قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل السادس

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل السادس

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل السادس

وقفت ضحي أمام تلك الفيلا التي ستعمل بيها، كانت تنظر إليها بدهشة وصدمة فهي أقل ما يقال عنها أنها قطعة أثرية.
ازداد توترها عندما وجدت مجموعة من الحرس يقفون بالخارج، لم تكن اجسادهم عادية بل كانوا اشبه بأجساد كمال الأجسام ذو الأجساد الضخمة.

ذهبت إليهم بتوتر ووقفت أمام احد منهم وجدت نفسها لا تذكر أمامه، ازدرقت ريقها بتوتر محدثة نفسها: يالهوي ايه دا، دا فخدته أطول مني، يا تري دا لو حب يهزر معايا ويضربني ممكن اتجبس؟
فزعت من صوته الهاتف بإسمها بشدة: يا آنسة، عايزة حاجة.
ابتسمت إليه بطريقة بلهاء هاتفة بغباء: سلامتك والله، عايزة سلامتك يبشا.
هتف بها بغلظة: انتي جاية تهرزي هنا!

نفت برأسها بسرعة عندما تحولت ملامح وجهه إلى الغضب الشديد: لا والله، ثم ابتلعت ريقها ومازلت تنظر لعضلات جسده بخوف: انا جاية اشتغل هنا، جاية بدل خالتي ام رضا.
نظر اليها بتفحص ثم قال بجمود: خليكي هنا هبلغ الباشا.
اومأت إليه بصمت ووقفت تطلع على القطعة الاثرية كما اسمتها هي بإعجاب شديد.

سمعت صوت صافرة سيارة من خلفها فابتعدت قليلًا نظرت بداخلها فوجدت امرأة كبيرة يظهر على ملامحها الغرور والتكبر، عندما رأها الحارس قام بفتح باب القصر بسرعة وعندما همت بالدخول وقفت امامها بسيارتها نظرت إليها من رأسها لأخمص قدمها بتعالي ثم ولجت للداخل.
تشنج وجه ضحي بقرف هاتفة بحدة: مالها ام أربعة واربعين دي، بتبص كدا ليه وهي شبه البومة.

انتفضت من مكانها على صوت الحارس الغليظ: اتفضلي جوه الهانم مستنياكي في الصالون.
أومأت له ثم قامت بالدخول وبمجرد دخولها فتحت فمها ببلاهة من هذا المنظر الطبيعي الساحر، قائلة بغباء: الجنينة شبه الغيط اللي حدانا بالبلد، ايه الجمال دا يا ولاااد.

وجدت يد توضع على كتفها فانتفضت بفزع وعادت للخلف بخوف، ولكن هدأ خوفها عندما وجدتها صديقتها آيات التي تنظر إليها بتعجب، كرمشت بين حاجبيها بتعجب لرؤيتها هنا، كادت أن تسألها ولكن سبقتها هي باستغراب: ضحي؟ بتعملي ايه هنا.

كادت أن تسألها أيضًا عن سبب وجودها هنا ولكن ربطت اسمها بإسم القصر، نعم فهي آيات الراوي وهذا قصر الراوي مما يعني أنها ابنة صاحب هذا المكان، للحظة أحست ببعض الإحراج لأنها ستعمل لدي منزل صديقتها ولكن رمت كل تلك الأفكار خلف ظهرها لتجيبها بابتسامة ودودة: أنا جاية اشتغل هنا.
قطبت جبينها بتعجب: تشتغلي هنا؟ ازاي مش فاهمة؟

اومأت لها ضحي بتأكيد موضحة لها: ايوا جاية اشتغل بدل خالتي ام رضا علشان تعبت أوي وفي نفس الوقت مينفعش تسيب شغلها هنا علشان متترفدش زي ما قالولها.
اومأت لها أيات: فعلا معاها حق، الأوامر هنا صارمة جدًا، صمتت قليلًا ثم نظرت إليها بتعجب: بس ازاي هتشتغلي هنا وانتِ اصلًا بتشتغلي في شركة كبيرة يا بنتي واي تأثير منك شغلك هيتعرض للخطر؟

حدقتها بسخرية ولاحت عينها بألم: شغل؟ لا ما انا خلاص سبته ومش هشتغل في الشركة القذرة دي تاني.

نظرت إليها بدهشة خاصة عندما تجمعت بعض العبرات بعينيها، فأخذتها من يدها ثم قامت بالدخول لتقص عليها كل ما حدث بداية من عملها مع مرتضي الرفاعي وإعطائها مرتبها مقدمًا مع صرف العديد من المكافأت النقدية التي لم تكن قليلة نهائيًا حتى سماعها له لخطته الدنيئة ومحاولته للإعتداء عليها حتى فرت منه بصعوبة تاركة الدماء تأخذ مجراها على رأسه.

شهقت آيات بصدمة قائلة بخوف وحدة: يا نهاااار اسوووود، ايه اللي انتي بتقوليه دا، ازاي دماغه بالقذارة دي.
ثم صمتت قليلًا قائلة بفزع: طيب افردي كان مات أو جراله حاجة؟ وقتها هيوديكي في داهية خصوصًا إنك بقيتي عارفة كل حاجة عن خطته القذرة.
نفت ضحي برأسها مؤكدة: لا ممتش، لأني بصيت ورايا لقيته بيحاول يلحقني وأنا وقتها جريت وخرجت برا الشركة خالص.
تنهدت بإرتياح: طيب الحمد لله.

نظرت إليها ضحي قائلة بفزع: يخربيتك نستيني، دا الحارس قالي ادخلي للهانم جوا وانا بقالي ربع ساعة قاعدة معاكي، وسعي يخربيتك.
ثم دخلت بسرعة وهي تجري بينما آيات تحاول اللحاق بها بضحك: يا بنتي استني هتلاقيها ماما متخافيش.
لم تستمع لها بل ولجت للداخل بسرعة وسألت الخادمة عليها، علمت مكانها فقامت بالدخول إلى الصالون وجدت فريدة وأمامها على المقعد تلك المرأة التي كانت بالخارج وعصام زوج فريدة.
السلام عليكم.

نطقت بها ضحي للفت انتباههم وبالطبع نظروا لها، توترت منهم قليلًا ولكنها حسمت أمرها بالتحدث ولا تعلم لمن تتحدث فكانت تنظر إليهم جميعًا ببلاهة: انا ضحي، جاية اشتغل بدل أم رضا.
نظرت إليها فريدة واومأت لها بود: اهلًا يا ضحي، الحارس بلغني باللي قولتيه وإن شاء الله الدادة تبقي بخير وترجع تاني.

ابتسمت إليها ضحي وأحست من ملامح وجهها بالحنان، ولكن عكر صفوها صوت ميمونة المتعالي: وهو اي حد يتعب يجييوا بداله شغالة لا عارفين لها لا اصل ولا فصل.
نظرت إليها بغيظ ولكنها اجابتها ببرود: مش كل الناس زي بعضها يا هانم، انا عارفة نفسي كويس.
وقفت بغضب ناهرة إياها بحدة: انتِ اتجننتي يا بت انتِ، ازاي تتكلمي معايا بالاسلوب بتاع الشوارع دا.

نظر عصام لميمونة بغضب ولكن حاول أن تخرج نبرة صوته بهدوء فميمونة هي زوجة أخيه أولاً وآخرًا ولا يحق له رفع صوته عليها: البنت مقالتش حاجة يا ميمونة، ياريت انتي تحترميها علشان هي كمان تحترمك.
نظرت اليه بحدة صائحة بغضب: لا والله؟ مفضلش غير الخدامين اللي هعملهم حساب! لا عال اوي والله.
نظرت اليهم بغضب وحدقتها بغل وكره لا تعلم سببه ثم صعدت إلى غرفتها بخطوات غاضبة.

نظرت فريدة إلى وجه ضحي الذي تحول إلى اللون الأحمر من شدة الغضب، فهي لا تسمح بإهانة كرامتها حتى لو على حساب عملها ولكنها قررت التغاضي عن تلك الإهانة ولكن المرة القادمة لن تصمت عن حقها ابدًا، كادت فريدة أن تتحدث ولكن وحدت ابنتها آيات قادمة باتجاه ضحي قائلة بمرح: ايه يا ضحضح، شكلك اتعرفتي على بابا وماما.

تعجبت فريدة من معرفة ابنتها بها وكذلك عصام، نظرت آياات إلى والديها فقامت بالتعريف عن صديقتها بمرح: دي ضحي اللي حكتلكوا عليها قبل كدا، ملكة المصايب.
نظرت إليها ضحي بغيظ، فضحك كلًا من فريدة وعصام على ملامح وجهها المتذمرة، ذهبت فريدة إليها قائلة بحنان: اهلًا يا حبيبتي، آيات حكت لينا كتير عنك، هي بطبيعتها مش بتصاحب حد متوحدة بمعني اصح.
ماما.

زجرتها آيات بتذمر فعلي صوت ضحكاتهم وخاصة عصام الذي نظر لضحي بنظرات غير مفهومة وبنفس الوقت حنونة، ولكنها لم تعلق.
كانت آيات قد روت ما حدث معها لعائلتها فنهرها أخيها بشدة لعدم إتصاله بها ولكنها قامت بقص كل ما حد معها منذ مساعدة ضحي ورزان لها حتى اصبحوا على علاقة وطيدة ببعضهم البعض، حينها سعدت فريدة كثيرًا لوجود أصدقاء مع ابنتها فهي عادة ما تتجنب وجود أي شخص بجانبها.

استأذنت منهم ضحي قائلة باحترام: طيب أنا هروح شغلي بقا، عن اذنكم.
بينما على الناحية الأخرى كانت الخادمة ترتعد خوفًا من هذا الذي يصرخ عليها بشدة: انتي سمعتي أنا قولت إيه؟ نفذي كل اللي قولتلك عليه بالحرف الواحد.
تحدثت الخادمة بتلعثم: يا باشا كل الخادمين اللي هنا كبار في السن مش هعرف انفذ اللي طلبته مني.

تحدث بجمود مرعب: أنا قولتلك اللي عندي، يا اما ورحمة ابويا هخلص عليكي وما هرحمك، ثم اغلق الهاتف بوجهها جاعلًا إياها ترتعد خوفًا من تهديده.

طلبت رضوي من ساهر أن تقابله لأمر هام، حاول فهم ما تريده ولكن صوتها الغاضب جعله يرضخ لطلبها بالنهاية، ذهب حيث المكان المتفق عليه وجدها جالسة على إحدي الطاولات، ذهب إليها وجد ملامح وجهها حادة متعصبة فتسائل باستغراب: مالك يا رضوي، شكلك متضايق.
حدثته بلامبالاة: عادي
ثم اقتربت منه كأنها تخبره سر خطير: اصل انا اتخانقت مع عيال في الجامعة.

اقترب منها وفعل ما فعلته تمامًا قائلًا بهمس مثلها: واتخانقتي مع العيال دول ليه يا مصيبتي؟ ودل ولاد ولا بنات؟
تحدثت بنفس الهمس: كانوا خمس شباب بعضلات كبيرة، واتخانقت معاهم عشان كانوا بيدايقوني، ثم علت نبرة صوتها فجأة جعلته يفزع منها: بس أنا مسكتش ابدًا.
رجع للخلف بفخر: تربيتشييي، عملتي ايه بقا؟
رفعت رأسها بتكبر قائلة بفخر: قولتلهم هجبلكم خطيبي، اللي هو انت يعني.
احيه.

لطم على وجهه بحدة: ليه كدا ليه، انا عايز ادخل دنيا وانتي عايزة تخرجيني منها خالص ليه.
صمت قليلًا قائلًا بفزع: قولتلهم هجبلكم مين؟
خطيبي.
ابتلع ريقه بصعوبة: انتي قولتي كام واحد؟
خمسة يا بيبي وبعضلات كبيرة.
بتلقائية وضع يده على وجهه فانكمشت ملامحه وهو يتخيل ما سيحدث له، قائلًا بنبرة توشك على البكاء: وبعضلات كبيرة؟ يا مصيبتك يا ساهر؟ يا شبابي يما، دول بعضلات لا وكبيرة كمان.

انفلتت ضحكة مرحة من ثغرها فحدجها بغيظ: اسكتي، اسكتي انتي خالص، يوم ما تطلبي مني حاجة تكوني عايزاني اتضرب.
تحدثت بدلال أطاح المتبقي من عقله: في ايه يا سهورتي يعني أنا غلطانة إني طلبت مساعدتك.
نظر إليها متحدثًا بهيام: يالهوي على سهورتي اللي طالعة منك، لا دا انا اهد جبال عشان خاطرك يا روحي مش اتضرب بس.

رغم انها كانت تمزح ولكنها خجلت من حديثه هذا واشتعل وجهها بحمرة خفيفة، شردت قليلًا فهي لم تختبر تلك المشاعر من قبل، تشعر معه كأنها طفلة صغيرة وهو والدها يحق لها الدلال وقتما تشاء، لاحظ هو خجلها فابتسم بخفة قائلًا بخبث: مكنتش أعرف إن الفراولة بتطلع في الشتا.
تحدثت بصوت خافض من كثرة الخجل: بس يا ساهر بقا الله.

ضحك على ملامحها بشدة بينما تحدث قائلًا بقلق: المهم قولتيلي هتضرب امتي؟ ق، قصدي هضرب العيال دي امتي.
اسبلت عينها ببراءة: المفروض بكرا.
علي كدا اخلي امي تجهزلي المكركرون والقطن عشان الدم اللي هيحصل.
نظرت إليه بتهكم فقال هو موضحًا: مش ليا يا بنتي، دا ليهم هما عشان هيصعبوا عليا بس انتي متعرفنيش ولا ايه.

ضحكت عليه بقوة بينما هو شاركها المرح بينما قلبه ينبض بشدة من قربها هذا، هو تأكد إنه يحبها لا بل يعشقها لذلك لن يفرط بها ابدًا.

دخلت مروة جدة عمر إلى قصر الراوي بغضب يحتل ملامح وجهها، وجدت ضحي أمامها فقالت بحدة: هو فين الحرامي ابن الحرامية اللي هنا.
نظرت اليها ضحي باستغراب: حرامي مين، محدش حرامي هنا.
هو فيه غيره عمر الحقير، والله لهبلغ عنه بوليس الآداب.
اندهشت ضحي منها قائلة بتفكير: واااو بوليس الاداب عشان حرامي، لا دا انتي شاربة حتة ب 200 إنما ايه دماااغ.

حدجتها مروة وهي تفتش عليه خلف الكراسي الموضوعة بالصالة: هتلاقيه مستخبي هنا ولا هنا، اصل انا عارفاه المعفن دا، مش بيستخبي غير في البلاعات.
ضحكت عليها ضحي بشدة: ليه هو فار؟ وبعدين لو بيستخبي في البلاعات زي ما بتقولي بتدوري ورا الكراسي ليه يا حاجة.
لم تجيبها مروة بل اكملت بحثها عن حفيدها عمر السارق كما اسمته، حاولت ضحي مساعدتها قائلة بهدوء: طيب اوصفيلي شكله وانا هدور معاكي.

وقفت مروة امامها وظلت تشرح بيدها: بصي هو عامل زي البغل كدا، وله وش وشعر.
تشنط وجه ضحي قائلة بتعجب مصطنع: سوبهااااان الله، له وش وشعر! ازاي يا جدع بس.
أومأت لها مروة بتأكيد ثم أكملت: اه وكمان لابس بنطلون.
تؤتؤ وسعت منك عالاخر دي، وكمان بنطلون؟
أومأت إليها مرة أخري مؤكدة فتابعت: اه وكمان عنده ايد متنسيش دا.
تمام أوي كدا، لا طالما عنده المواصفات الفريدة من نوعها دي يبقي اكيد هنلاقيه متقلقيش.

انفرجت شفتي مروة بسعادة: اي دا بجد؟ يا حبيبي يابني وحشني أوي بقالي كتير مشفتهوش، ثم تحدثت بتأثر لما تشوفيه خليه يجيلي اخده في حضني أصله غايب بقاله سبع سنين.
ثم تركتها وذهبت وهي تمسح دماعتها بينما الاخري واقفة تنظر لأثرها بنظرات مشدوهة: ايه الولية الضاربة دي، هو مين بيودي على فين.
ضربت يد بالأخري ثم ذهبت لإكمال عملها، لكنها وقفت تفكر بصوت عالي: هو ينفع فعلًا نبلغ بوليس الأداب عن قضية سرقة!؟

فزعت عندما وجدت صوت غليظ يأتي من خلفها قائلًا بحدة: انتي مين وبتعملي ايه هنا؟

علي الناحية أخري وقفت الخادمة في مكان معزول عن الثصر، التفت حولها بحرص ثم أخرجت هاتفها تحدث شخصًا ما، بعد عدة ثواني أتاه صوته الرخيم يحدثها بغلظة: ايه بتتصلي ليه.
نظرت حولها مرة أخري لحماية نفسها قائلة بصوت منخفض: في واحدة جديدة جت تشتعل النهاردة وعلى حظنا إن هي لسه صغيرة يعني مش كبيرة في السن زي الباقيين اللي هنا.

ارتسمت على شفتيه ابتسامة شيطانية: طب كويس أوي، ابدأي باللخطة البي قولتلك تنفذيها، صمت قليلًا ثم أكمل بتهديد: من غير ولا غلطة، فاهمة؟ ولاااا غلطة.
اكدت إليه الخادمة بتأكيد: اوامرك يا باشا، ثواني هبعتلك صورتها.

ثم قامت ببعث الصورة له من خلال محادثة الواتساب لكنها انتفضت بقوة عندما استمعت لصراخه: ااااه يا بنت الك، ورحمة أبويا لو وقعت في ايدي ما هرحمها، ثم اغلق الهاتف بوجه الأخر التي ازدرقت لعابها بخوف، ثم ذهبت لتنفيذ خطتهم الدنيئة.

أما على الناحية الأخري، قام بدفع كل ما تقع عينيه عليها بغضب جامح وعيون تطلق منها الشرار: بقا هي كانت جاية تشنغل عندي لمصلحته! وأكيد عرف اللي هعمله، ورحمة ابويا لهخلص عليها وعليه، بس قبلها لازم اشوفهم مزلولين قدامي زي الكلاب، وهخليهم يتمنوا الموت وميطلهوش.

انتفضت ضحي على صوته الحاد فنظرت اليه بفزع: في ايه يا عم ما براحة مش كدا الله.
نظر لها بغضب قائلًا بحدة: انتي ازاي تكلميني بالطريقة دي، انتي متعرفيش أنا مين ولا ايه يابت انتي.
تأففت من حديثه قائلة بتذمر: هو انا كل اما اكلم حد في البيت ده يقولي متعرفيش بتكلمي مين، ما تعيش عيشة اهلك يا عمهم بقا عشان تريح وتستريح.

ظهرت خطوط حمراء حول عينه مما يدل على عصبيته الشديدة فبلعت ريقها بتوتر: في ايه مالك، انت بتتحول ولا ايه دانا بهزر يخرييتك.
صاح بها بعصبية: احترمي نفسك يا حيوانة وانتي بتكلميني.
احتدت عينها بغضب: حيوان لما يلهفك يا بوز الاخص انت، هو انت مفكر عشان حلو حبتين ولا ليك عضلات حلوة تلت حبات إنك هتخوفني، لااا بقولك اييييه فوووق يا عنيااااا.

تجمع من بالمنزل على صوت صرخاتهم ولكن تلك المشاكسة لم تصمت بل اكملت حديثها بقرف: وبعدين انت شايف نفسك على ايه دا انت كلك على بعضك بعضلاتك ميسواش جنيه.
شهقت ايات بعنف، فمالت على مراد الذي يتابع الموقف بصدمة هو الآخر، قائلة برجاء: الحق البت قبل ما يقتلها، مش هيخلي في خلقتها حتة سليمة.
نظر إليها مراد شزرًا قائلًا بتهكم: انتي عايزة اخوكي يقتلني؟ يلا يابت من هنا.

امسكت زراعه برجاء: وحياة عيالك يا مراد، البونية هتموت في ايده.
هز مراد رأسه نافيًا: مستحيل اتدخل.
بعد عدة دقائق كان مراد يمسك ذراع يزن بقوة محاولًا السيطرة عليه حتى لا يقتلع رأسها بين يده، ولكن هي لا تتوقف بل تزيد من وقاحة لسانها السليط قائلة بغضب: طيب على فكرة انت بوء والله وخلاص.

وقف عن صراعه مع مراد ونظر إليها بجمود ثواني وكانت يده تفلت من يد مراد وعصام الذي حاول التدخل أيضًا وتطبق على زراعها بقوة: انا هعرفك مين اللي بوء يا حيوانة.
حاولت الإلفات منه ولكن لم تستطيع بينما جاء عمر ورأي ما حدث فحاول التدخل مما زاد غضب يزن أكثر ففاجئه بلكمة أطاحت به أرضًا.
صاح عمر بتألم: ااااه ياني يماااا، حرام اللي بيحصل فيا دا والله.

وأخيرًا استطاع عصام ومراد السيطرة على يزن وإبعاده عنها فصاح غاضبًا: عشر دقايق فاهمة، عشر دقايق، لو مغرتيش منها هنا قولي على نفسك يا رحمان يا رحيم.
نظرت اليه ضحي بتهكم وأشاحت بيدها وهي تذهب: سيبهالك مخضرة ياخويا، قال هخرج من الجنة تك وكسة توكسة وعفرة تعفرك ونصيبة تشيلك.
صاح يزن بمراد بغضب: سيبني يا مراد والله هقتلها.
تحدث عصام بحدة: خلاص بقا يا يزن اطلع اوضتك وشوف انت رايح فين.

حدقه بحدة ثم صعد لغرفته بغضب جامح وهو يتوعد لها ويتصاعد من عينه شرارات من الغضب الجامح.
ذهبت آيات إلى عمر الماكث على الأرض بألم قائلة بضحك:
قوم، قوم يا ضنايا انت اللي اتاخدت في الرجلين.
مد يده إليها بألم: حسبي الله فيكوا عيلة، مش حرام تيجوا على بسكوتة زيي.
تحدث مراد بسخرية: مش عيب عليك تبقي ظابط شحط وتقول على نفسك بسكوتة.

ضحكت آيات بقوة على حديثه بينما عمر حدجه بغيظ: والله المساجين هناك ارحم منك انت والبغل التاني، ثواني وكان يتألم بألم نظر بجانبه وجد فريدة تحدجه بغيظ ضاربة إياه على عنقه من الخلف بقوة: احترم نفسك وانت بتتكلم على ابني.
نظر إليها بعتاب: كدا يا ديدا، دانا بقول انتي اللي فيهم.
احترم نفسك يا حيوان وقولتلك ميت مرة متدلعهاش.
كان هذ صوت عصام الغاضب من خلفه.

نظر إليهم عمر بغيظ ثم ابتعد عنهم قائلًا بصوت عالي: انتو كلكو عليا ولا ايه. ، انا رايح لمروة احسن.
لكن هذا المسكين لم يعلم ما تحضره اليه جدته مروة وذهب إلى هناك منتظرًا مصيره.
بينما نظرت فريدة لعصام فأشارت له أن يذهب معها أومأ إليه زوجها ثم ذهبوا إلى غرفتهم معًا.
نظر إليهم مراد بذهول موجهًا حديثه لآيات: الحقي امك شقطت ابوكي ومشيت.
ضحكت عليه قائلة بمرح: ايوا خدت بالي، عقبالك يا نمس.

نظر إليها بهيام: قولي يارب بس وتحس بيا.
ضحكت على ملامحه قائلة بتمني: إن شاء الله، يلا باي بقا هطلع اذاكر شوية.
ذهبت من امامه بينما هو وضع يده موضع قلبه قائلًا بهيام: إن شاء الله هتكوني مراتي يا آيات قلبي.
ثم تنهد براحة لرؤية فرحتها اليوم ثم ذهب لإستكمال عمله هو الآخر.

دخلت فريد ويليها عصام إلى غرفتهم، نظرت إليه فريدة بخبث فغمز لها بمشاكسة: عايزة تنحرفي ولا ايه؟
طالعته بعدم فهم، ثواني وكانت تنظر إليه بصدمة: يخربيت قلة ادبك يا عصام، أنا قصدي حاجة تانية.
اقترب منها ببطئ: اي دا هو لسه في حاجة تانية.
تأففت من نظراته المربكة تلك قائلة بحدة: يا عصام ركز معايا بقا.
يا عيون عصام اركز معاكي اكتر من كدا كمان.
هزت رأسها بيأس قائلة بضحك: طيب بص.
فين؟

قالها بخبث شديد فصرخت من نيته: عصااااااااام.
فزع من صوتها العالي قائلًا بعتاب: اخص عليكي قصدي ابص على ايه، دايما ظلماني كدا؟
تحدثت بسخرية: اه انا ظالمة، ثم تحولت ملامح وجهها للجدية: انا عارفة انك فاهم أنا عايزة أقول إيه.
هز رأسه موافقًا إياها هاتفًا بضحك: ايوا فاهم، المهم ياستي ازاي ندخل البنت ي حياة يزن.

تنهدت طويلًا قائلة بحيرة: مش عارفة، البنت دي هي اللي هتغير يزن وهترجعه زي ما كان وأحسن، هتخرجه من المستنقع القذر اللي دافن نفسه فيه.

فعلاً معاكي حق، محدش قدر يقف ليه ويكلمه بالطريقة دي غيرها هي، روحها حلوة وكلامها مرح كلامها بيدخل البهجة عالقلوب بسرعة، وكمان بعتت لواحد من رجالتي يعمل تحريات عنها وعرفت كل حاجة عنها وإن ليها اخ كمان شغال في شركة من شركاتنا، وسمعته طيبة وهي كذلك، بس والدها هو اللي ساكر بيرجع كل يوم وش الصبح وسمعت عنه كلام مش ولا بد.
تحدثت فريدة بتهكم:
يا ماشاء الله وعاملي فيها من بنها وانت جبت حياتها كلها.

رفع رأسه بغرور: انا محدش يتوقعني.
غمزت له بمشاكسة: إلا أنا طبعًا يا صاصا.

حاولت فريدة بإقناع يزن بإبقاء ضحي بالمنزل بحجة أنها تحتاج إلى العمل وذلك من أجل والدتها المريضة وانها نادمة على فعل ذلك، رفض رفضًا قاطعًا ولكن مع إصرار والدته وتدخل آيات بالأمر هي الأخري، اضطر للموافقة بامتعاض ولكن بدون أن تظهر بوجهه حتى لا يقتلها ويخلص العالم من لسانها السليط.

بينما فعلت المثل مع ضحي التي كانت تشتعل من الغضب لكلماته الحادة وكادت أن تذهب إلى أن آيات أقنعتها متحججة بأنها إن ذهبت لم تتمكن أم رضا من العمل هنا مرة أخري، وبالفعل وافقت على المكوث وهي تتوعد له بالكثير، ستجعله يجن منها ولكن الصبر.

وبعدما أنهت عملها عادت إلى المنزل بإنهاك وجدت أخيها يجلس بغرفته وبمجرد رؤيتها امتعض وجهه بغضب ولكنها حاولت إرضائه كثيرًا قائلة بحزن على غضبه منها: متزعلش مني عشان خاطري يا ساهر، والله مكنتش قصدي أدايقك والله، وبعدين انا حكيت ليك كل حاجة.
نظر إليها بغضب: حكتيلي كل حاجة بعد ما عملتي اللي في دماغك، لا كتر خيرك يا ست ضحي والله.

ثم خرج تاركًا الغرفة لها هو يعلم بأنها طيبة القلب وكانت تريد مساعدة جارتها المريضة ولكن لا بد بتعليمها درسًا قاسيًا حتى لا تقع بالمشاكل بسبب طيبتها الزائدة.
أما هي دخلت غرفتها بحزن وعلامات الخزي تحتل وجهها، نزلت دموعها عندما وجدت معاملة أخيها الجافة لها، فهي لا تعتبره أخيها، بل ابيها الروحي.

بالخارج قامت والدتهم بوضع الطعام أمامهم فاستدعت ساهر الذي جاء وجلس أمامها بينما هي ذهبت لمناداة ضحي التي رفضت تناول الطعام.
خرجت بيأس من غرفتها ثم جلست أمام ابنها فسألها باستغراب: امال ضحي فين؟
اجابته بيأس: مش راضية تاطل وهي على لحم بطنها من الصبح.
أومأ لها قائلًا باطمئنان: متقلقيش هقوم اجيبها واجي.

ثم ذهب إلى غرفتها وطرق الباب فسمع صوتها السامح له بالدخول، ولج للداخل وجدها جالسة على فراشها وعلى وجهها أثار البكاء.
نظرت إليه بحزن بينما هو ذهب إليها جالسًا بجانبها ثم ضمها إليه بحنان مبادلة إياه هي الأخري فتشدق بحنان: متزعليش مني، عارف إني قسيت عليكي بس كله لمصلحتك، مش عايزك تاخدي أي قرار من دماغك غير لما ترجعيلي بعد كدا.

خرجت من أحضانه فتحشرج صوتها بالبكاء: والله صعبت عليا لقيتني بقولها كدا علطول من غير ما افكر، اسفة والله متزعلش مني.
مسح دموعها قائلًا بحنان: مش زعلان منك على أد ما انا خايف عليكي عشان كدا كان لازم اقسي عليكي حتى لو كان عقابي هين.
نظرت إليه بطرف عينها وهي تمسح عيونها: عقاب هيّن اه، انت هتقولي.
ضحك بمرح ثم جذبها: تعالي يلا عشان ناكل أصل انا على لحم بطني من الصبح.

اجابته هي الاخري: وانا كمان والله على لحم بطني من الصبح.
حدجها بسخرية قائلًا بتهكم: أقطع دراعي اما كنتي واكلة سبع مرات النهاردة.
جلست على الطعام ناظرة له بنهم: الله، كشررررري.
ثم بدأت بتناوله بسرعة كانها لم تأكل منذ سنوات.
امتعض ساهر: براحة ياختي هتخلصي الأكل.
رفعت يدها في وجهه قائلة بخوف: الله اكبر، خمسة خمسة خمسة عليا.

نظر إليها بقرف ثم بدأ هو الآخر بتناول طعامه ولم يخلو من حديث شقيقته المرح والمزعج له أحيانًا.
حل الليل على الجميع وعم السواد من جميع الأنحاء فكانت السماء خالية من النجوم إلا من القليل منها فكانت كاحلة للغاية كقلوب بعض البشر التي انطبعت بداخلهم.

كان يزن يجلس بغرفته يرتشف تلك المادة التي المادة المدمرة للأعصاب بالتهام، رفع رأسه للأعلي براحة ثم نظر للذي أمامه بقهر واضح بعينيه، ضغط على رأسه بقوة محاولًا طرد تلك الذكريات من رأسه ولكن محاولته بائت بالفشل فقام بإهتياج ثم قام بتكسير كل ما تطوله يده بغضب شديد صارخًا بغضب: كل داااا بسببكووووووا، وهيجي الوقت اللي هتدفعوا التمن فيه واحد واحد.

ثم ارتمي على فراشه بصدر يعلو ويهبط بحدة من شدة الغضب والقهر بذات الوقت.

عم الصباح على الجميع فتجهزت ضحي للذهاب للعمل مبكرًا فكانت الساعة هي السابعة صباحًا، خرجت من غرفتها وجدت أخيها هو الآخر يستعد للخروج.
نظرت إليه باستغراب: صاحي بدري ليه كدا.
توتر ساهر بإجابته فأجاب بصوت حاول جعله هادئ قدر الإمكان: لا عادي هروح الشغل بدري عشان فيه ورق لازم اخلصه قبل ما الموظفين يجوا.
اومأت له بتفهم: تمام، يلا وانا كمان راحة الشغل.

ذهبوا سويًا ومن ثم افترقوا وصلت هي إلى الفيلا المنشودة فدخلت المطبخ وأعدت لها قدحًا من الشاي حتى تقلل من الصداع الذي أصابها ولكن لم تعد حساب للخادمة التي وضعت عدة حبوب بالكوب الخاص بها فهي كانت منشغلة بترتيب إحدي الأرفف، انتهت من عملها وكذلك انتهت من كوبها.

ذهبت إليها الخادمة قائلة بتوتر لم تستطيع إخفائه وهي تقدم لها صينية مليئة بالطعام: خدي الأكل دا طلعيه ليزن باشا في اوضته ودا فنجان القهوة بتاعه حسبي يقع منك.
نظرت إليها ضحي باستغراب ولم ترتاح لنظراتها تلك: طيب ما تطلعيها انتي، مش دا شغلك.
اجابتها بتلعثم: اصل، اصل انا تعبانة شوية وعايزة استريح.
اومأت لها بامتعاض ثم اخذت منها الطعام وقامت بالذهاب إليه وصداع رأسها يفتك بها.

طرقت على باب غرفته، لم تستمع لشئ ففتحت الباب ببطئ شديد ولكنها لم تجد أي شخص بالداخل.
وضعت الطعام على الطاولة المجاورة لفراشة ثم وقفت ولكنها احست بدوار شديد، نظرت للفراش فتحدثت بابتسامة بلهاء: اي دا، الله سرير.
ثم قفزت فوقه بسعادة ولم تشعر برأسها التي مالت عليه ذاهبة في سبات عميق ولم تشعر بأي شئ حولها.
بينما هو خرج من المرحاض عاري الصدر ويلف حول خصره منشفة وطويله وخفف شعره بالمنشفة التي بيده.

لاحظ تلك النائمة على فراشه، نظر إلى وجهها فجز على وجهه اسنانه بغيظ قائلًا بحدة: الصبر يارب، شكلها ايام مش معدية وهي قاعدة هنا.
ارتشف كوب الماء من على طاولة الطعام التي امامه ليهدأ من نفسه قليلًا، فذهب إليه يهزها بعنف: انتي يا بتاعة انتي، لم يجد رد فهزها بعنف: الله يحرق ابو معرفتك قومي يا زفتة انتي.

ولكن أيضًا لا رد كاد أن يصرخ بها ولكن وضع يده على رأسه بألم شديد، ثواني وكان يتمدد بجانبها على الفراش لا يشعر بما حوله.

-ذهب سامر إلى جامعة رضوي وجدها تقف بإنتظاره فذهب إليها بابتسامة عذباء: يا صباح القمر.
خجلت من كثيرًا فقالت بصوت خفيض: صباح النور.
كاد أن يجيبها ولكن قاطعهم شخص وهو يجيب بتهكم: ما الدنيا حلوة اهي، أمال عاملة نفسك شريفة ليه ماحنا قولنالك هنبسطك.
حدجه ساهر بنظرات نارية هاتفًا بغضب: انت بتقول ايه يا حيوان يابن الانت.
اجابه الشاب بغلظة وهو يشير للأربعة الاخرين بالقدوم: وانت مالك انت تخصك؟

اجابه بهياج: اه تخصني ونص وغور من هنا بقا احسنلك.
كاد أن يدور شجار بينه وبينهم فأحال بينهم بعض الأصدقاء في تلك المعركة التي ومن المؤكد سيخسر بها ساهر نظرًا لكثرة عددهم.
فض الشجار ونظر لرضوي التي كانت تتابع بخوف: لو حد اتعرضلك تاني متتردديش ثانية إنك تكلميني.

ابتسمت له وكادت أن تجيب فقاطعها صوت أصدقائها التي اتفقت معهم من قبل على الإيقاع بساهر، توترت بشدة وودت أن تذهب به من هنا، ولكن صديقتها ندي قاطعتها قبل أن تذهب: اي دا ساهر ازيك.
هو يعلم ندي فهي تغمل معهم بالشركة ايضًا فأجابها بابتسامة: اهلاً يا انسة ندي.
وجهت إحداهم سؤالها لرضوي الواقفة يظهر عليها الخوف هاتفة بخبث: هو دا ساهر اللي قولتي هتضحكي عليه وتخليه يحبك يا رضوي.

احتلت الصدمة معالم وجه ساهر فنظر لها بحدة هاتفًا بغضب: انتي بتقولي ايه؟
اجابته بمكر: والله لو مش مصدقني اسألها قدامك اهي.
وجه نظره لوجه رضوي الشاحب فابتلع ريقه خوفًا من القادم قائلًا بتلعثم: الكلام دا حقيقي يا رضوي، لم تجيبه مما جعله يهتف بجنون وهو يمسكها من معصمها بشدة: بقولك الكلام دا حقيقي، ردي علياااااا.
بللت شفتيها بتوتر قائلة بتلعثم: ايوا، بس والله يا ساه، ااااااه.

قطعت جملتها عندما قطعها بصفعة قوية دوت لتصدر صدي عالي جاعلة الاخري تنظر له بصدمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة