قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

الصدمة ألجمت كليهما للحظات قطعها ماجد وهو يهتف بلا وعي:
زينة...!
أفاقت زينة من صدمتها على صوت ماجد لتهتف بعدم تصديق:
انت...
ثم التفتت نحو زياد ترميه بنظرات تائهة حائرة ليقول الأخير بترقب مقصود:
قلت أجمعكم سوا واكتشف كل حاجة بنفسي...
تجمدت أطراف ماجد وقد أدرك على الفور أنه وقع في الفخ بينما اقترب زياد من زينة وقال معرفا عنها:
أعرفك يا ماجد بيه، زينة مرات اخويا علي الله يرحمه...

اتسعت عينا ماجد لا إراديا وشعر بالحيرة، مالذي يحدث هنا..؟! بينما هتفت لينا أخته بتوجس:
هو ايه اللي بيحصل هنا..؟! انا حاسة انوا فيكي حاجة مش مضبوطة...
نقل زياد بصره بين زينة وماجد قبل أن يهتف مشيرا الى كليهما:
هما الاتنين اللي هيقدروا يجاوبوا على سؤالك ده، لأنوا انا نفسي معنديش جواب..
ماجد، فيه ايه..؟!
سألته لينا وقد بدأ القلق يتسرب الى قلبها ليرد ماجد بهدوء:.

مفيش حاجة يا لينا، انا بس محتاج اتكلم مع زياد بيه لوحدنا..
إلا ان زياد كان صارما في رده:
مفيش كلام بينا لوحدنا، قول الكلام اللي عندك هنا..
انا ماشية..
قالتها زينة وهي تهم بالتحرك بعيدا عنهما ليوقفها زياد بصرامة:
قلت مفيش حد هيتحرك من هنا، وانتي بردوا هتقولي الكلام اللي عندك..
ارتجف جسد زينه كليا وهي تجيبه بصوت مرتعش:
مستحيل، مستحيل يجمعني كلام معاه...
زينة..

هتف ماجد إسمها بصوت متحشرج وقد عادت جميع الذكريات السيئة إليه، تذكر كل شيء بداية من إعجابه الشديد بها وبجمالها وانتهاءا بإغتصابه لها..
اغتصابه الذي لم يمر مرور الكرام عليه فهو منذ ذلك اليوم يعاني وبشدة...
أحسنلك تقول الحقيقة كاملة، انت لسه متعرفش انا ممكن اعمل فيك ايه..
التفت ماجد نحو لينا وقال بجدية:
لينا ممكن تروحي تستنيني فالعربية..
لا يا ماجد، انا لازم افهم كل حاجة...
لينا ارجوكي..

توسلها ماجد فحملت لينا نفسها قبل أن تأخذ المفاتيح منه وتتجه نحو السيارة بينما قال زياد بلهجة عملية:
الأفضل إننا نقعد ونتكلم لانوا الناس بيتفرجوا علينا..
وضعت زينة يدها على بطنها وهي تشعر بتشنجها بينما سحبها زياد من يدها وأجلسها بجانبه على الكرسي ليجلس ماجد أمامه بتوتر ملحوظ ويسأله بقلة حيلة:
عايز تعرف ايه...؟!
الحقيقة..

نظرت زينة الى زياد بصدمة، إنه لا يصدقها ويريد معرفة الحقيقة من يد الجاني...
ألم تخبره بأن ماجد هو مغتصبها..؟!
هل يظن أنه سيخبره الحقيقة...؟!
أغمضت زينة عينيها بألم قبل أن تفتحها وتنظر الى زياد مباشرة والذي لمح في عينيها نظرة لن ينساها ابدا، نظرة الخذلان..
كل اللي قالته زينة حقيقي..
قالها ماجد أخيرا بحسم ليتجمد زياد في مكانه وتنظر اليه زينة بعدم تصديق...
هل ما سمعته لتوها صحيح..؟!

هل اعترف الجاني بجريمته..؟!
اخذ ماجد يسترسل في حديثه قائلا بوجع لم يستطع السيطرة عليه:
كنت عارف انوا هيجي اليوم ده، وكنت خايف منه، بس على قد خوفي منه على قد ما استنيته...
هطلت دمعة ساخنة من عيني زينة بينما هتف زياد بعدم تصديق:
ازاي..؟!
رفع ماجد عينيه الحمراوين نحو زياد ورد بفتور:
انا اغتصبت زينة..
والكلمة كانت كافية لجعل زياد ينهض من مكانه ويندفع نحوه قابضا عليه من ياقة قميصه هادرا به:.

يا جبان يا واطي..
بينما كان ماجد يتلقى لكماته بجمود دون أن يدافع عن نفسه وزينة تتابع ما يحدث بصدمة...
وأخيرا حرر حرس الفندق ماجد من زياد وسحبوه بعيدا عنه بينما زياد المحاصر ببعض الحرس كان يصرخ متوعدا:
هقتلك، والله لأقتلك..
رحل ماجد بينما حرر الحرس زياد الذي اقترب من زينة وقال بنبرة مترجية:
زينة..
إلا أنها نظرت إليه بألم قبل أن تهتف بما مزق قلبه:
انا بكرهك يا زياد...

ثم تحركت من أمامه بنية التوجه نحو جناحها لكنها توقفت في منتصف المكان وهي تشعر بألم قوي يمزق أحشائها...
وضعت كف يدها على بطنها التي تتمزق من الألم، أطلقت صرخة قوية من شدة وجعها قبل أن تسقط أرضا فيركض زياد نحوها ناظرا الى تلك الدماء التي بدأت تخرج منها بصدمة...

أوقف ماجد سيارته أمام منزله لتلتفت لينا نحوه وتسأله بقلق:
مش هتقولي حصل ايه وليه ضربك...؟
أجابها ماجد بجدية:
مش وقته يا لينا...
خرجت لينا من السيارة على مضض بينما قاد ماجد سيارته واتجه بها نحو النيل حيث وقف هناك يراقب سكونه بملامح متشنجة قبل أن يجهش في بكاء عنيف...
لقد عاد ماضيه يطفو الى السطح من جديد، ماضيه الملطخ بأقذر الأفعال..

كم حاول جاهدا ان يتخطاه..؟! كم سعى لهذا لكنه كان يعلم في قراره نفسه أنه ما أصعب من الماضي سوى تخطيه..
ظل واقفا في مكانه يبكي بصمت، لا يصدق أنه رأها بعد كل هذه السنين...
ظل هكذا في مكانه حتى حل الصباح فركب سيارته واتجه بها نحو الشركة وفي باله شيء واحد، رؤيتها لا غير...
هناك هبط من سيارته وسار نحو مكتبه غير ابها بنظرات موظفيه المتعجبه من منظره الغريب وأثر الكدمات على وجهه...

دلف الى مكتبها ليجدها تعمل بنشاط كالعادة ليقترب منها فتشعر بوجوده..
رفعت ريم رأسها لتشهق بصدمة قبل أن تنتفض من مكانها وهي تسأله بقلق:
ماجد بيه، انت كويس..
ريم انا بحبك..
والإعتراف بالحب في هذا الوقت كان لا بد منه...
ارتعش جسد ريم كليا واحمرت وجنتيها بينما لسانها أخذت يهتف بلهجة مترددة:
حضرتك بتقول ايه...؟!
أجابها وهو يقترب منها أكثر:
بقول اني بحبك وعايز اتجوزك..

صمتت وطال صمتها ليقول بلهجة جادة حاسما أمره فلا مجال لتضييع الوقت وخسارتها:
انا هتقدملك النهاردة، والفرح كمان اسبوعين...
لم تجبه بل ظلت تنظر اليه بصدمة ليقول وهو يهمس لها بجانب اذنها:
انا عارف انك بتحبيني زي منا بحبك...
نظرت إلى عينيه بوهن ليبتسم لها بشحوب ويتحرك نحو مكتبه وهو يعترف لنفسه بأنه أناني لكنه عاشق، عاشق لا يجازف بخسارة عشقه مهما حدث..

امام غرفتها وقف زياد ينظر الى الباب بتردد...
هل يدخل اليها ويتحدث معها...؟!
لكن ماذا سيخبرها..؟!
لا يوجد مبرر واحد لما فعله...
ورغما عنه وجد نفسه يفتح الباب ويلج الى الداخل...
ينظر إليها بتمهل متفحصا كل شبر منها..
يتشرب ملامحها المرهقة حد الألم والوجع...
زينة انا..
قاطعته بهدوء:
متقولش حاجة يا زياد، انا خلاص فهمت كل اللي محتاجة افهمه...
اديني فرصه يا زينة...

نظرت إليه وعلى فمها تكونت ابتسامة شاحبة لتقول أخيرا:
مفيش بينا كلام يا زياد، من اللحظة دي انت بره حياتي...
والقرار كان حاسما لا يقبل النقاش...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة