رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والخمسون
بغرفة حفصه
إستغربت عدم مغادرة مسك رغم أن الوقت بدأ يتأخر
بالصدفه وهي تحمل جلال سارت به نحو شرفة الغرفه رأت عبر الزجاج خروج جاويد من المنزل، إستغربت ذلك، لكن هدوء بكاء جلال جعلها تتغاضى عن ذلك ذهبت نحو الفراش ووضعته بالمنتصف ونظرت نحو مسك قائله: جلال سكت هنزل أدفي له البيبرونه بقت ساقعه وكمان أشوف ماما إن كانت رجعت أديه لها يمكن يرضى ياخد منها البييرونه.
ظنت حفصه أن مسك، ربما تقول انها ستغادر أو ستنزل معاها، لكن خيبت ظنونها وقالت: أنا هستناك هنا بس متغبيش، هتصل على ماما أقولها إنى هفضل إهنه إشوي عشان متقلقش عليا.
رغم إستغراب حفصه لكن أومأت برأسها وخرجت من الغرفه، بالفعل فتحت مسك هاتفها وتوجهت نحو زجاج الشرفه تنظر الى السماء، وضعت الهاتف على أذنها، تسمع رنين ولا رد، تضايقت وأغلقت الهاتف وظلت تنظر نحو القمر الأحدب كذالك تلك الغيوم الغريبه بالسماء، لكن لم تهتم بل شعرت بالضجر.
بعد دقائق معدوده بسبب معاودة جلال البكاء، زفرت نفسها بغضب وتوجهت نحوه توقفت أمام الفراش تنظر له ببغض شديد، وتعصبت قائله بتعسف: إنكتم، إنت أيه مش بتزهق من الزن ده.
مازال بكاء جلال مستمر، يزيد في تعصيب مسك، التي تملك منها الشيطان، وجحظت عينيها بشرر ونظرت نحو باب الغرفه وجدته مغلق، تبسمت بشرر وجذبت جلال على حرف الفراش وقامت بوضع كفيها حول رقابته وفكرت بخنقه
وقالت بشيطانيه: إنت مش هتنكتم، أنا هكتمك.
كادت بلحظة
تق تله لكن سمعت فتح مقبض الباب تضايقت بشده وإدعت إنها كانت ستحمله، لكن لاحظت حفصه جزء من ذالك، ورجف قلبها خوفا من حركات رأس مسك كذالك نظرات عينيها الزائغه مثل من فقد عقله، حملت جلال وقالت: خالتي محاسن تحت هنزل جلال لها، هو متعود عليها زى ماما.
أومأت مسك رأسها بتوافق، مازالت حفصه تستغرب مكوث مسك الليله، لكن غادرت ومعها جلال.
بينما عاودت مسك النظر ناحية الشرفه وذلك الضوء القادم منها، تحدثت لنفسها: الليله أكيد غوايش هتقضي على سلوان انا لازمن أكون قدام جاويد إهنه، لما يعاود ويلاقني يعرف إنى أنا اللى كنت أناسبه من الأول، مش الحقيرة سلوان اللى سحرته، وعمت عيونه بدلعها الفاضي.
هبطت حفصه ب جلال ودلفت الى المندره ذهبت نحو جلوس محاسن وأعطته لها قائله: مش عارفه غضبان عالبيبرونه مش راضي ياخدها، ومعرفش ماما كمان راحت فين وأتأخرت لحد دلوك.
أخذت محاسن جلال ووضعته على ساقيها وحاولت إطعامه، بصعوبه إلتقم حلق زجاجة الحليب، نظرت له حفصه بصعبانيه وتنهدت براحه قائله: الحمد لله أخيرا ربنا هداه، من وقت ما سلوان إختفت كان بيبقبل ياخد البيبرونه مني بس معرفش ليه فجأة غضب.
تفوهت محاسن وهي تنظر بحنان له تشعر بآسى في قلبها: يمكن حاسس بالشيطانه اللى قاعده معاك في المجعد.
تنهدت حفصه قائله: مين الشيطانه، قصدك مسك.
اومأت محاسن براسها وقالت: وأيه اللى مجعدها إهنه لدلوك، دى بت وغلط تتأخر بره دار ابوها بدون سبب، بس طبعا أنا عارفه دماغ صفيه، بتصتاد في الميه العكره بعد غياب سلوان.
ردت حفصه بنفي: لاء يا خالتي، مسك خلاص عم محمود حدد مع خطيبها ميعاد كتب الكتاب وكمان الدخله.
تسألت محاسن: مين اللى جالك إكده.
ردت حفصه بتوضيح: أمجد قالى من كام يوم وهو بيكلمنى عالموبايل.
تهكمت محاسن وقالت بسخريه: ده كان قبل إختفاء سلوان، ربنا يردها بخير لولدها وكمان يخيب أمل المخسوفه مسك هي وأمها.
زفرت حفصه نفسها وقالت: هتفضلى إكده يا خالتى دايما تكرهي مسك، عالعموم
الحمدلله جلال ربنا هداه أخيرا، معرفش ماما كمان أتاخرت دى طالعه من الدار من بعد العشا والساعه قربت على عشره ونص.
نظرت محاسن نحو صلاح الذي دخل الى المندره بوجه مترقب وأومأ لها برأسه، إنخسفت ملامح وجهها وتوترت بالرد على حفصه قائله: الغايب حجته معاه، إدعى بقلبك ربنا يسهل الحال.
لاحظت حفصه نظرات صلاح ومحاسن لبعضهم التي بها شئ من الخوف والترقب، شعرت أن هنالك خطب ما يحاولان إخفاؤه، كادت تتسأل لكن مجئ مسك على غفله جعلها تصمت، بينما مسك شعرت بالبغض من نظرة محاسن لها، كذالك من رعايتها ل جلال.
بشقة ليالي.
أغمضت عينيها بعد أن تغلب عليها النعاس وهي تتشبث بأحضان محمود الذي يضمها الى صدره، بينما هي تستمد الامان منه، بعد أن عاد الى ذاكراتها تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم التي تمنت وقتها الموت ربما كان رحمه إلهيه لها، لكن لم تنالها، لولا دعم ومؤازرة محمود لها ربما مع الوقت كانت فقدت ما تبقى لقلبها من بصيرة، بصيرة جعلتها تتقبل أنها لن تسمع كلمة ماما كما أنها لن ترى الضوء مره أخري فقط هنالك ضوء واحد باقي بقلبها.
عشق محمود لها
العشق الذي نمي بينهم صدفه حين رأها بمنزل أحد زبائنه، وعلم أنها قريبتهم وآتت لإستكمال دراستها الجامعيه، من اول نظرة إشت علت شر ارة العشق في قلبه وقلبها.
أفتتنت بشاب أسمر صعيدي، هو الآخر أفتتن بالجميلة التي آتت من القاهرة لقضاء فترة الجامعه لكن جذبها العشق ورسخ قدميها بأرض الشمس، الشمس التي لم تعد ترى شروقها، فقط تشعر بحرارتها، تمنت الزواح منه علانيه، وكاد أن يحدث هذا لولا القدر الذي رسم طريق آخر بزواج محمود من صفيه، حتى ينقذ سمعة أبيه حاولت طمس ذلك العشق لكن كان أقوى من الإثنين.
طلب محمود منها الزواج سرا لفترة بسيطه وسيعلن به لاحقا، وبالفعل كان سيعلن عنه لولا معرفة صفيه قبلها وإقدامها على قت ل ليالي، لكن يشاء القدر أن يرفق بقلب محمود حقا فقدت بصرها وفرصتها في الإنجاب لكن تبقت هي اللبنه الطيبه التي كان يتحمل بها قسوة وجفاف صفيه التي لم تسعي لنيل حب ولا مودة محمود، بل كانت تسعي لتملكه فقط، مفهوم الحب لديها هو الآنانيه وحب الذات لابد أن تكون هي المفضله، ولا يهم أن تقدم أى تنازالات بل هي أولا، ويأتى الجميع من خلفها، تعامل معها محمود بطريقة التجاهل، حتى أنه تجاهل عن نزعة الإجرام التي تمتلكها، اولا كان من أجل إبنه أمجد حتى لا يوصم ب أم مجرمه، ومن ثم تحمل بسبب مسك، مسك التي أصبح يخشى عليها أن تصبح صورة كربون من والداتها، كان يتغاضى عن رؤيتها تتلهف على جاويد ظنا منه أنها قد تناله برضاؤه كما كان يتمني، لكن قلب جاويد أختار أخرى، وأصبح محال أن ينظر لها، عليها القبول بذالك حتى لو كان غصبا كما قرر، ربما تأخر لكن بنظره مازال هنالك فرصة، بل فرص ل مسك وعليه عدم التأخير أكثر من ذالك.
بأرض الجميزه
بالحفره.
إنتهى جاويد من النزول عبر ذاك السلم، وضع قدمه على أرض الحفرة الضحله، لم ينتبه في البدايه، وغرست إحد قدميه، لكن سرعان ما إنتبه، وتعجب من تلك المشاعل النا ريه التي تملأ المكان وبدا السير بحذر داخل تلك الحفره، أخرج هاتفه من جيبه نظر اليه علم انه لم يعد يلتقط شبكة تواصل، كذالك كاد يسقط منه لكن إنتبه وأعاده مره أخري الى جيبه وسار بنور تلك المشاعل الى أن سمع صوت نحيب ضعيف علم الصوت سريعا وتتبعه الى أن أقترب من ذالك التجويف بجانب الحفره، ذهل عقله مما يراه، سلوان ممدة على قطعه خرسانيه تشبه المذ بح وتقيد أطرافها الأربع، ليس هذا فقط بل تلك المشعوذه تضع نصل صدأ على عنقها.
بينما قبل لحظات
تبسمت غوايش بظفر ونظرت الى أتباعها وقالت لهما: الضيف المنتظر وصل، إحذروا أي غلط هيحصل كفيل بأنه ينهيكم والحفرة دى هتبجي قبر ليكم.
أومأ لها الإثنان أنهما قادران بدنيا على سحق ذلك الضيف المنتظر كما تريد.
ضحكت غوايش بإستهزاء حين رأت تقدم جاويد بقلب شجاع ناحية سلوان وقالت: العشق لعنة ولاد الأشرف
خيانة العهد ليها تمن لازمن يندفع.
إنصبت عين جاويد على سلوان وهو يسير بقلب شجاع نحو تلك القطعه الخرسانيه، سلوان التي فتحت عينيها ونظرت الى ذاك الضيف، لوهله شعرت بعودة الروح إليها، وإنشرح قلبها من جسارة جاويد، حين رد عليها بإستهزاء: أى لعنه بتتكلم عنها، أنا مبصدقش في الخرافات ولا التخاريف اللى بتتحدت عنيها، لو مسيت سلوان بأذي الحفرة دى هتبقى قبرك.
تهكمت غوايش وتهجمت بالرد بثقه: الحفرة دي فعلا هتبقى قبر يضم العشاق.
رغم رجفة قلب جاويد على سلوان لكن تمسك بالإيمان وهو يقترب من المذبح وظل خطوة واحده قائلا بثبات: مهما بيعت روحك للشيطان هتفضلي ضعيفة.
إستهزأت غوايش بضحكة سخريه شيطانيه وأومأت برأسها للرجلان اللذان سريعا قبل أن يصل جاويد الى المذ بح قام بالتهجم عليه بالضرب، جسارة قلب جاويد كانت أقوي منهم في البدايه لكن للحظه توقف عن الدفاع عن نفسه حين رأي غوايش تضع النصل على رقبة سلوان مباشرة وبالفعل بدأت تسير بالنصل على عنقها ببطء حتى أنه بدأ يخدش جزء منه، فتحت سلوان عينيها نظرت ل جاويد.
نظره كفيله ببث الهلع في قلبه وهي تستسلم لتلك المشركه وتغمض عينيها تسيل دموعها غير قادره على الحركه حتى صوتها لا تستطيع الصراخ، مهما كانت قوتها، هي ضعيفه أمام تلك الجبروت التي إستغلت فترة ضعف سلوان بعد ولادتها بعدة أيام قليله، وذالك النزيف الذي في إزدياد، ونزيف روحها التي تريد لها العذاب قبل تفيض روحها، بذ بحها بنصل بارد.
يزيد في الآلم قبل أن تفيض روحها، تريد أن تعذبها حتى تستطيع الحصول على قوة أكبر.
إبتعد جاويد عن هذان الرجلان وذهب مره أخرى
نحو سلوان، لكن كانا هما أقوي وقاما بجذبه
وبدأت السيطرة لهما، وضحكة غوايش ترج المكان بصداها وهي ترى الغلبه لها ولأتباعها من شياطين الإنس، لكن.
قبل دقائق بأعلى الحفره
نظرت يسريه ل مؤنس وقالت له، صعب تعرف تنزل على سلم الحبل ده.
نظر مؤنس فعلا، عمره كبير ويداه لم تعد قويه للتمسك بأحبال وقطع خشبيه والنزول عليها لعمق سحيق، لو فكر للحظه لكان إمتثل لضعفه، لكن قال لها: ي دى طول عمرها في الطين، والأي د اللى حفرت في الصخر صعب تتهز، خلينا ننزل يا بت، الليلة يا تبدي بداية جديده، وتنتهى اللعنه، يا...
لم يستطع قول النهايه الآخري وهي أن تكون الحفرة نهايه لأحبائه.
نزع عمامة رأسه وقام بربط تلك القطعه البيضاء وأحكم ربطها على خصره، وقام بوضع ي ديه على أول السلم وبضعف حاول التماسك بها إهتزت
ي ديه كثيرا لكن السعي لهدف جعله يتشبث بضعف بالقطع الخشبيه والأحبال الى أن وصل الى أرضية الحفرة كان يأخذ حذره وإرتدى حذاء مناسب للأرض الضحله، كذالك فعلت يسريه ووصيفه ونزلن خلفه، وقفوا الثلاث ينظرون لبعض، نظرة مؤازره الآن.
عليهم التصدي لقوة خفيه أقوي منهم، ويساعدها شيا طين من البشر، تمسكوا بالإيمان وساروا خلف بعض الى أن وصلوا الى
مكان المذبح
تفاجئت يسريه ب جاويد الذي يتعارك بجسارة
إرتجف قلبها، لم تستطيع التوقف ذهبت نحوه سريعا كان الوغدان ارهقا جاويد، لكن لم يستسلم.
عيناة على سلوان يود التخلص من هذان الوغدان وانقاذ سلوان لكن هما يستغلان الوقت بإرهاقه حتى يتثني ل غوايش إنهاء طقوس خاصه تستطيع بها الحصول على قوة إضافيه من نفحات ذاك المارد
التى تخدمه منذ عقود من الزمن، لكن دخول
الثلاث أربكها، جعلها تتوقف عن ن حر سلوان
ببطء
نظرت لهم بغضب ساحق، والغضب الأقوى كان
ل يسريه وجودها هنا دعم ل جاويد
كذالك وصيفه التي لديها خبرة سابقه بإيقاف تلك الطقوس الماجنه.
كذالك مؤنس الذي فك تلك العمامه عن خصره وفتح قطعة القماش البيضاء، وظهر الكتاب
إرتبكت غوايش حين فتح مؤنس الكتاب، وبدأ بقرأة السطور الأولى منه بصوت جهور: اللعنه على خائن العهد
توقف للحظات ثم أغلق الكتاب مره أخرى وقال بإيمان: لا عهد بين الإنس والجان
الجان خدام الإنس، والخادم لا يمتلك سوا تنفيذ ما يؤمر به.
هنا هبت رياح ساخنه بالمكان، نفس ناري غاضب
شعر بها الجميع، لكن بنفس الوقت هبت نسمه لطيفه.
نسمه ضعيفه لكن هدات من رعونة تلك الحراره الاهبه
تدمعت عين يسريه وهي تري ذلك الطيف يتجسد بشكل جلال يقترب منها، بصدر مفتوح وخاوي من الداخل.
إنصعقت غوايش من ذلك الطيف الصغير، لكن
هنالك مارد أقوى منه هكذا ظنت، بالفعل.
تمثل المارد وتلبس جسد صالح الفانى ونهض واقفا كآنه حي وإقترب من جاويد وصفعه على قلبه صفعه قويه جعلته يرتد للخلف خطوات وبدأ في صفعه أكثر وأكثر، حتى كاد يهلك جاويد، لكن توقف عن صفع جاويد حين قرأ مؤنس تلك الآيه
{فلما قضي نا علي ه ل مو ت ما دلهم على مو ته إلا دا بة ل أر ض تأ كل منسأته فلما خر تبينت ل جن أن لو كانوا يع لمون ل غي ب ما لبثوا في ل عذاب ل مهين} سورة سبأ.
ثم قال بيقين: إنت خادم من نار والنار بطفيها المايه.
قال هذا وأخرج قارورة مياه من جيبه وقام بقراءة القرآن عليها وألقاها نحو ج سد صالح
صرخ المارد وإبتعد ولكن مازال غاضبا ثائرا
بينما ظهرت حقيقه أخرى تتمثل أمامهم كآنها حقيقية
لطفل صغير يسير بيد عمه برضا منه ظنا أن عمه سيأتى له بالكثير من ثمار التوت يعود بها الى المنزل يفاجئ بها أقرانه لكن كان الغدر مذهبه وأخذه الى عشة غوايش يقدمه لها قربان.
إرتعب الصغير وهو يرى نظرات الشر تنضخ بعينيها بينما قال صالح: القربان اللى قولت عليه، الولد التاني جاويد
نظر لهما جلال بخوف، رغم أنه لا يفهم أى شئ لكن يشعر أنهما سيئان، ولم يقول أنه ليس الولد التاني، فالشبه بينه وبين جاويد كان متطابق تقريبا، كان الفرق في شكل الوجه.
جلال وجهه كان طويل عن وجه جاويد المستدير، صمت خوف على توأمه لا يعلم نية هذان الش ريران، حاول الهرب ناحية باب العشه لكن لحقه صالح وجذبه بغضب، حاول جلال إستجداء قلب صالح، لكن أعمي قلبه وعينيه الجشع ونيل ما يريد حتى تعود له رجولته المفقوده، إستسلم لشيطان يحركه غريزة دنيئه، مدت غوايش يدها بنصل كبير ل صالح أخذه منها بيد مرتعشه، وقالت له: القربان قلب نابض.
فهم صالح قولها، وبلا تفكير منه شطر صدر جلال بالنصل المسنون
تدافعت الد ماء بغزارة وخر جسد جلال أرضا ينتفض بقوه، وقف صالح كآنه فقد عقله غير مباليا، كآنه ذ بح دجاجه، بينما نظرت غوايش له بعين لامعه وقالت: القلب.
إنحنى صالح وأكمل شطر ضلوع صدر جلال وإنتزع قلبه
بيديه ووقف يقدمه ل غوايش، لكن غوايش قالت له بأمر: كله.
نظر لها صالح بذهول، بينما هي عاودت الأمر: كله دلوكيت.
لم يعترض صالح رغم إشمىزازه بدأ بقضم القلب ويبتلع دون مضغ حتى إنتهى منه.
نظرت غوايش له بظفر وقالت له: بكده المارد صفح عنك خيانتك إنك طمعت في مسك، وهيفتح لك المقبرة اللى في الأرض اللى إشتريتها، وكمان هتنازل لك عن نصيب منها.
لمعت عين صالح بطمع، لكن نظرت غوايش بإشمئزاز
ل جثة جلال التي مازالت تنتفض مازالت روحه عالقه، قالت له: هجيبلك شيكارة بلاستك تتتاوي فيها چتة الولد ده وترميها في النيل.
بالفعل وضع جثمان جلال بتلك الشيكارة، وذهب الى أرض الجميزه وراقب المكان وجده خاليا قام بفتح الشيكارة وألقى جسد جلال بمياه النيل وغادر كآنه لم يفعل شئ، بآخر النهار عثروا على جثة جلال، وتفاجئ صالح أنه أخطأ بين الأثنين وأن من قدمه قربان كان شخص آخر غير المقصود ولم تنفك عنه اللعنه، لكن عثر على كنوز المقبره.
دموع عيني يسريه كذالك مؤنس الذي رأى ذالك هو وجاويد وسلوان التي تشعر أنها مثله الآن تنسحب روحها بالبطئ بعذاب نصل بارد، لكن جاويد تقدم ناحية سلوان بجساره، لكن إعترضه المارد الذي مازال يتحكم بج سد صالح وقام بصفعه صفعه قويه إرتد ج سده للخلف على أثرها خبط بحائط، ذاك الباب المتين الذي بالحفره، شعر بهبوط في قلبه وخر جسده للحظات قبل أن يعود صالح للتهجم عليه بعنفوان أقوي، يود إيقافه، بنفس الوقت إقترب جسد جلال من يسريه التي فتحت يديها له.
تدمع عينيها على عذاب هذا الطيف البرئ الهائم لا يشعر بخلاص روحه، كذالك نظرت ل جاويد الذي يحاول المارد الظفر به وإهلاكه هو الآخر، توقف اللحظات، وهي ترى حبل ذاك الحجاب يكاد ينقطع
تذكرت قول وصيفه لها
مكتوب الأخ يفتدي أخوه والإختيار ليك.
نظرت ل جاويد الذي بدأت كفة المارد تفوز وصالح يضع ي ديه حول عنق جاويد يحاول خنقه، نظرت نحو طيف جلال الذي بين ي ديها
الضعيف، لكن بداخلها قارنت...
إيمان ضعيف مقابل قمة الكفر.
ملاك برئ مقابل مارد من نار سموم
براءة قلب مقابل حجود
والإختيار صعب، كلمه تخرج من بين شفتيها، والكلمه أصعب لكن لابد من نطقها الآن
جلال...
قالتها يسريه بدموع تنساب من بين عينيها تشعر بها آلسنة لهب حارقه تحرق كيانها بالكامل قبل تسيل حارقه
ل وجنتيها، ثم تحدثت بضنين: في قلبي مكانتكم ومعزتكم واحده.
توقفت للحظة تبتلع ريقها التي تشعر كآن هنالك صخرة تغلق حلقها، تحاول ضم ذاك الطيف تشعر كآنه جسد حي بين يديها وقالت بآسى: فاكره أنا عمري ما غلطت مره في إنى أعرف مين فيكم جلال ومين جاويد، رغم إن مكنش حد تقريبا بيعرف يفرق بينكم بس أنا كنت بعرفكم من بعض بسهوله جدا
تنهدت بدموع تحاول التغلب على ذاك الآلم القاسم لقلبها وقالت برجاء: جلال...
قلبي مش هيتحمل فراقكم أنتم الإتنين.
ربما لم تكن تعلم أن تلك الجمله هي الخلاص
ل روح هائمه خرج الطيف من بين يديها وتوجه نحو جاويد الذي بصعوبه تخلص من أي دى المارد لكن إنهار ج سده أرضا يحاول الإستنشاق بصعوبه، وقف أمامه مباشرة ورفع رأسه تلاقت عينيه مع عين المارد الذي تخلى عن ج سد صالح الذي تردى أرضا
لهيب خرج من عين المارد الواحده يحاول حرق جلال، لكن طهارة قلب برئ كانت الفائزه، لم تخترقه النار بل ضعفت الشعله وكادت تنتطفئ.
نظر مؤنس لذالك ونظرت له وصيفه وقالت بتسرع: إحرق كتاب العهد.
سريعا آتت يسريه ب إحد المشاعل وكادت تعطيها ل مؤنس لكن إعترضتها غوايش بغضب، وقالت لمعاونيها بغضب: واجفين تتفرجوا، بسرعه هاتوا الكتاب من الراجل الخرفان ده.
نفذ الرجلان ما أمرتهم به وإقتربا من مؤنس لكن.
كانت وصيفه أقوى منهم مازالت تمتلك بعض من تلك المهارات القديمه التي دفعت ثمنها وبتقديم إبنتها قربان، أغشت أعينهم للحظه ودفعتهم بعيد عن صالح وتمكنت فيها من إلتقاط شعله أخرى وألقت بها ناحية مؤنس الذي لم يتردد للحظه واحده.
وقام بحرق طرف الكتاب، وظل ممسك به بالطرف الآخر بين أصابعه حتى شبه إحترق بالكامل تقريبا، ترك تلك القطعه الصغيره تشتعل هي الأخري قبل أن يصبح الكتاب و رمادا ويمتزج بأرض الحفرة الضحله، رأوا ثورة ذاك المارد وهو يتلوى بنيران تهدأ لكن قبلها.
إرتعبت غوايش وهي تحاول الإبتعاد عن نيران ذاك المارد لكن بسبب عدم إنتباهها إقتربت من لهب أحد المشاعل المعلقه بجوانب الحفره علقت النار بطرف وشاح جلبابها حاولت نزعه عنها لكن تمكنت النار بجلبابها وأشتعلت النيران بها، تصرخ هي الأخرى حاولت جذب الطين تضعه على ثيابها لكن كانت النيران أقوى وتمكنت من جسدها، إرتعب أعوانها من هول الموقف وما حدث، فروا بالذهاب نحو تلك السلالم لكن بسبب هرولتهم أثناء صعود السلالم لم ينتبهوا وسقطوا بالأرض الضحله إنغمس.
ج سديهم بالطين وهم يحاولون النجاة بإستماته، لكن لا مفر.
بينما جاويد حاول النهوض أكثر من مره الى أن وقف بضعف لم يشعر بإنقطاع حبل ذاك الحجاب وإنسلاته من عنقه، توجه ناحية المذبح بخطوات مترنحه، وقف في البدايه يضع ي ده على عنق سلوان النازف، ونطق إسمها بإستجداء
فتحت سلوان عينيها وهمست بإسمه بصعوبه.
نظر لعينيها ثم لعنقها رأى جرح ليس كبير لكن نازف، إقترب منه مؤنس وأعطى له تلك العمامه أخذها منه سريعا قام بوضعها مكان الجرح يكتم اندفاع الد ماء.
بينما رأت يسريه إنسلات الحجاب من عنق جاويد علمت أن اللعنه قد إنقشعت، لكن قلبها وعينيها تعلقا بذلك الطيف إقترب هي منه بخطوات باكيه ضمته رغم أنه طيف لكن لم تشعر بخواء بين يديها الأ حين إنساب ذلك الطيف وترك مياه تسيل بين يديها.
مثل دموعها التي تنساب بعينيها لكن فجأة تبسمت تشعر أنه أخيرا تلاقى جسده مع روحه في ملكوت بالتأكيد أفضل.
نظرت نحو جاويد الذي يتلهف قلبه، إقتربت هي الاخري من المذ بح وقفت جوار سلوان رفعت الشال عن عنقها وتمعنت بالجرح، وقالت: الجرح مش غميق بس على عرق دم، أتصل على جواد بسرعه يقابلنا في المستشفى.
مد مؤنس ي ده بهاتفه له
إبتلع جاويد ريقه بصعوبه قائلا: هنا مفيش شبكه لازمن أطلع لفوق.
نظرت له يسريه وقالت: إنت أسرع حد فينا يقدر يطلع السلم.
نظر لها جاويد يشعر بخوف لو ترك سلوان للحظات
أومأت له وقالت بإطمئنان: متخافش يا جاويد الكابوس إنتهى، لازمن نوقف النزيف ده بسرعه، سلوان غابت عن الوعى.
نظر جاويد ل سلوان فعلا إستسلمت وغابت عن الوعى، أومأت له يسريه أن يطمئن، بتردد اخذ هاتف مؤنس ترك سلوان بترقب من عيناه لها، الى أن ذهب نحو السلم وصعد الى أعلى الحفره، وقف للحظات كانت مثل الدهر حتى رأى إشارة شبكة الهاتف، سريعا هاتف جواد الذي كان بالمشفى يحاول إلهاء نفسه حتى لا يشعر بضعف أكثر من هذا، لكن حين دق هاتفه نظر للشاشه حين رأى إسم مؤنس، رجف قلبه يخشى سماع خبر سئ بقلب خائف وصوت بارد رد عليه تفاجئ بصوت جاويد يقول بلهفه: جواد أنا جاويد لقيت سلوان بس أنا محتاجلك سلوان رقابتها مجروحه كمان بتنزف مش عارف ده طبيعي بسبب ولادتها من أيام أو شئ زايد.
بلهفه سأل جواد: قولى إنتم فين وأنا هجيب إسعاف مجهز وأجيلك.
رد جاويد: أرض الجميزه في السور اللى حوالين أرض...
توقف جاويد ماذا يقول كنيه تسبق إسم صالح.
رغم إستغراب جواد لكن علم سبب صمت جاويد يعلم بغضه لعمه منذ الصغر، وقال: تمام في أسرع وقت هكون عندك.
أغلق جواد الهاتف مع جاويد وسريعا من مكتبه وقام بالإتصال بإيلاف التي ردت عليه سريعا سألها: إنت لسه في المستشفى؟
ردت ايلاف: ايوه كنت هفوت عليك قبل ما أمشى...
قاطعها سريعا: جواد لقى سلوان محتاجك معايا قابليني عند جراچ الإسعاف بسرعه.
قبل أن تستفهم إيلاف اغلق جواد الهاتف معها وقام بإتصال آخر يأمر بتجهيز سيارة إسعاف خاصه بسرعه
بالفعل بدقائق كانت سيارة الإسعاف بالطريق بداخلها إيلاف وجواد
سألت إيلاف بإستفسار: قولى أحنا رايحين فين.
جاوب جواد: سلوان مجروحه، وكمان بتنزف جاويد مش عارف سبب النزيف هو طبيعي بسبب ولادة سلوان قبل ايام ولا في سبب تانى.
إستغربت إيلاف وقالت: وأيه السبب التانى اللى جاويد شاكك فيه...
توقفت إيلاف للحظه ثم شعرت بحياء وهي تعاود القول: يعنى ممكن يكونوا إغتصبوها؟
رد جواد: معتقدش جاويد عنده الشك ده، يمكن جسم سلواز عمل رد فعل عكسى أو إتعرضت للعنف زود النزيف عندها، كمان قالى رقابتها مجروحه، دلوقتى نوصل ونشوف سلوان.
بينما جاويد أغلق الهاتف مع جواد، قام بالإتصال على صلاح وأنتظر حتى رد عليه: بابا أنا جاويد، أنا وماما والحج مؤنس في أرض الجميزه جوه السور محتاج مساعدة منك.
إزدرد صلاح ريقه ونهض واقفا يسأل برجفه مترقبا جواب جاويد: أنتم بخير.
رد جاويد: بخير يا بابا، مش وقت أفسر لحضرتك محتاج مساعدتك، لازمن تجي لهنا بسرعه محتاج رافعه.
إستغرب صلاح وتحدث وهو يسير نحو باب المندره
سألا: رافعه ليه؟
بسأم رد جاويد: لما تجي هتعرف يا بابا، أرجوك بلاش أسئله كتير.
أغلق جاويد الهاتف، بينما بنفس اللحظه كان زاهر يدلف الى المندره وسمع جزء من أسئلة صلاح، قبل أن يسأله، نظر له صلاح طالبا منه: تعالى معايا يا زاهر.
أومأ له زاهر، لكن قبل ان يخرجا من الغرفه تسألت محاسن: خير يا صلاح.
رد صلاح: جاويد قالى انهم لقوا سلوان، بس مقاليش اكتر من كده وأنا رايح له.
إنشرح قلب محاسن وتنهدت براحه قائله: قلبي بيقولى انها هتبقى بخير إبقى إتصل علينا طمنا.
اومأ صلاح برأسه، وغادر مع زاهر
بينما تبسمت حسني قائله: ربنا ينجي سلوان، والله من أول ما شوفتها قلبى إتفتح ليها وحسيتها زى أختي.
تبسمت لها محاسن وقالت: القلوب الطيبه دايما بتحس بشبيهها، وترتاح ليها...
قالت هذا ونظرت نحو مسك التي تجلس معهم عينيها تجحظ بشرر وقالت: والقلوب الخبيثه ربنا قادر عليها.
نظرت مسك ل محاسن بشرر وشعرت بغضب على يقين أنها تقصدها، بالقلوب الخبيثه، هي فعلا خبيثه، نهضت واقفه وقالت بتحجج: أنا لازمن أمشي عشان مقولتش ل ماما انى هتأخر، كمان لما اتصلت عليها مردتش عليا، يمكن موبايلها فاصل شحن.
أومات لها حفصه رأسها، نظرت مسك لهن الثلاث شعرت ببغض وغضب منهن وتركتهن تود إحراقهن، خرجت نظرت نحو السماء التي بدأت تمطر لم تشعر بزخات ذاك المطر وحسمت أمرها وذهبت نحو أرض الجميزه.
بعد قليل
بداخل السور
بالحفرة
هبط جاويد وعاد الى مكان وجود سلوان مازالت غائبه عن الوعى نظر ل يسريه قائلا: إتصلت على جواد وهو في السكه وكمان بابا.
نظر مؤنس ل سلوان بشفقه ورجفه قائلا: سلوان لازمن تعيش.
رد جاويد بأمل: هتعيش بس أنا لازمن أطلعها لفوق جواد على وصول بالإسعاف، والوقت بيمر وبابا على ما يدبر رافعه هيكون مر وقت طويل شويه، أنا هشيل سلوان وأطلع بيها من الحفره.
للحظه بقلب أم رأفت يسريه وكادت تعترض خوفا على صحة جاويد، جاويد الذي قبل دقائق كان يصارع مارد سموم وإثنين بالتأكيد قوته هالكه لكن العشق هو ما يحرك قلبه ويعطيه قوة يحتاجها، لو إعترضت جاويد لن يمتثل لها، تركته يحمل سلوان وذهبت خلفه الى أن وصل الى السلم رفع ج سد.
سلوان على كتفه يعانقها بإحدي ي ديه وبدأ بصعود تلك السلالم برويه أمام نظرات ودعاء قلب يسريه، التي تبسمت حين شعرت بزخات المطر على وجهها، ربما تلك الزخات تنعش جاويد أثناء صعوده ب سلوان.
مع نهاية درجات السلم لهث جاويد بشده وضع
ج سد سلوان على الارض ثم صعد آخر درجه في السلم وجثى جوارها يلهث، ينظر لوجهها التي تسيل عليه زخات المطر، للحظه فتحت عينيها وتبسمت، ثم عاودت الغفيان.
كذالك جاويد رغم أن ضوء خافت بالمكان كذالك إختفى ذاك القمر الأحدب خلف سحاب المطر لكن راى بسمة سلوان وانشرح قلبه للحظه قبل ان تغفوا سلوان مره أخرى بذالك الوقت سمع صوت دخول سيارة الى داخل السور، نظر نحوها علم أنها سيارة زاهر، للحظه غص قلبه عليه، لكن تشجع ونهض، إقترب من مكان وقوف السياره رأى هرولة صلاح وزاهر عليه أخبره بوجود يسريه ومؤنس ومعهم أخرى أسفل بالحفره.
بينما رأت مسك التي آتت للتو حمل جاويد ل سلوان شعرت بغضب جم لكن توارت حتى لا يراها أحدا، رأت وقوف جاويد للحظات مع صلاح كآنه أخبره بشئ ثم عاود السير نحو باب السور، دخل الى عقلها هوس أن تكون إفتح أمر إختطاف سلوان ووشي بها صالح، هربت سريعا تلعن وتسب قدرها وحظها السئ عقلها يثور ويتراقص شيطا ن الغضب أمامها لم يعد لها فرصه أخرى لنيل جاويد شت عقلها تهزي بجنون.
بينما جاويد سمع صوت إنذار سيارة إسعاف يقترب، عاود السير وهو يحمل سلوان بين ي ديه يسير ببطء وإرهاق أسفل زخات المطر التي تتصادم بوجهه وكذالك وجه سلوان...
بإرادة منه رغم أن قوة جسده تتلاشى لم يضع.
ج سد سلوان أرضا ظل يحملها الى أن دلف جواد الى داخل السور ومعه إثنين من المسعفين وفراش نقال، وضع سلوان عليه وسار خلفهم بإرهاق يستند على جواد الى أن دخلت سلوان سيارة الإسعاف، ساعده جواد بالصعود الى سيارة الإسعاف خلفها جلس على فراش آخر إستسلم لذلك الإرهاق وأغمض عينيه هو الآخر يفصل عقله عن الوعى.