رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السابع والعشرون
في موقع مقر الفرع الجديد لشركة النقيب
كان مجدي على وشك الانصراف حينما ناداه صلاح و..
-صلاح: وعلكيم السلام، لو عوزت أي حاجة ابقى تعلالي المكتب يا..مجــــــــدي!
-مروان وقد انتبه للاسم بصدمة: ايييييه! هو ده مجدي السواق!
-صلاح: اه هو
-مروان بحدة وعيون نارية: استنى عندك
-مجدي وقد التفت خلفه: هــاه
-مروان: انت بقى مجدي اللي لا مؤاخذة بتلاغي العيال
-مجدي وقد بدى التوتر عليه: آآآآ... هاه، تـ... تقصد ايه يا بيه؟
-مروان: لأ انت فاهمني كويس
-مجدي: أنا مش فاهم حاجة يا بيه، و.. و..آآآ... عن اذنك ورايا مصالح.
أمسك مروان بمجدي من ياقته وإنهال عليه بالضرب المبرح، لم يعرف صلاح السبب وحاول أن يحول بينهما و...
-صلاح: في ايه يا بني، بتتخانق معاه ليه بس
-مجدي متآلماً: آآآآه، ايه يا جدع انت بتضربني ليه
-مروان: أنا مش بس هاضربك، ده أنا هدبحك.. خد.. طااااااااخ.. بوووم
-صلاح: يا بني اهدى، هو عمل ايه لكل ده.
-مروان: عمل بلوى سودة على دماغه ودماغ اللي جابوه
-مجدي: حوشه عني يا صلاح باشا
-صلاح وهو يحاول التفريق بينهما: طب فهمني هو عمل ايه؟
-مروان: الكلب النجس ده كان بيتعرض لبنتك طمطم
-صلاح بصدمة: ايه؟ بتقول ايه؟
-مجدي: البت كدابة، أنا مجتش جمبها
-مروان: اه يا و***، يا حيوان، مين دي اللي كدابة، ولما خدتها ف حتة المقطوعة كنت عاوز منها ايه يا *****
-صلاح وقد أمسك بمجدي لكي يفتك به هو الأخر: اه يا نجس بقى أنا أئتمنك على بناتي تقوم يا وسـ* تعتدي عليهم
-مجدي: آآآآآآآه... كفاية
-صلاح: ده أنا مش هارحمك، وعمال أشكر فيك، وانت يا كلب بتنهش في عرض بناتي.
-مروان: الكلب ده لازم يتسلم للقسم
-مجدي: لا الله يكرمك، والله معنتش هعمل كده تاني
-صلاح: وبتعترف كمان
-مروان بغضب عارم: وانت كنت ناوي تعمل كده تاني
-مجدي: الشيطان غواني، وأنا.. أنا ضعفت
-مروان: ده انت هتتنفخ.
-صلاح: انا عاوز أعمل محضر في النجس ده
-مروان: وانا مستعد أشهد معاك
-مجدي: الله يخليك يا صلاح باشا كده انا هاروح في داهية
-مروان: ربنا ياخدك وياخد أمثالك
-صلاح بصوت عالي: اطلبوا الشرطة بسرعة للكلب ده
-أحد العمال: حاضر يا عم صلاح.
-صلاح: ليه يا مروان مقولتيش ع الكلب ده من بدري
-مروان: والله جتلك أكتر من مرة بس الظروف مكنتش سامحة إني أقابلك أو احكيلك
-صلاح بغضب: آآآآخ، لو اطول أدبحه كنت عملت
-مروان: ده كلب ولا يسوى يا عم صلاح، متوديش نفسك في داهية عشانه، الوقتي الشرطة هتيجي وهيتعمل معاه الصح، وأنا ليالي معارف في الشرطة هوصيهم عليه، متقلقش، حق طمطم هيتجاب من الوا** ده.
بالفعل حضرت الشرطة إلى الموقع وتم اصطحاب مجدي السائق للقسم، وذهب مع رجال الشرطة كلاً من صلاح ومروان لعمل المحضر، وطلب الضابط من صلاح أن يحضر ابنته الصغري لكي تقص ما حدث معها حتى يتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة ضد هذا السائق...
كان أمام صلاح الدسوقي مهمة صعبة، فهو يريد أن يأتي بابنته الصغرى فاطيما للقسم بدون أن يحكي شيئاً لزوجته وإلا سترفض احضارها، فكان عليه أن يلجأ للحيلة، وهنا تدخل مروان وعرض عليه المساعدة و...
-صلاح: طب أقول لزينب ايه؟ والنبي لا تجيبي البت عشان تحكي عن الكلب اللي جه جمبها، دي يمكن تروح فيها، أتصرف ازاي
-مروان وقد خطرت على باله فكرة ما: أنا عندي اقتراح يا عم صلاح لو مافيهاش مضايقة
-صلاح: قول يا بني، ده انت كتر خيرك انك عرفتني باللي حصل، وإلا كان زماني نايم على وداني ومش عارف أي حاجة، والكلب النجس ده سارح على بنتي وعلى بنات الناس.
-مروان: بص مش بنت حضرتك الكبيرة نيرة باين في ثانوي
-صلاح: أيوه
-مروان: طيب ايه رأيك لو تقول انك لاقيت ميس جديدة ليها تديها الدرس، والناس بتشكر فيها وتاخدها هي وفاطيما، فاهم.. آآآ.. يعني كأنكم رايحين تشوفوا الدرس ده نظامه ايه
-صلاح: اها، وبعدين.
-مروان: بس، وتاخد فاطيما وتفهمها انها تحكي اللي حصل معاها في القسم لواحد صاحبك، ونيرة متقولهاش خالص انك اخد فاطيما عشان تعمل محضر
-صلاح: طب ماهي نيرة أكيد هتسأل أنا أخد فاطيما ليه للقسم
-مروان: بسيطة، تقول انك بتسلم ع صاحبك وعاوز منه عنوان الميس دي عشان تروحولها مكان الدرس بتاعها
-صلاح: مممم...
-مروان: ده أئمن حل
-صلاح: والله حل مش بطال
-مروان: وأنا مستعد أجي معاك
-صلاح: ده أنا تعبك معايا والله
-مروان: لا يا عم صلاح تعب ايه بس، متقولش كده، ده أنا أزعل والله
-صلاح: طب يالا بينا يا بني.
وبالفعل توجه صلاح مع مروان إلى منزله لكي يأخذ كلاً من نيرة وفاطيما معهما...
في منزل صلاح الدسوقي
في غرفة البنات
كانت ندى تجلس على الفراش وهي تتخيل حياتها مع زوجها المستقبلي علاء، حاولت أن ترسم له صورة رومانسية تتماشى مع أحلامها البريئة، تخيلت يوم عرسها وهي تزف إليه بالفستان الأبيض ويكسو وجهها الخجل والحياء وهو يقترب منها ليطبع قبلة على وجنتيها، ولكن قطع تفكيرها صوت أختها نيرة و...
-نيرة بصوت عالي: نـــــــــدى!
-ندى بخضة: في ايه؟
-نيرة: بنادي عليكي بقالي ساعة وانتي مش هنا
-ندى: عاوزة ايه يا نيرة
-نيرة: بصي في حاجة كده أنا كنت عاوزة أقولك عليها بس متتعصبيش
-ندى: حاجة ايه؟
-نيرة: احم... بصي في حد كان باعتلي اضافة ع الفيس بوك و..آآآ
-ندى: حد مين؟ وده عاوز ايه.
-نيرة: انا معرفش هو مين، بس المشكلة انه عمال يبعتلي في رسايل ع الفيس وأخرها باعتلي رسالة ومعاها صورتي
-ندى بفزع وهي تمسك ذراع اختها: اييييه؟ صورتك؟ ازاي ده؟ انتي عملتي ايه بالظبط احكيلي
-نيرة: والله ما عملت حاجة،أنا معرفش هو مين، وبعت أسأله ورد عليا بـ.. آآآآ
-ندى: رد بايه؟
-نيرة: كاتبلي ( هتعرفي أنا مين لما أقابلك )
-ندى: ايه الجنان ده؟ وازاي تسمحي بكل ده يحصل؟ وصورتك جابها منين
-نيرة: معرفش جابها منين، وأنا خايفة أرد عليه
-ندى: لأ انتي مترديش خالص، لو يكون احسن تقفلي البتاع ده، الغيه من حياتك
-نيرة: بس آآآ...
-ندى: بس ايه تاني
-نيرة: شوفي الصورة اللي هو صورهالي، كانت بلبس المدرسة
-ندى: هـــاه... ده معناه انه..انه
-نيرة مكملة: انه عارف أنا فين
-ندى: طب.. طب يمكن يكون مقلب من حد من صحباتك في المدرسة
-نيرة وهي تنهض من مكانها بقلق: مش عارفة، بس أنا حاسة ان في حاجة غلط.
-ندى وهي تجلس على حافة الفراش: انا قولت من الأول وجود البتاع ده هنا هيجيب مصايب، اقفليه، مقدمكيش إلا كده
-نيرة: اوووف
-ندى: ع الأقل الفترة دي لحد الشخص اللي بيعمل كده يعرف ان انتي مش في بالك
-نيرة: ممم...
-ندى: انتي لسه هتفكري، يا بنتي أنا باسمع ان اللي بيمشي ورا الناس دي بيروح في داهية، وأظن اننا مش هننتظر انك تروحي في مصيبة عشان عندك
-نيرة: طب أنا عندي آآآ...
ثم دلفت زينب إلى الغرفة بصورة مفاجئة مقاطعة لحديث الفتاتين و...
-زينب: البسي يا نيرة بسرعة
-نيرة: ليه؟
-زينب: ابوكي جاي ياخدك تشوفي درس جديد
-نيرة بعدم تصديق: نعم؟ درس ايه الوقتي؟
-زينب: هو اتصل بيا، وقالي انك تجهزي نفسك عشان هياخدك تشوفي ميس جديدة
-نيرة: طب أنا مش عاوزة، ما كفاية المجموعة اللي باخدها
-زينب وهي تفتح الدولاب لتنتقي ملابس لفاطيما: والله أبوكي مصمم
-نيرة بدهشة: وانتي بتطلعي هدوم البت طمطم ليه
-زينب: أصلها هتلبس وتروح معاكي
-نيرة بصدمة أكبر: نعم؟
-ندى: هو في ايه بالظبط يا ماما
-زينب: والله ما أعرف أبوكي اللي عاوز كده، فخلصي لبسك أوام.
رن هاتف ندى، فنظرت إلى شاشة هاتفها المحمول فوجدت المتصل هو علاء، تحرجت ندى من الرد عليه امام والدتها واختها، ففضلت أن تضعه على الوضع الصامت إلى أن تخلو الغرفة وتتحدث معه على انفراد و..
-ندى في نفسها: أما ماما تخلص ونيرة تلبس أبقى اكلمك...
-نيرة: كل يوم درس، كل يوم مدرسة، مش هنخلص من الموال ده أبداً
-زينب: افلحي في دروسك وانتي تخلصي.
ثم انصرفت زينب خارج الغرفة تاركة نيرة في حالة من الضيق والتذمر و...
-نيرة بضيق: هو انا كنت ناقصة درس تاني
-ندى: أهوو احسن من انك تضيعي وقتك ع النت
-نيرة: اوووف، حاجة تقرف.
وصل مروان بسيارته أسفل عقار الأستاذ صلاح الدسوقي الذي استأذن لكي يصعد إلى شقته ويأتي بإبنتيه و...
-صلاح: ثواني يا بني هاطلع بس اجيب البنتين من فوق
-مروان: براحتك يا عم صلاح
-صلاح: الله يكرمك يا بني
-مروان: ماتنساش يا عم صلاح ان محدش يعرف باللي حصل
-صلاح: اطمن يا بني.
انتظر مروان في السيارة وتعلو شفتيه ابتسامة لا يعرف من أين تأتي ولكنها للأكيد بسبب توقه لرؤية نيرة، وما هي إلا لحظات مرت كالدهر عليه حتى سمع صوت فاطيما يأتي من بعيد هاتفاً باسمه فالتفت إليها وهو على يقين من أن المفاجأة بل الصدمة ستلجم نيرة حينما تراه أمامه و..
- فاطيما من بعيد: الله! ده مــروان
-صلاح: اه هو
-نيرة وقد فغُرَّ فاهها من الصدمة: هـــاه
-مروان ملوحاً بيده: هاي
-نيرة: مش ممكن.
كانت نيرة ترتدي بنطالاً من الجينز ذو اللون الأزرق الداكن و يعلوه قميصاً باللون الأصفر الليموني
-مروان: طمطم، تعالي
-صلاح: يالا يا نيرة، مالك متسمرة في مكانك ليه
-نيرة: هو ايه اللي جاب ده هنا
-صلاح: مش وقته، يالا بس عشان نلحق اللي ورانا
-نيرة على مضض: طيب.
ركبت نيرة في المقعد الخلفي وعلى وجهها علامات التوتر والضيق، بينما جلست بجوارها فاطيما التي وقفت لتتحدث مع مروان وهو يقود السيارة في مهارة و...
-فاطيما: أنا فرحانة اني بشوفك كل يوم يا مروان
-مروان: ,انا كمان
-فاطيما: هو احنا هنتفسح يا بابا؟
-صلاح: اه يا حبيبتي، بس الأول هاعدي ع واحد صاحبي في القسم أسلم عليه وبعد كده نطلع نتفسح
-نيرة: والدرس اللي انت قولت عليه يا بابا وخليتني ألبس بسرعة عشانه
-صلاح: آآآ...
-مروان متدخلاً في الحوار: هنروحه يا آنسة نيرة بس أما يخلص الأستاذ صلاح مشواره الأول
-فاطيما: يا رب كل يوم نخرج كده ونتفسح
-صلاح وهو يقبل ابنته: حبيبتي يا بنتي، مش عاوزك تزعلي اني كنت مقصر معاكي
-فاطيما: مش فاهمة
-صلاح: ولا يهمك يا حبيبتي، المهم انتي واخواتك عندي أغلى من أي حاجة في الدنيا كلها.
في منزل صلاح الدسوقي
رن هاتف ندى برقم علاء الذي نسيت تماماً أن تطلبه حينما اتصل بها قبل قليل، فأجابت الاتصال على الفور لتتفاجيء بموجة من الغضب العارم الذي صدمها و...
-علاء بنرفزة هاتفياً: أخيراااا حنيتي عليا ورديتي، ايييه يا هانم كل ده عشان تردي على تليفوناتي؟
-ندى: انت أول ما طلبتني أنا رديت على طول والله
-علاء: لأ أنا طلبتك قبل كده ومردتيش
-ندى: كنت مشغولة، ومخدتش بالي انك بتتصل
-علاء: مش أنا قايلك تنامي وتريحي وماتعمليش حاجة
-ندى: الله! معملش حاجة ازاي يعني؟ لو ماما طلبت مني حاجة أقولها لأ... ده ما ينفعش ولا يصح أصلاً
-علاء بضيق: طيب.. ماشي، أنا هاعدي ده بس عشان خاطر امك، المهم قوليلي أخبارك ايه.
-ندى: الحمدلله
-علاء: عملتي ايه في الكام ساعة اللي فاتوا دول
-ندى: شغل البيت
-علاء: ممم... طيب قوليلي انتي لابسة ايه الوقتي؟
-ندى: نعم؟
-علاء: ايه مكسوفة تقوليلي
-ندى: لو سمحت يا علاء مافيش داعي نتكلم في الكلام ده قبل أوانه
-علاء: مش احنا مخطوبين، وقريب هنتجوز
-ندى: لما نبقى نتجوز، لكن الوقتي ماينفعش الكلام ده
-علاء: اوووف، قفلتيني!
-ندى: هاه
-علاء: هابقى اكلمك تاني، باي
-ندى: باي.
أنهت ندى المكالمة وهي تشعر بأنها قد تسرعت في أمر موافقتها على الارتباط بهذا الشخص و...
-ندى: لأول مرة احس اني اتسرعت في قرار، بجد الانسان ده مش مفهوم بصراحة، تصرفاته غريبة..!.
عند قسم الشرطة
وصل مروان بالسيارة إلى قسم الشرطة، تعجبت نيرة من هذا المكان الذي وقفت السيارة بجواره، طلب صلاح من فاطيما أن تنزل معه لكي تسلم على صديقه، بينما طلب من نيرة أن تنتظره في السيارة و...
-نيرة في نفسها متسائلة: قسم شرطة الـ ((...))، ايه اللي جابنا هنا؟ درس ايه ده اللي في القسم
-صلاح: يالا يا طمطم
-فاطيما: هنروح فين يا بابا؟
-صلاح: هندخل نسلم ع واحد صاحبي جوا
-فاطيما: وبعدها نتفسح
-صلاح: اها
-فاطيما: ماشي
-صلاح: يالا يا قلب بابا.
أمسك صلاح بيد ابنته الصغرى فاطيما ودلف بها إلى داخل القسم، كان يحاول أن يخفي الحزن البادي على وجهه، هو سيستمع لأول مرة إلى ما مرت به ابنته دون وعي منها على يد ذلك الذئب المتجسد في صورة انسان.. بينما ظلت نيرة منتظرة في السيارة وهي متقبلة لذلك لوضع.
ظل مروان يراقب نيرة من المرآة الأمامية وهو يبتسم عفوياً، ثم حاول أن يتطرق معها إلى...
-مروان: ازيك
-نيرة: أحسن منك
-مروان مبتسماً: طب الحمدلله
-نيرة: احنا ايه اللي جابنا هنا
-مروان: العربية!
-نيرة: لا والله
-مروان وهو يلتفت إليها: اه والله
-نيرة: طب بص قدامك
-مروان: لأ.
-نيرة: يعني انت مصمم اني أشتبك معاك
-مروان: وليه نشتبك ما تخلينا كده سمنة على عسل
-نيرة: حد قالك انك بارد
-مروان: طب ليه الغلط بس
-نيرة: انا مش عارفة بابا ايه اللي خلاه يجيبك توصلنا بدل مجدي السواق
-مروان بصبية: متجبيش سيرة الزفت ده تاني
-نيرة: في ايه؟ انت مالك بيه؟ ده السواق بتاعنا
-مروان: الكلب الحيوان
-نيرة: متغلطش فيه.
-مروان: وانتي بتدافعي عنه أوي كده ليه
-نيرة: وانت ايه اللي مضايقك منه
-مروان: مترديش على سؤالي بسؤال
-نيرة: يوووه، أقولك على حاجة أنا ماشية من هنا
-مروان: لأ مش هتنزلي من العربية
-نيرة وهي تحدق به: افندم؟
-مروان: انتي أمانة معايا لحد ما باباكي يطلع من جوا
-نيرة: أهــا.. قولتلي.. الكلام ده تمشيه ع حد تاني مش عليا، فاهم!.
كانت نيرة على وشك الخروج من السيارة ولكن منعها مروان بضغطه على القفل الالكتروني الخاص بسيارته فأغلق الأبواب كلها
-نيرة وهي تحاول فتح الباب: انت عملت ايه؟ افتح الباب!
-مروان: لأ مش فاتح، وهتفضلي هنا
-نيرة: انت ايه؟ بتضايقني كده ليه
-مروان: اوووف.
-نيرة: استغفر الله العظيم، يا رب هون
-مروان محاولاً أن يبدو هادئاً: قوليلي، هو الزفت اللي اسمه مجدي ده.. آآآ... آآآ... اتعرضلك في حاجة
-نيرة بعدم فهم: اتعرضلي؟
-مروان: اها
-نيرة: وانت بتسأل ليه
-مروان: كده وخلاص، ممكن تردي على سؤالي بعد اذنك
-نيرة: لأ.
-مروان محاولاً أن يسألها بطريقة اخرى: يعني آآآ... محاولش انه..آآ.. يقرب منك أو يلمسك
-نيرة: قطع ايده هو ولا غيره قبل ما يعمل كده ولا حتى يفكر في ده، هو أنا كنت هاسكت أصلاً، لأ انت متعرفنيش بقى
-مروان وقد اطمئن: طب كويس
-نيرة: وبعدين قولي انت عمال تسأل عنه كده ليه؟
-مروان: عادي يعني
-نيرة: والله أنا حاسة ان في حاجة ورا اسئلتك دي
-مروان: هـاه.. متخديش في بالك
في داخل القسم
دلف صلاح إلى غرفة الضابط المسئول عن تحرير المحضر، وبدأ في مخاطبة فاطيما باسلوب بسيط وسلس كي يعرف منها ما يريد دون أن تشعر بالريبة أو البغض مما حدث و..
-صلاح: سلمي على عمو الظابط يا طمطم
-فاطيما وقد ذهبت إليه: حاضر
-الضابط وهو يصافحها بيده: انتي فاطيما؟
-فاطيما: ايوه يا عمو أنا طمطم
-الضابط: ممم.. طمطم، اسم حلو، انتي في سنة كام يا أمورة؟
-فاطيما: في رابعة ابتدائي
-الضابط: ماشاء الله، ده انتي كبيرة
-فاطيما: ايوه
-الضابط: طمطم أنا كنت عاوز أحكي معاكي في حاجة
-فاطيما: ايه يا عمو
-الضابط: عارفة مجدي السواق.
-فاطيما وقد تغيرت ملامح وجهها واختفت البسمة من على وجهها: هــاه
-الضابط: أنا مسكته عشان بيعمل حاجات غلط ووحشة
-فاطيما وهي تهز رأسها: أها
-الضابط مكملاً: وهيتعاقب عن كل حاجة غلط عملها، قوليلي بقى يا طمطم هو مجدي ده عملك حاجة
-فاطيما وهي تنظر لأبيها بخوف: آآآ...
-الضابط: متخافيش يا حبيبتي، قوليلي ومحدش هيعملك حاجة
-فاطيما بخوف:آآآ... أنا.. أنا
-صلاح: طمطم حبيبتي قوليلي مجدي ده عملك حاجة، قولي يا بنتي و متخافيش
-فاطيما: بس.. آآ..
- صلاح: بس ايه؟
-فاطيما: أصل ماما ممكن آآآ...
-صلاح: ملكيش دعوة بماما، هي مش هتعرف حاجة، احكيلي لعمو عن مجدي ده وهو هيتعاقب ع اللي عملوه
-فاطيما: حاضر.
بدأت فاطيما في قص ما حدث من تجاوزات من مجدي معها بكل براءة، بينما كان وجه صلاح يحتقن بالدماء مع كل كلمة يسمعها من ابنته الصغرى، كيف يمكن لذئب كهذا أن يستغل سذاجة وبراءة طفلة لا تعي أي شيء من اجل شهوات حيوانية شاذة.
وما إن انتهى الضابط من سؤال فاطيما حتى أعطاها بعض الحلوى لشجاعتها ونصحها بــ...
-الضابط: أي حد يا طمطم يقولي ع حاجة لازم تحكيها مع ماما أو بابا، ومتخليش أي حد مهما كان انه يحط ايده عليكي أو يلمسك
-فاطيما وهي تهز رأسها بالايجاب: حاضر
-الضابط: ومتخافيش من أي غلط عملتيه لازم تقولي لحد كبير، مش تسكتي.
-فاطيما: طيب
-الضابط: وحضرتك يا استاذ صلاح لازم تكون اكتر وعي للناس اللي شغالين معاك، في ناس كتير نفوسها مريضة ونوايها خبيثة، والحمدلله ان الموضوع بان في بدايته
-صلاح: حاضر يا حضرت الظابط، الغلط عندي إني آمنت على بناتي مع كلب زي ده من غير ما أتأكد منه.
في مكتب علاء
استغل علاء وقت الراحة الخاص به ليطلب إحدى قريباته ويستفسر منها عن...
-علاء وهو يبحث عن رقم ما بهاتفه: مممم... أنا فاكر إني مسجل رقمها هنا، أيوه أيوه.. هو ده.
اتصل علاء بقريبته رضوى لكي يطلب منها خدمة ما و...
-علاء هاتفياً: الووو
-رضوى: الوو، ايوه، مين معايا؟
-علاء: ايه ده نسيتي صوتي بالسرعة دي
-رضوى بعدم فهم: انت مين؟
-علاء: متخافيش يا رضوى، أنا علاء
-رضوى: علاء مين؟
-علاء: علاء ابن طنطك سناء، نسيتني
-رضوى وقد تذكرته: أهــــا.. علاء.. ازيك؟ فين أراضيك يا بني؟
-علاء: انا تمام يا رضوى، انتي عاملة ايه؟
-رضوى: أنا الحمدلله بخير
-علاء: يا رب دايماً، المهم أنا كنت عاوزك في خدمة
-رضوى: قول كده بقى، انا برضوه شكيت، انت دايماً بتتصل لما تكون عاوزة مصلحة من حد
-علاء ضاحكاً: دايماً فهماني يا رضوى
-رضوى: ها، قول عاوز ايه؟
-علاء: انتي لسه بتطلعي رحلات زي عوايدك
-رضوى: أها.. ايوه لسه بنظم رحلات
-علاء: طب كويس أوي، انتي هتطلعي رحلة قريب
-رضوى: ايوه
-علاء: حلو جداااا، أنا عاوزك بقى تحجزيلي فيها لـ 2
-رضوى: مممم... قولتلي، لمين؟
-علاء بفرحة: ليا ولخطيبتي
-رضوى بعدم تصديق: ايه ده، هو انت خطبت؟
-علاء: ايوه يا ست رضوى، خطبت من كام يوم
-رضوى: ألف الف مبروووك، ومين دي بقى تعيسة الحظ اللي وقعت معاك
-علاء بضيق وحدة: رضـــــوى، أنا مش بحب الكلام ده، وأظن انتي عارفة ده كويس
-رضوى: سوري مقصدش، أنا بهزر معاك
-علاء بحدة: المهم يعني في مكان فاضي في الرحلة دي
-رضوى وهي تتحدث بلكنة جدية: اه يا علاء في مكان
-علاء: طب احجزيلي فيها
-رضوى بتردد: آآآ...
-علاء: ها يا رضوى؟
-رضوى: اوك حاضر يا علاء عشان خاطرك بس
-علاء: اوك، ومتنسيش تعمليلي تخفيض، ولا احنا قرايب ع الفاضي
-رضوى على مضض: احم... أه طبعاً
-علاء: ماشي، وأنا هبقى أعدي عليكي اديكي الفلوس
-رضوى: اوك
-علاء: يالا سلام
-رضوى: باي.
أنهت رضوى المكالمة مع علاء وهي تدعو الله أن يعين تعيسة الحظ التي ستتزوج منه و..
-رضوى لنفسها: الله يكون في عون البنت اللي هتجوزك، بجد أنا مش عارفة دي وافقت ازاي ع الارتباط من أساسه بيك.. ده انت.. استغفر الله العظيم، انت زي ما انت، ماتغيرتش...!.