رواية شمس في قلبين للكاتبة مروة نصار الفصل الرابع والعشرون والأخير
مضت عدة أشهر منذ أخر لقاء .. لم يحاول أحداً منهما أن يصل إليها أو حتي يهاتفها، انقضت الأيام بطيئة ..مؤلمة ...ومزعجة، لم يكن لديها الحق في الرفاهية، أن تغلق عليها باب حجرتها وتلعق جراحها حتي تشفي .. لا، فهي تحمل علي عاتقها مسئولية هذا البيت وتلك الأسرة، فلا وقت للحزن .. او حتي لاستعادة النفس، بل يجب أن تستمر في طريقها بلا توقف..
متناسية الآلام قلبها، وكبريائها .. حاولت أن تنغمس في العمل لعلها تجد السلوي وتقوي علي النسيان .. ولكن كلما مرت الأيام وزاد عددها .. زاد معها يقينها أنها بالفعل أحبته .. بل غرقت في حبه، لا تعلم لما قدرها هكذا دائما في الحب .. لا تكتب لها النهايات السعيدة، فقط يجب أن تتألم .. كما لو كانت ملعونة والحب هو لعنتها .. حاولت كثيراً خلال تلك الفترة أن تستقصي أي معلومات عنهم وخاصة عن صحة وليد، ولكن كان الأمر عسير، لم تستطع ان تصل لأي شيء، فقط كل ما تعلمه أنهم خارج البلاد ... كانت دائما تتسائل .. هل ما زال يذكرها ؟، هل مرت في مخيلته ؟، أم أنه أيقن بعد كل هذا البعد أنها ليست من أراد بالفعل ... لماذا تجلد نفسها ؟، يكفيها ما هي فيه !، يجب ان تستمر حتي ولو بلا روح ولكن يجب عليها الاستمرار، ليس لديها بديلاً أخر .
بالرغم من أنها رحلت عن الجاليري .. وتعقدت مسيرتها قليلاً، ولكنها استطاعت الوقوف علي قدميها سريعاً، وإيجاد مكاناً أخر ليصبح مقر عملها الجديد، وبالطبع لا تنكر أن صفقة فندق الدالي فتحت لها أبواباً كثيرة، ورفعت أسم براند شمس إلي الأعلي، حتي أن الفرص أصبحت تنهال عليها .. أخرهم دعوة من الهند لحضور مؤتمر الفن الراقي، بمشاركة العديد من الشركات التي أصبح لها بصمة سريعة في مجالها، وسيتضمن عدة ندوات ومحاضرات وأيضا أمكانية فتح مجال للتبادل الاقتصادي، وهذا قد يفيدها كثيرا. .. كما أنها بالفعل في حاجة إلي تلك الدعوة، فالبعد الأن سيكون في صالحها... بعيداً عن كل ما يحيط بها .. لتستطيع تصفية ذهنها وقلبها، ومحاولة اخماد كل تلك الصراعات التي بداخلها، وقد تجد لها متنفس جديد يعوضها عما سلب منها .
لم تتردد في قبول الدعوة رغم محاولات والدتها بإقناعها عن العدول عنها، ولكنها قررت السفر فكما تسمع دائما ان في السفر سبع فوائد، فلعل يكن لها حظاً تلك المرة وتنل فائدتين أو أكثر.
اقلعت الطائرة إلي مدينة نيودلهي بالهند، المدينة الملقبة بالهند الصغيرة باعتبارها واحدةً من مُدن العالَم الأولَى التي اشتُهرت في كافّة المَجالات؛ كالفُنون، والتّجارة، والأزياء، والمال والأعمال، والسّياحة، والتّنمية، وغيرها الكثير من المَجالات.
كانت رحلتها طويلة ولكن اخيراً وصلت إلي المطار لتجد سيارة بانتظارها تقلها إلي فندق ( تاج بالاس_ نيودلهي )... عالم اخر به سحر الشرق انتقلت اليه .. وجوه جديدة مختلفة .. مدينة تشع بالجمال والالوان .. ملابس تضج بالبهجة .. كانت مستمتعة بالمشاهدة من نافذة السيارة .. شعرت بأنها بدأت تستمد طاقة جديدة، ورغبة في العودة مرة أخري للحياة .. وأن يعود لها الاحساس بالبهجة والسعادة .
اصطفت السيارة أمام مدخل الفندق وترجلت منها شمس لتجد في انتظارها مضيفة تحمل الأزهار وتقودها إلي الداخل .. عبرت البوابة متجهة إلي الاستعلامات .. وفِي لمح البصر وجدت من يجذبها من ذراعها بقوة، ويجعلها تستدير رغماً عنها وهو يهمس لها: وحشتيني .
حدقت شمس في دهشة .. عيناها لا تستطيع تصديق ما تراه أمامها همست بدون وعي: قصي .
ليكرر مرة اخري ما قاله: وحشتيني .
كانت مشدوهه .. قدماها لا تستطيع حملها من المفاجأة .. قلبها يدق بعنف، لم تدرك شيء سوي أن الكلمات انسابت من فمها بدون وعي وقالت: وأنت كمان وحشتني.
لحظات طويلة من الصمت .. والعيون لا تقوي علي الافتراق، إلي ان فجأة ودون سابق إنذار، جذبها قصي واحتضنها بقوة، قوة حنين وشوق للأيام والأشهر الذي لم يراها فيها ... لم تقاوم او تعترض، فقط استكانت بين ذراعيه، وهدأت نفسها التائهة بعد أن عادت إلي موطنها الوحيد .
لحظات واستمعت إلي صوت تعرفه جيداً، فابتعدت سريعاً لتشاهد شاهي أمامها وبجوارها وليد وهو يقف علي عكازين .. تبدلت ملامحها من الفرحة للحزن مرة اخري .. لا تعلم كيف سيكون الحديث ؟، سوي انها وجدت صديقتها تهرع نحوها وتحتضنها وهي تقول: سامحيني .. انا اسفة، انا كنت غبية وحمارة، انا عارفة اني وجعتك اوي، بس والله ما كنت حاسة بنفسي .
كان عناقهما قوياً يحمل الكثير والكثير، لم تعاتبها شمس أو تتجادل معها، فقطاحتضنتها وكأن هذا العناق قد أذاب كل ما كانت تمر به طوال الشهور الماضية .
بعد انتهاء تلك اللحظات المليئة بالمشاعر الجارفة، جلسوا جميعاً في المقهي التابع للفندق .. وبدأت شاهي تروي ما حدث، وأنهم وصلوا إلي الهند منذ عدة أشهر لوجود أفضل جراحي العمود الفقري وأفضل المراكز، وأن زوجها مر بعدة عمليات والآن يخضع للعلاج الطبيعي، وحالته في تحسن مستمر .
ثم تحدث قصي قائلاً: للأسف انا حاولت أوصلك قبل السفر بس لقيتك سيبتي الجاليري وعرفت انك روحتي الفندق وخلصتي الشغل، حسّيت انك مصممة علي البعد، وفضلت اسيبك شوية تهدي .. ومن وقت ما جيت وأنا عمال أخطط أوصلك ازاي، وأخليكي تيجي هنا، لحد ما عرفت بموضوع المؤتمر ورشحتك فيه، وتابعت كل الأجراءات عشان اعرف وقت وصولك ... والحمد لله انك وافقتي .
ظلت شمس تستمع إليهما ثم التفت نحو وليد وقالت: عامل ايه دلوقتي يا وليد .
ابتسم لها بامتنان وقال: زي الفل، الحمد لله قدرت احرك رجلي ومع الوقت حأطلع أجري زي الخيل، معايا مراتي حبيبتي القمر دي .. وصاحبي اللي حيجيب أجلي بعمايله .. وقاعدين في بلد من اجمل بلاد العالم .. اكيد مش عايز أكتر من كده .
ابتسمت له بدورها وقالت: سامحني مالحقتش أشكرك علي اللي عملته معايا .. وأسفة علي اللي حصلك بسببي .
أجابها: اولا اللي حصل ده مش بسببك .. أنتي اتخطفتي عشان كانوا عايزين يضغطوا علينا بيكي .. يعني أنتي الضحية في الموضوع .
ثانياً أنا مقدر اللي أنتي كنتي فيه، وكمان شاهي جت ونيلتها خالص .
ضحك الجميع ثم اضافت شمس: اهم حاجة أنكم بخير، بجد انا مبسوطة أني شفتكم تاني .
فابتسمت شاهي بخجل وقالت: وحتتبسطي اكتر لما تعرفي مفاجأة صغيرة، ثم وضعت يدها علي بطنها وقالت: أنا حامل .
قفزت شمس من السعادة واحتضنت صديقتها قائلة: مبروك، الف مبروك يا قلبي، ياااه يا شاهي حتبقي أم، وأحلي أم .
انحني قصي نحوها وقال بصوتاً منخفض: عقبالنا، وياريت بقي بسرعة عشان أنا مستعجل جداً .
احمرت وجنتاها وتملك منها الخجل وقالت: تقصد ايه .
فأجابها بسعادة: نتجوز بأسرع وقت .. وياريت لو نعمل فرحنا هنا .
نظرت له شمس وقالت بتوتر: ايه ... لا طبعا مينفعش، مش قبل سنة من دلوقتي .
رمقها قصي بغضب وقال: سنة .. ليه أن شاء الله، محتاج أكون نفسي، والا لسه حندور علي شقة، في أيه يا شمس، أنتي مش عايزاني والا ايه .
زاد خجلها وخاصة أن العيون كلها تتسلط عليها في انتظار أجابتها فقالت بعفوية: لا لما أنا أكون نفسي الاول .
زفر قصي بقوة وقال: يا مثبت العقل يارب، تكوني ايه يا حبيبتي !، تكوني نفسك ليه يا ماما، حد قالك أني مش لاقي أكل .
انزعجت من طريقته وأجابته بعصبية: لا بس أنا مش حأتجوز قبل ما أرتب حياتي ومستقبلي، ومينفعش أتجوزك والفرق الكبير دا بينا، انا لازم أكبر شركتي الاول وأقف علي رجلي كويس .
وضع قصي يديه علي رأسه وقال: يا دماغي .. اتفضلوا اتكلموا أنتم، قولوا حاجة للمجنونة دي .
رمقته بغضب وقالت وهي تضع يدها في خصرها: مين اللي مجنونة يا قصي بيه ؟.
فقام بتقليد حركتها وأجاب: أنا اللي مجنون يا حلوة .. انا .. أنا اللي غلطان اصلاً، بقا انا قاعد اخطط عشان تيجي ونتجوز، عشان في الأخر تقوليلي بكون نفسي، عليا النعمة أنتي واحدة نكدية وغاوية نكد .
انتفضت شمس من مكانها وقالت: كده انا نكدية، طيب يا قصي، بلاش تدبس نفسك معايا، أنا حأريحك مني، ثم انطلقت مبتعدة عنهم جميعا. .
نهض قصي بغضب ليلاحقها ولكن شاهي منعته وقامت هي بالإسراع خلفها .
استلمت شمس غرفتها وصعدت معها شاهي وجلستا الاثنان ثم قالت لها: مالك بقا !، ايه الكلام الأهبل ده، يعني ايه تكوني نفسك .
تنهدت شمس وبدا علي محياها أنها تشعر بالحيرة والقلق وقالت: مش عارفة يا شهيرة، بس صعب اوي الفرق بينا، مش عايزة احس قدام اهله اني قليلة، مش عايزة أحس بالضعف، ده غير أن عندي طموح أني أكبر شركتي وتبقي ليها أسم كبير، عشان كده عايزة استني شوية لحد ما اثبت نفسي أكتر .
صمتت شاهي قليلاً ثم قالت: بصي يا شمس، طبيعي اوي انك أتفاجئتي، ومكنتيش متخيلة ان ده حيحصل .. الصدمة والمفاجأة مع الفترة اللي فاتت اللي عيشتيها، انا من رأيي بلاش تتكلموا في الموضوع ده دلوقتي، اصبروا شوية، وانا حأكلم قصي يصبر شوية . اتفقنا .
أؤمات شمس برأسها بأنها موافقة، ثم تركتها شاهي ترتاح قليلاً علي ان يجتمعوا في المساء، وذهبت إلي قصي لتتحدث معه .
ارتدت منامتها واستلقت في الفراش، وهي شاردة في كل ما حدث، بالأمس كانت حزينة .. تشعر ان الجميع رحل وتركها وحيدة، فؤادها مجروح .. وروحها تائهة، والأن كل شيء تبدل، كأنها في حلم يصعب تصديقه، قصي عاد ..شاهي لم تعد ناقمة عليها .. كل شيء تبدل للأفضل .. أغمضت جفونها وهي تحلم بما هو أت .
مرت الأيام وهي في سعادة بالغة .. بين المؤتمر الذي استفادت منه بالفعل .. واستطاعت ان تخرج منه بافكار جديدة وعلاقات بالتأكيد ستفيدها كثيراً، وقصي الذي كانت تشعر معه انها في عالم خيالي لا تريد ان تصحو منه، كان يبذل كل ما بوسعه لإسعادها .. كانت تنتهي من عملها .. ويبدأ التجول في المدينة مع الجميع، شاهدت الكثير من الأماكن الرائعة، كانت تشعر انها أميرة في عالم الروايات، وان هناك عصا سحرية قد لونت حياتها وحولتها إلي ما هي فيه .
انقضي اسبوع كامل وهي في الجنة، وذات يوم في الصباح، استيقظت واستعدت لحضور اخر ايام المؤتمر، ولكن قبل ذلك يجب ان تتناول الفطور مع قصي، هكذا كان الاتفاق، هبطت إلي المطعم وبحثت بعينيها عنه، لتفاجأ به يجلس علي مائدة كبيرة، ومعه والدتها وأخواتها، ورجل وامرأة من هيئتهما تظن أنهما والداه .
وقفت مصدومة لا تعرف ماذا تفعل ؟، لم تعي ما يحدث !، إلي أن نهض قصي وتوجه نحوها بعد ان رآها، وقادها إليهم وهو يقول بصوتاً منخفض: ابتسمي حتفضحينا.
تحدتث وهي مغلقة فمها وقالت: انت بتدبسني .
فابتسم لها وقال: اه الصراحة .
وصلت للمائدة وألقت التحية علي الجميع، وتم التعارف بين الأسرتين، وكان الإعجاب متبادل بينهما، فقد أغرمت والدة قصي بشمس، وفِي نفس الوقت أحبت والدة شمس قصي كثيراً وشعرت بحبه الكبير لأبنتها .
لم يعد هناك سبيل للرفض او التأجيل، لقد اتفق الجميع عليها، وتقرر إقامة الزفاف هنا في الهند، وانتهي اللقاء علي أن يجتمعوا مرة اخري للتحضير للترتيبات، ولكن قصي ألقي بالمفاجأة ان كل شيء قد تم ترتيبه وأن الزفاف بعد ثلاثة أيام .
جلست مذهولة مما يحدث حولها، كما لو كانت ليست هي العروس، كأنها تستمع لحديث عن شخصاً أخر، ولكنها اخيرا قررت الانصياع والتخلي عن عنادها، يكفيها ما مرت به .. فقط لمرة واحدة تحاول ان تستمتع بما يقدمه لها القدر .. بدون ان تفكر أو تقلق او تتصارع مع مخاوفها .. هي فقط تريد ان تكون سعيدة .
جاء الموعد المحدد وكان زفاف أسطوري بكل ما تحمله الكلمة من معني، لقد كان بالفعل قصي صادق فيما قال عن انها قام بكل الترتيبات، لم يترك شيئا واحد، بل علي النقيض لو كانت هي من حاولت أن تعده لن تفكر فيه هكذا، تم إقامة الزفاف في قصر تاج محل، مكان تشعر فيه انك بداخل عالم من الأساطير .. الأزهار كانت تزين المكان بأكمله .. الطابع المبهج الذي أضفي علي الزفاف .. كان زفافاً علي الطراز الهندي .. ولكن يتخلله بعض اللمسات المصرية، الفستان كان مصمم خصيصاً لها، لا تستطيع وصفه كان فائق الجمال بذيله الطويل الذي يمتد خلفها عدة أمتار .. السعادة التي تشعر بها مختلفة، ولكن اجمل ما فيها، انها بالفعل عاشقة حتي النخاع، نعم هي تحبه بكل جوارحها .. ولا تريد الابتعاد عنه يوماً واحداً، كانت تمشي في الممر المؤدي إلي العريس وهي تشعر بالخجل الشديد والسعادة الأكبر كانت تتباطأ يد والده وعيناها تتعلق عليه، يقف هناك في انتظارها .. ظلت هكذا حتي وصلت إليه، ليمد يده إليها ويقترب منها ويرفع خمارها من علي الوجه، ثم ينحني ليقبل فمها في قبلة تذهب العقول .. ليصفق الجميع وسط اجواء جميلة من الاحتفال .
وبعد مرور عام من يوم الزفاف .. في القاهرة، فيلا صغيرة فاخرة بالتجمع الخامس .. تصدر منها اصوات عالية، واشياء تتحطم .
_ استهدي بالله يا شمس، واستعيذي بالله من الشيطان وغيري هدومك وأقعدي .
_ لا يا قصي مش حأقعد، وحأنزل اروح الشغل .
_ تروحي فين يا مجنونة ببطنك اللي قدامك مترين دي، انتي هبلة يا بنتي .
بنظرات غاضبة تكاد تشتعل من الغيظ وعصبية شديدة، قذفت الوسادة من يدها نحوه وهي تقول: أنا مجنونة يا قصي، دي أخرتها، طبعا ما خلاص اتجوزتني وخلتني احمل وعايز تقعدني في البيت تحت رجليكي، بس ده مش حيحصل ابدا، حأشتغل يعني حأشتغل .
وقف قصي يحاول ان يكون صبوراً ويراعي حالتها وقال: يا بنتي أفهمي حتشتغلي ازاي وأنتي علي وش ولادة، وبعدين يا حبيبتي انا قصرت في حاجة، مخليكي محتاجة حاجة، انا حتي سايب شغلي وقاعد جنبك .
زفرت بقوة ثم اجابته بحدة: ايوه شغل أسطوانة السهوكة، ما انت مشغلها من اول الجواز ومقعدني جنبك في البيت من أول يوم، انت السبب .. خلتني سيبت شغلي وشركتي .. وأهملت نفسي لحد ما بقيت شبه الدبة .. انا بقيت دبة بسببك .. انا بكرهك ... انت اللي عملت فيا كده .. انت السبب، انت كل شوية تثبتني بكلامك وتصرفاتك لما خلاص قربت ابقا زي اي ست مصرية اصلية قاعدة في البيت تأكل وتنام
أجابها قصي وقال: انا اللي بثبتك، يا بنتي ده انتي مثبتانا كلنا، وبعدين انا غلطان يعني اني بحبك وخايف عليكي .
صاحت به قائلة: لا ده مش حب .. ده تحكم، وانا بكرهك .. بكرهك يا قصي .
اقترب منها قصي، وهو يحاول ان يمتص غضبها ونظر في عيناها بحب وقال: بذمتك بتكرهيني .
تلعثمت قليلاًوقالت بنبرة أقل حدة: اه بكرهك .
فأردف: طب ولو قلتلك وحياتي .
تنهدت بنفاذ صبر وقالت: يعني هو مش كره اوي يعني .. شوية غيظ علي حقد كده .
فأضاف: طب لو قلتلك .. بحبك وبموت فيكي .
شردت مع كلماته ونبرة صوته وعيناه: هااا ... ايه، صمتت قليلاً ثم فجأة قالت: شفت مش قلتلك اهو السهوكة اشتغلت، شايف بتثبتني كل مرة ازاي .. انا لا يمكن أتنازل ابدا المرة دي، وحاشتغل يعني حأشتغل ...
لم يجد سبيل سوي الوسيلة التي تفيده في كل مرة، فقطع سيل كلماتها المندفعة بقبلة منه، جعلتها تغرق معه في بحر عشقهما الذي لا ينتهي .. وتنسي حالياً ما كان يدور بينهما .. حتي موعد أخر .
تمت بحمد الله
تمت