رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع
منزل القدوسى
إنزوت مسك بغرفتها منذ أن عادت الى المنزل، جلست فوق الفراش تقضم أظافرها تشعر بثوران يسري بجسدها، مازال منظر صعود إمرأه الى سيارة جاويد يطارد عقلها، بداخلها شعور سئ للغايه يحدثها عقلها بتسأول: مين اللى ركبت العربيه جنب جاويد من شكل حجابها وهدومها العصريه إنها بندريه، ويمكن مش من إهنه.
جاوب قلبها بخداع لنفسها: أكيد زى ما جالت حفصه، يمكن واحده ليها شغل إمعاه، بس ليه ركبها معاه في العربيه ليه متقابلش إمعاها في مكتب، وكمان كأنه كان مستنيها، يمكن زبونه وجابلها صدفه وعرض يوصلها ذوق منه، أو. أو.
تفسيرات عقلها يفسر الأمر وعكسه وقلبها تائه بعشق تغلغل وإمتزج بكل عصب بجسدها أصبح هوسا تخشى من لحظه تستطيع أخرى أن تستحوز على عقل جاويد، وتبدد حقها بالزواج منه، لديها شبه يقين جاويد يعلم بمكنون قلبها وهو الآخر يبادلها نفس المشاعر لكن يحتفظ بها بخفاء في قلبه بالتأكيد سيأتي يوما ويبيح بذالك المكنون.
إهتدى عقلها وقلبها لسلام كاذب، جاويد من حقها فقط هي الأجدر بنيل القرب منه.
بنفس اللحظه دخلت الى الغرفه صفيه مبتسمه تسأل: .
مسك، مالك اكده من وقت ما رجعتى من مع حفصه دخلتي لأوضتك ومخرجتيش منها حتى الوكل جولتى للخدامه مش چعانه، ونايمه إكده ليه، أوعى تكوني مرضانه ومخبيه علي.
إعتدلت مسك جالسه على الفراش تتنهد بضجر قائله: لاه يا ماما أنا زينه بس حاسه بشويه إرهاق إكده، يمكن من اللف في المحلات مع حفصه الفتره اللى فاتت.
جلست صفيه جوارها على الفراش ونظرت لها بتمعن قائله: لاه من ده السبب يمكن زعلانه عشان حفصه أصغر منيك وأها خلاص هينكتب كتابها بس متجلجيش الوليه الغجريه اللى سوت العمل آخر مره جالت لى إن العمل ده مفعوله جوي جوي، وأن في بشرى چايه عن جريب(قريب)بس هيكون في مرتبط بچواز، فانا جولت نقرب البعيد ونقدم كتب كتاب أمجد وحفصه أهو برضوا كتب الكتاب نص چواز، تعرفى أنا جولت للغجريه لو صدج حديتها هيكون ليها مكافأه كبيره ميني، حتى لو طلبت ميني ميت الف چنيه، طمعتها عشان تعمل العمل بضمير، ويچيب مفعول بسرعه.
تنهدت مسك قائله: يارب يچيب مفعول وميبجاش زى اللى جبليه، انا عيندي شك من الأول في الوليه الغجريه دى، مفيش عمل من الاعمال اللى سوتها جبل إكده چاب نتيچه.
تنهدت صفيه قائله: لاه الغجريه مش خرفانه، يسريه هي اللى حويطه حبتين وعارفه تحاوط على ولادها، مشفتيش الحچاب اللى بصدر چاويد عالدوام لابسه، يمكن حتى وهو نايم، اكيد فيه تعويذه خاصه لما جولت للعرافه عليه جالتلى لو قدرت أجيبه لها وجتها هيبجي سهل تعمل العمل عليه تتحكم في جلبه، بس كيف ما جولتلك مش بيقلعه من رجابته.
تنهدت مسك بهدوء قائله: لاه أكيد بيقلعه شوفته مره كان قالعه وسايبه على الكومودينو اللى جنب سريره
نظرت لها صفيه ب خيبه قائله: خايبه طب كنت هاتيه.
ردت مسك بتفسير: كنت هجيبه وخلاص يدي كانت عليه بس حفصه دخلت الأوضه وأنا كدبت عليها وجتها إنى دخلت للأوضه أچيب ل مرات خالي الخلاجات اللى مش نضيفه.
تنهدت صفيه بسؤال: وحفصه صدجتك بسهوله إكده.
ردت مسك: إنت عارفه حفصه بتصدج حديتي دايما ده حتى ممكن أجول لها تجيب الحچاب ده بأى حچه.
تسرعت صفيه بالنهي قائله: لاه أوعاك، حفصه لسانها زالف ممكن يزلف جدام يسريه وتاخد حرصها، وأها إحنا مستنين نتيچة العمل اللى دسيته في قلب المرتبه تحت راس جاويد كيف ما الغجريه جالتلى، بس هي كانت جالتلى بلاش أستعچل النتيجه هتاخد وجت.
تنهدت مسك بنرفزه قائله: هتاخد وجت قد أيه، أنا بجيت بخاف يا ماما إن في لحظه واحده تضحك على عقل جاويد وتلهفه ميني، بالك بعد العصر لما كنت مع حفصه بنجيب الفساتين، شوفت واحده ركبت العربيه چار جاويد بس مشفتش وشها كانت بضهرها ليا ولما سألت حفصه عنيها جالتلى يمكن زبونه عينديه.
للحظه إنخضت صفيه متسأله: غريبه فعلا، بس إنت مخدتيش بالك من وشها يمكن زبونه أچنبيه.
ردت مسك: لاه مش أچنبيه، في زبونه أچنبيه هتبجى لابسه حجاب على راسها، وكمان من نوعية لبسها دى بندريه بتلبس زيي أنا وحفصه إكده، حتى الطقم اللى كانت لابساه أنا كنت أختارت زيه ل حفصه وبعد ما كان عچبها جالتلى لاه لونه مش داخل مزاچها، أنا خايفه يا ماما الوليه الغجريه دى يطلع كل كلامها وأعمالها فشنك، وفي الآخر جاويد...
قطعت مسك حديثها لم تستطيع حتى تكملة الجمله خشية أن يحدث حقا تكهنها.
كذالك صفيه التي قالت بلهفه وتسرع: لاه أنا من باكر هروح للوليه الغجريه دى وأجول لها عالحديت ده، لو هي واحده بتنصب خايه عليه تشوف طريجه تبعدها عنيه.
.
بمنزل صلاح
بغرفة النوم
رفع صلاح الوساده ثم
إتكئ بظهره عليها ينظر لإنعكاس يسريه وهي جالسه أمام المرآه تمشط شعرها الأسود إبتسم قائلا: شعرك لساه غجري أسود كيف الليل.
وضعت المشط بين خصلات شعرها تفرده قائله: .
لاه الليل بدأ يغزيه النور، في خصلات شابت منه أهى.
نظر صلاح لتلك الشعيرات التي فردتها أمامه رأى بها لون المشيب، لكن قليله تلك الشعيرات حتى أنها لا تلاحظ الإ بالتمعن، إبتسم قائلا: أنا فاكر أمي الله يرحمها لما شعرها بدأ يبشيب كانت بتجيب الحنه من عند العطار وتحني شعرها.
إبتسمت يسريه قائله: .
أنا كمان فاكره كذا مره كنت أنا اللى بحط لها الحنه على راسها، ولما سألتها في مره جالتلى، الشعر الشايب بيضعف النضر (البصر)، بصراحه وجتها عقلى إتحير إيه علاجة الشعر بالنضر حتى سألت أمى وجتها هي كمان كان شعرها بقى شايب وإبيض منه جزء كبير، جالتلى إن كان الناس الكبار بيحنوا شعرهم الأبيض عشان خايفين يأثر على عنيهم، بس دى خرافه أو بدعه، إن الشعر الأبيض لما الهوا يطيره على عنيك بيبجى شفاف فمش بتشوفيه وبيطرف عنيك، عكس الشعر الاسود او الأصفر بعد الحنه اللون بيخليك تاخدى بالك منيه وبتبعديه عن عنيك جبل ما يطرفها.
