قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الأربعون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الأربعون

رواية شد عصب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الأربعون

قبل قليل بمنزل صالح.
تغيب عقل حسني من المفاجأه، أغمضت عينيها تشعر كآنها بين دوامه تسحبها نحو هاويه، توقف عقلها عن التفكير كذالك جسدها كإنه كتلة خشب جماد لا تتحرك ولا تعطي ردة فعل، فقط تشعر بحركة شفاه زاهر فوق شفتيها بتلهف بعض الشي، لكن بدأ نفسها ينخفض.

ترك زاهر شفاها هو الآخر يحتاج للتنفس لكن مازال وجهه شبه ملتصق بوجه حسني، الضائعه بين هوة فقدان عقلها، بينما زاهر هنالك شعور باللخبطه في عقله الذي بدأ يعود تدريجيا عاد برأسه للخلف نظر لوجه حسني، رأها ترمش بأهداب عينيها المغمضه، لوهله شعر بحنين ل قبله أخري، لكن سرعان ما جال بخاطره مسك، ذم نفسه هل كان يظن أن حسني هي مسك، شعر بغضب من نفسه وإرتسم على وجهه، لكن قبل أن تفتح حسني عينيها وتفاجئ بملامح زاهر.

أخرج زاهر من ذالك التفكير ذالك الصوت البغيض الذي قال بإستهجان: مش ليكم مجعد يتاويكم، ولا حرارة المطبخ ولعت الشوق.
فتحت حسني عينيها شعرت بخزي كذالك بغض من ذالك الساخر ونظرات عيناه البغيضه، شعرت بإرتباك أيضا كأنها فقدت الإدراك كليا على جسدها، ماذا ترد وهي بهذا الموقف العجيب الغريب عليها، أخرجها من ذالك التوهان صوت زاهر الحاسم: إطلع فوق يا حسني.

رحبت حسني ولم تعارض أمره أو تتفوه حتى بإيماءه، غادرت بخطوات سريعه.
تتهكم صالح وهو يرمق حسني بنظرة إمتعاض وهي تمر مثل الطيف السريع من جواره
عاد بنظره ل زاهر بحقد يقوده شعوره بالنقص والتمني لكن تهكم بسخريه قائلا: مش لك مجعد يقفل عليك إنت ومرتك، ولا تربية الخدامات أثرت عليك، تحب قعدة المطبخ زى المرحومه كانت غوايتها رغي الخدمات زي البت اللى إتجوزتها دي.

نظر له زاهر بغضب وهتف بإستهجان: قاعدة الخدامات أفضل بكتير على الأقل أنضف من القعدة ويا الغوازي والغواني والمجرمين، ومراتى مقامها من مقامي، وإن كان عالمنظر اللى شوفته وحرق دمك، فعادي مراتى وحلالي في أى مكان وزمان، بس غريبه وجودك في الدار دلوك إحنا ليل واللى أعرفه إنك كيف قطاعين الطرق الليل غوايتك.
أنهي زاهر قوله ورمق صالح بنظرة تشفى ثم غادر المطبخ يشعر بزهو.

بينما إزداد الحقد وإشتطاطت عيني صالح كذالك قلبه ليس فقط من فحوي إستهجان زاهر، بل معايرته بعجزه الذي يسيطر عليه، حاول مداوته بكثير من الطرق، لكن لا فائدة، بالنهايه رغبة تكبت ويشعر بجحيم في عقله وجسده، لم يبقى له سوا أمل واحد عليه الحصول عليه سريعا.

بينما صعدت حسني لغرفتها وقفت تتكئ بجسدها خلف باب الغرفه تشعر بزيادة خفقان وضعت إحدى يديها على قلبها واليد الأخري على شفاها تحاول إستعاب ما حدث قبل قليل، هل فعلا قبلها زاهر، أم أنها كانت تتخيل ذالك أو بالاصح هي نائمه، نفض عقلها ذالك حتى بالاحلام هذا لن يحدث، لكن بلا حدث
بحيره بين العقل والا وعي مازالت غير مصدقه.

ذهبت نحو مرآة الزينه نظرت لشفاها تفاجئت بها حمراء داكنه ضمت شفتيها لبعضهما بقوه، فجأه تبسمت وهي تضع يدها على شفاها بوعي لما حدث، زاهر قبلها فعلا، لم يكن وهم ولا حلم، لا تعرف بأي شعور تحس، مشاعر تخوضها لأول مره، مشاعر دافئه تحسها بالقرب من زاهر، ذالك الحانق دائما منها، تبسمت وبداخلها أمنية، أن يقبلها مره أخرى لتعرف حقيقة تلك المشاعر.

صفع زاهر باب غرفته بقوه، بنفس اللحظه سمع صوت سياره تدور، ذهب نحو شرفة الغرفه وتهكم بحسره والده يغادر للذهاب الى ملذاته الحرام، زفر نفسه وعاد يجلس على الفراش وضع رأسه بين كفيه يزيح خصلات شعره للخلف، زفر نفسه يشعر بتوهان، وتذكر مذاق تلك القبلات تبسم للحظه وهو يتذكر رؤيته ل حسني تتسلل الى المطبخ قبل قليل وهي لم تنتبه لخروجه من غرفة المكتب بنفس الوقت، أثارت أفعالها الحمقاء سخريته، وهي تتسحب مثل اللصوص بفضول تتبعها وهي ذاهبه الى المطبخ وقف خلف حائط بجوار باب المطبخ، كان يستمع لحديثها مع نفسها بحماقه في نظره، داعبت رائحة الطعام أنفه وشعر بجوع رغم أنه تناول الطعام قبل وقت قليل، لكن رائحة تلك الطعام أثارت شهيته، بقصد منه تنحنح قبل أن يدخل الى المطبخ، لم يكن يتوقع أن تختبئ حسني منه، ظن أنها بالتأكيد ستثرثر قليلا، حقا يكره ثرثرتها لكن يود تناول ذالك الطعام، تفاجئ حين دخل الى المطبخ ولم يجدها علم أنها تخبأت خلف باب المطبخ، كاد أن يخبرها أنه رأها لكن فكر بدهاء وجلس خلف تلك الطاولة وبدأ بتناول الطعام، ظنا أن حسني لن تنتظر كثيرا قبل أن تفصح عن وجودها، لكن تحملت، شعر بشبع ونهض يتلاعب بها بين تردد في العوده الى الطعام أو الخروج من المطبخ، تلاعب بها بالخروج من المطبخ كى تخرج من خلف الباب، وقف لحظات جوار حائط المطبخ بمجرد أن رأي حسني قريبه من الطعام عاد مره أخري كي يفاجئها، لكن هي إستقبلت المفاجأه بتلك المياه التي بصقتها عليه، حركات شفاها الطفوليه ونظرت عينيها المترقبه كآنها تتوقع رد فعله، جعلته يفقد جموده وتحكمت غريزه به، ود تذوق تلك الشفاه، جذبها وقبلها، وكان يود المزيد من القبل حتى بعد أن ظن أنها كان يتخيل مسك، أراد قبله أخري، ربما تعطي له تفسيرا عن سبب ذالك التوهان الذي يشعر به.

منزل صلاح
إضجع صلاح بظهره على خلفية الفراش وتنهد بإنهاك قائلا: الحمد لله، أنا بعد ما شوفت حفصه إمبارح ولما فاقت الصبح تصرخ قلبي إتسحب مني، بس محاسن قدرت تهديها.
كانت يسريه عقلها سارح بحديثها صباح مع وصيفه لم تنتبه لقول صلاح، الإ حين قال: يسريه مالك سرحانه في أيه.
إنتبهت يسريه قائله بإستفسار: كنت بتقول أيه؟
تنهد صلاح بإرتياح قليلا يقول: بقول الحمد لله حفصه بقت بخير.

إقتربت يسريه من الفراش وازاحت الدثار قليلا وإتكئت هي الأخري بجسدها على خلفية الفراش قائله: كويس إن محاسن كانت جنبها، وكمان جواد كان لسه في الدار إداها حقنه مهدئه
أنا مش عارفه أيه بيحصل فجأه كل فترة، ولما حفصه هديت وقالت اللى حصلها بستغرب، كان أيه الهدف من ده.

تنهد صلاح قائلا: وأنا كمان مش عارف ومستغرب، بس الحمد لله عدت بخير، حتى جاويد إتصلت عليه وقالي سلوان بقت كويسه، بكره هبقى أروح ازورها ميصحش كده.
ردت يسريه: طلبت من هاشم يجي يرتاح وأنا هبات معاها رفض، حتى جاويد كمان رفض.

تنهد صلاح مبتسم يقول: بستغرب جاويد واللى حصله فجأه يقابل سلوان ويحبها في مده قصيره ويتجوزها ويحصل بينهم متاهه وترجع تاني، جاويد طول عمره كان عقله هو اللى بيتحكم فيه كنت أوقات كتير بحس أن قلبه بقى زى الصخر صعب يحب.

برقت دمعة عين يسريه وهي تبتسم بغصه قويه قائله: ده القدر اللى بيحرك الصخر، سلوان هي اللى أحيت الروح في قلب جاويد، اللى فعلا كانت إنتزعت منه بعد ما فاق وكان حاسس إن روحه مسحوبه، وكان بيسأل على جلال لحد ما عرف سبب لإحساسه ده، إن توأمه فارق.
ضم صلاح يسريه لصدره دمعة آلم سالت من عينيه هو الأخر، تنهد بإشتياق قائلا: فاكر يوم ولادة جلال وجاويد.

وقتها مكنش في تحديد لجنس الجنين وهو في بطن أمه زى دلوك، لما ولدتي جلال أبويا اللى سماه، لكن لما بعدها ولدتى طفل تانى، أمى قالت
ربنا جاد عليك بولدين، سمي الولد التاني جاويد
شكر لله، بالك زيادة الخير إنك تتحدت بنعمة ربنا عليك، أنه جاد عليك بزياده جلال و جاويد جاويد هيبقي له شآن كبير، بس العين عليه مرصوده.

شعرت يسريه بنغزات قويه في قلبها تشعر بآسى قائله: فعلا جاويد العين عليه مرصوده نجي منها كذا مره وخايفه قلبي مش هيقدر يتحمل يا صلاح، بقيت بخاف أوقات ببقى عاوزه أحبس ولادي التلاته هنا في الدار عشان ميبعدوش عن نظري ويصيبهم مكروه.
ضم صلاح يسريه هو الآخر مثلها قلبه يملأوه خوف، لكن يسيطر عليه الإيمان بالقدر، يترجى دائما أن يكون القدر رحيم.
بالمشفى بغرفة سلوان.

توقفت سلوان للحظات عن الحديث، إلتقطت نفسها بقوه قبل أن تستطرد حديثها: حاولت مبقاش آنانيه مع بابا رغم كنت عارفه خصال دولت تشبه خصال عمت معترضتش على جوازه منها قولت اللى تعرفيه أحسن، إنت سيبتني في البحر الأحمر وكنت عارف إنى حامل، وأنا اللى للحظه فكرت إنك كنت جاي عشاني، بس طلعت غلطانه إنت كنت بتستجم مع ضيوفك وأنا مكنتش في إهتمامك، مش بلومك يا جاويد أنا اللى مشاعري خذلتني، مالوش لازمه إحساسك بالواجب يتحكم فيك وترهق نفسك وتفضل هنا معايا في المستشفى، بابا زمانه راجع، أظن بكده وصلنا للنهايه.

نظر جاويد ل سلوان يشعر بآسى من تلك الدموع التي تنساب من عينيها، شعر بقهرة قلبها التي عانت منها، إقترب أكثر من الفراش لكن ود أولا أن يصفعها ويقول لها إنت مخطئه بكل ظنونك أنا كنت هناك من أجلك، لكن تحكم بقلبي الغرور، وأردت أن تعودي من أجلي، ثم ود أن يجذبها لصدره ويضمها ويخبرها وأنه كان يشعر بوحدة قلبه، ربما عشت بكنف عائله لكن سبق وفقدت نصف روحي التي شعرت أنها عادت حين إلتقيتك بتلك الليله لم أنقذك من الموت بل كنت في إنتظار مجيئك الذي أعاد لي نصف روحي التي كانت مسلوبه مني، أنت رحمه أرسلت من أجلي...

لكن قبل أن يتفوه جاويد بلحظه دلف هاشم الى الغرفه.
هاشم الذي سمع حديث سلوان كاملا مع جاويد، وشعر بتقطع في قلبه على زهرته الجميله التي عانت كثيرا لم يكن كثرة المال كافي لشعورها بالسعاده والإنتماء.

ظل وقفا خلف ذالك الحائط الفاصل بين الغرفه وممر صغير يؤدي لباب الغرفه، ربما جاء في الوقت المناسب، فهو للتو عاد، بعد أن إستغل أن سلوان كانت نائمه تحت تأثير الأوديه، غادر قبل وقت قليل لتبديل ثيابه بآخري لم يغيب كثيرا، لذالك ينتبه الإثنين لعودته، ولولا سماع هاشم لطرق على باب الغرفه ما كان أظهر وجوده، ربما كان جاويد أخبر سلوان عن مكانتها الغاليه لديه، سلوان رغم قهرة قلبها التي عاشتها وحيده لم تلقي اللوم على أحد.

رفعت سلوان يدها بوهن وجففت دموعها حين رأت والداها كذالك دخول أحدى الممرضات الى الغرفه مبتسمه تقول: بعتذر بس ده ميعاد الحقنه بتاع المدام.
دخول هاشم وخلفه الممرضه جعل جاويد يصمت مؤقت.
بمنزل القدوسى
غرفة مؤنس، منذ ليلة أمس ومعرفة ما حدث ل سلوان وفقدها أحد جنينيها يشعر بآسى في قلبه تتراكم على قلبه الذكريات المريره.

الدموع تنساب من عيناه على تلك الصوره التي بين يديه، صوره تجمع مسك بزوجته الأم وإبنتها. كانت آخر صوره وربما الصوره الوحيده لهن، زوجته لم تكن تفضل تلك الصور بإعتقاد خاطئ في رأسها أن تلك الصور قد تجلب سوء الحظ، بالفعل كانت تلك الصوره سوء حظ، بعد أن تنبأت صديقتها لها بمستقبل إبنتها قرأت طالعها وأخبرتها
أنها ستقع في عشق غريب وتترك كل شئ هنا
وستذهب خلف العشق وتفنى بعيدا، وستترك فتاة صغيره تشبهها.

وأخبرته زوجته بذالك وقتها ظن أنها تخاريف.

لكن تحولت التخاريف الى حقيقه، أنتهت مسك بعيدا عنه لم يراها السنوات حتى لم يودعها الوداع الأخير، فقط وافق على رغبتها أن تدفن بمقابر العائله، ندم، بعد سنوات مرت عادت مسك بنسخه أخري أكثر بهاء، للحظه إرتجف قلبه بعد أن علم ما حدث وإطلاق الرصاص على منزل الأشرف، لم يفكر وذهب سريعا، رأى جاويد وهو يحمل سلوان ويدخل بها الى سيارة الإسعاف، تصنم جسده بوهن ونغزات قويه تضرب قلبه، يخشى أن تلحق تلك الجميله بمن سبقنها، لكن كان القدر هذه المره عطوف، فقط إصابه، حقا فقدت جنين لكن هنالك آخر تمسك بالحياه، كذالك قد تعوض بآخر وآخر مستقبلا، نظر لتلك الدمعه التي سالت على الصوره جففها بيده وإبتسم بإشتياق وهو يتلمس ملامح الإثنين بأنامله، ضم الصوره لقلبه هامسا: كنت خايف سلوان تورث اللعنه الحمدلله بقت بخير، ومتأكد جاويد هيمنع عنها أى مكروه.

بعد مرور عدة أيام
بمنزل بليغ
فتح باب المنزل رأى أمامه أحد الضباط، لوهله إنخض لكن سرعان ما إستغرب من سؤال الضابط: ده المنزل اللى عايشه فيه الدكتوره إيلاف حامد التقي.
إزدرد بليغ ريقه قائلا: أيوا، خير.
أشهر الضابط ورقه نحوه قائلا: ده أمر إستدعاء من النيابه ولازم تحضره دلوقتي.
رغم إسنغراب بليغ ذالك، حاول الثبات وتسأل: وأيه السبب في أمر الإستدعاء ده.

رد الضابط: معرفش أنا جالي إشاره من النيابه ولازم أنفذها، وأكيد في النيابه هتعرف سبب الاستدعاء.
بعد قليل
بمبنى النيابه
دخلت إيلاف وحدها، وظل بليغ بالخارج، ينتظر خروجها، لكن شعر بوجود شئ ما غير مستحب، تردد قبل أن يهاتف جواد
بالمشفى.

إستغرب جواد عدم حضور إيلاف في وقت عملها، تنهد بإشتياق وقام بفتح هاتفه وكاد يتصل عليها لكن بنفس اللحظه صدح هاتفه، إستغرب وخفق قلبه حين رأي إسم بليغ، رد سريعا، ليتفاجئ بأخباره له أنه مع إيلاف بالنيابة العامه.
نهض جواد سريعا وأثناء سيره بالطريق إتصل على أحد المحامين.

بعد وقت قليل وصل جواد للنيابه بنفس وقت وصول المحامي تقرب المحامى من غرفة النائب وطلب من أحد العساكر أخذ إذن لدخوله الى الغرفه كمحامي ل إيلاف
دخل المحامى
اومأ ل إيلاف وأخبرها أنه آتى بناءا على طلب السيد بليغ، شعرت إيلاف بإطمئنان قليلا.

لكن حين وجه وكيل النيابه لها إلاتهام قائلا: قدامي بلاغ بيتهم حضرتك بسوء إستخدام مهنتك ك طبيبه وبسبب إهمالك توفي مريض، وقدامي تقرير الطب الشرعي اللى بيأكد أن المريض اللى توفي السبب الرئيسي في وفاته إنه أخد علاج مش مناسب لحالته الصحيه.

ذهلت إيلاف من الإتهام وظلت صامته لدقيقه مما جعل النائب أن يعاود الإتهام إنتظارا لردها، لكن إيلاف مازالت صامته، لكن تدارك المحامي الموقف قائلا بتبرير لصمتها: حضرتك واضح المفاجأه على وش موكلتي.
نظر النائب ل إيلاف قائلا: أسمع ردك على الإتهام الموجه لك.

إنحشر صوت إيلاف كآنها أصبحت صماء، أومأت رأسها بنفي، حاولت الحديث بحشرجة صوت، قامت بنفي الإتهام، مما جعل النائب يوجه لها بعض الاسئله كانت ترد بإرتباك ملحوظ، مما ضعف موقفها بالقضيه، بعد قليل
قبل أن يقر وكيل النيابه حبس إيلاف تدخل المحامي طالبا: حضرتك أنا بطلب إلأفراج المؤقت عن موكلتي بأي ضمان لإنتهاء باقى التحقيقات.

نظر وكيل النيابه ل إيلاف للحظه كاد يرفض بسبب إرتباكها وأحيانا صمتها، لكن ترجي المحامي منه الإفراج عنها بكفاله ماليه، كما أنها طبيبه ولا يصح إحتجازها مع بعض المشبوهين.
وافق وكيل النيابه الإفراج المشروط بكفاله ماليه.
بعد لحظات خرج المحامى
من غرفة وكيل النيابه، وخلفه إيلاف التي تبدوا ملامحها متهجمه وكذالك مرتعبه، تقرب منها بليغ وجواد سريعا يسأل: في أيه.

شعرت إيلاف بضعف يغزوها ولم تستطيع التحدث، تشعر بدوران سرعان ما إستسلمت لفقدان الوعي.
حملها جواد سريعا وذهب نحو إحدي المشافي القريبه من المكان.
خرج بعد قليل من الغرفه نظر له بليغ بلهفه سألا: خير يا جواد.
تنهد جواد قائلا: خير، هي صدمه عصبيه، كويس إنك موجود يا حضرة المحامي عشان نعرف أيه سبب إستدعاء النيابه ل إيلاف متأكد إن في سبب قوي هو اللى وصل إيلاف للحاله دي.

سرد عليهم المحامي إتهام وكيل النيابه كذالك أنه طلب الإفراج المشروط بكفاله وقام بدفعها.
زفر جواد نفسه بغضب جم قائلا: كنت متأكد إن ناصف بيدبر لمصيبه بس مكنتش متوقع إنها تبقي ل إيلاف.
إستهزأ جواد قائلا: ناصف الغبي مفكرنى نايم وعشان كنت غايب الفتره اللى فاتت يبقى مكنتش متابع أيه بيحصل في المستشفى، يبقى غلطان.

شعر بليغ بآسى سرعان ما تحول الى ترقب وهو يسأل: قصدك أيه، ومين ناصف ده، وإيلاف عملت له أيه عشان يورطها في قضية قتل خطأ ممكن تدمر مستقبلها ك طبيبه.
تنهد جواد بنرفزه قائلا: السبب واضح، إيلاف ممشيتش على مزاجه ورفضت تشتغل معاه في المستشفى المشبوهه اللى فتحها من مده صغيره، وكمان أذيتي.
تنهد بليع بتصعب: وإيلاف ذنبها أيه، هسيتفاد أيه من قذارته.

رد جواد: هستفاد هز صورتي طبعا وممكن أتشال من إدارة المسنشفى وقتها هو أكتر المناسبين للأداره، حتى كمان ممكن يتهمني إنى موالس على إيلاف، بس يبقى ميعرفش مين هو
جواد الأشرف، بشكرك حضرة المحامي أنك خرجت الدكتوره بكفاله، وهحول لحضرتك مبلغ الكفاله على حسابك في البنك.
رد المحامي بعمليه: تمام، وأنا هتابع بقية المستجدات في القضيه.

أومأ جواد لل المحامي الذي غادر، نظر بليغ ل حواد بحيره سائلا: مش عارف أيه اللى في دماغك.
رد جواد بتصميم: اللى في دماغي براءة إيلاف اللى لازم تظهر قبل خروجها من المستشفى، حضرتك موجود هنا وأنا لازم أتحرك بسرعه، وإن شاء هرجع لك بسرعه مش هغيب.
لم ينتظر جواد وغادر مسرعا، وترك بليغ حائر بقلب منفطر على إيلاف تلك الضعيفه الهشه التي رسبت م بأول مشكله قابلتها إختارت كالعاده الصمت.
بعد قليل بالمشفى.

فتح جواد باب مكتبه وقام بفتح أحد الادراج بمفتاح خاص وأخرج مغلف كبير، ثم خرج من الغرفه وتوجه ناحية غرفة الاطباء كان أكثر من طبيب بالغرفه، حين رأوه بدأوا يتلامزوا، من وجوههم علم أن خبر القبض على إيلاف إنتشر بالمشفى، تجاهل تلامزهم وذهب نحو ناصف الذي كان يبتسم، لكن أخفى بسمته برياء حين رأى جواد
تقدم جواد منه وألقى أمامه المغلف قائلا بثقه: عاوزك تشوف محتويات الظرف ده كويس، كمان في سى دي إبقى إتفرج عليه.

توقف جواد ينظر له بثقه للحظات ثم نظر لطبيب آخر قائلا: وإنت كمان إبقى إتفرج معاه ع السي دي، يا دكاترة الإنسانيه.
غادر جواد بخطوات واثقه، بينما إهتز ناصف والطبيب الآخر ونظروا الى زملائهم، لكن سرعان ما بدل ناصف الدفه قائلا: الدكتور جواد عندك ثقه كبيره أوي فيا.

تهكم بعض الاطباء بين بعضهم بتهامس والبعض لديه فضول معرفه محتويات ذالك المغلف، كذالك السي دي الذي ذكره جواد، لكن نهض ناصف قائلا بتحجج: الحمد لله ورديتي خلصت، همشى انا بقى.
غادر ناصف وخلفه الطبيب الآخر يشعران بإرتباك.
تسأل الطبيب: تفتكر أيه اللى في الظرف ده، والسي دي اللى قال عليه جواد.
رد ناصف: وأنا أيه عرفني، خلينا نروح لعربيتى ونشوف أيه ده، كمان الابتوب في العربيه.

بعد قليل بسيارة ناصف الفارهه فتح المغلف، ليرى بعض التقارير الطبيبه الخاصه ببعض المرضى
إنزعج الإثنين من تلك التقارير التي تثبت بعض الاخطاء الطبيه التي إفتعلوها عمدا
تحدث الطبيب بإنزعاج: إزاي جواد وصل للتقارير دي، حط السي دي بسرعه خلينا نشوف عليه أيه هو كمان.
بيد مرتعشه فتح ناصف حاسوبه الخاص ووضع القرص به، إنتظر لحظات حتى إشتغل القرص.

إنصدم الإثنين حين شاهدا نفسهما جالسان بغرفة مكتب المدير يتحدثان براحه حول توريط إيلاف بخطأ طبي
نظر لبعضهما وتحدث الطبيب الآخر بصدمه: مصيبه، يعني سيطرت الكاميرات اللى أوضة العنايه المركزه واللى قدام بابها، إزاي مفكرناش إن ممكن يكون في كاميرات مراقبه في قلب أوضة مدير المستشفى.
بمصنع جاويد.

تبسم لوالده الذي دخل الى المكتب لائما له: إنت المفروض كنت تاخدلك كم يوم راحه، واضح الإرهاق على وشك وكمان إصابة كتفك.
رد جاويد: فيه شوية أشغال خفيفه وكانت مهمه خلصتها خلاص.
إبتسم صلاح قائلا: عرفت إن سلوان هتخرج من المستشفى النهارده.
أومأ جاويد برأسه مبتسم.
نظر له صلاح بكهن سائلا: عرفت إن هاشم أجر شقه هنا في الأقصر، ولما قولت له ليه قالى هو مطول هنا في الاقصر مش بيحب يبقى ضيف تقيل على حد.

تكاهن جاويد ببرود قائلا: بجد مكنتش أعرف، عالعموم هو حر.
كاد صلاح أن يتحدث لكن صدح رنين هاتفه، صمت صلاح الى أن إنتهى من الرد، وتسأل: المواد الخام اللى طلبتها الكميات دى مش كتير.
رد جاويد بتفسير: لاء مش كتير، أنا مجتاج كميات كمان عليها، عشان المصنع الجديد هبدأ أشغله الفتره الجايه عندنا طلبيات كتير، لأكتر من عميل وبالذات الصفقات اللى خارج مصر، عارف هوس الأجانب بإقتناء الفخاريات الفرعونيه.

تبسم صلاح بفخر قائلا: ربنا يزيدك نجاح، بسب يقولوا الناحج في المال فاشل.
لم يكمل صلاح باقى حديثه حين قاطعه صدوح هاتف جاويد مره أخري.
نهض قائلا: واضح إنك مشغول، هقوم أنا كمان عندي كم مشوار كده أشوفك المسا في الدار.
تبسم له جاويد
رد جاويد على هاتفه حتى أنهي المكالمه بإختصار قائلا: تمام كده مظبوط.

أغلق جاويد الهاتف ووضعه على المكتب أمامه يتنهد بإرهاق، لكن فجأه شعر بغصه في قلبه وهو يتذكر حديث سلوان قبل أيام مع والداها.
[فلاش باك]
بالمشفى
بعد أن فاقت سلوان بوقت قليل
خرج جاويد من الغرفه للرد على إستفسار والداته عن حالة سلوان، ترك باب الغرفه مفتوح.

ظنت سلوان أن جاويد خرج وسيتأخر في العوده أو ربما لا يعود لكن جاويد خرج لوقت قليل وعاد لكن قبل أن يدخل الى الغرفه تصنم خلف ذالك الحائط الفاصل بين الباب والغرفه.

سمع حديث سلوان مع هاشم حين قالت له: بابا أنا عارفه إن طول عمري عبء عليك، وأوقات بتصرف من دماغي ويبقى غلط، زى ما جيت هنا الأقصر من وراك، كان تحذيرك ليا دايما في محله، مكنش لازم أتسرع، أنا خلاص قررت أرجع أعيش في القاهره، وهعيش في الشقه اللى القديمه عشان مسببش إزعاج ل طنط دولت.
تفاجئ هاشم من قول سلوان وسأل: مش فاهم إزاي هترجعي تعيشي في القاهره، وجاويد...

قاطعته سلوان قائله: بابا أرجوك، أنا خلاص قررت أنا بالنسبه ل جاويد كنت تجربه وأنتهت زهوتها، بابا بوعدك مش هتصرف تاني من دماغي ولا هتسرع، ومش هسبب لك ولا ل طنط دولت إزعاج.
شعر هاشم، بآلم قوى في قلبه من نبرة حديث سلوان التي تبدوا مكسورة القلب، كذالك تلك الدموع التي تتلآلآ بعينيها وإقترب منها وجلس على الفراش وضم كف يدها بين يديه قائلا: سلوان أنا قررت الإنفصال عن دولت.

تفاجئت سلوان وشعرت بانها قد تكون السبب وقالت بآسف: أكيد أنا السبب.
ضم هاشم يد سلوان قائلا: لاء مش إنت السبب يا سلوان، كانت جوازه غلط من البداية، والحمد لله مفيش خساير لا ليا ولا ل دولت
إحنا الاتنين طرقنا مختلفه، بس إنت ناسيه إنك حامل مستحيل تسافري القاهره إنت حالتك الصحيه متسمحش حتى تسافري، بإسعاف، المطبات غلط عليك.

شعرت سلوان بآلم في قلبها قائله: أكيد بعد كم يوم صحتي هتتحسن، وقتها ممكن أسافر وهحاول أصلح بينك وبين طنط دولت، أكيد في سوء تفاهم، وأكيد أنا سببه أكيد مضايقه من سفرك الكتير كل فتره والتانيه عشاني، بس أنا خلاص هبقى في القاهره ومش هتحتاج للسفر وتبعد عنها.

إنحني هاشم وقبل رأس سلوان وتبسم لها قائلا بحنان: سلوان بلاش تحملي نفسك أكتر من طاقتها، قولتلك مش إنت السبب في إنفصالي أنا ودولت السبب إحنا الإتنين مقدرناش نوصل لطريق تفاهم، وأنا كمان إتسرعت وكل شئ نصيب، أنا كنت جاي هنا وكنت قررت أشتري شقه هنا في الأقصر وأعيش فيها قريب منك وأستمتع مع أحفادي.
إندهشت سلوان قائله: قصدك أيه يا بابا.

رد هاشم، يعني أنا كنت ندبت الشقه الجديده للبيع وقررت بتمنها أشتري هنا شقه في الأقصر، وأعيش هنا، قريب منك ومن مسك.
تنهدت سلوان بآسى تشعر بيأس قائله: مالوش لازمه يا بابا، أنا هرجع أعيش في القاهره خلاص، ماليش مكان هنا، كانت غلطه لما جيت لهنا من وراك كان لازم أسمع تحذيراتك، بس أنا ده عيب دايما متسرعه، ودفعت تمن التسرع ده، جاويد عمره ما حبني ولا هيحبني.
إستغرب هاشم ذالك وكاد يتحدث، لكن صدح هاتفه.

أخرجه من جيبه ونظر لشاشه ثم لسلوان قائلا: دى عمتك شاديه.
تهكمت سلوان قائله: رد عليها، أكيد عاوزه تعمل فيها مصلحه إجتماعيه وتصلحك على طنط دولت، وافق على كلامها ومتحملش همي، أنا قررت مبقاش سبب لإزعاج حد بعد كده.
نظر هاشم ل سلوان غاضب يقول: بلاش يا سلوان تحملي نفسك أخطاء الآخرين.

صمتت سلوان حتى أنهي هاشم إتصاله الذي أنهاه سريعا، تبسم ل سلوان قائلا: تعرفي غريبه شاديه مجابتش سيرة دولت خالص في المكالمه، أكيد طبعا فهمت إن كل شئ نصيب.
رغم شعور سلوان ببعض آلم لكن تهكمت ببسمة سخريه قائله: أو يمكن محبتش تضغط عليك، عمتي شاديه أنا عارفاها كويس، بتعرف تضرب وتلاقي.
تبسم هاشم ل سلوان قائلا: تعرفى كان نفسي تبقى زيها كده بتعرف توصل لهدفها ومش بتنهزم زيك وتسلم الرايه من أول الطريق.

شعر جاويد بغصه قويه في قلبه من حديث سلوان وأعترف أنه أخطأ خطأ فادح بحق سلوان وهو ما جعلها تشعر بيأس وإنهزام بعد محاولاتها الكثيره لإظهار حبها له، لكن هي قالت أنه لم يحبها، كيف تعتقد هذا، هل وصل الجفاء منه لهذا الحد، لكن هو عاشق لها، نبرة صوتها المنكسره كسرت قلبه أيضا.
[عوده]
عاد جاويد ينظر الى ذالك الهاتف الذي يدق، نظر للشاشه وقام بالرد قائلا: تمام المسا هكون عندك.

وضع الهاتف وتنهد يشعر بحيره وإشتياق لبسمة سلوان الذي إفتقدها من يومين لم يراها فيهم.
قبل العصر بقليل
بشقة ليالي
بعد عتابها ل محمود أنه منذ أيام لم يذهب إليها كآنه نسيها
اخبرها محمود ما حدث، وقبل يديها قائلا: أنا لو نسيتك للحظه يبقى قلبى مات.
وضعت ليالي يدها على فم محمود قائله: بعيد الشر، بس قولي سلوان دلوقتي بقت بخير.
رد محمود: أيوا، حتى أنا سايب ابويا عندها في المستشفى، وعرفت إنها هتخرج النهارده.

تبسمت ليالي قائله: الحج مؤنس قلبه كبير أوي وحنين، كفايه إنه بيسأل عني دايما، على فكره مقولتليش أيه أخر أخبار أمجد، عرف باللى حصل في دار نسايبه.
رد محمود: أيوه طبعا صفيه قالت له، من باب أنه يعرف والسلام، بس أنا قولت لها مكنش لازم تقلقه هو في غربه لوحده، بس لما سألنى وضحت له اللى حصل وطمنته، ولما كلم حفصه وأطمن قلبه إرتاح.

تبسمت ليالي قائله: رغم إنى مشوفتش ملامح وش أمجد بس بحس أنه بيشبهك يا محمود، الكم مره اللى قابلته فيهم صوته شبه صوتك نفس النبره، أكيد واخد خصالك الجميله كمان.
تنهد محمود يشعر بغصه، أمجد حقا يمتلك ملامح كثيره منه لكن كان عقله مغيب لاوقات، يتمنى الا يعود مره أخري ويستمع لأقوال صفيه لديه يقين لو تزوج من حفصه صفيه لن تدعه يعيش معها براحة قلب.
بمنزل القدوسي
تشعر بنيران حارقه.

طلبت من إحدي الخادمات كوب من الشاي الاخضر بالنعناع، آتت به الخادمه، إرتشفت منه قطره سرعان ما بصقتها بوجه الخادمه قائله بغضب: إنت عملاه من غير سكر.
إبتلعت الخادمه تلك الإهانه قائله: إنت بتشربيه كده دايما يا أستاذه مسك.
نهرتها مسك بغضب قائله: غوري من وشى أعملي كوبايه تانيه وحطي فيها سكر.
أمائت الخادمه وإنصرفت بنفس الوقت دخلت صفيه عليها الغرفه قائله: مالك متعصبه كده ليه عالخدامه وصوتك عال.

ردت مسك بغضب: الغبيه عملالى الشاي بالنعناع بدون سكر ناقصه أنا مش كفايه طعم العلقم اللى ساكن حلقي وقلبي.

شعرت صفيه بغضب هي الأخري قائله: ومين سمعك أنا كمان حاسه إن زي ما يكون حد ساحر لينا بقلة البخت مع الرجاله، حتى أخوك كمان بقت حفصه عنده كل حياته، غلطت وقولت له على اللى حصل من ضرب نار، كويس إن لسانى كان هيزلف واقوله انها كانت اتخطفت والله اعلم عملوا فيها أيه، يمكن يحس على دمه ويساوم صلاح وجاويد، لكن خوفت يتعرف إننا اللى كنا ورا القصه الفاشله دي، بقولك أيه الوليه غوايش قالتلى إن المجرم خد دم من حفصه أهو نستني ونشوف هتعمل أيه.

تهكمت مسك قائله: هتعمل أيه، سلوان خلاص إتمكنت من جاويد فكرنا إنها خسرت الحمل أتاري كانت حامل في توأم ولسه التاني موجود وطبعا هتلعب بيه على قلب جاويد، أنا خلاص عقلي قرب يشت مني، بحس مع الوقت سلوان بتتوغل من قلب وعقل مش بس جاويد لاء كمان بقية العيله حتى حفصه اللى مكنتش بطيق إسمها النهارده بكلمها نتقابل قالتلى أنها هتروح تزور سلوان في المستشفى بعد ما تطلع من المحاضره، واحده غيرها بعد اللى حصل لها كانت تخاف تطلع من باب الدار.

تهكمت صفيه قائله: وارثه جبروت يسريه.
نظرت لها مسك وفكرت قائله: سمعت الإشاعه اللى طالعه في البلد اليومين دول قال أيه أرض بتاع خالي صالح اللى حوطها بسور، بيسمعوا أصوات طالعه منها، وفي واحد قال انه دخلها بس مشفش حد فيها وسمع اصوات وخاف منها، تفتكري تكون الأرض دى مسكونه عشان تحتها كنز زي ما بيقولوا في البلد.
إستغربت صفيه ذالك وفكرت قليلا واعمى عينيها الطمع.
مساء.

خرجت سلوان من المشفى وهي تشعر بآلم في قلبها حاويد منذ يومين لم يذهب حتى لإطمئنان عليها، إزداد الآسى في قلبها، تحملت تلك الغصه وصعدت بالسياره جوار هاشم الذي تبسم لها، وضمها لصدره، أغمضت عينيها تشعر بنعاس، ربما بسبب الادويه أو ربما أرادت النوم كفاصل لعقلها ظنت أنها ذاهبه مع هاشم لتلك الشقه التي إستأجرها بالأقصر
لكن بعد قليل
وضع هاشم يده على كتف سلوان قائلا: سلوان إصحي وصلنا.

فتحت سلوان عينيها وإبتعدت قليلا عن صدر هاشم التي كانت تتكئ برأسها عليه، تبسم لها هاشم بحنان قائلا: هتقدري تمشي على رجليك.
أومأت سلوان برأسها قائله: أيوا يابابا، أنا بقيت بخير إطمن.
تبسم لها هاشم وفتح باب السياره المجاور له وترجل من السياره، بعد لحظات رأت سلوان يد تمد لها كى تترجل هي الأخري، وضعت يدها بتلك اليد وترجلت من السياره، بمجرد أن وضعت قدمها على الأرض نظرت مذهوله من بسمة جاويد.

نظرت نحو هاشم الذي تبسم لها قائلا: المره دى الإختيار ليك يا سلوان وقدامك جاويد والعربيه وراك
نظرت سلوان نحو يد جاويد الذي مدها لها بباقة زهور قائلا: بحبك يا سلوان وهفضل أحبك طول عمري يا خد الجميل، خلينا نبدأ من جديد بدايه بدون خداع أو تسرع.
للحظه فكرت سلوان قبل أن تعطي قرارها حين رأت يسريه ومحاسن الإثنين يشيران لها، كذالك محاسن تنظر لها بمغزي من عينيها أن صدقي ذالك المخادع هو يعشقك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة