رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث والعشرون
احمرت وجنتيها بخجل وهي تحافظ علي ملامحها الغاضبة لتردف...
-دلوقتي بقيت مراتك!
احكم ذراعيه حول خصرها يدفعها نحوه اكثر وهو يردف...
-هو انا انكرت قبل كده انك مراتي ولا حاجه و لا ده من تأثير التفكير في النكد!
شهقت بغضب لتدفعه عنها بغيظ قائله...
-انا نكد ؛ وانت ايه شاي بلبن!
ضم اصابعه وهو يهز يده مشيرا لها بالصبر ليميل عليها بجسده بتروي و بطء ونظراته الحامية ترفض ترك عينيها..
اغمضت عينيها عندما اصبح الفاصل بين شفتيهما خط رفيع كالشعرة و ظنت انه سيقبلها ولكنه مد يده لأغلاق الباب بجوارهم بابتسامه ماكرة قبل ان يردف...
-انتي مغمضه ليه في حاجه دخلت في عينك!
اتسعت عيناها بحرج قبل ان تسعل بخفة وتردف بحده...
-مالكش دعوة!..
ارتفع صوت ضحكته وهو يجرها خلفه الي غرفته، امسكت جانب الباب بعناد رافضة الدخول فالتفت لها قائلا بعيون متسعه...
-عشان خاطري نتكلم ولو معجبكيش الكلام ارجعي!
اغمضت عينيها باستسلام لمحايلته وصمتت فجذبها بخفه و دلفت معه...
عقدت ذراعيها فأردفت...
-افندم؟
اقترب منها يلامس ذراعيها برقه فنظرت بعيدا ليردف...
-انا اسف و غلطان و حقك تزعلي بس انا عشت تجربه وحشه اوي و خايف اكررها...
اردفت بمدافعه و عناد...
-وانا مش زي حد ؛ عملت ايه ولا شفت مني ايه يخليك حتي تفكر اني ممكن اعمل حاجه غلط!
هز راسه بالنفي وهو يمسك نظراتها ليردف...
-مشفتش منك حاجه انتي انضف واحسن حاجه حصلت في حياتي!
ارتبكت قليلا لتعطيه ظهرها لا تزال محصورة بين ذراعيه واردفت...
-اومال ليه تقهرني بكلامك ده!
-ده مجرد سوء تفاهم حاجه بسيطه يعني!
التفتت بغيظ قائله...
-بسيطه! هو سهل ان اللي بت...
قطعت حديثها بخضه وقد كادت تعترف له بحبها، اتسعت عيناه و رفع حاجبه بترقب قائلا...
-اللي ايه؟
نظرت الي اسفل بعناد رافضه الحديث، ابتسم و ما كان منه سوي ان ضمها برقه الي صدره فيمر الوقت بصمت مرحب به بينهم و كلا منهما لا ارادي يحاول ضم الاخر قدر المستطاع...
غرست انفها بين رقبته و صدره تستنشق عطر جسده الرجولي الاخاذ لتنسي همومها وكل ما يدور حولها...
بينما مرر هو يديه برقه علي خصلاتها يسمح لنفسه اللعب بأطرافه، عادة اكتسبها منذ ان عرفها واصبحت كالإدمان بالنسبة له...
امال راسه يقبل وجنتها قائلا بهمس وابتسامه صغيرة...
-متزعليش مني ممكن؟
هزت راسها بموافقه و ابتسامه...
ليردف بعدها قائلا بابتسامته الرائعة...
-وانا كمان علي فكرة!
عدلت رأسها علي صدره تنظر له بتساؤل قائلة...
-انت كمان ايه؟
ابتسم وهو يلمس وجنتها بأصابعه ويضمها اكثر بحب بذراعه الذي يحاوطها واردف...
-اللي!
عقدت حاجبيها بعدم فهم، لتلمع عينيها بعد لحظه وقد فهمت مقصده، تنحنت قليلا واردفت بخفوت و غيظ طفولي...
-وانت مش قادر تكملها!
دوت ضحكاته فحاولت الابتعاد عنه بغضب ولكنه احكم قبضته عليها قائلا بين ضحكاته...
-خلاص بقي بطل القمصه دي!وبعدين يا ستي انا قادر بس عايز اقولها في وقتها...
انكمشت ملامحها بسخريه قائله...
-وامتي وقتها بقي ؛ دي حجج واهيه!
غمز لها قائلا...
-هقولك!
وبذلك حملها واضعا يده اسفل ركبتيها واخري تسند ظهرها، شهقت لتنتهي برسم ابتسامه صغيره عجزت عن اخفاءها ليردف بمرح...
-بذمتك كنتي عايزة تخصميني ازاي ومشوفش البسمه دي!
كانت في حالة ذهول من ذلك التحول المرح الرومانسي الذي طرأ عليه فأردفت بمزاح وهو يضعها علي فراشه..
-قولي يا ظافر انت عيان؟
(والله ابغي اقولك انك بومه بس استحي )
انكمشت ملامحه بتعجب ليردف...
-يا ساتر هو لا كده عاجب ولا كده عاجب!
قالها وهو يتسطح الفراش بجوارها و يضع رأسها تحت ساعده المثني بجوار رأسها...
ضحكت بخجل قائله...
-لا عاجب ياريت تبقي كده علي طول اصلا!
-اه الطمع هيشتغل بقي!
مطت شفتيها محاوله الظهور ببراءة واردفت...
-مش لازم علي طول يعني ممكن نص نص!
ابتسم وهو يهزر راسه قليلا و مال عليها يطبع قبله رقيقه علي جبهتها و جفن عينيها الايمن ليردف بحب...
-ان كان كده ماشي!
راقب ابتسامتها الواسعة وعينيها التي تغلقهما كلما اقترب منها ليضحك بخفه قائلا...
-شروق انتي نمتي ولا ايه!
فتحت عينيها بضيق قائله بابتسامه صفراء...
-يا بارد!
ضحك وهو يقترب من شفتيها وينظر الي عينيها بنفس الوقت ليردف اخيرا بما يهوى القلب...
-البارد بيحبك اوي!
زمت شفتيها بخجل و قد احمرت رقبتها لتردف بجفون منخفضه و قلب يدق بسرعه يكاد يخرج من صدرها...
-وانا كمان بحبك!
وبذلك التقي شفتيه بشفتيها لتستقر تلك الكلمات داخل قلبه و تعيد تفكيكه وتركيبه بكل حروف اسمها...
ارتفع ذراعيها دون وعي منها تمرر كفيها علي صدره و ظهره بأن واحد غير مكتفيه منه وقد اشعل داخلها رغبات جديده بالاستكشاف...
ابتعد بعيون مشتعلة محاولا التخلص مما يعيق ملامساتها قبل ان يقبل يديها بحب و كأنه يعيطها الثقة ويعيد كفيها لملامسه صدره العاري...
نظرت له بتوتر ولم تتحمل ملاقاه عينيه فعادت انظارها الي صدره العاري بأنفاس منحصرة بصراع بين الخجل و الرغبة!
تغلبت علي خجلها الذي انطبع كالختم الاحمر علي جام وجهها و رقبتها حتي اعلى صدرها الذي بدأ يظهر و اخذ يعلو و يهبط بسرعه كلما فك ظافر ازر فستانها ليخلصها منه تماما...
ارتعشت شقتيها باضطراب مشاعرها وهي ترفع اعينها المتسعة لتلتقي بعيونه المتفحصة لها بلمعه القناص...
كأنها ترجوه بصمت ان يرحم خجلها و يقود الامر و بالطبع لم ترجوه طويلا لينهي هو الامر...
تاه الاثنان معا في تيارات حب مشتعلة كحمم بركان تنصهر فيه وتتلاحم خيوط غرامهم!..
في الشقة المقابلة...
علت انفاسها بغضب وهي تري يزيد يهرع الي الباب بتعجل، لتتجه نحوه هاتفه...
-انت مكنتش كده! ازاي هتقبل تعمل معاها حاجه قبل ما تبقي مراتك ده حتي يبقي اسمه زنا!
ارتفع كلا حاجبيه بذهول بأن عقلها اوصل لها بانه قد يقترف مثل ذلك الجرم فقال من بين اسنانه...
-زنا!
زم شفتيه بغضب هو الاخر قبل ان يردف بحزم...
-لا متقلقيش هيبقي علي سنه الله و رسوله...
اتسعت عيناها هل سيذهب ليعقد قرانه عليها و يتزوجها بالفعل!
اردفت بصوت مخنوق...
-لو نزلت مش هقعد في البيت!
ابتسم بتهكم قائلا...
-دي رغبتك من البداية خليكي جدعه اومال و اتحملي عواقب طلباتك!
لوج الي غرفتهم يتصنع بحثه عن غرض و اخبأ مفاتيحها في جيبه خوفا من ان تنفذ تهديدها...
وقفت امامه تنظر له شزرا ودموعها تهدد بالسقوط ترجوه داخلها ان لا يذهب، فنظر لها بتحدي قبل ان يتخطاها ليخرج ويغلق الباب بغضب...
سمعت المفتاح يدور معلنا عنها سجينه فانهمرت دموعها بغضب و ذهول!
غير مصدقه انه سيذهب الي تلك الشمطاء ليتزوجها...
توالت دموعها وهي تتجول حول نفسها و قدماها يحملانها الي لا مكان بعينه...
خرجت شهقات بكاءها من صدرها معلنه عن تمزقها نهائيا، وهي تتخيله بين ذراعي غيرها! الم تكن تلك رغبتها وخططها ؛ لماذا الندم و الحزن؟
هزت رأسها بعنف و بأنكار لتردد بخفوت...
-لا لا لا مش هقدر!
اتجهت لغرفتهم بانهيار تبحث عن هاتفها ستعلن استلامها، ستعتذر ستفعل كل ما يريد لكن لا يتزوج غيرها لا يلامس امرأه سواها ترفض ان يشاركها غيرها بقلبه!
هل جنت تماما لتطلب مثل هذا الطلب؟!
مسحت عينيها تبعد دموعها لتفتح اسمه وتجري الاتصال رنت مرة فالثانية و غيرها و غيرها و غيرها...
لكن دون اجابه سوي الصمت...
صرخت بغضب وهي ترمي الهاتف لينكسر الي قطع بعرض الحائط، وضعت يدها علي اذنها تصرخ من قلبها ترغب في الموت الفوري و الراحة...
استمرت في البكاء لتهبط بجسدها الواهن علي فراش شهد طقوس حبهم...
انكمشت تحتضن جسدها وتبكي بعنف غير مصدقه انها اضاعت حبها الي الابد!
في الطريق...
ضرب يزيد مقود السيارة بغضب بعد ان صمتت مكالماتها...
استسلمت بتلك السهولة!
لا فائدة! ربما تستطيع تركه بالفعل ربما حبه انتهي بداخلها لتسمح له بان ينزل من البيت دون مقاومه تذكر...
ارادها ان تحارب تضربه او تقتله و لكنها اكتفت بكلمتين تعلم انها لن توقفه بهما!
شعر باختناق ربما هي النهاية بالفعل، لا يقوي علي فعل اكثر من ذلك، انتهت الحرب و قد خرج منها خاسرا...
ركن سيارته بجوار القصر و بقي دقائق يرثي بها حالته و قلبه، قبل ان يتمتم محفزا...
-اجمد علي الاقل متضيعش ظافر معاك!
وبذلك اخرج هاتفه يهاتف مني...
-الو انا قدام الباب افتحي...
ابتسم بسخريه وهو يستمع لطلبها بان يأتي من الباب الخلفي ليقول بموافقه...
-تمام!
اغلق المكالمة و اخذ يعبث ببضع ازرار بهاتفه معلنا عن بدا مخططه...
اخرج كاميرا صغيره كالدائرة تشبه المغناطيس من جيبه يتفحصها للمرة الأخيرة قبل ان يخفيها...
تحسس جيبه الاخر للتأكد من وجود اهم غرض لليوم وتنهد بإحماءيه وهو يتلوى أيه قرانيه في سره!
رشت مني عطرها المفضل بابتسامه قبيحة علي الاقل ستستفاد من مرافقته فلابد انه يميل قليلا لكسر قاعدته في الانتظار حتي يتم الزواج للاستمتاع بها كهديه متوجه!..
ابتسمت بانتصار وهي تتوقع رد فعل ظافر حين يعلم انها ستتزوج يزيد وستعيش في شقته المقابلة له كما اشترطت عليه...
وليري ما خسره بالفعل ؛ اما الصغيران المتمردان فستعلمهما كيف يختبئون من والدتهم ويسمعون تلك الحمقاء زوجة ابيهم!
نظرت لفستان نومها القصير و هبطت سريعا لتفتح له الباب...
ابتسم لها يزيد بمشاكسه وهو يراها بتلك الهيئة المغرية حسنا لن ينكر جمالها الاخاذ و فعلا يشعر بالإطراء لأنها تحاول اغوائه ولكن قلب كقلبها يعلمك ان لا تحب كل ما هو جميل و تنخدع به!
اتكأت علي مدخل الباب بابتسامه انثويه خلابة قائله...
-هتقف تتفرج عليا كتير ولا هتدخل!
-الاول سؤال، يعني قصر طويل عريض ومعندكوش حراسه ورا؟!
هزت راسها علي سخافته واردفت...
-لا طبعا يا ذكي انا مشيتهم مش اكتر!
هز راسه بفهم، رفع حاجبه وهو يعض علي شفتيه يتفحصها بجراءة ارضت غرورها و لوج وهو يغلق الباب خلفه ثم وضع يديه حول خصرها يقترب منها قائلا...
-و مستغربه اني اتجنيت و طلبت اني اشوفك دلوقتي!
ضحكت بخفه وهي تمرر يدها علي ذراعيه فتحاوط رقبته بغنج قائلا...