قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل السابع

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل السابع

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل السابع

فتحت عينها بصدمة شديدة غير مصدقة ما حدث الأن، وضعت يدها بألم على وجهها الذي تحول إلى اللون الأحمر الداكن من شدة الصفعة ونظرت له بعيون زائغة مليئة بالدموع ومعاتبة بنفس الوقت، ألجمت الصدمة لسانها فأصبحت لا تقوي على الحديث، نظرت إليه ولكن أكثر ما ألمها هي تلك النظرة المحتقرة التي يرمقها بها.

أما هو حتى الآن لا يصدق أنه فعل ذلك، هذه هي المرة الأولي التي يقوم بها بصفع فتاة بل ليست وأي فتاة بل هي معشوقته التي كانت تعتبره كلعبة وهو كالأبله صدقها ليهيم بها عشقًا أكثر من البداية.
نظر لها باشمئزاز رامقًا إياها باحتقار متحدثًا بنفور: مكنتش أعرف إنك بالحقارة دي، كنت عارف إنك رضوي المتكبرة المغرورة بس مكنتش أعرف إنك حقيرة كمان ومشاعر الناس عندك لعبة.

كانت تنظر له بصدمة واخترق هذا الألم الشديد قلبها فأصبحت لا تستطيع التنفس بشكل طبيعي، بينما هو أكمل بفحيح: بس صدقيني هتندمي، ووقتها الخسارة هتكون ليكي انتي مش ليا أنا يا، يا انسة رضوي.
تركها وذهب محاولًا التحكم في دموعه التي أوشكت على السقوط بينما هي شحب وجهها أثر كلماته الأخيرة.

ذهبت اليها صديقتها متحدثة بانتصار: والله وعملتيها يا رودي، وقعتيه وجبتيه على جدور رقبته، صمتت عندما وجدتها ساكنة ولكنها تحدثت بغضب: بس ازاي الحيوان دا يمد ايده عليكي؟ هو ميعرفش انتي مين ولا ايه؟
نظرت اليها بغضب فصاحت بعنف: اخرررررسي، صوتك دا مش عايزة اسمعه، ثم نظرت للأخرين متحدثة بقوة: انتوا أوسخ ناس عرفتها في حياتي.

نظرت اليها صديقتها بغضب صائحة بحدة: انتي اتجننتي يا رضوي، ايه الكلام اللي انتي بتقوليه دا.
حدجتها بقوة هاتفة باستنكار يشوبه الغضب: انا اتجننت فعلًا من لما عرفت بوساختكوا، وعرفت انكوا بتغيروا مني وبتكرهوا ليا الخير وكمان انتوا اللي بعتوا الشباب الحقيرة دي عشان تدايقني وساهر يجي ويضربوه وبكدا تكوني خدتي حقك منه بعد ما كسفك وقالك انك عنده ولا حاجة صح ولا أنا غلطانه؟

شحب وجه صديقتها وتحدثت بتلعثم: انتي ايه الجنان اللي بتقوليه دا، ا. اكيد طبعًا محصلش.
نظرت إليها شزرًا ثم تركتها وذهبت، ورغم انها مخطئة ولكنها لا تتهاون في من قام بجرح كرامتها وجعلها اضحوكة للجميع.
جزت على شفتيها بغيظ قائلة بغل: والله لهوريك يا ساهر وهاخد حق القلم دا تالت ومتلت.
ثم عادت إلى منزلها وعيناها تلتمع بالوعيد لأخذ حقها وحق كرامتها، ولكن لا تعلم أن النار ستحرقها لا محالة.

في نفس الوقت بقصر الراوي قامت الخادمة بتصوير كلًا من يزن وضحي معًا، حيث قامت بجذب الفراش وتغطيتهم بها حتى يعتقد الجميع بالسوء وما ساعدها على ذلك هو عدم ارتداء يزن لجذعه العلوي فكانت تلك النقطة في صالحها.
قامت بتصوريهم عدة صور من أماكن مختلفة يظن من يراهم أنهم كانوا يفعلون السوء، ولكن هيهاات هي لا تعرف مع من تلعب وسينقلب السحر على الساحر.

قامت بإرسال تلك الصور إلى مرتضي التي ما إن رآها تهللت أساريره بقوة متحدثًا بشر: هخلي سيرتك انت والسنيورة على كل لسان عشان تحرموا تتحدوني وتعرفوا مين هو مرنضي الرفاعي.
ثم قام بإرسال رسالة أخري إلى الخادمة وهو يضحك بنصر، بينما الخادمة بلعت ريقها بتوتر متحدثة بخوف: كدا ممكن يشكوا فيا، لا، لا اكيد يزن بيه مش هيعرف مين اللي بلغهم.

تصنعت الصدمة ثم نزلت للأسفل متحدثة بصراخ وصدمة مصطنعة: ال، الحق يا عصام بيه.
نظر إليها بتعجب وكذلك كل من يجلس مع بالأسفل كاد أن يجيبها ولكن تحدث مراد بدلًا منه: في ايه يا نادية؟
تلعثمت في البداية ولكنها قالت بفزع ايقنته جيدًا: ي، يزن بيه.
قطب حاجبيه بتعجب فتحدث بنفاذ صبر: اخلصي يا نادية مالوا يزن.
انا لما طلعت فوق عشان اخبط على يزن بيه واديله الفطار بتاعي مردش عليا ولما فتحت الباب لقيته، ل، لقيته.

ما تخلصي يا نادية قلقتينا في ايه.
كان هذا صوت عمر الذي تحدث بعصبية.
بلعت ريقها متحدثة بخبث ولكن اخفته سريعًا: لقيته نايم ونايم جنبه الخدامة الجديدة ومش في وضع ولا بد يعني.
صدمة الجمت جميع الواقفين وكأن هناك ما شل كل حركاتهم وكان أول من ذهب للأعلي تجاه غرفته هو عصام.

عاد بمقعده إلى الخلف وهو يبتسم بخبث وشر واضح في عينيه، سمع رنين هاتفه ثواني وكان يجيب بسرعة: الو يا باشا.
ايوا يا مرتضي، عملت إيه في الشحنة الجديدة.
اجابه مرتضي بتلعثم: وال. والله يا باشا العين علينا اليومين دول فانا مستني شوية.
اجابه الاخر بغضب: يعني ايه العيون علينا اليومين دول، اسمع اما اقولك الشحنة توصل في ميعادها يا إما تقول على نفسك يا رحمان يا رحيم، وانت عارف شغلنا مفهوش غالي.

جف حلقه فأجاب بخوف شديد: ح. حاضر يا باشا هحاول في اسرع وقت، وبعدين ما انت عارف ابن الراوي واقفلنا زي الشوكة بس خلاص لقيت اللي هيخليه تحت ايدينا.
يزن الراوي حسابه تقل معانا أوي، بس ومالو نعيد الذي مضي يمكن يفوق ويبعد عننا عشان يعرف إن احنا مش اللي يتوقف قصادنا.
صمت قليلًا ثم تحدث قائلًا بنبرة تحمد التهديد: اللي قولته يتنفذ سامع يا مرتضي؟
حاضر يا باشا، عن اذنك.

انهي المكالمة ثم ارتشف قليلًا من الماء امامه متحدثًا بغل: كل دا بسببك انت ولو فضلت كدا همحيك من على وشك الأرض، انت لسه متعرفش مرتضي الرفاعي.
التمعت عينه بوعيد شيطاني، امسك هاتفه ثم هاتف شخص ما وما هي إلا ثواني حتى اتاه الرد فتحدث بهدوء: جهزوا الشحنة، الشحنة هتطلع في ميعادها ومش هتتأجل...

استمع للطرف الآخر فتحدث بغضب: انت سمعت انا قولت إيه؟ رقبتي ورقابكوا كلكو هتطير لو الشحنة موصلتش، ومش عايز أي غلط مفهوم؟
ثم اغلق الهاتف وهو شارد في الماضي الذي اوصله إلى تلك العداوة مع يزن الراوي.

عاد ساهر إلى المنزل وقلبه يئن من الألم، دخل لغرفته سريعًا حتى لا تراه والدته بهذا الشكل، وما إن خطت قدماه لغرفته نزلت دموعه بقهر والم، فهو لا يستطيع السيطرة على ألم قلبه، رغم ما فعلته فهو مازال يعشقها، وما ذنبه هو إن كان قلبه هو من اختارها لتكون ملكته وسيدة عرشه؟
جلس على فراشه وضغط على قلبه محاولًا التخفيف من آلامه ولكن لا يستطيع، فالألم النفسي أكبر بكثير من الالم الجسدي.

نزلت دموعه على صفحات وجهه فتحدث بوهن وضعف ودموعه تأخذ مجراها: ليه عملتي كدا ليه، أنا كان ممكن أعمل اي حاجة علشانك، كان ممكن اهلك نفسي في الشغل ليل نهار عشان اقدر اوصلك لمستوي صغير من اللي كنتي فيه، كان ممكن اعمل اي حاجة في الدنيا علشانك، كان ممكن اموت نفسي علشان اشوفك بس فرحانة، وبعد دا كله طلعتي وخداني لعبة عشان تثبتي لصحابك إن مفيش راجل يقف قدامك، غبية غبية علشان معرفتيش إني بحبك من أول يوم شفتك فيه بس كنت ببعد عشان عارف إنك عمرك ما هتبصيلي وكنت بتعذب ببعدك، وفي الآخر هو دا مقابل حبي ليكي، انا بكرهك بكرهك.

لم يستطيع منع نفسه اكثر فبكي، بكي كما لم يبكي من قبل، بكي على ألم قلبه، بكي على تحطم احلامه، بكي على كسرته، بكي حتى هدأ قليلًا، مسح دموعه بشدة فقال بوعيد: بس وحياة حبي ليكي لهتندمي، هتندمي طول عمرك.
ذهب لكي يؤدي فريضته طالبًا من الله الطاقة لنسيانها.

صعد الجميع للأعلي وجدوا يزن ينام على فراشه عاري الصدر وبجانبه ضحي المائلة على كتفيه نائمة في سبات عميق.
حدجوا بهم بصدمة فتحدثت فريدة بذهول: مستحيل دا يحصل، يزن ابني عمره ما يعمل كدا، أنا متأكدة.
وافقها مراد بتأكيد: اكيد في حاجة غلط.
بينما عصام كان ينظر لهم بغموض ولكنه أفاق على صوت ميمونة العالي بغضب: انا من الأول قولت إن البنت دي مش ساهلة محدش صدقني.

عند هذا الحقد وصرخ هصام بغضب: اخرسي، لو كنت محترمك فدا عشان انتي مرات اخويا لا اكتر ولا اقل.
تأوه يزن بألم ووضع يده على رأسه، فتح عينيه بهدوء من هذا الألم الذي اجتاح رأسه وجد الرؤية مشوشة أمامه وامامه جميع أفراد العائلة، نظر اليهم باستغراب منحدثًا بدهشة: انتوا بتعملوا ايه هنا؟

لم يجد رد فكاد فاستند على زراعيه زلكنه احس بشئ جانبه، نظر إليه سرعان ما انتفض بسرعة من مكانه هاتفًا بصدمة: ايه اللي بيحصل هنا دا.
تحدثت ميمونة بسخرية: والله اسأل نفسك انت كنت بتعمل ايه؟ ومع مين مع الخدامة!
حدق بها عصام بحدة ولكنها لم تبالي له، بينما يزن نظر لضحي بغضب، التفت للجهة الاخري من الفراش وظل يهزها بعنف: انتي! قومي.
تململت في مكانهها بغيظ قائلة بنعاس: سبني شوية وحياة امك.

اغمض عينه محاولًا السيطرة على أعصابه: يارب صبرني على ما ابتليتني عشان هقتلها دلوقتي.
هزها مرة اخري بعنف: ما تقومي يا زفتة هتحايل عليكي.
دفعته بوجهه بغيظ وهي مازالت نائمة: ياعم غور بقا مش ناقصة اهلك.
حاول عمر طتم ضحكته ولكن لم يستطيع فانفجر ضاحكًا بقوة: مسكينة متعرفش اللي هيحصل ليها بعد ما تقوم.
حدجه مراد بنظرة نارية ليصمت فمال عمر عليه: بذمتك وإيمانك حد يعرف يكلم يزن كدا.

ضغط مراد على شفتيه ليمنع ضحكته من الصعود هو الآخر قائلًا بسخرية: الصراحة لأ، واخرس بقا عشان دا مش موقف نضحك عليه.
بينما يزن ظل يغمض عينيه ويفتحهما محاولًا استيعاب ما قالته للتو، فتحدث بغيظ: قومي يا حااااااجة.
انتفضت من مكانها بفزع فقالت بنعاس: في ايه يا ساه
قطعت جملتها عندما وجدته امامها فتحت عينها بصدمة ونظرت إلى الجميع الذين يحدقونها بغضب ومن المتهكم ومنهم الغامض ومنهم الغير مصدق.

تحدثت بتلعثم عندما وجدت نفسها على فراشه وهو عاري الصدر فخشيت ان يكون ما تفكر به صحيحًا: ه. هو انا اي. ايه جبني هنا؟
نظر اليهم عصام بحدة: انا اللي عايز اعرف ايه اللي انا شايفه دا.
تحدثت بتلعثم بينما عقلها لا يستطيع أن يستوعب ما يحدث: م. مش عا. عارفة، انا كنت جايبة الأكل هنا ومحستش بنفسي بعدها.
حدجها عصام بغموض ثم نظر ليزن: وانت!

تحدث بحيرة: معرفش، معرفش انا خرجت لقيتها نايمة عالسرير وجيت افوقها مصحيتش وبعدها بردو محستش بحاجة بعدها.
اومأ لهم عصام بهدوء فطلب من الجميع الخروج، امتثلوا لأمره بينما خو ظل ينظر إليهم بنظرات غير مفهمومة، واخيرًا خرج عن صمته: اكيد البي حصل دا وراه حد وحد كبير وقاصد يوقعنا كمان.

فهم يزن مقصد والده فتحولت عيناه لشرارات من الغضب الشديد هاتفًا بعصبية مفرطة: يا بن الكلب يا مرتضي، موته هيبقي على ايدي الحيوان دا.
فهمت ضحي مغزي حديثه فنزلت دموعها بصدمة، نظرت لنفسها وجدت انها بكامل ملابسها ما عدا حجاب رأسها فانسدلت خصلات سعرها الحريرية على وجهها، فقامت بفزع لجذب حجابها ووضعه على رأسها قائلة بصراخ يشوبه البكاء: يعني ايه اللي بتقولوه داااا.

حاول عصام تهدئتها ولكنها عاوت الصراخ مرة اخري متحدثة بقهر: يعني انا كدا هفضح اهلي واجيب لنفسي العااار؟
هز رأسه ببرفض متحدثًا بحنان: متقلقيش يا حبيبتي، مفيش حاجة هتحصل وهنعرف مين ورا اللي حصل دا.
علي صوت رسالة نصية بهاتف يظن ففتحه وهو على اهب الاستعداد لما سيحدث.
قبض على يده بقوة حتى ابيضت مفاصله هادرًا بغل: والله لهخليه يندم، وقت الحساب قرب أوي أوي.

اقترب كلًا من عصام وضحي لرؤية ما جعله يصرخ بهذا الشكل، سرعان ما شهقت ضحي بصدمة ودموعها تنهمر على وجهها بلا توقف من شدة الصدمة.
فكانت الرسالة تحتوي على صورها هي ويزن وهي نائمة على صدره وهو عاري الصدر.
كانت تفكر فيما سيحدث عندما يعلم اخيها، ولوالدتها فبالتأكيد لم تتحمل الصدمة ومن الأرجح أن تخسرها للأبد.

ظلت تهز رأسها بنفي تحاول طرد تلك الأفكار التي ينسجها عقلها الباطل والتي تؤدي جميعها إلى كاىثة كبيرة لا محالة.
سمع يزن صوت رنين هاتفه فجذبه، اشتعل الغضب بعينيه عندما وجد شاشة هاتفه تضئ باسم ألد اعدائه، فتحدث بهدوء عكس ما يجول بداخله: عايز ايه يا مرتضي.
ضحك بقذارة: يارب تكوني هديتي عجبتك يا يزن بيه.
ابتسم يزن بتهكم: اه الصراحة عجبتني اوي.

تعجب من بردوه ولكنه تحدث بشماتة: من بكرا كل الجرايد والاعلام والسوشيال ميديا هتتقلب بصورك انت والسنيورة.
مط شفتيه بسخرية هاتفًا ببرود: وهيكون بعنوان ايه عشان اقرأ.
علم انه يحاول استفزازه ولكن اجابه بشئ من الحدة: متتحدانيش عشان انت مش قدي، وهتتفضح بكرا وشركتك واسهمك هيبقوا على الأرض.
علي صوت ضحكات يزن هاتفًا بسخرية: هتفضحني عشان نايم مع مراتي!؟

جلسوا جميعًا بغرفة الصالون، بينما تحدث عمر بمزاح: عليا النعمة البت دي معلمة معلمة مفيهاش كلام.
شاركته ايات الضحك: انا مش متفائلة، انا عارفة يزن ممكن يقتلها بسبب لسانها بس ضحي مش بتسكت عن حقها.
تحمس مراد كثيرًا هاتفًا بمزاح: شكلها هتبقي ايام عنب بالصلاة عالنبي، ثم وجه حديثه لأيات قائلًا بهيام: ولا ايه يا يوتا.
وافقته بضحك: اكيد يا ابيه.
انكمش وجه مراد هاتفًا بتشنج: ابيه!؟

كادت أن تجيبه ولكن صدر صوت هاتفها يعلن عن وجود مكالمة هاتفية، نظرت إلى الهاتف ومن ثم اجابت مسرعة بفرحة: وحشاني يا روزا.
اجابت رزان بامتعاض: لا ماهو واضح، اذا كنتي انتي ولا الحلوفة التانية اللي مش بترد على تليفونها.
حاولت إيجاد حجة لإرضائها فقالت مسرعة بتبرير: اصل عمتو كانت بتولد.
نظر إليها عمر بتشنج قائلًا باشمئزاز: عشان تطلعيلك حجة تولدي امي يا حقيرة!

ضربه مراد على رقبته من الخلف قائلًا بحدة: متشتمهاش يا لطخ.
نظر إليه الأخر شذرًا ولم يجيب بينما نظر لأيات بتوعد وهي ضحكت له بشماتة فأكملت قائلة: ما تيجي هنا شوية قبل العرض يبدأ.
قطبت جبينها بتعجب قائلة باستفهام: عرض ايه؟ مش فاهمة حاجة.
تعالي بس وانا هحكيلك كل حاجة.
أومات لها موافقة: اشطا هكلم ماما وهاجي تكوني انتي جهزتي الفشار.
ضحكت آيات هاتفة بمرح: اشطا يا مزة، سلام.
نظر إليها عمر بقرف: بقيتي بيئة موت.

حدجته بتهكم: لا وانت ابن ناس أوي يا خفة.
نظر إليهم مراد بغيظ: انتوا قاعدين تهزروا هنا ومش عارفين ايه اللي بيحصل فوق، نقطوني بسكاتكوا والنبي.
تحدث عمر بسخرية: لا انت اللي كنت بتقرأ قرآن من شوية يا شيخ مراد.
لم يجبه مراد بل اكتفي بالنظر إليه شزرًا ولم يعلق.
بينما كانت فريدة تجلس على الأريكة ويتآكلها القلق تفكر فيما حدث، هي تعلم يزن جيدًا لا يفكر بتلك الطريقة ولكن ماذا حدث!؟

وميمونة كان الحقد يأكل قلبها، فكيف لتلك الفتاة أن تكون بجانب يزن بتلك الطريقة القذرة وهي التي تخطط منذ زمن أن تزوج ابنتها له حتى تضمن ثروة عائلة الراوي وتكون بيدها هي، بالطبع هي لن تصمت عن ذلك، ستخرب حياة تلك الفتاة وتجعل ابنتها التي ظلت تدس سمها بعقلها أن تتزوجه وتجلب له وريث يأخذ كل تلك الأملاك.
حدثت نفسها بغل: كل حاجة هتبقي ليا أنا في الأخر وبكرا نشوف.

-بالأعلي
صدمت ضحي من حديثه وفتحت عينها بدهشة، لم يقوي لسانها عن التحدث، لا تصدق إلى ما استمعته للتو، هل قال زوجته! لا لا بالتأكيد هناك خطب ما.
بينما أكمل يزن حديثه بخبث: أكيد مش هتقولهم شاهد نوم رجل الاعمال يزن الراوي مع زوجته، هتبقي عيبة في حقك يا مرتضي.
صاح هادرًا بغضب اعمي: يعني انت اللي بعتها تشتغل عندي يابن الراوي، صح مش كدا!؟

رغم تعجب يزن الشديد من حديثه ولكنه صمت ليستمع لحديث الآخر المتحدث باستغراب: بس ازاي متجوزها ومعلنتش لحد دلوقتي؟
اجابه يزن ببرود: اسباب شخصية متخصكش.
فكر قليلًا هاتفًا بخبث: ايعني مش بتقول كدا عشان مفضحكش!
لم يجد رد فأكمل متحدثًا ببرود: عالعموم الصور اللي معايا كلها هتنزل زي ما قولتلك بردو سواء متجوزها أو لأ.
جز يزن على اسنانه بغيظ غالقًا الهاتف بوجهه موجهًا له سباب لازع لم يستيطع السيطرة عليه.

شهقت ضحي بصدمة: يا قليل الأدب، ازاي تقول كدا.
صاح بها بغيظ: اسكتي انتي كمان مش نقصاكي.
نظرت له بغيظ ماسحة دموعها التي مازالت متعلقة بأهدابها فقالت موجهة حديثها لعصام الذي يتابعهم بغموض وعلى وجهه ابتسامة صغيرة: هنعمل ايه دلوقتي يا عمو! الصور دي قليلة الأدب أوي.
هتف يزن مستنكرًا: الصور هي اللي قليلة الأدب بردو!

حدجته بغضب هاتفة بحدة: قصدك ايه بقا إن شاء الله؟ وبعدين انت كنت لازق فيا كدا ليه! شكلك إما صدقت.
فتح عينيه بدهشة قائلًا باستنكار: انتي صدقتي نفسك ولا إيه، هو انا كنت حاسس بحاجة.
نظرت له بنصف عين متمتة بقرف: شكلك انت اللي حطيت ليا الحاجة الأصفرة دي.
نظر لها شزرًا ولم يجيب بينما تحدث عصام اخيرًا: تعالوا ننزل تحت ونبلغهم بالإتفاق عشان محدش يقع بلسانه قدام حد من الصحافة.

أومأوا له بهدوء ثم هبطوا للأسفل مبلغين إياهم بما حدث، إلى هنا ولم تصمت ميمونة بل صاحت بغضب ممتلئ بالحقد: مستحيل دي تبقي جزء من عيلة الراوي.
نظرت إليها ضحي بقرف: وانتي مالك يا خالتي!
صرخت بها بجنون: خالتي! انتي هبلة يابت انتي! انا اسمي ميمونة هانم.
هتفت ضحي بسخرية: اومال لو كان اسمك اميرة كنتي عملتي ايه!

حدجتها بغضب ومن ثم تحدثت بخبث لكي تزرع الشك بعقل الجميع: مش يمكن هي اللي عاملة الخطة دي عشان تقدر تدخل هنا وتبقي وسطنا!
تحدثت الاخري بردح: حووش حوووش وانا اللي هموت واقعد معاكي يا عقربة انتي.
ضحيييييي!
كان ذلك صوت يزن الغاضب، نظرت إليه فوجدته ينظر لها بشراسة، بينما أكمل هو: لما تتكلمي مع حد من عيلتي تتكلمي باحترام انتي فاهمة ولا لأ.

بينما هي ضربت بحديثه عرض الحائط متحدثة بحدة هي الأخري: لااا مش فااااهمة، لما هي تحترمني انا هبقي احترمها، غير كدا متطلبش مني انفذه، انت ملكش كلمة عليا.
قبض على يده حتى ابيضت مفاصله فتحدث بهدوء مخيف: ابقي كرريها كدا وانتي هتشوفي حاجة متعجبكيش.
لم تجبه بل حدجته بجمود هي الاخري مما اغاظه كثيرًا، ولكن مهلًا فالأيام القادمة كثيرة فليأخذ حقه على راحته.

مصمص عمر على شفتيه بحسرة: يا عيني يا بنتي، ملقتيش غير يزن الراوي وتقعي معاه؟
نظرت إليه آيات بنصف عين: اسكت يا عمر بدل ما اروح اقوله.
ابتلع ريقه بخوف واضعًا يده على وجهه: لا خلاص دا انا حتى ابن عمتك حبيبك.
رفعت رأسها بغرور: ايوا كدا اتعدل احسنلك.

قاطعهم عصام جميعًا هاتفًا بنبرة لا تحمل النقاش: بكرا هيكون كتب كتابكوا وبعدها علطول هنعلن للصحافة جوازكم وبكدا نكون خلصنا الحوارات دي، وبعدها لما تكونوا عايزين تطلقوا براحتكم بس هيكون بعد ست شهور عشان ميبنش إن فيه اي حاجة غلط.
هتفت ضحي باعتراض: اسفة يا عصام بيه بس انا مش هقبل إني اتجوز بالطريقة دي.
قطب جبينه بتعجب: امال ازاي يا ضحي؟

نظرت اليهم تستكشف معالم وجههم وجدت علامات الاستفهام تظهر جلية عليهم فأكملت بهدوء: يعني تيجوا تطلبوا ايدي من اخويا.
نعمممم!
كان هذا صوت يزن الغاضب، فأكمل بغضب: انتي صدقتي نفسك ولا ايه!
هتفت ببرود: والله اللي سمعته، انا مش هحرم أمي واخويا من الللحظة دي عشان خاطر نفسي.
مسح على وجهه بغضب وبداخله براكين توشك على الإنفجار، بينما اومأ عصام لها: معاكي حق يا ضحي.

صمت قليلًا ثم أكمل: الساعة دلوقتي تلاتة العصر، روحي وكلمي أخوكي وفاتحيه في الموضوع وحاولي تفهميه واحنا الساعة تمانية هنكون عندكم في البيت.
لملمت اشيائها وعدلت حجابها وظلت صامتة وكأنها تفكر بشئ ما، كادت أن تذهب من أمامها ولكن وجدت صديقتها رزان تقابلها باستغراب: مالك يا ضحي.
نظرت إليها باستفهام: روزا! بتعملي ايه هنا؟
اشارت رزان لآيات التي تتابعهما قائلة: آيات قالتلي تعالي قبل ما العرض يبدأ.

ذهبت إليه مسرعة متحدثة بتوتر: ه. هي قص. قصدها يعني تيجي تقعد معانا شوية.
حدجتها ايات بغيظ هاتفة بتوعد: حسابك معايا بس بعد اما اخلص من البلوة دي.
قالت كلمتها الأخيرة وهي تحدج يزن بقرف بادي على وجهها، بينما هو ظل ينظر لأثرها بصدمة متمتمًا بدهشة: أنا كلمتها بنت المجنونة دي دلوقتي.
كتم عصام ضحكته بصعوبة ناظرًا لفريدة التي تتابع ابنها بابتسامة صغيرة، بينما يزن صعد لغرفته سريعًا وهو يفكر فيما سيحدث.

بعد ذهاب ضحي نظرت آيات لرزان بغيظ: يخربيتك يا بعيدة.
كادت أن ترد عليها ولكنها وجدت عمر يقف بالقرب منهم فقالت بصوت ساخر وهي تشير اتجاهه: ايه اللي جاب ابو قردان دا هنا.
لم يتحمل مراد ذلك الوصف فانفجر ضاحكًا على ملامح عمر الغاضبة.
صاح عمر بحدة: اتلمي احسنلك.
هتفت بتهكم: يختي بتتضايقي يا بيضة.

حدجها بنظرات نارية فذهب من أمامها بغيظ وغضب، لا يعلم ماذا يحدث له عندما يراها، فهو دومًا يعامل الفتيات بطريقة لطيفة ولكن تلك الفتاة تثير حنقه حقًا.
جذبت ايات صديقتها مستأذنة من الجميع هاتفة بحماس: تعالي احكيلك اللي حصل.

وصلت صحي إلى منزلها، جلست على الأريكة بإرهاق وظلت تفكر في أحداث اليوم، انقبض قلبها بشدة خوفًا من معرفة أخيها بما حدث فقررت عدم الإفصاح عنه، ولكن ابيها! ذلك الرجل المتجبر القاسي أذا علم لن يتركها حية بالطبع.
نفضت تلك الأفكار عن رأسها، لمحت حذاء أخيها أمام باب منزلهم فقطبت جبينها بتعجب فهو من المفترض أن يذهب لعمله ولكن من الواضح أنه لم يذهب اليوم.

بلعت ريقها بتوتر مقررة التحدث معه ولكن بالتأكيد لن تخبره الحقيقة كاملة.
طرقت باب غرفته فسمح لها بالدخول فقالت بمرح: حد خالع راسه!
ضحك بخفة قائلا بخفوت: لا ياختي تعالي.
ذهبت إليه وجلست امامه على الفراش سائلة إياه: راجع بدري النهاردة يعني.
اجابها بلا مبالاة مصطنعة: عادي حسيت نفسي تعبان فاستأذنت وجيت.
اومأت له بعدم تصديق ولكنها لم تعلق، فاسترسلت حديثها بتوتر: ساهر عايزة اقولك على حاجة.

انصت اليها بانتباه بينما هي اكملت: في واحد متقدملي.
بجد!
صاح بها بفرحة بينما هي ابتسمت بتوتر: ايوا، وهيجيب اهله ويجوا يتقدمولي النهاردة الساعة تمانية.
احتضنها بحنان: كبرتي يا حبيبتي وبقيتي عروسة.
لفت هي يدها حول خصره بحماية، بينما اكمل هو: بس هو مين دا.
تحدثت بتلعثم: ي. يزن الراوي.
نظر إليها بصدمة: يزن الراوي! صاحب الشركة اللي انا شغال فيها!
اندهشت من حديثه ولكنها أومأت له بنعم.

تحدث بتعجب: مش غريبة دي! يعني اكيد يعني يزن الراوي لما يفكر يتجوز هيتجوز واحدة من مستواه.
هزت كتفها بجهل مصطنع: معرفش بقا يا ساهر اهو اللي حصل.
اومأ لها بحنان مرتبًا على رأسها بحب: طيب قومي يا حبيبتي نامي ساعتين عشان تجهزي نفسك وانتي فايقة.
ابتسمت له بحب ومن داخلها تحمد ربها على عدم معرفته بشئ وإلا سيحدث ما لا تتحمل عواقبه.
بعد خروجها مباشرة سمع صوت رنين هاتفه، نظر إليه وجدها هي، نعم هي رضوي.

حاول التماسك فأجابها بفتور: عايزة ايه!
علي الناحية الأخرى نظرت لوالدتها بخبث فقالت بشماتة: عايزة اقولك اللي انت متعرفهوش.
لم يفهم ما ترمي إليه قائلا باستفسار: وايه هو اللي انا معرفهوش.
اللي انت متعرفهوش إن اختك المصون صاحبة الصون والعفاف غلطت مع ابن عمي يزن الراوي في الحرام عشان كدا هيجي يصلح غلطته ويتقدملها النهاردة.

فتح عينه بصدمة ولم يتحمل حديثها فاحتدت عينه قائلًا بغضب عارم: انتي بتخرفي تقولي ايه!
تحدثت باستفزاز: بقولك اللي اختك عملته.
اغلق الهاتف دون السماع لكلمة اخري ثم ذهب لغرفة شقيقته فاتحًا بابها بحدة صارخًا بغضب: ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة