قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون

شعرت سلوان بالهدوء النفسي وهدأ إرتجاف جسدها، وإستكانت بهدوء غير منتبه أنها بين يدي جاويد الذي يضمها يهمس ببعض الآيات القرآنيه بأذنها...
شعر جاويد بإستكانة سلوان ظن أنها غفت، بين يديه، ضم جسدها أكثر ومال قليلا نائما على جانبه كى يتمدد على الفراش لكن.

سلوان إنتبهت أنها تعانق جاويد عاد لها الإدراك وحلت يديها اللتان كانتا تعانقه بهما وكادت تبتعد عنه، تخفض وجهها تشعر بخزي، لكن جاويد تشبث بجسدها وهو يجذبها بين يديه يتمددان فوق الفراش، أزاح بيده تلك الخصلات المتمرده من فوق عينيها، وإقترب يقبل جبينها وهو ينظر بوله لوجهها الذي أصبح أحمر داكن، تمركزت عيناه على شفاها التي تشبه حبات التوت الأحمر البري، بلا إنتباه منه كان يلتقم شفاها في قبلات شغوفه وهو يضم جسدها بين يديه، في البدايه تغافل عقل سلوان وإستجابت لذالك العناق وأيضا لتلك القبلات، لكن فجأه أغمضت عينيها للحظه جاء بخيالها ذالك المارد الذي رأته بالحلم، إرتعش جسدها وفتحت عينيها سريعا تشعر بقبلات جاويد على وجنتيها وكاد يصل مره أخرى لشفاها لكن سلوان دفعت جسده عنها بيديها كذالك حاولت إبعاد وجهها عن شفاه جاويد، قائله دون إنتباه: كفايه يا جلال.

لم يهتم جاويد في البدايه بيدي سلوان التي تدفعه كي يبتعد عنها، ومازال يشعر برغبه قويه في قلبه يود الإلتحام ب سلوان وإذابة ذالك الثلج المتجمد بينهم بحرارة قبلاته المتشوقه والشغوفه يستحث بها سلوان، لكن شعر بتصلب في قلبه، حين سمع نطقها له بإسم جلال
ليس فقط قلبه الذي تصلب أيضا جسده، وقبض بيديه بقوه فوق عضدي سلوان ورفع وجهه ينظر لعينيها بإستياء قائلا: .
قولت قبل كده تنسي إسم جلال خالص، إسمى جاويد.

تذمرت سلوان وشعرت بآلم طفيف من قضبتي يديه القويه على عضديها وحاولت فك قبضتي يديه عن عضديها دون حديث، لاحظ جاويد تأوه سلوان فخفف من قبضتي يديه على عضديها لكن مازال يأسر جسدها، ونظر لوجهها الذي مازال يشع إحمرارا وتسأل بفضول: أيه اللى كان خلاك بتصرخي وإنت نايمه وصحيتي مفزوعه.
تذكرت سلوان جزء من الحلم ثم قالت: أبدا كابوس عادي، واضح إنه بسبب نومك جانبي قبل كده مكنش بيجيلى أي كوابيس.

ضحك جاويد وضم جسد سلوان عليه أكثر قائلا: يعني نومي جنبك عالسرير هو اللى جابلك الكابوس ده، يعني مفيش سبب تانى.
ردت سلوان بإستهزاء: وهيكون أيه هو السبب التانى بقى.
إبتسم جاويد وإقترب من أذن سلوان قائلا بهمس ومغزى: إنك كنت عاوزه تحضنيني زى ما حصل لما صحيت من النوم، بس عاوزه تظهري الدلال.

تهكمت سلوان بحياء قائله: أظهر الدلال، لاء بلاش تتوهم ومن فضلك إبعد إيدك عن جسمي، أنا عاوزه أكمل نومي، وإن حلمت تانى بكابوس مش هقرب منك، مع إنك إنت صاحب أكبر كابوس في حياتى اللى نفسي أصحى وأفوق منه.
ضحك جاويد وإزداد في ضم جسدها وخطف قبله من فمها قائلا بمرح: أنا بقول تنامي، عشان بصراحه الشيطان بيغويني ويقولى طالما أنت بتتعتبرينى أكبر كابوس في حياتك أحول الكابوس لحقيقه...

توقف جاويد عن حديثه لحظات غامزا بعينيه قائلا: وكمان بلاش حركه كتير منك.
انهى حديثه بقبله أخري خاطفه، بينما سلوان كادت أن تتذمر من ذالك لكن حذرها جاويد بنظرة توعد من عينيه فإستسلمت مجبره وأغمضت عينيها، أو بالأحرى أرادت ذالك العناق الذي يشعرها بالأمان لأول مره بعد أن ترى هذا الكابوس الذي تكرر معها سابقا بنفس ذااك المارد الذي يخرج من النيران ويتبعها ويقول نفس الجمله إنت لى منذ القدم.

سابقا كانت تصحو مفزوعه ولا تجد أحدا يضمها ويهدئها ويشعرها بالأمان، في فترات كانت بعيده عن والداها بسبب دراستها هنا ب مصر وهو بالخارج، تسأل عقلها: ما هذا الشعور الغريب التي تشعر به مع جاويد رغم أنه خدعها لكن بقلبها مازال لديها شعور الأمان معه ونحوه، حتى أنها بدأت تستهوي البقاء في حضنه رغم إظهارها عكس ذالك...

سرعان ما نهرت نفسها قائله: فوقي يا سلوان، جاويد مخادع جيد وبيتلاعب بيك هو عارف نقط ضعفك وبيستغلها.
عادت تخبر نفسها: بس رغم مرور أكتر من أسبوع على جوازه منك ولغاية دلوقتي مغصبش عليك يتمم الجواز، صحيح بيتحرش بيا ويبوسني وكذا مره كان ممكن بسهوله يتمم بقية أركان الجواز.

زفرت سلوان نفسها بقوه حائره بين تضارب وتصارع عقلها مع قلبها، لأول مره تعيش هذا الشعور المختلط، شعر جاويد بزفرتها فقال بإيحاء: بتنفخي ليه سقعانه حضني مش مدفيك ولا أيه، لو مش مدفيك عندي طريقه تانيه ومتأكد هتدفيك.
إستهزأت سلوان بقوله قائله: لاء وفر طريقتك أنا أساسا حاسه بالحر بسبب حضنك، وياريت تفك حصار إيديك من حواليا.

ضمها جاويد أكثر وتنهد قائلا بصدق: نامي يا سلوان، ومتخافيش أنا جنبك، ومش هخلي حاجه تأذيك، تصبح على خير.
إبتسمت سلوان تشعر براحه وأغمضت عينيها سرعان ما غفت مره أخرى.
بمنزل القدوسى.

فتحت صفيه باب المنزل بهدوء ودخلت تتسحب بهدوء وحذر، لكن فجأه تيبس جسدها وشهقت بخضه حين رأت أمجد امامها يحمل دورق به مياه، بينما إستعجب أمجد ذالك قائلا: ماما، مالك أيه اللى خضك، كنت فين الساعه دي، يادوب فاضل ساعه عالفجر الأولانى.

إرتبكت صفيه وتعلثمت بالرد: يعنى كنت هكون فين، حسيت إنى مخنوقه نزلت إجعد في الجنينه شويه وسوهي عليا ونمت من غير ما أحس ولما حسيت بالجو برد صحيت مستغربه، إزاي سوهي عليا الوجت ده كله، وبعدين إنت أيه اللى مسهرك وخرجك من أوضتك دلوك، بتفكر في الغبيه حفصه اللى ضيعتها من إيديك، فيها أيه لما تكدب وتجول لها إنى بحبك هو الحديت كان بفلوس إياك.

رفع أمجد دورق المياه الذي بيده قائلا: أبدا أنا مكنتش سهران، أنا صحيت من النوم عطشان وملقتش ميه في الاوضه نزلت المطبخ وأخدت دورق ميه معايا، وتفتكري لو كنت كذبت على حفصه كانت هتصدقني، رغم إني إكتشفت فعلا، أنا بحب حفصه وأعتقد الوقت لسه مفاتش.

تنهدت صفيه بتهكم قائله: فات ولا مفاتش أهى جدامك وإنت حر أنا سلتت يدي، كفايه حرقة جاويد لقلب أختك هو ومقصوفة الرقبه سلوان اللى دخلت لدارنا وجابت في ديلها الفقر بسببها رقدت أختك في السرير.
تنهد أمجد قائلا: تصبح على خير يا ماما عيندي محاضرات الصبح ولازم أنام شويه عشان أبقى فايق، كمان هقدم خلاص على رسالة الدكتوراه وكمان انا خلاص إتحدد ميعاد البعثه اللى تبع الجامعه الفتره الجايه.

تنهدت صفيه قائله: والبعثه دى جت مفاجأه مره واحده إكده، ولا كنت عارف ومخبي عليا؟
رد أمجد بهدوء: لاء يا ماما مجتش مره واحده ومكنتش مخبي عليك، بس أنا كنت مستني الوقت المناسب وأقول لحضرتك، بس اللى حصل الفتره اللى فاتت نساني.
تهكمت صفيه قائله: آه معليشى، المهم مدة البعثه قد أيه، فين بجي؟
رد أمجد: البعثه مدتها هتبقى ست شهور في ماليزيا.

تثائبت صفيه بجحود قائله: طيب، أنا حاسه بجسمي مكسر من نومتي في الجنينه، هطلع أفرد جسمي عالسرير.
غادرت صفيه وتركت أمجد.

الذى شعر بالحزن وإستعجب من رد فعل والداته الغير مباليه لسفره، كآنه يخبرها بأي شئ لا أهميه له لام نفسه كم كان مغفلا قبل ذالك حين كان يستمع لها ويفعل لها ما تشاء، حتى بخطبته من حفصه كان بسبب رغبتها في ذالك، لكن رغبته لم تكن لها أهميه لديها، لكن الآن تعلم الدرس قبل فوات الآوان وضياع حفصه التي لن يخذلها مره أخري ويسير خلف رغبة والداته.

بينما فتحت صفيه باب غرفة النوم بهدوء ودخلت الى الغرفه أشعلت ضوء خافت وتوجهت نحو الفراش نظرت على وجه محمود تبسمت بإرتياح حين رأته غارق بالنوم، همست بهدوء: زين إنى بخيت عليه من إزازة المنوم قبل ما أروح ل غوايش، إكده مش هيحس إنى جومت من جاره وهو نايم، أما أغير خلجاتي وأندس جاره، أفرد جسمي من الخضتين اللى شوفتهم الليله.
آتى صباح جديد
بمنزل صلاح
بغرفة السفره.

إبتسم صلاح ل سلوان وهي تجلس جوار جاويد، بحياء مازال يسيطر عليها، ردت سلوان ببسمه خجوله، بينما دخلت الى الغرفه حفصه بلهفه وجلست على مقعدها قائله: جت عليا نومه لو مش منبه الموبايل مكنتش صحيت دلوك.
ردت يسريه بتسأول: مش النهارده مبيبقاش عندك محاضرات بدري، قبل إكده لما كنت بصحيك كنت بتجوليلى سيبني أنام.
ردت حفصه: كان في دكتور في الجامعه إعتذر عن محاضراته الاسبوع اللى فات وجابهم الاسبوع ده.

بحياء تسألت سلوان: بتحصل كتير، فعلا كان الاساتذه يأجلوا المحاضرات ويجيوا مره واحده ويحددوا ميعاد تانى، بس أنا معرفش لغاية دلوقتي إنت في كلية أيه.
نظرت حفصه لها بفتور قائله بنبرة تعالي: أنا في كلية الآلسن بدرس لغات أجنبيه، ويا ترى إنت بقى درستي أيه؟
شعرت سلوان بنبرة تعالي حفصه لكن ردت ببساطه: أنا درست أداب لغه فرنسيه.
تهكمت حفصه قائله: يعني بتعرفي تتكلمي فرنساوي كويس.

ردت سلوان: مش بس فرنساوي أنا بعرف أتكلم أربع لغات
إنجليزي، فرنساوي، ألماني، إيطالي، وشويه روسي كمان، أصلي كنت عايشه مع بابا في الإمارات قبل ما أدخل الجامعه هنا في مصر وكنت في مدرسه إنترناشيونال، غير كنت جايبه مجموع كان ممكن يدخلني كلية الآلسن بس انا قولت كده كده أنا بعرف كذا لغه قرايه وكتابه مش هتفديني، وأنا مش بفكر أشتغل بعد ما أخلص دراسه، وكنت عاوزه جامعه الدراسه فيها سهله إختارت آداب فرنساوي.

شعرت حفصه بالغيظ من رد سلوان، وتهكمت قائله: وليه مكنتيش بتفكري تشتغلي بعد الدراسه، كان في دماغك هدف تاني، زى الجواز مثلا.
ردت سلوان: لاء الجواز عمره ما كان هدف في دماغي، ولا حتى كنت متوقعه أتجوز دلوقتي، كمان تقدري تقولى مكنش في دماغي أى هدف نهائي، عادي.
تهكمت حفصه قائله بتسرع: يعني تافهه.
تحدث جاويد بحده: حفصه!، أوعي ل حديتك.
تعلثمت حفصه قائله: أنا مش جصدي، إن كان جصدي إزاي ملهاش هدف في حياتها و...

قاطعت سلوان حفصه تشعر بفتور نحوها: أنا فاهمه قصدك كويس، بس مش معني إن مكنش ليا هدف في حياتي إنى أبقى تافهه، يمكن عشان أنا عشت حياه قدريه غصب عني من صغري، ف إتعودت أمشي مع قدري وأشوف هيوصلني لفين، وأهو وصلني لهنا وكمان إتجوزت، رغم إنى مكنش الجواز في دماغي، أنا بأمن ب القدر أكتر من إنى أخطط لمستقبل في علم الغيب، ويمكن يكون في ده جزء تفاهه فعلا مني.

أعجب صلاح من رد سلوان العقلاني ونظر لها ببسمه ثم ل حفصه قائلا: إنتم هتتحدتوا ويا بعض وتسيبوا الفطور.
ردت يسريه وهي تنظر ل ملامح حفصه التي تشعر أنها ليس لديها ألفه ناحية سلوان، وقالت: الحديت عالوكل مش بيشبع وبيضيع الوجت.

فهمت حفصه مغزي حديث يسريه أن سلوان ليست ضيفه وعليها معاملتها بقبول أكثر من ذالك، حادت حفصه عينيها عن يسريه وبدأت بتناول الطعام بسرعه وغادرت متحججه بأنها لا تود التأخير على ميعاد المحاضره بينما بالحقيقه مازالت تشعر بعدم تقبل ل سلوان كزوجه لأخيها.

بعد قليل إنتهى جاويد وكذالك صلاح الذي نهض قائلا: الحمد لله، مش يلا بينا يا جاويد عشان توصلني إمعاك للمصنع بليغ من عشيه مأكد عليا أكون عينديه في المصنع من بدري.
نهض جاويد قائلا: تمام يا بابا.
قبل أن يغادر جاويد غرفة السفره نهضت سلوان بتسرع خلفه قائله بعفويه: جلال.

توقف جاويد ونظر نحو صلاح الذي غص قلبه لكن هو يعلم حقيقة أن سلوان كانت تعرف جاويد بهذا الإسم، بينما شعرت يسريه بنغزه قويه في قلبها ودمعه إنحشرت بين أهدابها، بينما قالت سلوان بتلقائيه: هترجع عالغدا.
رد جاويد بإختصار: لاء عندي شغل كتير، مش هرجع غير عالمسا.

أومات سلوان رأسها ل جاويد وظلت واقفه تنظر في أثره وهو يغادر من المكان، لكن شعرت بيد يسريه تقبض على معصم يدها بقوه بصوت متحشرج بالدموع قائله: ممنوع أسمعك تقولى إسم جلال ده تاني، إسمه جاويد فاهمه.
للحظه شعرت سلوان بالخوف من نبرة يسريه القويه، كذالك بألم من قبضة يد يسريه القويه وأومأت رأسها ب نعم.
تركت يسريه يد سلوان وغادرت الغرفه، بينما ظلت سلوان واقفه تشعر بوحده ليست جديده عليها.

بينما صعدت يسريه الى غرفة نومها وشعرت بهبوط في قلبها وإنفجرت عينيها بالدموع وهي تفتح أحد أدراج الدولاب تخرج ذالك الألبوم الخاص بالصور، وجذبت إحدي الصور تنظر لها وتتلمس ملامح صاحب الصوره بآسي، كان وليدها الأول
كان قصير العمر، طريقة موته كانت مفزعه وصعب على أى قلب أم أن تتقبلها ولدها وجد غريق مسلوب القلب.

تذكرت قول أوصاف لها ذالك اليوم بعد دفنه بعدة أيام، كان وقتها جاويد صاحب الإثني عشر عام بالكاد إسترد جزء من صحته وتسلل خلفها الى المقابر، رأى جلوسها تبكي أمام ذالك القبر، إقترب منها ووضع يده على كتفها، رأت دموعه هو الآخر، نهضت سريعا وضمته بحضنها، وسحبته من يده كى يغادران المقابر، لكن قبل أن يخرجا من المقابر تقابلا مع إنصاف التي نظرت الى جاويد ثم ل يسريه التي رأت طيف أسود من بعيد بين المقابر، جذبت جاويد عليها بقوه كآنها تحميه، ونظرت الى إنصاف ثم أمائت لها برأسها بفهم، وغادرت هي وجاويد من المقابر، لكن ذهبت للقبر باليوم التالى تحمل بيدها إيناء فخاري به إحدي شتلات نخيل الزينه الخضراء، وضعتها أمام قبر جلال، وجلست قليلا، الى أن رأت إقتراب إنصاف منها وأخرجت ذالك الحجاب الصغير الموصول بخيط، رغم أن الخيط رفيع لكن سميك، مدت يسريه يدها وأخذت منها الحجاب، وإستمعت لها: جاويد بلاش يقرب من أرض الجميره، جاويد كان هو المرصود مش جلال، الحجاب ده يلبسه في رقابته بإستمرار، العشق لعنه وهتصيبه، وفيها نجاته أو هلاكه...

القدر وقوة العشق في القلوب هي اللى هتحدد مصيره، وإحذري قطع خيط الحجاب
لو إتقطع الخيط معناه حاجه من الإتنين، يا اللعنه إتفكت، يا العمر إنتهى
دمعه نزلت من عينى يسريه على تلك الصوره، مسحتها بأناملها مازالت تشعر بحسره تسكن قلبها.
عصرا
بشقة ليالي.

كادت ليالى أن تضع تلك الصنيه الصغيره على تلك الطاولة صغيره وهي تبتسم لكن نهض الجالس سريعا وأخذ هو منها الصنيه، إبتسمت وهي تترك له الصنيه قائله: زاهيه إتصلت الصبح وبتقول أنها داخله على دور برد شديد وخافت تجي النهارده لا تعديني منها، صوتها في الموبايل كان شكلها تعبانه أوي، بس أنا برضوا بعرف أصرف نفسي، ومتخافش الكيكه دي اللي كانت عملاها زاهيه إمبارح وشالت لك نصيبك منها بعيد عني.

إبتسم الآخر وهو يجذب يدها لتجلس جواره على الاريكه ثم ضمها الى صدره قائلا بعتاب مرح: .
يعني لو مش زاهيه شالت نصيب كنت هتاكلي الكيكه لوحدك من دوني.
إبتسمت له قائله: إنت اللى بقيت تغيب كتير والمثل بيقول الغايب مالوش نايب و إنت عارف إن أنا نقطة ضعفي هي كيكة البرتقال.

إبتسم وهو يجذب قطعة من قطع تلك الكيكه وقربها من فمه وأخذ قطعه ثم وجه بقية القطعه لفم ليالى قائلا: أنا كمان بحب كيكة البرتقال من زمان أوى كانت أمي طول الشتا تشتري لينا برتقال ويوستفندي وتجول كلوا منهم كتير، عشان هما بقللوا نزلات البرد، وكانت تعمل هي وأختي كيكة البرتقال.
إبتسمت ليالى قائله: .
ربنا يرحمهم هما الإتنين.

شعر بغصه قليلا وصمت، بينما رغم فقد ليالي لبصرها لكن صمته أعطاها شعور أنه يتآلم، رفعت يديها ووضعتها على وجنتيه قائله بيقين: لسه لغاية دلوقتي مش قادر تسامح أختك يا
محمود.
شعر بغصه قائلا: حاولت أسامحها كتير، لكن أوقات قلبي بيفتكر إن بسببها زمان إتجبرت أتجوز من صفيه.

وإتغصبت أتحمل عشرتها لحد دلوقتي، تعرفي يا ليالي لو مش وجودك في حياتى، وطول الوجت تصبريني وتجوليلى عشان خاطر ولادك يمكن مكنتش قدرت إتحمل عشرة صفيه.
مساء
بالمصنع
بمكتب جاويد، نهض بليغ قائلا: كده يبجي كله تمام بضاعة العميل الروسي إنتهينا من تصنيعها، فاضل بجي نشحنها له.

تنهد جاويد قائلا: فعلا كده تمام، الشحن أمره سهل أنا إتفقت مع شركة شحن طيران ليها فرع إهنه في الأقصر، يعني مسألة يومين أو تلاته بالكتير والبضاعه تكون وصلت للعميل الروسي، متأكد إنه هيرجع يطلب مننا بضاعه مضاعفه، أنا لما كنت معاه في رحله في المعابد حسيت إن عنده هوس بالنوعيه دي من التماثيل، وكمان هو متمرس في تجارة الفخار والخزف في روسيا وأكيد عامل دراسة جدوي وافيه عارف بها إزاي يسوق لبضاعة زى دى كويس.

إبتسم بليغ قائلا: ربنا يوفقك ويزيدك، إنت تستاهل النجاح إنت وصلاح.
إبتسم جاويد قائلا: أنا معرفش من غيرك يا عم جاويد كنت هتصرف إزاي بصراحه إنت اللى بتشجعني كمان إنت تقريبا اللى كنت شايل الشغل الفتره اللى فاتت.

إبتسم بليغ قائلا: بلاش حديت فاضى، كل ده بذكائك وتعبك إنت أها المفروض عريس جديد، وسايب عروستك وداير معانا في المصانع، بس أنا بجول طالما تمام إكده تاخد العروسه بجي كام يوم وتسافروا في أى مكان تقضوا يومين عسل، والله العروسه تستحق لو واحده غيرها كانت إضايجت وجالتلك أنا لسه عروسه وفايتني ومهتم بشغلك، خد بالك نصيحه من عمك بليغ الستات بتحوش ولحظه بتطرش وتفتكر لك هفوات وتبجي عينديها كبيره جوي.

ضحك جاويد قائلا: بس أطمن إن البضاعه وصلت روسيا للعميل بسلام هاخد سلوان كم يوم ونسافر أى مكان هي تختاروه.
إبتسم بليغ قائلا: تمام ربنا يهنيكم، وإبجي سلميلي عليها، همشي أنا بجي بلاش أعطلك، عشان متتأخرش عالعروسه، سلام.

أبتسم جاويد بعد خروج بليغ من المكتب وإتكئ بظهره للخلف على مسند المقعد يتنهد بشوق، وهو يتذكر قبلاته ل سلوان صباحا كذالك نهوضها خلفه وسؤاله متي سيعود، لكن شعر بغصه، سلوان مازالت تنادي عليه بإسم جلال، يبدوا أن ذالك الخطأ الذي إرتكبه بذلة لسان وقتها سيلازمه مع سلوان لفتره قبل أن تنسى ذالك الإسم، لكن تنهد بشوق، ونهض أخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج ذاهبا الى من تسلب قلبه وعقله معا رغم عنادها المحبب له.

بمنزل صلاح
كانت سلوان تجلس مع يسريه ومحاسن التي كانت تمزح وتحاول جذب سلوان للحديث معهم تود إذابة ذالك الجمود بين يسريه وسلوان، كذالك رهبة سلوان المتخفظه ليس فقط من ناحية يسريه، بنفس الوقت دخلت إحدي الخادمات الى الغرفه قائله: حجه يسريه في ست واجفه جدام باب الدار بتسأل عنيك.
تسألت يسريه: ومين الست دي يا توحيده؟
ردت توحيده: معرفش مجالتش إسمها كمان مخبيه وشها.

نهضت يسريه واقفه قائله: طب دخليها لمجعد الضيوف وأنا جايه وراك أها.
ذهبت توحيده، بينما إستغربت محاسن قائله: هتكون مين الضيفه دي تكون عاوزه منك أيه؟
ردت يسريه: وأنا أعرف منين.
كادت محاسن أن تنهض قائله: أجى إمعاك أشوف هي مين وعاوزه أيه؟
نظرت يسريه نحو سلوان قائله: لاه خليك إهنه شايفه إنك منسجمه مع سلوان، هروح أنا أعرف مين الست دى وعاوزه أيه.

شعرت سلوان بالفضول هي الاخري لكن ظلت تتحدث مع محاسن ترد على مزاحها بإقتضاب، رغم أنها تشعر معها بالألفه عن يسريه، لكن هي بطبيعتها حذره في التعامل مع الآخرين، وإزداد هذا الحذر بعد خداعها في جاويد، أو ربما هنالك سبب آخر معاملة يسريه ببعض من الحده والآمر.

بينما دخلت يسريه الى غرفة الضيوف وألقت السلان على تلك المرأه التي تخفي وجهها بوشاح أسود، ثم رحبت بها قائله: أهلا يا ست، خير توحيده جالتلى إنك عاوزني في شأن خاص.
كشفت تلك المرأه عن وجهها وإقتربت من يسريه وكادت تنحني تقبل يدها قائله: أنا جايه ليك مخصوص، يا حجه يسريه بعد اللى سمعته عنيك وأنك مش بتحبي الظلم، وأنا جايه لك في مظلمة شرف بسبب زاهر واد سلفك صالح.

جلست سلوان مع محاسن تتحدثان قليلا الى أن صدح هاتف محاسن وقامت بالرد عليه ونهضت قائله: ده جوزي بيتصل بيسالني على مكان حاجه في الدكان ومش لاقيها، هو هروح له الدكان أطلعها من جدامه، هو إكده يادوب أسلت رچلي من الدكان ويحتار مع الزباين وأماكن البضاعه فين، كآني ببجي مخبياها في جيبي وانا ماشيه، جومي إمعاي نتمشى لحد باب الدار، والله جعدتك ما يتشبع منيها، أجولك يسريه خيتي كان لازمها مرت إبن سو زى مسك، بس الواد جاويد طول عمره بيفهم وذوقه حلو، وأنا من أول ما شوفتك جولت هي دي زينة الصبايا اللى تليق ب جاويد.

إبتسمت سلوان ونهضت معها الى أن أوصلتها الى باب المنزل وهي عائده نظرت نحو تلك الأؤرجوحه الموجوده بالحديقه، شاور عقلها قليلا ببعض الفضول أن تذهب الى غرفة الضيوف وترى من تلك السيده التي طال مكوثها مع يسريه، لكن خشيت أن تحدثها يسريه بحده أمام تلك الضيفه، كذالك شعرت بنسمة هواء ليليه لطيفه، وتوجهت نحو تلك الأؤرجوحه وجلست عليها تنظر نحو تلك النجوم المصطفه بالسماء كذالك القمر الذي إقترب من الكمال، إبتسمت بشجن وهي تتذكر يوما ما أخبرتها والداتها أن تلك النجوم هي أرواح الناس الطيبين، عقلها وقتها كانت طفله وصدقتها، حتى أنها كانت تنظر للنجوم أحيانا وتتحدث معها ظنا أن والداتها إحدي تلك النجمات وتستمع إليها، لكن إكتشفت الحقيقه حين كبرت، أن تلك النجوم ما هي الى مجسمات فضائيه تدور بفلك خاص بها، لكن تظل بالرأس أشياء نعلم حقيقتها جيدا رغم ذالك قد نظل نصدق وجه آخر نريده لها، تنهدت سلوان، وبدأت تتأرجح برويه على الأؤرجوحه، غير منتبه الى ذالك الخسيس.

الذى يقف في إحدي شرفات منزله.

عيناه تقدح برغبه وهو يضع يده يمسد بها على صدره، يبتلع لعابه، يشعر بإثاره، وفكره واحده تجول برأسه، كم كان سيشعر الأن بلذة نشوه خاصه لو كانت تلك الجميله بين يديه، تلك الجميله التي أحيت في قلبه إمرأة الماضي التي فرت منه ليلة زواجه بها، وفضلت عليه خسيس تلاعب بعقلها ووهمها بعشق هرولت خلفه وتركت كل شئ هنا غير آبهه بمن تركته خلفها بقلب محطم، يعلم أن هنالك من ساعدتها في ذالك وأخبرتها ببعض أطباعه السيئه لكن لو كان ظفر بها ربما كان تاب عن تلك الأطباع السيئة وإكتفي بها وحدها...

اغلق عينيه لحظات.

يلعق شفاه بإثاره وهو يتخيل تقبيلها ونشوه خاصه تسري بجسده وهو يتخيلها بين يديه لكن قطع نشوة ذالك الخيال السافر صورة جاويد وهو يسحبها من بين يديه ويقوم بتقبيلها هو، فتح عيناه سريعا وليته ما فتحها، ها هو جاويد الذي قطع جموح خياله آتى بالحقيقه، وترجل من سيارته وإقترب من سلوان التي تبسمت له بسمتها مثل ضوء القمر الذي يشق عتمة غيوم الشتاء، شعر ببغض وحقد كبير ل جاويد يشبه بغضه القديم ل هاشم بل ربما أكثر حقدا عليه.

بينما
بنفس الوقت دخل جاويد بسيارته الى فناء الموجود بين المنزلين وأول ما وقع عليه كان وقوف صالح بتلك الشرفه وعيناه ترتكز نحو تلك الأؤرجوحه التي نظر نحوها ليشعر بغيره حين رأي سلوان تجلس عليها، توجه نحو جلوسها، شعر بإنشراح في قلبه حين تبسمت سلوان بعفويه منها، لكن بنفس اللحظه شعر بعصبيه قبل أن يجلس جوارها على الأؤرجوحه قائلا بحده: أيه اللى مقعدك بره الدار هنا في الجنينه.

شعرت سلوان بنبرة جاويد الحاده حاولت تجاهلها وهي تنظر نحو السماء قائله ببرود: هي الجنينه مش من الدار، وبعدين
كنت بعد النجوم.
إستوعب جاويد طريقته الحاده وهدأ ونظر ل سلوان مازح: ويا ترى طلعوا كم نجمه.
ردت سلوان: معرفشي غلطت وأنا بعدهم، كنت لسه هبدأ أعدهم تاني.
نهض جاويد باسم يقول بحده: طب كفايه عد وخلينا ندخل للدار، وبعد كده بلاش تقعدي على المورجيحه دي.

تنهدت سلوان وظنت أن هذا تحكم من جاويد كعادته وقالت: وليه مقعدش عالمورجيحه، عالعموم تمام أنا هنا بنفذ اللى بيتقالي عليه وبس، مش مطلوب مني غير كلمة حاضر.
إستغرب جاويد قائلا: سلوان، إنت فهمتيني غلط، أنا...
قاطعت حديثه سلوان قائله: لا غلط ولا صح ياريت ندخل لجوه لآنى بدأت أحس بشويه سقعه.

دخلت سلوان أمام جاويد الذي كاد يصتطدم بتلك المرأه لكن تجنب منها وأفسح لها الطريق معتذرا، بينما بعد مغادرة تلك المرأه نظر ناحية والداته قائلا: مين الست دي يا ماما.
ردت يسريه: دى معرفه جديمه، إطلع غير هدومك على ما أجول لتوحيده تحضر العشا.

وافق جاويد يسريه فبالنهايه هذا شئ لا يهمه سحب يد سلوان معه وصعد الى الجناح الخاص به تعجب من صمت سلوان التي جلست على مقدمة الفراش، إقترب وجلس جوارها على الفراش ووضع يده على كتفها قائلا: مالك يا سلوان ساكته ليه.
ردت سلوان ببساطه: وعاوزني أتكلم أقول أيه.
إبتسم جاويد بمكر قائلا: ولا يمكن الكابوس اللى شوفتيه لسه مأثر عليك.
تنهدت سلوان قائله: الكابوس اللى شوفته أرحم من الحقيقه اللى عيشاها.

قالت سلوان هذا وإبتعدت عن يد جاويد وعادت للخلف على الفراش وتسطحت عليه.
شعر جاويد بغصه في قلبه ونهض واققا ينظر لها قبل أن يتحدث صدح رنين هاتف أخرجه من جيبه ونظر لشاشته ثم مد يده بالهاتف نحو سلوان قائلا: الإتصال ده ليك باباك.
نظرت سلوان للهاتف الذي بيد جاويد وترددت أن تمد يدها له، لكن جاويد أمسك يدها ووضع بها الهاتف قائلا: هروح أغير هدومي في الحمام.

توجه جاويد نحو دولاب الملابس وأخذ له زي منزلي وذهب نحو الحمام، مازالت سلوان متردده بالرد، لكن قبل أن تنتهي مدة الرنين ردت.
تنهد هاشم بهدوء قائلا: إزيك يا سلوان.
صمتت سلوان للحظات قبل أن يعيد هاشم سؤاله: بقولك إزيك يا سلوان ليه مش بتردي عليا.
ردت سلوان: مفيش بس يمكن شبكة الموبايل مش كويسه، أنا الحمد لله بخير.

تنهد هاشم براحه قائلا: فرحت لما إتصلت على موبايلك وردتي منه قبل كده لما كنت بتصل عليه كان بيدي خارج نطاق الخدمه وكنت بضطر أتصل على التليفون الأرضي او موبايل جاويد.

إستعجبت سلوان قول والداها، لكن بنفس اللحظه إعتقدت أنه يكذب عليها الا يعلم أن هاتفها كان بحوزة جاويد منذ ليلة كتب الكتاب، لكن صمتت، مما جعل هاشم يسترسل في الحديث معها، وكانت ترد بإقتضاب، مما جعل هاشم يشعر بوخزات في قلبه، سلوان مازالت غاضبه، دخل لديه شك أن جاويد مازال لم يستعيد ثقة سلوان، إنتهي الإتصال سريعا حسب رغبة سلوان التي مازالت تشعر بالغضب، كذالك تشعر بشعور غريب عليها بين القبول بما حدث وزواجها بهذه الطريقه المخادعه من جاويد، أو رفض تلك المشاعر التي تسحبها بلا إراده منها، لا تنكر إنجذابها ل جاويد منذ أول لقاء بينهم لكن هذا لم يكن إنحذاب فقط بل كان ثقه وهو خدعها، تنهدت سلوان بسأم وألقت الهاتف على الفراش بنفس اللحظه خرج جاويد من الحمام ونظر نحو سلوان بتعجب قائلا: خلصتي مكالمة باباك بالسرعه دى.

إعتدلت سلوان على الفراش وتمددت جالسه تقول: أيوا، مفيش موضوع يستاهل نطول الكلام فيه، الموبايل أهو.
إستغرب جاويد قائلا: ده الموبايل بتاعك.
ردت سلوان: ما أنا عارفه إنه الموبايل بتاعي، بس هو كان معاك من ليلة ما...

صمتت سلوان ولم تكمل حديثها، بينما إقترب جاويد من الفراش قائلا: الموبايل كان في تابلوه العربيه، وأنا كنت نسيه وهو كان فاصل شحن بالصدفه النهارده بفتح التابلوه لقيته حطيته يشحن وأنا في العربيه عشان منساش أجيبه ليك.
تهكمت سلوان قائله: معليشي مشاغلك الكتير نستك، عالعموم انا مش محتاجه له، بالنسبه لى وجوده من عدمه مش مهم، هكلم مين يعني.
رد جاويد: إبقي كلميني يا سلوان ويلا قومي خلينا ننزل زمان العشا جهز.

ردت سلوان: أنزل إتعشي إنت أنا مش جعانه، حاسه بشوية صداع ومحتاجه أنام.
صعد جاويد على الفراش ممددا جوار سلوان قائلا بمكر: وأيه يا تري بقى سبب الصداع كابوس إمبارح.
نظرت سلوان له بسخريه وإلتزمت الصمت.
تنهد جاويد وجذب يد سلوان قائلا: سلوان خلينا نتعشى، وبعدها إبقى ألوي شفايفك الحلوين دول، إحنا لسه عرسان جداد والمفروض وشك يبقى بيضحك.

تنهدت سلوان بضجر وسحبت غطاء الفراش عليها قائله: قولت مش جعانه هو الأكل كمان غصب، ولا خداع.
زفر جاويد نفسه سألا
سلوان مالك الصبح كنت كويسه، ولا طريقة كلام حفصه ضايقتك.
ضيقت سلوان عينيها تقول: أنا نسيت أساسا كلام حفصه هي من وقت ما دخلت للبيت وهي واضح إنها كانت عاوزه لك زوجه تانيه، عادي يعني، من فضلك يا جاويد سيبني وإنزل أتعشى أنا مش جعانه.

تنهد جاويد قائلا: لو مش هتنزلي تتعشى أنا كمان مش هنزل وده محبب على قلبي جدا، لأنى هتعشى بحاجه تانيه ومتأكد هتبقى ألذ وأطعم، بس فيها عيب مش بتشبع.
أنهى جاويد قوله ووضع يده على سحاب عباءة سلوان بإيحاء، فإنتفضت سلوان وأزاحت غطاء الفراش عنها بعنف ونهضت من فوق الفراش قائله بعصبيه: هو كل شئ لازم أعمله غصب حتى الأكل كمان.

إستغرب جاويد رد فعل سلوان المبالغ فالأمر لا يستحق كل ذالك منها وكاد يقترب منها، لكن هي رفعت كف إحدي يديها قائله: من فضلك سيبني لوحدي، أنا حاسه أنى مصدعه ولو نمت هرتاح.
كاد جاويد أن يعترض لكن سلوان أعادت قولها برجاء: أرجوك سيبنى لوحدي يا ج...
توقفت سلوان قبل أن تقول جلال.
غص قلب جاويد وهو يعلم أنها توقفت عن تكملة إسم جلال
تنهد بإستسلام لرغبتها قائلا: تمام مش هضغط عليك براحتك يا سلوان.

حاولت سلوان أن لا تنظر له الى أن غادر الغرفه وأغلق خلفه الباب بقوه، تركت العنان لدموع عينيها وجسدها الذي تهاوي فوق الفراش، لا تعرف سبب لتلك الدموع ولا سبب لذالك الشعور الذي يجعل قلبها يآن.

كذالك جاويد خرج من الغرفه وتوجه حديقة المنزل وصعد الى سيارته وخرج من المنزل يقود السياره بلا هدف، يشعر هو الآخر بحيره تنهش عقله، هو ظن أن سلوان ستغفر كذبته سريعا، خاصتا أنه لم يغير طريقه معاملته معها، لم يتغير سوا إسمه فقط.
بالقاهره.

وضع هاشم الهاتف جواره يشعر بغصه في قلبه سلوان رغم مرور أكثر من أسبوع مازالت ترد على إتصاله وسؤاله عليها بإختصار وإقتضاب، حسم أمره وتنهد وقام بجذب الهاتف مره أخري وقام بالإتصال قائلا: من فضلك عاوز أحجز تذكرة سفر لل الأقصر.
إنتظر الرد بعد دقيقه قائلا: تمام متشكر.
بنفس اللحظه وضعت دولت تلك الصنيه الصغيره قائله بإستغراب: أنا سمعت جزء من مكالمة الموبايل وفهمت إنك حجزت تذكرة سفر لل الاقصر.

رد هاشم: ايوا، قلبي مشغول على سلوان، هسافر أطمن عليها.
تعجبت دولت قائله: إنت راجع من عندها يادوب من أسبوع وكمان سبق وقولت إن جوزها شخص ثقه.
رد هاشم: وفيها أيه يعني هي مش بنت ولازم أطمن عليها، عالعموم هو يوم صد رد مش هغيب هروح أطمن عليها وأرجع بسرعه، أنا ماليش مزاج للشاي هروح أنام عشان أبقى فايق وأنا في الطياره.

ترك هاشم دولت التي تهكمت بحسره قائله: آه عشان تبقى فايق لمقابلة بنتك، كانت غلطة حياتى إنى وافقت أتجوز كنت عايشه مرتاحه مع إبني، منك لله يا شاديه، غوتيني بواحد قلبه إتقفل على بنته بعد موت مراته، اللى زى ما تكون كانت ساحره له من بعدها يزهد الحريم.
ب شبرا الخيمه
شعرت إيلاف بالسهد.

نهضت من فوق فراشها وقامت بإزاحة ستائر شباك الغرفه الزجاجي، رأت تجمع تلك الغيوم البسيطه التي تسير بالسماء تخفى تلك النجوم السابحه جوارها منها ما يتوراي خلف تلك الغيوم ويعود للظهور مره أخرى بعد سير الغيوم، تنهدت ببسمه وتذكرت مهاتفة بليغ لها مساء اليوم وسؤاله عنها متى ستعود لل الاقصر وإجابتها عليه أنها ستعود بعد غد
سألت نفسها عن ذالك الشعور الغريب التي تشعر به إتجاه بليغ، هل هو إعجاب أم حب.

حب، إستغربت تلك الكلمه، تعلم جيدا بليغ ربما يقترب في العمر من والداها، سأم وجهها وتحسرت هنالك فرق كبير بين والداها و بليغ، بلحظه
تمنت لو كان لها والد مثل بليغ، وما كان ترك لها تلك الوصمه التي تشعر بها وتتهرب منها داىما ما تخشى أن يعلم أحد عن ماضى والداها اللص القاتل.

حتى أنها هي من أرادت الهروب لابعد مكان حتى لا يعلم أحد بتلك والوصمه، والتي للحظه إرتجف قلبها وقت أن دقق جواد بالملف الشخصى لها خشيت أن يكون قرأ بالصدفه عن حادثه والداها التي كانت مشاع وتتصدر القنوات والصحف لوقت، على ذكر جواد لا تعلم سبب لتلك البسمه التي شقت فمها كذالك تلك النغزه التي شعرت بها، لم تنكر إعجابها بشخصيته اللطيفه والإنسانيه، للحظه ضحكت وشعرت بإنشراح في قلبها، حين تذكرت مزحه قالها قبل أن تآتى لهنا لقضاء أجازتها، شعرت بشوق للحديث معه، تركت تلك الستائر، وذهبت نحو مكان هاتفها، وجذبته بين يديها كادت تتصل على جواد لكن في آخر لحظه ترددت حائره فماذا ستبرر إتصالها له الآن، آتى لها هاجس قائلا: بسيطه إسأليه عن أى حد من المرضى اللى متابعه حالتهم في المستشفى.

لكن سرعان ما ذمت نفسها قائله: بلاش تهور، كلها بكره وترجعي لل الاقصر تاني، الأفضل إنك تحاولى تنامى وتبطلي تفكير سواء في بليغ أو حتى جواد، إنت في الأقصر بس في مهمة عمل، لها وقت وهتنتهي وبعدها هيختفى الإتنين من حياتك، بلاش تتعلقى بأوهام مش من حقك تفكري فيها.
بالمشفى بعد منتصف الليل
بمكتب جواد
إتكئ بظهره للخلف يتنهد بإشتياق.

منذ يومان لم يرى إيلاف التي سافرت الى بلدتها لقضاء يومي الأجازه، جذب هاتفه وقام بفتحه على رقم هاتفها وكاد يضغط على ذر الإتصال لكن تراجع قائلا: بطل غباء يا جواد الساعه قربت على واحده ونص أكيد زمانها في سابع نومه، وكمان هتتصل عليها بأي حجه.

ترك الهاتف على المكتب وزفر نفسه يشعر بضجر، رغم أنه كثيرا ما كان يسهر ليالي بالمشفى لكن منذ أن غادرت إيلاف المشفى يشعر بضجر وعدم الرغبه في العمل، تنهد قائلا: واضح إن فعلا العشق لعنة ولاد الأشرف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة