رواية صهباء أشعلت صدري للكاتبة نورهان مجدي الفصل السابع
ماذا لو توقفنا عن التنفس !
عادت للخلف قليلاً من دهشتها ... شعرت آن الارضيه تلتف آسفل قدميها
عائلتها تقتل...!؟ ماذا بعد ... تتأجر ب الممنوعات آم ماذا !؟
تطلعت ب الملف الازرق وإبتسمت بتهكم قائله: معدش له لازمه
خرجت الي الحديقه و آشعلت النيران به ثم قذفته بعيد...آولا ل خوفها من النيران و ثانياً تقززها من ذلك الملف وما يحتويه
خرج عُمر من القصر الي الحديقه ل يجدها تقف تتطالع النيران بهدوء غير معهود ... إبتسم بسخريه وثقه في آنِ واحد ثم إرتدى نظارته الشمسيه وإتجهه خارجاً يكفي لهو الاطفال معها ف هو لديه مخططات و مسؤليات آهم من تلك الكتله الحمراء المسميه كارما !
- إستناٰ عندك ...!
التفت للخلف قليلاً حتي إعتدل في وقفته عندما رآها تتجه له ... نظر لها من خلف نظارته بسخريه
ف آردفت هى بحدة لم يعهدها هو سابقاً
- ابعد عن عيلتي ...
- مين بالظبط ...فاطمه ولا جدك ولا باباكي ولا ... إنتى !
نطق الاخيرة ب نبرة ساخرة وتابع بقسوة و حدة آجفلتها لتعود للخلف
- انتى خايفه يا كارما...إنتى آجبن مخلوقه علي وش الارض...عامله فيها قلب آسد وعايزة تحمي عيلتك بس إنتى مش عارفه تحمى نفسك اصلاً
إنتى خايفه منى ودا حقك لانى لو حطيتك في دماغي هدوسك بجذمتى !
كلما تعود هي للخلف يقترب هو مستمتعاً بخوفها الذي يجعله في قمه سعادته ... و
- إيه القط آكل لسانك...إسمعى بقي منى الكلام دا، إبعدى عن طريقي لانى لما بتعصب مبشوفش قدامى
سحبها من خصلاتها الحمراء الطويله لتتفلت من شفتيها صرخه آثر فعلته !
- متتحدنيش ...!
دفعها بعيداً ورحل هو لتتحرر الدموع من مقلتيها التى جاهدت في إخفائها
دلفت القصر من جديد ل تقف علي صوت جدها وهو يقول: كارما...مالك يا حبيبتى
التفتت له وصرخت ب آعين تفيض ب الدموع
- انا من حقي آعرف كل حاجه...كل حاجه...إنتوا قُتالين قتله ولا إيه بالظبط !؟
نظر الجد في الارجاء بخوف من آن يستمع لها آحد فقال مرة آخري ب رجاء
- هشرحلك كل حاجه يا كارما بس تعالي جوا المكتب
تمسك الجد بقبضتها ل يهدئها ولكنها سحبتها علي الفور وإتجهت الي المكتب في إنتظاره ! بينما هو تنهد بأرهاق وسار خلفها
- عاوزة آعرف كل حاجه...بدون آي تأليف مين عمر دا وبتشتغلوا ايه انا سمعت كلامكم من شويه!
- عمر دا يبقي إبن عز الحديدى، آكبر رجال الاعمال
جلس الجد علي المقعد ونظر لها وبدا ب سرد كل شئ
- من خمس سنين إتداينت مبلغ من عمر لان الشركات بتاعتنا كانت بتنهار و كنت محتاج مساعدة ف آخدت منه... والشركات آوضاعها إستقرت وكل تمام بس عمر جه وطالب بفلوسه طبعا المبلغ كبير جدا لو بعت كل املاكنا مش...هيكمل
نظرت له كارما بدهشه وقالت بوجوم وعضب من تلك التراهات : وقولتوا يلا نحط فاطمه كبش فداء صح !؟
- فاطمه مش كبش فداء ولا حاجه...اصلا الجوازة كانت ليكي إنتى بما إنك آكبر بنت في العيله بس مكنش في وقت نستناكى
قهقه كارما علي حديثه السخيف يبدو آن جدها ب مرور العُمر يُخرف كثيراً
- انا...إنت بتهزر انتوا كنتوا عاوزين تجوزونى ل عمر...يا فرحتي !
