رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل السادس
أما هو فقد ازداد غضبه ومن شدته قام وامسك بمزهريه والقاها بشده علي الارض،فانطفضت رسيل...
اقترب منها مره أخري وقال:
هتنطقي وإلا...
رسيل بخوف:أنا...انا معرفش حاجه
ادهم:انتي هتستهبلي...انطقي ايه الي خلاكي تنتحلي شخصيه رسيل
رسيل ببكاء:أنا رسيل...هنتحل شخصيتي ازاي مش فاهمه
ادهم:يعني عايزه تفهميني أنك رسيل فعلا مش نرمين
رسيل بخوف:والله انا رسيل معرفش مين نرمين الي بتتكلم عليها.
هدأ ادهم قليلا وقد لاحظ صوتها فقد كان مختلفا عن صوت نرمين، أيضا من قربه الشديد منها لاحظ اختلاف لون عينيها وانها لا تمثل العمي فهو طبيب ويعرف وان كان ليس ذلك تخصصه
تركها وخرج من الغرفه صافعا الباب خلفه بشده أما هي فقد ازداد بكاؤها حتي غفت مكانها
كانت ريتال جالسه علي سجاده الصلاه رافعه يدها وعيناها تزرف الدموع تدعو الله ان يخفف هذا الالم الذي يغزو قلبها،وأن ينتزع حب عمر من قلبها وعقلها فهو يحب اخري وليس من حقها ان تفكر فيه...هو يحب اخري ولن يلتفت اليها..
أخذت تدعو وتقول:
ربي لا تزدني تعلقا بشيء لم تكتبه لي
وبعدها أزالت دموعها بيدها وأثناء إزالتها لاحظت جرح يدها...أخذت تنظر إليه بشرود وتتذكر عندما ضمض عمر لها الجرح ولكنها نهرت نفسها وقامت وذهبت لتنام لعلها تنعم ببعض الراحه
في قصر حاتم نعمان
كان واقفا يستشيط غيظا وغضبا ويقول:
ازاي يحصل كده...بقي أنا اعمل كل دا وفي الآخر ينتهي التار بجواز ولاد شريف من ولاد عصام
ثم اذداد صياحه:مستحيل يحصل دا وهفرق بينهم تاني ذي مافرقت بينهم زمان
وأخذ ينادي:نرمين..انتي يا زفته
جاءت نرمين مسرعه اليه وقالت:
نعم يا باشا...
اقترب منها وامسكها من شعرها وقال:
مش أنا دفعتلك فلوس علشان تدمري شريف وابنه...فين دا؟..مش شايف دا حصل
نرمين بتألم:ما انا عملت الي انت طلبته مني،اه..اه
حاتم بعدما تركها:مش كفايه...شريف وابنه ذي ما هما محصلهومش حاجه...ثم أضاف بسخريه:
وحبيب القلب بتاعك اتجوز..هههه
نرمين بدهشه:اتجوز... اتجوز ازاي؟!
حاتم:أنا الي خليته يتجوز
نرمين وقد بلعت ريقها:ازاي؟!
حاتم:أنا الي بعت ناس توقع بين عيله الصياد والسيد ويحصل قتل وبالتالي التار يقوم بين العلتين ويبقي بحر دم،لكن الي حصل أنهم جوزوهم لبعض وجوزك...قصدي طليقك اتجوز من عيله السيد
ثم اضاف:غوري من وشي هاتيلي كاس اشربه
ذهبت لتحضر له طلبه وهي شارده فيما فعلت...
أما عن ادهم فقد خرج من القصر بأكمله وانطلق بسيارته حيث قبر والدته...
توقف بسيارته ونزل منها وتوجه حيث قبر والدته،جلس علي ركبتيه امامها وأخذ يحدثها...
ادهم:وحشتيني أوي يا امي،كان نفسي تبقي معايا دلوقتي...بس انتي اكيد شايفه الي بيحصلي
ابنك يا أمي انكسر من واحده معندهاش رحمه ام قتلت ابنها قبل مييجي علي الدنيا بكل برود
زوجه باعت زوجها علشان شويه فلوس ومكفهاش الي عملته كمان سرقت من ابويا ملفات ومستندات شغله وكان هيضيع ويدخل السجن بس بفضل ربنا كل حاجه رجعت زي ماهيه.
لكن أنا لا...تعرفي أنا اضطريت اتجوز تاني ويوم ما اتجوز...اتجوز واحده شبهها...يعني كل ما ابصلها أفتكر كل إلي حصل
معلش يا امي طولت عليكي انا ماشي دلوقتي وهرجعلك تاني بإذن الله...
وخرج بعدما قرأ لها الفاتحه ودعا لها.
في الجامعه كان محمود في القاعه بينما هو يشرح الدرس إذ يجد هاتف أحد من الطلاب يصدر صوتا معلنا عن اتصال،فألتفت اليهم ليحدثهم قائلا:
مين تليفونه بيرن...يقوم يقف
وقفت جني بخوف وقالت بتردد:
انا اسفه يا دكتور..نسيت اعمله صامت
كان محمود يترقب وتفاجئ بها تقف،فأنتابه بعض الغضب لأنه جاء في مخيلته انه ذلك الشخص الذي جاء عندما كانت مصابه، ولكنه نهر نفسه بشده لأنه لا يحق له التفكير فيها لظنه أنها زوجه احدهم...
محمود ببعض الحده:التليفون يتقفل في المحاضره يا استاذه،والتفت ليكمل الشرح
بينما هي جلست وكانت في توتر بالغ لمعرفه من يتصل بها...
عند مالك كان نائما في غرفته ولكن ازعجته تلك الرائحه التي تسللت الي انفه...قام مفزوعا من نومه واتجه إلي المطبخ متناسيا ارتداؤه للبنطال فقط وعندما دخل وجد...
قبل قليل استيقظت مريم وكانت تشعر بالجوع الشديد،قامت واتجهت الي المطبخ لتعد أي شيء تجده لعلها تسد جوع بطنها...
فتحت الثلاجه ولسوء حظها لم تجد بها شيء فقد نسي محمود ومالك ان يضعوا بها أي طعام لأنهم كانوا في الصعيد...
أغلقت الثلاجه بيأس واخذت تدعبث في المطبخ لعلها تجد شيء يصلح للاكل،وأثناء بحثها وجدت باذنجان فأخذت تفكر ماذا تفعل به وهي تحدث نفسها:
دلوقتي دا بتنجان وانا بسم الله ما شاء الله فاشله في الطبيخ درجه أولي،بس دادا كوثر بتعمله لينا وشوفتها مره بتعمله...انا اعمل زيها وخلاص
أخذت تقطعه وبعدما انتهت احضرت بعض الزيت ووضعته في الاناء واخذت تضع فيه الباذنجان وتركته وذهبت الي الحمام...وبعد فتره خرجت من الحمام وقد نست تماما وجود الباذنجان في الزيت فهرولت الي المطبخ وجدته قد تفحم وهناك دخان يصعد من الإناء...
في تلك الاثناء خرج مالك مسرعا الي المطبخ وجدها علي هذا الحال واقفه تبكي والدخان يصعد من الاناء وتاركه النار مشتعله فأسرع واغلقها...
اما هي تفاجأت به يدخل مسرعا فأزداد بكاؤها
انتهي مالك من الامر توجه إليها وهي تتراجع الي الخلف خائفه...
مريم ببكاء:أنا اسفه والله انا مكانش قصدي و...
قاطعها مالك وهو وأضع احدي اصبعه علي فمها
:شششش محصلش حاجه.
مريم:يعني انت مش هتزعقلي ولا تضربني
مالك وهو يزيل دموعها:لا وازعقلك واضربك ليه؟!
انتبهت مريم الي انه لايرتدي التيشرت فخجلت منه
تعجب مالك من تحولها المفاجئ من خوف لخجل ولكنه انتبه لنفسه وقال بهزار:
يا فضحتي،ثواني أروح استر نفسي واجيلك
ذهب مالك وبقيت مريم تضحك عليه
استيقظت رسيل من نومها وعيناها منتفخة من كثره البكاء وملامحها تبدوا عليها الحزن،
أرادت أن تذهب الي الحمام لتتوضأ وتؤدي فرضها،فقامت من مكانها متناسيه وجود تلك المزهريه المحطمه من أثر ما فعله بها ادهم بالأمس
أخذت تسير ببطئ وتتحسس كل شيء أمامها لعلها تعثر علي الحمام ولكن لسوء حظها دخلت في قدمها قطعه من المزهريه المكسوره.
أطلقت علي اثرها صرخه وجلست في الارض تبكي واخذت تحاول أن تزيل القطعه المكسورة ولكنها لم تقدر، تذكرت اخويها فهي قد اشتاقت لهم اشتاقت لسندها وامانها تخيلت لو كانت في ذلك الموقف في بيتها ومع اخويها لكانو الآن في قمه خوفهم وحرصهم علي تخفيف آلامها ولكن أين هم الآن هي الآن وحيده في تلك الغرفه التي يضيق لها صدرها ولكنها وسط تفكيرها لم تسمع خطوات اقتراب أحد منها بلهفه وعندما شعرت باحدهم قالت بلهفه وسعاده:
محمود...أنت جيت...وحشتني أوي انت ومالك.
ولكن خاب املها عندما علمت انه ادهم عندما اشتمت رائحه عطره التي تسللت الي انفها فتلك الرائحه لا يمتلكها محمود
انكمشت رسيل وشعرت بالخوف منه ورجعت الي الوراء بتألم
أما هو فقد تقدم نحوها بعدما شعر ببعض الندم لكونه السبب فيما حدث لها،ثم قام بإمساك قدمها وكانت رافضه ولكنه ثبتها وازال القطعه وقال:
اهدي هطهرلك الجرح مش أكتر
ثم قام وأحضر علبه الاسعافات الاوليه وقام بتطهير الجرح لا تنكر شعورها ببعض الراحه وقد تسلسل إليها الشعور ببعض الأمان
وبعدما انتهي نظر إليها ويا ليته لم يفعل فقد تذكر تلك التي يبغضها ولمعت عيناه بالغضب والكره وتركها وذهب حتي لا ينفعل ويندم بعد ذلك.
في الجامعه كان محمود واقفا بعد انتهاء الشرح يقول:
احنا اخدنا جزء كويس في المنهج وإن شاء الله في امتحان المره الي جايه علي الجزء دا...
تقدروا تتفضلوا...
خرج جميع الطلاب وبقي هو يجمع اشياؤه ويستعد للخروج وهو منشغل الذهن بتلك التي دق لها قلبه ولكنه نهر نفسه مره أخري فهي ربما تكون زوجه وهو لا يحق له التفكير فيها
خرج من القاعه وأثناء سيره لاحظها تقف مع شخص وذلك الشخص ممسكا بيدها وهي تحاول أن تنزع يدها وتبكي وتترجاه ان يتركها...
فغلي الدم في عروقه واقترب منهم قائلا:
في حاجه يا باشمهندسه
الشاب بوقاحه:وانت ايه حشرك بينا...روح شوف جي منين. ..بنت عمي وانا حر معاها
كاد محمود ان يلقنه درسا ولكنه لاحظ نظراتها المترجيه له حتي لا يتجتمع الطلاب من حولهم
فتراجع عما كاد يفعله وقال محدثا اياه:
سيب ايديها دلوقتي بدل ما اجيبلك أمن الجامعه يتصرفوا معاك،وانت اصلا شكلك مش طالب جامعي
خاف ذلك الشاب وترك يدها وابتعدت عنه جني وقال لها:
قولي بقا لاخوكي اني هتجوزك غصب عنه ثم نظر لمحمود واكمل:
وابقي وريني بعد كدا مين هيبعدك عني.
وتركهم وذهب مسرعا
نظرت جني الي محمود بإمتنان وقالت:شكرا لحضرتك...وكادت أن تغادر إلا انه استوقفها قائلا:
اخوكي يعرف انه بيدايقك
جني بتردد:أحمد...لا ميعرفش
هنا سعد محمود لمعرفه ان ذلك الشخص الذي يدعي احمد اخاها وليس زوجها ولكنه أخفي سعادته وقال:
لازم يعرف يا آنسه جني
جني بتردد:أن شاء الله...وشكرا لحضرتك مره تانيه...وتركته وذهبت
أما عند مالك ومريم
كانوا جالسين يتناولون الإفطار بعد أن احضره مالك...
كان يأكل وبين الحين والآخر ينظر إليها كانت تجلس بجانبه ترتدي بجامه طفوليه عليها رسومات كرتونيه وتاركه لشعرها البني الحريري العنان فكانت جميله...
لاحظت مريم نظراته لها وكانت خجله ولكنها أرادت أن تعرف هل سيتركها تعمل بالمستشفي ام لا؟..
مريم:هو انا كنت عايزه اسألك سؤال
ترك مالك ما بيده وقال وهو يبتسم:اتفضلي...
ولا اقولك عارف عايزه تسألي عن ايه؟!
بصي يا ستي انا مالك عصام...دكتور جراحه بشتغل في مستشفي الصياد...عندي 26 سنه شاب وسيم شبه ما انتي شايفه أعجبك يعني عندي أخ وأخت بس كل دا الي عايزه تعرفيه صح
كانت مريم مندهشه منه وبعدما انتهي ضحكت
وعندما رأي ضحكتها سرح فيها وقال:
ضحكتك حلوه اوي
بينما هي توقفت عن الضحك وأحمر وجهها وقالت:
انا كنت عايزه اسألك عن اني ممكن انزل الشغل معاك...
مالك مصطنع الحزن:يا خساره كنت مفكر السؤال عليا...مش مهم
أما عن الشغل فأنا معنديش مانع تروحي وتيجي معايا
فرحت مريم جدا وشكرته...
أما رسيل بعدما طهر ادهم لها الجرح وخرج جاءت احدي الخادمات لتنظف الغرفه وبعدما انتهت خرجت وبقيت رسيل في مكانها عاجزه تبكي علي حالها،غير قادره علي التحرك لانها لا تعرف اي شيء في الغرفه
ظلت تدعو الله حتي سمعت طرقا علي الباب
فأزالت دموعها وأذنت للطارق فدخلت سيده في منتصف الاربعين من عمرها وتدعي (كوثر)
واتجهت نحو رسيل
بينما قالت رسيل:
مين؟!
كوثر:متخافيش انا الدادا كوثر...انتي لو محتاجه حاجه قوليلي
رسيل بحرج:شكرا...بس هو ممكن انا عايزه اصلي ومش عارفه الحمام فين...ممكن تعرفيني بعد إذنك لو مش هتعب حضرتك...
ضحكت كوثر وقالت:حبيبتي انتي زي بنتي...تعالي اوريكي كل حاجه هنا علشان تعرفي هي فين وكمان شنطتك معايا وهعرفك حجاتك هتحطيها فين...
شعرت رسيل بشيء من الفرحه لأن الله أرسل إليها احدا ليساعدها...حمدت الله في سرها وسارت مع كوثر لتتعرف علي اماكن كل شيء في الغرفه...
جاء موعد خطوبه عمر وكان لابد من حضور ريتال فهي في النهايه ابنه خالته...
كان عمر يجلس بجانب خطيبته وتدعي(سالي)
كان قلب ريتال يعتصر من الألم ولكنها تحاملت علي نفسها وذهبت لتبارك له...
ريتال:ألف مبروك يا عمر
عمر:الله يبارك فيكي،عقبالك
ابتسمت له وتوجهت لتبارك للعروسه
كانت بالفعل جميله ولكنها ترتدي فستان ضيق ومكشوف بعض الشئ أيضا لم تكن محجبه فقد كان شعرها طويل ناعم أصفر اللون..
ريتال وهي تمد يدها لها:ألف مبروك
لم تسلم عليها وقالت لها بشيء من التكبر:
مرسي.
بينما احرجت ريتال وسحبت يدها وتركتهم ووقفت بعيد،اعترض عمر علي طريقتها قائلا:
انتي عملتي كدا ليه؟!انتي احرجتيها
سالي:بيبي سيبك منها..شاغل نفسك بيها ليه انت مش شايف شكلها عامل ازاي في حد ييجي خطوبه بالمنظر دا
عمر:أولا بلاش بيبي الي بتعصبني...ثانيا انتي مالك بلبسها و...
كاد أن يكمل إلا أن والدته أحضرت الدبل ليتبادلوها...
كانت تنظر ريتال لهم من بعيد وعندما رأته يضع الدبله في يدها لم تتحمل وانطلقت بخطوات سريعه حيث وقفت في شرفه البلاكونه
وبعد وقت قصير سمعت الزراغيط وصوت الموسيقي يرتفع...
بينما هي واقفه بمفردها تهبط دموعها بصمت إلا أنها تفاجأت بمن يضع يده أسفل نظارتها ويخبئ عيونها
حينها ابتسمت وعلمت من هو...