قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل الفصل الثلاثون (دناءة)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل الثلاثون (دناءة)

 

انتهت من تنظيف ملابسها بمعاونة الخادمة لتستأذن منها بعدها للذهاب و استكمال عملها بالخارج

اومأت آيات لتتركها الاخرى وحيدة تعيد التعديل من زينتها لتنتهي بعدها و تتحرك متجهة الى الخارج

فور خروجها اصدمت بقوة بأحدهم لتتمتم بإعتذار و تعود عدة خطوات الى الخلف قبل النظر الى هوية هذا الشخص

سمعت صوت رجولي خشن يهتف بإعتذار

ميشيل: désolé (اسف)

رفعت انظارها نحوه بحدة لتفاجأ به يقف امامها بثبات و ترتسم ابتسامة ملتوية على ثغره ... شعرت برجفة تسري بأوصالها قبل ان تتمالك نفسها سريعاً و تهتف بثبات مصطنع

آيات: ça ne fait rien ( لاتهتم)

ازدادت ابتسامته اتساعاً قائلاً

ميشيل: و بتتكلمي فرنساوي كمان ... Formidable (رائع)

آيات بإبتسامة مصطنعة: شغلي كسكرتيرة لطائف يلزم معرفتي و اتقاني لأكتر من لغة

اومأ بإعجاب واضعاً كفيه بجيوب بنطاله

ميشيل: بمناسبة طائف ... مبروك الجواز

آيات: merci .. الله يبارك فيك

همت بالتحرك من امامه فمجرد الحديث معه بسطحية جعلها تشعر بإستنفاذ معظم طاقاتها لاستكمال باقي اليوم ... لكنه اوقف طريقها هاتفاً بوقاحة

ميشيل بخبث: و ياترى بقى ... مبسوطة مع طائف ؟

طالعته بدهشة لفظاظته هاتفة بحدة

آيات: كوني مبسوطة او سعيدة معاه مظنش انه يهمك

ميشيل بسرعة: ارجوكي متفهميش سؤالي غلط كل الموضوع اني ... اني شايف واحدة ست جميلة و ذكية و... شرسة زيك تستحق دايماً الافضل

آيات بثقة: و طائف اكتر من اللى انا استحقه بمراحل

ميشيل: واضح ليا انه جواز عن حب !

آيات: و واضح ليا انه شيء ميخصكش

ميشيل بإبتسامة صفراءة: مش قولتلك شرسة

ثم اقترب نحوها عدة خطوات لتعود هي الاخرى مثلها الى الخلف ليصطدم ظهرها اخيراً بالحائط ... نظرت نحوه بخوف و قلق حاولت اخفاءهم و قد نجحت الى حد ما .. لينحني هو نحوها ماراً بأصابعه على احدى وجنتيها فتتحرك مبتعدة عنه تلقائياً

ميشيل: وانا بحب الست لما تكون شرسة ... بيكونو زي القطط البرية كده ...بيبقو مثيرين جداً و مفيش راجل بيقدر يقاومهم .. بس فى نفس الوقت محتاجين ترويض و مش اى حد يقدر عليهم .. يمكن طائف سبقني بس ده ميمنعش انى لسة قدامي فرصة ولا ايه ؟

التفتت نحوه تحدق به بتقزز و استحقار لتدفعه عنها بقوة هاتفة بشراسة

آيات: حقير و واطي وفاكر كل البشر زيك ... ده انت لسة قاعد مع جوزي و حاطط ايدك فى ايده ولا صحيح اللي زيك معندوش اصل ولا مروءة

ميشيل بإبتسامة: اللي زيي ... متنسيش اني انا و طائف عينة واحدة

آيات بشراسة: اخرس ... متجمعش طائف معاك فى نفس الجملة

ميشيل بإعجاب: و اخلاص كمان ... انتي عارفة ان محدش كان يتجرأ يتكلم معايا كده ... بس انتي ... ثم طالعها بنظرة شملتها من رأسها الى اخمص قدميها قائلاً بنبرة ذات معنى ... انتي غير ... و هتبقى غير الكل بس لو قبلتي نكون سوا .. و اوعدك هتكوني الtop و محدش هيقدر يقولك لأ

