قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل الحادي والعشرون (استسلام)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل الحادي والعشرون (استسلام)

 

قبل ساعة بشركة العِمري

كان يجلس بتعب و مازال مُنهمك بمتابعة عمله بتركيز قاطعة طرق على الباب ليتأفف بضيق ومازالت انظاره على الاوراق

طائف بصوت عال نسبياً: تعالي يا آيات

فُتح الباب لتدلف الى الداخل فى حين كان هو متجاهلاً النظر نحوها ... شعر بها تتحرك بهدوء لتقف امام مكتبه و تتنحنح بتوتر

سهام: احم احم ... مستر طائف ؟

رفع انظاره نحوها بحدة وقد ضاقت عيناه و حدق بها بدهشة

سهام بتوتر: احم ... آآآ... آيات طلبت مني اتابع مع حضرتك و اشوف لو محتاج حاجة

طائف بضيق: و هي راحت فين ؟ ... ايه سابت شغلها بدري و حضرتك بتغطي عليها و لا ايه

سهام بسرعة: لا لا يا افندم مفيش الكلام ده ... دي قالت انه مشوار شغل و انها قايلة لحضرتك عليه

طائف بغضب و صراخ: محصلش ... و كمان بتكدب و ياترى بقى فين مشوار الشغل ده

ابتلعت سهام ريقها بتوتر و خوف من صراخه و عصبيته لتهتف مدافعة

سهام: المينا ... قالت ان في شحنة هتوصل ولازم اشراف عليها فراحت بنفسها

اتسعت عيناه بذعر و انتفض واقفاً ليتحرك بسرعة نحوها يمسك بمرفقها بعنف

طائف: من امتى الكلام ده

سهام بذعر: مش عارفة ... آآآ تقريباً من ساعة كده

القى بها من بين يديه بعنف لتسقط ارضاً فى حين تحرك هو مسرعاً يلتقط سترته و شيئاً ما من درج مكتبه ثم انطلق خارج الشركة

بقيت سهام مكانها ارضاً تنظر فى اثره لتشهق بعنف واضعة احدي يديها على فمها هامسة برعب

سهام بذهول: ده ... ده اخد مسدس معاه

و على الجهة الاخرى نجدها تقف خلف احد الحاويات بالميناء و قد اتخذتها ساتراً لها من الطلقات النارية التى يعج بها المكان بعد ان كانت تحيطها الرصاصات من كل الجهات

تتنفس بصعوبة و ذعر ... تراقب بعضاً من الجثث تسقط هامدة امامها فى مشهد مأساوي لم ترى مثله من قبل ... ينتفض جسدها من الخوف و تفكيرها ينحصر فقط فى انها ستكون واحدة من هذه الجثث الممددة ارضاً ليزيدها هذا رهبة و قلق و رعب ... حاولت التحرك عدة مرات متسللة الى خارج المكان كلما هدأ صوت الرصاص لتطالها طلقة مفاجئة اما خلفها او امامها او بحانبها ولا يفصل عنها سوى انشات قليلة او اقل لتتراجع عن فكرتها بالتحرك و تبقى مسمرة مكانها

مضى بعض الوقت على وضعها هذا حتى وجدت ان الاجواء هدأت لفترة لا بأس بها لتتشجع اخيراً و تنوي التحرك نحو حاوية اخرى مقابلة تماماً للتى تحتمي بها بل و تجعلها قريبة اكثر من بوابة الخروج ... اخذت نفساً عميقاً و تحركت بالفعل لكن ما لبث وان عاد صوت الرصاص ينتشر بالمكان دب الخوف بداخلها لتقف بمكانها و تصبح مرة اخرى وسط هذا الجنون لكن وجدت فجأة من يجذبها بقوة نحوه وبعيداً عن مرمي النيران ... حاولت التملص منه لكن قبضته كانت قوية شديدة تأبى تركها استمر بسحبها نحوه ظهرها يقابله صدره الواسع ... حتى استقر كلاهما خلف تلك الحاوية التي ارادت الوصول لها ... لحظات حتى سمعت صوته المألوف الغاضب

طائف: اهدي يخربيتك فرهدتيني خالص ... اهدي ده انا ... طائف ... ثم اردف بصراخ و غضب من حركاتها المجنونة والتى لم تهدأ حتى بعد طمأنتها ... يخربيت جنانك اثبتي بقي

لم تهدأ او يسكن جسدها سوى بعد سماعها صراخه المعتاد لتقف امامه ساكنة و التفت نصف التفاته تطالعه بخوف و حذر و كأنها تتأكد من كونه هو طائف ... ذفرت انفاسها براحة و قد تحررت دموعها اخيراً و بدأت بالهطول فتسمعه يهتف بها فى غضب

طائف: انتي اتجننتي ولا جرا لعقلك ايه ... ايه اللي جابك هنا ... انتي ايه غبية ... عايزة تموتي

نظرت له بغباء ... لا تستوعب صراخه عليها او سببه ... كل ما يفسره عقلها الان انها كانت على وشك الموت و هو أتى ... أتى لانتشالها من وسط كل هذا الجنون و يوصلها لبر الامان ... لما واثقة بهذا لا تعلم

آيات بتلعثم: انت ... انت ... انا قولتل...

طائف بصراخ وهو يطالع الاجواء حوله: انتي تخرسي خالص لغاية ما نشوف حل فى الورطة اللي وقعتينا فيها دي

راقب المكان بتركيز ليحاول ايجاد ثغرة ما يستطيعان من خلالها الخروج من المكان بأقل خسائر ممكنة حتى وجد احداها ... طريق مخفي مليء بالحاويات المتراصة جنباً الى جنب يغطي تحركهم و يمهد لهم طريق الى الخارج

توجه نحوها بأنظاره ليجدها تطالعه بقلق و توتر فيردف قائلاً

طائف: اسمعيني كويس ... هتنفذي اللي هقوله من غير نقاش عشان نخرج من الورطة دي ... شايفة الطريق ده هنمشي فيه بسرعة لغاية المخرج اللى فى اخره هتكونى ورايا و انا هعاين الطريق ... بلاش تهور ولا اختراعات و افكار غريبة هتنفذي من غير تفكير ... فاهمة ؟

اومأت له بقوة لينظر نحوها بقلق ... لا يثق بها و بأفكارها و تهورها ... يشعر انها بلحظة ستقدم على شيء يُلقي بهم الي الجحيم لكن لا بديل له سوى المخاطرة و الثقة بها

اومأ لها ثم اشار لها ان تتبعه و بالفعل سارا معاً فى هذا الطريق بحذر و كلما انتقلا من خلف احدى الحاويات الى التالية لها يسمعان طلق ناري يوقفهم مكانهم ثم يعاودان التحرك مرة اخرى ...و حين قاربا الوصول الي المخرج وجدها قد تباطأت قليلاً ليهتف بها ان تسرع من حركتها ليشعر بها قد امتثلت لامره ... وصلا اخيراً الي المخرج ليجدا من يعترض طريقهم و يشهر سلاحه بوجههم ليسارع طائف بإخراج سلاحه و اصابته بثبات ... صرخت آيات بفزع و تسمرت بمكانها راقبها طائف بتأفف قبل ان يتوجه نحوها يحملها على كنفه مسرعاً الى الخارج ... ظل يسير بها لبعض الوقت حتى ابتعدا اخيراً عن الميناء و قد وصلا لسيارته ليشعر اخيراً بالارتياح

شعر بها ساكنة فوق كتفيه ليساوره القلق ... هم بإنزالها بهدوء و رفق ليجدها فاقدة الوعي فسارع بفتح باب السيارة الامامي ليضعها به وقد انحنى نحوها يفحصها بقلق ... ظنها في باديء الامر قد فقدت وعيها مما رأته و مرت به منذ قليل لكن ما رآه بعد ذلك اكد له سوء ظنه ... وجدها تنزف من خصرها بغزارة لتتسع عيناه فزعاً و اضطراباً فور ادراكه حقيقة اصابتها بطلق ناري ... مرر يداه على وجهها ليجده قد اصبح ابيض اللون بارد كالجليد

هتف بإسمها فى فزع و خوف

طائف دون وعي: آيات... آيات ... حبيبتي ردي عليا ... لالا مش دي النهاية ... مش هتروحي مني .. مش بالسرعة دي

ثم استقام بوقفته ينظر نحوه بضياع ليجد ان ما حوله كالصحراء الجرداء نظر عالياً نحو السماء يهتف بتوسل واضعاً يداه فوق رأسه

طائف: يارب اعمل ايه ياااارب

ثوانٍ قليلة حتى استعاد عقله و تحرك يستقل سيارته و يتحرك بها سريعاً نحو المشفى

وصل المشفى ليهبط من سيارته يتجه نحوها يحملها بين يداه كالجثة الهامدة متجها داخل المستشفى يهتف بالجميع

طائف بصراخ: حد يجي هنا يلحقنا ... هتموت مني ... انتو يا حيواناااااات

فزع الجميع لصراخه فيتعرف الموجودين على شخصه و يتحرك الجميع كخلية نحل لانقاذ المصابة

فى ايطاليا

اندريه بغضب و صراخ: طوووووووني انت يا زفت

طوني بقلق و خوف: اوامرك يا بوص

اندريه بغضب: انت خليت فيها اوامر ... ماخلاص كله راح و ضاع كل حاجة باظت ... الشحنة ضاعت و وديتنا فى داهية

طوني: ياباشا و انا ذنبي ايه كنت اعرف منين ان البوليس هيطب علينا

اندريه: تعرف ... المفروض تعرف ... فى خاين وسطينا و المفروض تكون عرفت بده قبل ما تقع الفاس فى الراس ... بس بعد ايه ... ضيعتنا كلنا

طوني: ياباشا الخاين هيتعرف و هيشوف ايام اسود من شعر راسه بس احنا ولا ضعنا ولا حاجة ... شحنة و اتمسكت مش نهاية العالم و العيال اللي مسكوهم مستحيل يفتحو بوقهم دول حتى ميعرفوش ان الشحنة تخص طائف يبقى هيوصلولنا ازاى

اندريه بغيظ: لالا مش انا اللي اتضرب على قفايا مش انا اللي يتضحك عليا ... الخاين يتجاب يا طوني هاتهولي وانا اللي هتعامل معاه بنفسي ... عايزه قدامي عشان ادوس عليه بجزمتي فااااااااهم

طوني: فاهم يا بوص بس انت هدي اعصابك وكله هيبقى تمام

اندريه و قد هدأ قليلاً: البشوات عرفو باللي حصل

طوني: لا ياباشا لسة وبعدين يعرفو ليه الشحنة دي تخص معاليك متخصهمش بحاجة

اندريه بمرارة: فعلاً تخصني انا و الخسارة كمان تخصني انا و بس

طوني بإبتسامة: تتعوض يا بوص ... تتعوض

بالمشفى

يجلس امام غرفة العمليات و القلق يعصف به مضت ساعة و لم يخرج اى احد يطمئنه على حالها ... وسط انتظاره ذاك وجد من يتقدم نحوه بهرولة و يقف امامه يهتف بأنفاس متقطعة

...: طائف بيه ... وانا اقول المستشفى نورت ليه

نظر له طائف ببرود ليقف قائلاً

طائف: مش وقت ترحيباتك دي ... اكمل ... المريضة اللي جوة دي تخصني و لو حصلها اي حاجة و مبقتش سليمة زيي زيك كده قول على نفسك يا رحمن يا رحيم و ابقى انسي ان المكان ده يستمر

ابتلع أكمل مدير المستشفى ريقه بصعوبة و قد ادرك اهمية تلك المصابة لشخص مثل طائف العمري ... لذا فإن مستشفاه قد اصبح على حفى الهاوية بل هو شخصياً اصبح فى خطر

اكمل بقلق: اطمن يا طائف بيه انا بنفسي متابع الحالة واللي وصلي ان الانسة حالتها مش خطر و الاصابة سطحية

طائف بتهجم: امال حجزينها ساعة فى العمليات ليه

اكمل بإبتسامة صفراء: احتياطات يا باشا و زيادة تأكيد على سلامتها

نظر له طائف بتبرم قبل ان يتقدم نحو باب غرفة العمليات تاركاً هذا الاكمل خلفه فكل ما هو بحاجته الان هو رؤيتها امامه سليمة معافاة .. لا ينسي لحظات الرعب التي عشاها منذ اخبار سهام له عن وجودها وحدها بالميناء ثم تلى ذلك سماعه لتلك الطلقات النارية قبل دلوفه للداخل و سقوط قلبه بقدماه وهو يتخيل وجودها وحيدة بالداخل وسط كل هذا ... ثم شعوره والذي لا يستطيع وصفه بالكلمات عند رؤيته لها غائبة عن الوعي غارقة بدمائها ... ليتأكد اخيراً مما كان يقلق منامه منذ ايام ... يحبها ... نعم اخيراً يستطيع قولها بأريحية لا مكان للشك هو يحبها بل يعشقها ... يعشق جنونها و عنادها ... يعشق اعتراضاتها الدائمة لكل ما يتفوه به ... يدوب شوقاً لنظراتها الطفولية الغاضبة ... و اخيراً ... اخيراً استطاع ترجمة ما كان يخالجه من مشاعر و احاسيس غريبة لم يكن يجد لها اي تفسير

استيقظ من افكاره على صوت أكمل يخبره بنقلها الي غرفة خاصة و استقرار حالتها و ما هى سوى عدة ساعات لتستيقظ

اومأ طائف بهدوء قبل ان يردف

طائف بجدية: تمام و مش عايز شوشرة بوليس و الحوارات دي

أكمل بإعتراض: بس يا بيه مينف...

طائف بتحذير: أكمل ... كل عيش و اسكت

أكمل بخضوع: امرك يا باشا

طائف بلامبالاة: تمام روح انت دلوقتي

انصرف أكمل مغادراً فى حين تحرك هو سريعاً الي الغرفة والتي مُقرر نقل آيات لها

بشركة الرفاعي

يجلس آسر بمكتبه شارد بأمر ما ليقطع شروده ذاك مؤنس قائلاً

مؤنس: اسف يا باشا على ازعاجك

آسر بتأفف: خير يا مؤنس و احسنلك يبقى خير عشان انا استويت خلاص

مؤنس بتوتر: و الله يا باشا مش عارف ... بس هو في واحدة طالبة تقابل حضرتك مستنية برة

زوي ما بين حاجبيه قائلاً

آسر: واحدة ... و دي تبقى مين ؟ ... مقالتش؟

مؤنس: لا ياباشا بس قالت انها تبع البشوات

آسر بفضول: طب دخلها لما نشوف تبقى مين دي كمان

انصرف مؤنس ليسمح للضيفة بالدخول فى حين كان آسر يساوره الفضول لمعرفة من تكون تلك الضيفة

لحظات حتى وجد احدهم يدلف الي الغرفة ليرفع انظاره نحو القادم فيجدها فتاة اقل ما يقال عنها انها فاتنة ... قامة متوسطة ... قوام ممشوق ... وجهها ذو ملامح صغيرة اكبر ما بها هي عيونها البنية الواسعة والتي اكتفت بتكحيلها فقط لابراز جمالها ... اما ملابسها فكانت تشمل فستان انيق قصير لا يتعدى ركبتيها و حذاء ذو كعب عالٍ ربما هو ما ساعدها على الظهور بقامة متوسطة ... شعرها غجري مموج طويل يماثل عيناها فى بنيته وقفت امامه تنتظر انتهائه من تحديقه الواضح بها قبل ان ينتبه هو لحاله و يتنحنح بحرج داعياً اياها للتقدم نحو الداخل اكثر

تقدمت نحوه حتى وصلت امام مكتبه فتميل نحوه تمد يدها للامام لمصافحته قائلة بصوت ناعم انثوي

...: إلينا الحناوي ... جاية من طرف اندريه

نهض ليلتقط يداها برسمية قائلاً

آسر: اهلاً آنسة إلينا انا ...

إلينا بإبتسامة جانبية و ثقة: آسر الرفاعي غني عن التعريف ... ثم جسلت تضع احدى قدماها فوق الاخري قائلة ... و انا إلينا من غير القاب ... ثم اكملت بدلع ... او "لينا" افضل

عاود الجلوس هو الاخر يطالعها هذه الشخصية بإعجاب واضح

آسر: طب ممكن اعرف ايه سر الزيارة دي يا ... لينا

امالت برأسها تنظر نحوه و مازالت تلك الابتسامة على فاها لتردف

لينا: سمعت انك طلبت من طوني انه يكلمك وهو اعتذر بسبب انشغاله بشوية امور تانية فأنا جيت بداله

آسر بسخرية: يعنى طوني مكلفش نفسه انه يعمل مكالمة واحدة بس فى مقابل ده بعتك عندي هنا

لينا بثقة و بساطة: الحقيقة هو مبعتنيش ... كل الموضوع انه حكالى عن اللى حصل و انا شوفتها قلة ذوق انه آسر الرفاعي بنفسه يطلب من حد اقل منه انه يكلمه و الحد ده يعتذر فأنا لقيت انه اقل شيء ممكن اعمله كإعتذار هو اني اجي بنفسي من روما لحد هنا عشان اعرف حضرتك محتاج ايه

نظر لها يحاول تشفي سبب هذه الزيارة حقاً و صدق حديثها من عدمه

آسر: مفيش داعي لحضرتك دي بقا ... واضح انك بتفهمي فى الاصول اكتر من سي طوني

لينا بلؤم: شهادة اعتز بيها ... ها بقى ممكن اعرف كنت عايز طوني فى ايه

آسر بمكر: مش لما اعرف الاول انتي تبقى ايه و صفتك ايه فى شغلنا

لينا بحزن مصطنع: تؤتؤتؤ واضح ان مفيش ثقة خالص بينا بس و مالو مسيرنا نتعامل سوا و الثقة تيجي بعدين ... انا ابقى مساعدة اندريه زيي زي طوني بالظبط

آسر: غريبة اني مسمعتش عنك قبل كده

لينا: شغلى كله فى اميريكا يعني بظبط شغل اندريه هناك

آسر متفهماً: ممم يمكن عشان كده

لينا: فعلاً ... ها بقى ايه المطلوب مني اظن كده انت اتطمنت

اومأ بهدوء ليردف مباشرة

آسر: ايه اللي غير الاوامر بالنسبة لآيات

لينا بتساؤل: آيات ؟

آسر: سكرتيرة طائف ... اكيد عارفة طائف يبقى مين

لينا بإبتسامة: طبعاً عارفاه هو فى حدي ميعرفهوش ... بخصوص السكرتيرة بتاعته فاللى عرفته انه ضمنها عند اندريه و قال انها تخصه

آسر بفضول: و اندريه عدى الموضوع بسهولة كده

لينا بجدية: مكدبش عليك اني انا كمان استغربت بس اهو اللي حصل بقى

آسر بغيظ: طب ماانا كمان قولت لاندريه كده ليه مغيرش رأيه بعدها

لينا: متزعلش من اللي هقوله بس طائف رصيده اكبر بكتير من رصيدك عند الكبار كلهم مش اندريه بس ... و اظنك عارف السبب

آسر بغضب: لا الحقيقة معرفش ممكن تعرفيني

هزت كتفاها ببساطة قبل ان تردف

لينا: كلمة واحدة ... علا

اكفهر وجه آسر ليطالعها بوجه قد استحال للسواد

آسر بحقد: طب و مجاش فى دماغ اندريه انه يكون عامل كل التمثيلية دي حماية ليها مش اكتر

لينا: اكيد ده احتمال بس اللي اعرفه انك مصلحتك ان اندريه و البشوات ميشكوش فى كلام طائف ... لانى عرفت انها تهمك انت كمان ولا ايه

نظر لها بتفكير لتكمل قائلة

لينا: آسر متخدش الموضوع كأمر شخصي انا ببلغك باللي بيحصل و انت مفيش فى ايدك حاجة حالياً الا انك تهدى و توزن افعالك شوية

نظر لها آسر بغضب لتحرك رأسها يميناً و يساراً قبل ان تنهض لتستأذن بالذهاب فيقابلها رد منه بإماءة بسيطة

فور خروجها اقتحم مؤنس المكان بأنفاس متقطعة قائلاً

مؤنس: خبر بمليون جنيه يا بوص وليا الحلاوة

آسر: فى ايه يا زفت

كؤنس: طائف يا بوص

آسر بإهتمام: ماله طائف انطق

مؤنس: كان بيظبط شحنة لاندريه و البوليس طب عليهم فى المينا و عينك ماتشوف الا النور

آسر: و طائف ؟

مؤنس: لسة ياباشا النيابة بتحقق

آسر لنفسه: طائف مش هيقع بسهولة و لا رجالته هتنطق بإسمه ... ثم وجه حديثه لمؤنس ... مؤنس

مؤنس: عيوني يا بوص

آسر: اخلق اسم طائف فى التحقيقات ... عايز العيون تتفتح عليه و من غير شوشرة

مؤنس بشر: اعتبره حصل يا باشا

فى المشفى

كان يجلس بجانبها يراقبها بإهتمام و مازالت لم تستعد وعيها بعد من المخدر ... للحظة حركة اصابعها تلتها حركة جفناها و كأنها تجاهد لفتحهما ... تقدم نحوها حتى اصبح يرقد بجانبها على الفراش يمسك بيداها بلهفة قائلاً

طائف: آيات... آيات سامعاني ؟ ... حاسة بإيه؟

فتحت عيناها اخيراً ليطالعها وجه القلق المهتم والذي تراه لاول مرة اغمضت عيناها و فتحتها عدة مرات قبل ان تعي مكان وجودها و اصابتها لتهتف بتعب

آيات: انا فين ؟ هو ايه اللي حصل ؟

طائف بإبتسامة: انتي فى المستشفى ... اتصابتي اصابة خفيفة كده ... ربنا ستر

آيات بحنق: و مالك مبتسم كده ليه ايه فرحان فيا ؟

نظر لها بذهول احقاً تعاتبه على الابتسام فرحاً بسلامتها ... أهي بوضع يسمح لها بالاعتراض ... حتى وهي بتلك الحالة ... لتزداد ابتسامته اتساعاً قائلاً

طائف: خدي نفسك و شدي حيلك الاول وبعد كده ابقي جري شكلي براحتك

آيات بغضب: قصدك ايه اني بخلق مشاكل يعني

طائف: يا ربي يابنتي ابلعي ريقك الاول و خلى يعدي كام ساعة على اللي حصلك واعملى اللى انتي عايزاه بعد كده

لم تستمع اليه بل حاولت الحركة بعصبية فتوجعت اثر فعلتها تلك ليتوجه هو نحوها يثبتها بمكانها صائحاً

طائف: اتهدي بقى يخربيتك انتي ايه مصممة تموتي نفسك

آيات بغضب: ملكش دعوة بيا ... مش كفاية كل ده حصلي بسببك

طائف: يا سلام هو انا اللي كنت قولتلك تروحي المينا و تودي نفسك فى داهية

آيات: ناقص تنكر كمان اني بلغتك بأني رايحة قبلها

طائف بذهول: انتي كمان هتتبلي عليا

آيات بغضب: تصدق انك واحد معندو...

طائف بحدة: آياااااات ... الزمي حدودك احسنلك

انتفض جسدها بعد صراخه بها لتشعر بلسانها وكأنه رُبط و قد وقفت الكلمات بحلقها لتنظر لها بغضبها الطفولي المعتاد

لم يستطع كبت ضحكاته على منظر وجهها المحمر و نظراتها الحانقة لينفجر ضاحكاً فى حين نظرت نحوه بذهول فالأول مرة تراه بتلك الحالة. .. يضحك بحرية دون جديته الدائمة و عصبيته المفرطة

تجاهلت قلبها و الذي زادت دقاته جنوناً اثر رؤيتها له بتلك الحالة وهتفت بحنق

آيات: ممكن افهم ايه اللي يضحك اوي كده ؟

تماسك بصعوبة ليجيبها بجدية مصطنعة

طائف: لا مفيش ... بس مش ملاحظة حاجة ؟

آيات بإضطراب اثر تغيره: ايه ؟

طائف بجدية مصطنعة: انك ما شاء الله ومن غير حسد تطلعي من مشكلة تدخلى فى مصيبة

آيات بحقد: البركة فى حضرتك

طائف بضحك: مسمعتيهمش بيقولو ان المنحوس منحوس من يومه

آيات بغضب: قصدك ايه هاااا؟

طائف بمرح: مقصدش يا حبيبتي ... كنت نطقت انا ولا قولت حاجة

تسمرت نظراتها و تجمدت ... تنظر نحوه بذهول ... هل ما سمعته حقيقة ام خيالاتها من تؤثر بها و مازال تأثير المخدر بداخلها ... لا هي سمعته يقولها بوضوع ... حبيبتي ... حقاً قالها ... هتفت به بذهول

آيات: انت ... انت قولت ايه دلوقتي ؟

نظر نحوها ببراءة ليحرك كتفاه لاعلى و لاسفل بهدوء و قد ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه ليردف ببساطة

طائف: انا ؟ ده انا بقولك حمد الله على السلااااااامة

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة