رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السادس والأربعون
استطاع علي أن ينتهي من اجراءات السفر والتأشيرات الخاصة بعائلة صلاح الدسوقي، توجه إليه في منزله ليسلمه الأوراق، استقبلته زينب بالترحاب.. دلف علي إلى غرفة الصالون و...
-علي بحزن وهو يناوله الأوراق: الورق كله خلص يا صلاح
-صلاح وهو يمد يده ليأخذها: متشكر يا علي، أنا عارف إني تقلت عليك الفترة اللي فاتت دي وزهقتك من كتر الطلبات والمشاوير
-علي: ماتقولش كده يا بوصلاح، أنا أكتر حاجة حازة في نفسي انك.. انك هتسيب البلد وتمشي..
-صلاح: الحمدلله، رب هنا هو رب هناك.. كويس انها جت ع أد كده.. أنا أخر حاجة عاوزها منك انك تشوف بيعة كويسة للشقة دي بالحاجة اللي فيها، أنا ماضمنش ان كنت هارجع تاني ولا لأ.. بس محتاج أسدد اللي ناقص، والسيولة اللي هتتبقى معايا هابدأ بيها ان شاء الله هناك
-علي: برضوه مصمم تبيع الشقة، طب ما انت تقريباً سددت كل ديونك بودايع البنات، واللي فاضل أمرهم سهل
-صلاح: معلش.. برضوه أنا محتاج أبدأ من غير ما أكون مديون لحد.. محدش ضامن عمره، وأنا مش عاوز أسيب هم كبير للبنات، كفاية عليهم غلب السفر والغربة...
-علي: ربنا يقويك ويديك الصحة وتفرح بيهم
-صلاح: يا رب..
-علي: انت المفروض هتسافر كمان يومين
-صلاح: ايوه، بيع الشقة ع مهلك وحولي الفلوس ع هناك
-علي: حاضر..
-صلاح: والله انت لو أخويا مش هاتتعب عشاني بالشكل ده
-علي: عيب عليك يا صلاح، ده احنا عشرة عمر..
-صلاح وهو يربت على ظهره: الله يكرمك يا علي
-علي وقد نهض من مكانه: طيب هستأذن أنا بقى
-صلاح: طب ليه بس، ما لسه بدري
-علي: عشان أسيبك تجهز نفسك انت والعيلة للسفر، وأنا بأمر الله اللي هاجي و أوصلك ع المطار
-صلاح: مافيش داعي يا علي
-علي: لألألألأ.. مش هايحصل
-صلاح وهو يحتضنه: ربنا يخليك لينا يا علي
-علي: ولعلمك أنا برضوه مش هاسيبك، هافضل وراك لو روحت فين
-صلاح مبتسماً: وأنا عاوزك تفضل لازق فيا...
في المستشفى
كان سليم منتظراً مع صديقه فهمي في الخارج حينما جاء شاكر بيك ومعه مايا لزيارة مروان.. كان فهمي ينظر شظراً لشاكر بيك، فهو المتسبب الرئيسي فيما آلت إليه الأمور، لو لم يكن قد ملأ رأسه بتلك التفاهات لم يكن ليشدد على ابنه الوحيد ويقسو عليه فيخرج من شركته غاضباً وفاقداً لرغبته في الحياة...
-شاكر مصافحاً فهمي: قلبي عندك يا فهمي بيه.
-فهمي بنظرات حانقة: شكراً
-شاكر: معلش اتأخرت في الزيارة، بس هأعمل ايه وقتي مش ملكي
-فهمي: كتر خيرك.. تعبت نفسك
-شاكر: مروان ده زي ابني، مايا نفسها انهارت لما عرفت بالله حصله
-فهمي وهو ينظر لمايا: لأ واضح فعلا تأثرها.
كانت مايا متأنقة كعادتها، لم يبدو عليها أي ملامح للتأثر أو لحزن حتى.. بل بالعكس لقد تزينت وارتدت أفخم الثياب ووضعت أشهر العطور، ولم تغفل عن اضافة مساحيق التجميل ذات الماركات العالمية المعروفة فقط لتلفت انتباه يوسف، وليس لزيارة مروان كما إدعى والدها...
اقترب مايا من يوسف الجالس بجوار مروان، لم ينتبه في البداية لوجدها، لذا استغلت هي الفرصة ووضعت يدها على كتفه ضاغطة عليه و..
-مايا: هاي جوو، ازيك؟
-يوسف وهو ينظر إليها بضيق: أهلا
-مايا: ايه يا جوو هتفضل واخد جمب كده كتير
-يوسف: أفندم؟ مش فاهمك
-مايا: يعني هاتفضل حابس نفسك هنا كتير
-يوسف بنظرات نارية: نعم؟ هو انتي بتسمي أعدتي مع مروان حابسة؟
-مايا بتردد: أنا.. أنا مقصدش، كل الحكاية يعني اني عاوزاك تغير مود وتخرج من الكآبة دي
-يوسف: امشي اطلعي برا يا مايا.. براااااااااا
-مايا بصدمة: ايه؟
-يوسف بنبرة حادة: براااااااااا.
ارتعدت مايا من صوت يوسف المرعب، وخرجت على الفور من الغرفة...
تجمع والدي مروان ووالدي يوسف على إثر الصوت، وتفاجئوا بعصبية يوسف الغير معتادة خاصة مع صديقته مايا حينما لحق بها خارج الغرفة و..
-يوسف مكملاً: انتي مش بني آدمة ولا عندك احساس بأي حد ولا بأي حاجة، بجد الواحد ندمان انه عرف واحدة زيك..
-فهمي: في ايه يا يوسف
-سليم: اهدي يا يوسف مش كده يا بني
-عبير مستفهمة: هي عملت ايه؟
-فهمي: ما تقول يا بني
-يوسف: مافيش داعي يا عمي، اللي زي دي ماتستهلش ان اسمها يجي حتى على لسانا ولا يتحط في جملة!.
وفجــأة لمحوا ممرضة تدخل غرفة مروان مسرعة، واخرى خلفها وإذ بالأولى تصيح بالممرضة الثانية أن تأتي بالطبيب على الفور
ارتعد الجميع مما يحدث في الغرفة، تسائل يوسف عما يحدث بالداخل و..
-يوسف: هو في ايه؟
-فهمي بقلق واضح: حصل ايه؟
-الممرضة: المريض اتحرك وفتح عينيه
-أحلام بصريخ: ابني... مروان!
-يوسف: يعني.. يعني هو فاق
-الممرضة: مقدرش اجزم بده، الدكتور بنفسه هو اللي هيطمنا.
بالفعل جاء الطبيب ودلف لغرفة مروان بالمشفى وكشف عليه، وما إن خرج من الغرفة حتى أسرع الجميع حوله و..
-فهمي بلهفة: ابني فاق يا دكتور؟ طمني الله يكرمك
-الطبيب: الحمدلله، أنا أقدر أقول ان مؤشراته الحيوية بخير.. ويمكن يستعيد وعيه في أقرب وقت
-أحلام بتنهيدة ارتياح: الحمدلله يا رب الحمد لله
-الطبيب مكملاً: مجرد انه فتح عينه واستجاب وغفل تاني ده في حد ذاته انجاز.. وأنا أتوقع ان شاء الله ان يكون في تطور كبير في حالته
-فهمي: يا رب أمييين
بعد مرور يومين
استعدت عائلة صلاح الدسوقي للسفر، كانت الحقائب موضوعة بالقرب من باب المنزل في انتظار حارس العقار لينزلها في الأسفل ويضعها بالسيارة..
-زينب: يالا يا بنات، خدتوا كل حاجتكم
-فاطيما: ايوه يا ماما
-ندى بنبرة حزينة: كان بودي أخد الكتب دي معايا، بس للأسف مش هاينفع
-زينب: بكرة تشتري بدالهم يا حبيبتي
-ندى: اها...
-زينب: اختكم نيرة جهزت؟
-ندى: اه يا ماما
-فاطيما: أنا هاروح أنديلها
-نيرة وهي تخرج من غرفتها: مافيش داعي، أنا جاية بنفسي
-زينب: يالا يا بنتي عشان منتأخرش، أبوكم واقف تحت من بدري مع صاحبه
-ندى: طيب
-نيرة: أها.
نزلت الفتيات وهن يحملن بعض الحقائب، ولحق بهم حارس العقار وهو يحمل البقية، وتم وضعها جميعاً في السيارة، ثم انطلق بهم علي نحو المطار...
في المشفى
وقف يوسف أمام فراش مروان، ثم أمسك بكفه بين يديه وكانه يحثه عى النهوض مجدداً و..
-يوسف: أنا عارف انك سامعني، عارف انك حاسس بكل حاجة بتحصل حواليك، اوعى يا مروان تستسلم، لازم تقاوم.
انضم فهمي هو الأخر إلى يوسف، ثم طلب منه أن يتركه يختلي مع ابنه قليلاص و..
-فهمي برجاء: ممكن تسيبني شوية يا يوسف مع مروان
-يوسف ناظراً إليه: حـ.. حاضر، أنا هاروح أصلي وأدعيله لعل ربنا يستجيب
-فهمي وهو يربت على كتفه: يا رب يا بني.
خرج يوسف من الغرفة، ثم احضر فهمي أحد المقاعد ووضعه بجوار فراش ابنه، جلس عليه وأمسك بكف يده، قبلها أولاً، ثم بدأ بالتحدث و...
-فهمي بعيون دامعة: مروان.. سامعني يا بني؟ أنا عارف انك مضايق مني عشان أنا زعلتك.. بس والله كان غصب عني، أنا كنت بفكر بعقلي واتعاملت معاك ع انك صفقة لازم أكسبها وأحافظ عليها بأي تمن، نسيت انك ابني من لحمي ودمي.. نسيت انك روحي.
بدأت عبرات فهمي في التساقط، فمسحها بكف يده ثم اكمل..
-فهمي مكملاً: قوم يا بني ماتفضلش كده، قوم يا حبيبي افرح بشبابك واتهنى.. أنا عمري ما هزعلك تاني، عمري ما هاخليك تتآلم.. أنا كنت قاسي أوي عليك.. أنا غلطت في حقك.. سامحني يا بني سامحني...
حاول فهمي أن يستجمع أكبر قدر من شجاعته لكي يعترف لإبنه بـ...
-فهمي: عارف أكتر حاجة وجعتني ايه، اني كنت شايفك قدامي بتتوجع وأنا واقف اتفرج عليك، شايف قلبك بيتحرق وأنا مش سأل فيك.. بس أوعدك لو قومت اني مش هاقف في طريق سعادتك، هاسيبك تختار طريقك زي ما أنت عاوز.. هاسيبك تتجوز البنت اللي انت بتحبها.. أيوه، أنا موافق انك تتجوزها، قوم انت بالسلامة، وانا والله لأجوزهالك حتى لو غصبن عنك وعنها وعن أهلها كلهم.. أيوه أهلها اللي أنا ظلمتهم بعندي.. أنا هاصلح كل حاجة، هارجع كل حاجة زي الأول وأحسن، بس ات قوملي يا حبيبي، قوم بقى يا بني، أنا معنتش قادر أستحمل سكوتك ده، قووم كلمني، عاتبني قولي انت غلطان يا بابا.. قولي أي حاجة ماتفضلش ساكت كده، أنا قلبي بيتقطع عليك... اهيء.. اهيء.
لم يتمالك فهمي نفسه، وإنما بكى كما لم يبكي من قبل، بكى على ابنه بكاءاً صادقاً من القلب، ذرف دموع الندم لعله بها يستطيع أن يشفي قلبه من الآلم الذي يقتله...
أخفض فهمي رأسه و ظل يبكي ويبكي والدموع تنهمر من عينيه بغزارة لتغرق كف ابنه الذي حركه وهمس بـ..
-مروان هامساً: أنا.. أنا مش.. مش زعلان منك يا.. يا بابا.
صُدم فهمي حينما سمع ابنه يتحدث إليه، رفع رأسه ليتفاجيء به يبلل شفتيه بلسانه وكأنه يريد أن يرتوي بالماء، نهض فهمي مسرعاً، ومال ناحية ابنه يقبل رأسه طالباً منه الغفران و...
-فهمي: سامحني يا بني، أنت أغلى حاجة عندي
-مروان: أنا.. مسامحك
-فهمي بلهفة: أنا.. أنا هنادي الدكتور.. ثواني وجايلك.
خرج فهمي من الغرفة وهو يعدو صائحا ً بـ..
-فهمي: مروان فاق، مروان فاق وكلمني.. ابني صحى واتكلم معايا.
انتفض الجميع على صوت فهمي ودلفوا إلى الغرفة سريعاً، وتأكدوا من صحة كلام فهمي و...
-سليم: الحمدلله يا رب
-أحلام وهي تحتضن ابنها: الحمدلله يا بني انك رجعتلي، الحمدلله ان ربنا استجاب لدعائي، الحمدلله
-عبير: حقك تطلعي حاجة لله يا أحلام
-أحلام: كل حاجة فدى ابني، أنا مش عاوزة إلا هو وبسسس.
حضر الطبيب إلى داخل الغرفة وطلب من الجميع الانصراف لينتهي من عمله بالداخل، إمتثل الجميع إلى أوامره، ووقفوا متشوقين في الخارج...
جاء يوسف من بعيد فوجد الجميع واقفين على أقدمهم، و التوتر يسود الأجواء، شعر أن هناك أمراً ما قد حدث، خطى سريعاً إليهم، كاد يموت رعباً، ولكن طمأنه أنه رأى ابتسامات تعلو وجههم..
-يوسف متسائلاً: في ايه؟ حـ... حصل حاجة؟
-سليم وهو يشير بيده: بص وانت تعرف.
أدار يوسف رأسه رويداً رويداُ ناحية نافذة الغرفة الزجاجية ليجد مروان قد أفاق، والطبيب يفحصه
لم يصدق يوسف عيناه، لقد خر لله ساجداً أنه قد استجاب لدعائه و..
-يوسف: اللهم لك الحمد والشكر.. الحمدلله يا رب، الحمد لله.
أنتهى الطبيب من الكشف على مروان، ثم خرج ليطمأن الجميع و..
-الطبيب: الحمدلله، هو بخير، واقدر أقولكم انه عدى مرحلة الخطر
-سليم: الحمدلله
-عبير: ياااااه..
-أحلام: يعني.. يعني مافيش حاجة فيه؟
-الطبيب: هما بس الكسور البسيطة وشوية الكدمات والرضوض نتيجة الحادثة، ودي ان شاء الله هتتعالج وتخف وهتروح مع الوقت
-فهمي: الحمدلله.. طمنتنا الله يكرمك يا رب
-الطبيب: الله يخليك، تقدروا كلكم تدخلوا تشوفوه وتتكلموا معاه، بس ياريت محدش يجهده، هو برضوه لسه محتاج يرتاح
-فهمي: متقلقش يا دكتور
كان أول من دلف للغرفة هو يوسف الذي كادت دموع الفرحة تنطق بدلاً منه و..
-مروان: انت بتعيط
-يوسف: خضتني عليك
-مروان: انت كنت بتعيط عشاني
-يوسف: وقعت قلبي
-مروان: يعني انت عيطت
-يوسف: خلاص بقى انت هتمسكهالي ذلة..
-مروان: طب ينفع أخدك صورة للذكرى
-يوسف وهو يحتضنه: خد الف صورة، مش مهم عندي أي حد إلا انت
-مروان: هو أنا بقالي أد ايه هنا
-يوسف: كتير.. متعدش
-مروان بتردد: طب وآآآ.. ونيرة!
-يوسف بتنهيدة: مافيش اي أخبار عنها ولا عن ندى
-مروان: أها.
دلف فهمي وأحلام إلى الغرفة والفرحة تكسو وجههما.. إلى الآن لا يصدقان أن مروان مستيقظ ويتحدث إليهم...
-فهمي لأحلام: ان شاء الله أنا هاصلح كل حاجة يا أحلام، عمري ما هاكسر بخاطر ابني
-أحلام: يا ريت يا فهمي، ياريت تعوضه عن اللي حصل
-فهمي: يخرج بس بالسلامة من هنا،وان شاء الله خير
-أحلام: يا رب يسرله كل أمر عسير
-فهمي: امين...
في المطار
أوصل علي عائلة الاستاذ صلاح إلى المطار، انتظرهم بالخارج إلى أن اطمأن على انتهاء الاجراءات بسلاسة ويسر ثم ودع صلاح رفيق الدرب، ورحل حزيناً على فراقه...
كانت عائلة صلاح الدسوقي على أعتاب تحدي جديد.. لقد خسروا كل شيء هنا، ولكنهم كسبوا الشيء الأهم.. هو وجودهم معاً رغم تلك الأزمات الطاحنة التي مروا بها.
سمع صلاح صوت الميكروفون الداخلي وهو يعلن عن رقم رحلتهم.. نهض من مكانه و..
-صلاح: يالا يا بنات، دي طيارتنا
-زينب: اها.. طيب
-ندى: حاضر يا بابا
-فاطيما: أنا عاوزة أقعد جمب الشباك
-زينب: أما نطلع فوق ابقي اقعدي في الحتة اللي انتي عاوزاها
-صلاح: دي مش ميكروباص يا زينب، دي طيارة، يعني كل واحد ليه مكان محدد جواها
-زينب: طيب، وبعدين مش احنا أعدين كلنا جمب بعض هنبقى نبدل سوا
-صلاح: برضوه اللي في دماغك هتعمليه.
كانت نيرة شاردة تفكر في كل ما حدث، في كل ما عصف بحياتها هنا، في كل ما نزع استقرارهم الأسري، بلى لقد كانت تضع أمام عينيها عائلة النقيب و خاصة مروان، هم من دمروا عائلتها، هم من شتتوا شملهم وأعادوهم للغربة فقراء لا يحملون إلا الهم والتعاسة والبؤس والشقاء، لقد حرموهم من أبسط حقوقهم وهي التمتع بحياتهم.. هي عقدت العزم في نفسها ألا تكرر ذلك الخطأ مرتين، ألا تثق في رجل مهما كان، وألا تترك الفرصة -ان سنحت لها- لتنتقم من عائلة النقيب.
لاحظت ندى شرود اختها، فوضعت يدها على كتف اختها لتنبهها و..
-ندى: يالا يا نيرة، طيارتنا جت
-نيرة: طيب
صعد الجميع على متن الطائرة، جلست نيرة بجوار ندى التي استغلت الفرصة لتسأل عما كانت تفكر فيه و...
-ندى: انتي كنتي سرحانة في ايه يا نيرو
-نيرة: هه.. مافيش
-ندى: ممم.. عليا برضوه
-نيرة: عادي
-ندى باصرار: لأ بجد، قوليلي كنتي بتفكري في ايه؟
-نيرة: بأفكر إني مغلطتش تاني
-ندى بعدم فهم: هــاه، مش فهماكي
-نيرة بنظرات باردة مليئة بالقسوة: أقصد يعني لوحصل إني في مرة غلطت يبقى لازم متكونش ( غلطة معرفش أصلحها )...!