قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري الفصل السادس

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل السادس

نظر غمر إلى ساعته وجد أن الوقت قد حان لمرور فتاته
نزل مسرعا ولكنها كانت قد ذهبت فلمح ظلها وهى تبتعد فى آخر الشارع
دخل المحل وهو يزفر في ضيق وتوجه لعمرو
غمر بحزن: ملحقتش أشوفها
عمرو بابتسامه: غمر إنت بتحبها بجد
غمر: أنا معرفش يعني إيه حب علشان عمري ماحبيت قبل كدا بس ياعمرو بحس بإحساس غريب أوي لما بشوفها بأكون سعيد وقلبي بيرقص من الفرحة لما ببص في عينيها بحس بأمان ... هو ده الحب ياعمرو
عمرو بابتسامه: أه ياحبيبي
غمر بنفس لهجة الرومانسية: بجد ياعمرو
عمرو بصوت رجولي: إخشن ياض إخشن ياإبن عمي
فعمرو هو الصديق المقرب لغمر وإبن عمه الثالث فكان لغمر أربعة أعمام وعمه واحده وعمرو متزوج من ثلاث سنوات وعنده تاليا وهو وغمر في نفس العمر

عمرو: غمر هنروح الجيم النهارده وبعدين نروح عند ستي سوا
غمر وهو في عالم آخر: ماشي ماشي
عمرو: انا هروح المحل بتاعي
غمر بنفس لهجة الولهان: ماشي
قبل أن يذهب عمرو قذفه بعلبة العصير التي بيده
عمرو بضحك: فوق ياأهبل
غمر بغضب: عن أبو شكلك
ظل غمر يتابع لبنى يوميا وينتظرها فى مواعيد مرورها
حتى ظهرت في يوم كالعادة مع زميلاتها ولكنها هذه المرة كانت ترتدي جيبه جينز وعليها بدي احمر وطرحه سوداء وبمجرد أن رآها غمر بهذه الملابس أحس بالضيق والغضب يتملكه
ولما إقتربت فى طريقها منه وما إن همت بالنظر إليه وجدته ينظر إليها بغضب وقام بالدخول إلى المحل عابسا
منار: لبنى هو ماله ده النهارده اول مره يبصلك بالطريقة دى
لبنى بغضب: ده شكله مجنون
لينا بغيره: سيبك منه يابنتي
منار: بس انتي يالينا إستنى
نظرت منار جيدا إلي لبني وتفحصتها جيدا
ذهبوا ليلحقوا بالدرس وكان عقلها مشغول جدا بما حدث ولا تعلم سببا لتغيره من ناحيتها وفى الحصة فقدت تركيزها ولم تعى منها شيئا بل كانت تعد الثواني و الدقائق لتخرج وتراه مرة ثانية لعلها تقرأ فى عينيه سبب نظرته الغاضبة
نظر إلى ساعته
عمرو: غمر هو انت مش هتنزل صاحبتك زمانها جايه
غمر بضيق: لا مش هنزل هطمن عليها من هنا هبص عليها من الشباك
عمرو: ليه
غمر بغضب: شفت لبسها عامل إزاى ولا الشباب اللى كانوا هياكلوها بعنيهم بسبب لبسها الضيق
صمت عمرو فهو يعرفه عند غضبه
وصلت عند المحل وفوجئت بعدم وجوده ينتظرها كعادته فحزنت بشدة
كان ينظر إليها ويتأملها من شباك المكتب فى صمت وغضب وكأنه يمتلكها ولايحق لأى شخص آخر أن ينظر إليها
ذهبت إلى بيتها وأغلقت الباب ودخلت غرفتها إرتمت على سريرها وظلت تبكي بشدة لا تعرف ما هذا الشعور الذى نما بين جنبات صدرها وكأن قلبها موجوع من شئ لاتعلم سببه

أما لينا فقد دخلت غرفتها بعد أن وصلت منزلها وهى تزفر في ضيق وتحس وكأن نار تأكل قلبها و أخذ هذا الإحساس يتحول تدريجيا إلى حقد وحسد
لينا بغل: إشمعنا كلهم بيحبوا ويتحبوا الا انا فيها ايه لبنى اكتر مني علشان يحبها
...
فى تلك الأثناء كانت لبنى فى حالة يرثى لها وكانت فى حاجة لمن تتكلم معه فطلبت لينا
لينا فى ضيق تجد إسم لبنى يضئ بهاتفها فأمسكت به وهى تحدث نفسها والزفته دى عايزه إيه دلوقتى
ترد لينا وقد تصنعت الحب: الو يابيبي
لبنى ببكاء: شوفتي يالينا شوفتى بصلي ازاي ومكانش موجود وإحنا راجعين زي كل مره
لينا: انتي حبتيه يالبني
لبنى ببكاء: مش عارفه يالينا مش عارفه
لينا متصنعة الود: عايزه تأدبيه
لبنى ببكاء: أه
لينا: خلاص اسبوع متعديش من هناك وخليه يتعلم الأدب
لبنى: صح يالينا
...
أخذت تقلب الأحداث فى رأسها تحاول ترتيبها
منار تحدث نفسها: ياترى إيه اللي خلاه يتضايق منها كدا
...
وفى اليوم التالى فى المكتب داخل المحل
عمرو: غمر سرحان في ايه
غمر بحزن: زعلان منها أوي
عمرو: بتحب واحده لا عارف إسمها واديلك شهرين مقضيها نظرات حضرتك ناوي تنطق امتى لما تلاقيها لابسه دبلة واحد غيرك
غمر بحزن: خايف تكون مش بتحبني
عمرو: لأ بتحبك
غمر ببريق في عينه: ايه اللي بيخليك تقول كدا
عمرو: نظراتها ليك يامعلم هو إنت ضايقتها النهاردة
غمر بحزن: اه
عمرو: ازاي
غمر بحزن: بصيت ليها بعصبيه كدا وسبتها ودخلت
عمرو: غمر بعصبيه ولا بقرف
غمر بتردد: ماانت عارف نظرتي لما بأكون مضايق
عمرو: يامتخلف يااهبل اشرب بقى
غمر بتوتر: ليه بس
عمرو: هاتشوف
غمر: بقولك انا همشي بدري النهاردة
عمرو: ليه
غمر: هاروح عند رؤى
عمرو: سلملي عليها
غمر بمرح: بس هى ترضى تسلم عليا
عمرو: ليه كدا
غمر: زعلانه مني بقالى شهر مروحتش عندها
عمرو: اممممممممم دي هتفضحك
ضحك غمر ضحكه رجوليه قويه وذهب إلى محل الحلوى واشتري الكثير من الحلويات الشرقية ثم ذهب إلى فكهاني واشتري فاكهة وصعد إلى شقة أخته وضرب الجرس بصعوبة بسبب الأشياء التي يحملها بيده فتح زوج اخته وهوأيضا ابن خاله

هشام بترحيب: ياهلا ياهلا
غمر بابتسامه: واحشني يااتش
هشام: عنك عنك ليه كل ده
غمر بابتسامه: ايه يابني دي حاجه قليله
هشام بخبث: بتراضي رورو
غمر بخبث وابتسامه: اه
هشام: ناويالك دي هتشعلقك
غمر: لا ده انا امشي بقى
هشام بضحك: رايح فين هو دخول الحمام زي خروجه ادخل
رؤى من غرفتها
رؤى: مين ياهشام
هشام: غمر ياحبيبتي
غمر: بتدبسني
هشام: استلقي وعدك خرجت من غرفتها وذهبت إلى حيث كان يقف غمر وهشام على الباب أغلقت الباب وقبل أن تسلم عليه أمسكته من أذنه بشدة وهشام لم يتمالك نفسه من الضحك
رؤى: بقى ياواطي شهر متجيش عندي
غمر بتوجع: وداني وداني يابت
رؤى: ياقليل الأدب في حد يقول يابت لأخته الكبيرة فاكر ياواد علشان طولت وكبرت وبقيت زي القمر مش هشدلك ودنك
غمر باابتسامه: طول عمري قمر يابت
رؤى وهو تحضنه: واحشتني ياواطي غمر
وهو يحتضنها: وانتي كمان واحشتني اوي ياعمري قضى مع اخته وقت لطيف فهو يحبها حبا شديدا
رؤى: ماتبات معانا
غمر: مانتي عارفه ماينفعش اسيب ستي
رؤى: طيب يا حبيبي خلي بالك من نفسك وانا بإذن الله هروح لستي يوم الخميس
غمر: بإذن الله
مرت ثلاثه ايام دون أن يراها لأنها فعلا نفذت حكمها القاسى عليه وعلى نفسها من قبله وغيرت خط سيرها وسلكت طريقا آخر
فكان فى أسوأ حالاته المزاجية وكل شئ أصبح عنده بلا طعم والحياة عنده لاتطاق ولولا أنه ما زال يحتفظ ببعضا من عقله لذهب وإنتظرها عند المدرسة ولكن حياءه وأخلاقه منعاه من ذلك
دخل عليه عمرو وهو يقف عن نافذة المكتب ينظر إلى الطريق بنظرة تائهة فى وجوه المارة يبحث فيها عن ملاكه ذو البندقيتين الساحرتين
عمرو يقف مستندا بكتفه على الباب وضاما يديه إلى صدره: ياعينى على الجميل لما تبهدله الأيام
غمر متفاجئا وقد ظهر عليه الضيق: عمرو إنت هنا من إمتى
عمرو: تصدق إنت تستاهل اللى يجرالك علشان تبطل نظرتك الزباله دى لما بتتضايق من حد بس سيبك إنت اللى حصل ده كان مؤشر كويس
غمر بضيق وهويجلس: في ايه بقى
عمرو: إنك طلعت بتحس وعندك شعور وقلب لأ ييجى منك يلا إن شاء الله
غمر: أصل إنت عيل فايق وهتقعد تتسلى عليه شوفلى حل بدل التلقيح ده
عمرو: يا عم متخافش وإتقل كده شويه متبقاش خفيف البت برضه كمان على فكرة حاسه بيك وفاهمه انك بتحبها وعلشان كده بتتقل عليك شويه
غمر بحزن: أيوه يعنى الكلام ده هيفيدنى بإيه دلوقتى وأنا معدتش بشوفها وهاجنن
عمرو: هتشوفها بس لما تعدي فترة عقابك
غمر متفاجئا وبغضب: يعنى عقابى وهى تعاقبني ليه هي فاكرة نفسها مين
عمرو مقاطعا: أميرة قلبك يا ملك قلبها
قالها عمرو وتركه وذهب
إكتمل الأسبوع وهو يجلس إلى منضدة الطعام مع جدته يقلب فى طبقه بالملعقة دون أن ياكل
نور: خليك إنت كل يوم تقلب في الطبق كدا وفى الاخر متاكلش لقمه
غمر: مليش نفس ياماما
نور: ليه يا حبيب ماما
غمر: مش عارف
نور: حد مزعلك ياعمري
غمر: لا
نور بحزن: طيب مالك وسايب ذقنك كدا ليه
غمر: هبقي احلقها حاضر انا هاقوم بقى
قامت عابسه فقد ضايقها حاله الجديد فلم تره من قبل بهذه الحالة
...
نور الجوناء الذهبيه وذات البندقيتين الساحرتين وقد أضاء هاتفها برقم زميلتها منار
لبنى: الو
منار بدون مقدمات: عارفه غمر بصلك كدا ليه
لبنى متسائلة وقد إنتبهت من حالتها التى لاتقل عن حالة غمر كثيرا: غمر مين
منار: يابت الواد اللي بيقف قدام المحل ويبتسملك كل يوم عرفت اسمه امبارح كنت معديه من هناك وواحد بينادى عليه
لبنى بخجل وهى تهمس: اسمه عسول
منار وقد سمعتها: الصراحه اه المهم عارفه بصلك ليه كدا يومها
ظهر على صوتها الضيق وقد تذكرت نظرته النارية التى خلعت قلبها
لبنى: ليه بقى
منار: علشان الطقم اللي الست لينا أصرت يومها إنك تلبسيه وطبعا إنت عارفة إنه كان ضيق وصاحبنا وقتها غار عليكى ياهانم
لبنى وهى تقضم شفتيها من الخجل وفى داخلها إحساس جديد عليها وأن هناك من يهتم لأمرها ويغير عليها وهذا أجمل ما تشعر به البنت خصوصا فى هذه السن
سألت بشغف وحماس: وإنتي عرفتي منين
منار: قعدت أعصر دماغي وأشوف إيه الغلط اللى إنتى عملتيه فى اليوم ده مكانش غير لبسك الطقم ده
لبنى ومازالت على حماسها وقد إرتكزن على ركبتيها وهى على سريرها: وإنتي شايفه أعمل إيه دلوقتى
منار: مافيش كلام ترجعي تانى تمشى من هناك وهتلاقيه مستنيكي صدقيني يلا إلبسي بسرعة علشان منتاخرش على المدرسه
إرتدت زيها المدرسى فى لمح البصر فقد أوحشها ذو العيون العسليتين وتأكدت من إحكام حجابها جيدا وذهبت هي ومنار ولينا فى طريقهم المعتاد فرأته كما توقعت منار وكأنه ينتظرها فى مكانه منذ أسبوع وقد طالت لحيته قليلا وهندامه كان غير منمقا كعادته وعسليتاه وكأنهما لم تريا النوم من زمن مما زاده وسامه وسحر
وجدته ينظر إليها باشتياق ووجد وعيناه تنطق بإعتذار وحب وقد علت شفتيه إبتسامه صافيه وردت بقبولها إعتذاره بإبتسامة ساحرة وزادها سحرا نظرة الخجل من عينيها وإحمرار وجنتيها
كان قلبهما يرقصا فرحا وحبا وإشتياقا
وكأن لهيب الفراق قد خلق لننعم بلذة سعادة اللقاء
كان هناك لهيبا آخر ولكنه لهيب الغيرة ينفث حقده وحسده في قلب آخر ظل يتابعهما بعينين قد ظهر فيهما شرارات المكر والخبث
لبنى موجهه حديثها لمنار بأسى: زى ماقولتى لكن صعبان عليه قوى شوفتى حالته عاملة إزاى معقول أنا السبب
وفرت من بندقيتيها لؤلؤتان تتسارعان على وجنتيها اللتان زادتا إحمرارا فمسحتهما بأناملها الرقيقة سريعا
منار باسمة: ما تخفيش ياحنينه بكره هتلاقيه لابس الحته اللي عالحبل
دخل غمر مكتبه بفرحه غامره غير مصدقا لماحدث بعد أن ظل يراقبها حتى إختفت عن ناظريه
عمرو وكان فى المكتب: مالك يامجنون
غمربفرح: فترة العقاب خلصت يخرب عقلك إنت بتعرف الحاجات دى إزاى
عمرو: هي عدت
غمر: اه وابتسمت ليا انا هموت من الفرحة
تنحنح عمرو متظاهرا بأنه يعدل من ياقة قميصه الوهمية: علشان أما أقولك حاجة بعد كده تسمع كلام الخبرة اللى زيى
عمرو: يلا بينا
غمر باستفهام: على فين
عمرو: هافرمتك
غمر: مش فاهم
عمرو: هتفهم
أمسك عمرو بهاتف المكتب
عمرو: هاني هاتلي أحدث تشكيلة لبس ستايل نزلت عندك وأغلق الهاتف
غمر مستغربا: هو في إيه
عمرو: حد يبقى عنده أحدث تشكيلة لبس شبابي وستايلست ويلبس كلاسيك زيك
غمر: مانت عارف اني ماما بتحبني البس كدا
عمرو: بس اميرتك عايزك ستايلست
غمر: تفتكر ماما هتزعل
عمرو: مفتكرش هو إنت اللى هاتلبس ولا هى وبعدين قلنا إيه أما الخبرة يتكلم التلامذة تسمع تنفذ من غير كلام وأمسكه من وجنته وكأنه طفل صغير وكاد غمر أن يفتك به ولكن عمرو كان متوقعا ذلك وفى لمح البصر كان خارج المكتب
كان يوم مرهق بالنسبه له فقد تعب من كثرة تبديل الملابس
غمر: كل ده ياعمرو
عمرو: كل يوم طقم فاهم
غمر: حاضر ماما هتصوتلى انا لسه جايب لبس من اسبوع
عمرو: تعيش وتلبس
دخل البيت بشنط كثيره
نور: ايه كل الشنط دي
غمر بتوتر وكأنه طفل ينتظر العقاب: من غير ما تزعقيلي بالله عليكي ده لبس جديد
نور: ياواد إنت مش لسه شاري الأسبوع اللي فات
غمر: أصل بصراحه عمرو قالي إني لازم أغير من لبسى لأنه يعنى دقة قديمه ومكبر سني
نور: اه وبعدين
غمر: وخلاني أجيب دول
نور: وإنت عاجبينك
غمر مستسلما: هيعجبوني لو عجبوكي
فقد كان مبهرا بتلك الملابس الجديدة وإرضاءا له حتى تخرجه من حالة الإرتباك المسيطرة عليه
نور بابتسامه: تعالى نتفرج عليهم سوا
إبتسم وردت إليه روحه وصعدا سويا للطابق الأعلى
ثاني يوم أمام المحل رأته مرتديا تشيرت أخضر غامق وبنطلون اسود وقد صفف شعره الأسود وذقنه حليقة معلنه عن طبعة الحسن الساحرة فبدا عليه وكأنه أصغر من سنه بأعوام كثيرة وتبادلا الإبتسامات ولكنها هذه المرة كانت محملة برسائل شوق وحب
منار: قولتلك ايه
لبنى بسعادة غامرة رفعت لها علامة الإعجاب بإبهامها
ومر شهر آخر دون أن ينطق أحد منهما ببنت شفه للأخر وكلا منهما يناجى الآخر بالنظرات والإبتسامات
وفى يوم لم تجده فى مكانه منتظرها كعادته فحزنت وتساءلت فى سرها ياترى هو فين وإيه اللى حصل أنا قلقانة عليه قوى وهو إيه اللى بيحصلى دا وأحست بإختناق العبرات فى عينيها
فهى لاتقدرعلى البوح بها ولاتقدر أن تمنعها
قبل قليل
نجلاء إلحقونى
كان سبب غيابه تلقيه اتصالا من أمه نجلاء تصرخ وتتطلب الاستغاثة بسب...
كانت تجلس نجلاء على الأريكة وفي حضنها مدللها الأول
نجلاء بنبرة حانيه: ايه ياقلبي مبقتش اشوفك زي الاول
محمد: معلش ياماما بس المحل كان محتاج شغل مني الايام اللي فاتت فقبلت راسه بحنان
نجلاء: ربنا يطول في عمرك ياسندى
دخل عبدالله وراه ياسين
عبدالله بمرح: الله الله ياست ماما الحب كله لمحمد وإحنا فين
نجلاء وهي تفتح ذراعها عن آخره وتاخذه في حضنها
نجلاء: كلكم ولادي وكلكم ليكم نفس المعزه
ياسين بحده: لو كنتي بتعاملينا كلنا معاملة واحده أكيد غمر ماكنش سابنا ومشى لكن إنتي بتفرقي في معاملتك لينا والا كان زمان غمر وسطينا
فترقرت الدموع بعينها فنظرمحمد لها وقام بغضب وعنف أخاه الأصغر فكان محمد شديد في غضبه
محمد بغضب وهو يقبض على ذراع ياسين بقوة: ده إسلوب تتكلم بيه مع أمك
محمد بغضب وهو يدفعه إلى الغرفة ويغلقها عليهما بقوة: انا هأدبك علشان تعرف تتكلم إزاي مع أمك
نجلاء وقد علا صراخها: إلحق أخوك ياعبد الله محمد هيموته
نجلاء بنحيب وهى تدق على باب الغرفة: خلاص يامحمد علشان خاطرى سيبه
ومع أصوات الخبط والضرب داخل الغرفة وصوت صرخات نجلاء ورجاء عبدالله
وما إن وصل غمر البنايه سمع أصوات الإستغاثة من أمه فدخل مسرعا الشقة فوجد محمد يفتح باب الغرف ويخرج غاضبا ومنهكا من ضربه لأخيه وأمه التى إتصلت به تستنجد به تدخل مسرعة مع عبد الله للغرفة ليجدوا ياسين ملقى على الأرض وقد غطى الدماء وجهه وحاجبه به جرح عميق وإمتلأ وجهه بكدمات من أثر الصفعات
فحمله غمر وعبد الله ووضعاه فى سريره وأخذته نجلاء في حضنها وهى تبكى وتنتحب
نجلاء باكية: ياحبيبي ياإبني كدا يامحمد تعمل في أخوك كدا

محمد بغضب موجه كلامه لأشقائه الثلاثة: أنا مقبلش إن حد يمس فيكم شعره أه لكن اللى هيقل أدبه على أمنا هأدبه ومش هيهمني فيكم لا صغير ولا كبير وخرج وقد إعتراه الغضب
أخذ غمر يمسح الدماء عن وجه أخيه وأسرع عبدالله ليحضر ثلجا لعمل كمادات لوجه ياسين وأمهم مازالت تبكى بحرقة على ماحدث لإبنها الصغير
عبدالله بهدوء وهو يضع الفوطة المبلله بالماء البارد على وجهه: كان لازم تنطق قدامه بالأسلوب ده
غمر بحزن: هو إيه اللي حصل
نجلاء وقد تطاير من عينيها شرارات الغضب تجاه غمر: كله منك كله منك ربنا يخدك ويخلصني منك
عبدالله وقد ترك ما بيده مستنكرا هذا الأسلوب: في إيه ياماما هو غمر عمل حاجه
نجلاء وهى تواجه غمر وتشيح بيدها فى إتجاهه: عايشلي في دور المظلوم المسكين ربنا يخدك ياغمر ياإبن بطني قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين
نظر غمر بأسى وحزن لأخويه وخرج مسرعا من المنزل وقد إمتلأت عينيه بدموع ساخنه تكاد تحرق عينيه من شدة ما أحسه من ظلم وقهر من أقرب الناس إليه وركب سيارته وإنطلق يقودها بجنون
دخل غمر إلى البيت في العاشرة مساءا فهو لم يعود للمحل وأغلق هاتفه
كانت ملابسه فى حالة يرثى لها وبها بعض الخدشات وكانت متسخة للغاية
نور بضيق: كنت فين ياولد من ساعة مانزلت الصبح معرفش عنك حاجه ومن إمتى بتقفل تليفونك ومتروحش المحل
غمر بحزن: كنت بحاول أروح لبابا
نور بحزن: إنت كنت عايز تروح المقابر ومعرفتش
غمر بحزن: أه
نور بخوف: ومعرفتش تروح ليه
نظر غمر إلى الأرض
نور بصوت مخنوق: في إيه
غمر بحزن: كنت سايق بسرعة أوي وعملت حادثه
نور بغضب ولهفة عليه: إنت إتجننت ياغمر مش قولتلك ماتسوقش بسرعة
ليه كده ياإبني إنت عايز تحرق قلبى عليك كمان مش كفاية اللى أنا فيه
إنسابت دموعه على وجهه بدون بكاء فحن قلب نور عليه فأخذته لغرفته وضمته إلى حضنها ونامت بجانبه ونام وقد أغرقت عبراته وجهه الملئ بالأسى والحزن فى حضن جدته الحانى حتى أشرق نورالصباح

 

نهضت من نومها عابسه فهي لم تراه البارحه وهى التى قد تعودت على رؤية وجهه يوميا
لبنى بخجل تحدث نفسها: هو انا ليه زعلت لما ملقتهوش إمبارح
صمتت قليلا هو أنا حبيته بجد ولا إيه إمبارح كنت حاسه إنى نفسى مسدودة عن كل شئ ماكنتش أعرف إن نظرته ليا هى اللي بتخليني في كامل حيويتي ونشاطي وتفتح نفسى لكل شئ
واحشني أوي

أمرت الخادمه بتحضير الفطور ووضعته على سريره فى غرفته وجلست بجانبه
نور محاولة أن تبتسم: هادلعك أهو وأكلك في السرير
لم يبتسم
غمر بجمود: شكرا بس ماليش نفس
نور بحزن: ليه يا عمري انت مكلتش من إمبارح
غمر بحزن: معلش
نور بحزن: طيب فهمني إيه اللي مزعلك أوي كدا
غمر بحزن: مافيش

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة