رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل السابع والثمانون
أنا وقلبي نسألك منو فينا زعلك...
انت قاسي ولا ناسي حبي يا أجمل ملاك
فتحت هدي عيونها بعد وقت طويل من النوم، فهي لم تستطع النوم بالأمس من كثرة التفكير فيما سيحدث اليوم، وان اليوم ستترك هذا القصر بعدما تعلقت به وبعدما تعلقت بكل جزء فيه بكل بساطة ستتركه وترحل هكذا؟
انتبهت هدي على خروج باسل من غرفة الملابس بعدما بدّل ملابسه بملابس العمل استعداداً للذهاب...
باسل بإبتسامة وهو يخرج من الغرفة، وينظر لتلك النائمة...
صباح الخير، كل دا نوم!
هدي بإبتسامة...
ما انا كنت سهرانة امبارح ببصلك وانت نايم و، احيه...
صُدمت هدي مما قالت، ثواني واحمر وجهها خجلاً،
بينما هو صعدت ضحكاته لتدوي بصداها في المكان،
نظر لها بإبتسامة وسيمة وعيون زرقاء جميلة...
علفكرة أنا بحب كلامك، احم قصدي بدأت احب كلامك وأتعود عليه، بصراحة مش هنكر انتي عاملالي حِس كدا في حياتي...
هدي بإبتسامة مرِحه...
يعني خلاص بدأت تحبني، ضحكت يعني قلبها مال يا بسولتي...
باسل وهو يضبط نفسه...
أحبك إية؟ لا طبعاً متنسيش أننا متجوزين على الورق وبس يا هدي متحلميش بأكتر من كدا...
اومأت هدي بحزن عميق بعض الشئ.
لتردف بهدوء...
بمناسبة الكلام دا بما انك فتحت السيرة، أنا عاوزة ارجع بيت اهلي، خلاص انا عايزة أطلق اللي كان السبب في قعداني هنا خلاص مات...
باسل وهو يفتح عيونه بصدمة من كلامها، معقول أنها قررت الرحيل؟ وبهذة السرعة؟
هو، احم. هو باباكي وافق ترجعيله؟
لا بس انا هتحايل عليه، بكل بساطة معدتش ينفع اطول هنا أنا ويارا خلاص كدا معدتش ليها لازمة أننا نتقل عليكم تاني...
باسل بغضب...
تاااني يا هدي، بتقولي الكلام دا تاني؟ أنا مش قولت بلاش الكلام دا!
هدي بحزن...
دي الحقيقة يا باسل باشا، أنا إن كنت بضحك أو بهزر أنا من جوايا بتقتل كل يوم وانا عارفة اني متجوازك على ورق وخلاص وأنك مش جوزي حقيقي، انت عايش في ماضيك مع مراتك الله يرحمها وانا عايزة اعيش مستقبلي مع اللي هكون مراته قبل، قبل ما اتعلق بيك، و، وبرضة مينفعش يارا تقعد هنا تاني لأنها مش متجوزة، وكذلك أنا مش هقدر اقعد من غير اختي، وعشان كدا جه الوقت فعلاً اني امشي من هنا وكل واحد يروح لحاله، أنا ورايا كلية علاج طبيعي مروحتهاش وعايزة ابدأ أحضر وكذلك جوايا احلام عايزة أحققها، وخلاص الخطر اللي كان معيشنا في رعب مات ربنا يرحمه، يبقي إية لازمتها القعدة هنا!
باسل بصدمة من كلامها، ولكنه أيضاً تفهم الموقف فهي محقة فيما قالته، ولكن ماذا تعني ب أنها تريد الرحيل قبل أن تتعلق به ، لفتت نظره هذه الجملة...
ليردف لها بتساؤل...
قصدك اية قبل ما تتعلقي بيا يا هدي.؟
هدي وهي تأخذ نفساً عميقاً بحزن كبير...
مش قصدي حاجه يا باسل، مش قصدي حاجه، كل الموضوع أن فعلا خلاص من كل الجوانب معدتش ليها لازمه اقعد هنا...
وباباكي وافق ترجعي البيت؟
قالها باسل بحزن وكأنه ينتظر عذراً حتى لا ترحل...
وحتي لو موافقش دا بابا يعني عمره ما هيرميني كل دا، ولو قولتله الحقيقة اكيد هيصدقني ويرجعني تاني...
باسل بهدوء...
عاوزة رأيي.؟ خليكي هنا شوية لحد ما اقنعه بكل حاجه حصلت لأن باباكي ممكن يقولك ارجعي بيتك تاني وساعتها انتي فعلا هتكوني في الشارع، اصبري شوية بس اقنعه بنفسي بكل حاجه وبعدها هرجعك، ولو على الجامعة في الفترة دي يا ستي أنا هوديكي واجيبك من الجامعه بس قومي بدري بس...
قالها بمرح وهو يبتسم لتبتسم هدي هي الأخري له،
ثواني واردفت بإيماء...
تمام موافقة، بكرة بقي هتوديني احضر محاضرات وأبدأ الحياة الجامعية اللي لسه معشتهاش يعتبر لأني في سنه أولي لسه...
باسل بتفاجئ...
لسه في أولي كلية؟
هدي بإيماء...
ايوا وانا عارفة اني فوتت كتير بس هشوف اي مكتبه قريبة من الجامعه اخد منها المحاضرات اللي فاتتني وأبدأ اذاكرها...
باسل بضحك...
تشوفي بنفسك وانتي مراتي؟ متنسيش أن اسمك على اسمي لسه يا دكتورة هدي، بكرة هتكون عندك المحاضرات ووانا رايح الشغل هاخدك معايا الجامعة وهخلي سواق مخصوص يرجعك، احم، ويا ريت بلاش تختلطي بحد متعرفيهوش أو تتعرفي على حد تمام.؟
هدي بمرح...
بتغير عليا يا بسابيسو؟
باسل وهو يعود إلى وعيه...
لا طبعا بس اسمك مكتوب على اسمي ولازم تحترمي كلامي وتنفذيه...
هدي وهي تزفر بغضب وقد فاض بها أمر هذا المتقلب...
بقولك أية انت دقيقة الاقيك بتقولي كلام يفرحني ومفيش بعدها بثانية تسحب كلامك وتنيل اللي قولته، دا انت كأنك بتعمل طبق رز بلبن وترش عليه تراب في الآخر، والله يا باسل باشا أنا ما عدت عرفالك ومن كتر ما الماضي مأثر عليك أنا هسميك في تليفوني الماضي المستمر...
ضحك باسل عليها بشدة لم يستطع كبح ضحكاته،
ليردف بمرح...
والله انتي مجنونة يا هدي، انا ماشي عشان الحق الشغل يا هبلة، سلام...
قالها وهو ما زال يضحك على كلامها، اتجه ليخرج من القصر إلى سيارته ومنها يذهب إلى الشركة...
أما هدي بالأعلي...
كانت تجلس على السرير بغضب تفكر فيما ستفعل مع هذا الباسل الذي لا يلبث دقيقة إلا ويقول لها ما يسمي كلام دَبّش...
هدي بغضب وهي تقوم إلى المرحاض...
ماشي يا باسل، أنا هعرفك...
قالت جملتها ودلفت إلى المرحاض، بدلت ملابس النوم بأخري جديدة، وصعدت إلى الدور العلوي حيث غرفة اختها الصغيرة يارا...
فتحت يارا الباب لهدي وقد كانت تستعد على أساس أنهم سيرحلون اليوم، ولكن هدي أخبرتها بما قاله باسل واخبرتها انهم سيجلسون هنا أياماً أخري حتى يقتنع والدها بها...
اومأت يارا بهدوء وإتجهت لتبدل ملابسها ولكن هدي أوقفتها لتردف بمرح...
استني متغيريش هنروح انهاردة أنا وإنتي مكان كدا...
هنروح فين؟
هنروح الكوافير...
يارا بغضب...
كوافير اية يا زفته أنا طليقي لسه ميت امبارح؟
هدي بمرح...
معلش الحي أبقي من الميت أنا كنت هروح من زمان بس انتي عطلتيني، تعالي معايا هروح انهاردة عشان خاطري...
يارا بنفي...
روحي لوحدك، أنا مش هطلع من اوضتي...
هدي بخبث...
تؤ تؤ، هتيجي معايا ونغير جو كمان وفوق كل دا هتلبسي لبس تاني غير الإسود دا، معرفش يا اختي لابساه على إيه دا احنا كنا بنتمني موته، ربنا يرحمه بقي بلاش نتكلم...
يارا بغضب...
اطلعي برا يا هدي، انتي بتقولي إية والله ما عارفة مالك...
هدي وهي تقوم لتشد يد اختها رغماً عنها...
مش هسيبك تتكتفي في السن دا بالإسود، خلاص اللي كان معيشنا في رعب زمان مات، انسي أني اشوفك لابسه اسود معرفش والله لابسه اسود ليه اصلا دا على اساس انك كنتي بتحبيه، اللي زيك تلبس ابيض مش إسود...
شدتها هدي رغماً عنها، ورغماً عنها أجبرتها على إرتداء ملابس أخري غير تلك...
خرجت يارا من الحمام وهي تشعر بالخجل من الألوان التي كانت ترتديها، فقد كانت ترتدي فستان باللون الزيتي عليه حزام أسود، وقد كان غاية الرقة عليها رغم جسدها غير المتناسق إلا أنه كان رائعاً ومحتشماً...
يارا بغضب وهي تشعر بالخجل...
منك لله الناس هتقول عليا اية دلوقتي؟
هدي بمرح...
طظظ في الناس، طظ في الناس كمان مرة، الناس لو عاشت اللي انتي عيشتيه مع معتز كانو هيعملوا فرح مش ميتم، واقولك على حاجه تالتة طظ في الناس كمان مرة عشان أنا متعقدة اصلاً من ابوكي اللي كان وما زال كل همه كلام الناس وعشان كدا أنا خلاص وصلت لمرحلة اني ممكن اشتم حد لو بصلي بصة في الشارع وأقوله طظ فيك وفي رأيك وفي نظرتك ليا يا صُعلوك...
يارا بضحك وقد أخرجتها اختها من الحزن...
انتي عبيطة والله، بس انتي هتروحي الكوافير ليه؟
هدي بخبث وهي تنظر أمامها تنوي شيئاً ما...
هعمل إعادة ضبط مصنع لنفسي، يلا عشان منتأخرش...
بالفعل خرج الأُختان من القصر إلى خارجه، ركبا تاكسي وقالت له هدي أن يذهب بها إلى اقرب بيوتي سنتر، حتى يتثنا لها فِعل ما تفكر فيه...
فماذا سيحدث يا تري؟
وفي مكان آخر في شركات آدم الكيلاني...
كانت روان قد بدأت تستوعب ما حدث للتو، وأن آدم لم يرد عليها بل حتى لم يعطيها أي وجه، نظر لها نظرة كسرتها بشدة، النظرة في حد ذاتها مؤلمة، موجعة للغاية وكأنه بعيونه يسألها لماذا أتيتي؟ وكأنه يقول لها إرحلي فقد نسيتكِ ...
أخذت روان نفساً عميقاً وبقلبها أيضاً يوجد ألماً عميقاً.
ثواني وقامت من مكانها بهدوء تخفي دموع عيونها البُنية، وإتجهت خارج الشركة إلى المنزل لم تتجه إلى التدريب مجدداً بل إلى المنزل...
وعلى الناحية الأخري في الشركة التي يتدربون بها...
كانت حبيبة جالسة تنتظر روان على أحر من الجمر حتى تخبرها ماذا حدث، تأخرت روان كثيراً ولكن حبيبة ابتسمت لتردف في نفسها بسعادة...
اكيد دلوقتي رجعوا لبعض وخدها القصر تاني، يبختك يا روااان عقبااالي يا رب...
اتجهت لتتابع عملها وقد عزمت على أن تُهاتفها بعد العمل لتعرف ما حدث...
وعلى الناحية الأخري أمام الشركة...
ركبت روان ميكروباص واتجهت إلى المنزل مجدداً بحسرة تجّر معها خيبات الأمل...
وكذلك آدم على الناحية الأخري، أنهي كلامه مع الصحافة خارج الشركة واتجه إلى الشركة مجدداً حتى يكمل عمله...
دلف إلى ساحة الشركة ونظر حوله في إنتظار أن يراها مجدداً، أن يلمحها لينظر لها بتألم من كلامها الذي قالته له علّها تندم على ما قالت وتأتي لتُصالحه كما يفعل هو كل مرة، منذ بداية حياتهم كل مرة هو من يُصالحها هو من يبدأ، حتى وإن كانت هي المُخطئة هو من يبدأ دائما بالكلام والمصالحة، ولكن يكفي لليوم، إن لم تعلم هي ما الذي سببته له بكلامها الجارح هذا، لن يُسامحها أبداً...
وعلى الناحية الأخري في قصر آدم الكيلاني...
كانت ندي تستلقي في غرفتها الجديدة فاتحةً الهاتف تتصفح الفيسبوك...
لم يمر دقيقة حتى تلقت ندي إتصالاً هاتفياً من رقم غريب، لم ترد في البداية ولكن بعد رنات متتالية ردت ندي...
ألو؟
ازيك يا ندي عاملة اية؟
صُدمت ندي بشدة من هذا الصوت الذي تعرفه جيداً...
ندي بصدمة...
معقول؟ دكتور اسلام؟
إسلام بإيماء على الناحية الأخري...
ايوا دا أنا يا ندي، أنا متصل اعتذرلك مرة تانية على أي حاجه عملتها، مكنتيش انتي اصلا المقصودة في انتقامي دا كان اخوكي مش انتي، واتمني مرة تانية تسامحيني أنا أول مرة اعتذر لبنت في حياتي اصلاً...
( كداااب يا اسلام فاااكر روان في اول الرواية يا كداب يا ابن الكدابة؟ )
ندي بإبتسامة وخجل بعض الشئ...
احم، أنا مش مسامحاك علفكرة لأنك بعيداً عن انك خطفتني، انت قليل الأدب...
إسلام بضحك وخبث...
قليل الأدب، ليه انا مش فاكر أنا عملت إية؟ ما تفكريني.؟
ندي بغضب...
انت متصل تتحرش بيا يا دكتووور؟
إسلام بضحك وهو يهدئها...
إهدي إهدي بس، أنتي اكيد من غير ما اقولك عرفتي أنا ليه عملت كدا...
واهو ربنا مباركش ليك يا قليل الأدب يا وقح وبرضة اتقفشت واتضربت بالنار، طب ما كان من الأول نستخبي ورا صندوق الزبالة إنما نقول إية لازم المُحن بتاع أهلك دا يعني؟
إسلام بغضب...
لمممي نفسك، وبعدين موقف وعدي خلاص، إنتي أصلاً كنتي حابة الموضوع خليني ساكت...
ندي بخجل شديد وقد إحمر وجهها بغضب...
اه يااا سااافل يا عديم التربية والأدب...
أغلقت ندي الخط في وجهه وجلست تؤنب نفسها بخجل...
ليردف إسلام في نفسه على الناحية المجاورة...
أيه اللي أنا هببته دا انا كدا ببوظ كل حاجه...
رن عليها مجدداً ولكنها لم ترد...
إسلام في نفسه بعد تفكير عميق...
انا لقيت الحل اللي هيخليها تبدأ تسامحني عشان أبدأ من جديد...
وجاء المساءُ على الجميع...
كانت روان في المنزل جالسة أمام التلفاز بملل حتى أنها لم تكن تري محتوى القناة المفتوحة أمامها، فقد كانت شاردة في اللذي حدث اليوم...
والدة روان بتكرار...
روان! يا زفته!
روان بإنتباه...
نعم يا ماما؟
الأم بغضب...
بنادي عليكي بقالي ساعة...
روان بإبتسامة حاولت إظهارها...
معلش كنت سرحانة شوية...
اية اللي حصل انهاردة في الشركة؟
مفيش حاجه حصلت عادي روحت اتدربت وجيت...
يعني آدم مكلمكيش أو قالك حاجه؟
لم ترد روان عليها، هزّت رأسها بنفي وهي ما زالت في نفس الحُزن...
والدة روان بإيماء وقد فهمت أن ابنتها تعاني من الحُزن بسبب شئ ما...
هو في حاجه حصلتلك يا روان؟
روان بنفي...
لا يا ماما، أنا هدخل انام عشان تعبانة شوية بس...
أومأت الأم بإستغراب لإبنتها، دلفت روان وقامت بإرضاع صغارها وهي تبكي تحاول التخفيف عن نفسها ولكن لم تستطع نسيان ما حدث اليوم، ولا حتى نسيانه...
هل سيعودا؟ ام انتهت قصتهما بهذا البُعد والعنادِ والألم؟ ام للقدر رأي آخر؟
وعلى الناحية الأخري في قصر باسل الملك...
عاد باسل ومراد من العمل أخيراً في المساء.
صعد كل واحد فيهم إلى غرفته، ولكن مراد توقف قليلاً ونظر إلى غرفة يارا بحزن وألم عليها، لم يراها طيلة اليوم ولا يعلم ما حلّ بها وأيضاً إلى الآن لم تأتي لتعمل معه ولكنه يقدر ما بها من ظروف، قلبه يؤلمه يود لو يدخل غرفتها الآن ويتحدث معها ويحمل عنها هذا الألم...
ولكنه تابع طريقه صعوداً إلى غرفته في الطابق الثالث...
بينما باسل دلف إلى غرفته مباشرة، نظر في الأرجاء بتعب من العمل، ثواني وفتح عيونه من الصدمة إلى ما رأي...
كانت هدي نائمةً على السرير مستلقية على بطنها ترتدي بنطال من الجينز الضيق عليه قميص آخر ضيق وقد فردت شعرها المتوسط الطول الذي صبغته باللون البني الفاتح ؛ ليصل إلى منتصف ظهرها وقد نزل على وجهها وعلى السرير حيث كانت نائمة أعطاها هذا مظهراً جمالياً رائعاً وخصوصاً هذا التمازج الجديد بين لون عيونها العسلي ولون شعرها البني الفاتح، كانت رائعة ولكن ليس لدرجة الجمال الرهيب فهي بالأصل فتاه عادية تماماً لا يميزها إلا لون عيونها العسلية فقط...
إنبهر باسل من مظهرها الجديد هذا،
ليردف بضحك...
إية اللي انتي عمليته في نفسك دا؟
هدي وهي تقوم من على السرير بهذا البنطال والبلوزة الضيقة، لتتجه إليه وهي تضحك...
شوفت بقي أن أنا أقدر اكون الاتنين يور بُورعي أو يور برنسيس...
باسل بضحك...
لا انتي في الحالتين بورعي بس اتعملك تحديث جديد مش اكتر...
هدي بغضب...
يعني انت منبهرتش بيا؟ ولا حتى بصتلي جوه منك كدا وقولت واااو اية الأساتوك دا اية اللي ماشي يتوك دا؟
باسل بضحك شديد عليها...
ولا اي انبهار، وبعدين اية اللي انتي حاطاه في وشك دا، يا هبلة انتي حلوة من غير القرف دا...
هدي بغضب منه أنه لم يثني عليها أو أي شئ كما تخيلت...
تصدق بالله، الدبش هيفضل دبش طول حياته يكش يكون اللي قدامه دا ملاك من السما برضة هترميله دبش يا باسل، أنا ماشية راحه اغير هدومي وأنام...
أعطته هدي ظهرها واتجهت لترحل ولكنها سمعت صوته يصفر بمعاكسة...
استدارت هدي له بغضب لتردف...
انت بتعاكسني؟
باسل بضحك وهو يخفي فمه بيديه...
بصراحة يا هدي، انتي موزة، مش محتاجة الميكب دا كله عشان تثبتيلي انك موزة انا أصلاً مش هبص على وشك...
هدي بغضب شديد...
انت مششش محتتترررم وأقسم بالله ما كنت اعرف انك كدا؟
اتجهت هدي بسرعة وغضب إلى غرفة الملابس ؛ لتبدل ملابسها تاركةً باسل في نوبة ضحك شديدة وهو ينظر لها بإبتسامة، وقد بدأ قلبه بالفعل يدق لها ليس بسبب هذا الجمال الذي رآه منها اليوم، بل بسبب إسلوبها الذي لم يشهد مثله في حياته حتى مع زوجته المتوفية، هدي بمرحها وعفويتها المبالغ بها، وأنها كما يقال من الخارج قد تبدوا لك هادئة، ولكن عندما تقترب منها ستري الجنون بحد ذاته ...
خرجت هدي بعد فترة وهي ترتدي بيجامة نوم واسعة، وقد قامت بلّم شعرها على شكل ذيل حصان، نظرت له بغضب عندما خرجت واتجهت لتنام على السرير، ولكن باسل أمسك ذراعها قبل أن ترحل من أمامه...
قشعريرة سارت بجسد هدي عندما أمسك باسل ذراعها، لتقف وتنظر له بصدمة مما حدث...
باسل بإبتسامة هادئة ووسيمة في نفس الوقت...
علفكرة، إحم، علفكرة انتي حلوة انهاردة...
هدي بإبتسامة وهي تدّعي الخجل...
بجد يا باسل؟ هاااع طب ما أنا عارفة اني زي القمر ومش مستنيه كومنت منك علفكرة أنا حلوة لنفسي مش ليك...
ترك باسل زراعها ونظر لها بإستغراب...
لتردف هدي وهي تضيق عيونها بخبث وغضب منه...
خلصانة كدا، أنا كدا عملت زيك بالظبط إديتك كلمة حلوة، وسحبتها في أقل من دقيقة، دا بقي انت يا باسل يا ريت بقي تعدل من إسلوبك شوية معايا، أنا برضة مراتك، حتى لو على الورق بس...
قالتها واتجهت إلى السرير لتنام،
نظر لها باسل بإستغراب، يا إلهي على فتاة العافية زوق هذة، لماذا تتصرف هكذا معه، بل حتى هي أول فتاه تتصرف بهذا الشكل معه، لا يدري باسل هي يقتلها ام يتركها؟
وجاء الصباح على الجميع بيوم جديد قد يحمل الأمل...
فتحت روان عيونها على صوت رنات تصدر من هاتفها، فتحت الهاتف لتجد أن الساعة الثامنة صباحاً وقد فوتت اول محاضرة لها...
روان بصدمة من نومها الثقيل هذا وهي تجري من مكانها...
يخربيت ابو المنبة على أبو سنينه دي تاني مرة يدخلي صوت المنبه في الحلم على إنه موسيقي تصويرية للحلم...
ارتدت ملابسها على عُجالة وتركت الأطفال بجانب أمها ورحلت بسرعة إلى الأسفل حتى تتجه إلى جامعتها، لتلحق بالمحاضرة الثانية...
دلفت روان إلى الجامعه وهي لا ترد على مكالمات حبيبة، صعدت إلى الأعلي حيث المحاضرة الثانية لتجد حبيبة جالسة تنتظرها وترن عليها...
اتجهت روان إليها لتجلس بجانبها...
حبيبة بضحك...
نموسيتك كحلي يا ست روان، غمزت لتتابع، اكيد آدم سهرك طول الليل صح؟
روان بسخرية...
اها فعلا سهرت طول الليل، بس سهرت من العياط يا بنت الفقرية...
حبيبة بصدمة...
إية؟ ليه كدا؟
حكت لها روان ما حدث بالأمس ونظرة آدم لها...
حبيبة بغضب منه...
ابن ال، مفكر نفسه مين دا انتي رايحاله بنفسك المفروض مكنش يعمل كدا وكان يستقبلك، ازاااي يعمل كدا أنا مش فاهمة هو بيحبك ولا مش بيحبك...
روان وهي تمسح دموعها التي بدأت بالنزول...
أنا كرامتي اتهانت اووي امبارح يا حبيبة حسيت اني بتمني الأرض تتشق وتبلعني قبل ما اروحله، منك لله يا حبيبة دي شورتك السودا...
حبيبة بحزن على صديقتها...
أنا فكرت هيحصل غير كدا والله أنا اسفة، وبعدين برضة أنا مش فاهمة اية السبب اللي يخليه يعمل كدا أنا واثقة أن في سبب مش بعد كل الحب دا يبصلك من غير كلام، ضيقت عيونها ونظرت لروان بغضب لتتابع...
بت يا روان احكيلي انتي عملتي اية بالتفصيل عشان أنا شاكة فيكي إنتي والله، كان بيجري وراكي ويتمني نظرة منك وفجأة كدا يسكت! مستحيل؟
انتي عملتي إية ولا قولتيله اية بعد ما حصل بينكم اللي حصل؟
روان بتذكر لما حدث...
أنا، أنا قولتله اني بكرهه واني مش طايقة اشوفه، واني بتمني يحصل حاجه تبعدني عنه وارجع لحياتي القديمة تاني بعيد عنه وارتاح منه و...
باااس يا باااس اسكتتتي انتي راحة تكملي، يا شيخة انتي تحمدي ربنا إنه بصلك بس دا لو راجل تاني كان طلبلك الأمن يطردوكي برة، حِدانا في الصعيد المرة اللي تعمل إكده مع راچل تتجتل في وجتها، دا آدم كدا مدلعك أنه يبصلك بس من غير كلام...
روان بغضب وهي تبكي...
ما هو برضة لازم يقدر إني كنت متضايقة من إلى حصل ومكنتش عايزة حاجه تحصل بينا...
حبيبة بغضب وسخرية وهي تنظر لها تود قتلها...
وإية كمان يا هدهد الجناين؟ دا على اساس أنه اغتبك يعني مكنش بمزاجك...
روان بغضب...
عيب اللي بتقوليه دا علفكرة...
حبيبة بغضب...
ما عيب الا تفكيرك ودماغك والله مفكرة انك كدا بتاخدي حقك منه؟ يعني هو يإذيكي لأ وازاي وانت قلبك قاسي أوي أوي، وانتي تأذيه عادي؟ هو دا التوازن في العلاقة والعلاقة الصحية يا روان؟ طب هو غلط ومشي وراكي شهوور شهوور مستحمل بعدك كل دا وسايب أخته وسايب الدنيا وماشي وراكي يراضي فيكي على اللي عمله وإنه جلدك وآذاكي نفسياً، وإستحمل اللي سوري يعني يا روان مفيش راجل يستحمله عشان بس ترجعيله، وفي الآخر وبعد خلاص ما رجعتي ليه وقلبك رق ليه وهو حس أن في أمل تحطميه بالشكل دا؟ دا يرضي ربنا؟
روان وهي تغمض عيونها بألم...
اسكتي يا حبيبة، اسكتي أنا مش عايزة أتكلم في الموضوع دا تاني...
نظرت لها حبيبة بغضب، ثواني ورأت دموعها، ليرق قلبها لصديقتها فرغم كل شيئ في النهاية هي صديقتها!
حبيبة بإبتسامة رغم حزنها...
طب فوكي كدا عشان اللي في بطنك، وبعدين عايزة احكيلك على حاجه حصلتلي وانا داخلة الجامعة...
روان بتركيز...
في إية؟
حبيبة بضحك وهي ترفع حاجبيها بفخر...
في واحد كان هيخبطني بالعربية بتاعته بس بكل فخر أنا وقفت زي الأسد كدا بعد ما عدي وقولته ( امممممك اللي جايبهالك يلااا ).
روان بضحك وتفاجئ...
يخربيييت دا بجد؟
آه والله، بس ربنا ما يوريكي اللي حصل بعدها...
روان بضحك...
اية اللي حصل؟
حبيبة بمرح...
الأخ نزل من العربية هو جِتة كدا طول بعرض بإرتفاع تحسيه متوازي أضلاع، اه سوري يا روان جِته دي يعني ضخم بالصعيدي...
روان بضحك وسخرية...
أنا فاهمة، كملي؟
حبيبة بضحك...
قومت بصاله كدا وانا مبتسمة وحسيت أخيراً اني هلاقي شريكي الروحاني، بس فوقت وهو بيقولي انتي لو عارفة بتتكلمي مع مين مش هتقولي الكلمة دي يا عديمة التربية...
روان بضحك...
انتي بالنسبالك أي حد شريكك الروحاني، ما تلمي نفسك يا بت شوية عايزين نرضي ربنا ونغض البصر بدل ما انا وانتي ماشين بنعاكس في الناس...
هنبدأ المحاضرة انهاردة بسم الله الرحمن الرحيم هنتكلم عن ال...
بدأ المحاضر كلامه، ثواني وإنتبهت روان وحبيبة له، لتفتح حبيبة عيونها من الصدمة...
ينهااار اسوووح...
روان وهي تنظر لها بدون فهم...
مالك يا بت؟
حبيبة وقد بدأت اللطم...
أنا شلت، أنا شلت خلاص، استر يا رب...
روان بضحك وهي تنظر وتضيق عيونها...
الموقف دا مش غريب عليا واظن أنا خمنت اية اللي حصلك...
حبيبة بصدمة...
هو دا يا روان، هو دا اللي ضربني وبكي سبقني وإشتكي...
روان بضحك شديد...
مبروك يا بت هتعيشي حياتي هتبقي روان أوس تربيع، نصيحة مني يوم خطوبتك انزل بالعربية جوه القاعة مش قدامها عشان متتخطفيش أو ارفضي من دلوقتي العريس دا...
حبيبة بعدم فهم...
ها؟
الإتنين اللي بيتكلموو ورااا؟
روان بمرح وما زالت تضحك...
يا ررربي الزمان بيعيد نفسه، واهو هنطرد دلوقتي...
حبيبة وروان وهم يقفون، كانت حبيبة خائفة وقد وضعت الكمامة على وجهها بينما روان غطست في الضحك لأن ما حدث الآن هو ما حدث لها في حياتها مع إسلام السيوفي...
المُعيد وهو يضيق عيونه...
انتو معانا في الدفعة، أنا أول مرة اشوفكم؟
روان وهي تجيب وتحاول كتم ضحكاتها...
أيوة يا دكتور احنا في تالتة معاكم...
المعيد بغضب...
دي مش دفعة تالتة يا استاذة، دي دفعة أولي كمان مش عارفة دفعتك؟
ضحك المُدرج بأكمله، بينما روان وحبيبة تم إحراجهم بشدة وخصوصاً أنهم اكتشفوا بالفعل أنهم حضروا في المدرج الخطأ...
حبيبة وهي تسأل فتاه بجانبها...
هو دا معيد هنا؟
الفتاة بنفي...
لا دا دكتور عز الدين؟ دكتور مادة فلسفة العصر
حبيبة بتفاجئ...
هو في مواد عربي في ألسن؟
الفتاة بإيماء...
مواد غير إضافية جاية من كلية إعلام بس لازم نمتحن فيها...
انتو لسسسه هترغوا؟ اتفضلوا برررة...
خرجت روان من المقعد الذي تجلس به وخلفها حبيبة تشد الكمامة على وجهها، وتخرج دون أن تتكلم حتى لا يعرفها هذا البروفيسور...
عِز الدين بصوت عالي...
استنو عندكم، اسمائكم إية؟
حبيبة وقد كانت حرفياً على وشك الجري...
يلهوووي ياني يلهوووي ياني...
روان بتوتر هي الأخري من أن يتم إستقصادهم...
احم، أنا إسمي فتحية على محسن.
حبيبة بسرعة...
وأنا فيروز حُ حسني مبارك...
نظر لهم عز الدين بشك، ثواني ونظر إلى حبيبة وقد أحس أنه يعرف ملابس هذه الفتاة ولكن لا يدري أين؟
كارنيهاتكم يا استاذة انتي وهي!
أحست روان وحبيبة بعد هذا السؤال أنهم حرفياً سيغمي عليهم الآن بالتأكيد...
حبيبة وهي تهمس لروان بسرعة...
بتعرفي تعدي لحد كام؟
روان بخوف...
تلاته...
حبيبة بسرعة...
تلاتة اوبااا...
جرت حبيبة وخلفها روان من المدرج بسرعة البرق، ونزلا سلالم الجامعة إلى الخارج...
بينما عز الدين نظر بغضب لهم، وبالطبع لم يجري خلفهم ولكن المدرج بأكمله ضحك على ما حدث للتو...
عاد عز الدين ليشرح المحاضرة دون إهتمام لهاتين التافهتين...
روان بالخارج وهي تضحك على حبيبة...
هتعيشي قصة حياااتي يا صاحبي، هاااععععع هتشربها يا كروديا، مش قولتلك يا بت يوماً ما ستكونين فانزاً وبكرة تشوفي صورتي تعيطي عشان هتعيشي قصة حياتي، بس ابقي اعملي حسابك بقي في كام غيار معاكي وانتي راحة تتخطفي بفستان الفرح عشان اللي هيخطفك هيسيبك في القصر لوحدك كذا يوم ومش هتلاقي حاجه تغيري فيها...
حبيبة بغضب...
بس يا بت انتي بتتريقي؟ احنا ممكن نسقط حرفياً...
روان بمرح...
وهو هيعرفنا منين يا استاذة؟
حبيبة بغضب...
دا على اساس أنك متسحبتيش من لسانك وقولتيله احنا في سنة كام!
روان بسخرية...
طب وإية يعني؟ هو في سنه تالتة ألسن قسم واحد بس؟ مش في تالتة انجليزي وفرنسي وإيطالي واسباني وصيني وألماني وكوري وسلافي ولغات شرقية وياباني ولغات إفريقية وسامي وعبري وكتشييير...
احنا زي الإبرة في كوم قش إطمني يا هبلة...
حبيبة بزفير...
معاكي حق، فعلا مش هيلاقينا إن شاء الله...
روان بمرح...
ولا يلاقينا عادي هتعيشي روايتك اية الجديد يعني؟
حبيبة بغضب...
اسكتي يا بت ويلا بينا نفطر عشان ندخل المحاضرة بتاعة الساعة عشرة.
روان بضحك.
يلا يا هبلة...
وبالفعل اتجهت كلتاهما ليتناولا الإفطار،
فماذا سيحدث يا تري؟
وعلى الناحية الأخري في كلية الإعلام...
كانت ندي يكاد النوم يغلبها في المحاضرة الممله تلك، وأخيراً انتهت لتخرج من المدرج، ولكن رن هاتفها مجدداً ليخرجها مما هي فيه...
ندي بغضب...
انت تاني، مش هرد عليك.
صمتت لتتابع بقلق، ولا استني ممكن يكون عايز يبلغ الدفعة حاجة ومعتبرني من بني يهوذا؟
ردت ندي بتحفظ...
الو يا دكتور اسلام؟ خير؟
إسلام بضحك على طريقتها...
تعالي على المكتب في حاجه مهمة عاوزك تقوليها للدفعة بتاعتك مع الورق اللي هسلمهولك...
ندي بإيماء...
تمام يا دكتور ثواني وهكون عند حضرتك...
بالفعل اتجهت ندي إلى مكتب اسلام حتى تنفذ ما قاله، وحتى لا يستقصدها في أعمال السنة...
دلفت إلى المكتب لتُصدم بشدة مما رأت؟
يا إلهي ما الذي يحدث هنا؟
وفي شركات النمر...
دلف بهيئته المعهودة إلى الشركة ليبدأ يوماً جديداً في العمل...
صعد إلى مكتبه وفتحه ليبدأ العمل...
مرّت دقائق وتلقي آدم مكالمة هاتفية من مدير فرع من فروع شركاته في المجمع...
آدم بصوت جهوري ضخم...
في إية؟
المدير بتوتر.
ب بصراحة يا آدم باشا في موضوع مهم لازم تعرفه؟
آدم وهو مركز في الأوراق أمامه...
خير في إية؟
المدير بخوف وتوتر...
عاملات النظافة في الحمامات لقو، لقو اختبار حمل مرمي في الزبالة في الحمامات بتاعة الشركة يا فندم، والحمامات دي مخصصة للطلبة، اكيد يا فندم مش هتكون واحدة متجوزة وتيجي الشركة تعمل اختبار حمل في الحمامات، حضرتك فاهمني؟
آدم بغضب أن مثل هذا السلوك السئ يحدث في شركته، وإذا علم أهالي الطلبة هذا قد يضر بسمعة الشركة...
لملللي كل الطللبة هنااا، أنا هتصرررف مع اللي عملت كدا ومفكررررة أنها هتفلت بعملتها، فاااهم؟