آيات بثبات و غرور: عرضك الحقير مرفوض سوري بس مقبلش اكون مع شخص عنده عقدة نقص و بيبص للي فى ايد غيره

نظر لها بإعجاب لتبادله هى النظرات بأخرى تحمل تحدي و تصميم ... و فجأة قاطع تلك النظرات صوته الجامد

طائف: آيات ؟ في مشكلة ؟

تحولت نظراتها الى احتياج و اطمئنان و همت بالاجابة ليسبقها صوته البغيض هاتفاً بثقة اغاظتها

ميشيل: مشكلة و انا موجود ... معقول تشكك فى حسن ضيافتي !

طائف و قد ارتاب من نظرات زوجته نحوه ليتوجه نحوها محيطاً اياها بذراعه بإحتواء

طائف بتهديد خفي: لو في شيء ضايق آيات او داس لها على طرف فأنا ممكن اشكك فيك شخصياً... ثم اكمل بإبتسامة مصطنعة ... اعذرني بس كله الا آيات

ميشيل بوقاحة موجهاً نظره نحوها: عاذرك فعلاً دي تستحق تحرق الدنيا عشانها ... عن اذنكم

فور رحيله خانتها قدماها لتوشك على السقوط ارضاً لكن التقطتها يداه .. ينظر نحوها بقلق و توجس

طائف: آيات مالك ؟ تعبانة ؟ ... عملك حاجة ؟ لمسك ؟

تشبثت بذراعه بكلتا يداها تنظر للأمام بإضطراب و خوف

آيات بهمس: الراجل ده مش سهل ... مجرد الكلام معاه رعبني منه ... ثم وجهت انظارها نحوه برجاء ... طائف خلينا نمشي انا مبقتش مستحملة افضل هنا لحظة كمان

طائف بغضب: هنمشي بس فهميني عملك ايه ؟ حاسة بحاجة ؟ نروح مستشفى؟

حركت رأسها نفياً لتردف

آيات: معملش حاجة يا طائف انا اللى حسيت نفسي تعبانة و كلامه معايا خلاني اتوتر مش اكتر ... نروح بس و مع شوية راحة هكون احسن

نظر نحوها بشك و ريبة و اومأ بعدها ليتحركا معاً الى الخارج حيث يتواجد الجميع يإنتظارهم ... اعتذر طائف منهم للرحيل لينهض آسر و لينا معه متجهين جميعاً كلاً الى منزله

فور خروجهم من القصر اوقف آسر آيات مطالباً بالحديث معها بأمر هام على انفراد توجهت بأنظارها نحو طائف لتظل ملامحه جامدة لفترة ثم اومأ لها على مضض فى حين اكفهرت ملامح لينا والتي لاحظ طائف تغيرها فور طلب آسر ليبتسم ابتسامة صغيرة سرعان ما اخفاها و فضل الانتظار بالسيارة فى حين كانت عيناه لا تحيدا عن مراقبتهم

تحرك كلا من آيات و آسر بعيداً عن الباقين حتى اصبحوا بمكان لا يستطيع الاخرين سماع حديثهم به

نظر آسر نحوها بتوتر و اضطراب فبرغم تحضيره لحديث طويل الا انه الان لا يذكر منه حرف واحد تنحنحت بهدوء لتبدأ هى بالحديث

آيات: احم ... انا عارفة ان فى كلام كتير المفروض يتقال بس صدقنى اللى حصل الفترة اللي فاتت كان ملغبطني و ... آآ بخصوص جوازى انا و طائف فكان المفروض الاول افهمك حقيقة اللي انا حساه بس مجتش فرصة لده فأنا اسفة

آسر: انا اللي آسف .. انا اللى المفروض اعتذر ... الفترة الاخيرة بطلت افكر و كنت ماشي ورا مشاعري و مش عامل اي اعتبار للى انتي حساه ... بس صدقيني ده كان نابع من حبي و خوفي عليكي ... خفت عليكي تبقى فى الوضع اللى انتى فيه دلوقتى ... آيات انتي مينفعش تكوني هنا النهاردة .. كل ده غلط

آيات مقاطعة: بس انا ...

آسر: انا عارف انه اختيارك بس بحكم العشرة و اللى بينا انا بقولك وجودك هنا غلط ... رغم انى عارف ان طائف هيحميكي بحياته لو لزم بس برضو ده ميمنعش انى اقلق عليكي ... ميشيل مش سهل

آيات: عارفة انه مش سهل

آسر: قصدك ايه ؟

نظرت حولها تتأكد من عدم سماع طائف لحديثهم لتردف

آيات: آسر انا مقدرتش اقول لطائف لانه ممكن يعمل مشكلة بس ميشيل اتعرضلي و عرض عليا اسيب طائف و ابقى معاه

آسر بدهشة: نعم ؟ يعني ايه ؟

آيات: يعنى اللي فهمته ... وانا طبعاً رفضت بس مظنش انه هيسكت

آسر بقلق: لمسك ولا عملك حاجة ؟

آيات: ملحقش .. طائف جه فى الوقت المناسب ... بس انا خايفة و قلقانة ليحط طائف فى دماغه و يأذيه

آسر: متقلقيش ... ميقدرش يعمل حاجة الا لو مسك غلطة عليه و ده صعب مع طائف

اومأت بهدوء لتسمعه يهتف بتردد

آسر: آيات ... مفيش اي اخبار عن علا ؟

آيات: طائف قالي انها هنا مع طوني

آسر: طوني؟ طوني عارف انها عايشة ؟

حركت كتفاها لاعلى و لاسفل قائلة

آيات: هو عارف بس ازاي و ليه معرفش

آسر برجاء: آيات عايز اشوفها محتاج اشوفها ... انتى بتطمنيني عليها بس عايز اتأكد بنفسي

اومأت بهدوء لتردف بإبتسامة

آيات: متقلقش هكلم طائف و هخليه يدبر الموضوع فى اقرب وقت

اومأ لها بإمتنان لتستأذن منه متجهة مرة اخرى نحو طائف تصعد السيارة بجانبه بصمت و يتحرك هو بعدها دون التفوه بكلمة

لينا بحدة غير مقصودة: خلصتو كلام ؟

نظر نحوها بدهشة لتتمالك نفسها قائلة بهدوء

لينا: نمشي بقى !

و تحركت نحو السيارة لتجده يمسك بذراعه موقفاً اياها التفتت نحوه متسائلة ليردف

آسر: ممكن افهم متضايقة ليه ؟

لينا: مين قال متضايقة

آسر: امال افهم اسلوبك ده ازاى

تنهدت بتعب لتردف

لينا: اسفة ... ممكن نمشي بقى

اومأ بإبتسامة

آسر: هنمشي حاضر بس مش على الفندق

لينا بدهشة: اومال فين ؟

تحرك نحو سيارته ساحباً اياها معه

آسر: هتعرفي لما نوصل

ظل على صمته طوال فترة قيادته لسيارته برفقة آيات و التي كانت تراقبه بوجل و توتر من صمته المريب هذا ... بقيا على هذا الوضع لفترة ليست بالقصيرة حتى ملت من صمته لتهتف بتساؤل

آيات: طائف ممكن افهم احنا رايحين فين ... على ما اتذكر ده مش طريق الفيلا

لم يقابلها رد من طرفه سوى علو صوت تنفسه لتدرك ان هذا ليس الوقت المناسب للحديث ... عادت للصمت مرة اخرى حتى وجدته يوقف السيارة امام بناء شاهق يتعدى الخمسين طابق ... لم تتعرف على كينونته سوى بعد قراءة اسم العمري بالفرنسية اعلاه

