قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس والثلاثون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس والثلاثون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس والثلاثون

بعد مرور أكثر من شهر ونصف.
ظهرا شقة ليالى
فتحت زاهيه باب الشقه للطارق لتبتسم بمحبه قائله: النهارده عيد، زيارتك لينا بتبقى أحلى من يوم العيد.
تبسم لها وهو يدلف لداخل الشقه يتنحنح مبتسما.
قبل أن يسأل على ليالى كانت تقترب من مكانه تشعر بإنشراح قلب قائله بترحيب حار ودود: أنا سمعت نحنحة عم الحج مؤنس.
إقترب منها ومد يده يمسك يدها، قائلا بموده: روح قلب عمك مؤنس.

إبتسمت ليالى بموده ل مؤنس حين يدها وإنحنت على يده وقامت بتقبيلها قائله بموده: قلبي كان حاسس إنك هتنورني النهارده، حتى إسأل زاهيه، لسه من شويه كنت بقول ليها عم الحج هيشرفنا.
تبسم مؤنس وقبل رأسها بأبوه قائلا: عارف مآثر في حقك يا بت، بس أنا بقيت راجل كبير و...

قاطعته ليالي وإنحنت على يده تقبلها مره أخري قائله: إنت عارف مقام حضرتك عالى عندي، ربنا يخليك ويطول بعمرك، وأسمع إنك بخير دايما، وبعدين هنفضل واقفين كده خلينا نقعد على ما زاهيه تحضر الغدا، وتحكيلى بقى عرفت إن سلوان رجعت وكمان حامل، أكيد إنت فرحان ربنا يديك طولة العمر وتشوف أحفاد سلوان وأمجد ومسك.

تبسم مؤنس لها يمسد على كتفها بحنان بداخله ندم، لكن على ذكر إسم مسك سأم قلبه، وتمني لو كان إختلف القدر وكانت ليالي هي من تمكث معه بمنزله زوجة محمود المحبه ووالدة أحفاده، ربما كان ساد المنزل موده وسعاده حقيقيه، لكن القدر كان سيئا، وإختار الأسوء لتسكن دار القدوسى وتبقى تلك الملاك بعيده وترضى أن تكون زوجه في الخفاء، لكن كان هذا من ضمن رحمات يرسلها القدر.
بمنزل القدوسي عصرا.

دخلت صفيه الى غرفة مسك تزفر نفسها بسأم، نظرت لها مسك سأله: مالك يا ماما شكلك مضايقه، خير.
زفرت صفيه نفسها بغضب قائله: وهو في أيه ميضايقش، والله بقت عيشه تقرف.
إرتشفت مسك من ذالك الكوب الذي بيدها بعض القطرات ثم نظرت ل صفيه بهدوء قائله: في أيه يا ماما مالك مضيقه ليه؟
نظرت صفيه ل مسك قائله بنزك: بتسأليني مضايقه ليه، كآنك مش عايشه معايا في نفس الدار.

تسالت مسك: أنا شوفت جدي خرج من الدار من شويه يعنى مش هنا يبقى أيه اللى مضايقك.
ردت صفيه بكره: أهو غار من الدار يارب ما يرجع غير خبره الراجل ده عمره ما حبني ولا أنا كمان، وبعدين أيه البرود اللى بجي عيندك في الفتره الاخيره ده.
إرتشفت مسك بعص الرشفات من الكوب ونظرت ل صفيه قائله: ده مش برود، ده الهدوء الذي يسبق العاصفه.

تهكمت صفيه قائله: أى عاصفه، وأهو مر أكتر من شهر ونص ولحد دلوك معرفناش هنعمل أيه ونجيب إزاى الطلب اللى طلبته غوايش.
وضعت مسك الكوب من يدها على طاوله أمامها وقالت بثقه: مين اللى وصلك إنى مش عارفه هجيب طلب غوايش ده منين.
تسالت صفيه بإستهزاء: وهتجيب الدم ده منين، أوعاك تجولى هتعطيها من دمك.
تسرعت مسك بآنانيه قائله: طبعا لاء، بس أنا عندي اللى هاخد منها الدم.
تسألت صفيه بإرتياح: ومين دى بجي.

جذبت مسك الكوب مره أخرى وإرتشفت منه ثم قالت ببساطه وإختصار: حفصه.
إستغبت صفيه سأله: حفصه مين؟
ردت مسك: حفصه بنت خالي صلاح.
ذهلت صفيه قائله: بتقولى مين، حفصه خطيبة أخوك.
ردت مسك بلا مبالاه: عادي، إحنا اللى هاخد منها شوية دم مش هيموتوها يعنى.
أخفضت صفيه صوتها سأله: حفصه دي مش صاحبتك الوحيده.

