رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والعشرون
عقد جاويد حاجبيه بغضب وكز على شفتاه بقوه ينظر ل سلوان التي تلمع عينياها بتحدي، للحظه فكر في إتمام زواجهم الآن حتى لو فرض هذا على سلوان عقاب لها كي يجعلها تنسى إسم جلال، بالفعل رغم غيظه ترك النظر لعيني سلوان وعاود تقبيل شفاها رغم محاولتها دفعه الى أنه لم يهتم وظل يقبلها ويعبث بيديه على جسدها، لكن صوت رنين الهاتف جعله ينهي ذالك العبث ونهض عن جسدها، ينظر لها وهي تجذب غطاء الفراش على جسدها تلهث قائلا بإستفزاز: صوت الموبايل هو اللى منعني إنى أتمم جوازنا يا سلوان.
كادت سلوان أن تتفوه لكن جذب جاويد الهاتف ونظر لشاشته ووضع سبابته فوق فمه وهو ينظر ل سلوان بإشاره معناها أن تصمت، بالفعل صمتت تلتقط أنفاسها، بينما جاويد قام بالرد على الإتصال يستمع الى قول الآخر حتى أنهى الإتصال قائلا: تمام أنا بكره الصبح هكون عندك في أسوان.
فهمت سلوان من فحوي حديث جاويد أنه سيسافر الى أسوان، تسألت بفضول: إنت هتسافر ل أسوان.
أيوه.
هكذا قال جاويد بإختصار وذهب نحو دولاب الملابس وفتحه جذب له زي منزلي وشرع في إرتدائه، لكن سلوان إستغربت من إرتداؤه ملابس قائله: وهتسافر أسوان ليه.
رد جاويد بإختصار: مشكله هناك هروح أحلها.
مشكلة أيه.
. هكذا تسألت سلوان بفضول منها...
بينما رد جاويد بإستهزاء: ولو قولتلك عالمشكله هتفهميها أو هتعرفى حلها.
شعرت سلوان بالضيق ولم تهتم، وقامت بجمع غطاء الفراش حول جسدها ونهضت من فوق الفراش تكبت غضبها وإنحنت إلتقطت من على الأرض الجزء العلوي من منامتها ونظرت خلفها نحو جاويد وجدته يعطيها ظهره نحت الغطاء قليلا وإرتدته ثم ألقت الدثار فوق الفراش مره أخري، بينما جاويد إختلس نظره ناحية سلوان للحظات دون أن تشعر بذالك تنهد بإستهزاء وهي ترتدي الجزء الأعلى من منامتها لكن بنفس اللحظه أنتهى من إرتداء ثيابه وتوجه نحو باب الغرفه، سمعت سلوان صوت فتح مقبض الباب، نظرت نحوه سريعا قائله بإندفاع: رايح فين دلوقتي.
رد جاويد وهو يعطيها ظهره ببرود: هسيبلك الأوضه عشان متحلميش بكوابيس بوجودي.
لم ينتظر جاويد وصفع باب الغرفه خلفه بقوه، إنتفضت لها سلوان، توجهت نحو الفراش وجلست عليه، ورفعت يديها تضم خصلات شعرها تجذبها للخلف، تزفر نفسها بضجر تشعر بوحده ليست مستجده عليها، بينما خرج جاويد ووقف بجوار حائط باب الغرفه وجذب خصلات شعره المتدليه على جبينه يزفر أنفاسه يشعر بتوق لكن سلوان كلما أعتقد أنه إقترب من نيلها تذكره ب جلال كانت ذلة لسان لكن تحولت الى خدعه بنظرها، دلك جبينه يتنفس بقوه ثم إبتعد عن الغرفه، ولم ينظر خلفه الى حفصه التي رأته صدفه دون أن يراها وتبسمت تشعر بفرحه.
بعد وقت ليس قليل
شعر جاويد بالسأم من العمل على حاسوبه الخاص، شعر ببعض الآلم في بعنقه، إضجع برأسه على مسند المقعد، وتنهد يشعر بزهق، حسم أمره ونهض واقفا، يقول: أما أطلع للأوضه أمدد جسمي، أريح رقابتى عالمخده سلوان أكيد زمانها نامت.
نهضت سلوان من على الفراش وقامت ب ضب تلك المفارش التي وضعتها على الأرض ووضعتها على أريكه بالغرفه ثم توجهت الى الفراش وتسطحت عليه تتقلب يمينا ويسارا تتثائب رغم أنها تشعر بنعاس لكن توغل شعور الضجر مصحوب
ب سهد، الى أن سمعت صوت مقبض باب الغرفه تبسمت براحه ثم أغمضت عينيها حتى لا يعلم جاويد أنها مازالت مستيقظه.
كما توقع جاويد سلوان قد نامت ولم تهتم، تهكم على حاله وذهب نحو دولاب الملابس أخرج حقيبه صغيره ووضع بها بعض الثياب القليله كذالك أخذ بعض ثياب خروج خاصه به وتوجه نحو باب الغرفه، لكن قبل أن يخرج منها نظر نظره خاطفه ل سلوان ثم أغلق باب الغرفه بهدوء، بينما فتحت سلوان عينيها حين فتح جاويد ضلفة الدولاب ورأته يضع بعض الملابس بها كادت أن تكشف عن نفسها أنها مازالت مستيقظه وتسأله، لكن خشيت أن يسخر منها، شعرت بغصه قويه حين خرج من باب الغرفه وكادت تنهض خلفه لكن تراجعت تشعر بوخز قوى بقلبها.
قبل وقت بالمشفى.
حاول ناصف أن يقوم بالكشف هو على تلك المريضه، لكن إيلاف أصرت على إجراء الكشف بنفسها كما طلب جواد، بالفعل إنتهت من الكشف عليها وعلمت صدق جواد فالمرأه كل ما تشعر به كان مجرد ضيق نفس ربما بسبب إرهاق أو تأخير في مواعيد الدواء بسبب أنها مريضة قلب كما قالت لها المرأه على إستحياء منها، وأنه لا يلزمها المكوث بالمشفى، فقط بعض التآثيرات الوقتيه وإنتهت، خرجت من غرفة الكشف تشعر بحرج هي تسرعت وأخطأت بحق جواد، لكن لابد أن تعتذر منه عن سوء ظنها، بحرج يغزو عقلها توجهت نحو غرفة جواد تهمس لنفسها بذم قائله: إنت إتسرعتي وغلطي يا إيلاف وأقل شئ تعمليه هو إنك تعتذري عالأقل.
قبل أن تصل إيلاف الى مكتب جواد تقابلت بالممر مع ناصف الذي تسأل بجباحه مبطنه: أيه حالة الست المريضه، أكيد زى ما قولت إنها محتاجه...
قاطعته إيلاف بتوضيح: لاء,زى ما قال الدكتور جواد الأمر بسيط، ومكنتش محتاجه تتحجز في المستشفى، كل اللى عندها شوية أثار جانبيه، يمكن بسبب عدم إنتظام في مواعيد أخد العلاج بتاعها، وحالتها كويسه ومش محتاجه تتحجز في المستشفى.
حاول ناصف أن يخفي خزيه وكذبه قائلا: إزاي الست كانت جيالى العياده خلصانه بتاخد نفسها بالعافيه، وده اللى خلاني حولتها فورا على هنا، حتى سيبت العيانين في العياده جيت عشان أتابع حالتها، يعني هتكون كانت بتمثل عليا، دا حتى خلتني أتعصب عالدكتور جواد.
ردت إيلاف تشعر بخزي هي الآخري: فعلا الدكتور جواد فهم حالتها من البدايه يمكن كانت تعبانه وقتها بس، وإحنا إتسرعنا، أنا كنت رايحه له المكتب أعتذر منه، تقدر تجي معايا وتبرر له سبب عصبيتك وإتهامك له.
إرتبك ناصف وتحجج بالهاتف الذي دق بيديه قائلا: إسبقيني وأنا بس دقيقتين وهرد عالموبايل وهروحله المكتب أعتذر له ده أقل حق له.
اومأت إيلاف له وتركته وذهب نحو مكتب جواد، بينما أغلق ناصف رنين الهاتف وقام بإتصال آخر قائلا بآمر: نفذي اللى قولت لك عليه دلوقتي حالا.
أغلق ناصف الهاتف عيناه تقدح بشرر قائلا بإستهزاء وتوعد: نفدت من واحده أما أشوف هتنفد من التانيه إزاي، ويا سلام بقى لما يتم اللى خطتت له مع الدكتوره صاحبة المبادئ الساميه.
أمام مكتب جواد، وقفت إيلاف تستجمع شجاعتها قبل أن تطرق على الباب بتردد منها، حتى سمعت صوت جواد يسمح بالدخول...
فتحت الباب ودخلت الى داخل المكتب وهي تشعر ببعض من الخزي، نظرت الى جواد الجالس خلف مكتبه قائله بإعتذار: أنا متآسفه يا دكتور جواد مكنتش أعرف أساس اللى حصل وإتسرعت.
رفع جواد يده من فوق جبهته ونظر لها، قبل أن يتحدث دخلت تلك العامله ووضعت صنيه صغيره عليها كوب قهوه وآخر مياه، للحظه إرتجفت يد العامله وهي تضع الصنيه على المكتب وكادت تقع من يدها لكن تمسك بها جواد، نظرت العامله ل جواد قائله بلجلجه: آسفه يا دكتور.
أومأ جاويد لها برأسه أن لاشئ، إنصرفت العامله وأغلقت باب الغرفه خلفها، للحظه تعجبت إيلاف من إغلاق العامله لباب الغرفه لكن لم تهتم فهي لن تبقى كثيرا، وستعتذر وتغادر فورا.
بينما جواد حاول تجاهل إعتذار إيلاف وجذب كوب القهوه وإرتشف منه قليلا، ثم وضعه، ذمت إيلاف شفتاها بعد أن تحول الخزي الى ضيق من تجاهل جواد الرد عليها، زفرت نفسها وعاودت الحديث: أنا...
تعصب جواد قائلا: إنت أيه يا دكتوره، مفكره بإعتذارك خلاص كده تبقى غلطانه إنت متعرفيش النوايا المخفيه وراء اللى حصل، وإتسرعتي في الرد.
إزدردت إيلاف ريقها تحاول تبرير خطأها، بنفس الوقت عاود جواد إرتشاف القهوه الى أن فجأه شعر بسخونه خاصه تزداد بجسده، ظن في البدايه إنها ربما بسبب إرتشافه للقهوه وهي ساخنه أكثر من الازم لكن هنالك سخونه آخرى أصبحت تسري بجسده رغبه جامحه تثيره تحركه بلا إراده وهو ينظر الى إيلاف الواقفه قرب باب الغرفه، نهض فجأه وتوجه نحوها بلا مقدمات جذبها عليه من عضدي يديها يضمها له بقوه ينظر لشفاها بإثاره، وكاد يقبلها لولا أن شعر بآلم قوي يضرب قلبه، فجأه إرتخت يداه عن عضدي إيلاف ولم يعد قادرا على تحمل الوقوف على ساقيه، بدأ جسده يهوى الى أن أصبح جاثيا أمام ساقي إيلاف يضع يده على قلبه بحركات تدليك، قبل أن يتمدد أرضا يرتجف جسده،.
بينما إيلاف في البدايه إنخضت وإرتجف جسدها وكادت تدفع جواد عنها وتقوم بتعنيفه لفظيا قبل أن تتراخى يديه عنها وتراه يهوي بهذا المنظر المثير للشفقه وهو يتمدد أرضا وجهه متعرق بشده ويرتجف، بسرعه لم تفكر كثيرا وإنحنت بخضه قائله: جواد مالك أيه حصلك فجأه.
لم يرد جاويد ويداه اللتان كان يدلك بهم صدره أصبحت حركتهم بطيئه للغايه، يلعق شفتاه اللتان بدأتا تجف ويتبدل لونها الى أزرق داكن ونفسه بدأ يثقل، بسرعه نهضت إيلاف وفتحت باب المكتب وضرحت على أحد العاملين الذي آتى سريعا الى الغرفه ورأى إيلاف وهي تفتح أزرار قميص جواد وبدأت بيديها تضغط بقوه على صدره، ؤفعت رأسها للعامل قائله بإستهجان وأمر: إنت واقف تتفرج بسرعه هاتلى ترولى أو ساعدنى ننقل الدكتور لأوضة العنايه المركزه بسرعه لازم نحطه على جهاز التنفس، سريعا عاد العامل بسرير نقال وأحد العمال معه وقاما بوضع جواد على الفراش النقال سريعا كان بغرفة العنايه المركزه وأوصلت إيلاف بعض المجثات الحيويه بجسده، كذالك الأوكسجين، وآتى طبيب آخر معها وأخذ عينه من الدم سريعا كانت تآتى إليهم نتيجة العينه أن الطبيب تعاطي بعض أنواع مضاعفات الإثاره الحثيه، إستغربت إيلاف كذالك الطبيب الآخر وبدأ بالتعامل مع حالته الى أن أستقرت نسبيا، تنهدت إيلاف براحه بعد أن عاد جواد يتنفس طبيعيا رغم أنه مازال غائب عن الوعى بغرفه خاصه بالمشفى...
فجرا حتى بعد إنتهاء وقت دوامها بالمشفى لم تغادر وظلت تتابع حالة جواد عن ترقب طوال الليل حتى صدح آذان الفجر، نهضت من جلوسها على ذالك المقعد وتوجهت نحو الفراش نظرت لرقدته على الفراش لكن إستغربت قائله: شئ غريب، الدكتور جواد مش متجوز عشان ياخد أدويه من النوع ده، لو كان ترامادول أو أنواع المنشطات التانيه اللى بتدى قوه تضاعف قوة الجسم عشان يتحمل التعب كنت قولت عادي لكن منشطات حثيه للإثاره دي غريبه.
فجأه تذكرت إيلاف أن جواد كان طبيعيا قبل أن يحتسى القهوه، حقا كان يحدثها بإستهجان لكن بمجرد أن إحتسى القهوه تبدل لتلك الحاله، فكرت سريعا وتوجهت نحو غرفة جواد، لكن لم تجد صنية القهوه، بالتأكيد أخذتها العامله، فكرت أن تذهب إليها لكن تراجعت عن ذالك حتى يعود جواد لصحته وتخبره بشكها أو ربما هنالك تفسير آخر لديه لتلك الحاله التي كان عليها والتي كادت تصل به الى الموت.
مع صدوح آذان الفجر.
بمنزل صلاح أمام غرفة جاويد القديمه التي كان يمكث بها قبل أن يتزوج، تقابلت يسريه معه بالصدفه سأله بإستغراب: جاويد أيه اللى جابك للأوضه دى وكمان أيه الشنطه اللى في إيدك دى.
رد جاويد بتبرير كاذب: أنا كنت سهران على ملف صفقه والوقت سرقني ومحستش غير على آذان الفجر، و دى شنطة سفر، أنا مسافر أسوان دلوك في مشكله هناك وإحتمال أبات خدت لى غيار إحتياطي معايا.
تسألت يسريه: والمشكله دى ظهرت فجأع ومكنش ينفع تتحل عالموبايل من غير ما تسافر أسوان.
رد جاويد بكذب هو كان يستطيع حل تلك المشكله البسيطه بمكالمه هاتفيه، لكن أراد الإبتعاد عن سلوان تلاعبا منه على وتر الإشتياق لديهم الإثنين: فعلا المشكله ظهرت فجأه ولازم أسافر بنفسي أحلها مش هتاخد معايا وقت يمكن آخر النهار أرجع ومباتش هناك على حسب الوجت.
وضعت يسريه يدها على كتفي جاويد تجذم طرفي المعطف عليه قائله بأمومه: إقفل الجاكيت الجو بدأ يبرد، وتروح وترجع بالسلامه.
إبتسم جاويد سألا: بس إنت أيه جايبه هنا دلوك يا ماما.
ردت يسريه: مسمعتش صوت عربية جواد، قلقت وجيت أطمن عليه، بس مش في الاوضه حتى بتصل عليه مش بيرد.
إبتسم جاويد قائلا: يمكن كسل يجي ونام في المستشفى، إنت عارفه إنه أوجات كتير بيعمل إكده، ويمكن قافل موبايله عشان عارف قلق حضرتك الزايد.
رغم ذالك الشعور السئ الذي يختلج بقلبها لكن تبسمت ل جاويد قائله: بكره لما يبجي عيندكم ولاد تجربوا قلقي، عاعموم انا هروح أتوضى وأصلي وأدعي لكم بصلاح الحال، وإنت متنساش تصلي الفحر قبل ما تمشى، ربنا يسهلك الطريق.
إبتسم جاويد قائلا: هصلي الفجر في المسجد جماعه في الطريق.
توقف جاويد عن الحديث للحظات ثم قال: ماما خلى بالك من سلوان، وحذري حفصه بلاش تلقح عليها كتير بسيرة مسك.
تنهدت يسريه ببسمه قائله: هحذرها مع إنى حذرتها قبل إكده ومعرفش مسك دي عامله لها أيه، كل شئ نصيب، بكره حفصه مع الوقت تاخد على سلوان ويبجوا أصحاب.
إبتسم جاويد وترك يسريه تتنهد تشعر بحدوث شئ لكن ما هو، كما يقولون الخبر السئ لا ينتظر.
بغرفة سلوان.
لم تستطع النوم طوال الليل، تشعر بالسأم للحظات فكرت بالخروج من الغرفه والبحث عن جاويد لكن تراجعت، الى أن سمعت صوت تشغيل سياره، نهضت من على الفراش وذهبت نحو زجاج شرفة الغرفه وسحبت الستائر قليلا ونظرت من خلفها على الحديقه رأت نور سيارة جاويد غص قلبها هو غادر دون أن يهتم بها، للحظه تدمعت عينيها بندم لا تعلم سبب له، بالتأكيد غضب بسبب ذكرها له بإسم جلال بتعمد منها، آيا كان السبب هو قاسي القلب، بدأ يتوغل لقلبها ندم لاتعرف سببه تمنت قائله: ياريتني كنت سمعت لتحذيرات بابا ومجتش هنا.
لل الأقصر يمكن مكنتش قابلت جاويد الكداب اللى خدعني بشخصيه مزيفه مش موجوده عنده.
بينما جاويد أثناء تشغيله للسياره قبل أن يخرج من المنزل رفع وجهه صدفه ونظر نحو شرفة جناحه لمح سلوان واقفه تتخفى خلف ستائر الشرفه تبسم وهو يشعر بشوق لها من قبل أن يغادر، للحظه شار عليع قلبه، إذهب إليها وأطفي لهيب الشوق بقبلاتها، لكن ذمه عقله لا تستسلم لذالك الشوق، يوم بعيدا قد يكون إستراحة محارب من العشق.
بعد قليل خرج جاويد من المسجد بعد تأدية صلاة الفجر، سار بسيارته بطريق البلده المجاور لأرض الجميزه، لكن قام بتهدئة سرعة السياره حين رأي تلك المرأه تسير على جانب الطريق، وفتح زجاج باب السياره المجاور له، وكاد يتحدث لكن هي سبقته بالحديث قائله بتحذير: خد بالك طريج العشج واعر، والصبيه العين عليها مرصوده وهي في جلب(قلب) دارك بس السلسال اللى بصدرها حاميها.
إستغرب جاويد وكاد يتسأل لكن المرأه أشارت له بالسير حتى يفسح الطريق لسياره أخرى آتيه خلفه.
إمتثل جاويد للسير بالسياره بسرعه مقبوله بعد سماع صوت تنبيه تلك السياره التي خلفه أكثر من مره، لكن إستغرب حين نظر بمرآة السيارة الجانبيه ولم يرى تلك المرأه على الطريق، إستغرب أكثر وفكر أى سلسال تقصده تلك المرأه!
بالمشفى
صباح.
دخلت إيلاف الى غرفة جواد بداخلها شعور تتمني أن تجده قد عاد للوعي، لكن حين دخلت كان مازال غافيا، إقتربت من الفراش ترى عمل تلك المجثات الموضوعه على صدره، لا تعرف سبب لما توقفت لدقيقه تتأمل ملامحه التي تتسم ببعض السمار المحبب الذي يعطي لملامحه رجوله خاصه به، حتى ذالك الشعر الناعم المنسدل منه خصلات على جبينه وعيناه وهو نائم، بتلقائيه منها إقتربت بآناملها من تلك الخصلات وأزاحتها عن عيناه، بنفس اللحظه كان يفتح جواد عيناه تلاقت أعينهم للحظات قبل أن يعود جواد ويغلق عيناه ثم فتحها بوهن، بنفس اللحظه تبسمت إيلاف وسحبت يدها سريعا قائله: حمدلله عالسلامه يا جواد، قصدى يا دكتور جواد.
تحدث جواد بوهن سألا: أنا أيه اللى حصلىي آخر حاجه فاكرها إني حسيت إن قلبي كان هينفجر جوايا.
تنهدت إيلاف براحه قائله: الحمد لله أزمه وعدت، بس عاوزه أسألك سؤال: إنت كنت بتاخد أى منشطات قبل كده.
إستغرب جواد قائلا: منشطات أيه!، أنا بسهر لاوقات طويله حتى طول عمري بكره أخد أى برشام غير للضروره القصوى.
إستغربت إيلاف قائله: بس تحليل الدم اللى إتعمل ليك بالليل كان فيه نسبه من أحد أنواع المنشطات ال...
توقفت إيلاف عن تكملة حديثها بخجل منها، مما جعل جواد يتسأل بفضول: منشطات أيه؟
بخجل من إيلاف جاوبت عليه: منشطات حثيه، وكانت بنسبه كبيره وده السبب اللى أثر على قلبك.
إستغرب جواد قائلا: مستحيل، أكيد في حاجه غلط في تحليل الدم.
ردت إيلاف: معتقدش والسبب حالتك من كام ساعه كانت تأكد ده، بس ممكن تكون أخدت المنشطات دي بطريقه غلط مثلا.
إستغرب جواد يتسأل: قصدك أيه بطريقه غلط بقولك قليل لما باخد برشام للصداع حتي.
ردت إيلاف بتوضيح: بس ممكن تكون إتحطت لك بالغلط في القهوه مثلا.
قبل أن يتسأل جواد، كان هاتف بجيب معطف إيلاف يصدح برنين، أخرجت الهاتف من جيبها ومدت يدها به نحو جواد قائله: ده موبايلك رن أكتر من مره، متآسفه أخدته وإحنا بنقلعك هدومك وحطيته في جيبي وفضل معايا، زى ما قولتلك رن أكتر من مره.
مد جواد يده بوهن وأخذ الهاتف من يد إيلاف، ونظر للشاشه وتبسم ثم قام بالرد، وسمع لهفة يسريه: جواد إنت بخير ليه مرجعتش للدار وكمان ليه مكنتش بترد على إتصالاتي.
رد جواد بهدوء: .
أنا بخير إطمني يا ماما، ومرجعتش للدار كسل مني.
تنهدت يسريه براحه قائله: كسل، ماشى بس بلاش تبات الليله دى كمان عندك في المستشفى لأحسن هتلاقينى طابه عليك وأحرجك قدام زمايلك والعيانين اللى في المستشفى.
إبتسم جواد قائلا بموده: الحجه يسريه مجامها عال تشرف المستشفى ومديرها المتواضع.
إبتسمت يسريه قائله: بس يا بكاش عالصبح، إنت لو مكنتش رديت عليا دلوك كنت هتلاجيني حداك.
إبتسم جواد قائلا: ياريتني ما رديت كنت نولت شرف زيارة الحجه يسريه.
إبتسمت يسريه بألفه قائله: كده أنا إطمنت إنك بخير طالما بتهزر كده، بس بلاش ترهق نفسك زياده يا حبيبي، إن لبدنك عليك حق، وكمان المستشفى فيها دكاتره وموظفين غيرك خليهم يشوفوا شغلهم وإرتاح إنت شويه وإرجع الدار بدري الليله.
إبتسم جواد قائلا: حاضر يا ماما هرجع بدري عشان قلق الحجه يسريه.
إبتسمت يسريه قائله: ترجع بالسلامه، يلا متتأخرش المسا هعمل حسابك معانا عالعشا وهطبخلك الوكل اللى بتحبه، مش وكل الرمرمه بتاع الشوارع الماسخ.
إبتسم جواد قائلا: لاء طالما هتعملي لى أكل مخصوص قبل عشيه هكون حداك في الدار، وكمان مش هاكل طول اليوم عشان أشبع من وكلك اللى ما يتشبع منيه.
إبتسمت يسريه قائله بتأكيد: بس إياك إنت متتأخرش وتجولى كان حداك زحمة شغل.
رد جواد: لاه إطمني، بس إنت جهزي الوكل بدري.
ردت يسريه: تمام، ترجع بالسلامه.
أغلق جواد الهاتف، ونظر ل إيلاف التي كانت تستغرب رد جواد على والداته بتلك الطريقه من يسمعه يقول أن ليس هذا من كان يواجه الموت قبل ساعات وجعل قلبها يرتجف بلهفه غريبه عليه.
بعد الظهر
بمنزل صلاح، إستقبلت حفصه عمتها صفيه ومعها مسك بترحيب خاص، بينما سألت صفيه: فين صلاح.
ردت حفصه: بابا لسه مجاش من المصنع بس زمانه جاي عشان الغدا.
تنهدت صفيه قائله بنزك: يظهر إحنا جينا بدري، حتى مستنناش أمجد يرجع من الجامعه.
إبتسمت يسريه التي آتت لهن قائله: تنوري يا صفيه، الدار دارك.
تهكمت صفيه قائله: فعلا الدار داري ناسيه إن ليا فيها حقى في ورث أبوي.
إزدردت يسريه ريقها قائله: لاه مش ناسيه يا صفيه، ومالوش عازه الحديت ده.
شعرت حفصه بتوتر حاولت تلطيف الحديث قائله: هاخد مسك معايا أوضتي نتحدت سوا على ما بابا يرجع من المصنع ويحضروا الغدا.
أخذت حفصه مسك وذهبن نحو غرفة حفصه لكن كادت سلوان أن تصتطدم بهن دون إنتباه منها حين تقابلا على غفله بأحد ممرات المنزل، تجنبت منهن، لكن تسمعت لضحكهن كآنهن يسخرن منها، لم تبالى لهن وأكملت طريقها...
بينما دخلت حفصه الى غرفتها خلف مسك وأغلقت باب الغرفه عليهن ونظرت ل مسك ببسمه قائله: . كويس إنك جيت مع عمتي.
مثلت مسك الآسي قائله: مكنتش هاجي عشان متقابلش مع الحربايه سلوان، وأهو لسه كانت في وشي.
ردت حفصه: غلطانه، تعرفي إنى مع الوقت بتأكد أن سلوان مش هتعمر إهنه، ويمكن قريب كمان ترحل عن إهنه.
إستغربت مسك سأله: جصدك أيه؟
ردت حفصه بتوضيح: أنا شوفت جاويد وهو واقف بره الجناح بتاعه في أول الليل وكان شكله مضايق، ومشى نزل لأوضته الجديمه، والفجر سافر أسوان وسمعت إنه هيبات هناك كمان الليله.
ردت مسك: وفيها أيه يعني.
تنهدت حفصه قائله: . فيها إن جاويد واضح جدا أنه مش على وفاق مع سلوان، وأعتقد هو مش هيتحمل ده كتير، جاويد مش بيحب الحال المايل ولا الدلع الماسخ بتاع سلوان.
إنشرح قلب مسك قائله: جصدك إنه ممكن يطلقها.
ردت حفصه: ممكن جدا، ليه لاء، سلوان عايشه دور البرنسيسه وبتتجنب الحديت مع كل اللى إهنه وبترد بتعالي، حتى على ماما وجاويد، وإنت عارفه قيمة ماما عند جاويد، ممكن يفوت ليها معاه لكن مع ماما مستحيل يفوت ليها، ومتوكده ان هيحصل خلاف بين ماما وسلوان قريب جدا.
بغرفة الصالون
دخل صلاح على حديث صفيه مع يسريه مبتسما وألقى عليهن السلام.
رددن عليه الإثنتين، جلس يرحب بصفيه، الى أن أشار بعينه الى يسريه التي فهمت إشارته ونهضت قائله: هروح أشوف توحيده خلصت الغدا ولا لسه.
غادرت يسريه وتركتهم، تحدثت صفيه: إمبارح كنت في مشوار قريب من أرض الجميزه وأنا راجعه لفت نضري شئ غريب إهناك، أيه الطوب والرمل والأسمنت ده كله.
رد صلاح بتفسير: ده الموضوع اللى كنت متصل عليك عشانه، بصى صالح قرر يحاوط نصيبه في الأرض كله بسور، وكان عرض عليا يشتري نصيب وكمان نصيبك.
إستغربت صفيه سأله: وعاوز يشتري الأرض دى ليه، هيبنيه ماخور زى اللى بيسهر فيهم كل ليله.
رد صلاح بغصه: بلاش الحديت ده وإدعى له بالهدايه.
تهكمت صفيه قائله: ربنا يهديه، بس إنت رديت عليه بأيه هتبيع له نصيبك في الأرض.
رد صلاح: لاه، بس جولت أجولك على عرضه، يمكن إنت ليك رد تاني وتوافقى تبيعي له نصيبك.
ردت صفيه بتسرع: انا كمان لاه مش هبيع نصيبي، نصيبى كان أمجد أنه بيفكر يضم أرض الحج مؤنس مع نصيب يعمل مشتل إصغير لنباتات عطريه وطبيه ودي ليها مستجبل، بس لسه بيدرس المشروع، وولدي أولى بأرضي.
مساء
منزل صالح.
تقابل مع زاهر على سلم المنزل الداخلى، تنهد زاهر بهدوء قائلا: زين إنى لحقتك قبل ما تطلع من الدار، كنت عاوز أجولك أمر هام.
تهكم صالح سألا بسخريه: وأيه هو الآمر الهام، لو عاوز فلوس هجولك لاه، إنت مش خدت أرض أمك.
تنهد زاهر بصبر قائلا: لاه مش عاوز منيك فلوس ده أمر تانى.
زفر صالح نفسه بضجر قائلا: وايه الامر الهام ده.
رد زاهر: أنا خلاص هخطب.
تهكم صالح مستغربا يقول بإستقلال: ومين بت الحرام اللى رضيت بيك!
إبتلع زاهر غصه قويه في حلقه قائلا: هي فعلا بت حرام عشان هتتجوز واد حرام زييها، ياريتني ما سمعت حديت عمي وجولت أخبرك حتى من باب المعرفه.
تهكم صالح بغيظ قائلا: يعنى إنت مسوي كل شئ وجاي تجولى بعد ما عمك جالك، لاه كتر خيرك، واد حرام بصحيح، ها مسك هي العروسه.
رد زاهر: لاه مش مسك، العروسه صبيه تانيه.
تهكم صالح وضحك بصخب قائلا: لاه واضح إنك ورثت ميني لعنة العشق المحروم.
ب أحد فنادق أسوان.
وقف جاويد بشرفه تطل على النيل يشعر بشوق ل سلوان كان يستطيع العوده اليوم الى الأقصر، لكن فضل المبيت هنا، أخرج هاتفه وقام بفتحه على أحد الملفات ونظر الى تلك الصور الخاصه ب سلوان يتنهد بشوق لو أنها أمامه الآن بهذا المكان، فكر للحظه أن يهاتفها ويشاغب معها مثلما كان يفعل بالأيام الماضيه، كاد يضغط بإصبعه على رقمها لكن تراجع باللحظة الحاسمه وأغلق الهاتف ودخل الى داخل الغرفه وألقى الهاتف فوق الفراش وتستطح عليه يزفر أنفاسه بتوق، وتردد للحظه وجذب هاتفه وقام بالإتصال على سلوان، لكن الهاتف أعطي أن هاتفها مشغول بإتصال آخر، إستغرب ذالك لكن تذكر أن هذا ميعاد إتصال والد سلوان بها، نهض من على الفراش وترك الهاتف، وذهب نحو الحمام قائلا: أحسن حل أخد حمام بارد يرطب جسمي، وبعدها أكيد هيقل تفكيري في سلوان.
بنفس الوقت
بحديقة منزل صلاح
كانت سلوان تجلس على تلك الأرجوحة تنظر نحو السماء الملبده ببعض الغيوم
شارده ب جاويد الذي لم يهاتفها طوال اليوم عكس عادته الأيام السابقه كان أحيانا يهاتفها بلا سبب، لكن مضى اليوم لم يهاتفها، أثناء شرودها لم تنتبه ل صالح الذي إقترب من مكان جلوسها وتحدث من خلفها بإطراء لها: هي الجميله كيف الجمر(القمر) مش بتظهر غير بالليل زييه.
إنشعفت سلوان وفزت واقفه من على الأؤرجوحه ونظرت له بنفور صامته.
تهكم صالح من نفضتها قائلا: كانك سمعت ولا شوفت عفريت إياك.
إبتلعت سلوان ريقها قائله بإشمئزاز: لاء بس كنت سرحانه ولما سمعت صوتك إتخضيت.
شعر صالح بالغيظ سألا: وكنت سرحانه في أيه؟ في جاويد؟
صدح رنين هاتف سلوان بنفس اللحظه ظنت أنه جاويد لكن رأت رقم والداها، نظرت ل صالح بضيق قائله بنفور وإشمئزاز من نظرات عين ذالك العجوز الدنئ: لاء كنت سرحانه في بابا اللى بيتصل عليا دلوقتي، عن إذنك لازم أرد عليه، عشان بيقلق لما بغيب في الرد.
قالت سلوان هذا وتركت صالح ذهبت نحو داخل منزل صلاح، تنهد بغضب وكره قائلا: هاشم وجاويد التنين أسوء من بعض مكنش لازم أتردد أجتلهم لما جاتلى الفرص قبل إكده، بس ملحوقه لازمن التنين يدجوا(يدقوا) من جمر نفس النار اللى بسببهم لسه نار الماضي شاعله بقلبي.