تنهد صلاح بحزن: أمى كانت موسوسه زياده عن الازم ومحدش إتحمل طباعها ومشي على هواه غيرك، كانت تجولي: بالك يسريه عيندي أعز من صفيه بت بطنى بتهاودني دايما بدعي ليها وأنا ساجده ربنا يراضيها ويرضى عنيها ويرزجها بر ولادها.
نهضت يسريه من وذهبت الى الفراش وتمدد جوار صلاح قائله: لما أتجوزتك أمى جالتلى خالتك عاشت عمرها مغلوبه على أمرها بس هي مش إكده هي مشيت بكلمة حاضر مش بتعارض بشئ خليك في ضلها كل اللى تجولك عليه جولي ليها طيب وحاضر بالك كلمة حاضر بتعيش صاحبها في راحه عالاجل مش بيفوت اللى يضايجه، الكلمه الطيبه في وجت الشر بتهدي الأعصاب، چوز خالتك صحيح طبعه جاسي بس خالتك بتسمع حديته مش عشان معندهاش شخصيه لاه عشان راضيه بقدرها.
شعر صلاح بغصه قائلا: وإنت عمرك ما في يوم وجفتى جدام أبوي وإتحملتى طباعه الجاسيه، كنت راضيه أنا كنت بعشجك يا يسريه من جبل ما نتچوز كنت عارف إن صالح بيضايجك أوجات كتيره وكنت عتصديه ويمكن جبلتي بالچواز مني عشان إكده تتچنبي غلاسة صالح، لما تبجي مرت أخوه هيبعد عن طريجك، بس الطبع غلاب وصالح فضل يضايجك لفتره من غير ما يراعي إنك مرت أخوه وهو اللى المفروض يكون حامي ل شرفك إنت خابره إنى بعد أبوي ما مات أنى انا اللى طلبت من صالح بيبع لى نصيبه في الدار، واشتريته منيه بضعف تمنه عشان يبعد بشره عنينا إحنا وولادنا.
تنهدت يسريه قائله: صالح طول عمره منزوع منيه الأخلاق والشرف، بس متزعلشي مينى يا صلاح، السبب في ده ضعف شخصيه خالتي الله يرحمها، الأم لازمن تكون جويه في تربية ولادها وتوجهم للصواب، صالح ورث طباع كتير من چوز خالتي، يمكن چوز خالتي مكنتش عينيه فارغه عالحريم كيف صالح، بس التنين إتشاركوا في طبع جسوة وچبروت القلب، إنت خابر إنه جتل مرته أم زاهر وكلنا دارينا على جريمته وشاركناه في الوز ده، كان بيصعب عليا زاهر جوي وخوفت إنه يورث طباعه وكنت بحاول أبعده عن ولادي بس في الحجيجه زاهر إنظلم كتير كان أوجات كتير بيصعب على وأخده في حضني احاول أغفر عن الوز اللى ساعدت فيه لما سكتت عن چريمة صالح اللى كان يستحق عليها الأعدام، صالح الطمع والفجور أتوغلوا وأمتزجوا بجوا هما عصبه اللى بيزيده في طغيانه، حتى رغم أنه عمره كبر والمفروض يتوب عن الطباع المنحطه دى بجي، بس هو ماشى في طريج مزينه له شيطانه، كل يوم برچع وش الفجر بيتمطوح من الهباب والحرام اللى بشربه، أنا كل يوم بحمد ربنا انه خرج من الدار إهنه وبعد عنينا بلعنته.
تنهد صلاح بآسى معترفا: أبوي فعلا هو اللى ساهم في زيادة شر صالح كان بيتغاضى عن أخطاؤه وبيطمسها، وده اللى حاولت أتجنبه مع ولادنا رغم إنك إنت اللى كنت مسؤوله عن تربيتهم معظم الوجت، وهما كمان الحمد لله التنين كان براسهم هدف يوصلوا ليه، فاكره جواد لما چاله چواب التنسيق بتاع چامعة الطب في القاهره وجتها كنت معارض جولت هيتلم على أخوه جاويد اللى بيدرس في كلية الأقتصاد والعلوم السياسيه وهيبجوا بعيد عن عينيا التنين ومصر بحورها غويطه والتنين مطمع، بس التنين مكنش في دماغهم غير دراستهم وبس، وجاويد كمان كان عنده هدف يوصله يحول شهرتنا في صناعة الفخار ل مصنع كبير وبدأ فعلا أخد قرض من البنك بضمان حتة الأرض بتاعتك اللى ورثتيها عن چوز خالتي وبدأ باول مصنع قبل ما يخلص دراسته كان المصنع صيته كبير وإتعامل مع بازارات مشهوره إهنه وفي أسوان كمان وبدأ ينشأ مصنع وراء التاني بمجهوده، بس في حاجه ملاحظه الفتره الاخيره على جاويد.
شعرت يسريه ب فخر تذكرت حين طلب منها جاويد أن تعطي له اوراق ملكيتها لقطعة أرض صغيره كانت تمتلكها سألته لما عليه أخذ قرض من البنك بضمان أرضها هي ومن السهل أن يأخذ من إرث أبيه قال لها، أنا عندي شك إن أساس الإرث ده حرام، وانا مش عاوز أبدأ مستقبلي بمال مشكوك في مصدره، وقتها طاوعته مرحبه بطموحه.
تسألت يسريه: وأيه اللى ملاحظه على جاويد في الفتره الأخيره.
تنهد صلاح ببسمه: بجاله كم يوم إكده بيسيب شغله من بعد العصر معرفيش بيروح فين، حتى سالته جالي أشعال بيخلصها.
ردت يسريه ببساطه: طب ما أهو جالك أشغال أهو.
إبتسم صلاح قائلا: أشغال أيه دى اللى هيدريها عني، كمان كذا مره موبايله رن جدامي، وكان بيستأذن منى ويبعد عنى يرد عليه ولما يرچع يحولى نتحدت بعدين لازمن أخرج دلوك، مش خابر ليه حاسس إن في حاچه هو مداريها وهيفاجئنا بيها عن جريب.
تسألت يسريه: وإنت عندك شك بالحاچه اللى هتظن أنه هيفاچئنا بيها؟
رد صلاح: جاويد هيتجوز.
إستغربت يسريه من ظن صلاح قائله: ودى فيها أيه يفاجئنا هو شاب ولازمن هيتجوز.
رد صلاح يشعر بتوجس قائلا: مش مفاجأه إن جاويد يتجوز، المفاجأه مين اللى هيتجوزها جاويد، عيندى يقين إنها مش هتكون
مسك.
إزدرت يسريه ريقها تشعر بتوجس هي الأخرى قائله: كل شئ نصيب، أنا عرضت عليه مسك أكتر من مره وهو كان بيجول لاه هي كيف حفصه زى أخته.
شعر صلاح بتوجس قائلا: ما أنا عارف رد جاويد على مسك انا بنفسى لمحت له كذا مره وكان بيتهرب ميني، بس صفيه أختي عينديها أمل كبير ولمحت كذا مره إن مسك بيچيها عرسان وهي بترفضهم.
ردت يسريه بحسم: انا كمان حاسه بإكده وعشان إكده كنت عاوزه آجل كتب كتاب حفصه شويه، صفيه من البدايه في دماغها البدل
حفصه ل أمجد
ومسك ل جاويد
بس هي بدأت باللى تعرف تسيطر عليه أمجد
وحفصه، عشان إحنا ناخد الخطوه التانيه.
ونطلب مسك ل جاويد، بس النصيب هو اللى هيحكم في النهايه مش بيدنا شئ.
بعد منتصف الليل بالمشفى
خلعت إيلاف معطفها الأبيض وعلقته وهي تنظر الى تلك الممرضه قائله: دى أول نبطشية سهر ليا في المستشفى، حاسه بإرهاق كبير يا وفاء.
ردت وفاء: فعلا الليله كان الشغل الليلى بالمستشفى كتير، بالذات حالات التسمم اللى جات لينا عالمسا عيله بأكملها إتسمموا بسبب الآكل الفاسد، بس الحمد لله إنت والدكتور جواد قومتوا بالعلاج بسرعه وكلهم بقوا بخير، عالصبح هيخرجوا من المستشفى.
ردت إيلاف بتسأول: مش غريبه شويه إن عيله كلها تتسمم.
ردت وفاء: لاه مش غريبه، الست قالتلى إن الوكل كان بايت وهي نسيت تغليه ولما جه المسا كان فسد ويمكن كانت سايباه مكشوف وحاچه بخت فيه، ربنا قدر ولطف بيهم.
علقت إيلاف معطفها الابيض على علاقه خشبيه خلف باب الغرفه قائله: . فعلا ربنا لطف بيهم، بس هلكنا معاهم، دلوقتى مش عارفه بقى بصفتك من هنا هلاقى موصله توصلني، ل بيت المغتربات اللى ساكنه فيه.
ردت وفاء: لاه إطمنى يا دكتوره هتلاجي موصله الأقصر زى القاهره مش بتنام هنا السواح بيسهروا للصبح، بس الأچره بجى في الوجت ده سياحيه.
قطبت إيلاف حاجبيها بإستفسار قائله: قصدك أيه بالأجره سياحيه؟
ردت وفاء ببسمه: جصدى أچره هتبجى مضاعفه في عشره، زى السواح، يعني ممكن سواج التاكسي يجولك هاتى ميت إچنيه.
إستعجبت إيلاف قائله: كم!
انا كده مرتبى مش هيتحمل نبطشيتين سهر بعد كده، أمال إنت بتروحي إزاي؟
ضحكت وفاء قائله: لاه أنا ساكنه إهنه في عماره قريبه من المستشفى باخدها مشي.
إبتسمت إيلاف مازحه: يبقى أنا كمان بقى آخدها مشي لحد بيت المغتربات، المسافه مش بعيده ساعه بس مشي.
ضحكت وفاء قائله: أنا كنت زيك إكده لما كنت عايشه في دار حماتي، كان مرتبي كله ضايع على أچره موصلات أيام النبطشيات.
إبتسمت إيلاف متساله: آه يعني إنت بدلتي السكن عشان أجره الموصلات.
ردت وفاء: لاه والله السبب حماتى ربنا يصبحها بنيتها بجى.
إستغربت إيلاف قائله: قصدك أيه بحماتك السبب.
ردت وفاء: حماتي ربنا يسامحها، ست شديده جوي، مكنتش مرتاحه إمعاها في دار العيله وإتوقفت أنا جوزي عالطلاق أكتر من مره، بس أنا معايا ولد وبنت آخر مره طردتنى من دارها حلفت إنى مش راجعه دارها تانى، بس چوزي صعب عليه العيال يتشردوا لو سمع حديت أمه وطلقني كيف ما كانت رايده، وبعت يصلحني، بس أنا إتشرطت عليه لو عاوزنى أنا العيال يبجي نبعد عنيها إن شاله نسكن في عشة فراخ، وسكنا إهنه في عماره قريبه من المستشفى، هو كمان موظف في شركة الكهربا، ومرتبه على مرتبي معيشنا كويس وإرتاحنا حتى العيال نفسيتهم إرتاحت، واللى كنت بصرفه عالموصلات بدفع بيه جزء من أيجار الشجه، وباخد نبطشيات بالليل كتير عشان بيبجي فيها حوافز أكتر من نبطشيات النهار.
إبتسمت إيلاف قائله: ربنا يرزقك، ويهدي حماتك.
ردت وفاء: آمين ويسترك يا دكتوره شكلك بنت حلال.
شعرت إيلاف بغصه لكن رسمت بسمه قائله: بس أنا دلوقتي لازم أشوف تاكسي يوصلنى وأمري لله في المرتب اللى هيطير من قبل ما أقبض أول قبض.
ببنما في غرفة جواد.
وضع يديه حول عنقه يقوم ببعض الإيماءات كى يفك ذالك التيبس الذي يشعر به وتثائب بآرهاق وهو يخلع معطفه الأبيض ثم علقه قائلا: خلاص مبقتش قادر أفتح عينيا أكتر من كده، وبكره عندى عمليه المسا ولازمن أبجى فايج، أروح الدار أمدد جسمي.
علق جواد معطفه ثم مد يده على المكتب وأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج من الغرفه.
أثناء سيره بالممر الخارجي للمشفى تقابل مع إيلاف وتلك الممرضه، إبتسم لهن ونظر ل إيلاف متسألا: إنت لسه في المستشفى يا دكتوره، مع إن ورديتك المفروض خلصت من ساعه ونص.
ردت إيلاف: فعلا ورديتي خلصت بس واجبي الطبي هو اللى فرض نفسه عليا.
إبتسم جواد لها لاحظت الممرضه بسمة جواد فقالت بخباثه: فعلا الدكتوره تعبت جوي الليله في النبطشيه، ودلوك، هتتعب على ما تلاجي مواصله توصلها لمكان سكنها، إنت مش معاك عربيه يا دكتور ما توصلها في سكتك وينوبك ثواب.
نظرت إيلاف ل وفاء بذم وكادت ترفض.
لكن سبق حديثها جواد قائلا: أيوا معايا عربيه، ومكان سكن الدكتوره في سكتي وأنا راجع للبيت، ويشرفنى اوصلها.
تعلثمت إيلاف قائله: لاء انا هاخد تاكسي يوصلنى.
ردت وفاء: وتاخدي تاكسي ليه والدكتور قال إن سكنك على طريقه، وفري أجرة التاكسي لمره تانيه.
كادت إيلاف أن ترفض لكن تحدثت وفاء: أنا كمان هركب مع الدكتور، أنا مش كمان حاسه بأرهاق شديد مش هقدر أمشي المسافه من المستشفي للعماره اللى ساكنه فيها.
علي مضص وافقت إيلاف وذهبت مع وفاء الى مكان ركن سيارة جواد.
كادت إيلاف أن تصعد للمقعد الخلفي للسياره لكن سبقتها وفاء قائله: لاء خلينى أنا أركب في الكرسي اللى ورا عشان إمعايا شوية مستلزمات للبيت كنت شرياها، هحطها عالكرسى جنبي.
بخجل صعدت إيلاف الى المقعد المجاور ل جواد الذي قاد السياره، ظل الصمت قليلا الى ان تجاذبت وفاء الحديث مع إيلاف عن بعض أمور المشفى، كان جواد صامتا يستمع لهن فقط الى أن طلبت منه وفاء التوقف أمام العماره التي تقطن بها، ترجلت من السياره مبتسمه وشكرت جواد قائله: شكرا يا دكتور، تصبحوا على خير.
أماء لها جواد برأسه صامتا، بينما ردت إيلاف عليها: وإنت من أهل الخير.
عاود جواد قيادة السياره، ظل الصمت لدقائق الى أن فجأه شعرت إيلاف برجه قويه وكادت تصدم رأسها بتابلوه السياره، نظرت ل جواد قبل أن تتحدث إعتذر جواد قائلا: آسف ده مطب عالطريق معرفشى ليه دايما بنسى مكانه.
ردت إيلاف وهي تلتقط نفسها قائله: في حاجه إسمها بتنسى، لازم تنتبه للطريق كويس.
رد جواد: فعلا، عالعموم متآسف.
ردت إيلاف بحياء: لاء محصلش حاجه، بس إبقى إنتبه بعد كده إن في مطب عالطريق، ولازم تهدي سرعة العربيه وإنت معدي من عليه.
إبتسم جواد يومئ برأسه لها بموافقه، ظل بينهم حديث مقتضب من ناحية إيلاف، بينما جواد إستمتع بالحديث معها الى ان توقف بالسياره الى أمام دار المغتربات.
وضعت إيلاف يدها فوق مقبض باب السياره ونظرت ل جواد قائله: متشكره يا دكتور، تصبح على خير.
رد جواد: العفو يا دكتوره، وإنت من أهل الخير.
ترجلت إيلاف من السياره، وتوجهت الى باب الدار، وقامت بقرع جرس الباب ووقفت قليلا الى أن فتحت لها إحدى النساء العاملات بالبيت، لكن لفت بصرها على وقوف سياره فخمه أمام البيت، لم تسير الا بعد دخول إيلاف الى داخل الدار، هزت رأسها
ل جواد الذي لم يأخذ باله، لاحظت ذالك أيضا مديرة الدار، كذالك رأت سياره أخرى سارت خلف سيارة جواد.
اليوم التالي
صباح.
فتحت سلوان عينيها تشعر بآرق بسبب نومها المتقطع بليلة أمس، بسبب هاتف والداها وإخباره لها عن موافقته على طلب إيهاب الزواج منها، هذا مستحيل، لن يتم.
تمطئت قائله: متأكده إن بابا عمره ما هيجبرني على شئ انا رافضاه هو بس متعصب منى، بس لما هرجع للقاهره هعرف أتفاهم معاه، بس دلوقتي لازم أزور قبر ماما قبل ما أرجع للقاهره تاني، أما أتصل على جلال أسأله عرف مكان البلد دى من صاحبه؟
فتحت هاتفها لكن نظرت الى ساعة الهاتف الوقت لازال باكرا، للحظه ترددت في الإتصال على جلال، قائله: الوقت لسه بدري أوي، ويمكن زمانه نايم.
زفرت نفسها بآرق، لكن قالت: هو سبق قالى إنه بيصحي بدري، يمكن يكون صاحي، وبصراحه أنا مبقاش عندي صبر، وبابا لو طولت عليه أكتر من كده ممكن الحيه دولت تملى دماغه من ناحيتى وتخليه يجبرنى أقبل طلب أخوها لأيدي.
بلحظه قررت سلوان مهاتفة جلال، وقفت تسمع رنين الهاتف.
علي الجهه الأخرى
كان جاويد مازال نائما وأستيقظ على رنين هاتفه
رفع رأسه من فوق الوساده ونظر ناحية الهاتف، وتثائب وهو يجذب الهاتف، فتح عينيه ينظر لشاشته إبتسم كما توقع من التي تتصل عليه بهذا الوقت الباكر، المده القصيره التي عرف بها سلوان عرف أن بها صفة التسرع، فتح الهاتف وقبل أن يرد سمع قول سلوان المتلهف: صباح الخير.
إبتسم جاويد بخباثه وقام بالرد عن قصد منه: صباح النور يا حبيبتي.
إستغربت سلوان رد جلال، وبعدت الهاتف عن أذنها ونظرت لشاشته تتأكد من هاتفت.
تأكدت أنها هاتفت جلال، وضعت الهاتف مره أخري على أذنها، قائله بنبرة إرتباك: جلال أنا آسفه إن كنت أزعجتك وصحيتك من النوم بدري.
أبتسم جاويد قائلا بتلاعب: لاء، مفيش إزعاج انا كنت صاحى
آسف كنت برد على أختي.
تعلثمت سلوان قائله: لاء مفيش مشكله، المهم إنت كنت قولتلى ليك صديق من البلد اللى إسمها الاشرف دى وصفلك مكانها فين بالظبط؟
رد جلال: أيوا، انا حتى روحتها قبل كده.
إنشرح قلب سلوان قائله بحياء وترقب: طب كويس ممكن توصف لى مكانها فين؟
إبتسم جاويد بمكر قائلا: لو وصفت لك مكانها مش هتعرفى توصلى ليها أنا عندي شوية مشاغل ممكن أخلصها عالعصر ونتقابل أوصلك للبلد دى، بدل ما تتوهي.
ردت سلوان بتسرع: لاء بعد العصر مش هينفع، قولى إنت مكانها وأنا أخد تاكسي يوصلني.
رد جلال: ممكن سواق التاكسي ميعرفش البلد دى، أنا ممكن أوصلك.
شعرت سلوان بإنشراح قائله: طب وشغلك، هتتأخر عليه.
رد جلال: لاء قدامي وقت نص ساعه وهكون قدام الاوتيل، بس إنت بلاش تتأخري.
إبتسمت سلوان قائله: لاء هتوصل تلاقينى بتنظرك قدام باب الاوتيل، سلام عشان معطلكش.
أغلقت سلوان الهاتف تشعر بغصه لا تعلم سببها او تعلم السبب لكن لا تريد التفكير في كيف سيكون إستقبال جدها لها لم تفكر كثيرا بهذا بعد قليل ستعرف ذالك، لكن عاد رنين صوت جلال حين
قال صباح الخير يا حبيبتى.
أشعلت الجمله وهج خاص ب قلبها للحظه تمنت أن يقول تلك الجمله لها هي...
وضعت يدها على قلبها تشعر بزيادة خفقان بررته أنه مجرد أمنيه لا أكثر.
بينما جاويد اغلق الهاتف ونهض من على الفراش يشعر بشعور خاص ومميز، تمنى فعلا لو يرى سلوان جواره حين يفتح عينيه صباح، وضع الهاتف على طاوله جوار الفراش وبرأسه إتخذ القرار الذي أصبح يريده قلبه، لا خرافات تلك العرافه.
بعد قليل بسيارة جاويد
أخفى جاويد معرفته، بأمر سلوان.
نظر لها يتسأل: إنت تعرفي حد من البلد اللى دى؟ قرايب ليك راحه تزوريهم.
إرتبكت سلوان قائله بنفي: لاء، دول قرايب صديقه ليا طلبت منى أزورهم.
بعد قليل
أمام تقاطع لطريق ترابى، توقف جاويد بسيارته، لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه، رد عليه بتمثيل قائلا: تمام نص وأكون عندك.
أغلق جاويد الهاتف ونظر ل سلوان قبل أن يتحدث تحدثت سلوان: آسفه إنى عطلتك، بس ممكن بس توصلني لاول البلد دى وأنا هسأل بعد كده على الناس اللى عاوزاهم في قلب البلد، وروح إنت لشغلك.
رد جاويد بمراوغه: لاء مش لازم الشغل لو مروحتش مش هيجري حاجه، ممكن تتوهي في البلد دى ومين هيوصلك وإنت راجعه.
ردت سلوان: لاء متخافش مش هتوه البلد شكلها صغيره، ووأنا راجعه ممكن أطلب من أى حد من اللى رايحه أزورهم يوصلنى للاوتيل.
حاول جاويد المراوغه لكن أصرت سلوان على ان يعود لعمله ويتركها هي ستتدبر أمرها.
إمتثل جاويد لطلبها بتمثيل مرغما قائلا: تمام إحنا وصلنا لأول طريق البلد دى، هخلص شغلى بسرعه وأتصل عليك لو مكنتيش رجعتى للاوتيل هاجى لك هنا اوصلك للاوتيل.
ردت سلوان: تمام، بشكرك.
إبتسم جاويد قائلا: على أيه كفايه إنى مش هوصلك لقرايب صديقتك.
ردت سلوان: لاء كفايه وصلتنى لحد هنا، يلا بلاش تعطل نفسك أكتر.
إبتسم جاويد لها.
ترجلت سلوان من السياره وقفت الى ان غادر جاويد
توجهت الى الطريق الذي أشار لها عليه جاويد أن آخر هذا الطريق الترابي بداية البلده
وقفت قليلا سلوان تنظر أمامها للحظه تراجعت وكادت تعود، لكن سمعت إمرأه تصعد بعض السلالم الجيريه التي تنحدر الى ذالك المجرى المائى المجاور للطريق تقول لها: خدي بيدي يا بت.
وقفت سلوان للحظات تنظر لها برهبه وتردد، لكن عاودت المرأه نفس القول برجاء أكثر مما جعل سلوان تقترب منها وأمسكت إحدي يديها، تساعدها على صعود بقية السلالم، الى ان وصلت لنهايه السلم، وقفت المرأه تلتقط نفسها، قائله بلهجه صعيديه لكن فهمت سلوان من قولها: قدرك على بعد خطوه واحده رجلك تخطيها، بعدها كل خطوه هتمشيها عالأرض هنا بتقرب بينك وبين ولد الأشرف، المستقبل مش هعيد الماضي، الحاضر العشق زاد و زواد القلوب، القدر بيشد صاحبه على أول طريق النصيب.