ردت مسك: أنا صاحبتي هي مصلحتي، وإن أوصل ل جاويد ويبقى من نصيب، وبعدين يعني حفصه هي اللى صانت الصحوبيه، مش شيفاها في الفتره الأخيرة، قلبها رق ل سلوان لاء ومبسوطه إنها هتبقى عمه لعيال جاويد، دى بقت ترد عليا بالعافيه، معرفش زى ما تكون هي كمان سلوان سحرتلها.
تبسمت صفيه بشر قائله: أنا بستغرب فعلا، طب هقول يسريه مبسوطه إنها هتبقى جده ويمكن في أملها إن سلوان تجيب واد.

وتسميه جلال ويبقى رجع ليها المرحوم من تانى يبرد نار قلبها.
نظرت مسك ل صفيه بسؤال قائله: الا يا ماما جلال مات وأنا كنت صغيره موعاش على موته كان أيه سبب موته وهو صغير، هو كان مريض.
إرتبكت صفيه قائله: لاه، مات غريق لقوه غرقان في النيل اللى جنب أرض الجميزه.
فجأه صمتت مسك وهمست بظفر: أرض الجميزه.
سمعت صفيه همس مسك وتسألت بإستغراب: مالها أرض الجميزه.

إنتبهت مسك وردت ببساطه: مفيش، بس مش أرض الجميزه دي قريبه من المقابر بتاع البلد.
ردت صفيه: أيوه، تقريبا جنب بعض، مفيش فاصل بينهم غير المدرسه وبعدين قصدك أيه؟
ردت مسك: يعنى أرض الجميزه دى ممكن تكون مسكونه هي كمان زي المدرسه.
ردت صفيه تتنهد بضجر: أنا مش فاهمه إنت عاوزه توصلى لأيه بشآن أرض الجميزه.

ردت مسك: هفهمك يا ماما بس مش دلوك، سيبني بس أفكر عشان الموضوع يظبط المره دى، ومتأكده جاويد في النهايه هيبقى من نصيب.
مساء بالمشفى
بغرفة الأطباء، كانت إيلاف ترتشف من كوب القهوه تحاول أخذ وقت مستقطع للراحه، لكن صدح رنين هاتفها، أخرجته من جيب معطفها الأبيض نظرت للشاشه وإبتسمت.

ونظرت نحو إحدي زميلاتيها، شعرت بحياء ونهضت وخرجت من الغرفه، بينما سخرن زملتيها وقالت إحداهن، أكيد اللى بيتصل عليها الدكتور جواد، معرفش إزاي قدرت توقعه في شباكها أكيد ميعرفش ماضى أبوها اللص القاتل طبعا راسمه دور البريئه والشريفه الفدائيه، وهو مغفل وعلى نيايته.

ردت الآخري: مين اللى قالك انه على نياته هو كمان عامل لينا فيها مجدي يعقوب وناقص يطلع له جناحين يا بنت، أكيد هو عارف ماضيها بس مراية الحب عاميه، إنت مشوفتيش يوم ما العامله الغلبانه اللى ظلمها وقطع عيشها اتكلمت عليها وقف زى الأسد يدافع عنها وهي رسمت الدور كويس وأغمي عليها، لاء والراجل اللى كان دايما يجي ليها شوفتى معرفش إزاى أقنعته يتجوز مامتها وجابهم هنا جنبها، أحنا كنا بنقول مدة التكليف سنه وهتمشى من الاقصر، بس كده خلاص ضمنت تبقى هنا، وضهرها مسنود مش بس ب الدكتور جواد مدير المستشفى لاء كمان بإسم عيلته اللى له شنه ورنه ومكانه كبيره مش بس في الأقصر، لاء وإحنا اللى بندوخ بين المستشفيات والعيادات ولا كآننا دكاتره ودرسنا طب زيها.

تبسمت زميلتها بمكر قائله: أيه كان نفسك في الدكتور جاويد ولا أيه.
إرتبكت الأخرى قائله: بطلى تفاهه، أنا بس بفضفض، أنا قايمه أكمل نبطشيتي ومتأكده إن الدكتور جواد لما يرجع هيرجع المستشفى تانى تشتغل، بلاش ناخد عالانتخه بتاع الفتره اللى فاتت، الدكتور ناصف مجرد مدير بالإنابه، يعنى جواد يرجع ناصف يخلع ومش بعيد يوصل له الكلام الداير عالدكتوره إيلاف وقتها بقى مش بعيد يفصل أى حد بيجيب بسيرة الحبيبه الغاليه.

بينما إيلاف خرجت من الغرفه وذهبت الى ركن بحديقة المشفى جلست على آريكه رخاميه، خفق قلبها بإنشراح حين سمعت صوت جواد الذي قال بإشتياق: وحشتيني.
تبسمت بحياء وظلت صامته للحظات، مما جعل جواد يبتسم قائلا: مش بتردي ليه.
شعرت إيلاف بحياء قائله: هرد أقول أيه.
ضحك جواد قائلا: والله في المواقف اللى زى دي بيبقى الرد
إنت وحشتني أكتر يا حبيبي، أخبارك أيه، هترجع أمتى.
شعرت إيلاف بهزه في قلبها وقالت بخجل: أخبارك أيه.

ضحك جواد قائلا بتعقيب: طب كنت قولي هترجع أمتى يا حبيبى.
شعرت إيلاف بخجل وظلت صامته.
ضحك جواد قائلا: عالعموم هقولك أخباري هلكان تقريبا مش بنام أكتر من أربع خمس ساعات في اليوم، بسبب حضورى لمناقشات الابحاث الطبيه غير كمان بستغل الوقت هنا وبدخل في عمليات خطيره، أهو باخد خبره.
تبسمت إيلاف قائله: .
هو المؤتمر الطبي مش خلاص إنتهى إمبارح.

رد جواد: فعلا إنتهى بس صديقي اللى كلمتك عنه مسؤول هنا عن مستشفى متخصص أهو باخد منهم شوية خبره تنفعنى عن علاج القلوب، رغم إنى حاسس قلبى مش معايا.
تبسمت إيلاف بإنتعاش في قلبها وتسألت: وقلبك فين يا دكتور.
تنهد جواد بإشتياق: قلبي سيبته عندك في الأقصر.
تبسمت إيلاف بخجل وتهربت قائله: على فكره أنا المفروض دلوقتي في وقت نبطشيني وإنت كده معطلني عن حقوق المرضى.

تبسم جواد قائلا: ماشى يا دكتوره كلها النهارده خلاص آخر يوم وراجع بكره أسترد قلبي، وكمان هكلم عم بليغ وأقوله يحدد ميعاد الزفاف في أقرب وقت خلاص مبقتش قادر أتحمل دلال الدكتوره إيلاف أكتر من كده.
تبسمت إيلاف بخجل قائله: قصدك أيه بدلال الدكتوره إيلاف، يعنى لما نتجوز هتتكبر عليا، لاء...
قاطعها جواد قائلا بجرآه: لاء طبعا، بس وقتها هيبقى دلال بشكل تانى، وقتها هتبقى في حضني مش هتعرفى تتهربى مني زى دلوقتي.

شعرت إيلاف بخفقان زائد بقلبها وتهربت قائله: بينادوا عليا، هقفل سلام.
أغلقت إيلاف الهاتف وضمته لقلبها تشعر بسعاده، سرعان ما إنتبهت على حالها وتوجهت للعوده الى داخل المشفى، لكن تفاجئت بإحدي الممرضات تآتى عليها بلهفه قائله: دكتوره إيلاف المريض اللى في العنايه اللى حضرتك متابعه حالته، دخلت من شويه لقيته بيتنفض وهو على جهاز التنفس.

أسرعت إيلاف بالهروله مع الممرضه الى غرفة العنايه، وجدت ناصف يقف يحاول استعادة نبض المريض، لكن لا فائده، سكن جسد المريض.
بمنزل صالح بالمطبخ
وضعت تلك الخادمه طبق من الفاكهه أمام حسني الجالسه خلف طاولة بالمطبخ، تبسمت لها حسني بود قائله: إجعدي نتحدت سوا.
تبسمت لها الخادمه قائله: ربنا يعزك يا بت والله إنت جلبك أبيض، وربنا بالتوكيد هيكرمك بالخير.

تبسمت حسني بتهكم ساخر قائله: كتر خيرك يا خاله إجعدي نتحدت بتتعبي نفسك عالفاضى، إجعدي إرتاحي، الدار فاضيه مفيش غيرى إهنه.
تبسمت لها الخادمه وجلست معها، قائله: .
يريح جلبك يا بت، بكره الدار تتملى بولادك إنت وزاهر بيه.
تهكمت حسني بغصه ساخره بقلبها لكن تبسمت الى تلك الخادمه قائله: كتر خيرك يا خاله، بس جوليلى أنت بتشتغلى إهنه من زمان.

ردت الخادمه: لاه من يجي خمس سنين بس الست اللى كانت بتشتغل قبلى إهنه تبقى قريبة أمى وكانت ست كبيره ومبقتش قد الخدمه وانا كان الحال ضيق بيا ومحتاجه أشتغل هي حدتت زاهر بيه عني وهو قلبه طيب قالها أجى أشتغل إهنه بالنهار وبعد المغربيه أرجع داري لولادى، بالك زاهر بيه قد ما يبان أنه قاسي ودايما وشه عابس بس هو جواه طيب، ورث قلب المرحومه أمه ومش زي الحج صالح عينيه زايغه وفارغه، وكمان كريم مش بخيل، بس هو كان حظه على قده، بس في الفتره الأخيره ربنا سهل له وبدأت الدنيا تظبط إمعاه حتى ربنا رزقه بيك وشكلك وش السعد عليه.

تهكمت حسني بسخريه قائله: .
أنا وش السعد عليه، أنا أساسا نحس على نفسى، إنت طيبه أوي يا خاله.
وضعت الخادمه يدها على كتف حسني قائله: إنت جلبك طيب يا بت، وربنا هيعطيك على قد نيتك بس إصبري، زاهر بيه عاش حياه قاسيه.
تبسمت حسني قائله: جصدك عشان أمه ماتت وهو صغير، أنا كمان أمى ماتت على الاقل هو أبوه متجوزش طماعه زي ثريا مرت أبوي...

قاطعتها الخادمه بهمس قائله: مين اللى جالك إكده، صالح بيه بعد موت أم زاهر إتجوز يجي تلاته ولا اربعه، أكتر واحده فيهم مكملتش إمعاه تلات أربع شهور وتطلب تتطلق عشان تبعد عن قسوته، واللى عرفته إن زاهر بيه كان دايما بتخانق معاه عشانهم وعشان يعاملهم بالراحه، بس هو الشيطان متملك من قلبه.

إستغربت حسني وغص قلبها على زاهر لكن قبل أن تسأل الخادمه، دخل صالح عليهن المطبخ ولم يشعرن به الا أن أصبح أمامهن ونظر لهن قائلا بتعسف: جاعدين تتسايروا عالمسا مفيش شغلانه وراكم غير الرغى وسيرة الخلق.
وقفتا الأثنتين تشهقان بخضه
نظر لهن بفظاظه وإستقلال قائلا: مالكم واجفين إكده، فاتحين خشمكم كيف اللى شوفتوا عفريت إياك، معليش جطعت عليكم الحديت الماسخ، هي مين فيكم الخدامه.

تحدثت الخادمه: أنا الخدامه تحت أمرك يا صالح بيه، انا والست حسني كنا بتحدت في شئون الدار.
تهكم صالح ونظر ل حسني عيناه تخترق جسدها بتلك العباءه المنزليه الفضفاضه، لكن هو عيناه تتسلط على أماكن معينه.
شعرت حسنى بالنفور من نظرات صالح لها التي كآنها تخترق جسدها، تشعر بالتقزز منه.
بينما عاودت الخادمه القول: تؤمر بأيه يا صالح بيه؟

رد صالح وعيناه مازالت مرتكزه على حسني: أنا خارج دلوك وعاوز لما أعاود ألاجي وكل محترم في الدار، عاوز ديك رومي ولحم ضانى ومعاهم شوية طبيخ، إعملى بلقمتك كمان المجعد بتاعي عاوزه يتنضف زين.
اومأت له الخادمه بإمتثال، بينما نظر هو قال ل حسني بإستقلال: وإنت فين جوزك، مش تعرفى هو فين لا تلوف عليه مره تانيه من مقام عيلة الأشرف.

كانت سترد حسني لكن أمسكت الخادمه يدها ونظرت لها تحثها على عدم الرد عليه، لكن حسني لم تمتثل لها ردت عليه بكبرياء: ومن مقام عيلة الاشرف إنك ترجع آخر الليل سكران وبتتطوح، عالاقل أبوي راجل عارف ربنا ويعرف يفرق بين الحلال والحرام.
نظر صالح ل حسني بغيظ ولم يستطيع الرد نفض عبائته قائلا: كمان لسانك عفش، أنا خارج وعاوز أرجع للدار الاقى اللى أمرت بيه متنفذ.

غادر صالح بغضب بينما لامت الخادمه على حسني قائله بعتاب: ليه إكده يا بت، غمزتك إنك مترديش عليه.
تضايقت حسنى قائله: مقدرتش يا خاله، ده راجل زى الشيطان والله حاسه إن هو اللى مانع البركه تدخل الدار دي، ويا خوفي يكون إبنه زيه وكل ليله سهران عند غازيه.
تبسمت الخادمه قائله: زاهر، لاه إطمني زاهر بيه عينه ملانه مش بيبص للحرام.

تهكمت حسني بداخلها تشعر بغصه وسالت نفسها: ولا حتى بيبص لل الحلال، يكونش مالوش في الحريم.
سرعان ما نفضت حسني ذالك قائله: إستغفر الله، بلاش ظلم يابت يا حسني هو أساسا كارهكك من الاول، يلا ربنا قادر أدعى عليك بأيه يا مرت أبوي.

بينما سمع زاهر حديث حسني مع والده كاد يدخل حين إستقل منها كي يرد عليه رد مناسب لكن تلك الثرثاره في نظره أحسنت الرد عليه، تبسم وخفق قلبه لكن سرعان ما نفض ذالك وتوارى حين رأي صالح يغادر المطبخ بغضب، نظر له بشماته مبتسم ينتشي برد تلك الثرثاره لكن عاود يتذكر أنها آفاقه، عاد لجموده وترك هو الآخر المنزل، لكن مازال مبتسم
ب جناح جاويد.

إنتهت سلوان من تبديل ثيابها المنزليه بثوب آخر للخروج، وقفت تهندم حجاب رأسها لكن لمع بالمرآه إنعكاس ذالك السلسال الموضوع حول عنقها، تركت الحجاب وأمسكت ذالك السلسال ببسمه تدمعت عينيها بحنين قائله: كان نفسى تبقى معايا النهارده وأنا رايحه للدكتوره أكيد مكنتش هتكسف منك زى ما بنكسف من طنط يسريه، أنا من يوم جيت هنا وأوقات بحس بيك يا ماما حواليا، أنا لسه مش عارفه انا حامل في أيه، بس بتمنى يكون أول خلفتي ولد ويكون شبه جاويد بس مش يورث طبعه القاسي ولا الخداع.

تنهدت سلوان تبتلع تلك الغصه في قلبها بسبب جفاء جاويد معها الفتره الماضيه، أكملت هندمة حجابها وخرجت من الغرفه، تبسمت حين رأت جاويد يدخل الى المنزل يقترب من مكان وقوفها، في ذالك الحين كانت يسريه قريبه لكن حين رأت جاويد أبطئت من خطواتها، بينما حين أصبح جاويد أمام سلون نظر لها يشعر بزيادة خفقان في قلبه كذالك إفتتان بها وبآناقتها الرقيقه، لكن أخفي ذالك خلف بروده كالعاده لكن تسأل بإستفسار: رايحه فين؟

تبسمت يسريه التي أقبلت عليهم ببسمه قائله: رايحين لدكتورة النسا اللى متابعه حمل سلوان.
أومأ جاويد رأسه لهن، بينما شعرت سلوان بغصه فهو لم يلقي عليها حتى السلام، بينما وضعت يسريه يدها على كتف سلوان قائله: يلا بينا عشان منتأخرش على ميعاد الدكتوره.
رسمت سلوان بسمه مغصوصه وسارت مع يسريه، بينما شعر جاويد بنغزه في قلبه لا يعلم سبب لذالك الجفاء الذي أصبح يعامل سلوان رغم أنه يخفي لهفته عليها خلف قناع البرود.

بعد قليل
ب عيادة الطبيبه النسائيه...
تبسمت لهن الطبيبه قائله: مش عاوزين تعرفوا نوع الجنين.
تبسمت سلوان، كذالك يسريه التي قالت: كل عطايا ربنا خير.
بينما تسألت سلوان: أنا بتمنى ولد.
تبسمت لها الطبيبه قائله: وربنا حقق لك أمنيتك، بس...
لوهله إنخضت سلوان سأله بلهفه: بس أيه الجنين فيه حاجه، أنا ماشيه على التعليمات اللى قولتيها في آخر متابعه.

تبسمت الطبيه قائله: آخر متابعه مكنش ظهر نوع الجنين وكمان في حاجه تانيه ظهرت المره دى.
إستغربت يسريه وتسالت: وأيه هي الحاجه دى؟
ردت الطبيبه ببسمه: ظهر جنين تاني في الفحص التليفزيوني، يعنى سلوان حامل في تؤام، بس الجنين التانى مش ظاهر نوعه أيه قافل جسمه.
نظرن يسريه وسلوان لبعضهن بتفاجؤ، بينما تبسمت على ملامحهن الطبيبه، نفضت يسريه تلك الدهشه قائله: طب وليه مكنش ظاهر من الفحص اللى فات!

وضحت الطبيبه بعمليه: أوقات بتحصل كتير، بيبقى جنين من الإتنين واضح والتانى مختفى خلفه، بالذات لما بيكون التوأم في كيس واحد في الرحم.
تسألت سلوان: يعنى أنا حامل في توأم والإتنين في كيس واحد.
اومأت الطبيبه رأسها ببسمه قائله: أيوا، بس اللى واضح نوع واحد من الإتنين مؤكد ولد.
تبسمت سلوان بإنشراح قائله: يارب التانى يكون بنت.

تبسمت لها الطبيبه، بينما شعرت يسريه برهبه في قلبها لكن حاولت إخفائها قائله بتمني: آمين، بس كمان يا دكتوره سلوان أوقات بتحس مغص في بطنها.
ردت الطبيبه: المغص ده مش عضوي ده نفسي وعشان كده قولت المفروض تحاول تبقى هاديه ومتتعصبش او تزعل نفسها.
تبسمت سلوان بغصه وأومأت رأسها للطبيبه.
بعد قليل ب دار صلاح
بالمندره
كان جاويد يجلس مع صلاح يتحدثان في بعض أمور العمل لكن فكره مشغول ب سلوان.

تبسم حين دخلت يسريه الى المندره خلفها سلوان
التى حاد بنظره عنها للحظه سأم وجهها يبتسم لها صلاح سألا: الدكتوره قالت لكم أيه.
سلطت سلوان نظرها على جاويد وهي ترد: قالت لينا الحمد لله، حتى كمان إديتنا صور إشاعة تلفزيونيه، بتوضح إن الطفلين اللى في بطني بخير.
رفع جاويد وجهه نحو سلوان بذهول كذالك صلاح الذي تسأل بإندهاش: غريبه.

ردت يسريه: مش غريبه، الدكتوره قالت ان الجنين التانى كان متخفى ورا، بس ظهر المره دى في السونار.
تبسم صلاح قائلا: ربنا يتمملك بخير.
تبسمت سلوان قائله: شكرا يا عمي كمان الدكتوره قالت لينا نوع جنين من الإتنين ولد والتانى لسه مش ظاهر، بس أنا بتمنى تكون بنت.
رد صلاح: آمين ربنا يحقق أمنيتك.
قال صلاح هذا ونظر نحو جاويد قائلا: ساكت ليه يا جاويد.
رد جاويد ببساطه: قصدك عاوزنى أقول أيه يا بابا.

رد صلاح: مش المفروض تبارك لمراتك.
تحدثت يسريه بدلا عن جاويد: أكيد كان هيبارك لها وهما لوحدهم يا صلاح.
أومأ جاويد رأسه ونظر نحو سلوان التي تنتظر منه رد فعل، لكن قال بإختصار: مبروك يا سلوان.
نهضت يسريه قائله: الدكتوره قالت سلوان لازمن تتغذا كويس كمان تبعد عن الزعل والعصبيه، هروح أقول ل توحيده تحط العشا.

غص قلب سلوان ونهضت هي الأخري قائله: وأنا على ما العشا يجهز، هطلع أطمن بابا، كان إتصل عليا وإحنا في العياده وقولت له لما هرجع البيت هتصل عليك، وزمانه قلقان.
تبسم صلاح قائلا: إبقي سلميلى عليه.
اومأت سلوان برأسها وخرجت من المندره
بينما نظر صلاح ل جاويد سألا: مالك يا جاويد، إنت مش فرحان إن سلوان حامل في توأم.
رد جاويد: ليه بتقول كده يا بابا، طبعا فرحان.

تهكم صلاح قائلا: بس ملامح وشك وكمان سكوتك يبينوا عكس ده، جاويد إنت لسه مأثر فيك إن سلوان سافرت...
قاطع جاويد صلاح قائلا: بالعكس أنا فرحان جدا، بس هو إرهاق الشغل الفتره دى حضرتك شايف قد أيه مشغولين في الطلابيات الجديده.
تبسم صلاح قائلا: بس مش جديد عليك زحمة الشغل يا جاويد، بس في موضوع تانى كمان كنت عاوز أتكلم معاك فيه.
تسأل جاويد: موضوع أيه؟
رد صلاح: موضوع عمك صالح والإنتخابات.

زفر جاويد نفسه بضيق قائلا: الموضوع ده ميخصنيش وسبق قولت قراري فيه.
تنهد صلاح بحيره قائلا: بصراحه مش عارف غرض صالح أيه.
تهكم جاويد قائلا: معروف غرض عم أيه يا بابا.
زفر صلاح نفسه قائلا: بس أنا عرفت بزيارة المرشح المنافس ليه ليك النهارده في المصنع.
رد جاويد بمراوغه: وفيها أيه لما يزورني في المصنع.
نظر صلاح ل جاويد وضيق بين عينيه قائلا: جاويد، بلاش مراوغه إنت هتدعم المرشح ده زى إنتخابات المره اللى فاتت.

صمت جاويد، زفر صلاح نفسه قائلا: والله أنا خايف من رد فعل صالح ومش عارف مين اللى شعلل الفكره الغبره دى في دماغه.
نهض جاويد قائلا: محدش يابابا شعللها في دماغه عمي هو اللى غاوي مناظر فارغه وسلطه يداري بيها على أفعاله الغلط وحضرتك عارف قصدى أيه، أنا هطلع أغير هدومي على العشا ما يجهز.
أومأ صلاح رأسه له يشعر بسوء.
قبل قليل
بغرفة سلوان.

أخرجت تلك الصور الصغيره التي أعتطها لها الطبيبه تخص جنينيها، نظرت للصور بحنان وإشتياق وبنفس الوقت سقطت دمعه من عينيها وتنهدت بسبب جفاء جاويد، لكن جففت تلك الدمعه حين سمعت صوت رنين هاتفها، حاولت إجلاء صوتها وقامت بالرد على لهفة هاشم: سلوان قولتي لى من شويه أنك كنت في عيادة الدكتوره وإستنيت تتصلي عليا وإتأخرتي.
تبسمت سلوان من لهفة هاشم وقالت: كنت لسه هتصل عليك يا بابا.

تنهد هاشم بإرتياح قليلا يسأل: والدكتوره قالتلك أيه؟
تبسمت سلوان وجاوبت بهدوء: الدكتوره قالتلى إن الحمد لله الحمل طبيعي وكويس.
تهكم هاشم سألا: يعنى أيه حمل طبيعى وكويس.
تبسمت سلوان قائله: قصدها إن وضع الجنينين كويس وبخير ونموهم مظبوط بالنسبه لفترة الحمل.
إستغرب هاشم سألا بذهول: مش فاهم يعني أيه جنينين.
تبسمت سلوان وقالت بتوضيح: يعنى أنا حامل في توأم يا بابا.

للحظه سأم وجه هاشم وشعر بوخز في قلبه قائلا بهمس لم يعتقد أن سلوان ستسمعه: فعلا زى العرافه ما قالت التاريخ بيعيد نفسه.
إستغربت سلوان قائله بإستفسار: عرافة مين وايه معنى جلمة التاريخ بيعيد نفسه.
إرتبك هاشم وسأل بتتويه: والدكتوره قالتلك جنس الجنينين أيه؟
ردت سلوان: قالت جنس واحد بس ولد والتانى لسه موضحش عالسونار بس أنا بتمني الجنين التانى يكون بنت.

رغم تلك الوخزات التي بقلب هاشم لكن تبسم قائلا: آمين، بس بتمني تكون بنت عاقله مش هوائيه زى مامتها.
تبسمت سلوان قائله بعتب: قصدك أيه يا بابا، يعنى انا هوائيه.
تبسم هاشم قائلا: أيوة طبعا، قوليلى أخبار جاويد أيه.
شعرت سلوان بغصه أخفتها بقلبها وردت عليه: الحمد لله كويس، بخير.
شعر هاشم بوجود بحه حزينه بصوت سلوان وسأل: .
وعمل أيه لما عرف إنك حامل في توأم ولا لسه ميعرفش.

ردت سلوان بنفس البحه: لأ عرف وأكيد إتبسط.
حاول هاشم حث سلوان على الحديث سألا: قوليلى الست يسريه لسه بتعاملك بحده، وكمان حفصه.
تنهدت سلوان قائله: لاء بالعكس طنط يسريه بقت حنينه معايا، وحتى حفصه كمان إتغيرت عالاقل مبقتش بضايقني بتلميحاتها السخيفه اللى كانت قبل كده.
فاجئ هاشم سلوان بقوله: طب ليه حاسس إن في بحه حزينه في صوتك يا سلوان.

فرت دمعه من عين سلوان غصبا وبررتها قائله: بصراحه كان نفسى ماما تكون هي جنبي وأسالها من غير ما أتكسف.
تدمعت عين هاشم هو الأخر سهم قليلا بحنين، ثم واسها قائلا: أكيد روح ماما جنبك يا سلوان، وأنا كمان في أقرب وقت هاجي الأقصر.
تبسمت سلوان: تعالى يا بابا عشان إنت واحشني أوي.
تبسم هاشم قائلا: تمام عمتك بس تعبانه شويه هطمن عليها وهتلاقينى عندك في أقرب وقت.

تبسمت سلوان وقالت بتهكم: إبقى سلملى عليها هي طنط دولت.
تبسم هاشم قائلا: بلاش تستسلمي للنوم كتير وكلى كويس إنت حامل في توأم.
تبسمت سلوان قائله بموده: .
حاضر يا بابا.
تبسم هاشم قائلا: سلام، تصبح على خير.
وإنت من أهله.

أغلقت سلوان الهاتف وضعته جوارها على الفراش وعاودت النظر للصور، شعرت بحراره في جسدها فكت وشاح رأسها ونهضت نحو الحمام قائله بنفور: ريحة هدومي معقمات، أما أروح أخد شاور عالسريع قبل توحيده ما تطلع تقولى العشا جاهز.

بنفس الوقت دخل جاويد الى الغرفه يبحث عن سلوان حتى إقترب من باب الحمام سمع صوت سيلان مياه، تنهد وعاود نحو الفراش رأي تلك الصور على الفراش بتلقائيه وحنين منه جذب تلك الصور وأخذ يتمعن بها يشعر بإنشراح في قلبه، جلس قليلا على الفراش وأخذ يتمعن في الصور بفرحه غامره أكثر من مره، الى أن سمع فتح باب الحمام، بتلقائيه منه نظر نحوه، سهم للحظات حين طلت سلوان بمئزر حمام وردي اللون قطني قصير كذالك كان غير مغلق بإحكام، تبسم بتلقائيه، بينما تعمدت سلوان حين رأت جاويد ترك المئزر غير محكم وذهبت صامته نحو مرآة الزينه، جلست على مقعد تنظر لإنعكاس جاويد بالمرآه وهي تدعى تصفيف شعرها.

حتى وضع جاويد الصور مره أخري على الفراش ونهض متوجها الى أن توقف خلف سلوان وضع يديه على كتفيها وإنحني يقبل إحدي وجنتيها.
تركت سلوان تصفيف شعرها ونظرت الى جاويد الذي تبسم لها، شعرت بإنشراح في قلبها ونهضت واقفه بتلقائيه تحتضن جاويد، تهمس إسمه ب رقه ونعومه.
ب الأقصر
بمنزل بمنطقه شبه مهجوره بحضن الجبل
لكن بداخله يشبه المنازل الفاخره.

بسأم رد صالح على هاتفه وسمع حديث الآخر له، حتى قال له: متأكد إن المرشح ده كان عند جاويد في المصنع النهارده.
أكد له الآخر قوله، شعر صالح بغضب مستعر قائلا: تمام، عاوزك تنفذ اللى إتفقنا عليه بكره.
أغلق صالح الهاتف وضغط عليه بقوه كادت تهشم الهاتف، وقال بغضب: بترفض مساندتى يا جاويد كان ممكن أسامح فيها إنما تساند عدوي وتنصره عليا لاه مفيش عيندي سماح.

بنفس اللحظه إقتربت تلك الماجنه بميوعه وإغواء منها جلست على فخذي صالح تحاول إثارته قائله: أيه يا شيخ الشباب اللى سمعته عالموبايل عكر مزاجك كده، عيب تبقى معايا تفكر في حاجه تضايقك.
شعر صالح بإثاره وحاول نفض غضبه وإلتقط كآس مشروب محرم ودفعه بفمه دفعه واحده قام بإبتلاعه ومرمغ رأسه بصدر تلك الماجنه بإشتهاء قائلا: لاه يا حلوه يلا جومي إكده إرقصي وفرفشيني ولو بسطيني ليك مكافأة زينه.

تبسمت له بفجور ونهضت تنزع عنها ذالك المئزر ليظهر جسدها الغض أسفل ذالك القميص الشفاف الذي يشف جسدها بأكمله، وبدأت تتمايل بفجور وإغواء تتعمد الإلتصاق به وتثيره سواء بالحركات والغمزات كذالك اللمسات الفاحشه، وهو يحتسى المشروب بشراهه، لكن فجأة أغمض عيناه وفتحها وبسبب سكره خيل له أن من تتراقصان امامه هن سلوان وحسني الإثنتين، شعر بإنتشاء ونهض بصعوبه يتمطوح، يحاول حضن تلك الراقصه، بإشتهاء، لكن دفعته الراقصه حتى أن جسده سقط بسهوله على الأريكه، لكن ضحك بمجون وجذب كآس تجرعه مره واحده، وعاود ينظر ناحية الراقصه لكن هذه المره إختفت سلوان وحسني حاول البحث عنهن بعينيه، لكن فجأه ظهر أمامه جاويد وزاهر الإثنان يضحكان عليه، كآنهم يسخرون منه يذكرنه بعجزه مع النساء أنه قادر فقط على النظر لأجسادهن وبعض اللمسات لا أكثر من ذالك، شعر بحقد وغيظ، تجرع كآس آخر وخلفه آخر وآخر لكن طيف زاهر وجاويد الضاحكان مازال أمام عينيه حتى أنه رأهم يقبلون زوجاتيهم أمامه بإستفزاز...

شعر بغضب عارم، بتلقائيه سحب عبائته الملقاه أرضا وأخرج منها سلاحه الذي لا يفارقه، وقام بطلق رصاصه سكنت قلب تلك الراقصه أردتها قتيله في الحال، رغم ذالك لم يفق من تلك الخيالات ونظر لتلك الدماء التي سالت أسفل قدميه يشعر بجحيم في قلبه، إستهواه منظر الدم، أجزم بداخله أن كل ما مضى كان
هدوء ما قبل العاصفه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة