رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السابع والثلاثون
حلم صوتها تاه بذهول: ده ظلم
مالك ببرود: و رد الظلم حق
حلم زعقت: مش من حقك
مالك بجمود: اعتبريه حق ربنا، قصاص يعنى
مالك بصّلها بجفا و فتح الباب و قبل ما يخرج ملامحه اتحولت لغرور عنيف: عادة ف المواقف الى زى دى الواحد بيبقى محتاج حاجه غير انه يسمع و الكلام و بتاع .. البنى ادم بيبقى حاسس بكتمه كده و عايز ينفجر .. بيبقى محتاج يصرخ، ينفجر، يصوّت حتى،، اسالينى انا،،اصرخى لو عايزه..
حلم بتهز راسها بعنف هزات ورا بعضها و مالك بصّلها بقرف..
قبل ما يخرج وقفت بتعب و شدت طرحتها حدفتها عليها و اندفعت عليه بغضب: انا عايزه امشى من هنا
مالك هز راسه بجمود: مش بمزاجك
حلم صوتها إترعش من العياط اللى هاجمها: انت مش عملت اللى عايزُه ؟ اخدت حقك ! قفلت سكتى ! و بطريقتك ! عايز ايه منى بقا ! إبعد عنى بقا ربنا يكفينى شرك
مالك اخد نَفس عنيف و هيرد و هى كملت: و حتى خيرك مش عايزاه..
مالك بغضب: قولتلك مش بمزاجك ! مبقاش حاجه لمزاجك يا صاحبة المزاج، بمزاجى انا المرادى
حلم مسكته بضعف: و امتى هيجيلك مزاجك ؟
مالك زقها بجمود: ساعتها هبقى اقولك
خرج و سابها و هى من غير ما تحس عيطت و عيطت و عيطت لحد ما عياطها بقا بصوت قلب بصريخ و اتحول لصويت !
قامت دخلت الحمام بتعب .. قلعت هدومها و وقفت تحت المايه .. عندها إيحاء إنها ف كابوس هتقوم منه .. هتقوم تباقى مالك ف حضنها و مفيش حادثه من اساسه .. او حتى هتقوم تلاقى مالك راجع بعد الحادثه و بعيد عنها او حتى مطلقها .. هتلاقى اى حاجه و اى وضع الا اللى هى فيه ده .. اى حاجه تهون قدام صرخة وجع من قلبها دلوقت .. لالا من جسمها ! جسمها كله بيستجار وجع !
بصت لجسمها بحذر و شافته كدمات زرقا زى المعقوده بدم .. شافت خطوط على جسمها مزرقه زى الضرب .. شافت جسمها وارم .. نزلت تحت المايه و فتحت الكل الحنفيات و الدش و حتى الحنفيات البعيده عنها .. بتتمنى لو ف لحظه مريبه زى اللحظات اللى سبق و عدت عليها تختفى كل الاثار دى و ميبقالهاش اثر ف دقايق و تعرف إنه كان بيتهيألها ! بس للاسف لا إختفت و لا متهيألها ! جسمها من تحت بينزف بشكل مريب و موجوع !
مالك خرج نزل بعربيته و مشى .. مراد بعد ما حلم كلمته و سابت موبايلها جمبها سمع كل كلامهم .. اه مفهمش تفاصيل لكن الكلام وتر اعصابه ..
استنى ماسك موبايله مصتنت للصوت حتى بعد ما مالك خرج و سمع صريخها ! فضل لحد ما الاصوات حوالين الموبايل اختفت و قفل و رن على مالك ..
مالك طنش كتير و الاخر قفل موبايله ..
مراد بص لمازن بخوف: هتلاقيه يا ف الشغل يا ف المستشفى راح لاخوه، اتصرف و هاته
مازن: هروحله المستشفى اكيد راح لاخوه
مراد: لالا هتلاقيه راح الزفت، عشان القضيه، اكيد عايز يسمع و يعرف اكتر
مازن هز راسه و مشى و راحله مكتبه و فعلا لقاه ..
قبل ما يتكلم مالك نفخ ..
مازن حاول يقول اى حاجه: تعالى نتطمن على فهد الاول
مالك قلق: فى حاجه ؟
مازن: لاء، بس انت من امبارح هنا و اكيد هيستغيبك
اخده و راح ع المستشفى و مالك وقف ف الطرقه بتعب ..
مازن فهم إنه مش عايز يدخل لاخوه كده ف طلع سيجارتين و ولع واحده و إدهالها و اخد التانيه و وقفوا ف بلكونه ف الطرقه ..
مازن سكت كتير: انت إتكلمت معاها يا مالك ؟
مالك بغضب: اتكلم معاها ف ايه ؟ هاا ؟
مازن: ع الاقل سمعت اللى عندها ؟ شوفت اسبابها ؟
مالك زعق: ايه اللى عندها ؟ اسباب ايه اللى ممكن تخلى واحده تبيع حبيبها و بالرخيص كده ؟ حتى لو محبتنيش ! حتى لو كنت لعبه بالنسبالها او مهمه بتقضيها، بس بعد كده ايه ؟
مازن وقف و راح عليه بعد ما مالك وقف و هو بيزعق ..
مالك صوت ضِعف رغم القوه اللى فيه: حتى لو كنت ف الاول مهمه بتعملها لابوها، بعد كده محبتنيش ؟ محستش بيا ؟ مصعبتش عليها ؟ بلاش كل ده ! طيبتى و حبى ليها و خوفى عليها مهزوش فيها شعره ! اخلاصى لها مشفعليش عندها ؟ ده انا كنت بموت فيها و عليها ! ده انا اديتها اللى اكبر من الفلوس و الجواز و الحب نفسه ! إديتها طاقتى ! إديتها كل طاقتى ف وقت مكنش عندى فيه طاقه ! ليه محبتنيش !
ده انا كان ممكن اسامحها لو كانت اه عملت كل ده بس مع الوقت حبتنى ! حتى لو كملت مهمتها ! لكن دى محبتنيش يا مازن ! محبتنيش ! كنت بسأل نفسى ليه مصعبتش عليها بس دلوقت عرفت ! دلوقت بس فهمت ! كان ممكن اغفرلها كل حاجه مقابل تكون حبتنى لكن دى لاخر لحظه كانت بتلعب بيا ! ده .. ده مضت على التمن يوم موتى ! يوم ما خلصت مهمتها ! قبضت التمن !
مازن معرفش ينطق و صوت مراد اللى رد من وراه: و ايش عرّفك انها خلثت مهمتها او انها كانت مهمتها اصلا ! هاا عرفت منين و لا إتآكدت منين ؟
مالك لف وشه له بذهول: انت بتدافع عنها ؟
مراد بجمود: لاء بسألك .. انا لا بدفع و لا بحط اعذار و لا بقدم اسباب، انا مجرد بسألك مباشر .. عرفت منين ؟ إتأكدت بنفسك و لا مجرد سمعت كلمتين و جريت زى المجنون ف لحظة صدمه عملت اللى ف يوم لومتها عليه ؟
مالك إتنفض بحده لمجرد إنه عمل حاجه ف يوم إستنكرها ف زعق: امال قبضت التمن يوم حادثتى ليه ؟ هاا ؟ اخدت املاكها و ورثها و فلوسها و فوق ارصدتها ارصده ليه ؟ تقدر تقولى واحد زى عمها كلب فلوس باعهالى ف يوم بالفلوس هيديها كل ده ليه ؟ هيتنازل بسهوله ؟ بدون تمن و لا مقابل ؟ و حتى لو ! ف ليه يوم حادثتى ! يوم ما قتلتنى ! كانت فايقه قوى يومها تحسب و تتحاسب ف اللى لها و اللى عليها ؟ اييه ده لو معاشره كلب و سمته بإيديها مش طفش كان هيصعب عليها موته ! ليه الا اذا كانت عارفه و مرتبه لخطوه زى دى كويس !
مراد: و ليه ميكونش ده تصفية حسابات بينهم ؟
مالك وقف بالكللم بتهتهه: بينهم مين ؟
مراد: بينها مثلا هى و عمها ! شاف إبنه هيشيل قضية البنوك لوحده و بدل ما يطلّعها من المولد بلا حمص لقى نفسه بيطلعها من القضيه ف رجعلها كل حاجه عشان يغرسها !
مالك تهتهه بالكلام: امضتها ع الورق بعد ما خرجوا من القضيه ! يعنى حتى لو هو اللى وصل للتنازلات اللى عندى بإمضتها و اخفاها اعتمادا على انها المستند الوحيد اللى هيخرجها من القضيه ف بعد ما القضيه اتحلت ليه مفضلش كل حاجه له ؟
مراد: و ليه منقولش ان لو ده صح يبقى تصفية الحسابات كانت بين أبوها و عمها مثلا ؟ يعنى ابوها اللى مقبلش على بنته يتاخد حقها و رجعه و يمكن هو نفسها اللى زق صفوت بعت اللى نصب على ابن عمها و بكده اخد حقه و حق بنته من اخوه بصياعه و اما اتفقوا رجعهولها بشكل رسمى و ورق
مالك تهتهه لمجرد إنه مش قابل اى احتمال او سكه لبرائتها او حتى الدفاع عنها بعد عنف مواجهتهم: حتى لو كلامك صح ف ده معناه إنها بردوا كانت عارفه ! بدليل مضت على الورق ! ده معناه بردوا إنى مهزتش فيها شعره !
مراد إفتكر زيارة عمها الوحيده لها ف المستشفى يومها و إنه قلق بس إتجاهل قلقه ده اما شاف أمها و اعتبرها زياره عائليه ..
مالك إنتبه لسكوته و بصّله بملامح مترجيه و مش عارف يترجاه يقول اى حاجه او يسكت !
مراد: عمها جه زارها بعد حادثتك ف المستشفى، كانت تعبانه و عرفت انها حامل يومها، و جولها، حتى امها كانت معاه و انا سيبتهم، بس عرفت بعدها انهم عايزنها تسقط و هى رفضت ف سابوها، محدش حتى جالها لحد ما خرجت، و هى اما خرجت مراحتش عليهم، يبقى فين الاتفاقات اللى بينهم ؟ فين الود اللى بعد اتفاقاتهم اللى انت جاى تتكلم عنها دى ؟ المفروض دى واحده عاملالهم اللى هما عايزينه و قاتله واحد كان ف يوم جوزها و شايله ف بطنها حته منه و عن تعمد و سابق ترتيب، يبقى هيقفوا لبعض ليه ؟
مالك مقتنعش و لا عايز يقتنع ! ماهو مينفعش يقتنع بعد اللى حصل ! بعد عقابها !
مراد بصلها كتير: انت عملت فيها ايه ؟ حصل ايه بالظبط ؟
مالك هرب بعينيه اللى دمعت بعيد، بعيد اوى: مفيش حاجه
مراد بحده: اتمنى فعلا ميكونش فى حاجه و الا هتزعل
مالك اتنفس بالعافيه: ياريت كان حصل ! ياريت ! لاول مره اتمنى اكون وحش ! ع الاقل كنت هثبت لنفسى اللى بحاول اقنع نفسى بيه من يوم ما رجعت و معرفتش اقتنع و هو ان الصدمه فعلا ممكن تأذى !
مراد بضّله كتير و إبتسم ..
مالك انتبه و هرب بوشه بعيد بعد ما استوعب كلامه ..
مراد اتنفس بصوت عالى: احمد ربنا ان الموضوع إتلم و القضيه إتقفلت
مالك اتنفس بالعافيه: انا هروح اتطمن على فهد و بعدها هروح اب..
مراد بأمر: هتروح تطمن على فهد اه، بس بعدها مش هتروح ف حته، هتفضل جنبه لحد ما يخرج، حتى الشغل مش هتروحه، بعدها هتتفضل ع البيت، عندى
مالك لسه هينطق مراد سبقه بلهجه ناشفه: ع البيت عندى،و من غير نقاش، لحد ما الامور تهدى و انت بنفسك تهدى و القضيه تخلص و تشوفها بنفسك خلصت على ايه، ساعتها انا متأكد كويس اوى هتخرج من عندى على فين
مالك دوّر وشه بتريقه ..
مراد بأسف: بس اتمنى تكون سيبت لنفسك فرصه، متضطرش لخلق فرص و اعذار
مالك غمض عينيه قوى و مراد سابه و بعد ما إتحرك لف وشه له: على فكره هى كانت قايلالى على كل حاجه من الاول
مالك بذهول: ان زفت أبوها ؟ و انت ليه مقولتليش ؟ و من الاول امتى ؟ من اول حكايتى ؟ و...
مراد إتكلم وسط كلام مالك اجبره يفصل: لا مقالتليش إنه ابوها و لا مقالتليش من اول حكايتك ! قالتلى من يوم حادثتك، يوم ما فاقت من صدمتها على جثتك غرقانه ف دمها، يوم ما كانت بتجرى ف المستشفى تخبط على حيطانها بجنون بشكل ميقولش ابدا ان دى القاتل اللى يقتل القتيل و يمشى ف جنازته! ساعتها قعدت و حكتلى عن أبوها و حكايته
مالك بفضول: حكايته ؟
مراد هز راسه: اه حكايته، حكايته اللى لحد وقت قريب مكنتش تعرفها و عرفتها بمنتهى الاهانه و الصدمه
مالك إفتكر كلامها ف التحقيق و بص لمراد بحذر..
مراد: أبوها كان ظابط ف الداخليه و ف مداهمه اتصاب ف وشه و اتعمله جروح كتير و برغم حساسية الجراحه إلا انها سابت اثر ف وشه ساعتها، كان لسه لا الطب إتقدم و لا الجراحه اتطورت كده، ساعتها صدر قرار ف شغله بتحويله للشئون الاداريه و منعه من اى اشغال عسكريه او مدنيه بحجة تمييز وشه ! حاول مره و كتير مع شغله بس معرفش و قرار فصله كان خرج .. اتخلوا عنه ف شغله او هو زيك شافهم كده .. اخوه كمان كان اتخرج و اشتغل و سابه مع نفسه، حتى قال انه بيحمد ربنا ان اللى حصله ده حصل بعد تخرجه و شغله عشان ميأثرش عليه ..
بعدها بسنتين ابوها إتمسك ف قضية اختلاس و غسسل اموال .. كان بياخد رشاوى و عمولات من رجال اعمال و سماسره و يسلكلهم اراضى الدوله و ياخد نسبه .. اتفصل من شغله و اتفتح تحقيق معاه و قبل ما يتثبت او يتنفى التهمه هرب و ساب البلد و من وقتها إختفى .. بعدها بشهور اتعلن خبر قتله و هو بيهرب برا البلد على باخره للهجره و كان اوراقه مع الناس اللى عليها ! و من يومها و هو بالنسبه للقانون ميت .. و بعدها بكذا شهر تقرييا مراته و اخوه إتجوزوا و ده اثبت موته للكل
مالك كان بيسمعه بذهول و بيتخيل شكل حلم و هى بتسمع كل ده: حلم اللى حكتلك ؟
مراد: لاء، هى قالتلى انها عرفت انه اتقتل و ساب شغله بقضيه مش بموته و انا دورت و عرفت تفاصيل الحكايه
و عرفت إنه اخو ثروت و مع ذلك دورنا وراه بس مش سايب اثر لحاجه وراه تورطه و لا لوجود اخوه رغم إنه وقت قضية اخوه اخلى مسئوليه و سابه يغرق لوحده ! و اما انت جيت و بالتسجيل اثبتت انه هامر يبقى اخوه ساعتها إتأكدت انه ابوها اللى حكتلى عنه.
مالك غمض عينيه بإنهزام .. شاف حلم و وقفتها قصد فهد و دفاعها عنه و مهاجمتها لفهد مره ورا مره بسبب اتهامه له .. فهم وقفتها جنبه انها محبتهوش .. كان بيفكرها بس بابوها .. خلافه مع فهد و وقفتها لفهد كان عند بس عشان عمها و تخليه عن أبوها !
من غير كلام مشى و ساب مراد ..
مراد شاور لمازن بتعاطف: حاول متسيبهوش لوحده .. خليك حواليه يا مازن .. مالك مش مصدوم قد ماهو تايه و عمال يخبّط .. مينفعش يبقى لوحده ف حالته دى و انا لو فاضى كنت عملت اكتر من كده بكتير لكن انت شايف و
مازن قاطعه: متقلقش مش هسيبه .. المهم و حلم ؟
مراد بقلق: مالها ؟ هو عمل ايه بالظبط ؟
مازن: معرفش ! ملحقتهوش و هو خارج بيها بس اللى شافهم يونس و قال انها كانت مبهدله و وشها مزرق و ف حاله وحشه
مراد سكت كتير بقلق: انا هعرف، بس هى حاليا فين ؟
مازن: بردوا معرفش ! اكيد مش هترجع لأهلها و لا امها
مراد: ف بيته !
مازن بذهول: نعم ؟
مراد: هتلاقيها ف بيته ! المهم حاليا شدد على حراسة المستشفى و كمان حطله حراسه علي البيت لحلم و انا الامور تهدى شويه و هبعتلها همسه او ليليان يتطمنوا عليها..
مالك طلع لفهد و اول ما وصل للطرقه كانت روفيدا بتقفل الباب ف راحت عليه بقلق ..
مالك بتعب: معلش تعبتك معايا
روفيدا إبتسمت بقلق: حلم فين ؟
مالك وشه إتحول لغضب و ملامحه بقت حاده ..
روفيدا إتحرجت بس القلق زاد: مش قصدى و الله بس انا قلقت اما كلمتنى امبارح و كده و قولت إنها اكيد معاك او وراكم مشوار بس إستغيبتها دلوقت انها مش معاك
مالك: معلش انا عارف إنى ضغطتك بالولاد امبارح و الظروف متسمحش .. بس
روفيدا ردت بسرعه: لالا خالص و الله .. بالعكس .. ده يمكن مالك إبنى مهديش شويه إلا اما جوم .. تقريبا اتونسوا ببعض .. انا بس بتطمن منك لانى بصراحه قلقت عليك من شكلك امبارح..
مالك كتم انفاسه و مش عارف ينطق او مش قادر ف اختصر: هى بس كانوا محتاجينها ف القضيه عشان ياخدوا اقوالها عشان عمها اتقبض عليه .. كلمتك امبارح اما راحت و انا كنت معاها ف مكنش فى حد يستنى مع الولاد .. معلش الظروف جات كده
روفيدا بسرعه: لالا و الله مفيش حاجه و بعدين الظروف دى ع الكل .. اديك شوفت اهو ظروفنا بتتقلب من ساعه لساعه مش يوم و كلما سوا ان مكناش هنقف جنب بعض دلوقت يا مالك و ف ظروف زى دى هنقف جنب بعض امتى ؟
مالك حط إيده على وشه حرّكها جامد و هى حاولت تبتسم: و كويس انك كنت جنبها .. زى ما بردوا فضلت جنب فهد مسيبتهوش .. انا مبسوطه اوى يا مالك بيك .. فعلا زى ما بيقولوا الملك ملك .. متخيلتش عن فهد و انا مش مستغربه على فكره .. هى دى اخلاقك المعروفه ..
مالك إتنفس بالعافيه و بصّلها كتير: ينفع اطلب منك طلب اخير ؟
روفيدا إبتسمت: اكيد
مالك نفخ بضيق: هبعت معاكى السواق بالولاد توصليهم لها
مالك كان هيقولها اوصلك بالولاد تطلعيهم لحلم بس للحظه إتراجع ..
روفيدا إبتسمت: اكيد
مالك اخد نَفس جامد بتهرّب: انا بس عشان هفضل مع فهد .. مشوفتهوش من امبارح و مش هينفع نسيبه احنا الاتنين .. عايز اتطمن عليه
روفيدا اخدت حلم و ياسين و السواق فعلا وصلها للبيت ..
طلعت و قبل ما ترن الجرس سمعت صوت نهجان و شهيق مش معروف عياط و لا صريخ مكتوم ..
رنت الجرس بسرعه و اما الباب متفتحش طلّعت المفتاح و فتحت و دخلت ..
روفيدا بصت حواليها بذهول و إتذهلت اكتر بمجرد ما عينيها وقعت على حلم !
شافتها جايبه علبة الدوا و بتاخد منها بشكل مخيف !
روفيدا حطت الولاد ع الكنبه و قربت بفزع منها مسكت الدوا من إيدها: ايه ده يا حلم !
حلم اخدته بهيستريا منها و فضلت تفضى قرص ورا قرص و تاخده: سيبينى
روفيدا شدته جامد منها و حلم بتشده منها بضعف و عياط لحد ما روفيدا حدفته جامد بعيد و زعقت: لا مش هسيبك ! اسيلك تموتى نفسك ؟ انتى اتجننتى ؟
حلم كانت رايحه ع الدوا بس روفيدا شدتها و مسكتها بإيديها الاتنين من كتفها واجهتها بيها: حرام عليكى نفسك ! هتموتى نفسك كده
حلم بصوت متعب: مانا موتت خلاص ! موتت و الله ! موتنى يا روفيدا ! موتنى !
روفيدا مفهمتش بس بتحاول تهديها: انتى بتعملى ف نفسك كده ليه ! و عشان مين ؟ عشان واحد مش عايزك ؟ ما انشالله ما عازك ! سيبيه و شوفى حياتك ! الحياه مبتقفش على حد ! متقفش و تستنى حد اما يخرج من حزنه او يرجّع اللى خسره ! يا شيخه ملعون ابو الحب اللى يذل كده !
حلم تبتت ف دراعاتها بإيديها الاتنين: انا .. انا مش عايزاه .. مش عايزاه .. بس هو اللى يسيبنى .. هو اللى يسيبنى يا روفيدا .. مش عايزاه .. بعد اللى حصل خلاص..
روفيدا بقلق: هو عمل ايه بالظبط ؟ وصلك للحاله دى ازاى ؟
حلم نزلت ع الارض بتعب و روفيدا نزلت جنبها و بتلقائيه اخدتها ف حضنها و عيطت ..
روفيدا بقلق: انا بردوا شكيت امبارح ان فى حاجه مش مظبوطه ! مالك عدّى عليا قالى اروح اخد الولاد ! حتى مجابهومش هما و كان شكله مبهدل و زى التايه و بيتشنج بشكل مجنون !
حلم إنتبهت لها و للحظه افتكرت اما مالك قالها اخد منوم و نام ف المستشفى للصبح ! حتى مراد قالها نفس الكلام ! شافها امتى او راحلها امتى ! قبل ما يروح لمراد و لا معقوله ... !
انتبهت من تفكيرها لولادها ف إبتسمت اوى و راحت عليهم بلهفه اخدتهم ف حضنها و ضمتهم اوى ! اوى اووى ! لاول مره تحس ان هما الباقيين ! مش هينفع تسيبهم تانى لسراب !
اسبوعين عدوا بمنتهى البطئ على الكل ..
مالك ف المستشفى مع فهد اللى حالته بتتحسن شويه بشويه ! مش بيسيبه و بردوا مش معاه !
مبيتكلموش و مقابلاتهم برعاية الصمت و كل ما تتقابل عيونهم بتهرب !
مالك مخنوق من نفسه و كل حاجه حواليه ! محتاج يصرخ بس حتى دى مش مسموحاله ! و لا حتى عارف يبقى لوحده !
فهد حس بخنقته و فسرها بإحساسه اللى دايما غلط .. انه مخنوق من وجوده معاه او مجبر مثلا !
مالك دخل عليه بخنقه: رايح فين انت دلوقت ؟
فهد بضعف: خارج
مالك بضيق: خارج رايح فين ! الدكتور قال
فهد إتعصب: قال ايه ؟ ها قال ايه الدكتور ؟ الدكتور مقالش حاجه و لا بيقول حاجه و لا انت بتخليه يجى اصلا ! مش فاضيلى يا مالك ! انت مش بتقابله حتى و هو مبيجيش !
مالك كان متعمد إنه ميقابلش الدكتور قدام فهد لحد ما ياخد اول جرعه من العلاج على مدار شهر و يشوفوا التحاليل هتثبت ان فيه استجابه و لا لاء ..
فهد دوّر وشه بعتاب و مالك قصد يبصّله و يقابل وشه بعتاب: بردوا ؟ تانى يا فهد ؟
روفيدا كانت بتلبس مالك الصغير اما شافته مصمم يخرج و متابعه حوارهم ف ضحكت ضحكه خفيفه: فقرى صح ؟
مالك ضحك بالعافيه و فهد شاف ضحكته ف رزع القميص من إيده و دخل الحمام يكمل لبس كإنه بيهرب: لا تانى و لا تالت انا سايبكم
لبس و خرج و عشان مالك كان محتاج يبقى لوحده او محتاج طاقه للمناهده مش عنده ف سابه يعمل اللى عايزُه ..
مارد ف البيت حالته بتسوء يوم عن يوم .. دخل ف حاله من الصمت المتناهى.. وحده غريبه برغم كل اللى حواليه.. مبيخرجش من اوضته و لا بيسمح لحد يدخله !
غرام طول الوقت قدام اوضته ! حتى النوم بتنام مكانها !
مراد اما شافها ف حالتها دى اللى نوعا ما مطمنه قلبه نقلها كنبه مكانها و شبه قفل المكان بباب جرار عليهم !
لحد ما مارد خرج و اول ما شافها إختنق ! اتعود كل ازمه بينسحب لوحده ! حاسس إنه محاصر !
غرام مسكت دراعه بلهفه: مراد .. مراد لازم نتكلم
مارد سحب دراعه منها بخنقه: عايز ابقى لوحدى .. ممكن
غرام دموعها نزلت: هو انا مليش لازمه ف حياتك كده ! ع الهامش ! كل ازمه تنسحب و تسيبنى كده ! حب ايه بقا اللى بتتكلم عنه و انا عندك ارخص من السيجاره اللى ف إيدك اللى لو سيبتها من إيدك اى وقت بتجرى عليها ف الازمات ؟
مارد إتخنق و سابها و نازل و هى شدته بمحايله: عايزه اتكلم معاك شويه ! عايزه اقولك حاجه و الله ! تخص موضوع الحمل ! انا نويت انى
مارد زعق لمجرد فتحت السيره و زقها بعيد: بس بقا ! بس بقا انتى مبتزهقيش ! مبتحسيش !
غرام هتتكلم كانوا وصلوا للباب فقفله عليها جوه و مشى ! راح ع الاستراحه و قفل على لنفسه..
مالك بعد ما فهد خرج حس إنه بيفوق .. بياخد هدنه .. إبتدى يدور ف القضيه و ورا اللى حصل !
راح ع البنك بتصريح رسمى اخد الورق بتاع حلم و راح على ايوب صاحب مارد اللى بيخلصلهم اى اوراق تخص شغلهم ..
ايوب: يعنى عايز تحوّل الاوراق دى للمعمل الجنائى ؟
مالك: اه .. بس محتاج تفاصيل التفاصيل .. مهما كانت صغيره او ملهاش لازمه .. عن الوقت .. عن الحاله الجنائيه للإمضا و صاحبها ! اى حاجه و كل حاجه تخص الورق ده!
ايوب: دى بسيطه .. المهم هو ده
مالك سبقه: دى حاجه تخصنى انا و بس .. يعنى مش رسميه و اى نتايج تخصنى انا و عشان كده رجعتلك انت يا ايوب و فضّلت تبقى بينا و ياريت تفضل كده بينا
ايوب إبتسم: تمام يا ملك .. يومين و تعالى
مالك سكت شويه بتوتر و ايوب لاحظه: محتاج ايه تانى ! انا وعدتك دى حاجه هتفضل بينا
مالك هز راسه: عايزك ف خدمه تانيه و بردوا بينا
ايوب هز راسه و إستنى يسمعه و مالك شاورله يجى معاه و مشيوا ..
مالك مكنش دخل بيته نهائى من يوم اللى حصل .. كان بيحاول يهرب بفهد بس خلاص حجته هى اللى هربت منه .. مش عارف بيهرب من نفسه و لا من المواجهه للى حصل بس اياً كان ف خلاص مش هينفع يفضل مكانه كده زى اللى رجله متربطه ! لازم يتحرك او ياخد خطوه !
اخد ايوب و راح على بيته و وقف بالعربيه ع الباب .. كإنه دخل مكان معبق دخان مش عارف يتنفس !
انتيه على ايوب جنبه كإنه مش عارف ايه اللى جابه !
مالك بصّله للحظات لحد ما إستوعب او قدر يجمّع ايه اللى جابهم هنا و اخد نَفس طويل و نزل ..
طلعوا شقته و مالك لاول مره يطلّع مفتاحه و يفتح و يدخل ع طول ! مش عارف عشان مش متوقع يرجع يلاقيها ! عشان المكان حاسس إنه مبقاش بتاعه و لا عشان هى اللى مبقاش لها مكان اصلا !
حلم ف شقتها مش بتخرج نهائى .. اعتزلت الدنيا بحالها حتى نفسها .. بقت مستغربه نفسها ! عيالها ! بيتها ! لا دى حياتها و لا دى هى !
بمجرد ما فتح و دخل شافها ع الارض لآول مره يحس بوجع غريب من نوعه ! برغم كل الوجع اللى إتوجعه بس لاول مره يحس بالوجع ده ! لا عارفُه جاى منين و لا على مين فيهم !
حلم كانوا ولادها ف حضنها و بمجرد ما الباب إتفتح إنكمشت على نفسها و ضمتهم اوى ..
الاتنين بصوا لبعض ف نظره طويله ملغبطه تاهت فيها العيون كإنها اختلطت مش معروف مين فيها الظالم و مين مظلوم !
ايوب كان هيدخل مالك بسرعه حط إيده ع الباب قبل ما يخطيه او حتى يشوف الوضع ف رجع لورا بإحراج ..
مالك قدّم خطوات و وقف بجمود: ادخلى البسى و حطى حاجه على راسك
حلم بصتله بذهول و إتصدمت من الكائن اللى المفروض من ايام بس كشف سترها كده و دلوقت مش قابل حتى حد يلمح شعرها !
مالك بصوت عالى: يلااا
حلم قامت مهزوزه لبست اسدال و حدفت طرحته بعشوائيه على رقبتها براسها ..
خرجت و مالك بصّلها و عدل طرحتها على راسها حبكها جامد و دارى شعرها و دخّله و قفل الاسدال و شاورلها تقعد ..
كانت متابعاه بذهول و هو شاور لايوب دخل..
ايوب دخل بإحراج و حلم بصتله بقلق و نقلت عينيها لمالك بترقب ! و بتلقائيه راحت على ولادها ضمتهم اوى !
مالك بصّلها و بص لايوب و هرب بعينيه بعيد و هو بيتكلم: خد منهم عينة دم يا ايوب
ايوب بصّله بإستفهام و مالك اتكلم بختقه: التلاته
ايوب بيقرب و حلم ضمت ولادها اوى: انت هتعمل ايه بالظبط ؟ عايز ايه !
مالك مردش و شاور لأيوب ينفذ ..
حلم زعقت: انت عايز ايه انطق ! انا مش هسمحلك تقرب مننا تانى ! مش هسمحلك تعمل حاجه !
مالك بحده: و انا قولتلك مش بمزاجك
حلم صوتها إتهز بضعف رغم زعيقها: هتعمل ايه تانى اكتر من كل اللى عملته !
مالك حاول يزبف البرود على وشه: تحليل DNA
حلم بصدمه كلبشت ف ولادها جامد اللى بمنتهى التلقائيه صرخوا ..
مالك جسمه إتهز على صرختهم و للحظه قلبه اتهز بس خلاص كان الكلمه طلعت او القرار هو اللى طلع من عقله .. شاور لايوب و هو قرب من حلم اخد عينة دم منها و من حلم و ياسين و هيتحرك يخرج مالك شاورله يقف و من غير ما ينطق رفع كم قميصه لحد فوق !
ايوب فهم و قرب اخد منه هو كمان عينة دم و خرج بهدوء و سابهم ..
الاتنين إتقابلوا ف نظره شبه نظرة واحد مرفوع على راسه مسدس و مش عارف حزن و لا وداع !
مالك مشى .. حالة قلق مسكته زى المرض ! مش عارف يتمنى حاجه و لا عارف حتى يدعى بحاجه ! لأول مره ميعرفش هو عايز ايه !
مراد كلّمه و مع إصراره راحله ..
مراد بغضب: هااا ؟
مالك هرب بوشه بعيد و سكت ..
مراد: عملت ايه ؟
مالك بتهرب: و لا حاجه
مراد بنفاذ صبر: ع الاقل ناوى على ايه !
مالك سكت كتير و قدام اصرار مراد حكاله خطوته اللى اخدها ..
مراد: و لو طلعت انت غلط يا مالك ؟
مالك بصّله قوى و كإنه مكنش حاطط الاحتمال ده ف دماغه ! او مش عارف خايف يحطه !
مراد ربّع إيده لإنه فهم ذهول نظراته انه بيثبت لنفسه انه صح مش بيدور: يعنى مش بس عملت اللى لومت مراتك عليه ! لاء ده انت كمان عملت اللى لومت اخوك عليه !
مالك بذهول: فهد !
مراد: اه ! مش كنت طول الوقت بتلومه انه حتى لو بيدور وراك ف بيدوّر بس عشان يثبت لنفسه إنه صح و إنك تستاهل ! و اديك اهو بتعيد خطواته !
مالك اتنفس بصوت عالى و مش عارف حتى ينطق !
مراد بتحدى: عملت اللى انت عايزُه يا مالك بس محدش هيندم غيرك
مالك بذهول: اندم !
مراد بتأكيد: عملت اللى ف يوم لومتها عليه ف بدل ما بقيت صاحب حق بقيت محقوق ! منافق !
مالك إتصدم: منافق ؟
مراد هز راسه بتأكيد: اه، امال انت فاكر ايه ! النبى عليه الصلاة و السلام لعن اللى بيدعى لعلم مبيعملش بيه ف مابالك اللى بيلوم و يحاسب على حاجه هو بنفسه عملها !
مالك اتنفس بالعافيه لانه عارف ان كلامه اصح من انه يترد عليه ! لاول مره يلف المنظار و يشوف جانب تانى للرؤيه !
مراد بعتاب: و بعد ما كنت مسامح بقيت لازم تتسامح !
مالك كان عايز يقوله كتير بس كلامه اتربط على لسانه ! فكرة إنها تكون محبتهوش اصلا دى قافله عقله و قلبه تماما ! مخلياه مش عارف يستنجد بحاجه تسعف تفكيره !
ايا كان بقا محبتهوش عشان متورطه و كان بالنسبالها مهمه و لا محبتهوش و كان بالنسبالها شفقه و عاشت معاه حكاية أبوها و بس و عملت اللى كان نفسها يتعمل مع ابوها حتى طول الوقت كانت بتخلى فهد يعمل اللى كان نفسها يتعمل !
مراد بصّله بغيظ: لاخر مره هسآلك .. عملت ايه يا مالك فيها !
مالك عينيه مفتحه اوى و اتكلم من غير ما يحس و مراد بيسمعه رغم ان كلامه مش مترتب و كل جمله بعيده عن التانيه ف المعنى و المضمون !
حلم بعد ما مالك نزل قعدت مكانها بتعب .. دخلت اوضتها و جابت الادويه المهدئه بتاعها و اخدت منها لحد ما راحت ف النوم !
صحيت على صوت فرامل عربيه عنيف حك ف الارض قدام البيت ! قامت قعجت بترقب و لحظات و كان الباب اتفتح ف اتخضت بفزع ..
ولادها ع الكنبه و قبل ما تقوم من مكانها ع الارض قصادهم شافت مالك بيدخل و قفل الباب !
ضمت على نفسها بشكل مهزوز و هو إبتدى يفك هدومه ببرود مقلق و نزل جنبها ع الارض !
شدها عليها بعنف و اتعامل بهدوء عكس عنف شدته لها !
حلم كانت مستسلمه تماما بين إيديه زى المتخدره ! حاولت تستنجد بعقلها بس مفيش ! قلبها معرفتش !
جسمها إتجمد بين إيديه و إتخشب لمجرد ظهرت لقطات مخيفه قدامها !
بتحاول تنسحب ثبّت دراعاتها جنبها و ضم كفوف إيديها بإيديه و رجع بوشه على وشها و غمض كإنه بيهرب منها بيها بس بمجرد ما غمض دمعه غريبه خانته و نزلت !
حلم لفت وشها بعيد و بتحاول تهرب مش عارفه من ضمته لها ! حتى وشها كل ما بتهرب بيه بعيد بيرجّعه له بوشه هو لإن إيديه الاتنين ضامين إيديها حواليها !
قصد يقابل وشوشهم و صوت انفاسهم اللى إختلطت بتعلى شويه شويه لحد ما بقت نهجان !
مالك بصوت مبحوح: البرشام !
حلم هنا اللى قصدت تقابل عيونهم ببعض اما بصتله بذهول !
مالك رفع نفسه عنها: روحى خدى البرشامه و تعالى
حلم بذهول: برشامة ايه !
مالك مد إيده و هو فوقها شد شنطه من وراه اللى دخل بيها و حدفها ف وشها: منع الحمل !
وقف و إبتدى يلبس من تانى و هى لفت وشها وراها مسكت الشنطه و فتحتها بحزن و طلعت منها فعلا علبة برشام منع الحمل !
لحظتها العلبه محشوره او مواربه ف فتحتها و إتصدمت !
كان فيها ورقه مسكتها و فتحتها و هى مصدومه: طلاق !
بتبص وراها و هتتكلم مشافتش مالك ! وقفت بتعب و هى بتقع و تقوم و خطواتها بتتبعتر !
فضلت تتلفت حواليها بس مفيش !
حدفت الورقه و جريت ع الباب بس شافته مقفول ! مقفول بالمفتاح من جوه ! متربس من جوه زى ما هى اللى كانت قافلاه !
فتحته بهيستريا و طلعت برا بس مفيش ! نزلت السلم كله و بتتلفت بس بردوا مفيش !
رجعت على فوق جرى و دخلت و قبل ما تروح ع الاوض تفتحها عدت على الكنبه و للحظه وقفت و رجعتلها تانى ! مشافتش شنطة البرشام ! مشافتش ورقة الطلاق ! مشافتش حاجه ابدا !
حاولت تدوّر بس مفيش !
فضلت تشقلب ف كل حاجه حواليها بس مفيش !
دخلت كل الاوض و كل ركن ف الشقه بس مفيش حتى الهوا !
راحت ع البلكونه بس مشافتش عربية مالك !
رجعت قعدت بتعب جنب ولادها .. مسكت موبايلها و كلمت مالك بس موبايله مقفول !
محتاجه حد بس ممكن ترجع لمين ! تروح لمين بس !
افتكرت مراد و اتصلت بيه !
مراد كان خلّص كلام مع مالك و مالك هيمشى مراد وقف بضيق: يعنى بردوا بعد كل اللى حكتهولك عن مارد مصمم تمشى ؟
مالك ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه: انا اخر واحد ممكن ينصحه او حتى يخفف عنه !
مراد بترجى: انتوا شباب و هتفهموا بعض اكتر ! يمكن يعرف يتكلم معاك ! مراد مبيتكلمش و ده قالقنر عليه يا مالك ! خايف عليه من سكوته ده و خايف عليه من شكل تفكيره دلوقت ! اة قرار هياخده غلط لانه تحت ضغط ظروف ! و انا للاسف شايفُه ببُعده عن مراته و بيته بياخد قراره اهو و بينفذه كمان و مش مدى فرصه لحد حتى يتنفس معاه مش بس يعترض او حتى يناقشه.
مارد كان خرج للبلكونه بيشرب سيجاره و شافهم و قبل ما ينسحب مالك شافه و شاورله !
مارد نزل بخنقه اما مراد راح بمالك ع الباب و فتحله ف اضطر ينزلهم ..
مارد بحده: طبعا جايبك عشان تطبطبله ع العيل اللى هو مخلّفه و يقوله كلمتين، مش كده ؟
مالك إبتسم بهزار: و الله هو المفروض كده .. بس واحد زيى يتكسف من نفسه يقولك الكلمتين دول
مراد متابعهم و قبل ما يتكلم موبايله رن ف بصله و إبتسم و شاور لمالك بيه: دى حلم !...