قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل الرابع عشر (سر)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل الرابع عشر (سر)

علا: متقلقش يا ابيه ... مش هكرر غلطتى تاني ... لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين

تنهد طائف بتعب ليردف

طائف بهدوء: لسة برضو بتفكري بالطريقة دي ... قولتلك بدل المرة ألف انه مش ذنبك

علا بتهكم: انا مش لسة العيلة الصغيرة اللي مش فاهمة اللي بيحصل حواليها ... عمري ما هنسى انى كنت السبب فى اللى حصل بس انا اخدت جزائي و مازلت باخده ... اللي تاعبني بجد انى ورطتك معايا و خليتك تخسر اقرب الناس ليك

اقترب منها يحيطها بذراعيه بحنان ... يقبل جبينها بلطف ليهتف بعدها

طائف: ولا ورطتيني ولا خسرته ... كل حاجة هترجع زي ما كانت و احسن ... كلها حكاية وقت و كل شيء هيرجع لأصله .. الصبر

احاطت خصره هى الاخرى لتشد على عناقه بعد طمأنته لها بأن كل شيء سيعود يوماً ما كما كان

مرت الليلة السابقة كالجحيم ... يكاد يجن من فرط قلقه عليها ... مختفية منذ يومان ... لا فكرة لديه عن اي مكان يُحتمل تواجدها به ... قضى الليل بغرفة مكتبه ... لم يذق طعماً للنوم .. يفكر و يفكر عله يصل لأمر ما يطمئنه انها على خير ما يرام ... يكاد يبكى قلقاً و ندماً على ما اقترفه بحقها ... لم يكفيه محاولته الحمقاء لقتلها دون معرفة من تكون بل تسبب ايضاً بمطاردتها من قِبل المافيا ... انتفض من مكانه عند توصله لتلك النقطة و قد عزم على ايجادها بنفسه و افتدائها بروحه ان لزم الامر

و بعيداً ... في تركيا

طرق على الباب اجفلها فى الفراش قبل ان تعتدل فى جلستها داعية الطارق للدخول لتجدها تلك الفتاة و التى سبق ان اخبرتها انها المسئولة عن خدمتها ... دخلت علا بهدوء و ابتساماتها الواسعة مازالت مرسومة على وجهها اجبرت الاخرى على مبادلتها بإبتسامة وان كانت صغيرة متحفظة

علا: اتمنى اكون مأزعجتكيش

آيات: لا ابداً بالعكس انا زهقت من وجودي هنا لوحدي ... ثم اكملت بتهكم ... في حبسي الانفرادي

تقدمت علا عدة خطوات للداخل لتستقر هى الاخرى على طرف الفراش و كعادتها لم تستغنى عن ابتسامتها

علا: حبس انفرادي ايه بس ... ما انا معاكي اهو ... اديني جتلك نرغي سوا شوية ... ده اذا كان ميضايقكيش و مكنتش بتعدى حدودى

نظرت لها آيات بشك ... ما بالها تلك العلا ؟ أتحاول مصادقتها و كسب ثقتها لصالح طائف ام انها مجرد فتاة لطيفة سعدت بوجود فتاة اخرى معها بالمنزل

آيات بفضول: هو انتي شغالة هنا من زمان ؟

علا بصدق: هو الحقيقة انا مش شغالة هنا بالمعنى اللى فهمتيه بس تقدرى تقولى اني عايشة هنا ضيفة و فى مقابل وجودي هنا بحب اهتم بالبيت فى غياب صاحبه و بهتم بصاحبه لما بيزوره

آيات بدهشة: ضيفة ؟ يعنى انتي مش من الخدم ؟

حركت رأسها نافية

آيات بحرج: سوري بس بجد افتكرتك شغالة هنا اقصد انك بتناديله بألقاب و آ...

ضحكت علا بمرح لتجيب

علا: ماهو انا مش بحب اناديه بأسمه عشان الشغالين هنا ميعرفوش علاقتنا ببعض و معرفتنا القديمة ... فاللقب ده قدامهم وبس

آيات بغيظ: واضح انكم تعرفو بعض من زمان

اعتدلت علا بجلستها لتصبح اكثر اريحية و كأنها شبة مستلقية قبل ان تهتف

علا: يااااااااه من زمان اوي ... انا اعرف طائف من و احنا لسة فى الحضانة

اشتعلت النيران بداخلها و بدون تفكير تلفظت بما جاء بخاطرها

آيات: طب و متجوزتوش ليه بقى ولا انتو اصلاً ...

انفجرت علا ضحكاً على سؤال آيات و مخيلتها الواسعة لكنها سرعان ما لاحظت ملامح الاستنكار المرسومة على وجه آيات و كأنها تُعنفها على سخريتها من حديثها

علا بإعتذار: سورى بجد مقصدش اضحك كده بس اصل سؤالك غريب ... معقول انا و ابيه طائف نتجوز ... عمرى فى لحظة ما تخيلت اننا ممكن نكون فى علاقة من النوع ده ... طائف اخويا

آيات: اعذريني يعنى فى سؤالي بس وجودك هنا غريب شوية

علا بجدية مفاجئة: الحقيقة فى حاجات كتير انتي متعرفيهاش عني و عن طائف و اتمنى انك تعرفيها قريب و منه هو شخصياً بس كل اللي اقدر اقولهولك ان سبب وجودي هنا مشابه الى حد ما سبب وجودك

اومأت آيات بآلية لتردف بتساؤل حذر

آيات بتوتر: هو انتي عارفة طبيعة شغل آسر ... أقصد يعني بيشتغل فى ايه و كده ؟

علا: الاستيراد و التصدير ؟

ثم سكتت لثوان فهمت خلالها آيات جهل علا بحقيقة طائف لكن سرعان ما تغير ظنها عند تكملة الاخيرة حديثها

علا: و لا قصدك شغله التاني ؟

قفزت آيات من مرقدها لتهتف بهجوم

آيات بهجوم: يعني عارفة ؟ ويا ترى بقى حضرتك شغالة معاه و لا صفتك ايه بالظبط

وقفت هى الاخرى لتجيب بهدوء حذر

علا: رد فعلي لما عرفت كان مشابه ليكي جداً ... ثورة ورفض و تمرد ... بس اتمنى نهاية حكايتك متبقاش زي نهايتي ... ثم تنهدت بهدوء لتتجه نحو باب الغرفة لتتوقف امامه ملتفتة نحوها مرة اخرى ... نكمل كلامنا بعدين ارتاحي دلوقتى ... عن اذنك

ثم خرجت وتركتها وحيدة مازالت تحاول ايجاد معنى كلامها الاخير

سهام: ازيك يا روقة ... وحشانى والله

رقيات بلوم: يااااااه سهام عاش من شافك يا استاذة ... لسة فاكرة تسألي

سهام: حقك والله بس اعمل ايه ما انتي عارفة الشغل و تعبه غير اللي فى البيت عندي ... ابويا قاعدلى على الواحدة و مش بيردى يخليني اروح لحد غير آيات

رقيات بحنان: الله يكون فى عونك و يخليلك والدك ... ده بيعمل كده من خوفه عليكي

سهام بتنهيدة: عارفة والله ... المهم قوليلي هي آيات عدت عليكي امبارح ولا النهاردة ؟

رقيات بدهشة: لا ... بتسألي ليه ؟

سهام بقلق: لا ده كده الموضوع مقلق بجد ... آيات مش باينة ... بقالها يومين مجتش الشغل ... جيت اشوفها النهاردة فى شقتها محدش فتح

رقيات: بسم الله الرحمن الرحيم ... استهدي بالله و ان شاء الله خير ... طب حاولتى تتصلي بيها ؟

همت سهام بالرد لكن قاطع حديثها دخول احدهم الى المتجر والذي لم يكن سوى آسر

آسر: السلام عليكم ... صباح الخير

حدقت كلاً من سهام و رقيات بآسر بدهشة من هيئته المزرية و المتعبة فلقد ظهر عيه افتقاده للنوم و تعبه و قلقه الواضحان ... همهة صدرت من كلتاهما رداً للتحية

آسر: ازي حضرتك يا مدام رقيات ... ثم اكمل بلهفة ... متعرفيش آيات فين ؟ شوفتيها اخر مرة امتى ؟

رقيات بخوف: لا اله الا الله هو انت كمان بتدور عليها

آسر بتعجب: انا كمان؟

تحركت رقيات بنظرها نحو سهام ليفعل هو المثل ... لحظات حتى تعرف هو عليها و تذكر رؤيتها سابقاً برفقة آيات ليهتف بسرعة

آسر: انتي ... انتي صاحبتها مش كده ؟

سهام بتوتر: ايوة ... حضرتك استاذ آسر سبق و اتقابلنا فى شقة آيات

توجه نحوها و دون تفكير امسكها من مرفقها ليهتف بها

آسر: ايوة ايوة انتي صاحبتها ... تعرفي فين آيات ؟

شهام بخوف: لا يا افندم انا جيت اسأل عليها لانها بقالها يومين مجتش الشغل بس ملقيتهاش فى شقتها

رقيات برعب: هتكون راحت فين بس دي يا حبة عيني ملهاش حد

سهام: انا خايفة بس يكون لا قدر الله جرالها حاجة فى الشقة ومحدش حس بيها

رقيات بخوف: بعد الشر ... لا اذا كان كده يبقى لازم نشوف لنا حد يفتح الشقة ... ارجوك يا ابني اتصرف

قاطع حديثهم هذا رنين هاتف سهام لتتأفف و تجيب

سهام: ايوة يا مستر مازن ... اسفة على التأخير بس كنت بشوف آيات فين و بطمن عليها ... لا ملقيتهاش ... بس يا افندم ... لا اقصد ... طيب طيب مسافة السكة يا افندم مع السلامة

رقيات بلهفة: ها يا بنتي فى جديد ؟

سهام بغضب: لا يا روقة ده مديري قالب الدنيا عشان اتأخرت شوية ... بقاله يومين على اعصابه عشان مستر طائف مش باين هو كمان

التقطتت اذناه اخر ما تفوهت به سهام ليهتف فجأة

آسر: طائف مش موجود هو كمان ؟

زوت ما بين حاجبيها متسائلة عن سبب سؤال آسر ذاك و كأنه على معرفة سابقة بطائف

اومأت بهدوء لتشتعل بعيناه النيران قبل ان يستأذن سريعاً مغادراً المتجر

سهام: هو ماله ده كمان ؟

رقيات: معرفش يا بنتي ... انا قلقانة على آيات ليكون حصلها حاجة بعد الشر ... استر يااارب

بشركة العمري للاستيراد و التصدير

جلبة و ضوضاء استحوذت على انتباه مازن بمكتبه و الذي وصله اصوات مزعجة جعلته يتأفف متجهاً للخارج ليرى ما يحدث فيجد افراد الامن يحاولون منع احدهم من اقتحام مكتب طائف والذي لم يكن سوى آسر

مازن بصوت عالٍ وتهكم: آسر الرفاعي بنفسه مشرفنا ... خير ان شاء الله ايه سبب تشريفك لينا بالزيارة دي؟

اشار للأمن بالسماح له بالتقدم للداخل فأنسحبو جميعاً تاركين كلاً من آسر و مازن يقفان كلاً منهم نداً للآخر

آسر بإندفاع و صراخ: فين طائف يا مازن ... وديتو آيات فين ؟

مازن بدهشة: أفندم ؟ ... طب طائف و فهمناها ... مالك ومال آيات بقى

آسر: تخصني ... آيات تخصني يا مازن ... كله الا هي

مازن: مش فاهم

آسر: مش لازم تفهم ... قولي وديتو آيات فين و الموضوع هيخلص

مازن ببرود: مش قبل ماافهم عايز منها ايه و ايه علاقتك بيها

آسر: مش شغلك يا اخي انت هتشاركني

مازن: يعني ايه مش شغلي ايه عايزها عشان تخلص عليها بجد المرة دي ... اطمن طائف هيقوم بالمهمة دي نيابة عنك

وبلمح البصر كان آسر يمسك بتلابيب مازن يهتف بشراسة

آسر: هقتله وراها ... هقتله لو لمس شعرة واحدة منها انت فاهم ... المرة دي مش هسامح فيها ... رقبته هتكون قصاد موتها ... وصله كلامي ده و فهمه اني مش بهزر ... ساااااااااامع

ثم القى بمازن ارضاً و خرج فى حين كان مازن بعالم آخر يحاول استيعاب تصرف آسر و عصبيته المفرطة اتجاه اذية آيات ... فما علاقته بها و لما يهتم ... و كيف يهتم بسلامتها فى حين كان هو من ارسل لقتلها

هب واقفاً ليلتقط هاتفه سريعاً محاولاً الاتصال بطائف لاخباره بجديد الامور لكن وجد هاتفه مغلقاً

مازن: يووووووه يا طائف وقت ده تقفل تلفيونك فيه

اما فى تركيا

بعث لها علا لتخبرها انه بإنتظارها على طاولة الغداء ... ومرة اخرى استعدت للنزول للاسفل وعند وصولها الى حجرة الطعام وجدت الوضع كما كان فى الافطار ... هو يجلس بهدوء على رأس الطاولة والتى رُص عليها اشهى انواع الطعام ... تحركت دون دعوة تلك المرة نحو احد المقاعد وسحبته لتجلس عليه و تشرع بتناول الطعام بهدوء و اتزان لتجده هو الاخر بدأ بتناول الطعام و شاركتهم علا تلك المرة الجلوس

تناولوا الطعام بصمت وانتهو منه ثم رفع الخدم الاطباق لتكون اشارة للجميع للذهاب كلاً الى طريقه ... آيات لغرفتها و طائف لمكتبه و عمله و علا لرعاية المنزل لكن كانت هى من اعترضت تلك المرة

علا: ابيه من فضلك كنت حابة نقعد سوا احنا التلاتة نتكلم شوية

رفع احدى حاجبيه بتعجب عند ملاحظته تخليها عن الالقاب فى وجود آيات لكن لم يعلق على هذا بل اردف

طائف: نتكلم ؟ خير فى حاجة

راقبت آيات حديثهم بصمت و كم كانت تتوق ان يرفض طائف دعوتها تلك فهى لا ترغب بشيء الان سوى ان تذهب لغرفتها تحتمى بها من بطشه

لكن نظرة من علا نحو طائف فهمها هو و اومأ بإستسلام غريب اثار تعجب آيات
طائف: تمام خلينا نقعد شوية نتكلم على الاقل ناخدو على بعض و علشان نتأقلم كلنا على التعامل سوا

اتسعت ابتسامة علا لتصفق بيداها بسعادة كالاطفال

علا: تماااام ... يبقى فيلم ممتع و فيشار و بيبسي ... ثوانى و هيكونو جاهزين

فغرت فاها عند استماعها لاقتراح تلك المجنونة من وجهة نظر آيات على الاقل

سمعت نحنحة بجانبها لتجده ينظر لها بإهتمام وكأنه ادرك تعجبها من تصرف علا ليهتف مفسراً

طائف: احم ... علا قضت فترة كبيرة هنا لوحدها فتلاقيها بتتحمس لاى تجمع لأي نشاط ... عشان كده ياريت تحاولى تتأقلمي على اسلوبها و تفهميها

ثم توجه الى غرفة ما و دخلها لتتبعه هى بأنظارها قبل ان تتحرك نحو نفس الغرفة فتجدها حجرة واسعة تحتوى على اريكتان متقابلتان و تليفيزيون لوحي كبير يتوسط الغرفة

جلس على احدى الارائك ومازلت هى تقف منتصبة بمكانها لينظر لها نظرة بمعنى ان تأخذ لها مكان على احدي الاريكتين وبالفعل جلست على الاريكة المقابلة له

ساد الصمت للحظات قبل ان يقطعه هو بصوته الاجش لكنه بدا لها متوتراً الى حد ما

طائف: بخصوص اللي حصل النهاردة الصبح ... انى اتعصبت عليكي و كده كنت عايز آآ...

قاطعته هى ببرود

آيات: محصلش حاجة ومفيش داعي انك تبرر اللى حصل الصبح

طائف بإستنكار: ابرر؟ لا انتي فهمتي غلط .. انا مش مُلزم اني ابرر اصلاً كل الموضوع انى كنت حابب احذرك ان كلامك الكتير ده والتجاوز لو حصل تانى فموعدكيش اني هقدر اسيطر على نفسي ساعتها

ها قد عاد البركان للاشتعال بداخلها مرة اخرى بعد ان بذلت كل السبل لاخمادها و لو لفترة مؤقتة ... تباً له و لعجرفته تلك ... من يظن نفسه ليتعامل معها بهذا الشكل

فى حين كان هو بداخله صراع حول ما كان على وشك التفوه به و ما نطق به بالفعل ... لا يدرك لما لا يمكنه التحكم بنفسه و بأفعاله فى وجودها ... هو لم يكن سيبرر لها ما حدث بل كان على وشك فعل ما لم يفعله بحياته ... كان على وشك الاعتذار منها لما بدر منه سابقاً لكن حديثها استفزه واخرجه عن طوره

كان على وشك العدول عما تفوه به و الاعتذار لكن قاطعه صوت تحطم زجاج ما ... هب من مقعده تتبعه آيات بفضول ليخرجا من الغرفة فيجدا علا تقف مسمرة مكانها وقد سقط منها طبق الفيشار وتحطم الى اجزاء صغيرة وتناثرت محتواياته ارضاً فى حين هى كانت تنظر له بصدمة ليتحرك نحوها يقف امامها فيلاحظ هاتفه بين يديه ... ساوره القلق لحظات ليسألها

طائف: علا فى ايه مالك ؟ تليفوني بيعمل ايه معاكي

نظرت له علا وقد وامتلأت عيناها بالدموع لتهتف بضعف

علا ببكاء: آسر ... اخويا

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة