قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس والأربعون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس والأربعون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السادس والأربعون

قبل ساعات بتلك الحفره
ذهل صالح حين نظر خلفه ورأي مسك عاود نظره الى غوايش تفاجئ من نظرتها الى مسك ببساطه كآنها كانت تعلم بوجودها معهم بالحفره، بينما هو للحظة شعر بإنخلاع ورهبه، تهكمت مسك من نظرة صالح لها، بينما غوايش إدعت الغضب وقالت: كيف وصلت لإهنه، إنت بتراقبيني.
نحت مسك ذالك الخوف وهي تقترب منهم وقالت: لاه الصدفه هي اللى چابتني لإهنه، وكمان المصلحه.

نظر صالح بإرتياب الى مسك قائلا: مصلحة أيه، إنت وارثه أمك صفيه، كانت بتجري ورا غوايش زمان عشان تتجوز من محمود، وإنت دلوك عشان جاويد.
شعرت مسك بالبغض وقالت بإستهجان: أيا كان كل واحد فينا له هدف ودلوك هدفنا واحد.
تهكم صالح بإنزعاج قائلا بطمع: لاه كل اللى في المقبره ملك المقبره تحت أرضي.
ردت مسك بغلظه: أنا ميهمنيش، ولا يفرق معايا لو لقيت في قلب المقبره كنز فرعون نفسه.

توقفت للحظه تكز على أسنانها ببغض وقالت بفحيح: أنا كل اللى يهمني سلوان تختفي من الوجود نهائيا.
صباح
ب المشفى.

لاحظت إيلاف تلامز بعض زميلاتها بالمشفى، وتهامسهن بالحديث، وحين أقبلت عليهن صمتن، لوهله شعرت بإرتباك وتوتر، لكن ألقت عليهن السلام وجلست، توترت وهي تشعر بنظراتهن لها ونظرهن لبعضهن، للحظة كادت تتغاضى عن ذالك، لكن هي لم تعد كما كانت بالسابق، تتجاهل، تحدثت أولا، عل إحداهن تبوح بما كن يتهامسن به: بقالى تلات أيام كنت غايبه عن المستشفى، قولولى أيه أخبار المرضى.

تنهدت إحداهن وقالت: المرضى مش بينتهوا الحاله اللى بتخرج من المستشفى مكانها مش بيبات فاضي، بس أعتقد اللى حصل في الفتره الأخيرة ممكن يقلل نسبة قبول المرضى هنا في المستشفى، أهو نرتاح شويه.
تسألت إيلاف بفضول: ليه أيه اللى حصل.
نظرن لبعضهن، وكادن يصمتن مره أخري لكن إيلاف لاحظت نظراتهن وتسألت مره أخري بطلب توضيح: بتبصوا لبعض كده ليه أيه اللى حصل.

تطوعت إحداهن وقالت: الدكتور جواد إحتمال يتوقف عن منصبه ك مدير للمستشفي، أو يمكن يتم نقله لمستشفى تانى، الله أعلم، التحقيقات لسه شغاله.
نهضت إيلاف قائله بفزع: ليه أيه اللى حصل.
نظرن لبعضهن، لكن أجابت إحداهن بإستغراب قائله: كنت مش خطيبة الدكتور جواد إزاي متعرفيش إن في أهل مريض قدموا شكوي في النقابه إن الدكتور جواد بيستغل منصبه، وبيقبل المرضى اللى على مزاجه.

نظرت لهن بغضب ونفت ذالك بثقه قائله: الشكوى دى أكيد كيديه الدكتور جواد أكتر واحد بيقبل حالات المرضى اللى تستحق العلاج، أكيد في شئ غلط، أو شكوي كيديه وهيظهر مين اللى له غرض
بأنه يشوه صورة الدكتور جواد.
نظرت إحداهن لها وقالت ببساطه: مش إحنا اللى بنقول، وهنكسب أيه من تشويه صورة دكتور جواد، عالعموم كلنا هنا عارفين نزاهة دكتور جواد.

نظرت لهن بسخط وإستهزاء وقالت بتهكم: واضح جدا الثقه، من قبل ما أدخل للأوضه وهمسكم وتلامزكم مع بعض، بس سكتوا لما أنا دخلت، بس أنا عندي ثقه في إن اللى حاول يشوه صورة نبل الدكتور جواد هيخسر وهيترد كيده في نحره.

دافعت إيلاف عن جواد وغادرت الغرفه وتركتهن ينظرن لبعضهن بخزي، بينما هي ذهبت مباشرة الى مكتب جواد بكل خطوه يزداد بداخلها الإصرار على دعم جواد وأنها تثق به، فتحت باب المكتب دون إذن ودلفت لكن توقفت عن التفوه حين أشار لها جواد بي ده أن تصمت حتى ينهي بقية حديثه عبر الهاتف.

ظلت لدقيقه صامته لكن عقلها وقلبها ثائران، وإزداد الثوران حين أنهي جواد حديثه عبر الهاتف: تمام أنا متأكد إن الشكوى دى كيديه، وهقبل أى قرار تتخذه وزارة الصحه، حتى لو كان القرار ده إنى أتنحى عن منصب مدير المستشفى لشخص يستحق.
وضع جواد الهاتف أمامه على سطح المكتب وزفر نفسه بسأم، ونظر الى إيلاف قبل أن يتحدث سبقته إيلاف سأله: كنت بتكلم مين عالموبايل وهو الكلام الفاضى اللى سمعته صحيح.

زفر جواد نفسه بسأم وظل صامتا.
تحدثت إيلاف بإستفسار: أنا يادوب اللى غبتهم هما تلات أيام كنت سافرت مع بابا شبرا الخيمه عشان شوية تعديلات في الأوراق الثبوتيه ورجعنا على سبوع جلال قولى أيه اللى حصل في التلات أيام دول.

رفع جواد ي ديه وضعهم على خصلات شعره وأرجعها للخلف قائلا بضجر: شكوي إتقدمت فيا إنى بستقبل المرضى بمزاجي وإن في حالات تستحق العلاج أكتر وأنا برفضها، غير كمان في شكوي تانيه بتقول إنى إتوسطت لكذا مريض وجبت لهم تصاريح علاج على نفقة الدوله وهما ميستحقوش، يعني بستغل منصب.

نظرت له إيلاف وقالت بنفي: بس الإتهامات دى كدب، وأكيد كيديه، او متلفقه ليك لغرض معين في راس اللى مش عاجبهم طريقتك في إدارة المستشفى، وكمان ممكن يكون وراهم ناصف بعد ما خسر حابب ينتقم.

تنهد جواد بزهق قائلا: لاء معتقدش ناصف له ي د في كده، أنا مش عارف ليه الشخص ده عمل كده وغرضه أيه، بس أنا فعلا زهقت من الشكاوي اللى من النوعيه دي وبفكر أقدم إستقالتي من إدارة المستشفى وأرتاح من المسؤوليه ويكفيني أبقى دكتور مسؤول عن التخصص بتاعي، وحتى كمان هفضى شويه وأكمل الأبحاث الطبيه اللى كنت شغال عليها.

نظرت له إيلاف بإستغراب، لأول مره منذ أن تعرفت عليه تراه بهذه الصورة الإنهزاميه، لكن قالت بشجاعه: مستحيل أسمحلك تعمل كده، إنت لو قدمت إستقالتك تبقى بتأكد صحة الشكوي، أنا واثقه إن الوزارة مستحيل تصدق الشكوي دي...
قاطعها جواد بسأم قائلا: أنا فعلا تعبت ومحتاج أركز في الأبحاث اللى كنت شغال عليها ومفيش قدامي غير فرصة إنى أتخلى عن إدارة المستشفى...

قاطعته إيلاف قائله: لو كان قبل كده كنت شجعتك على إنك تتخلى عن منصب مدير المستشفى، وتركز في أبحاثك، لكن لازم تثبت كدب وإدعاء صاحب الشكوي، مش تقدم إستقالتك وتقول فرصه أهرب من المسؤوليه متنساش إنك من الاول اللى إختارت المسؤليه دي وكان غرضك خدمة اللى يستحق، يبقى متجيش مع أول مشكله وتفكر تتخاذل...
قاطعها جواد وحاول التفسير: ده مش تخاذل، بس في أولويات قدامي...
أولويات أيه.

هكذا تسألت بإستقلال ثم أكملت: جواد إنت كنت السبب الرئيسى إنى أثق في نفسي مش بلاغ حتة بلاغ كيدي يخليك تضايق وتفكر تتخاذل.
إنشرح قلب جواد لكن مازال يخفي بسمته كي لا يفضح أمره أنه هو من روج لتلك الشائعه الخاليه من الصحه، شعر فرحة إيلاف اثبتت عنها تغيرت ولن تعود كالسابق تخشى مواجهة الآخرون، لكن مازال الدرس قائما، ولن يعلن نتيجته الآن.
ظهرا منزل صلاح.

إبتسمت يسريه ل صلاح الذي دلف الى المنزل، لم تستغرب عودته بهذا الوقت الباكر، تقابلت معه بالردهه، تبسم لها قائلا: أنا إتعلقت بالواد إبن جاويد وهف عليا سيبت الشغل وجيت عشان أشوفه.

رغم شعور الغصه بقلبها وتعلم أن صلاح يحاول عدم ذكر إسم جلال حفاظا على مشاعرها لكن بداخلها أمل بعد أن عوض ذلك الصغير مكان الفقيد حقا لم يأخذ كل المكان لكن بنفس غلاوة المكانه في القلب، بل وربما أكثر إبتسمت قائله: سلوان لسه يادوب طالعه لمجعدها ب جلال نايم من دقايق.

شعر بغصه هو الآخر من إسم جلال، لكن عودة رنين ذلك الأسم أحيي في قلبه فرحه كبيره، لكن قال بغضب شبه طفولي: وأنا اللى جاي مخصوص عشان أشيله شويه ألقاه نايم.
تبسمت يسريه قائله: متخافش نص ساعه هتلاقى سلوان نازله بيه، ده مش بينام ساعتين على بعض.

تحدث الإثنين معا بإنشراح، لكن فجأة سأم وجه يسريه حين مر أمامها طيف جلال شعرت بأنقباض في قلبها مثل ذلك اليوم الذي إفتقدته فيه، أغمضت عينيها وشعرت بهبوط لكن سندت على معصم صلاح الذي إنخض حين لاحظ ذلك، سحبها من ي دها وأجلسها على أحد مقاعد الردهه، مناديا بصوت جهور: توحيده، تمعن النظر ل يسريه قائلا: مالك أيه اللى حصلك فجاة كده، هطلب جواد يجي من المستشفى بسرعه.

أمسكت يسريه ي ده قائله بإنسحاب قلب: لاه أنا كويسه ده يمكن من السكر دوخت.
تنهد صلاح براحه قائلا: تمام إبقى خلي جواد يقيسلك السكر ويضبطه.
أومأت يسريه برأسها، رغم أنها مازالت تشعر بإنسحاب في قلبها، ظهور جلال دائما يأتى خلفه سوء، كآنه يآتى للتحذير، قلبها ممزق بكل إتجاه
جاويد، حفصه حتى جلال طفل جاويد، من الذي سيصيبه السوء هذه المره، دعت بقلبها أن يحمي الجميع.

منزل القدوسي
علي طاولة الغداء
كان مؤنس يترآس الطاوله، يتحدث مع محمود الذي للتو عاد على غير طبيعته قليلا ما يشاركهم الغداء نظرت له صفيه بشك يزداد حين نظر ل مؤنس وأومأ له بإبتسامه خاصه، بداخلها هاجس يزداد ليس هاجس هو يقين متأكده أنها كان الشخص التي رأته بالأمس يدلف لتلك البنايه، نهرها عقلها وقال: ربما أحد زبائنه يقطن بتلك البنايه.

وبخت نفسها على ذالك التبرير: منذ متى وهو يذهب الى منازل الزبائن هنالك سر خفي ولابد أن تعلمه اليوم قبل غدا.
أخرجها من شرودها دخول مسك، نظرت لها بغضب، بينما مسك تجاهلت ذالك وجلست مكانها خلف الطاوله، أبتسم لها مؤنس برحابه قائلا: بت حلال، أبو خطيبك لساه قافل إمعاي الموبايل وطلب منى نحددوا ميعاد ل كتب الكتاب والفرح وكنت بفكر يبقى آخر الشهر ده.

إرتبكت مسك وإنتفضت ملامحها بالعبوس قائله برفض: لاه، مستحيل ده يحصل.
إندهش محمود سألا: قصدك أيه بمستحيل سبق وأخدنا رأيك قبل الخطوبه ووافقتي، وأنا شايف إنه شخص محترم وعنده أخلاق ومركزه المالى والإجتماعي ليه قيمه وشآن كبير.
توقف للحظات عن الحديث ونظر ل صفيه بسخط ثم عاود النظر ل مسك قائلا: لساه حديت أمك الفارغ مزروع براسك.

إرتبكت مسك وقالت بتبرير كاذب: لاه يا بابا، أنا اللى محتاجه لسه شوية وقت على ما أتأقلم مع أطباع خطيب إحنا يادوب مخطوبين من كم شهر.
زفر محمود نفسه بعمق قائلا: فترة الخطوبه زى كيف عدمها، عامله زى العشه المتزوقه من بره والله الأعلم جواها أيه، ده اللى بيظهر بعد الجواز وبلاش أعذار فارغه أنا كمان من رأي ابوي، ونحدد كتب الكتاب والفرح آخر الشهر.

نهضت مسك بغضب قائله: اللى تشوفه يا بابا، أنا جاية مصدعه من المدرسه كمان مش جعانه كنت أكلت سندوتشات بين الحصص هطلع أستريح ساعتين.
أومأ لها محمود برأسه، ونظر اليها الى أن غادرت
نظر ل صفيه بإستغراب بسبب عدم إبدأها أى رد فعل حول زواج مسك، زفر نفسه بغضب قائلا: بطلي تزرعى وهم في دماغ بنتك وإقنعيها تقبل بخطيبها، جاويد خلاص بس أب ومسؤول من عيله كفايه تضيع نفسها بوهم مش هيتحقق.

نظرت صفيه له بغضب تفكر في سؤاله أمام مؤنس عن سبب دخوله لتلك البنايه، لكن أرجأت ذالك وشعرت بغضب قائله: أنا سبق ولما هي واقفت على خطيبها قولت النصيب حكم، وعالعموم انا كمان ماليش نفس للوكل كنت كلت وأنا بجهز الوكل مع الشغاله، كمان حاسه بصداع بسبب إمبارح وأنا ومسك كنا بنلف عالمحلات عشان تختار جهازها.

توقفت صفيه لبرهه تلتقط نفسها وقالت إسم أحد الشوارع وهي تنظر الى ملامح محمود وأكملت: وقفنا في الشارع ده شويه بين المحلات ومعجبهاش حاجه برضك، رغم إن الشارع ده مشهور أن فيه أحلى وأغلى محلات تجهيزات العرايس.
لم تتبدل ملامح محمود وذالك ما زاد التشتت في عقل صفيه بين اليقين والشك، لكن رد محمود بهدوء: عادي إختاري إنت ليها التجهيزات زى بقية البنات أنا خلاص هتصل على خطيب مسك وأكد حديت أبوي.

أومأت صفيه رأسها بعدم إقتناع وقالت: الحديت ده كان زمان، دلوك البنت هي اللى بتختار جهازها، عالعموم هطلع أتحدت وياها وأقنعها ننزل مره تانيه نلف عالمحلات ونشوف يمكن المره دى يعجبها حاجه.
أومأ لها محمود ونظر لها الى أن غادرت، نظر مؤنس ل محمود قائلا بلوم: بلاها الشده دى يا ولدي.

تنهد محمود بضجر قائلا: لاه يا أبوي مسك لساها عايشه في الوهم وكفايه إكده مش هيطلعها من الوهم اللى في رأسها غير إنها تتجوز وجتها هتبعد جاويد عن نظرها وهتكتشف إنها كانت عايشه في وهم ولازمن تفوق منيه قبل ما تضيع عمرها في اوهام ملهاش أساس.

بينما صعدت صفيه الى غرفة مسك دلفت مباشرة دون إستئذان، نظرت ل مسك بغضب قائله: مش هتطبلي مرواح ل غوايش في آخر الليل، أنا خايفه عليك لا حد يشوفك، الفجر وإنت راجعه ربنا ستر وأبوك مشافكيش، لو كان شافك كنت هتجولي له كنت فين.
تهكمت مسك بإستهزاء قائله بتبرير: بسيطه كنت هقول له كنت زهقانه شويه ومش جايلى نوم ونزلت أتمشى في الجنينه.
فحصتها صفيه بنظرة إستغراب وتهكم قائله: لاه سبب مقنع.

توقفت صفيه عن الحديث وجذبت مسك من معصمها بقوه وهسهست لها: إتحدتي وياي بأدب، وبعد إكده ممنوع تروحي ل غوايش دى غير وانا معاك.
تهكمت مسك وضحكت بسخريه وإستهزاء ونفضت يد صفيه بقوه قائله: آه عشان تبقى تبنجي بابا قبل ما نروح ليها عشان نضمن إن محدش يشوفنا وإحنا راجعين هالعمون هانت خلاص قربت اوصل لهدف ومش هحتاج
للمشعوزة غوايش بعدها.
تسألت صفيه بفضول: جصدك أيه بهانت، غوايش قالتلك أيه.

سارت مسك بتهادي بعض الخطوات وبرقت عينيها قائله: يعني زى زمان ما حصل بعد هروب أم سلوان متجوزتش من خال صالح إنت اللى حققت هدفك وإتجوزتي بابا، إلا صحيح يا ماما قلبي حاسس إنك ساهمت في هروب عمت عشان مصلحتك.
إرتبكت صفيه ونظرت ل مسك بإمتهان وقالت لها بغضب: أنا مصدعه وياريت غوايش تصدق المره دى، هروح أخد مسكن وأنام ساعتين يمكن الصداع يروح.

تبسمت مسك بشمت قائله بإستهزاء: طب ما ترشى على نفسك بختين من المنوم اللى بتبقى ترشيه على بابا، عشان ميحسش بقومتك من جاره إنصاص الليالي.

نظرت صفيه ل مسك للحظه شعرت برهبه من نظرة عينيها اللتان شبه جاحظتان وراسها تدور مثل الملبوس من الجان، لكن تفكيرها ب محمود أعمي عقلها وغادرت تصفع خلفها الباب، بينما مسك شعرت بغضب جم، كيف لوالداها أن يرغمها على إتمام زواجها من ذالك التعيس التي واقفت على خطبته لها رياء فقط حتى يظن الجميع انها نسيت هوسها بعشق جاويد، جاويد الذي لن يخرج من قلبها ولا عقلها الا لو فارقت الحياه، هي الأحق به وستناله قريبا، وأول خطوه لابد ان تفعلها رغم ضيق قلبها حين ترى سلوان بدار صلاح لكن لابد أن تتحمل ذالك، حسمت أمرها وبدلت ثيابها بأخري وغادرت متوجهه الى منزل صلاح بحجة زيارة حفصه التي أصبحت تداوم على الإتصال بها وجرها بالحديث لمعرفة اسرار المنزل وحفصه لئيمه بعض الشئ لكن هي لديها طلسم خاص ل فك شفرتها ومعرفة منها أى معلومه حتى لو كانت صغيره.

بمنزل صلاح
فاجئ زاهر حسني بحضوره الى المنزل، فتحت فاها بإستغراب
بينما ضحك على نظرة عينيها وهي تقترب منه قائلا: مالك بتبصى لى كده ليه أول مره تشوفيني، ولا إكتشفت وسامت.
تهكمت على قوله قائله: لاه طبعا فين الوسامه اللى بتحدت عنيها دي، أنا بس مستغربه، أصلك بتطلع من الدار الصبح مش بترجع غير بالليل.

قبض زاهر بانامله على ذقن حسني وضغط عليه بقوه قائلا: بصراحه إتوحشتك، وكمان لقيت دماغي رايق قولت أروح الدار أتغدى وأصدع شويه من رغيك الكتير اللى مش بيخلص، يا حسني.
رمقته حسني بغضب ونفضت أنامله عن ذقنها وإبتعدت عنه قائله: أولا إسمي حسني مش حسني
ثانيا أنا خلاص بطلت رغي مش قولتلك هركز عالوضع الصامت.

ضحك زاهر من قلبه قائلا: الوضع الصامت ده بيبقى في أوضة النوم بس، لكن براها الوضع المزعج هو اللى سايد، وبصراحه أنا جاي جعان جدا وبقيت شبه مدمن على طبيخك اللى مالوش طعم.
نظرت له بغضب قائله: ولما طبيخ مالوش طعم ليه جاي تتغدا إهنه، كنت أتغديت بره زى كل يوم.
ضيق زاهر عينيه وفكر لوهله ثم أجاب بمزح: بصراحه معدتي إتعودت على طبيخك وخدت حصانه، وكفاية رغي أنا أتضور جوع.
تهكمت حسني قائله: أتضور جوع.

بتقولهالى بالفصحي، وانا بقى هقولك بالعاميه مفيش طبيخ أساس، من شويه كانت خالتي بتقولى هنطبخ أيه وقولت لها معرفش.
ضحك زاهر قائلا بغمز: بسيطه انا مش مستعجل قدامك ساعتين أطلع أريح شويه في أوضة النوم على ما تفكرى هتطبخ أيه.

قال زاهر هذا ولم يمهلها الرد وصعد نحو الاعلى، تارك حسني التي ضر بت رأسها بي ديها أكثر من مره، وأغمضت عينيها تظن أنها تتوهم، لكن صوت زاهر الجهور أيقظها حين قال: ساعتين يا حسني وأنزل الأقى الغدا جاهز وإلا هتغدا بلسانك.
رفعت حسني بصرها نحوه وقالت بغضب طفولي: إسم حسني.

ضحك زاهر وهو يكمل صعوده بينما تنهدت حسني تشعر برفرفه في قلبها من زاهر، هل حقا كما أخبرها يريد بدايه جديده لهما، أفعاله الاخيره تدل على ذلك، تبسمت بداخلها أمنية أن يظل زاهر هكذا وتبدأ حياتها بأسره صغيره أركانها زوج وزوجه متفاهمان.

بعد وقت أقل من ساعتين، صعدت حسني الى الغرفه فتحت الباب ودلفت مباشرة رأت زاهر ممدد فوق الفراش بثيابه حتى بحذائه، نظرت له بغضب وذهبت نحوه قائله: إزاي تنام عالسرير باللى في رجلك، طبعا متعود على كده.
قالت هذا وقامت بزغده في كتفه، ثم توجهت نحو ساقيه وقامت بجذبهم بعيد عن الفراش قائله بتحذير: إصحي خلاص الغدا جهز وأعى تدوس على السرير برجليك.

فتح زاهر عيناه وتبسم لها وكاد يعاندها ويجذب ساقيه نحو الفراش، لكن هي أحكمت ي ديها عليهم، إبتسم زاهر ونهض نصف جالسا على الفراش قائلا: هي الساعه كام.
ردت حسني: فات حوالى ساعتين والغدا خلاص جهز عالسفره.
تثائب زاهر وشعر بي دي حسني على ساقيه إستغرب قائلا: في أيه ماسكه رجلي كده ليه.
ردت حسني بتهكم وضيق: حضرتك نايم عالسرير بالمركوب اللى في رجلك معندكش إحساس بغيرك طبعا متعود على كده، بس بعد كده ممنوع.

تبسم زاهر لها قائلا بغمز: أيه اللى ممنوع.
لم يعطي ل حسني فرصه للإجابه حين جذبها وأبدل وضعهما على الفراش ليصبح هو يعت ليها، نظر
لش فاه اللتى ترتجف من الخضه بشوق باسم
إرتبكت حسني من الخضه تغيب عقلها لا تشعر بشئ سوا قب لات زاهر لش فاها الى أن ترك شف تيها لكن إستمر بتق بيل وجنتيها تركها تلتقط نفسها ثم عاود إلتقاط شف تيها بشوق وشغف، ثم ترك شفاها ونظر الى وجهها الذي تخصب بإحمرار ونظر الى عينيها الحائره.

هامسا بشوق: أنا محتاجلك يا حسني.
الجمله كانت بمثابة فك الشفره لدي حسني وتركت الزمام يتولاه زاهر يبثها مشاعر جديده ونسمة هواء ربيعيه ممزوجة برائحة الزهور تطفوا بقلبها تنعشه كآنها زهره تتفتح مع نسمات النهار تروي بقطرات ندا ق بلاته وهمساته الخاصه ولمساته الرقيقه، ليينتعش قلب الإثنين بشمائل تضمهم فقط...

بعد وقت نظر زاهر الى وجه حسني التي تحاول محايدة النظر له خائفه أن يتكرر كما حدث سابقا وتكون له مجرد رغبة وقت وحين يحصل عليها يندم، لكن زاهر لوهله شعر بغصه في قلبه من عين حسني الحائرة كآنها تبحث عن مهرب منه، لكن رفع ي ديه وتلمس قسمات وجهها بأنامله يسير عليها بنعومه وهمس بإسمها: حسني.
إرتبكت من تلك النبرة وتلاقت عيناهم، كانت النظرات كفيله ببث الأمل بقلب كل منهم للآخر يحتاج لعطف الآخر.
عصرا
بغرفة سلوان.

تبسمت لصغيرها بحنان وتحدثت له كآنه يفهمها: غيرنا وأكلنا وشبعنا أنا، هقوم أنا بقى أغير هدومي عشان أروح ل جدو هاشم أسلم على عمت، مش هغيب عندها عاوزاك تكون ولد شاطر وبلاش تتعب تيته، هما ساعتين بالكتير وأرجعلك.
تبسم لها الصغير، قبلته وتركته على الفراش وأبدلت ثيابها بأخري عينيها تنظر له ولحركات قدميه.

وي ديه وصوته البرئ ببسمة إنشراح، حتى إنتهت من ضبط وشاح رأسها، جذبت حقيبة يدها وتأكدت من وضع هاتفها ثم توجهت نحو الفراش حملت صغيرها وغادرت الغرفه، توجهت نحو غرفة يسريه وطرقت باب الغرفه، ودلفت بعد أن سمحت لها تبسمت يسريه لها ومدت ي ديها بإبتسامه، إقتربت سلوان من مكان جلوسها وقالت: جلال
أنا اللى مرضعاه وكمان غيرتله، أنا مش هغيب عند بابا.

تبسمت يسريه وهي تحمل منها الصغير قائله: مش عارفه عمتك ليه مجتش إهنه، مهما كان إنت لساتك يا دوب والده من سبوع.
تبسمت سلوان قائله: والله قولت لها تجي هنا، قالتلي هتحس بحرج، وأنا مش هاخد جلال معايا، ساعتين رايح جاي واقعد معاها شويه مش كتير هي طيارتها هتقوم من المطار قبل المغرب، يعنى فاضل حوالى تلات ساعات، ومعايا السواق، يعنى جلال مش هيلحق يحس بغياب.

تبسمت لها يسريه ونظرت الى الصغير وأومأت لها، بنفس الوقت دلفت حفصه الى الغرفه قائله: سلوان إنت هنا ب جلال وأنا بدور على جلال حبيب عمتو.
تبسمت لها سلوان قائله: حبيب عمتو مع تيتا، يلا همشى أنا بقى عشان متأخرش.

قالت سلوان هذا وبشعور تلقائي إنحنت تقبل وجنتي صغيرها، ثم سارت بضع خطوات لديها شعور غريب عادت بنظرها نحو طفلها التي حملته حفصه وهي تبتسم له، عاودت الرجوع له وقبلته مره أخرى ثم قالت: والله ما هاين عليا أسيب جلال وأمشي وكمان خايفه عليه هو لسه صغنون أوي.
إبتسمت حفصه قائله: لاء روحي مشوارك وإطمني جلال مش هيحس بغيابك، عشان هو بيرتاح مع عمتو أوى.

تبسمت سلوان وقبلته وسارت توقفت أمام باب الغرفه تنظر له، تبسمت حين رفعت حفصه إحد
ي ديه وأشارت لها بالسلام، بغصب منها غادرت وتركته.
بعد قليل
بشقة هاشم.

كانت سلوان تجلس بين هاشم وعمتها، تشعر بشعور غريب عليها تشتهى النهوض والعوده لصغيرها التي إشتاقت إليه، لكن حاولت تصرف ذالك الشعور والرد على حديث مع عمتها التي تدعى الألفه لها أمام والداها، حاولت سلوان التلاطف معها من أجل خاطر والداها، لكن لم تستطيع البقاء ونهضت قائله: لازم أرجع الدار عشان جلال.
نظرت لها عمتها وقالت برياء: .

جربت إحساس الامومه ولهفتها على ولادها، أهو انا كنت ببقى كده عليك لما بتتأخري بره أو تخرجي من غير ما تقوليلى رايحه فين.
نظرت لها سلوان وكادت ترد أنها كاذبه هي لم تكن تهتم لامرها حتى لو غابت عنها لأيام، فقط كان كل ما يهمها هو الراتب الشهري الذي يرسله والداها، لكن حاولت التحدث بذوق وقالت: طبعا طبعا يا عمتو هو في حنيتك.
شعر هاشم من نبرة سلوان بالتهكم من حديث أخته المنافق، شعر بغصه وعلم أن.

لو أخري غير سلوان ربما كانت سلكت طرق غير سويه
ف المال كان متوفر مع عدم وجود رقابه، لكن سلوان حقا متسرعه لكن تمكنت من الحفاظ على تربية مسك لها.
بعد قليل بالسياره
دق هاتف سلوان
أخرجته من الحقيبه وتبسمت هي على يقين بمن يهاتفها، وقد تحقق يقينها تبسمت وهي تفتح الخط
لتسمع ذالك العاشق يقول بصوت مشتاق وأجش: وحشتيني.
همست له برقه: إنت أكتر، رجعت الدار ولا لسه.

تنهد بتعب: لسه، مشغول جدا، قدامي بتاع ساعتين كده، أرجع الدار ألاقى فيها.
تبسمت سلوان وقالت بدلال: لاء أنا هفضل شويه عند بابا هتأخر.
تبسم جاويد قائلا: مش تقدري تتحملي التأخير وهرجع ألاقى في الدار، طبعا مش عشان عشان جلال اللى أخدك مني.
تبسمت وقالت له بهمس: محدش يقدر ياخدنى منك، بس ده مش معناه إن جلال هو فعلا سبب إنى أرجع للدار بسرعه.
تبسم جاويد قائلا: زى ما توقعت جلال بقى صاحب الأهميه الأولى.

تبسمت سلوان قائله: صاحب الاهميه الاولى مش بس عندي، عند الكل وقبل منهم إنت يا بابا جاويد.
تنهد جاويد بشوق قائلا: والله أنا هلكان، وكل اللى في نفسي دلوقتي أخدك في حضني وأنام بس جلال ميبقاش في النص بينا مش عاوز حاجه تبعد بينا حتى لو كان إبني.
تبسمت سلوان قائله: بس أنا بقى بحب جلال يبقى في النص يجمع بينا.
تبسم جاويد قائلا: ماشي يا سلوان هانت كلها أيام وهسرب جلال عند ماما وهتشوفى في حاجة تانيه تجمع بينا.

خجلت سلوان من حديث جاويد، كذالك شعرت ان السائق ينتبه لحديثهم، وقبل أن تتحدث
دخل أحد العاملين على جاويد جعله ينهي الإتصال قائلا: تمام بلاش تتأخري نكمل كلامنا مباشر لما أرجع.

قبل أن تخبر سلوان جاويد أنها بالطريق عائده أغلق الهاتف، إبتسمت سلوان وأغلقت الهاتف ووضعته بحقيبتها، وظلت لدقائق قبل أن تنظر الى خارج شباك السياره وتفاجئت بأنها بطريق آخر، نظرت عبر مرآة السياره الاماميه للسائق وتسألت: ده مش طريق الدار.
رد السواق قائلا: لاء ده طريق مختصر.

إسنغربت سلوان صوت السائق غير معتاد على أذنها، لكن قالت له: طريق أيه اللى مختصر، ده مش نفس الطريق خالص، إرجع للطريق اللى بنمشى عليه دايما.
أدار لها السائق رأسه وتبسم بظفر قائلا: قولت ده طريق مختصر.
شعرت سلوان بفزع وقالت: وقف العربيه إنت مين؟
لم تسمع سلوان جواب السائق، بعد أن قام برش رذاذ على وجهها جعلها تغفو، بينما نظر لها السائق بظفر ونظرة إشتهاء.
بحوالي العاشره والنصف مساء.

دلف جاويد الى المنزل عيناه تبحث عن سلوان وطفله، لكن خاب أمله حين تقابل مع يسريه التي تبسمت له تعلم عما تبحث عنه عيناه لكن تسألت: أيه اللى أخرك الليله.
تبسم لها قائلا بإرهاق: الشغل كابس أوي الفتره دى.
تبسمت له بحنان قائله: رزق المولود، ربنا يجعله مرزق.
تبسم لها جاويد بإمتنان وآمن على دعائها سألا: .
آمين، وفين بقى المولود الحديد أكيد مع مامته في الجناح.

ردت يسريه: . لاء هو مع حفصه في أوضتها، سلوان لسه مرجعتش من عند أبوها، غريبه مع إنها قالت مش هتتأخر، بس يمكن الوقت مر من غير ما تحس، بس جلال رضع من البيبرونه ونام شويه ولسه يادوب صاحي، حتى كنت لسه هتصل على سلوان.
إستغرب جاويد ذالك قائلا: خليك وأنا هتصل عليها.
هاتف جاويد سلوان لكن هاتفها يعطي مغلق، نظر جاويد الى يسريه قائلا: موبايل سلوان مقفول.

ردت يسريه ببساطه: يمكن فصل شحن، إتصل عالسواق يمكن في الطريق.
هاتف جاويد السائق لكن هو الآخر هاتفه يعطي مغلق.
نظر جاويد ل يسريه قائلا: السواق كمان موبايله مقفول.
إرتابت يسريه لكن حاولت الهدوء قائله: يمكن في الطريق، و ماشين فىمكان مفيش فيه شبكه.
أومأ جاويد ل يسريه، رغم ذالك الشعور السئ الذي دب بقلبه، وقال: هتصل على عم هاشم.
اومأت له يسريه بموافقه.

بالفعل قام جاويد بمهاتفة هاشم، الذي رد عليه بعد تبادل السلام بينهم سأل جاويد: سلوان لسه عند حضرتك؟
شعر هاشم بالقلق وقال بإستغراب: لاء سلوان مشيت من الشقه من قبل المغرب، ليه هي لسه موصلتش.
إرتبك جاويد وبدأ يدب في قلبه شعور سئ وقال بتبرير يحاول طمئنة هاشم، عل ذاك الشعور يكون خاطئ وسلوان بخير قائلا: لاء أنا لسه في المصنع كنت بتصل أشوف سلوان رجعت للدار ولا لسه، هقفل مع حضرتك وأتصل عليها.

شعر هاشم هو الآخر بسوء لكن حاول نفضه قائلا: تمام، أنا كمان هتصل عليها.
أغلق جاويد الهاتف ونظر ل يسريه بريبه قائلا: عم هاشم بيقول إن سلوان مشيت من عنده من قبل المغرب، سلوان والسواق موبيلاتهم مقفوله.
تذكرت يسريه رؤيتها طيف جلال صباح، تيقن قلبها أن هنالك سوء حدث ل سلوان
كذالك تذكرت قول وصيفه لها قبل فترة
القربان هيكون ج سم غير طاهر، وسلوان بفترة النفاس غير طاهره.
«يتبع».

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة