رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس
وصل " أليـــاس " أمام شركة الشربيني التجارية للأستراد والتصدير، نظر إلي المبني الضخم بتمنع ثم أخذ تنهيدة قوية وخطي أول خطواته تجاه الشركة وبمجرد وصوله إلى البوابة وجد رجلان يرتدان الزي الرسمي ( بدلة سوداء ) في أنتظاره نظر لهما بزفر وأتجه معهم إلي المصعد فأشار أحدهما إليه بالدخول أولاً فدخل بشك وفور أغلق باب المصعد أقتربوا منه وقاموا بتفتيشه وأخذوا مسدسه، رن هاتفه مُعلن عن وصول رسالة نظر إلي كلاهما ووجدهما ينظروا له فقال بأستفزاز رافعاً أحد حاجبيه لهما:
- أتفضلوا معايا أحسن..
فنظرا الي الإمام، وجد الرسالة من " علي " فتحتها وكان محتواها ( أنا تعقبت سلسلة أثير هطلع علي هناك مع الرجالة ولما أخلص هطمنك عليها حاول تماطل في الحوار عشان أكسب أكبر قدر من الوقت.. علي )
نظر علي الرجال ثم عاد إلى هاتفه كتب رسالته ( هستني رسالتك تطمني)
وأغلق الشات ووضعه في جيبه ثم أخذ نفس عميق ليستعد للمواجهة...
جالسة " أثير " تبكي وهي تنظر حولها تتأمل المكان برهبة وخوف، شعرت بخصلة شعرها تداعب جبينها بخوف فرفعت يدها وأدخلتها تحت حجابها المُبعثر بيد مُرتجفة بخوف وهي تستمع لصوت خطوات تقترب من باب الغرفة، فتح الباب ودلف رجلان وقال أحدهم بنبرة مُخيفة:
- هي هترجع أمتي ؟؟
أجابه صديقه بلا مبالاة وثقة تامة من حديثه:
- مش هترجع إحنا هنستني الأمر ونخلص عليها ونريحها.
شهقت بهلع من جملته وزاد بكاءها وهو يخبرها بأنها علي حافة الموت، نظر نحوها الرجل الأول ثم مرر لسانه علي شفاته السفلي بأعجاب وشهوة ثم نكز صديقه في ذراعه:
- مش واجب نريحها قبل ما تقبل اللي خالقها.
نظر له صديقه وأبتسم بخبث ثم هتف بضجر:
- بسرعة قبل ما الباشا يتصل.
أرتجفت بخوف شديد وضمت قدميها إلى صدرها بخوف وهي مُقيدة القدم واليد في الأريكة وحاولت أن تصرخ ويعوقها تلك اللاصقة الموجودة علي فمها، أقترب الرجل منها خطوتين وقبل آن يخطو الثلاثة فتح الباب بقوة فنظروا نحوه ووجد " علي " يدخل وهو يرتدي زيه الرسمي ومعه أحد رجال الشرطة ويصوب مسدسه عليهم، تنفست " أثير " الصعاد بإرتياح وقد وصل طوق نجاتها...،
أخرج أحدهما مسدسه وأطلق رصاصة علي الشرطة الأخر أصابت قدمه، خرجت صرخة مكتومة قوية من " أثير " من الخوف وهي تراه يقتل بلا رحمة فأطلق " علي " رصاصة علي أحدهما فسقط أرضاً مُتألماً من قدمه فهجم عليه الأخر ومسك يديه ويضغط الأثنين علي الزناد وتخرج رصاصات طائشة وهي تصرخ بخوف من أن تصابها أحد هذه الطائشات، دفعه الرجل نحوه بقوة فسقط فوقها وهي تبكي وتقابلات عيناهما معاً لأول مرة ودموعها مع نظرات الخوف التي تسكن عيناها تضعفه وضع طرف حجابها علي عيناها ثم هتف بحنان قائلاً:
- متخافيش أنا هنقذك، متبصيش أنتي.
تركها وحجابها فوق عيناها تشيح عنهما هذه المناظر المُخيفة ثم ذهب إلي هذا الرجل وأطرحه ضرباً...
وصل " إلياس " إلي مكتب " معتصم " فدخل ووجده يجلس علي مكتبه بإرتياح وهو ينتظره دون عمل.
- نورت ياسيادة الرائد مكتبي المتواضع
قالها " معتصم " بثقة وهو يحرك كرسيه يميناً ويساراً.
نظر " إلياس" إلى المكان من حوله ثم هتف ببرود مُصطنع يخفي خلفه قلقه الشديد علي أخته الصغري، قائلاً:
- كان لزومه إيه كل ده عشان تقابلني مع أن يا شيخي مكتبي في القسم مفتوح لأمثالك 24ساعة.
قهقه " معتصم " بفخر ووقف من كرسيه مُحدثاً " إلياس " بفخر وأستفزاز لغيظه.. قائلاً:
- أكيد طبعاً، بس علي حد علمي أنك في أجازة مفتوحة من ساعة ما المدام أتكلت علي اللي خالقها، شوف ياخي إحنا الرجالة كدة نقضيها خناق معاهم ليل ونهار وأول ما يسبونا نحس أنهم خدوا روحنا معاهم، المهم خلينا في الشغل.
أغلق " إلياس " قبضته بغضب مُتألم من حديثه ولكنه أخاف هذا الألم بداخل قلب موجوع ورسم إبتسامة مزيفة ثم قال بفخر:
- إحنا مفيش بنا شغل ولا عُمر ما هيكون في بنا غير أني أحط حبل المنشقة حوالين رقبتك.
قهقه " معتصم " بصوت مرتفع مُستفز ثم جلس علي الأريكة وأشار إليه بالجلوس وهو يهتف بثقة، قائلاً:
- أقعد أقعد ياسيادة الرائد الموضوع متعلق بحياة أختك.
جلس " إلياس " ووضع قدم على الأخر ويديه في جيبه وقال ببرود كالمعتاد يستفزه:
- حياة أختي آنا قادر أخلصها منك مالكش دعوة بيها خليك في اللي يخصك.
هتف " معتصم " وهو يمد يديه له بسيجارة، قائلاً:
- أنا عايزك تشتغل معايا وسيبك من شغل الداخلية دي مبيأكلش عيش ومرتبك آنا متأكد أنه مبيقضيش مصاريفك وأنت لسه صغير وشاب وسيم وبكرة تنسي وتتجوز تاني وتعيش حياتك ولا أنت مبسوط وأنت عايش كدة كل ما تطلع مهمة متقبش عارف هترجع ولا لا.
أقترب " إلياس " منه ونظر إلي يده الممدود بالسيجارة ورفع نظره إلي " معتصم " ونظر لعيناه بشجاعة وأحتقار ثم هتف بغرور قائلاً:
- شغل الداخلية ده شرف ليا ميعرفهوش أمثالك علي الأقل آنا عارف نهايتي فيه هموت شهيد لكن أنت...
أبتسم " إلياس " بسخرية ثم أكمل حديثه، قائلاً:
- هتموت خاين تاجر مخدرات فاسد.. بمعني أصح كلب وراح هتخلي بنتك ومراتك ميقدروش يواجه المجتمع لأنهم أهل خاين لكن أنا مراتك وبنتي اللي قتلتهم كانوا هتكرموا في يوم من الأيام لأنهم عائلة بطل مات وهو بينقذ العالم من شر واحد زيك فاسد... .
أغلق " معتصم " قبضته بغضب مكتوم من سخرية هذا الرجل الأقل منه مالاً وأكثر منه شأناً، وهتف بتهكم مُهدداً له تهديد صريح، قائلاً:
- ما إحنا لازم نتفق الأتفاق اللي يرضيني عشان سلامة الأمورة اللي عندي لأن زعلي وحش ومش محتاج أفكرك بيه.
ضغط " إلياس " علي أسنانه بغيظ وهتف بتحدي في حديثه وعيناه قائلاً:
- وأنت جايبني هنا وأنت عارف كويس أننا مش هنتفق ولا هحط أيدي في أيدك الوسخة دي.
أخذت القوي الرجال جميعاً الموجودين بالمكان، كانت تجلس في مكانها وتراقب المكان بعيناها الملوثة من دموعها ووجهها شديد الأحمرار من كثرة البكاء وملابسها مُبعثرة مع حجابها الذي يظهر بعض الخصلات منه يدل على حالتها الفوضوية، وعيناها تتشبث بــ " على " وهي تتذكر عيناه حين سقط عليها وتقابلات عيناهما معاً وشجاعته لمواجهة هؤلاء الذئاب فهل أخاها يفعل هكذا ويقاتل مثل صديقه، لاحظ " على " نظرتها المصلطة عليه، أعتذار من أصدقاءه وأقترب منها وهو يضع مسدسه في جرابه المعلق حول خصره حتى وصل أمامها وجثو على ركبتيه وهتف بنبرة هادئة:
- أنتي كويسة صح ؟؟.
صدم منها حين وضع يدها على جبينته فوق جرحه وقالت بخفوت وخوف يمتلكها عليه:
- أنت أتعورت جامد، الراجل شلفطتك بسببي.
أتسعت عيناه على مصراعيها متأملاً ملامحها وهو ينظر لها داخل عيناها العسليتين كشعاع من الذهب وخصلات شعرها الأسود الناعمة تداعب جبينها مع بشرتها متوسطة البياض شاحبة من الخوف وملامحها الصغيرة هكذا شفتيها الصغار باللون الوردي، كانت تبدو كوردة بسيطة داخل بستان الحياة يميزها جمالها الساحر، أبعد يدها عنه بهدوء وقال:
- دا عادي في شغلنا المهم أنتي تكوني كويسة لأحسن أتجزء عليكي في شغلي.
أدركت خطأها بلمسه هكذا دون أذن أو حق، فأشاحت نظرها بعيداً عنه وأردفت بصوت مبحوح بإحراج من فعلتها قائلة:
- كويسة شكراً لحضرتك..
وقف من مكانه وذهب نحو الضباط وهتف بجدية قائلاً:
- يلا يابني عايز نمشي من هنا خدهم على البوكس، وأجمع القوى بسرعة.
نظرت عليه وأبتسمت كالبلهاء عليه وهي تتأمله بزيه الرسمي مكتوب على ظهر قميصه الواقي من الرصاص ( police ) شعره مرفوع للأعلي مُثبت بجل الشعر وكأنه لم يخضع لمعركة من قليل ولم يتأثر شعره بل أبقي كما هو وبشرته حنطية مصاحبة بزوج من العيون الرمادية ساحرة لمن ينظر لهما، كان ينظر علي أصدقاء ولمح عيناها تنظر عليه فأرتبكت منه وأشاحت نظرها بسرعة، أخرج هاتفه من جيبه وأرسل رسالة لــ " إلياس "...
أردف " معتصم " بغضب من حديثهما وعدم أتفاقهما، قائلاً:
- أنت إيه مبتتهدش مش خايف علي أختك، أنا بمكالمة مني أخليك تترحم عليها ولو عايز سيادة اللواء والمدام كمان معنديش مانع بإشارة مني ميبقالكش حد في الدنيا كلها.
أبتسم " إلياس " بإحتقار له من تهديده بقتل عائلته وقال:
- معتقدش يا معتصم بيه، الوحيد اللي في أيده موت بني آدم وحياته اللي خلقني وخلقك...
رن هاتفه مُعلن عن وصول رسالة من " علي " فتحها وأبتسم فور قرأتها ( المهمة تمت وأنسة أثير وصلت البيت بسلامة، أخرج من عندك ).
وقف " إلياس " بإنتصار وقال:
- أستئذان آنا كفاية قرف لحد كدة.
وأتجه نحو مكتب " معتصم " وأخذ مسدسه ورفعه له وهو يردف قائلاً:
- بتاع حكومة ده عُهدة.
وقف " معتصم " من مقعده وقال صارخاً بتهديد:
- هتندم يا إلياس ورحمة أمي ماهتشوف أختك تاني غير جثة.
توقف " إلياس " عن المشي وأستدار له وقهقه بأنتصار ثم هتف بثقة وغيظ قائلاً:
- اللي متعرفهوش أن أختي في بيتها مُعززة مُكرمة عن أذنك.
وحيه بيده وخرج من المكتب مُبتسماً وهو يتواعد بأن يسترد حق زوجته وحق كل كلمة تفوه بها هذا العدو...
سألتهما " أثير " وهي تجلس علي الأريكة وتبحث حولها:
- دموع فين مش شايفها.
- معرفش مرجعتش من الصبح
قالتها " جميلة " وهي تتذكر هذه الطفلة الصغيرة الغائبة بعد أن فاقت من صدمتها، دق الباب ففتح " حبيب " ووجد " إلياس " دلف إلي الداخل وهو خلفه أطمئن علي أخته وسلامتها وقف ليذهب وبحث حوله عن " دموع " لكي يأخذها معه ولم يراها سألهما:
- فين دموع مش شايفها ؟؟.
أزدردت أمه لعوبها بصعوبة وخوف من رد فعله علي أهمالها لأمانة أحضرها، وأخبرته بعدم وجدها وكأنها ألقت حجر ناري مُشتعل عليه ألتهمه، خرج من المنزل كالمجنون يبحث عنها وهو يعلم بأنها لا تعرف أي شيء في العاصمة سواه هو فقط وجاهلة لكل شئ وبريئة لأبعد الحدود تثق بكل ما حولها وأي شخص تراه، قاد سيارته في الشوارع كالمجنون باحثاً عنها، تذكر حديثها عن " سيد " وزوجته وكيف يعاملها ويأبي خروجها من الحانة، لف مقودة سيارته لطريق العكسي ذاهباً إلي الحانة...
خرجت " فريدة " من غرفتها وسمعت حديث " سيد ونارين " معاً.
- يعني أنت هتجبها معاك
قالتها " نارين " وهي تربت علي كتفه بثقة، فأجابها بإنفعال وهو ينزل الدرج:
- لا أنا لما أمسكها في أيدي هقتلها بنت الكلب قبل ما تفتح بوقها وتقول حاجة زي أمها.
أبتسمت بسخرية ثم هتفت بمياعة زائدة توافقه علي أفعاله، قائلة:
- ماشي متتأخرش وطمني أول ما تخلص.
أشار إليها بنعم مع وصوله للطابق الأسفل فوجد " رامي " ينتظره أشار إليه وخرجوا معاً، جلست " نارين " علي البار بمزاج رايق وسعادة تغمرها فهي ستتخلص من هذه الفتاة أبنة زوجة زوجها السابقة كالعقبة في حياتها وتشكل خطر كبير عليهم، وبعد نصف ساعة من الأنتظار فتح باب الحانة بقوة ودلف " إلياس " سقط الكأس من يدها بإرتباك منه أقترب منها وهو يبحث بعيناه عنها ويناديها بصوت عالي:
- دمــوع... دمـــوع...
نظر نحوها وسألها بنبرة قلق:
- دموع فين آنا عارف أنها عندكم.
قهقهت من الضحك بمياعة وهتفت مُردفة بإستفزاز:
- دموع مين قالك أنها عندنا دي هربت مع واحد من الزبائن لتكون حبتها ياحضرة الضابط، في واحد عاقل ومحترم زيك يحب رقاصة كل يوم مع واحد، أنت خيبت ظني فيك والله.
صرخ غاضباً بوجه " نارين " وقد أشتعلت نيران الغضب والقلق معاً لأقصي درجاتهم:
- دموع فين، أنطقي.
أردفت " نارين " ببرود مُستفز مصاحبه مياعة زائدة، قائلة:
- الدموع في العين ياحضرة الضابط، أخترلك اي واحدة في البنات وأنا تحت أمرك.
مسكها من ذراعها بقسوة وجذبها له بأنفعال شديد وعيناها تأبي نظرات عين هذا الصقر المُخيف ثم أزدردت لعوبها العالق في حلقها بخفوت شديد.
- يبقي تشرفينا في القسم تقعديلك يومين ثلاث مع أشكالك في الحجز لحد متعرفي هي فين وتنطقي وقواضي الأداب مفيش أكتر منها عندنا وفي المخروبة دي...
قالها " إلياس " بتهديد صريح موجه لها ولهؤلاء العاهرات وعيناه تبث نار غضب تكاد تحرقها بالمكان معاً.
نزعت يدها من يده بثقة ثم هتفت بغرور ترد له تهديده بلهجة مُستفزة تزيد من غضبه، قائلة:
- وماله مش الحجز عندك ياحضرة الضابط فيه مكان لدموع معايا أصلي مبروحش في أي مكان من غيرها...
بتر الحديث من فمها حين مسكها من شعرها بقوة وأخرج مسدسه من جانبه ووضعه أسفل رأسها ثم قال بإنفعال:
- لأخري مرة هسألك دموع فين...
قطع حديثه صوت هاتفه مُعلن عن وصول رسالة، دفعها بقوة وأخرج الهاتف من جيبه ثم فتح الرسالة من رقم مجهول وصعق حين رأى محتواها ( لو فضلت تضيع وقتك مع الحرباية دي هتترحم علي دموع، سيد أخدها راح يقتلها بنفسه.. ألحقها قبل ما يقتلها...)، ركض خارجاً كالثور الهائج وفتح باب سيارته ثم دلف إلي مقعد السائق وأغلق الباب ثم وضع حزام الأمان يقطعه رنين هاتفه... .
خرج " على " من القسم ليلاً مُنهك من عمله بعد أنقذ " أثير " شاردة في نظرة عيناها الخائفة وهي تبكي مُلوثهما بدموعها الحارة، قطعه صوت " دموع " باكية وهي تناديه وتقترب منه:
- يا كابتن.
نظر لها ثم حوله بإستغراب شديد من تلقيبها له، وصلت أمامه فقال بأستغراب:
- كابتن ماشي، إيه اللي جابك هنا ومعيطة ليه كدة.
أردفت بصوت مبحوح من كثرة البكاء بخفوت، قائلة:
- ممكن تروحني لعمه.
ضحك بإرهاق من التعب وقال بسخرية:
- كابتن وعمه أنتي مسخرة والله.
ثم أخرج هاتفه وأتصل بــ " إلياس" أخبره بوجودها معه...
بعد ساعة وصل " إلياس" إلي القسم بعد أن وصل لحالة لا يرثي بها من القلق والخوف عليها، دلف إلي القسم ثم إلي مكتب " علي " وفور دخوله وقفت " دموع " وهي مازالت تبكي ولم تتوقف أقترب منها بهلع وسألها وهو يقف أمام وأصوات أنفاسه عالية وسألها بقلق:
- أنتي كويسة، كنتي فين.
مسحت دموعها بأناملها وهي تشهق ببكاء، فأجابته:
- هم أخدوا أثير معرفتش أروح جيت هنا، عمه روحني معاك متسبنيش في الشوارع دي مُخيفة وفيها حراميه.
ضحك لأول مرة رغماً عنه بتلقيبها له " بعمه " والشوارع المخيفة، أبتسمت مع بكاءها علي ضحكه وغمازاته التي ظهرت مع ضحكته وهو يشيح نظره عنها ناظراً لــ " علي ".
- هنروح صح ؟؟
قالتها بسعادة وهي تنظر له، أبتسم ثم أشار إليها بنعم فهو لم يخطي بعلمه وكونها طفلة بريئة ساذجة.
جلس " سيد " مع " رامي " في السيارة أمام منزل " إليـاس " ينتظروا وصولهم، جاءت سيارة " إلياس " وتوقفت نزل هو أولاً ثم هي، أشتعلت نيران الغضب بداخل " سيد " ونزل من سيارته ومعه " رامي " يمسك في يده عصا حديدية...
ضحكت بسذاجة معه وهي تتجه نحو العمارة ثم هتفت ببراءة:
- يعني هتدويني المدرسة وأذاكر وأنجح بجد وأدخل كلية طب وأبقي دكتورة أعالج الناس الغلابة صح...
سألها بذهول من أمنيتها الجميلة في علاج الفقراء وهو يخطو بجوارها، قائلاً:
- أنتي عايزة تكوني دكتورة وتعالج...
بتر حديثه ضرب قوية بالعصا الحديدية علي ظهره من " رامي " أسقطته أرضاً وصرخت هي بخوف عليه ورعب أمتلكها من ظهور " سيد " مجدداً في حياتها، أخذها " سيد " من شعرها بقوة، أغمض " إلياس " عيناه مُستسلماً لتلك الضربة القوية وعقله يذكره بأنه فقد زوجته وطفله بنفس المكان والآن " دموع "...