- دا الاتفاق اللي وصلناله ندمج الشركات ونسدد الدين ويتجوز بنت من عندنا...!
- انتوا بتفكروا ازاى...شغل ايه وجوازة أيه إنتوا بتقتلوا آنا سمعتكم بودني !
إشارت علي آذنها وهى تتحدث ب توتر ل يتحدث الجد ب حدة آجفلتها
- اللي سمعتيه يتنسي ... فاهمه !
- جدو ...إنتَ بتهددنى...يعنى...لو منستش هتقتلني مثلا ؟
- كارما...اللي قولته يتنفذ !
صرخ بعنف ب صوته الاجش ل تقف هى وتتجه خارجاً
نظر عمر داخل الملفات يراجع الاوراق بتمعن ولكن تلك الكارما خطرت علي باله ...!؟
تلك الفتاة مازالت لا تروق له... لا يعلم لما كل هذا البغض تجاهها ولكنه يكرهها ب كثرة
الكتله الحمراء يبغضها بشدة ويعشق رؤيه ضعفها ودموعها !
إن سنحت له الفرصه سيقتلها دون آن يرمش حتي ... !
دلف شخص ما و قال بهدوء
- خد بالك ... الاسمر بيحفرلك حفرة
تحدث ذلك الغامض ب حديثه الملغم ب الشفرات ... إختصاصه إخبار عمر بكل التطورات ثم يعود حيث آدراجه
إبتسم عمر بتهكم وقال بلا مبالاة: مش هيعرف يلوى دراعي برضو ...عرفتلي الملف بتاع عبدالله الزاهد فين !؟
- مش في اي شركه من شركاته...الملف آكيد في القصر !
همهم عُمر بتفهم وتحدث بأبتسامه ساخرة
- سهل إنى آجيبه...او...
إتسعت إبتسامته عندما خطرت علي باله تلك الفكرة الشيطانيه ف قال: او كاراميلا...!
بعد يومان
صباح اليوم ...
ركضت كارما اليوم كثيراً، تريد إشغال عقلها قدر الإمكان ف هى إصتدمت ب حقائق كثيرة وعقلها لا يستطيع إستيعاب ذلك الكم الهائل .
رفعت زجاجه المياة حتي ترتشف القليل ولكن الزجاجه فارغه...القت بها بعيداً بغضب ودلفت القصر ب وجه موجوم وغاضب
صرخت بخضه وعادت للخلف عندما إستمعت ل صوت مفرقعات ب القصر !
- مفاجأه...!
صاحت العائله ب آن واحد ب وجه كارما وتقدمت فاطمه وهى تحمل قالب الحلوى المتوسط آعلاة رقم السابعه و عشرون
آشارت كارما علي قالب الحلوي ب إستغراب ل تجيب فريدة: كل سنه وإنتى طيبه يا كاراميلا ... النهاردة عيد ميلادك
شعرت كارما آنها توقفت عن التنفس او شئ من هذا القبيل !؟ اليوم عيد مولدها
آتُ علي ذاكرتها ذلك اليوم المشؤم ل تفقد وعيها وتسقط ك الريشه
تصنعت كارما النوم... منذ دخولها تلك المصحه وهى تتصنع النوم ل تجنب آحاديث آي آحد من عائلتها ... مر ٦ آشهر ومازالت بتلك الغرفه البيضاء السخيفه بنظرها ... ٦ آشهر في صراع داخلي ينهش ب خلايا مُخها مزق قدرتها علي التعافي ، وكآن ذبابات تطير برآسها ف لا تستطيع إخراجهم ولا تنعم ب سلام النفسي
لا تتحسن بل آعصابها في حاله دمار وصراع، لا تستجيب لا ل علاج نفسي ولا جسدى
إعتدلت من علي الفراش و آنزلت قدميها علي الارضيه بعدما تأكدت من خروج الممرضه ... آدخلت يديها آسفل الوسادة وآخرجت مقصاً كبيراً إحتفظت به في آحدى المرات عندما قصت الممرضه القطن ل تعالج جرح يد كارما ... آخذته خلسه ل اليوم
سارت بمنامتها البيضاء ثم وقفت علي المقعد ل تصبح في مستوى المرآة ...
سحبت مثبت شعرها الناري ليقع علي ظهرها، تطلعت به ب حزن و آعين دامعه كم تعشق شعرها الطويل و السميك ... آمسكت جزء منه وقصته من فروتها ب المقص ل يُصبح مسكنه الارض !
دموعها تنساب من مقلتيها وهى ترآة يسقط ك آوراق الشجر ب فصل الخريف،
عندما إنتهت منه تطلعت بهيئتها آصبحت ك الفتيان ...شعرها الاحمر الطويل آصبح قصير يكاد يري في الاصل مقصوص بطريقه خاطئه خصله طويله بجانبها قصيرة
لا آشعر بأننى جزء من الجريمه، ولكننى تلقيت العقاب بأكمله
قذفت المقص بكل ما آوتيت من قوة تجاه المرآة ل تتحول الي فُتات من الزجاج متفاوت الاحجام
من حسن حظها آنه الزجاج لم يصيبها ولكن تمنت عكس ذلك
دلفت الممرضه الغرفه بسرعه وجال بصرها مابين الخصلات المقصوصه والزجاج المتناثر و كارما التي لا حول لها ولا قوة
ركضت تجاهها وحملتها بين يديها وقالت بتوجس
- كارما إنتى كويسه ... حصلك حاجه
كارما فقط ساكنه تنظر آمامها بهدوء فعاودت الممرضه آسئلتها وهى تملس علي ما تبقي من خصلاتها
- كارما...ليه عملتي في شعرك كدا
- عشان النهاردة عيدميلادى...! النهاردة بقي عندى ٨ سنين و مينفعش إنى آفرح فيه وانا السبب في موتها
إحتضنتها الممرضه ب شفقه و قلب حزين علي تلك الصغيرة كم تود مساعدتها ولكن كل السُبل تؤدى للفشل، تشعر الممرضه آن الصغيرة آصبح عمرها خمسون من كثرة الهموم المحتله صدرها !
- كارما ... إنتى كويسه
شعرت آن كفوف لُطمت علي خديها وقطرات ماء تناثرت إنها فقدت الوعى !
همهمت بهدوء وتوقفت علي قدميها قائله ب إبتسامه بسيطه تجاهد في الظهور
- انا كويسه ...هطلع أريح في أوضتي عن إذنكم
تخطتهم جميعا وإرتقت درجات السلم ل تتجه الي غرفتها سريعا تهرب منهم
ٱستوقفها عمر وهو يقول بسخريه مُفرطه : مكنتش آعرف انك ٢٧ سنه ... شكلك ميديش اكتر من ١٦ سنه انا إفتكرتك قاصرة آصلا ...!
إلتفتت له وإبتسمت بتصنع الان هى ليس بمزاج جيد، ماذا لو قتلته !؟ ... آردفت ب سخريه وهى تقترب منه
- هاهاهاها...ضحكتني فعلا ! بص انا مش فاضيه ل لعب العيال دا
غادرت من آمامه تسب و تلعن به و باليوم الذي رآته به ... كادت آن تغلق باب غرفتها ولكن وجدت من يدفع الباب للداخل و دخل هو بقامته الطويله وآحكم الباب خلفه..!
- إنت...ازاى تدخل كدا انت اتجننت...!
لم يعيرها آدني إهتمام ف جال ب بصرة في أنحاء الغرفه يتفحصها بهدوء ... العديد والعيد من الصور لها و كتب علم نفس القديم والحديث متزاحمه آعلي مكتبها الخشبي، حقائب سفرها مازالت تحتوى ملابسها يبدو آنها لم تفرغها بعد
- عارف لو مخرجتش من الاوضه ... هصوت وآخلي الكل...
توقفت عن حديثها عندما رمقها ب حدة، آردف بنبرة خبيثه تشبه الافاعي
- كارميلا.. هطلب منك طلب ومش باخد رآئيك...زى الشاطرة كدا هتجيبيلي ورق من عند جدو في المكتب.. ومحدش يعرف دا آحسنلك يا كاراميلتي !؟