رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثالث عشر
قبل وقت بنفس الليله بحوالى العاشره مساء
بمنرل القدوسي
بالغرفه التي تمكث بها سلوان
فصلت هاتفها عن جهاز الشحن قائله: أكيد الموبايل شحن شويه مش عارفه إزاى نسيت اشحنه وأنا في الاوتيل وطول اليوم نايمه وأكيد بابا زمانه أتصل عليا ألف مره ودلوقتي لما أكلمه هيتفتح فيا، وبالذات لما يعرف إنى هنا في بيت والد ماما...
فتحت سلوان ذر فتح الهاتف وأنتظرت قليلا.
حتى بدأ الهاتف يعمل لم تتفاجئ من أصوات تلك الرسائل ولا عدد المكالمات الآتيه من والداها، زفرت نفسها وحسمت أمرها قائله: دلوقتي لما أتصل على بابا هفتح لى تحقيق بصراحه يحق له أنا كان المفروض أتصل عليه من بدري وأقوله إنى هآجل رجوعي للقاهره يومين مش أكتر، عارفه كان هيضايق مني، دلوقتي مفيش قدامي غير إنى أسمع وأستحمل طريقة كلامه، بس يارب يتقبل لما قوله إنى ضيفه في بيت والد ماما.
وضعت سلوان يدها فوق ذر الإتصال ثم وضعت الهاتف على أذنها تنتظر رد والداها الذي سرعان ما رد بلهفه: سلوان إنت بخير، ليه مكنتيش بتردي على إتصالي ولا الرسايل.
ردت سلوان: أنا بخير يا بابا إطمن، بس موبايلى كان فاصل شحن.
هدأ قلب هاشم قليلا ثم تسأل: إزاي لغاية دلوقتي، موصلتيش للبيت، أوعى تقولى القطر فاتك.
إزدرت سلوان ريقها ثم قالت بترقب لرد فعل هاشم: بصراحه يا بابا أنا فعلا لسه في الأقصر.
تنرفز هاشم قائلا بحده: أنا سبق وقولت مش هلتمس لك أى عذر لو إتأخرتي في الرجوع للقاهره، بس ياتري أيه الحجه الفاضيه اللى هتقوليه بقى المره دي، أتأخرت عالقطر ولا التذكره ضاعت منك.
ردت سلوان: لاء يا بابا، مفيش حجه، بصراحه الحج مؤنس القدوسي والد ماما...
لم تكمل سلوان حديثها حين قاطعها هاشم بفزع قائلا: الحج مؤنس خطفك.
قال هاشم هذا سريعا ثم إستوعب قائلا بإستنتاج: بس إزاي هيخطفك هو يعرف إنك في الاقصر منين، إنت اللى روحتى له برجليك، كان عندي شك كبير إنك هتروحي له، ودلوقتي إرجعي يا سلوان وإعملي حسابك انا خلاص إتراجعت، ووافقت على طلب إيهاب وهتفق معاه على كل شيء والجواز هيكون في اقرب وقت.
زفرت سلوان نفسها بغضب قائله: بابا، مالوش لازمه طريقتك دى في الكلام إنت عمرك ما غصبت عليا حاجه، هتغصب عليا أتجوز آخر شخص كنت أفكر فيه يبقى شريك حياتى وكمان أنا لسه هفضل هنا في الاقصر يومين، عشان أحضر كتب كتاب...
كتب كتاب مين ويومين أيه اللى لسه هتفضلى فيهم عندك في الأقصر، ولا أقولك كويس خليك عندك على ما أجهز هنا مع إيهاب لكتب كتابكم بمجرد ما ترجعي من عندك.
قال هاشم هذا بتعسف وأنهي المكالمه مع سلوان التي ألقت الهاتف فوق الفراش تزفر نفسها بغضب فوالداها لم يستمع لبقيه ما كانت ستخبره به، كذالك يبدوا أن لديه تصميم على تنفيذ وعيده له إن تأخرت في العوده للقاهره، زفرت نفسها بداخلها سؤال لما والداها يمارس عليها هذا التعسف بالقرار لأول مره بحياته، ولما إنزعج حين علم بسفرها.
لل أقصر من البدايه، تعلم أنه لم يكن على صله بأحد من أهل والداتها، لكن هذا ليس سبب كافيا لهذه الدرجه من الغضب والضيق لديه، تشتت عقلها بالتفكير.
بينما بالقاهره، أغلق هاشم الهاتف وقام بقذفه على الفراش بغضب قائلا بصوت حاد: كان لازم أتوقع إن سلوان تروح لعند الحج مؤنس، إزاي كنت غفلان، عالعموم مستحيل أفرط في سلوان لو وصل الآمر...
توقف هاشم عن الحديث ثم إتخذةالقرار قائلا: أناهسافر أجيبها بنفسي.
قال هذا ثم جذب الهاتف من فوق الفراش وقام بالإتصال وإنتظر الرد لثواني، ثم قال: لو سمحت عاوز تذكرة سفر ل الاقصر لو أمكن دلوقتي.
رد عليه: للآسف يا أفندم في عاصفه رمليه في الجو والسفر الداخلي كله متوقف من إمبارح وهيستمر يومين كمان.
تعصب هاشم قائلا: تمام أنا عاوز طياره خاصه وهتحمل المسؤليه كامله.
رد عليه: متآسف يا أفندم مستحيل مفيش طيار أو شركة طيران هتخاطر وتطلق طياره في الطقس ده.
أغلق هاشم الهاتف بعصبيه، ثم قام بإتصال على شخص آخر بمجرد أن رد عليه قال له آمرا: عاوزك تدبر لى طياره خاصه ومعاه طيار، بأي تمن هقفل دلوقتي هستنى ترد فورا.
أغلق هاشم الهاتف يزفر انفاسه بغضب ساحق، إستعجبت منه دولت ومثلت الخضه قائله بإستفسار: هي سلوان جرالها حاجه مش كويسه.
نظر لها هاشم قائلا: لاء، هي لسه هتفضل في الاقصر لمدة يومين.
تنهدت دولت بتمثل الراحه قائله: الحمد لله إنها بخير، انا لما سمعتك بتتصل تطلب تذكرة سفر خوفت عليها، بس إنت ليه متعصب أوى كده، ومصر إنك تسافر ليها فيها أيه لما تفضل يومين كمان في الاقصر، شابه ويمكن المكان هناك عجبها وحابه تتفسح.
نظر لها هاشم بإستهجان وكاد ان يرد علبها لولا أن صدح رنين هاتفه الذي بيده، نظر للشاشه ورد سريعا يسمع: للآسف في عاصفه رمليه في الجو والطيران متوقف، حاولت مع شركة الطيران حتى قولت لهم انا مستعد اتحمل المسىوليه كامله، رفضوا قالوا مستحيل طيار هيقفبل يضحي بنفسه ويطلع بطياره في الطقس اللى كله رياح وتراب.
تنرفز هاشم قائلا: تمام متشكر، بس حاول مره تانيه حتى لو على بكره الضهر يمكن تكون العاصفه هديت شويه.
رد الآخر: تمام، هحاول، بس أيه اللى حصل لكل ده؟
رد هاشم: سلوان سافرت الأقصر وإتقابلت مع الحج مؤنس.
إستغرب الآخر قائلا: إزاي، وإمتى!
انا مش قولت لك إن الحج مؤنس من كام يوم سألني عليها وقولت له معرفش عنها حاجه.
رد هاشم بقلة حيله: ده اللى حصل، سلوان هي اللى راحت لهم برجليها، خايف تكون راحت لهلاكها.
رد الآخر قائلا: بلاش تظن السوء، أكيد دى زياره عابره، إنت راجل متعلم وعارف إن كذب المنجمون ولو صدقوا.
تنهد هاشم بضيق قائلا: عارف ده كويس، بس إنت عارف إن سلوان مش بس بنت الوحيده دى كمان أمانة مسك، سلوان بتتصرف على حسب إحساسها معندهاش لؤم ولا خبث تعرف تتعامل بيهم مع نوايا اللى حواليها.
رد الآخر: متخافش إن شاء الله ترجع لك بخير، بس إنت إهدى وبلاش عصبيتك دي.
رد هاشم: تمام، بس هستني منك تقولى الطياره جاهزه للسفر.
رد الآخر: تمام هحاول مره تانيه على بكره الضهر يمكن تكون العاصفه هديت شويه، يلا حاول تهدي وتسترخي، تصبح على خير.
هدأ هاشم في حديثه قليلا: .
تمام هستنى إتصالك، تصبح على خير.
أغلق هاشم الهاتف، ثم ذهب وجلس على أحد المقاعد بالغرفه، يحاول أن يهدأ، بينما نهضت دولت من على الفراش وجلست على مقعد مجاور له تشعر بفضول وتسألت: مين اللى كنت بتتصل عليه، وفيها أيه لما سلوان تفضل في الاقصر أيه اللى معصبك أوي كده، وليه عاوز تسافر ليها، هي مش طفله وهتوه؟!
نظر هاشم لها بإستهجان: عارف إنها مش طفله ومش هتوه، بس أنا مش هطمن غير لما تبقى قدام عينيا هنا.
إبتلعت دولت طريقة رد هاشم الجافه عليها وتسألت: اللى فهمته من كلامك عالموبايل إنك عاوز تسافر الأقصر والطيرات واقف بسبب العاصفه الرمليه، طب ليه متسافرش في القطر، سهل تحجز فيه وأكيد مش هيتآثر بالعاصفه، زى الطيران.
نهض هاشم واقفا وتوجه نحو الفراش وتمدد عليه قائلا: أكيد متعرفيش إنى عندي ديسك في ضهري ومقدرش أتحمل قاعده في القطر أكتر من إتناشر ساعه متواصل ده لو القطر كمان متاخرش في الطريق.
إدعت دولت اللهفه عليه قائله: .
مكنتش أعرف إن ظهرك بيوجعك، انا بس كنت بقترح عليك بسبب اللهفه والعصبيه إللى أنا شيفاها بتزيد من يوم ما سلوان سافرت من غير ما تقولك هي رايحه فين؟
تثائب هاشم ووضع الهاتف على طاوله جوار الفراش يحاول السيطره على غضبه قائلا: خلاص مش هبقى في القلق والعصبيه دى أنا هسافر بنفسي وأرجع سلوان لهنا تاني.
إبتسمت دولت ونهضت واقفه تتحدث وهي تسير نحو الفراش: أنا سمعتك بتقول ليها أنك وافقت على طلب إيهاب لخطوبتها، ده صحيح، إيهاب هيفرح...
قاطعها هاشم قائلا بتوضيح: ده مجرد تهديد ل سلوان مش أكتر، أنا مقدرش أغصب عليها تتجوز أو تتخطب ل إيهاب دى حياتها ومقدرش أفرض عليها شئ هي مش راغبه فيه، والكلام ده سابق لآونه لما ترجع يحلها ربنا، طفي نور الأوضه وتصبحى على خير.
أطفئت دولت نور الغرفه وذهبت الى الفراش وهي تتهكم بداخلها تشعر بالغيظ، لكن كبتته وهي تتمدد جوار هاشم على الفراش، لا تود إثارة غضبه الآن أكثر، ربما بعد عودة سلوان يختلف الآمر.
بالفندق.
سئم صالح الذي يجلس منذ وقت طويل بمكان قريب من مكان إستقبال الفندق ينتظر رؤية تلك الشبيهه بشوق، لكن طال الوقت وهي لم تظهر نهض بضجر من طول الإنتظار وإتخذ قراره سيسأل بالأستقبال عنها، توجه نحو مكان الإستقبال وأخرج مبلغ من المال من جيب جلبابه ووضعه على طاولة الإستقبال يوجهه نحو عامل الإستقبال مبتسم يقول: في نزليه إهنه في الفندق قريبتي من بعيد وكنت عاوز اعرف هي في أوضه نمره كام.
تسأل عامل الأستقبال قائلا: إسمها أيه حضرتك؟
إبتسم صالح قائلا بتذكر: سلوى، لاه سلو، سلو، آه سلوان هاشم خليل راضى.
بحث العامل عن إسمها عبر الحاسوب الموجود أمامه ثم نظر ل صالح قائلا: هي فعلا كانت نزيله هنا في الفندق بس للآسف هي غادرت الفندق النهارده قبل الفجر مباشرة.
صدم صالح قائلا: متوكد إنها غادرت الفندق.
نظر العامل الى الحاسوب ثم أكد له ذالك قائلا: أيوه يا أفندم، ده مثبوت قدامي عالكمبيوتر.
صمت صالح يشعر بغيظ هامسا بتوعد: إزاي فاتت على دي إنها ممكن تمشي من هنا مكنش لازمن أستنى كتير، بس الآوان لساه مفاتش يا
بت هاشم ومسك.
-
بالعوده...
للوقت الحالي بحوالي الثانيه والنصف صباح.
خلعت إيلاف معطفها الطبي علقته خلف باب الغرفة، تذكرت ما حدث الليله بالمشفى وذالك المتسكع كذالك جواد وتعامله معه دون أن يتردد أو يهابه جازف بنفسه امامها، للحظه شعرت برجفه في قلبها، فسرتها على أنها رجفه عاديه، كانت شتسعر بها مع أى شخص، نفضت عن رأسها، شعرت ببعض الآلم بعنقها، رفعت يدها وضعتها تمسد عنقها ثم زفرت نفسها تشعر بإنهاك وإرهاق تود العوده لمسكنها للنوم حتى تشعر بالراحه، عدلت هندمها وأخذت حقيبة يدها وخرجت نحو باب الخروج من المشفى، توقفت أمام الباب الخارجي تنظر على جانبي الطريق، تنتظر إقتراب أى سيارة أجره من المكان.
بنفس الوقت رغم شعوره بآلم معصم يده لكن تحامل عليه وقاد سيارته مغادرا المشفى بسبب شعوره ببعض الخمول بسبب تناوله إحدى مسكنات الآلم، أثناء خروجه من باب المشفى رأى إيلاف واقفه، إقترب منها بالسياره وقام بفتح زجاج باب السياره قائلا: إتفضلى يا دكتوره اوصلك في سكتي.
فى البدايه رفضت إيلاف ذالك قائله: متشكره لذوقك يا دكتور.
تنهد جواد قائلا: من فضلك بلاش إعتراض يا إيلاف الوقت إتأخر وقليل لو فات من هنا تاكسيات.
رغم أن إيلاف سمعته اليوم يقول إسمها بلا لقب دكتوره يسبقه لكن شعرت بنغمه خاصه لإسمها، لكن نفضت ذالك قائله: تمام يا دكتور، هركب معاك مش عشان توصلني، بس لآنى عندى سؤال وإنت لسه مجاوبتش عليه.
إبتسم جواد وهي تفتح باب السياره ثم جلست بالمقعد جواره، وأغلقت خلفها الباب، قاد السياره صامتا ينتظر أن تعيد سؤالها، بالفعل تحدثت إيلاف: على فكره غلط إنك تحمل زياده على إيدك الجرح مش صغير، يعنى المفروض مكنتش تسوق العربيه.
نظر جواد ل معصم يده الملفوف بالضماد قائلا: واضح إن لسه تآثير البنج عليه عشان كده مش حاسس بأي آلم.
صمتت إيلاف لدقائق قبل أن تتنحنح سأله: مجاوبتش على سؤالي؟
إدعى جواد المكر بعدم التذكر قائلا بتعمد: سؤال أيه يا، إيلاف؟
نظرت له إيلاف قائله: على فكره إسمي الدكتوره إيلاف.
رد جواد بمكر: عارف بس أنا مش بحب الالقاب أوي يعنى تقدري إنت كمان تقوليلى جواد من دكتور وأبقى سعيد جدا، معتقدش الالقاب دليل عالاحترام بالأخص إن إحنا بينا فرق عمر صغير.
شعرت إيلاف بالحرج قائله: حتى لو كان فرق العمر بينا صغير، معتقدش الالقاب بتكبر صاحبها، بس ده الافضل يا دكتور وعالعموم انا ميفرقش معايا تقولى إيلاف أو دكتوره، لآن بالاول بالآخر تعاملنا محدود مجرد زملاء، وده مش سؤالى، سؤالى اللى سألته لحضرتك في مكتبك قبل البوليس ما يدخل، ليه لما إيدي إتهزت في العمليه موبختنيش قدام الموجودين وقتها؟
توقف جواد فجأه بالسياره ونظر نحو إيلاف التي إنخضت لوهله وهي تنظر له وقبل ان تتحدث، تحدث هو: عشان نفس الموقف حصل معايا قبلك، ووقتها انا إضايقت من الدكتور وحسيت من نظرة زملائى ليا إنى هكون دكتور فاشل بس للآسف مع الوقت خيبت أملهم، هقولك على حاجه غريبه، أنا عشت سنتين في لندن كنت بشتغل في مستشفى كبيره، وكان في دكتور شاطر جدا ومعروف بس فجأه مدير المستشفى رفض إنه يدخل يعمل عمليه لمريض، أنا أستغربت ده، والفضول خلاني أسأل ليه منعته من دخول أوضة العمليات رغم أنه دكتور كبير ومشهور، قالى إنت جاوبت على سؤالك، دكتور كبير، هو صحيح كبير طبيا، بس كمان بقى كبير عمريا عمره عدى الخمسه وستين سنه، والعمليه خطيره والدكتور كبر وإيده بقت تتهز وهو ماسك المشرط، ومجرد رعشة أيده ممكن تكلفنا حياة المريض، وقتها جات فكره إن الدكتور عندهم عامل زى.
خيل الحكومه لما بتكبر الأفضل ليها ترتاح، رغم آنى في دماغي مش مقتنع بده بس غصب حاولت أتغاضى، وأكمل وده السبب اللى خلاني إنهى رحلة تكملة دراستي في إنجلترا، هما مش متفوقين عننا بالعكس الطب المصري أثرى العالم كله بأطباء أكفاء ورعشة الأيد صحيح ممكن تكون سبب كبير فى
حياة مريض، بس في النهايه ربنا بيسبب الاسباب، زى ما بنقول.
محدش بيموت ناقص عمر، إختلفت الاسباب والموت واحد كلها أعمار ربنا كاتبه بدليل إن الدكتور نفسه ممكن يمرض وميقدرش بعلمه يشفى نفسه او حتى يتجنب المرض، يعني مش رعشة الايد هي اللى تبين إن كان الدكتور ماهر او لاء، ممكن تكون الرعشه للحظه حافز إن الدكتور يتعظ بعد كده ويتجنب الخطأ ده.
إبتسمت إيلاف بتفهم، بينما إنشرح قلب جواد من بسمتها مازحا: رغيت كتير في الموضوع أنا عارف.
إبتسمت إيلاف تومئ رأسها ب نعم قائله: فعلا قولت كلام كتير، بس ده كان جواب مقنع لسؤالي، رغم إنى عارفه جزء إن الدكتور لما عمره بيكبر في دول متقدمه طبيا بتمنع دخوله العمليات الكبيره، وبتكتفي بيه أنه يشرح نظري، بس ده تفكير غلط منهم، إحنا أهو شباب وإيدينا إتهزت في حاجات بسيطه جدا.
ضحك جواد قائلا: تحكمات فارغه.
وافقت إيلاف جواد ثم قالت له: ياريت تشغل العربيه عشان نكمل الطريق، لآنى رغم إنى سمعت قبل كده عن التهجمات االى بتحصل عالمستشفيات الحكوميه من بعض المجرمين، لكن السمع مش زى الرؤيه، وبعد اللى حصل النهارده في المستشفى حاسه بإرهاق كبير، وكويس إنى عندي بكره راحه.
أدار جواد مقود السياره قائلا: أنا بقى معنديش أيام راحه، بسبب منصب المدير ده، اهو ده عيب المناصب العليا، لازم أكون متواجد يوميا.
ردت إيلاف: مش كل اصحاب المناصب بيكون عندهم إلتزام، بس أصحاب الضمير الواعي هما اللى بيلتزموا وعالعموم ربنا يعينك إنت لسه شباب.
إبتسم جواد وأكمل الإثنين الحديث بمرح تاره وبجديه تاره أخرى، الى أن وصلا الى أمام دار المعتربات
توقف جواد بالسياره يشعر ان الوقت مر سريعا، بينما فتحت إيلاف باب السياره وترجلت منها ثم إنحنت قليلا تنظر لجواد قائله: متشكره جدا إنك وصلتني يا دكتور جواد.
أومأ لها رأسه مبتسما يقول بقصد: تصبح على خير يا إيلاف.
اومأت له مبتسمه ثم ترجلت نحو باب الدار، غير منتبه ل جواد الذي ظل واقفا الى أن فتح لها الباب ودخلت الى داخل الدار، ولا الى تلك التي راتها عبر شباك غرفتها وشعرت بالإنزعاج، وأجزمت أن هذا خطأ، أنه لابد من تنبيه لها فهذا الامر تكرر سابقا، ولن تسمح به مره أخري، حفاظا على سمعة بنات الدار الآخرين.
صباح بنور يوم جديد، عاصف
بمنزل القدوسي
إستيقظت سلوان على صوت طرق باب الغرفه، نهضت من فوق الفراش ووضعت وشاح فوق راسها وفتحت الباب، إبتسمت لها الخادمه قائله بصوت منخفض قليلا: صباح الخير يا بنت الغاليه، القمر نور دار القدوسى من تاني.
رغم شعور سلوان بغصه من ذكر والداتها لكن إبتسمت لها قائله بإستغراب: طب ليه بتوطي صوتك.
نظرت الخدامه على يمينها ويسارها بترقب ثم دفعت سلوان للخلف لتدخل الى الغرفه ثم أغلقت الباب خلفهن قائله بخفوت: عشان الست صفيته وبتها ميسمعوش ويغلوا بجلبهم منيك يا زينة الصبايا وبت الغاليه على جلبي، بالك أنا عرفتك من أول ما شوفتك وإنت واجفه إمعاهم جدام الباب أول مره چيتي الدار، رغم أن النضاره كانت واكله نص وشك، بس لما جلعتيها وظهر وش الچميل عرفتك طوالى جولت بت الغاليه رچعت، وهجولك سر كمان أنا جولت لل الحج مؤنس قبل ما تجى تاني ومكنش مصدجني.
لم تستغرب سلوان ذالك لكن تسألت: وإنت كنت تعرفي ماما.
ردت الخادمه بمسكنه: انا والمرحومه مسك كنا حبايب وهي اللى خلت الحج مؤنس يشغلنى إهنه في الدار حداه، هي كانت كيف إسمها نسمه رجيجه(رقيقه)
هو إكده القدر، ربنا زى ما يكون بيختار الناس الطبيه تسكن في جلوبنا حتى بعد رحيلها في عز شبابها ويبتلينا بالعفش دايما عشان يقرف فينا.
رغم غصة قلب سلوان من ذكر والداتها لكن تبسمت سأله: ومين بقى العفش اللى ربنا إبتلاك بيه؟
ردت الخادمه بصوت خافت: ما جولت لك صفيته وبتها اللى خساره فيها الإسم، كفايه حديت إكده بجي لازمن انزل أكمل تحضير الفطور، أنا كبرت ومش ناجصه اسمع كلمتين فارغين من الحربايتين، أنا كنت جايه اجولك إن الفطور قرب يجهز كيف ما جالي الحج مؤنس إنى أخبرك، يلا يا زينة الصبايا إغسلى وشك ولا اجولك حتى من غير ما تغسلى وشك إنت تخزي القمر بجمالك.
إبتسمت لها سلوان ب ود وهي تخرج من الغرفه...
جلست سلوان على الفراش وجذبت هاتفها لم تجد أى رسائل او مكالمات فائته، تنهدت بحيره قائله: أكيد بابا إمبارح كان متعصب وكان بيهددنى بأنه قبل طلب إيهاب السخيف ده، ودلوقتي زمانه هدي شويه، بس لو كلمته هيرجع يتعصب من تاني، خلاص كلها النهارده وبكره وبعد بكره هكون قدامه وهعرف أتفاهم معاه مباشرة.
بنفس اللحظه شعرت بهزة الهاتف بين يديها برساله، فتحت الرساله وتبسمت حين قرأتها: صباح الخير يا سلوان، يا ترى صحيتي من النوم ولا لسه؟
إبتسمت سلوان بإنشراح وأرسلت له رساله: صباح النور، أيوا صحيت من النوم من شويه صغيرين.
إبتسم على ردها وارسل رساله: تمام هنتقابل النهارده محتاجك في مهمه خاصه بالنساء.
تعجبت سأله بفضول: مهمة أيه اللى خاصه بالنساء يا جلال.
رد جلال: لما نتقابل هتعرفي، هستناك عالساعه واحده الضهر في نفس الطريق اللى كنت بوصله له وإنت رايحه
ل دار جدك، بس ياريت بلاش تتأخري عن الميعاد زى عادتك.
إبتسمت سلوان قائله: تمام متقلقش مش هتأخر عن الميعاد.
إبتسم جلال قائلا: آها، أما أشوف، بصراحه مفيش مره إتظبط معاك ميعاد.
ردت سلوان مبتسمه: لاء متخافش عندي فضول اعرف ايه هي المهمه النسائيه.
إبتسم جلال قائلا: وانا كمان عندي فضول أعرف أيه اللى حصل من بعد ما إقتنعتي تروحى لبيت جدك.
إبتسمت سلوان قائله: لما نتقابل هقولك ودلوقتي بقى هقولك كفايه رسايل لازم أقوم أروح افطر مع عيلة ماما، واتعرف عليهم كويس، عشان لما احكيلك بيبقى الصوره كامله.
إبتسم جلال وارسل: تمام، بلاش ياخدوا عنك فكرة إنك مش ملتزمه بالمواعيد كده من أولها، سلام.
أغلقت سلوان الهاتف وتنهدت بإنشراح، لكن سرعان ما نهضت قائله: أما اروح أشوف رد فعل الآخرين على وجودي ضيفه هنا.
بعد قليل دخلت سلوان الى غرفة السفره وقفت قليلا بحياء قبل أن يقول مؤنس: تعالى يا سلوان إجعدي چارب إهنه إنت مش غريبه ومحتاج نعزم عليك.
بنفس الحياء توجهت سلوان الى ذالك المقعد الذي أشار لها عليه مؤنس وجلست بهدوء صامته، حتى لم تتناول أى طعام.
نظر لها محمود بإستغراب قائلا: مش بتاكلي ليه يا سلوان، مكسوفه ولا الوكل مش عاچبك!؟
قبل ان ترد سلوان ردت صفيه بإيحاء: هتكون مكسوفه من مين إهنه لو مكسوفه مكنتش چت لإهنه، هو
أكيد الوكل مش عاچبها متعوده على فطور البندر الماسخ اللى مفيش فيه لا طعم ولا غذا.
شعرت سلوان بالبغض من رد صفيه الذي يوحي بأنها ليس لديها حياء، لكن قالت: بصراحه فعلا مش متعوده عالوكل اللى من النوعيه دي، أصل الدادا بتاعتي لما كانت بتجيب ليا الفطور عالسرير الصبح كان بيبقى فطور خفيف مع كوباية اللبن اللى كنت بشربها ل ماتيو الكلب اللولو بتاعي، أهو حضرتك فكرتيني بالكلب بتاعي نسيت أقول لل دادا أو ل بابا يهتموا بيه في غيابي هنا.
نظرت صفيه ل سلوان بغيظ مكبوت بينما تهكمت مسك قائله: إنت عندك دادا وكمان كلب لولوه.
ردت سلوان: أنا عشت حياتى في الإمارات والسعوديه وكنت بدرس في مدارس أجنبيه كمان، أنا جايه هنا مش طمعانه لا في ورث ولا بتمحك في إسم مؤنس القدوسي، أنا كنت جايه لهنا سياحه في الاساس وكمان كان عندي هدف تانى وخلاص الحمد لله وصلت له، وكنت راجعه للقاهره تاني، بس الحج مؤنس هو اللى دعاني افضل هنا يومين عشان أحضر كتب كتاب حفيده، أظن أمجد.
شعرن صفيه ومسك بزيادة البغض والنفور من سلوان لكن تحدثت مسك: ايوه كتب كتاب أمجد أخويا على حفصه بنت خالى صلاح الأشرف، عقبالك بس إحنا منعرفش إنت مرتبطه أو لاء؟
رفعت سلوان يديها أمامهم قائله بغرور: لاء، الحمد لله ليه مش مرتبطه، رغم إتقدم ليا عرسان كتير بس كنت برفضهم، عن نفسى بقول لسه النصيب مجاش، وإنت يا ترى مرتبطه ولا زيي بترفضي العرسان بدون سبب.
إغتاظت مسك منها قائله بغرور: لاء زيك برفض العرسان بدون سبب.
إبتسمت لها سلوان بسماجه، بينما كبت مؤنس بسمته فيبدوا ان سلوان عكس إبنته كانت لا تعرف الرد المناسب، لكن سلوان تبدوا بلا حياء، لكن تحدث بحزم قائلا: أنا بجول نفطر بهدوء أفضل، وإنت يا سلوان لو مش عاجبك الفطور ده، خلي الخدامه تچهز لك فطور حسب رغبتك.
ردت سلوان: بالعكس أنا كان نفسي أدوق في نوعية الفطور الصعيدي ده، شوفته في المسلسلات قبل كده، وأهو أمنيتي أتحققت وهدوقه، بس يارب معدتي تتحمله.
همست صفيه قائله: إن شاله ما يوعى يسري في جسمك، شكلي إستهونت بيك، بس ملحوقه يا بت مسك.
بعد قليل
نهض محمود قائلا: عيندي شويه اشغال لازمن أخلصها قبل المسا.
نهض مؤنس أيضا قائلا: انا كمان هروح الأرض الجبليه أشوف شجر الموز في كم شجره لازمن تنكز عشان الخلفه الجديده تحل مكانها.
نهضت سلوان بتسرع قائله: .
ممكن حضرتك تاخدنى معاك، عشان انا مش بحب الحبسه في البيت واخده الحريه والإنطلاق.
إبتسم لها مؤنس قائلا: تمام، إن كنت چاهزه يلا بينا.
ردت سلوان: ثوانى هجيب نظارة الشمس وشنطة إيدي.
تهكمت صفيه قائله: هو السروح للغيط بيبقى بالشنطه ونضارة السمس، آه نسيت إنك تربية مدارس خواجات.
تركتها سلوان بغيظها وذهبت، بينما نظر لها مؤنس بتحذير قائلا: سلوان مش ضيفة يومين يا صفيه سلوان لها هنا حق أمها، بلاش طريقتك دى في الحديت وياها، أنا عارف إنها سبق وجت لاهنه وإنت إستقبلتيها بطرجه فظه.
إرتبكت صفيه قائله: واه يا حج مؤنس وانا كنت أعرفها منين عشان أستجبلها بطريجه فظه، هي اللى معندهاش حيا ولا خشى للأكبر منيها وأها إنت شايف ردها علينا بتتكبر و...
قاطعها محمود قائلا: صفيه إعتبري سلوان زى بتك وبلاش طريجتك إنت ومسك معاها كآنها في تحقيق، يلا يا ابوي خليني أوصلك للارض في طريجي.
إبتسم مؤنس قائلا: .
ماشي يا ولدي، زين أنا رچلي مبجتش تتحمل المشي كتير كيف الاول.
رد أمجد: ربنا يديم عليك الصحه يا چدي.
بعد قليل
جلست صفيه تزفر نفسها بغضب قائله: بت سهونه ومسهوكه وشكلها هتعرف تلعب على عقل الراجل الخرفان.
وافقت على قولها مسك، بينما نظر لهن أمجد قائلا: في موضوع مهم حصل إمبارح وبسبب إنى رجعت للدار إمبارح متأخر، مرضتش ازعجك بيه يا ماما، ومرضتش أتكلم فيه جدام الضيفه.
زفرت صفيه نفسها بمقت قائله: يارب يكون موضوع كويس، لآنى حاسه دخول البت دى الدار هبجيب الفقر إمعاها.
إزدرد أمجد نفسه قائلا بترقب لرد فعل صفيه الذي يعلمه مسبقا، لكن لابد ان تعلم ما فعلته حفصه معه، سرد لهم الجزء الخاص بما فعلته حفصه وخلعها لخاتم الخطوبه حتى أنه وضعه أمامهن على الطاوله.
إنصعقتا الإثنتين وتعجبن من فعلة حفصه، لكن تحدثت مسك: أكيد حفصه جرا لعقلها حاجه، أنا هقوم أتصل عليها وأقنعها ترجع عن الهبل والغباء ده.
اومأت لها صفيه بموافقه قائله: مش جولت حاسه إن النحس دخل لدارنا مع البت دي، وإنت كيف ما قدرت تتحدت وايا حفصه وتحاول تخليها تتراجع عن اللى في راسها ده.
رد امجد: حاولت أتصل عليها حتى بعت ليها رسايل، بس هي مش بترد عليها.
نفخت صفيه اوداجها قائله: ربنا يهدي، اكيد ده دلع من حفصه، حابه تعمل لنفسيها شخصيه جدامك، بس إطمن هي بتسمع لحديت مسك، بس نكتب الكتاب ووجتها حفصه مش هتقدر تتحدت.
شعر أمجد بوخز في قلبه وظل صامتا، ينتظر عودة مسك، التي دخلت للغرفه قائله: غريبه موبايل حفصه زى ما يكون مقفول وبيقولى خارج نطاق الخدمه، يمكن تكون نايمه، عالعموم انا بعد ما أرجع من المدرسه هفوت على دار خالي صلاح وهتحدت وياها، وهقنعه تشيل الغباء ده من راسها، همشى انا دلوك عشان عيندي الحصه الاولى.
بمنزل صلاح الأشرف.
أنهى إرسال الرسائل ل سلوان مبتسما، تذكر ما حدث بالأمس
[فلاش باك].
بالمطعم، نظرت سلوان لساعة الهاتف وجدت أن
ميعاد مجئ القطار الى الأقصر إقترب، تنهدت بشجن قائله: خلاص إنتهت رحلتي هنا، لازم ارجع للاوتيل عشان أخد شنطة هدومى وألحق ميعاد القطر.
رد جلال ببسمه عكس إحساس التوجس الذي بداخله: تمام خليني أوصلك للأوتيل وبعدها أوصلك لمحطة القطر.
إبتسمت له سلوان بغصه.
بعد قليل خرجت سلوان من باب الفندق وبيدها حقيبة ملابس صغيره، تبسمت ل جلال الواقف أمام السياره بمكان قريب من باب الفندق، لكن فجأه سمعت صوت ينادي عليها بنت مسك، نظرت له
بتعجب وذهول، حين رأته يقترب يقول برجاء: سلوان ممكن نتحدت خمس دجايج قبل ما تمشي من إهنه؟
تعجبت سلوان ونظرت نحو جلال الواقف تحدثت عينها له كآنه تساله ماذا تفعل.
أومأ لها جلال راسه بأن توافق على الحديث معه.
إمتثلت سلوان لإيماءة جلال لها، قائله: تمام لسه وقت قبل ما القطر يوصل للأقصر ممكن نقعد في مطعم الاوتيل.
إبتسم مؤنس لها، وتجاهل معرفته ب جاويد
ذهب الإثنين الى مطعم الفندق.
جلس الإثنين، ظل الصمت قليلا، مؤنس فقط يود النظر لوجه سلوان، لكن تنحنحت سلوان قائله: أعتقد مطلبتش نتكلم عشان تفضل تبص في وشي، وكمان إزاى عرفت إنى مسافره دلوقتى، وعرفت منين اصلا إنى نازله في الأوتيل ده، ايه بعت ورايا اللى يراقبني بعد ما طلعنا من المقابر.
إبتسم مؤنس قائلا: فعلا بعتت وراك شخص يعرف إنت نازله فين في الأقصر، وكمان سأل في الفندق وعرف إنك هتسافري دلوك، وكان لازمن الحقك قبل ما تعاودي ل مصر تاني.
تهكمت سلوان قائله: وليه كنت عاوز تلحقني قبل ما أعاود ل مصر.
رد مؤنس: عشان أطلب منيك، تفضلي إهنه كمان لكم يوم، وتحضري كتب كتاب ولد خالك محمود.
تهكمت سلوان قائله: إنت عاوزني أفضل هنا في الاقصر، بس عشان أحضر كتب كتاب حفيدك، متآسفه أنا خلاص عملت مغادره للاوتيل، وقبلها كنت حجزت تذكره في القطر ويادوب الحق أوصل لمحطة القطر عن إذنك، طلبك مرفوض، يا حاج مؤنس.
نهضت سلوان وتركت مؤنس تحاول كبت دمعة عينيها، كذالك مؤنس نهض خلفها مباشرة يشعر بوخزات قويه في قلبه، تلك الفتاه تبدوا عنيده للغايه، او مدلله وتود المحاوله مره أخري.
بالفعل فعل ذالك قبل أن تصل سلوان الى مكان سيارة جلال، تفاجئت وشعرت برجفه في قلبها حين أمسك مؤنس معصم يدها من خلفها قائلا: سلوان هما يومين مش أكتر وتذكرت القطر ممكن نستبدلها بتذكره ليوم تانى، وكمان مش هتحتاجي للفندق، هتجي معايا ل دار القدوسي، دار جدك.
إستدارات سلوان ونظرت ل مؤنس رأت تلك الدموع التي تتلألأ بعينيه، لكن نحت النظر عن عينيه قائله بتسرع: لازم الحق ميعاد القطر، عن إذنك.
سحبت سلوان يدها من يد مؤنس الذي شعر كآن الروح تنسحب من جسده معها، لكن رفع نظره ونظر نحو جاويد الذي فهم من نظره أن سلوان رفضت عرضه، فاومأ له برأسه متفهما، ثم نظر ل سلوان التي تقترب من مكان وقوفه ثم رسم بسمه لها، رغم أنه لاحظ ملامح وجهها العابسه، فتح لها باب السياره ثم إتجه للناحيه الأخري نحو المقود، وبدأ بقيادة السياره، للحظات عم الصمت الى أن قال جلال: الحج اللى كان طلب يتكلم معاك ماشي ورانا بعربيته.
إستعجبت سلوان ونظرت خلفها، ثم عادت تنظر امامها، بينما تسأل جلال بإدعاء الفضول: آسف لو بدخل في آمر يخصك، بس هو
كان عاوزك في أيه؟
تنهدت سلوان قائله: مش تدخل ولا حاجه، عادي هو كان بيعرض عليا أفضل هنا كمان يومين وأحضر كتب كتاب حفيده تقريبا، بس...
توقفت سلوان عن تكملة حديثها وعاودت النظر خلفها رأت السياره مازالت تتعقبهم شعرت بحنين للبقاء هنا أكثر لاتعرف لذالك الشعور سبب.
بينما تسأل جلال: بس أيه، إنت رفضتي طلبه.
هزت سلوان رأسها ب نعم.
إبتسم جلال لها قائلا: طلب ليه رفضتي طلبه، وطالما مش عاوزه تبقي هنا ليه وشك زعلان كده.
ردت سلوان: معرفش، بصراحه أنا كان نفسى افضل هنا في الاقصر كمان كم يوم، بس الظروف حكمت إنى لازم ارجع للقاهره غصب لأن بابا...
توقفت سلوان عن الحديث فجأه ثم نظرت بسؤال ل جلال: هو أكيد بابا ممكن يضايق مني، بس أكيد هينسى بسرعه.
إبتسم جلال الذي لاحظ تردد سلوان، وتلاعب بالحديث يدفعها لآخذ قرار نهائي بالبقاء قائلا: أكيد ممكن يضايق، بس معتقدش بابك هيفضل مضايق منك كتير، بس أنا
مش فاهم قصدك أيه، إنت قررتي إنك تقبلى دعوة الحج وتفضلى هنا في الاقصر كمان يومين؟
تنهدت سلوان بحيره وتردد قائله: مش عارفه.
دفعها جلال للموافقه دون ضغط عليها قائلا: مش هتخسري حاجه لو فضلتي هنا يومين وفي النهايه هو جدك، بس طبعا القرار النهائي ليك.
تنهدت سلوان تشعر بتردد بداخلها تود البقاء لكن ليس من أجل حضور عقد قران حفيد مؤنس بل من أجل جلال، شعور غريب يدفعها نحوه تريد البقاء معه أكثر، ترددت قائله: بس إفرض إنى وافقت على عرض الحج مؤنس ولما روحت عنده البيت معاملة مرات إبنه ومقابلتها ليا بصراحه كده مكنتش لطيفه وحسيت إتجاها بنفور متبادل ومش بس هي كمان بنتها زيها، وإبن الحج مؤنس صحيح محستش أى شعور ناحيته، بس برضوا ممكن ينضم ناحية مراته وبنته.
رد جلال بإقناع: بسيطه خالص، نقدر نبدل تذكرة القطر وتجربي لو معاملتهم ليك معجبتكيش تقدري تسافري بسهوله.
تنهدت سلوان قائله: مش عارفه أنا حيرانه كمان بابا...
قاطعها جلال قائلا بحسم: الوقت مبقاش في تردد دلوقت لازم تحسمي أمرك يا تسافري، يا تقبلي عرض جدك وتفضلى هنا يومين كمان، لآن خلاص وصلنا محطة القطر كمان أنا سامع صوت القطر من بعيد.
بتسرع من سلوان قالت: هفضل هنا اليومين دول، بس ممكن أبدل تذكرة القطر، أو أحجز غيرها عشان أنا عرفت قبل كدن إن التذاكر بتبقى محدوده وممكن منلقاش تذكره بعد يومين.
إنشرح قلب جلال قائلا: تمام أنا هنزل للمحطه أشوف لو عرفت أستبدل التذكره او أحجزلك غيرها،
إبتسمت سلوان له قائله: تمام وأنا هنزل أتكلم مع الحج مؤنس ومش هروح معاه غير لما ترجع بالتذكره.
إبتسم جلال وتركها لكن راقبها وهي تسير نحو سيارة مؤنس وإبتسم حين ترجل مؤنس من السياره وقابلها بالطريق قائلا: جولي إنك وافجتي تحضري كتب كتاب واد خالك.
زفرت سلوان نفسها قائله: هحضر بس ليا شرط قبل ما أروح معاك لبيتك.
إبتسم مؤنس قائلا بإنشراح: أي شرط هتجولي عليه هنفذه.
ردت سلوان: إنى لما أجي عندك الدار أفضل في أوضة ماما.
غص قلب مؤنس قائلا: تمام.
شعرت سلوان براحه ثم قالت: .
وكمان لو حسيت إن معاملة الست صفيه ليا مش مقبوله زى قبل كده مش هسكت ليها ولو وصل الأمر همشي فورا.
إبتسم مؤنس قائلا: لاء متخافيش من معاملة صفيه، هي يمكن مكنتش تعرف إنت مين، لكن دلوك عرفت إنت مين فهتغير معاملتها إمعاك.
ردت سلوان: تمام، هنتظر بس جلال يرجع بالتذكره وبعدها هروح معاك لبيتك.
إبتسم مؤنس ووضع يده فوق كتف سلوان يمسد عليه بحنان، الى أن عاد جلال وتوجهت سلوان نحوه إبتسم لها قائلا: إتفضلي بدلت لك التذكره بتذكره تانيه بعد يومين.
أخذت التذكره من يد جلال مبتسمه قائله: متشكره جدا.
إبتسم جلال قائلا: تمام هنتظر إتصالك عليا.
اومات له سلوان بإبتسامه ثم توجهت نحو سيارة مؤنس وصعدت لجواره.
إبتسم جلال وهو يشعر بإنشراح حين غادر مؤنس ومعه سلوان الى منزله.
بعد قليل وصل مؤنس الى منزله ترجل من السياره قائلا: يلا إنزلي يا سلوان، نص ساعه والشغاله تنضف لك الأوضه.
أومات سلوان له ودخلت خلفه الى المنزل، وإنتظرت قليلا تجلس مع مؤنس الذي يحاول جذبها للحديث معه، لكن لم يسأل أى شئ عن جلال، كانت سلوان ترد عليه بحرص الى أن آتت الخادمه قائله: الأوضه چهزت يا حچ مؤنس.
نهض مؤنس واقفا وجذب سلوان من يدها خلفه الى أن دخل الى الغرفه شعر بشرخ كبير في قلبه مازال يآن منه لكن سرعان ما نظر نحو سلوان شعر براحه قيلا.
بينما سلوان شعرت كآن للغرفه يدين تضمها تشعرها برائحة والداتها التي فقدتها، هدوء غريب في قلبها لم تشعر به سابقا بأي مكان ذهبت إليه، تبسمت وهي تتذكر جلمة والداتها يوم لها.
فى مكان بيفضل في القلب مهما تمر سنين وسنين بعاد قلبك يفضل يشتاق إليه، المكان ده هو أوضتي اللى في دار أبويا الحج مؤنس، الاوضه دى شهدت كل ذكرياتى حتى قصتي مع باباك كنت بقعد على كنبه جنب شباك الاوضه وأبص عالسما واشوف النجوم والقمر وأدعي ربنا يكون هاشم من نصيبي، وربنا إستجاب لى صحيح التمن كان غالي، بس إنت عندى أغلي من أي شئ في الوجود يا سلوان، بتمني في يوم لو مرجعتيش لبيت أبويا أبقى روحى مكاني يا سلوان هتحسي بمشاعري اللى بحكيلك عنها.
شعرت سلوان بيد مؤنس فوق كتفها، حبست تلك الدمعه بعينيها ورسمت بسمه باهته له.
رد مؤنس ببسمه قائلا: الوجت لساه بدري، يادوب الفجر آذن من شويه، هروح أتوضى وأصلى الفچر، وإنت...
قاطعته سلوان قائله: أنا هتوضى وأصلى الفجر وبعدها محتاجه أنام شويه.
إبتسم لها مؤنس وأقترب من رأسها وقبله قائلا: . على راحتك، هسيبك دلوك تستريحي ولينا حديث مع بعض وجت تاني.
غادر مؤنس وترك سلوان بالغرفه توجهت نحو ذالك الشباك الخاص بالغرفه، نظرت نحو السماء، نور الشمس بدا يسطع ويبدد الظلام وكذالك تلك النجوم بدأت تتواى تترك مكان لنور الشمس، لكن هنالك ما لفت نظرها حين نظرت نحو بوابة المنزل الخارجيه ورأت سيارة جلال شعرت براحه كبيره ولم تغلق الشباك لكن ذهبت نحو الفراش وتمدد عليه وتحتضن تلك الوساده سرعان ما غفت عينيها.
[عوده]
عاد جاويد منتهدا، على صوت طرق باب غرفته.
نهض من فوق الفراش مبتسما ثم وضع الهاتف على طاوله جوار الفراش ونظر نحو باب الغرفه وإبتسم ل يسريه التي قالتله: صباح الخير يا جاويد، فكرتك لسه نايم.
إبتسم لها جاويد قائلا: لاء يا ماما أنا صحيت وكنت هستحمى وبعدها أنزل أتكلم مع حضرتك في موضوع مهم.
إبتسمت يسريه قائله: خير يا جاويد.
إبتسم جاويد قائلا: خير يا ماما متأكد إن الموضوع اللى هتكلم فيه مع حضرتك هيبسطك جوي.
توجس قلب يسريه، تشعر برهبه لكن رؤية تلك السعاده على ملامح جاويد جعلتها تنسي تلك الخرافات، وهي تسمع ل جاويد
بصراحه يا ماما أنا أتفقت مع عمال تشطيبات عشان يجوا يعدلوا تشطيب الجناح القبلي اللى في الدور التاني، وكمان أنا خلاص هتجوز، كتب الكتاب بكره بعد صلاو العشا، وإشهار عقد الجواز والدخله بعد بكره.
تعجبت يسريه كثيرا لكن إزدرت حلقها الجاف تشعر برهبه متسأله بترقب: مين العروسه؟!