رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والأربعون
في منزل صلاح الدسوقي
اطمئن مروان على نيرة ثم استأذن بالانصراف من غرفتها..
دلفت فاطيما خلفهما وارتمت هي الأخرى على فراشها ولوحت بيدها لمروان قبل أن تغفو و..
-فاطيما بصوت ناعس: باي يا مروان
-مروان: باي باي يا طمطم.
في نفس الوقت كان يوسف يتحدث مع الأستاذ صلاح ويقص له ما حدث باختصار، اعتلت الدهشة والصدمة وجه صلاح الذي لم يتخيل أن ابنته مرت بتلك التجربة القاسية بمفردها و...
-يوسف: الآنسة ندى انفصلت عن اللي اسمه علاء ده
-صلاح: نعم؟ انفصلت
-يوسف: ايوه، الكلب كان عاوز يعتدي عليها في الباص وأنا ادخلت ومنعته
-صلاح بصدمة: ايييه؟ يعتدي عليها؟ الواطي الحيوان الـ *****
-يوسف: متقلقش حضرتك احنا ظبطناه.
-صلاح بضيق: وازاي محدش بلغني باللي حصل ده؟هو أنا أخر من يعلم باللي حصل مع بنتي
-يوسف محاولاً تهدئته: لأ مش كده والله، احنا بس مكوناش عاوزين نقلق حضرتك
-صلاح: نعم؟ تقلقني؟ دي بنتي مش حد غريب
-يوسف: اهدى يا استاذ صلاح.. هي والله بخير، وانت شوفتها بنفسك
-صلاح: قسماً بالله ما سايبه، هو مفكرني ايه؟ دي ندى مش اي حد... أنا من الأول مكونتش موافق ع الجوازة دي، بس أمها اللي صممت.
سكت يوسف لبرهة من الوقت ليفكر بشأن مفاتحة الأستاذ صلاح بشأن ارتباطه بندى، ولكنه حسم الأمر بــ...
-يوسف بتردد: استاذ صلاح... آآآ... أنا.. أنا عارف ان ده مش وقته، بس... بس أنا كنت... آآآ.. كنت عاوز اطلب ايد ندى بنتك
-صلاح: انت كمان؟
-يوسف بعدم فهم: مش فاهم حضرتك؟ يعني ايه أنا كمان؟.
خرج مروان من الغرفة فاستمع إلى الجزء الأخير من الحوار الدائر بين يوسف والاستاذ صلاح، فعلق على كلامهم بـ...
-مروان: هو يقصدني أنا
-يوسف وقد التفت اليه: انت
-مروان: أصل أنا الصبحية طلبت ايد نيرة
-صلاح: أنا مش عارف أقولكم ايه، بس ده لا الظرف المناسب ولا حتى الوقت المناسب لطلباتكم دي، واعذروني أنا محتاج أطمن ع بناتي وأشوف حالهم..!
-مروان: بس نيرة تعبانة جوا وآآآ...
-صلاح مقاطعاً: أنا هتصرف، دي بنتي وهعرف اطمن عليها بنفسي
-يوسف وهو يضع يده ع كتف مروان: يالا يا مروان
-صلاح باقتضاب: شرفتوا
-مروان: تصبحوا ع خير
-صلاح: وانت من اهله.
انصرف يوسف ومروان من منزل الأستاذ صلاح..
بينما أسرع صلاح لغرفته لكي يوقظ زوجته التي كانت تغط في سبات عميق و..
-صلاح: اصحي يا زينب بناتك رجعوا بالسلامة
-زينب بصوت ناعس: طب الحمد لله
-صلاح: فوقيلي كده يا زينب، البت نيرة تعبانة جدا وندى فركشت خطوبتها
-زينب وقد جحظت عينيها من الكلام: بتقول اييييه؟.
نهضت زينب من نومتها، واعتدلت في الفراش لتتلقى الصدمة التي أخبرها صلاح بها و..
-صلاح: زي ما سمعتي
-زينب: يعني ايه؟ أنا قايمة أشوف في ايه.
توجهت زينب لغرفة بناتها، وبالفعل أخبرتها ندى بكل ما حدث معها بعد أن قامت بعمل كمادات مياه باردة لنيرة، واعطاها جرعة دواء وخافض للحرارة...
أصاب زينب الحزن بعدما علمت بما صار خلال الرحلة، حاولت ندى التهوين عليها و..
-ندى وهي تربت على كتف والدتها: الحمدلله يا ماما انها جت ع أد كده
-زينب بنبرة حزن: الحمدلله
-ندى مكملة: محدش عارف كان ممكن يجرالي ايه لو كنت كملت معاه ولا بقيت مراته حتى، ده انسان مش طبيعي بالمرة.
-زينب وهي تزم شفتيها: ولا كان يبان عليه، وأمه بس عمالة تتشرط علينا وتتفرد وتتنك... تروح تشوف ابنها الأول بدل ما كانت بتتنطط علينا
-ندى: ايوه
-زينب: كانت نصيبة سودة، معلش يا بنتي ربنا يعوضك بالأحسن منه
-ندى مبتسمة: يا رب
-زينب: نامي انتي يا حبيبتي، والصباح رباح ان شاء الله
-ندى: حاضر يا ماما، المهم بس انتي متزعليش نفسك.
-زينب وهي تمط شفتيها: محدش يستاهل أزعل عليه، ربنا ينتقم من اللي كان السبب ووقعنا معاهم
-ندى: نصيبنا، وأهي تجربة وعدت بخيرها وشرها
-زينب: ايوه، الحمدلله.. قومي يالا غيري هدومك ونامي
-ندى: حاضر يا ماما، تصبحي ع خير
-زينب: وانتي من أهله.
في غرفة نوم صلاح وزينب
كان عقل صلاح مشغولاً بالتفكير في كل ما حدث مع ابنتيه اليوم.. حاولت زينب أن تهون عليه ولكنه كان يشعر بالآسى، بل يلوم نفسه لأنه تساهل مع من لا يستحق و..
-صلاح بآسى: ده أنا كان ناقص أعمله كل حاجة عشان خاطر بنتي، والكلب ده ميقدرش الأمانة اللي معاه ويتعرضلها
-زينب: واد قذر ناقص رباية، حقنا نروح نفضحه ونفرج عليه الدنيا
-صلاح بتوعد: يطلع بس علينا النهار وهاخلي اللي ما يشتري يتفرج عليه.. مش بنت صلاح الدسوقي اللي يجي واحد زي ده جمبها ويفكر يلمسها غصب عنها...!
-زينب: حقك يا أبو البنات
-صلاح: المهم وسط ده كله يا زينب ألاقي الشابين اللي جايبنهم طالبين ايد بناتك الاتنين
-زينب باستغراب: ايييه؟ شابين مين؟ لأ فاهمني يا حاج من الأول
-صلاح: بصي يا زينب آآ...!.
في فيلا سليم الكومي
عاد يوسف إلى فيلته بعد أن أوصل مروان إلى فيلته، صعد الدرج وتوجه إلى غرفته، ثم ألقى بنفسه على الفراش وهو يتذكر كل تلك اللحظات التي قضاها مع ندى.. بلى هي ندى قلبه وروحه... هي تلك التي استطاعت أن تقتحم عالمه بقوة وتطغى عليه.. لقد مست كيانه بالكامل برقتها وعذوبتها وطريقتها، لقد اكتفى بوجودها في حياته.. بات يوسف زاهداً في كل شيء إلا وجوده بقربها...
أدهشه في البداية معرفة مروان بوالدها، ولكن تلاشت تلك الدهشة حينما علم سبب المعرفة، لذا أصبحت الأمور بالنسبة له الآن أكثر وضوحاً، وبناءاً عليه بدأ يفكر في التخطيط لما سيحدث لاحقاً...
لقد عقد العزم على أن يفاتح والديه باكر في أمر ارتباطه الرسمي بندى، حتى يضمن أنها له.. بلى له هو فقط دون غيره...
في فيلا فهمي النقيب
دلف مروان إلى غرفته وهو يكاد لا يستطيع أن يوقف عقله عن التفكير بنيرة وحالها الآن، هو يريد أن يطمئن عليها، ولكن كيف سيفعل هذا، هو لا يملك حتى رقم هاتفها المحمول، فقط رقم والدها الذي يخشى من ردة فعله بعدما علم بما حدث...
المشكلة الأكبر لدى مروان الآن ليست والد نيرة أو حتى نيرة نفسها، وإنما المشكلة الحقيقية هي والده فهمي، فهو رجل صعب المراس، اقناعه بأمر الارتباط بفتاة ما وهو مازال يدرس هو أمر شبه مستحيل، فماذا عن ردة فعله حينما يعلم أنها مازالت في المرحلة الثانوية.. هو يعتمد على الله أولاً ثم والدته السيدة أحلام في مساندته في تلك المسألة المصيرية بالنسبة له...
قرر مروان أن يستحم ثم يخلد للنوم ومن ثم يبدأ تحديه الجديد في الصباح الباكر مع والده...
في صباح اليوم التالي
في منزل صلاح الدسوقي
قرر صلاح أن يتناول افطاره ثم يذهب إلى مسكن علاء هذا لكييوبخه على ما فعل مع ابنته.. كانت زينب تشجعه على هذا، في حين حاولت ندى أن تثني والدها عن اقحام نفسه في مزيد من المشاكل مع أمثال هؤلاء..
-ندى: يا بابا عشان خاطري، هو خلاص غار بعيد عننا، مافيش داعي نكبر المسائل
-صلاح: عاوزاني أسكت ازاي يا ندى وهو مد ايده عليكي وحاول انه آآآ...
-ندى وقد أطرقت رأسها: الحمدلله يا بابا، هي عدت ع خير، عشان خاطري الانسان ده بجح ووشه مكشوف مش هايهمه انه يطلع عليا كلام وحش ولا يجيب سيرتي بحاجة بطالة
-صلاح بنرفزة: ده أنا أقطع لسانه قبل ما يفكر حتى يعمل كده
-ندى متوسلة: أمانة عليك يا بابا لو بتحبني بجد متروحش ليه، هو انتهى بالنسبالنا، الله يخليك يا رب.
نتيجة توسلات ندى المستمرة، اضطر صلاح أن يرضخ لمطلبها، وعَدَل من رأيه وقرر عدم الذهاب إليه، وإنما التوجه فقط إلى عمله.
بعد أن انصرف صلاح، أمسكت زينب بذراع ابنتها وطلبت منها أن تقص لها حكاية ذاك الشاب الذي تقدم لخطبتها بالأمس و...
-زينب بسعادة: نووودة حبيبة ماما، تعالي بقى يا أمورة قوليلي ايه حكاية الشاب الحليوة اللي جه يتقدملك
-ندى بخجل: ماما
-زينب: لأ ده انا عاوزة أعرف كل حاجة بالتفصيل الممل.. تعالي في الأوضة عندي احكيلي بالظبط قبل اخواتك ما يصحوا.
في فيلا سليم الكومي
على غير عادته، استيقظ يوسف مبكراً لكي يتحدث إلى والده قبل أن يذهب إلى عمله..
استغرب سليم كثيراً حينما رأى ابنه مستيقظاً منذ الصباح الباكر، عَدَل من وضعية نظارته على أنفه، ووضع الجريدة جانباً، ثم أشار له لكي يجلس معه ويتناول الافطار و..
-سليم: أول مرة أشوفك بتصحى بدري، وخصوصا لما تكون راجع من رحلة
-يوسف مبتسماً: اها.. احم.. آآآ
-سليم: ها، عاوز ايه يا جوو؟
-يوسف: هو باين أوي عليا إني عاوز حاجة
-سليم: اه طبعاً.. ده انت ابني الوحيد وانا عارفك كويس
-يوسف: طب حيث كده بقى أنا كنت عاوز أفاتح حضرتك في موضوع آآآ...
انضمت عبير إليهم على مائدة الافطار و...
-عبير مقاطعة بابتسامة عريضة: مش معقول، جوو هيفطر معانا، أنا مش مصدقة
-يوسف وهو يقبل والدته: صباح الخير يا ماما
-عبير وهي تحتضنه: صباح الخير يا حبيبي، حمدلله ع سلامتك
-يوسف: الله يسلمك يا ماما
-عبير وهي تمسح بيدها على رأس ابنها: ها يا قلبي اتبسطت في رحلتك؟
-يوسف: الحمدلله أوي
-عبير: ربنا يبسطك كمان وكمان
-يوسف: تسلميلي يا أمي
-سليم: ها كنت عاوز تقولي ايه؟
-عبير بعدم فهم وهي تجلس: في ايه؟
-سليم: أصل ابنك جوو كان عاوز يفاتحني في موضوع مهم
-عبير: مممم...
-يوسف: الحكاية كده من غير أي مقدمات اني عاوز اخطب
-سليم: تخطب!
-عبير مبتسمة: بجد؟
-يوسف: ايوه
-سليم: بنت حد نعرفه؟
-يوسف: هو احنا نعرفه ومش نعرفه في نفس الوقت
-سليم مستفهماً: تيجي ازاي دي؟
-يوسف: والد ندى شغال في آآآ...
-عبير مقاطعة بابتسامة عريضة: ممم.. اسمها ندى
-يوسف ملتفتاً لوالدته: ايوه يا ماما
-عبير: طب كمل يا جوو.
-يوسف موجهاً حديثه لوالده: باباها ماسك شغل المقاولات بتاع عمو فهمي
-سليم وهو يطرق باصابعه على الطاولة: أها.. وبعدين
-يوسف: بس وهما ناس طيبين وفي حالهم وأنا عاوز أتجوزها
-سليم: مممم... تجوزها!
-يوسف: ايوه
-سليم: لما نتأكد الأول من أبوها وعيلتها دي، ساعتها نشوف موضوع الجواز ده
-يوسف مضيفاً: لعلمك يا بابا مروان ناوي يخطب أختها الصغيرة
-عبير بدهشة: كمان؟
-سليم مستغرباً: ايييه؟
-يوسف مؤكداً: ايوه، هو طلبها من أبوها بس الأستاذ صلاح مردش عليه
-سليم وقد نهض من مكانه: هنبقى نتكلم في الموضوع ده بعدين يا يوسف
-يوسف بفزع: يعني انت مش موافق يا بابا؟
-سليم: يا بني أنا لا موافق ولا مش موافق.. انا بس عاوز أعرف معلومات الأول عنهم وبعد كده نبقى نتكلم.. انت مش ابن أي حد، انت ابن سليم الكومي
-يوسف وقد أطرق رأسه: طيب
-سليم: مش عاوزك تقلق يا بني، أنا بس هاطمن الأول ع الجماعة دول واعرف كل حاجة عنهم وساعتها هاقولك رأيي
-يوسف: طب هترد عليا امتى؟
-سليم: اديني فرصة لحد ما أعرف اللي أنا عاوزه عنهم
-يوسف: طيب يا بابا
-سليم: أنا رايح الشركة، اشوفكم بعدين، سلام
-يوسف: مع السلامة يا بابا
-عبير: سلام يا سليم.. طمني اما توصل
-سليم: حاضر.
انصرف سليم إلى عمله، بينما ظلت عبير مع يوسف تحاول أن تعرف منه معلومات اضافية عن تلك الفتاة التى آسرت قلبه...
-عبير: طب البنت عرفتها فين؟
-يوسف: هي معايا في الكلية
-عبير: زميلتك في الدفعة
-يوسف: لأ في الفرقة التانية
-عبير غامزة: حلوة؟
-يوسف: زي القمر يا ماما
-عبير مازحة: احلى مني؟
-يوسف: لأ طبعاً.. انتي الأصل يا أمي
-عبير: يا بكاش
-يوسف: عشان خاطري يا أمي أنا بجد حبيت ندى من قلبي، فعاوزك تخلي بابا يوافق عليها
-عبير: اطمن يا جوو، لو ابوك كان رافض الفكرة كان قفل ع الموضوع، لكن اديله فرصة بس يعرف اللي هو عاوزه ويطمن وبعد كده اللي فيه الخير يقدمه ربنا
-يوسف: تفتكري بابا ممكن يرفض عشان هما مستواهم المادي أقل مننا
-عبير: لأ معتقدش.. باباك تفكيره مش كده
-يوسف بقلق: ربنا يستر.
في فيلا فهمي النقيب
كان مروان ينتظر استيقاظ والديه من النوم على أحر من الجمر.. وما إن رأى والده ينزل الدرج حتى أسرع إليه يطلب منه الحديث معه في أمر هام و...
-مروان بلهفة: بابا..
-فهمي بدهشة: مروان! خير يا بني في ايه؟ انت واقف هنا ليه
-مروان: ده أنا مستنيك من بدري عشان تصحى
-فهمي: ليه؟ في ايه حصل؟
-مروان: اطمن يا بابا مافيش حاجة خطيرة، بس أنا كنت عاوز اكلم حضرتك في حاجة مهمة تخصني
-فهمي وهو يشير بيده: طب تعالى نتكلم جوا المكتب
-مروان: حاضر.
دلف مروان خلف أبيه إلى ذاك المكتب الفخم والضخم بفيلتهم، جلس والده أولاً على مقعده الوثير ثم أسند ظهره للخلف وظل ينظر لمروان بتمعن شديد.. جلس مروان أمامه، وهو يفرك يديه في توتر شديد.. وبدأ بالحديث و...
-مروان بتوتر: بابا آآآ.. انا.. انا كنت آآآ..
-فهمي: في ايه يا مروان اتكلم... قولي عاوز ايه
-مروان: أنا بحب واحدة وكنت عاوز آآآ..
-فهمي بنظرات باردة: ها...كمل
-مروان: انا كنت عاوز آآآ.. اخطب
-فهمي وقد اعتدل في جلسته: نعم، تخطب؟
-مروان: احم.. ايوه
-فهمي بتهكم: مش لما تفلح في دراستك الأول تبقى تيجي تقولي اخطب
-مروان: ما انا ان شاء الله ناوي انجح السنادي
-فهمي: يبقى بعدها تيجي تكلمني
-مروان: بس انا كنت عاوز اتجوزها وانا في الدراسة
-فهمي: اها.. قولتلي بقى.. بلاش الهبل ده
-مروان بحدة: بابا ده مش هبل، دي حياتي اللي انا بفكر فيها ومستقبلي اللي انا آآآ...
-فهمي مقاطعا بضيق وهو يضرب بقبضة يده على سطح المكتب: مستقبلك ده اللي انت مضيعه بقالك كام سنة، جاي دلوقتي تقولي عاوز اتجوز عشان مستقبلي
-مروان: قبل كده مكنش عندي هدف ولا دافع.. لكن الوقتي نيرة هي الدافع اللي هيخليني أخد بالي اكتر من مستقبلي
-فهمي: ممم.. اسمها نيرة! ودي بنت مين في مصر ان شاء الله
-مروان بتردد: بنت آآآ... بنت الأستاذ صلاح
-فهمي: الأستاذ صلاح مين؟
-مروان: الأستاذ صلاح الدسوقي، اللي ماسك مقاولة الفرع الجديد
-فهمي بنرفزة: نعم؟ بنت المقاول؟ انت اتجننت
-مروان: لأ يا بابا
-فهمي: رايح تحبيلي بنت المقاول بتاعي؟
-مروان: مالها بنت المقاول يا بابا؟ بنت تربية وكويسة واخلاق
-فهمي ساخراً: ياسلام..! ودي لحقت تعرفها امتى عشان تحبها؟ رد عليا
-مروان: شوفتها كام مرة واتكلمت معاها وآآ..
-فهمي: لا والله عشان شوفتها يبقى خلاص بقيت بتحبها
-مروان: أيوه يا بابا، أنا عرفت بنات كتير قبلها ومكنوش يفرقوا معايا، لكن دي الوحيدة اللي قدرت تخطف قلبي
-فهمي: بلاش كلام لأفلام الهابطة دي
-مروان: يا بابا ده مش كلام، دي حقيقة
-فهمي: قفل معايا في الموضوع ده أنا مش فاضي للكلام الفاضي ده، وصلاح حسابه هيكون معايا عسير
-مروان: تقصد ايه يا بابا؟ انت ناوي ع ايه؟
-فهمي: أنا طالع الشركة.. سلام!.
انصرف فهمي من مكتبه تاركاً مروان يتخبط في أفكاره وفي مصير مستقبله.. لكن رغم كل ما سيحدث سيظل ثابتاً على موقفه ولن يتخلى عن نيرة...
في شركة فهمي النقيب للاستيراد
وصل فهمي للشركة وهو في قمة ضيقه يعامل كل من يقابله بحدة ونرفزة، حاول الموظفون تجنبه قدر الامكان وعدم الاحتكاك به حتى يتقوا شره.. وما إن دلف لمكتبه حتى طلب السكرتيرة لكي تأتي إليه فوراً و...
-فهمي بنرفزة: اطلبيلي اللي اسمه صلاح الدسوقي وخليه يجيلي المكتب فورا
-السكرتيرة: المقاول
-فهمي بحدة: ايوه الزفت
-السكرتيرة بقلق: حاضر يا فندم.
بالفعل اتصلت السكرتيرة هاتفياً بالاستاذ صلاح وابلغته بضرورة الحضور فوراً إلى مقر الشركة الرئيسي لمقابلة فهمي بيك في أمر عاجل...
بعد برهة من الوقت
وصل الأستاذ صلاح إلى الشركة، ثم صعد إلى المكتب وانتظر دوره.. أبلغت السكرتيرة الاستاذ فهمي بوصول صلاح فأمرها بأن تسمح له بالدخول و..
-السكرتيرة وهي تشير برأسها: اتفضل فهمي بيه في انتظارك
-صلاح: شكراً يا بنتي.
طرق صلاح الباب قبل أن يدخل، ثم سمع صوتاً من الداخل يسمح له بالدخول و..
-صلاح: سلامو عليكم
-فهمي باقتضاب: وعليكم..
-صلاح: خير يا فهمي بيه؟ في حاجة
-فهمي: عاوزك تلم كل عمالك واللي يخصك من الموقع وتسلم ورق المقاولة للسكرتيرة
-صلاح بعدم فهم: ليه يا فهمي بيه؟ هو حصل حاجة لا سمح الله؟
-فهمي: خلاص انا نهيت التعاقد معاك
-صلاح فاغراً فاه: هـــاه
-فهمي: ومش عاوز اشوف وشك تاني في أي مكان يخصني
-صلاح: طب ليه كده بس؟
-فهمي بعصبية: مش عارف ليه؟ أعملي فيها غبي ومش فاهم وانت مخلي بنتك تلف ع ابني وتضحك عليه
-صلاح والدهشة تعلو وجهه: اييييه؟ بنتي؟
-فهمي: ايوه بنتك.. ولو خايف ع بنتك بجد تبعدها عن مروان ابني، أحسنلك تخليها في البيت، وإلا قسماً بالله هتندم.. والله هتندم..!
-صلاح بقلق: هــاه.. آآ..
-فهمي وهو يشير بيده للباب: اتفضل من غير مطرود، والمحامي هيكلمك عشان الشرط الجزائي
-صلاح وهو مطرق الرأس: اللي تشوفه حضرتك.. عن اذنك.
انصرف صلاح من المكتب وتدور في رأسه ألاف الأفكار عن سبب انهاء التعاقد، ولم يخطر بباله أن تكون ابنته هي السبب في هذا، بل الأسوأ من هذا أن حياتها مهددة...
في شركة سليم الكومي للاستثمار والتطوير العقاري
اتصل سليم هاتفياً بصديقه فهمي ليستفسر منه عن أمر صلاح الدسوقي و...
-سليم هاتفياً: ازيك يا فهمي، اخبارك ايه؟
-فهمي هاتفياً: الحمدلله
-سليم: بقولك ايه، انا كنت عاوز اسألك عن واحد شغال عندك
-فهمي: مين ده؟
-سليم: هو ماسك عندك شغل مقاولات باين، آآآ... اسمه تقريباً صلاح
-فهمي: صلاح الدسوقي
-سليم: اه هو.
-فهمي بعصبية: عمل ايه الزفت ده كمان
-سليم: الله! مالك بتكلم عنه كده ليه؟
-فهمي: عشان بنت الباشا عرفت ازاي تبلف الواد مروان وتوقعه! أل ايه مروان عاوز يتجوز، تخيل!
-سليم ضاحكاً: هههههههههه، هو لحق يقولك
-فهمي: انت بتضحك
-سليم: ايوه بضحك، أصل يوسف هو كمان لسه قايلي ع البؤين دول
-فهمي: أنا مش فاهم حاجة
-سليم: بص يا فهمي الواد جوو كان صاحي من الفجرية، ودي من المرات النادرة اللي بتحصل، أل ايه عشان يقولي انه عاوز يتجوز
-فهمي: اها.. وبعدين
-سليم: وأما سألته عاوز تتجوز مين؟ وليه؟ وعشان ايه؟ قالي عاوز أتجوز بنت صلاح الدسوقي ودي ابوها شغال في مقاولة عمي فهمي وانه بيحبها، ده حتى مروان ابنك بيحب اختها!
-فهمي وهو يمط شفتيه: يروح يتنيل الأول ينجح.. ها وعملت ايه؟
-سليم: ولا حاجة..
-فهمي بنفاذ صبر: ازاي ولا حاجة؟ ده أنا طربأت الدنيا ع اللي اسمه صلاح ده هو واللي جابوه
-سليم: ليه بس كده يا فهمي
-فهمي: انت مالك بارد كده ليه يا سليم؟ بقى ابنك يقولك انا عاوز اتجوز بت مش من مستوانا ولا تليق بينا وانت عادي كده
-سليم: طب وفيها ايه، مش هو بيحبها
-فهمي: نعم؟ حب، انت عارف كويس إني مش بتاع الكلام الفارغ ده
-سليم: بس مسيرهم يحبوا ويتجوزوا ويكونوا بيت ويستقلوا بحياتهم عننا.
-فهمي: أها.. ده امتى بالظبط؟ اومال لو مكنش ولادنا الاتنين ساقطين وبينجحوا بالضالين
-سليم: طب مايمكن حبهم للبنات دول يديهم الحافز انهم ينجحوا ويتعلموا ازاي يتحملوا المسؤلية
-فهمي بعصبية: ده اسمه كلام فارغ ولعب عيال
-سليم: ماينفعش الأمور تتاخد بالعصبية دي يا فهمي، اهدى وخلينا نتكلم بالعقل
-فهمي: أنا لو ما اتصرفتش دلوقتي ابني هايضيع مني، وأنا مش هاستنى لما البت دي تضحك عليه وتضيعه
-سليم: طب ما هو يوسف ابني وانا بحاول اتصرف برضوه معاه، بس بالعقل.
-فهمي: والله أنا طريقتي غير طريقتك، وتفكيري غير تفكيرك، وأنا مش هاستنى ضياع ابني واقف ساكت أتفرج
-سليم: بس متخليش عصبيتك دي تيجي على ابنك وتضيعه منك.. انت عارف مروان عنيد ازاي، هو مش صغير ولا لسه في ثانوي عشان تتعامل معاه بالشكل ده.. ابنك راجل كبير دلوقتي بغض النظر عن انه فاشل في الدراسة زي صاحبه الانتيم
-فهمي: انا مش طايق أسمع كلمة زيادة في الموضوع ده يا سليم!
-سليم: طب انا هاكلمك بعدين، بس قبل ما تعمل حاجة تندم عليها بعد كده، حط حب ابنك ومصلحته قدام عينيك!
-فهمي: يولع الحب واللي عاوزه، وأنا يا سليم بقولك اهوو.. انا مش هاسيب صلاح الزفت ده إلا لما أدمره هو وبنته طالما فكروا يجوا جمب ابني...!