رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن عشر
حمدالله على سلامه يا احمد بيه
الله يسلمك يا شيماء جهزي اوضه لفريده وشاهي اياد رجع ولا لسه؟
اجابته شيماء:
لا لسه مرجعش
طيب روحي جهزي إلى قولتلك عليه
اومات شيماء راسها بالايجاب ثم رحلت هتف فارس:
لو حاسه بتعب تعالي ريحي في الاوضه بتاعتي لحد ما داده شيماء تجهزلك الاوضه
حركت راسها بالنفي قائله:
انا كويسه.
لو عايز تتجوزني فعلا علاقتك بعمر اقطعها وشغلك في الكباريه سيبه
ليقول سيف:
اعتبري كل ده حصل يا ليلى اكلم عمك النهارده؟!
على اجازه نص السنه لما اروحله
مش هستني كل ده انا هكلمه نهارده واتفق معاه نعمل خطوبه كام شهر كده اجهز فيهم شقه وبعدين نتجوز
واحده غيري مفروض متوافقش تتجوز واحد مقدرش يحميها
تاني يا ليلى؟!
قالها سيف بلؤم وعتاب لتجيبه هي:
بس انا عارفه نفسي مش هعرف انساك واخرجكك من قلبي صعب عليا.
وضع يديه على كفه يديها ثم قال:
انا فاهم نظرتك ليا وانك شايفاني مقدرتش احميكي بس لا انا ولا انتي قد عمر انتي مش فاهمه عمر ده شيطان دماغه سم هوايته اذيت الناس كنت خايف عليكي يا ليلي.
دلف إلى الفيلا وهو يضع الهاتف على اذنيه ويتحدث به انهي مكالمته عندما لاحظ وجود اشخاص امامه لم يراهم من قبل!
ضيق بين حاجبيه باستغراب وهو يتفحصهم ليقول احمد:
دي تهاني مراتي يا اياد
ثم اشار ناحيه فريده وهتف:
ودي فريده بنتها
وتابع وهو يشير ناحيه الصغيره:
ودي شاهيناز اختك إلى قولتلك عليها قبل كده
اوما راسه بالايجاب بصمت فهو منذ ان علم ان والده كان متزوجآ على والدته لم يعجبه الامر اطلاقآ.
ده اياد يا تهاني توأم اياد بس فارس اكبر منه بكام دقيقه
نورتوا الفيلا
قالها وهو يبتسم بجمود ثم رحل إلى الطابق الاعلي لحقه فارس دلف كلاهما إلى الغرفه ليقول فارس:
قلبت وشك مش هتغير حاجه على فكره
ليقول اياد بعصبيه مكتومه:
يعني انت يرضيك يجيب مراته إلي كان متجوزها على ماما وتعيش في بيتها وتنام في اوضتها؟! ده حتى مهانش عليه يستني لحد ما يعدي على وفاه ماما سنه صبر عشر شهور بالعافيه مقدرش يستحمل شهرين كمان.
ميرضنيش طبعا بس منقدرش نوقف في وش بابا ونقوله لا متعملش كده
هو حر براحته وبعدين بنت مراته دي جايبها تعيش معانا ازاي والفيلا فيها شحطين؟!
قصدك على فريده؟! لا دي اعتبرها اخوك التالت عادي
ضحك اياد وهو يقول:
ليه يا عم دي حتى حلوه يعني
ما هو مش بالشكل صدقني، عليها شويه تصرفات ملهمش حل
زي ايه يعني؟!
طفشت من بيتهم شهر والله اعلم كانت بايته فين المده دي كلها ولما رجعت، رجعت ايديها محروقه خالص مدمره يعني محتاجه عمليات ومش راضيه تقول الحرق ده حصل ازاي
ده غير انها عليها لسان عايز قطعه
غلطت فيك ولا ايه؟!
ليجيبه فارس:
مش انا بس دي غلطت فيا وفي ابوك
اهو يستحمل بقي مجايبه.
القت بجسدها على الفراش وتفكر كيف يمكنهم التخلص من حياتها؟!
ليس لديها حل اخر سؤي ذلك لا يمكنها استكمال حياتها بعد ما فعله عمر بها...
ابتسمت بحسره عندما تذكرت احلامها التي خططت لها من قبل..
اغمضت عينيها لتسقط الدموع المحبوسه بعينيها...
وفي منتصف الليل
استيقظت من نومها بفزع اعتدلت من فراشها ثم وضعت يديها على صدرها الذي يعلو ويهبط سريعآ تتنفس بصعوبه بالاضافه إلى حبات العرق التي تملا وجهها
لم يتركها عمر حتى في احلامها كلما اغمضت عينيها يظهر امامها وهو يقوم بالاقتراب منها تفاضيل تلك الليله باكملها تطاردها في احلامها..
نهضت من فراشها ثم توجهت إلى خارج لتجد كل شئ هادئ حولها الجميع مستغرق في النوم..
ظلت تسير بالفيلا إلى ان وصلت إلى المطبخ دلفت اليه ثم انارت الاضاءه به مسحت دموعها التي تسقط..
بحثت بالادراج عن شئ ما تمسكت بالاله الحاده الخاصه بتقطيع الاشياء ويديها ترتعش وتهتز
وجهت الاله ناحيه باطنها وهي تهتف بداخلها باكيه:
سامحيني يارب بس انا مفيش قدامي حل تاني موتي هو إلى هيخلصني
اغمضت عينيها ثم ابعدت يديها ودفعتها بقوه ناحيه باطنها شعرت بيد ما على يديها تمنع حركتها،.
فتحت عينيها لتجد اياد يضغط على يديها هز راسه بتساؤل قائلا:
انتي طبيعيه عاقله يعني؟!
سيب ايدي
سحب منها الاله الحاده وهو يقول:
هتموتي نفسك بـ اكبر سكينه في المطبخ يا مفتريه
قام بوضعها مكانها ثم قال:
عايزه تموتي نفسك ليه بقي؟!
لم تجيبه والتفت حتى ترحل ولكنه اوقفها وهو يقول:
لو حبيتي تتكلمي مع حد انا موجود
ممكن تموتني؟ انا عايزه اموت واخلص من حياتي
قالتها وهي تلتفت اليه وتنظر لها برجاء.
ليه؟! ما هو انا لازم اعرف السبب يعني يرضيكي اقتل عمياني كده
حياتي ادمرت اتحرقت زي ايدي ما هي محروقه كده كنت عايز احرق نفسي واخلص بس عشان انا حظي نحس متحرقتش غير ايدي وفضلت عايشه
يا ستار وكمان حاولتي تولعي في نفسك ليه كده طيب احكيلي بس تعالي اقعدي هنا بس وفهميني واحده واحده كده
تحركت وجلست على الطاوله الموجوده بالمطبخ تشعر بالتوهان ودموعها تسقط بلا توقف
ناولها كوب الماء هاتفآ:.
اشربي ميه دي واستهدي بالله كده
تناولت منه كوب الماء ويديها ترتعش ثم ارتشفته ليقول اياد:
احكيلي يلا في ايه مالك
كنت فاكره نفسي ذكيه بس مطلعتش ذكيه مطلعتش ذكيه
قالت جملتها الاخيره بانيهار واضح ليقول هو:
اهدي بس عشان اقدر افهم منك اي حاجه يمكن اقدر اساعدك
اسندت راسها على الطاوله ثم هتفت باكيه:
مبقاش ينفع خلاص
طيب بصي اقولك على حاجه حلوه قولي.
للهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت
وهتلاقي كل حاجه اتحلت
رددت فريده كلماته وعندما انتهت هتف اياد:
روحي يلا نامي وباذن الله هتصحي بكره تلاقي كل حاجه اتحلت
مش هتقتلني زي ما قولت؟!
تنهد اياد وهو يقول:
مش نهارده لازم اكون مستعد قبلها لموضوع ده قتل يا بنتي يعني محتاج تكتيك محترم كده روحي يلا نامي عشان بكره هقتلك.
رحلت فريده من امامه وهو يتابعها بعينه حالتها ليست طبيبعه نهائي!
حكايتك ايه يا فريده؟! اكيد وراكي حاجه.
هتفضلي مبلطه في شقتي كتير ولا ايه
قالها عمر بتساؤل وهو ينظر إلى نوجا النائمه بجانبه
اجابته نوجا:
انت إلى قولتلي اقعدي معايا
قصدي ليله واحده مش تبلطي كده قومي يلا امشي
اعتدلت من الفراش وهي تقول:
هو انا ماشيه بمزاجكك اقعدي امشي
ااه بمزاجي كل حاجه بتمشي بمزاجي يلا بقي اختفي من وشي عشان خرمان ومش طايق نفسي
هتفت نوجا:
وانا مش هنزل ساعه اربعه وش الصبح يا عمر
مش ايه؟!
نطق عبارته تلك وهو يجذبها من خصلات شعرها لتقول نوجا متالمه:
الوقت متاخر يا عمر يطلع النهار وهمشي حاضر
ابعد يديه عنها بقوه وهو يقول:
لا يا روحي دلوقتي هتنرلي يلا البسي هدومك وبسلامه
نهضت نوجا بجانبه هاتفه بغيظ:
ماشي يا عمر همشي انا غلطانه اني سلمتلك نفسي اصلا
حصل انتي فعلا غلطانه يلا يا اختي اختفي من قدامي
بعدما انتهت نوجا من ارتداء ملابسها وخرجت مسح عمر على راسه بضيق..
لا يستطيع الوصول إلى فريده لاول مره يفشل في شئ كهذا
عامله فيها ناصحه يا فريده وبتقفلي كل حاجه هتوصلني ليكي؟! دماغك الو*** دي مش ناويه تبطلي تشغليها شغلتيها مره وجات على دماغك محرمتيش؟! بس هتروحي مني فين هجيبك بردو.