمنع نفسه من مبادلتها حضنها وهو يسأل نفسه كيف طاوعه قلبه يوما على أذيتها..؟!
ابتعدت عنه والفرحة تغمرها لانها شعرت به يبادلها حضنها لتهتف زينة به:
ايه رأيك تشرب شاي عندي..؟!
رد الأب:
مش هقدر عشان عندي شغل وهتأخر عليه..
. مش ناوي ترضى عني..؟!
سألته زينة بشحوب ليتنهد الأب وهو يجيبها:
سيبي كل حاجة لوقتها..
طفرت الدموع من عينيها ليشعر الأب بالشفقة لأجلها فيحن قلبه عليها..
هتف الأب أخيرا:
مفيش شقة للبيع قريبة منكم هنا..
اتسعت عينا زينة الدامعتين لتقول والفرحة تغمرها:
اكيد فيه هشوفلك واقولك..
ربت الاب على ذراعها بينما هطلت هي دموعها من مقلتيها لكن دموع فرح لا حزن هذه المرة..