قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والأربعون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والأربعون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع والأربعون

بالمشفى
تنهد جواد ببرود وهو ينظر ل إيلاف بترقب مبطن ببسمه داخليه ولم يتفوه إنتظارا لحديثها.
بينما إيلاف شعرت بتردد قبل أن تتحدث تذكرت قبل أيام
[فلاش باك]
فجرا
بالمشفى
كان جواد يعلم أن الليله وردية إيلاف الليليه.

رغم شعور العشق المتمكن منه ل إيلاف لكن لم يتنازل عن أن يعطيها درس في الثقه بالنفس رغم مرور فتره مازال يتعمد تجنب الحديث معها الأ في أضيق الحدود يعلم أن بذالك يعطي ل إيلاف فتره أن تثق بنفسها وتفرض شخصيتها دون تواري كما كانت تفعل سابقا، رغم لهفة قلبه لكن تحمل ذالك الجفاء الذي يظهره لها فقط حتى تبوح هي وتفيض بكيانها، وتعلم أن وصمة الماضي تسكن عقلها فقط لا أحد يتذكر الماضى مع مرور الوقت يصبح في طي النسيان كما يقال أصلك وقتك ينتظر أن تبدأ هي بالمحاوله هذه المره البوح أولا أنها تغيرت وتريد بدأ حياة بمنظور مختلف في كل شئ، لن تعود تلك الضعيفه مره أخري، نظر الى ساعه موضوعه هلى الخاىط بالمكتب، تنهد ببسمه، ونهض يخلع معطفه الأبيض وإرتدي معطف آخر خاص به وهو يخرج من باب الغرفه، رأى إيلاف بالرواق القريب تقف مع إحدي الممرضات تعطيها بعض الإرشادات مر من جوارهن دون حديث بتعمد منه، بينما حين رأته إيلاف أنهت حديثها مع الممرضه سريعا وذهبت خلفه، وهو يتعمد التباطؤ بالسير الى أن وصل الى مكان صف سيارته ب فناء المشفى.

فتح باب السياره، لكن قبل ان يصعد إليها سمع نداء إيلاف بلهفه: دكتور جواد.
فى البدايه كان يود تمثيل عدم الإنتباه لندائها، لكن سرعتها ولهفتها وهي تقترب من السياره جعلته يتوقف وينتظرها الى أن أصبحت فريبه للغايه، توقفت تلهث قائله: إنت راجع للبيت.
أومأ لها برأسه
ب نعم.

علمت أنه سؤال غبي منها وللحظة شعرت بالحرج لكن لابد لنهايه لذالك التبلد، طلبت بفرض نفسها: الوقت متأخر وكنت هطلب تاكسي صاحبه صديق بابا، بس ممكن إنت توصلني في سكتك.
أومأ جواد لها قائلا: تمام.

إنشرح قلب إيلاف وتبسمت وهي تفتح الباب الآخر للسياره وصعدت إليها جوار جواد الذي جلس خلف المقود، وقام بتشغيل السياره ثم قادها في هدوء، ظل صامتا، لبعض الوقت، تنحنحت إيلاف بحرج منها تحاول جذب الحديث معه وسألته بفضول: إزي سلوان وحفصه وطنط يسريه وكمان طنط محاسن.
رد جواد بإقتضاب: كويسين.
عاودت السؤال بفضول: وكمان حسني أخبارها أيه؟
رد جواد بإختصار: معرفش.

حاولت إيلاف فك جمود جواد قائله: البنت دى صعبت عليا أوي يوم العزا بتاع باباها حسيتها مكسوره.

رد جواد بتلميح: بالعكس دى كانت شجاعه وإتقبلت القدر وهي اللى أخدت عزا والداها، بغض النظر عن إن زاهر وأخوها هما اللى كانوا واقفين في صوان العزا بتاع الرجاله، بس اللى سمعته من ماما أنها كانت قاعده وسط الحريم تاخد عزا والداها بعد مرات أبوها ما جالها إنهيار عصب، شجاعه وقلبها رغم الآسى بس عرفت تبقى قد المسؤليه مهربتش منها وإنهارت هي كمان.

فهمت إيلاف فحوى حديث جواد، شعرت بالخزي من نفسها، ظلت صامته لدقائق.
خطف جواد نظره لها وأخفي بسمته فلقد أصابت كلماته لها، ظل صامتا الى عادت هي للحديث مره أخري بإستفسار: بابا قالى إن في مصنع جديد هيشتغل قريب.
رد جواد بإقتضاب: معرفش انا ماليش في شغل جاويد ولا بدخل فيه.

شعرت إيلاف بوخز في قلبها لكن حاولت جذب الحديث مع جواد لبقية الطريق كان بداخله سعيد من محداثتها، رغم أنه كان يرد عليها بإختصار وإقتضاب وعدم النظر إليها إلا إختلاسا دون أن يلفت إنتباهها الى وصل أمام منزلها، توقف بالسياره.
شعرت إيلاف بوخزات وبتردد قبل أن تترجل من السيارة قالت: أنا بكره، او قصدى خلاص بقينا يوم جديد، النهاردة أجازة من الشغل في المستشفى.

وصل الى جواد مغزي قول إيلاف لكن رسم البرود قائلا: يا بختك عندك أجازات إنما انا مدير المستشفى معنديش أجازات عالعموم أجازه سعيده حاولي تستمتعي بيها اهو تجددي نشاطك وتستعيدي حيويتك مره تانيه.
ذمت إيلاف شفاها بغيظ وترجلت من السياره وقفت للحظه ثم قالت له: شكرا إنك وصلتني.
أخفى جواد بسمته قائلا: كنت هقولك سلميلى على عم بليغ ومامتك بس أكيد زمانهم نايمين، تصبح على خير.

لم يتنظر جواد ردها وقام بتشغيل السياره وسار بها ينظر الى دخول إيلاف الى المنزل من المرآة الجانبية للسياره مبتسم، بينما دلفت إيلاف الى المنزل، تشعر بغضب، لكن حسمت أمرها لابد من مواجهه مع جواد ووضع شرطة بداية السطر لحياتهم.
[عوده]
عادت إيلاف من ذكرى تلك الليله على قول جواد: .
خير، قولتي لازم نتكلم في موضوع مهم، ودلوك سكت وكمان شكلك سرحانه.
إنتبهت إيلاف بخزى وقالت بمراوغه: لاء مش سرحانه.

تبسم جواد سألا: تمام ياريت تقولى الموضوع المهم اللى عاوزه نتحدت فيه، عشان الوجت اللى يضيع المرضى أولى بيه.
نظرت إيلاف بإستغراب من لكنته الصعيديه وقالت: تمام، جواد.

أنا عارفه إني كنت جبانه وسيبت الماضي يتحكم فيا وفعلا كنت عامله زى النعامه زي ما قولت لى، بس أنا خلاص قررت إني مدفنش راسى في الرمل تاني، وإنت شوفت الفتره اللى فاتت أنا واجهت خوفى وقدرت أتغلب عليه وبقيت مش بخاف حد يعرف ماضي بابا اللى كان لازم أدافع عنه عشان أنا كنت واثقة من براءة بابا.
تنهد جواد قائلا: مش فاهم إنت تقصدي أيه.

شعرت إيلاف بإرتباك قائله: يعني أنا مبقتش إيلاف الضعيفه اللى بتتوارى دايما، وكمان...
قاطعها جواد ونهض واقفا وأعطاها ظهره يقول بتحفيز: كمان أيه، معتقدش إنك إتغيتري، هي فتره وهترجعى تاني لنفس الشخصيه القديمه.

بتردد وحياء أستدارت وأصبحت بوجهه وقالت بتأكيد: لاء يا جواد، انا فوقت انا تخاذلي كان هيضعني لو مش وقوفك جانبي، واظهرت برائتي، كان ممكن يتكرر اللى حصل مع بابا معايا ويضيع مستقبلي، عارفه انى كنت جبانه، بس والله انا اتعلمت من غلطي ومش هكرره تاني، وبقيت شخصيه تانية مش هتسيب حقها ولا هتتخاذل أو تتواري زى النعامه.
للحظه إنشرح قلب جواد لكن مازال متمسك بالبرود سألا بقصد: مش فاهم تقصدي أيه؟

بخجل تنهدت إيلاف قائله: يعني هبقى الأم القويه اللى تتمناها لولادك، الأم اللى تشبه طنط يسريه.
تبسم جواد قائلا: بس أنا مش عاوزك نسخه تانيه تشبه ماما، عاوزك بشخصيه مختلفه تكونى إنت المتحكمه فيها.
ردت إيلاف بتسرع وإستجداء: والله هبقى شخصيه قويه خاصه بيا ومختلفه بس كفايه كده بقى تتجاهلني أكتر من كده، صدقنى أنا أتغيرت، ومش هسمح لأي موقف مهما كان يضعفني مره تانيه.
تبسم جواد وهتف بإختصار: تمام.

سأم وجه إيلاف وسألت بإستفهام: يعنى أيه تمام.
تبسم جواد ورفق ب ايلاف قائلا: .
يعنى أنا هتكلم مع عم بليغ وأحدد معاه ميعاد لزفافنا في أقرب وقت.
تخصب وجه إيلاف بخجل وقالت بحرج: تمام.
تبسم جواد قائلا: تمام هحاول يكون ميعاد الزفاف باقرب وقت بعد ولادة سلوان، عشان تبقى فرحه مزدوجه.
منزل صالح.

بعصبية مفرطه مازال زاهر ينظر ل حسني، تهكم على ردها: هتشغلي الوضع الصامت إجباري لآنى هقطع مش بس لسانك، لاء هقطع عمرك كمان.
نظرت له حسني بإستبياع رغم رجفة قلبهاوقالت: كويس عشان ألاقى سبب مقنع أحطه في قضية الخلع، هقول عنيف.
تلفت زاهر حول نفسه مثل العصفور قائلا: عنيييف، دا أنا هعرفك العنف على أصله، مفيش...

قطع زاهر حديثه حين وقعت عيناه على ذالك الشاحن الموضوع على طاوله جوار الفراش ويصل بالكهرباء، ذهب نحوه بعصبيه قائلا: مش أنا عنيف، أنا بقى هلسوعك بالكهربا.
لسوء حظ زاهر ولعصبيته حين حاول جذب الشاحن من الرأس إنقطعت بيده وشعر بكهرباء خفيفه بيده جعلته يترك الشاحن، بغضب، ونظر نحو حسني التي لم تستطيع كبت بسمتها، نظر لها بغضب قائلا: بتضحك على ايه، قولى لى إزاى رفعت عليا قضية خلع كتبت السبب أيه، إنى مبعرفش.

ضحكت حسني غصبا، مما زاد الغضب لدي زاهر الذي قال بتعسف: ماشى يا حسني إضحك، مفكره إنى هسيبك عالوضع الصامت دا أنا هخليك تشغل الوضع الهزاز بعد كده، بمجرد ما تسمعى صوت، بصي بقى، بعد كده هتنامى هنا في أوضتي وجانب عالسرير ده وهاخد حق الشرعي منك، وقضية الخلع دى هتسحبيها غصب عنك.
أومأت حسني رأسها ب لا
تعصب زاهر وإقترب منها وجذبها عليه قائلا: ردى عليا، كاتبه أيه سبب قضية الخلع.

صمتت حسني لكن كبتت بسمتها بصعوبه.
أمسك زاهر إحدى ي دي حسنى وقام بعضها بغيظ قائلا: إيدك دى اللى كتبت سبب قضية الخلع، لو منطقتيش أنا هقطعها.
تآلمت حسني من عضة زاهر وقالت بآلم: كتبت في القضيه إنك بخيل.
إبتعد زاهر عن حسني ونظر لها بغضب قائلا: أنا بخيل
انا كنت ببعت لك إيجار المخزن الفتره مضاعف عشان مصاريفك، وإنت اللى كنت بترجع المبلغ تاني.
نظرت له حسني بدمعة تلآلآت بعينيها وصمتت.

عاود زاهر الإقتراب منها بغيظ قائلا: ساكته ليه ما تردي، حتى إنكري إنى كنت بعمل كده.

نظرت له حسني بغضب وإنفجرت به قائله: البخل مش بس في الفلوس يا زاهر، لو كنت بخيل في الفلوس شئ ممكن أقدر عليه وأتعايش معاه، لكن إنت كنت بخيل في مشاعرك معايا من البدايه، صدقت نفسك إنى عملت خدعه مع مرت أبوي عشان طمعانه أتجوزك، حتى لما إتجوزنا طلبت مني أختفي من قدامك دايما، كنت بخاف تشوفني أو تلمحني حتى بالصدفه تزعق فيا، إستخسرت فيا إن أكون زوجة طبيعيه زى بقية الناس، حتى لما حصل بينا...

توقفت حسني تشعر بالخجل، سرعان ما عاودت الحديث بآسى: لما حصل بينا علاقه، بعدها صدمتني إن نيتك تطلقني، ولما سيبت الدار حتى مكلفتش نفسك تجي ورايا، مش هقول كنت تصالحنى، بس كنت تسأل عني مش يمكن مكنتش روحت دار أبويا، أو عملت في نفسى حاجه، لكن إنت ولا أهتميت بشآنى كآنى كنت هم وإنزاح من على قلبك، مش بنكر وقفتك جانبي في وفاة أبويا، بس بعدها أيه اللى حصل، رجعت زى ما كنت كآنك كنت بتعمل كل ده رياء.

شعر زاهر بخزي من نفسه هي محقه في كل ما قالته، لكن هي بلهاء هو كان يداوم السؤال عنها شبه يوميا من خلال أخيها الذي طلب منه الا يقول لها حتى لا تشعر أنه يفعل ذالك شفقة...
زفر نفسه بغضب قائلا بجمود: رياء...

طب يا حسني هتشوفى الرياء منى بعد كده على أصوله، بصي بقى ممنوع رجليك تخطي بره الدار، وهتبقى مراتي وكل شئون الدار ده ملزومه منك، يعني أرجع من الشغل الاقى صاحيه مستنيانى، وكل شئ يخصني إنت اللى هتبقى مسؤوله عنه، يعني هدومي أكلي راحت مسؤولين منك، وهنفذ من دلوك.
قال زاهر هذا وجذب ساق حسني، لتتمدد فوق الفراش ولم يتنظر لحظه وإع تلاها يقبل شفاها.

ليس بقسوه، في البدايه مانعت حسني، لكن زاهر إستمر في الق بلات لكن نهض عنها بغضب بسبب صوت ذالك الهاتف الذي تكرر لأكثر من مره، نظر لشاشة الهاتف، ورد بتعسف، وعيناه مسلطه على حسني قائلا: تمام، لاء مش ناسي نص ساعه وأكون عندك في الجاليري.
أغلق زاهر الهاتف ونظر ل حسني بغضب قائلا بوعيد: راجعلك المسا، أرجع الاقى الأكل وهدومي جاهزة وإنت كمان، وأياك بس تطلع بره الدار، ومن غير سلام يا حسني.

خرج زاهر من الغرفه وصفع خلفه الباب، إرتج صوته في قلب حسني التي تشاهدت قائله بإرتياح: أشهد أن لا إله الأ الله.

الحمد لله إتكتبلي عمر جديد، سرعان ما ضحكت حسني وهي تتذكر عصبية زاهر وبالأخص حين تكهرب بسبب قطع ذالك الشاحن، وقالت: قال هيشغلني عالهزاز أهو هو اللى إتكهرب من أفعالكم سلط عليكم، بس والله كان حلو أوي وهو متعصب إكده، مفكر أنى هخاف من حديته وإنى مقدرش أطلع بره الدار، بس أنا بجي هطلع عينيك با زاهر، وهسمع لحديت خالتي محاسن، طلع كان عندها حق، إنت محتاج اللى يصدمك.
تبسمت حسني وهي تتذكر قبل أسبوع تقريبا.

[فلاش باك].

هاتفت يسريه حسنى، طلبت منها أن تلتقيان بمكان خارج منزل والدها، وافقت حسني على طلب يسريه التي أرسلت لها سياره خاصه تقلها الى المكان اللتان سيلتيقان به، بعد قليل وصلت السياره الى أمام أحد منازل قرية الأشرف، نظرت حسني ل يسريه التي تقترب من السياره ببسمه، ترجلت حسني من السياره بإندهاش، إحتوت يسريه حسني، وجذبتها للدخول معها الى ذالك المنزل البسيط التي إستقبلتها به محاسن ورحبت بها قائله: أول مره تدخل دار خالتك محاسن.

إبتسمت حسني رغم تلك الغصه والحزن الذي مازال يسكن قلبها، كذالك إحتوت محاسن حسني، وعاودت الحديث: تعالى مش هنتحدت وإحنا واجفين إكده إنت مش غريبه، إنت معزتك زادت في قلبي من يوم ما وقفت معايا لما حفصه كانت عيانه، دخلت قلبي وقولت البت دى خسارة في البأف زاهر، هو كان لازمه واحده شبيهة عمته صفيه إكده، تعالي إجعدي چار، عاوزاك في حديت مهم.

تبسمت حسني وجلست جوارها، شعرت بحنان كانت تفتقده حين وضعت محاسن يدها على كتفها وقالت بحنان: بصي يا بت أنا وخالتك يسريه منعرفش أيه اللى حصل بينك وبين زاهر ومش هنسالك أيه اللى حصى، بس سبق وخالتك يسريه جاتلك الدار وحاولت إنها تصلح بينك وبين زاهر بس إنت وجتها يمكن كنت لسه في البدايه وواخده على خاطرك من زاهر وقلبك مقفول من ناحيته، بصي يا بت هقولك على نصيحه، انا ربنا مكتبش ليا إن يكون عندي عيل أو عيله من صلبي، بس بحس إن أى حد يدخل قلبي يبقى حبه ومعزته زي ولدي، وإنت غاليه عندي، الست مننا ملهاش غير راجلها هو السند والضل ليها، يمكن يكون زاهر غلط فيك، بس بعد ما شوفته بعنيا قد أيه هو كان زعلان عليك أيام المرحوم ابوك، وكمان واقفته في العزا جار أخوك بينت إن ليك عنده مكانه خاصه.

تهكمت حسني بحسره وتدمعت عينيها وقالت: مكانه خاصه ليا أنا وعند زاهر، معتقدش.

تدخلت يسريه قائله: لاه انا عارفه زاهر كويس ولو مكنش ليك مكانه عنده عمره ما كان هيهتم بيك، كمان ملاحظه حاله اللى إتغير الفتره اللى فاتت، زاهر يشبهك يا حسني عاش نفس ظروفك يتم الأم يمكن إنت إتربيتي مع مرات أب طماعه بس أهو كان في اللى يسأل عنك، زاهر كلنا كنا خايفين يورث أطباع أبوه الشينه(السيئه)بس هو إختار طريق تانى بعيد عنه، هقولك على حاجه.

أنا لما جاتلي مرت أبوك وحكت لى على اللى حصل وأنها شافتك مع زاهر، مصدقتهاش لسبب واحد.

زاهر بيكره الطبع ده في صالح ابوه واكيد مش هيعمل إكده، بس دخل لقلبي فضول أشوفك وأعرف السبب اللى يخليك تقبلي تفتري على زاهر، بس إتفاجئت بحديتك وجتها، لو كنت عند توقعي مكنتش هوافق على جوازك من زاهر، وكنت هحل الأمر بسهوله، بس وقتها خيبتي توقعي وقولتلى الحقيقه، بس انا مقولتهاش ل زاهر عشان يقبل يتجوزك، قولت إنت الوحيده اللى هتقدر تطلع زاهر من العتمه اللى هو فيها، زاهر محتاج يحس بإحتواء.

يمكن طريقة جوازكم تستفزه في البدايه وبعدها هيعرف معدنك الأصيل وهيبدأ هو اللى يدور على اللى ناقصه ويكمله معاك، وده اللى حصل إنت ليك تأثير عليه، وده اللى حس بيه الفترة اللى فاتت تقتكري لو مكنش ليك مكانه عنديه كان هيسيبك على ذمته، مؤخرك وكل مستحقاتك بالنسبه له ولا تأثر معاه، أو حتى كان ببساطة ساومك، بس هو معملش كده، وكمان مش عاوز يعترف إن إحساسه بيميل ليك وبيكابر إنت بقى لازمن تكسري الكبر ده عنده.

إستغربت حسني من حديث يسريه العقلانى والمقنع شعرت بتشتت
تبسمت محاسن على ملامح حسني الواضح عليها التشتت وقالت: بصي يا بت إنت تسمعي حديتنا وهنجيبلك زاهر لحد عينديك وجتها إنت اللى هتتحكمي فيه، بس تنفذي اللى نجولك عليه.
نظرت حسني لهن بإستفهام، تبسمن محاسن ويسريه لها، وقالت يسريه: بصي طبع زاهر بيتغاظ اى حد يتحداه، أحنا بقى هنتحداه، وهنرفع عليه قضية خلع.
نظرت حسني ل يسريه بتفاجؤ.

تبسمت يسريه وكذالك محاسن على ملامح حسني المشدوهه، وبررت محاسن: بصي زاهر مش هيفوق الا لو حس بطعنه في رجولته، وهي دي الطعنه المباشره إحنا إستشارنا محامى نعرفه وسالناه عن قضية الخلع وقال دي بسيطه جدا بس لازمن نقدم سبب واضح للمحكمه.
ردت حسني المشدوهه قائله بإستخبار: وأيه هو السبب ده، وكمان إفرضوا زاهر ما صدق رفعت القضيه وقبل ما تحكم يطلقني.

تبسمت يسريه قائله: لاه متخافيش زاهر مستحيل يطلقك، والسبب سهل نقول مثلا بيضربك.
ردت حسني: بس زاهر عمر ي ده ما إترفعت عليا، هو اساسا مكنش بيطيقني بيستخسر يبص في وشي.
تنهدت محاسن براحه قائله: يبجي لقيناها، نقول بخيل.
عقلت حسني كلمة محاسن
وشعرت بها حقيقيه مع زاهر، فليس كل البخل في المال فقط، هنالك بخل أسوء هو بخل المشاعر والإحساس وهذا ما شعرت به من معاملة زاهر الجافه لها.
تبسمت لهن بتوافق.
[عوده].

عادت حسني ببسمه وهي تتذكر ملامح زاهر الثا ئره قبل لحظات، لكن بنفس الوقت دخلت الخادمه للغرفه تلهث وهي تمد يدها بجوالها الخاص قائله: الحجه يسريه عالموبايل بتاعي وعاوزه تتحدت وياك.
أخذت حسني الهاتف من يد الخادمه وقامت بسماع يسريه التي قالت بلهفه وإستفسار: إنت بخير يا حسني، أنا شوفت زاهر وهو داخل للدار شايلك.
ردت حسني بهدوء: أنا بخير الحمد لله إتكتبلي عمر تاني.
تبسمت لها يسريه سأله: ليه ايه اللى حصل.

سردت حسني ل يسريه ما حدث من زاهر بسبب معرفته بقضية الخلع، لكن لم تقول لها أنه قام بتقبيلها ولا بأنه ألزمها المكوث بعد ذالك معه بنفس الغرفه.
تبسمت يسريه قائله: كده كويس جوي، بصى بقى اوعى تنخي له وعليك ند له، مش لازم يحس إنك سهله ولا ضعيفه، وهو اللى هيزحف عشان ينول رضاك.
وافقتها حسني على ذالك وهذا ما تنتوي فعله مع ذالك الثائر الغاضب دائما زاهر.
أمام تلك المدرسه التي تعمل بها مسك.

زفرت نفسها بضيق وضجر حين رأت خطيبها يقف بمكان قريب من باب الخروج الخاص بالمدرسه، إدعت أنها لم تراه وتجاهلته وكادت تسير بطريقها، لكن هو تعمد النداء عليها وهرول سريعا خلفها
بضيق منها وقفت، بينما هو إبتسم لها قائلا: مساء الخير يا مسك، أيه إنت مشوفتنيش.
ردت مسك بسخط: معليشي مأخدتش بالي.

إبتسم خطيبها قائلا: تمام، انا اخدت إذن من عم محمود إننا نخرج سوا بعد ما تخلصي حصصك في المدرسه، وحاولت أتصل عليك أكتر من مره لكن مردتيش.
بررت مسك ذالك بكذب وقالت بضجر: كان عندي حصص وكنت عامله الموبايل عالوضع الصامت.
تبسم خطيبها قائلا: أنا قولت كده برضك، عشان كده جيت لإهنه عشان نستغل الوقت.
إدعت مسك الإجهاد قائله: للآسف مش هينفع نخرج النهارده كان عندي حصص كتير في المدرسه ودماغي صدعت، خلينا ليوم تاني.

تضايق خطيبها قائلا: تمام براحتك، نخرج بكره.
بنفس اللحظه رأت مسك سيارة جاويد تسير بمكان قريب من المدرسه خفق قلبها حين رأت جاويد يجلس بالمقعد الخلفي للسيارة، ركزت معه، ولم تنتبه لحديث خطيبها، الذي لاحظ سرحانها، ونظر الى ما تنظر إليه، لكن لم يفهم شئ، رفع يده على كتفها بتردد: مسك بكلمك مش بتردي، سرحانه في أيه.
ردت مسك بضجر: مش سرحانه في حاجه بس حاسه بشوية إجهاد عن إذنك لازمن أرجع للدار أستريح.

تنهد خطيبها بإستسلام: تمام أنا هتصل بالليل أطمن عليك ونحدد ميعاد نخرج فيه سوا لأن في مواضيع مهمه لازمن نتحدت فيها سوا.
لم تهتم مسك بحديثه وغادرت وهي تشعر بأنشراح في قلبها سرعان ما سأم وجهها وهي تتذكر أن جاويد عاد من سفره وبالتأكيد سلوان ستؤثر بسحرها على مشاعره.
بمنزل صلاح الأشرف.

كانت سلوان تجلس على تلك الأورجوحه تستنشق ذالك الهواء الخريفي، رفعت رأسها نحو السماء رأت منتطاد يطير بالسماء، تبسمت وتنهدت بإشتياق وتذكرت تلك الرحلات القليله التي قضتها مع جاويد بداخل المنتطاد وضحكت كم كانت تشعر بالرهاب وهي بداخل ذالك المنتطاد لكن كانت تحب شعور المجاذفة مع جاويد، التي جعلتها تعشقه رغم خداعه.

تنفست بعمق، لكن إنخضت فجأة بسبب تلك الأيدي التي شعرت بها على كتفيها لكن زالت الخضه وتبسمت من تلك الق بله التى
وضعها جاويد على وجنتها بعد أن نظر حوله بترقب ولم يرى أحد، تبسم لها قائلا: وحشتيني يا خد الجميل، سرحانه في أيه في السما بتبصي عليه.
تبسمت سلوان قائله: أمتي رجعت مش كنت بتقول لسه لك يوم كمان في روسيا.

ترك جاويد كتفيها وجلس جوارها على الأورجوحة قائلا بخباثه ومرح: حبيت أشوف رد فعلك عالمفاجأه لما تلاقيني قدامك، بس شايف كده إن المفاجأة مش...
قاطعته سلوان قائله: مش أيه، بالعكس أنا مبسوطه جدا وإنت كمان كنت واحشني أوى، وبصراحه كده كنت ببص عالمنتطاد اللى طاير في السما وإفتكرت رحلاتنا سوا، وقد أيه كنت ببقى مبسوطه وأنا معاك.
ضحك جاويد قائلا: قصدك قد أيه كنت بتبقى خايفه وإحنا في السما.

تبسمت سلوان قائله: تصدق يا جاويد أنا سافرت كتير طيران لوحدى واوقات مع بابا، كنت بفضل خايفه طول ما الطياره في الجو، بس معاك لما كنا مع بعض في المنتطاد كان بيبقى جوايا احساس بالأمان ومش عاوزه الرحله تنتهي. حتى لما سافرنا القاهره سوا بالطياره محستش بخوف.

نظر لها جاويد بعشق وهو يرفع ي ده وضعها على وجنتها قائلا: أوعدك بعد ما تولدي أخدك ونروح رحلة بالمنتطاد بس رجاءا بلاش تبقى تتسرعي وتنزلى من المنتطاد قبل ما يوقف عالأرض، ودلوفتى أنا بقول كفايه قاعده هنا كده في الجنينه، رغم إننا في الخريف بس الشمس لسه قويه شويه، وحمرت خد الجميل بقي نفسي أقطف بوسه من خدودك، بس أستحي حد يشوفنا، يقول معندناش حيا.
قال جاويد هذا ونهض واقف ومد ي ده ل سلوان.

التى تبسمت ووضعت ي دها بي ده وإرتكزت عليه ونهضت تسير جواره الى الداخل، تبسمت له يسريه حين رأته وإقتربت منه وضمته قائله: حمد الله عالسلامه، صلاح قالى إن ربنا وفقك في الشغل اللى كنت مسافر عشانه، ربنا يزيدك بالخير.
مازال يمسك يد سلوان وإنحني يقبل يد يسريه قائلا: آمين، ربنا يخليك وأعيش دايما ببركة دعائك ليا.
وضعت يسريه يدها على رأس جاويد وقالت له بمحبه: لسه وقت عالعشا، لو جعان...

قاطع جاويد يسريه قائلا: لاء انا مش جعان كنت أكلت في الطياره هستني نتعشى مع بعض.
تبسمت يسريه له بحنان قائله: طب إطلع مقعدك إرتاحلك ساعتين لحد ميعاد العشا، وخد سلوان معاك.
تبسم لها جاويد وهو يسير مع سلوان، نظرت لهم يسريه وتنهدت بحنان لكن شعرت فجأة بوخزه قويه في قلبها كآن ذالك الشعور لن يتركها تعيش بسلام.
بينما صعد جاويد مع سلوان الى غرفتهم.

فتح الباب دخلت سلوان أولا ثم هو خلفها أغلق الباب وجذبها عليه وقام بإحتضانها وق بلها بشوق ولهفه، تجاوبت معه سلوان لكن فجأة شعرت بآلم وآنت منه إنخض جاويد للحظه قبل أن تبتسم سلوان على ملامحه قائله: خف إي ديك شويه من حوالين ج سم مش شايف بطني منفوخه قدامي وأنت زانق بطني.
خفف جاويد ي ديه من حولها لكن مازال يأسر.

ج سدها بين ي ديه قائلا: هانت، هروح أخد دش عالسريع، وأطلع أنام في حضنك الأيام اللى فاتت مكنتش بنام.
تبسمت له سلوان.
بعد قليل خرج جاويد من المرحاض تبسم ل سلوان التي أبدلت ثيابها بمنامه ناعمه واسعه، إقترب منها وضمها من الخلف وضع ذقنه على كتفها، تبسمت له سلوان قائله: على فكره أنا حضرت لك بيجامه مريحه عالسرير.
ق بل جاويد رقبتها قائلا: أنا مرتاح وراسى على كتفك كده.

تبسمت له سلوان قائله: بس هترتاح عالسرير أكتر.
فعلا
هذا كان رد جاويد وهو يجذب سلوان للسير معه نحو الفراش وتمدد بجسده وعدل بعض الوسائد من أجل راحة سلوان، التي تبسمت وإنضمت جواره على الفراش، ق بل وجنتيها وشفاها ثم
دفس رأسه بين حنايا عنقها يتنفس من عبقها وهمس بإسمها بنبرة عشق: سلوان.

شعرت سلوان بأحتواء يد جاويد لعضدي يدها وانفاسه على عنقها رفعت يدها تضعها فوق يده تنهدت بعشق لكن سرعان ما قالت بتحذير: جاويد.
زفر، جاويد نفسه بإشتياق.
تبسمت سلوان
تنهد جاويد وهو مازال يدفس وجهه بين حنايا عنقها، ورفع يده وضع إبهامه على شفاها قائلا بضجر: سلوان بطلي ضحك.
متأكد إنك بتضحك، شمتانه فيا.
حاولت سلوان كبت بسمتها قائله: وهشمت فيك ليه يا حبيبي.

رفع جاويد وجهه ونظر لوجه سلوان، بالفعل كان وجهها باسم، رغم أنها حاولت إخفاء بسمتها.
نظر لها وهو يمسد بإبهامه على شفاها قائلا بتوعد: هانت كلها أربع أسابيع وتولدي، وقتها عاوز أشوف بسمتك دي.
أنهي قوله وإلتقط شفاها بقبله متشوقه.
ترك شفاه نظرت له ببسمه شامته أكثر قائله: لاء شهرين، ناسي بعد الولاده في أربعين يوم نفاس.
ضيق عينيه بضجر.

رفعت سلوان يديها ووضعتهم حول عنق قائله بدلال: إنت اللى إتبطرت يا حبيبي فاكر.
ضيق عينيه وإبتسم قائلا: أنا مش فاكر غير قمصان النوم اللى كنت بتلبيسها راحت فين الجرآه دى، أتمنى تعود تاني بعد ما تولدي.
تبسمت سلوان بدلال قائله: قولتلك إنت اللى إتبطرت يا حبيبي، إستحمل بقى، الدكتوره قالت ممنوع عشان منسرعش في وقت الولاده قبل الميعاد، كمان عشان صحت أنا و جلال.
رفع جاويد رأسه ونظر ل سلوان بإندهاش.

تبسمت له سلوان قائله: بصراحه كنت ناويه أسمي البيبى هاشم على إسم بابا، بس طنط يسريه طلبت مني أسميه جلال وأنا مقدرش أرفض لها طلب، غير كمان عاجبني الأسم ده من زمان، وقولت عادي، انا ناويه أخلف مره تانيه ان شاء الله، أبقى أسمي البيبى هاشم.
تبسم لها جاويد قائلا بمكر: بس أنا بقى مش عاوز طفل تاني قبل عالاقل خمس سنين محتاج أعوض الحرمان اللى عايشه بسبب أول بيبي.

تبسمت سلوان بدلال قائله: خمس سنين كتير يا حبيبي أنا نفسي في أولاد كتير.
ضيق جاويد عينيه ببسمه قائلا: ده عناد بقي.
أومات سلوان رأسها ببسمة تشفي، ضجر جاويد بسببها مثل الأطفال.
مساء
علي طاولة العشاء
تفاجئ الجميع بمجئ جواد الذي جلس مازح: مالكم مذهولين كده ليه محسسني أنى ضيف غير مرغوب فيه.

تبسمت حفصه قائله: لاه مش حكاية ضيف مش مرغوب فيه، بس غريبه إنت من فترة طويله مقعدتش معانا على السفره، فالكل مستغرب مش أكتر، بس قلبي حاسس إن في سبب ورا كده.
إبتسم جواد قائلا: طول عمري أقول أختي حفصه ورثت فطنة الحجه يسريه، فعلا في سبب، بصراحه كده أنا وإيلاف بعد الاحداث الأخيره اللى عشناها قررنا نحدد ميعاد قريب لزفافنا.

تبسمت سلوان قائله: ألف مبروك مقدم، بس قررت أمتي، عشان أشوف الوقت وألحق أجيب فستان مناسب أحضر بيه الزفاف.
إبتسم جواد قائلا: لاه إطمني أنا قررت إن الزفاف يكون بعد ولادتك أنا مش ناقص حركات نقص في زفافي ويتحول الزفاف لكارثه زى ما بنشوف في المسلسلات والروايات كده البطله تولد يوم فرح سلفها، أنا هحدد ميعاد الزفاف بعد ولادتك، حتى كمان عشان تبقى المناسبه إتنين، قدوم فرد جديد لعيلة الأشرف وزفافي بعدها.

تبسم صلاح قائلا: كويس ربنا يكتر الأفراح على وش الفرد الجديد في العيله.
آمن جاويد على دعاء صلاح ثم زفر نفسه بضجر لم تفهمه غير سلوان قائلا: آمين يا بابا، ربنا يسهل هانت.
لكن سمع جواد همس جاويد، وفكر هامسا لنفسه: فعلا هانت بس قبل ما يتم الزفاف لازم أتاكد إن إيلاف فعلا إتغيرت ومبقتش الضعيفه الهشه اللى دايما تهرب من المواجهه، وده اللى هيأكده رد فعلها على الأمر اللى لازم يحصل الفتره الجايه.
بمنزل زاهر.

بعد يوم مجهد قضاه في التنقل بالعمل في أكثر من مكان عاد للمنزل يشعر بإجهاد تذكر تلك الثرثارة شعر بعودة الغيظ، توجه بإجهاد نحو غرفته، فتح الباب بهدوء ظنا أن تكون حسني بها، لكن أشعل ضوء خافت ونظر نحو الفراش وجده خالي، أشعل ضوء أعلى بالغرفه ونظر نحو الفراش كان غير مهندم، شعر بغيظ من حسني وذهب نحو غرفتها متوعدا.

بينما حسني كانت مستيقظه بغرفتها السابقه، كانت تشاهد أحد الافلام الهنديه، لكن حين سمعت صوت سيارة نهضت ونظرت من خلف ستائر الشرفه، رأت ترجل زاهر من السياره وسيره بإرهاق، إرتبكت خوفا منه، وخفضت إضاءة الغرفه ولربكتها تركت التلفاز مفتوح وتسطحت على الفراش وحاولت إغماض عينيها، لم تستطيع ذالك، وإرتجف قلبها حين سمعت فتح باب غرفتها وصفع الباب بقوه مره أخري، ظلت تغمض عينيها تبتهل.

بينما نظر زاهر الى التلفاز بغضب قائلا: بتسمعي فيلم هندي مين البطل ده سلمان خان
متخافيش أنا هبقى أبعت له رجاء مخصوص يحضر جنازتك إن شاء الله.
لم ترد حسني وإدعت النوم ترتجف أهدابها، فيبدوا أنه مازال غاضب.
إشعل زاهر ضوء الغرفه وإقترب بخطوات بطيئه نحو الفراش نظر الى حركة أهداب حسني، بغيظ قائلا: عارف ومتوكد إنك صاحيه...
مازالت حسني تدعي النوم.

جذب زاهر دثار الفراش عنها بعنف قائلا: مالوش لازمه التمثيل فتح عنيك بدل ما أفقعهم لك وإنت نايمه.
فتحت حسني عينيها وتمثلت بالقوه قائله: أهو عشان تأكد إنك عنيف، كده القاضى هيحكم بالخلع من أول جلسه.
ثار غضب زاهر قائلا: خلع، إنت بتحلم إبقى إتغطي كويس، حديت ليه مش بيتسمع، قومي فزي إنزلي حضرلي عشا وهاتيه أوضتي.
لم تهتم حسني بذالك وإدعت البرود والا مبالاه.

إغتاظ زاهر منها عدم مبالاتها وإقترب أكثر من الفراش وعينيه تقدح بتوعد قائلا: قدامك ربع ساعه لو ملقتش صنية عشا في أوضتى أنا مش هقولك أنا هعمل فيك أيه، هخليك تستمري عالوضع الصامت ده بعد ما أقطع لسانك.
إرتعبت حسني ونهضت من فوق الفراش سريعا وقفت الناحيه الاخرى للفراش صامته.
زعق زاهر بغضب قائلا بتوعد: هروح اوضتى أتحمم، عاوز أطلع من الحمام الاقى الوكل في أوضتي وإنت واقفه جنب منه.

بثواني هربت حسني من الغرفه، ضحك زاهر الذي يكاد يجن من صمت تلك الثرثاره.

بعد حوالى نصف ساعه، إنتظر زاهر مجئ حسني التي تعمدت التأخير وهي تقوم بتحضير العشاء بالمطبخ تثرثر مع نفسها وتتذوق ما تصنعه بإستمتاع غير آبهه بعصبية زاهر، زاهر الذي سأم من الانتظار وهبط الى المطبخ وقف للحظات امام باب المطبح ينظر ببسمه الى حسني التي تقوم بتحضير الطعام وتأكل ما تصنعه وهي تثرثر، لكن قرر مشاكستها قائلا بصوت جهور: فين العشا اللى قولت عليه، بقالك ساعه بتحضريه.

فزعت حسني من ذالك وإنتفض جسدها، وقعت السكين من ي دها على الارض لحسن الخط بعيد عن قدمها.
تنهد زاهر براحه لكن قال: ياريت السكينه كانت رشقت في مخك، فين العشا.
لم ترد حسني ووضعت آخر طبق على الصنيه وقامت بحملها، وقفت أمامه لدقيقه، لم يتزحزح زاهر قصدا منه، الا أن قالت: وسع خليني أطلع لك العشا ولا تحب أسيبه هنا أحسن عشان مش بياكل في أوضة النوم غير العيانين او العيال الصغيره.

نظر لها زاهر بغيظ وتنحي من أمامها، عدت حسني بالصنيه وصعدت الى غرفة زاهر وضعت الصنيه على طاوله بالغرفه وكانت ستخرج لولا عودة زاهر الذي دخل الى الغرفه وأغلق بابها بالمفتاح.
إرتجفت حسني خوف من نظرة عين زاهر، وقالت بهمس لنفسها: يا خسارة شبابك يا حسني.

بينما إقترب زاهر منها بخطوات وئيده يتسلى بتلك النظره المترقبه بعين حسني، لكن شعر برجفه في قلبه بسبب ذالك الخوف، لكن تحولت نظرة عينيه الى نظرة أخري تبث الأمان في قلب حسني وجذبها من كتفها قائلا: خلينا نتعشي سوا.

كادت حسني أن تعترض لكن جذبها زاهر وجلس وأرغمها على الجلوس جواره وبدا بتناول الطعام، مدح طعمه الجيد، كذالك حاول الحديث مع حسني التي إلتزمت الصمت بقصد تحاول كبت لجام لسانها، تبسم زاهر على ذالك، ربما يكفيه الشعور بوجود تلك الثرثاره معه الليله بهدوء أكثر من ثرثرتها.
بعد مرور ثلاث أسابيع
عصرا
حديقة منزل صالح.

كانت تسير سلوان رغم شعور الآلم الذي يضرب ظهرها منذ الصباح ثم يزول، كانت لا تسمع لحديث توحيده التي كانت تسير معها، بدأ الآلم يزداد ويسيطر عليها، آنت بآهه خافته لم تنتبه لها توحيده، لكن إشتد الوجع وآنت سلوان بآلم.
إرتجفت توحيده ونظرت لسلوان وجدتها تحاول الإنحناء وهي تضع ي ديها على بطنها بآلم، سندتها سريعا قائله: مالك يا ست سلوان، إنت هتولدي النهارده ولا أيه؟
بآلم آنت سلوان قائله بخفوت: باين كده.

أنهت سلوان حديثها بصرخه خافته.
سندت توحيده سلوان وأجلستها على أحد مقاعد الحديقه وهرولت للداخل سريعا أخبرت يسريه، التي هبت معها وذهبن الى مكان جلوس سلوان، وجدتها تتآلم بشده، أمرت توحيده: روحي للسواق بسرعه قولى له يجيب العربيه هنا وأنا هتصل على محاسن تقابلنا في الطريق.
بعد وقت قليل، بأحد المشافي
كانت صرخة ميلاد ل طفل جديد يحمل إسم جلال.

بعد وقت بغرفة خاصه بالمشفى فاقت سلوان من آلام المخاض وبدأ الجميع يتوافد للإطمئنان على صحة الإثنين، وكذالك التهنئه بقدوم ذالك الصغير الذي كانت تحمله محاسن وإقتربت من سلوان به وضعته بين ي ديها قائله: حمدالله على سلامتك يا أم جلال إجدعني كده وخاويه عالسنه.
نظرت سلوان ببسمه واهنه الى وجه جاويد الذي شعر بضجر، الا يكفيه حرمان الفتره الماضيه في التفكير قبل قرار إنجاب طفل آخر، بينما
طنت الجمله برأس يسريه.

أم جلال شعرت بآلم في قلبها وتذكرت أن
هذا كان لقبها بعد ولادتها لتوأميها
لقب ظل ومازال وسيظل الأحب لقلبها، وحتى إن أخذته سلوان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة