رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الثالث عشر
وقفت زينة أمام باب غرفة الطبيب تفرك يديها الاثنتين بتوتر، تود الهروب من هنا لكنها لا تستطيع، هناك شيء بداخلها يمنعها من الهروب، ربما رغبتها في إثبات برائتها أمام عائلة علي او رغبتها في إنهاء هذه المشكلة التي باتت تؤرقها وبشدة..
يلا يا زينة، ادخلي..
قالتها والدة زياد وهي تدفعها الى الداخل لتلج زينة الى غرفة الطبيب بخطوات مترددة وشعور بعدم الراحة تملك منها..
تقدمت والدة زياد نحو الطبيب الذي رحب بها بحرارة ثم رحب بزينة وطلب منها أن تتبعه الى غرفة أخرى لإجراء الفحص...
انتهى الطبيب من اجراء التحاليل المطلوبة لتخرج زينة من المكان وتتجه الى الغرفة التي تنتظرها فيها والدة زياد..
نهضت والدة زياد من مكانها ما إن وجدت زينة تلج الى الداخل وسألتها:
ها، كله تمام..؟!
أومأت زينة برأسها دون أن ترد لتتنفس والدة زياد الصعداء قبل أن يدلف الطبيب الى الداخل ويهتف قائلا:
كله تمام..
امتى هتظهر النتيجة..؟!
سألته والدة زياد ليرد الطبيب بجدية:
هتاخد وقت شوية، هبقى ابلغك لما تطلع..
أومأت برأسها متفهمة ثم أشارت الى زينة قائلة بلهجة باردة:
كده خلصت اللي عليا، النتيجة هي اللي هتثبت الحقيقة..
أومأت زينة برأسها وهي تتنهد براحة فهناك حمل ثقيل سوف ينزاح من عليها..
ثم تحركت السيدتان خارج المكان لتعود كل منهما من حيث أنت..
انتهى زياد من أحد الاجتماعات المهمة الذي أخذ وقتا طويلا منه...
خرج من غرفة الاجتماعات وهو يعبث بهاتفه الذي تركه مغلقا ليتفاجئ بعدد كبير من الاتصالات من قبل الشخص الذي وضعه كي يراقب زينة ويحميها...
اتصل به زياد بسرعة ليأتيه صوت الرجل قائلا:
كنت فين يا زياد بيه..؟! اتصلت بيك كتير...
احكي، ايه اللي حصل..؟!
سأله زياد بقلق ليرد الرجل قائلا:.
والدة حضرتك زارت زينة هانم في جناحها وبعدين خدتها وراحوا المستشفى، قعدوا هناك حوالي نص ساعة وخرجوا بعدين..
قعدوا يعملوا ايه..؟!
سأله زياد بنبرة متحفزة ليرد الرجل بجدية:
معرفش..
زفر زياد نفسا قويا وهو يغلق الهاتف ويتجه خارج شركته...
اتجه زياد نحو الفندق حيث يجب أن يرى زينة ويتحدث معها...
وصل الى هناك واتجه نحو جناحها وأخذ يطرق على الباب بعصبيه...
فتحت زينة له الباب ليدلف الى الداخل بسرعة ويلتفت نحوها متسائلا:
عملتوا ايه فالمستشفى..؟!
انت كنت بتراقبني..؟!
سألته زينة بعدم تصديق ليقول بنفاذ صبر:
مش وقته، عملتوا ايه هناك..؟!
أجابته زينة بهدوء:
عملت تحليل ال دي ان اي..
اتسعت عينا زياد بعدم تصديق قبل أن يهتف بنبرة مجنونة:
انتي اكيد اتجننتي، ازاي تعملي كده..؟!
أجابته زينة ببساطة:
ده كان الحل الوحيد اللي يخلي الكل يصدق انوا ده ابن علي..
كنت خليتيهم يستنوا لحد ما يتولد...
متفرقش كتير..
قالتها زينة بمرارة ليقول زياد بخوف:
انتي مش فاهمة حاجة..؟!
ايه اللي مش فاهماه...؟!
سألته زينة بضيق ليرد بتردد:
التحليل ده بيأثر على الجنين وبيسبب الاجهاض بحالات كتير...
وضعت زينة يديها على بطنها بخوف واضح بينما اخذ زياد يضرب يده كفا بكف غير مصدقا لما يحدث..
لا يا زياد انا كويسة، والله كويس واكيد كله عدا على خير..
اقعدي..
قالها زياد وهو يجلسها على الكنبة قبل أن يجلس بجانبها ويسألها بتوتر:
انتي كويسة..؟!
أومأت برأسها ليتنفس زياد الصعداء وينهض من مكانه قائلا:
انا هتصل بالدكتور واسأله اذا كنتي محتاجة تاخدي ادوية معينة..
أومأت برأسها وقد امتلئت عينيها بالدموع..
كان زياد يجري اتصالا بالطبيب الذي أنقذ زينة من الإجهاض حينما فوجئ بزينة تنهض من مكانها وتهتف بنبرة جزعة:
زياد..
التفت زياد نحوها واقترب منها متسائلا بتوجس:.
مالك يا زينة..؟!
وبدل ان تنطق بحرف واحد كان تسقط على الأرض صارخة بألم قوي والدماء تنزف من جسدها...
حملها زياد بسرعة وخرج بها من الجناح متجها بها الى المشفى...
وصل الى هناك بسرعة قياسية ليدخلها الطبيب الى غرفة العمليات...
ظل زياد واقفا خارج غرفة العمليات وهو يشعر بالقلق الشديد ويدعو ربه ألا يحصل شيئا لزينة وجنينها...
خرج الطبيب من غرفة العمليات ليتقدم زياد منه مسرعا ويسأله:
طمني يا دكتور..
أجابه الطبيب بأسف:
للاسف فقدنا الجنين..
صرخ زياد بوجع:
ليه كده...؟!
تحدث الطبيب:
زياد بيه، فيه حد مديهة دوا يسبب الإجهاض...
جحظت عينا زياد وسأله بنبرة مرتجفة:
انت بتقول ايه..؟!
أومأ الطبيب برأسه وأكمل:
وده للاسف خلاها تجهض وكمان...
كمان ايه..؟!
زفر الطبيب نفسا عميقا وقال:
كمان خلاها تفقد قدرتها على الإنجاب...
أغمض زياد عينيه بألم واضح وفتحها ليهز الطبيب رأسه وهو يقول بقلق حيلة:.
للاسف حاولت أعمل حاجة بس مقدرتش لانوا الحالة كانت صعبه...
أومأ زياد برأسه متفهما وقد تجمعت الدموع داخل عينيه ليتركه الطبيب ويرحل...
بينما جلس زياد على الكرسي بعدما فقد قدرته على الوقوف اكثر وقد هطلت الدموع من داخل عينيه بغزارة...
كانت رنا تجلس على سريرها تتابع احد الافلام بملل حينما سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول والدتها الى الغرفة...
ماما، خير فيه ايه..؟!
سألتها رنا وهي تجد والدتها تجلس بجانبها على السرير وتهتف بلهجة مترددة:
رنا انا عايزة احكيلك على حاجة مهمة...
ايه..؟!
سألتها رنا بتوجس لتخبرها والدتها بما حدث وفعلته بزينة..
انتفضت رنا من مكانها وقالت بعدم تصديق:.
ليه عملتي كده يا ماما..؟! انا مش مصدقة اللي بسمعه، ليه..؟!
مكانش قدامي حل تاني، مكنتش عايزة اي رابط بينا وبينها، والولد ده كان هيرفي بينا للابد..
بس ده ميدلكيش الحق تعملي كده..
نهضت والدتها من مكانها واقتربت منها تحتضن وجهها بكفيها وتهتف بشرود:
اخوكي بيحبها يا رنا، زياد بيحبها...
صرخت رنا بعدم تصديق:
انتي بتقولي ايه..؟!
أومأت والدتها برأسها وأكملت:.
عايزاني اعمل ايه وانا بشوفه بيجري وراها زي المجنون، كان لازم ابعدها عنا..
طب هتعملي ايه دلوقتي..؟!
سألتها رنا بقلق لترد الأم:
معرفش...
اخذت رنا تسير داخل الغرفة ذهابا وايابا وهي تفكر في المصيبة التي أوقعت والدتها نفسها بها..
توقفت عن سيرها وقالت بلهجة جادة:
انتي لازم تهدديها، لو فكرت تعملك حاجة او تبلغ يبقى نكلم ولاد عمها ونعرفهم مكانها..
انا هعمل كده..
كويس..
قالتها رنا بأقتضاب لتكمل الأم بقلق:
بس انا خايفة من ردة فعل زياد...
نظرت رنا اليها وقالت:
هيزعل منك اوي، ده كان بيدافع عنها طول الوقت، بس احنا ممكن نتكلم معاه ونفهمه انوا ده فمصلحة العيلة، او ممكن نعمل حاجة تانيه..
حاجة ايه..؟!
قالت رنا بجدية:
لو التحاليل اثبتت انوا الولد مش ابن علي زياد هيكرهها ومش هيزعل منك..
معاكي حق..
قالتها الأم موافقة ابنتها على ما حدث قبل أن تسمع الاثنتان صوت صراخ أسفل المنزل، كان هذا صوت زياد...