وجدته يأمرها بالترجل لتمتثل لامره و يفعل هو المثل متوجهاً نحوها

امسك بذراعها بقوة يسحبها معه للداخل وسط تفاجؤ الجميع بحضوره و ترحيبهم به

تجاهل الجميع متحركاً بخطوات واسعة حاولت هى مجاراته بها حتى استقلا معاً المصعد لتجده يضغط على رقم الطابق الحادي و الخمسون ... تنفست بعمق ظانة انه الطابق المخصص له ... ظلت تراقبه بقلق حتى وصلا الى الطابق المطلوب لتجده يكمل سحبها معه الى الدرج المخصص للطواريء

آيات: يا طائف استني و قولى رايح على فين ؟

تجاهل هتافها به و اكمل سيره و هى وراءه متذمرة من طريقته الفظة

لحظات حتى وجدت نفسها معه على سطح البناية ... يوليها ظهره فى حين كانت هي يلفح جسدها بالكامل الهواء البارد لتنكمش على نفسها و تمد يدها والتى حررها اخيراً من اسر كفيه لتلفها حولها محاولة الحصول على بعض الدفيء

آيات: ممكن افهم احنا هنا بنعمل ايه ؟

قابلها الصمت لتذفر بنفاذ صبر و تهم بالحديث و التذمر مرة اخرى لكن وجدته يسبقها قائلاً بصوت جامد

طائف ببرود: كان عايز منك ايه ؟

تفاجأت من سؤاله الصادم قبل ان تتمالك نفسها و تجيب

آيات بحذر: كان بيتأسف عن اللى حصل منه قبل كده و طلب مني اكلمك عشان يشوف علا

التفت نحوها يطالعها بعيون جامدة ارتعشت فور رؤيتها لها

طائف: ميشيل ؟

آيات بغباء: افندم ؟

طائف: ميشيل كان عايز منك ايه ؟

زاغت بأنظارها إثر توترها و قلقها من سؤاله وحاولت التحلى بالقوة

آيات بتلعثم: ما آآنا قولتلك اتكلم عادي و كان بيرحب بينا و بيعتذر عن اللى حصل من الخدامة

تقدم نحوها عدة خطوات ليردف

طائف: انتى مقولتيش حاجة ... كل اللى قولتيه انك تعبانة و هو خلاكي تتوتري ... ممكن افهم ايه اللي وترك فى كلامه ؟

ابتعدت عنه قليلاً و اولته ظهرها لتهتف

آيات: يعنى .. انت عارف انى كنت قلقانة منه من قبل المقابلة دي و هو آآ...

توجه نحوها حتى اصبح امامها يمسك بذراعها بحدة هاتفاً

طائف بحدة: آيات انتي مشوفتيش وشي التاني ... مشوفتنيش لما بتعصب بجد و اكتر حاجة بتعصبني هى الكدب عشان كده قولى اللى حصل بالظبط ... قالك ايه ؟

نظرت نحوه بتوتر لتبلتع ريقها فى خوف ثم نقلت انظارها ارضاً

آيات: كان ... كان بيقول انه ... كان بيسألني اذا كنت سعيدة معاك و لو يعنى كنا اتجوزنا عن حب

اشتدت يداه القابضة على ذراعها و اسود وجهه من الغضب ليهتف بشراسة

طائف بصراخ: و هو ايه دخله بده ... يخصه بأيه ؟... و قال ايه تاني ؟ انطقي

آيات بإستسلام وصراخ: قال انه معجب بيا و عرض عليا اسيبك و ابقى معاه هو ...ها ارتحت

لفظها من بين يده بقوة ليبتعد عنها نحو حافة السطح يقف بصمت و قد اشتعلت البراكين بداخله

طائف: كنت عارف ... ميشيل مستحيل يسيب حاجة تعدي من تحت ايده ... ثم نظر نحوها ليهتف بغضب ... عمل كده وانتى مراتي و ملكي فما بالك بقى لو كنتي ملكيش اي علاقة بيا

توجهت نحوه قلقاً من غضبه و عصبيته المفرطة لتردف بهدوء

آيات: وانت عارفني ... فكرك سكت له يعنى و لا عديت كلامه ده

طائف بسخرية: وانتي فكرك كده خليتيه يصرف نظر عن اللى في باله ... بالعكس انتي كده عجبيته اكتر ...ثم مرر يده على شعره بعصبية يشد عليه بغضب هاتفاً ... مراتي عاجبة راجل غيري وانا بنطقها بلساني ... بس على جثتي يلمس شعرة منك ... ثم اشتعلت عيناه فجأة و احمر وجهه غضباً ليمسك بها من كتفاها بقسوة هامساً بجنون ... ولا يكون لمسك ولا جه جنبك ؟

تذكرت هى قربه المقزز منها و لمسه لوجهها لتومأ نفياً

تركها مرة اخرى ليسير بالمكان بجنون ليصرخ

طائف: هقتله و ديني لأقتله لو فكر يمس شعرة منك

هتفت هى بالمقابل

آيات: و انت متعرفش هو بيفكر فى ايه .. يمكن صرف نظر خالص عني لما هزقته

طائف: مستحيل ... انا فاهمه كويس و عارف هو بيفكر ازاى .. لانى .. ثم اكمل بمرارة ... لانى زيه ... انا و هو شبه بعض

توجهت نحوه سريعاً تحيط وجنتيه بكفيها هامسة بحنان

آيات: اوعى اوعى فى لحظة تشبه نفسك بيه .. انت مش هو ... طائف العمري مش شبه حد ولا فى حد شبه ... انت لا شبه ميشيل ولا شبه آسر ولا حتى مازن ... مش شبه اى راجل تاني لأن ده ... ثم اشارت على قلبها لتكمل ... عمره ما دق لأي راجل غيرك ... يمكن انا معرفش كل حاجة عنك ... معرفش غير طائف مديري فى الشغل معرفش غير طائف العصبي المغرور ... وكمان معرفش انا حبيتك امتى ... حبيتك لما كنا كل يوم بنبدأ يومنا بعراك و لا حبيتك لما انتقدت لبسي و اجبرتني اغيره ولا حبيتك لما لقيت نفسي فى يوم و ليلة فى حمايتك ... حبيتك لما لقيتك سندي و اكتر حد بثق فيه ... ولا يمكن حبيتك من اول لحظة شوفتك فيها متصاب فى الشارع و بين الحياة و الموت ... معرفش حبيتك ليه و ازاى و فين و امتى ... بس لو انت زي ميشيل تفتكر كان زمانى واقفة معاك دلوقتى و بقولك كل الكلام ده و لا كنت زمانى معاه و بيعتك فى لحظة زى ماهو كان عايز

ظل يحدق بها بذهول و دهشة ... رغم اعترافها بحبها له سابقاً و نطقها لها قبله الا انها لم تعبر عما بداخلها كما فعلت بتلك اللحظة ... و الان فقط ادرك مدي عشقها نحوه ... شعر ان كلمة " بحبك " لم تكن كافية لغرز الثقة بداخله كما فعل حديثها معه الان

مد يده ليضعها فوق يداها المحيطة بوحنتيه ليهتف بتساؤل هاديء

طائف: رغم معرفتك بالحقيقة و انى متورط فى كل ده

اجابته بإبتسامة بسيطة لتردف

آيات: لو حد من شهرين بالظبط كان قالى انك هتحبي مجرم ... و لو كان حرامي غسيل حتى .. كنت اتريقت عليه و قولت من عاشر المستحيلات انه يحصل ... يمكن انت متعرفش انا امي و ابويا ماتو ازاى ... الاتنين اتقتلو عشان دخلو فى قضية اكبر منهم ... ومن ساعتها وانا بيني و بين اى مجرم طار و مستحيل اتنازل عنه ... بس انت ... انت رغم كل اللى متورط فيه مقدرتش ابعد و استغنى عن وجودك فى حياتي ... ثم اكملت بمرح للتخفيف من حدة حديثهم ... متعرفش بقى غباء .. هبل .. سوء حظ بس اهو قدري ومفقدرش اعترض عليه

بادلها ابتسامة و حب ليردف بجدية بعدها

طائف: آيات ... فى حاجة مهمة لازم تعرفيها ؟

نظرت نحوه تحثه على الحديث ليردف مكملاً

طائف ببساطة و ابتسامة غامضة: انا شغال مع البوليس

لينا بدهشة: نععععععم

هتفت بها لينا بعد حديث ألقى به آسر بوجهها فور دلوفهم الى مطعم ما لتناول الغداء

آسر: بس بس يخربيتك هتفضحينا

لينا: يخربيتي و هفضحك ... ده انت مش هتتفضح .. انت هتروح فى داهية

آسر: الله يطمنك

لينا بجدية: اومال انت فاكر ايه ... عايز تسلم نفسك للبوليس ... انت اتجننت يا آسر

آسر: بالعكس انا عقلت ... اوزنيها بعقلك كده ... لو حصل و سلمت نفسي و زودت البوليس بكل المعلومات اللى اعرفها عنهم ده مش هيعفيني من العقوبة بس على الاقل ممكن يخففها و انا ارتاح

لينا: ترتاح ؟ طب سيبك من اللى هيحصلك ... طائف و آيات ... متقنعنيش انك مش هامك اللى هيحصلهم

آسر: اكيد طبعا يهمني ... وانتي كمان

لينا: انا ؟

آسر: ايوة طبعاً انتي ...لينا انتي لازم تسيبي شغلك ده ... و متقوليش انك مرتاحة و مبسوطة باللي بتعمليه

لينا بتوتر: اكيد طبعاً لا بس انى اسيب كل حاجة مش سهل زي ما انت متخيل

آسر: عارف و فاهم بس هنحاول نلاقي حل .. اكيد قبل ما اخد اى خطوة

لينا بحذر: طب و طائف ؟

آسر بتفكير: لازم اتكلم معاه .. انا واثق ان طائف عايز ده اكتر مني و متأكد انه ناوي ينفذ فى يوم من الايام

حدقت به بتفكير و قلق من اي خطوة قد يتخذها هذا المتهور و من شأنها افساد كل ما خططوا له طوال خمس سنوات

لينا: بس لازم لازم تبلغني قبلها باللى ناوي تعمله

اومأ لها بقوة ليردف بإبتسامة

آسر: اكيد يا لينا ... انتى اكتر واحدة بثق فيها دلوقتى

بادلته الابتسامة بأخرى يشوبها بعض القلق و التوجس

فى فيلا طائف العمرى بباريس

طائف بدهشة: ممكن افهم انتى مقموصة ليه ... ده بدل ما تفرحي و تطمني

آيات بغضب: افرح ؟ افرح انك كنت بتشتغلني طول الفترة دي و مخليني على اعصابي ان فى اى لحظة ممكن يتقبض عليك ... ولا افرح انك مش واثق فيا لدرجة انك تقولى حاجة زي كده

طالعها بدهشة ليهتف بعصبية

طائف: آيات بلاش غباء ايه مش واثق فيكي دي ... انتي مقدرة خطورة الشغل اللى بعمله ... السرية كانت اهم عامل فيه ... الموضوع مش حكاية ثقة بس ممكن فى لحظة تسرع او ضعف تقعى بلسانك ... فكرك ايه اللي هيحصل بعد كده ... و بعدين بصراحة بعد اللى حصل و اعترافك لآسر ان علا عايشة انا اقتنعت اكتر انى مجبلكيش سيرة نهائي

آيات بتبرير: لانه كان هيقتلك ... دي كانت الطريقة الوحيدة اللى كنت اقدر اوقفه بيها

طائف: عارف و فاهم ده ... بس ان سر زي شغلى مع البوليس يتعرف .. ده ممكن يودينا كلنا ورا الشمس

هتف بها طائف بصراخ لتنظر آيات بصدمة الى نقطة ما خلفه و من ثم عادت بأنظارها نحوه تبتلع ريقها بخوف و توتر ليلتفت لما خلفه و تتسع عيناه قلقاً و خوفاً من رؤيته امامه و استماعه لحديثهم ليهتف دون وعي

طائف: آسر ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة