رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الحادي والعشرون
لطالما كانت الكلمات أشد أنواع العذاب قسوة، تلك الأحاديث اللاذعة تجعل صاحبها يسقط في مصرع من هول ما يسمعه، ظلت متيبسة مكانها من هول ما سمعته من الملقب بأبيها، هل والدتها خائنة! تلك المرأة التي قامت بالتضحية بحياتها كاملة من أجل سعادتها هي وأخيها خائنة؟ بالطبع هو يكذب ويريد الإيقاع بها.
أخرجها من صدمتها حديثه الساخر الذي يوجهه إليها وهو يقول بمرارة لازعة: ايه مش مصدقاني صح! ادخلي اسألي امك وخليها تقولك خانتني مع مين. خليها تقولك انتِ بنت مين أصلًا عشان أنا مبقتش عندي ذرة ثقة فيها.
عند هذا الحد ولم يحتمل ليزن عندما وجد وجهها شاحب للغاية وغير قادرة على التنفس ليهدر بعنف مشددًا يده حولها يحاول بثها بالطمأنينة: اخرس، كلمة كمان وصدقني ما هخلي حتة في عضمك سليمة، انا متحملك عشان انت من سن ابويا بس غير كدا وقسمًا باللي خلقني وخلقك هطبق عضم وشك في بعضه.
ورغمًا عنه شعر بالخوف الشديد من ملامح وجهه التي لا تبشر بالخير ليبتلع ريقه بخوف محاولًا السيطرة على صوته ليخرج صوته متلجلج قائلًا ببعض القوة المزيفة امام هذا الوحش الكاسر: ايه هي الحقيقة بق. بقت تزعل!؟ لو مش مصدقني ادخل اسأل المحروسة أمها.
رمي كلماته ثم ذهب من أمامه قبل أن ينقض عليه يزن يقطعه اربًا اربًا خاصة عندما رأي حالة صغيرته الشاحبة وجسدها الذي اصبح كتلة من الثلج.
استدار يزن إلى ضحي ينظر إليها بغموض وهدوء ثم قربها منه محتضنًا إياها بحنان وهي لم تمانع بذلك بل شددت على أحضانه ثم شرعت في بكاء مرير، ظلت شهقاتها تتعالي بألم وعدم تصديق مما سمعته للتو بينما هو كانت النيران تشتعل في نياط قلبه عندما سمع إلى بكائها والذي يدل على أن ما عانته في طفولتها لم يكن بالهين.
جز على اسنانه بغضب ووعيد لوالدها، هو لم يرد التقليل من شأنه خاصة أمامها حتى لا تشعر بالنقص ولكن لا مانع إن ذهب إليه ليعلمه درسًا قاسيًا مما سببه لها من بكاء.
تحدث بصوته الرخيم عندما وجد شهقاتها تتعالي أكثر فقال بحنان: ششش. اهدي يا ضحايا، اكيد فيه حاجة غلط، والدتك مستحيل تعمل كدا وانتِ متأكدة من كدا صح!؟
حدثها بلطف كأنه يحادث طفلة صغيرة فخرجت من أحضانها تمسح دموعها بظهر يدها بطفولة محببة له وهي تومأ بالإيجاب ثم قالت بصوت مبحوح: ماما عمرها ما تعمل كدا. كان ممكن تطلب منه الطلاق رغم معاملته القاسية ليها بس هي استحملت علشاني أنا وساهر. ماما أطيب بكتير من إنها تعمل كدا.
صمتت قليلًا وكان هو يستمع لها يريدها أن تبوح بكل ما داخلها لتكمل بتردد: بس. بس صوته كان بيقول إنه بيقول الحقيقة. نبرة الكسرة اللي حسيتها بتقول عكس كدا. بس لا أكيد في حاجة غلط.
عادت للبكاء مرة اخري لتبادر بإحتضانه هذه المرة مكملة بألم: مستحيل ماما تعمل كدا يا يزن مستحيل.
بادلها العناق بقوة وهو يدفن وجهه بعنقها ثم قال بهمس حازم: اوعدك هعرف كل حاجة. كل حاجة هتتصلح متقلقيش يا حبيبتي.
رددت بدعاء: يارب. يارب.
فأكمل بمشاكسة لإخراجها من حزنها: بطلي عياط بقا بليتي القميص.
كففت دموعها ثم نظرت له بضجر وهي تجيبه: براحتي اعمل اللي انا عايزاه، قميصك هو قميصي.
قربها منه مرة اخري هامسًا أمام وجهها بعشق: القميص وصاحب القميص ليكي يا ضحايا، مش عايز منك غير اشوف ضحكتك مبحبش اشوف دموعك دي ابدًا.
ابتسمت له بحب وهي تحيط بوجهه مردفة: طول ما انت معايا هبقي كويسة وبخير بس انت متبعدش عني.
قبل جبينها بحنان مردفًا بحب: عمري ما ابعد عنك ابدًا. انتِ بقيتي أماني في وقت ملقتش فيه الأمان.
أ
مرٌ مخيفٌ حقًّا، أنّ القُلوبَ لا تُصْدِر صَوتًا عندمَا تنكَسِر.
عاد إلى منزله الذي تركه بعدما انتقل للعيش في قصر زوج اخته، ولكن بعد ما حدث اليوم والمشادات التي ادت إلى انفصالهم لن يعود إلى هناك ابدًا.
تنهد ساهر بحرقة وهو يتذكر حديث رضوي المؤلم وطلبها بأن يتركها وشأنها، أغمض عينه بقهر يمنع نزول دموعه وتلك الغصة التي تتشكل بحلقته ليقول بهمس مرير: ليه كدا يا رضوي! مش اول مرة احس بالهزيمة والضعف بسببك وكل مرة برجع اسامحك، ليه!
ارتمي بجسده على الفراش خلفه وذاكرته تعيد مشهد انفصالهم، صوتها المنكسر ودموعها التي تهطل معلنة عن ألم قلبها جعل الشكوك تدخل عقله، إذا كانت تريد تركه بإرادتها. إذًا لما كل هذا البكاء الذي احتلها! بالطبع هناك حلقة مفقودة.
فرضوي تعشقه مثلما يعشقها هو، كل ذلك كان يظهر بتعاملها وخجلها عند محادثته، كل شئ يخبره بأنها له.
شدد على خصلاته بعنف وهو يصرخ بألم: اكيد فيه حاجة حصلت، مستحيل دي تكون النهاية مستحيل.
تنفس بعنف ليكمل بإصرار: لازم اعرف كل حاجة، مش هسيبها. مش هسيبها.
يُهزم الإنسان بالأشياء التي يبالغ في محبّتها.
كانت رزان تجلس بجانب أخيها وتتحدث معه بحماس شديد بعد رجوع والدتها للمنزل لتستريح قليلًا ليقطع حديثهم صوت طرق الباب فسمح منتصر للطارق بدخول ليطل عليهم عمر وهو يطل برأسه من الباب قائلًا بمرحه المعتاد: حد حالق دقنه!
ضحك منتصر على رفيقه وكذلك رزان ليكمل بمزاح: تعالي يا اخرة صبري.
دخل عمر وتبعته شقيقته ايه التي دخلت بخجل وهي تنظر لمنتصر فصرخت رزان بفرحة ادت إلى فزعهم جميعًا محتضنة إياها بشدة: ايااااااة وحشتيني يا ولية.
ليصعد صوت عمر المستنكر وهو يقول: اهي هي دي اللي هتقطعلي الخلف.
رفعت رزان حاجبيها بسخط لتجيب بضجر: مش يمكن انت اللي مبتخلفش والعيب منك! قال احنا ناقصين رمي بلاوي.
فتح فمه بصدمة مردفًا وهو يشير لنفسه: انا مبخلفش!
وانا ايش ضراني انت ادري بنفسك.
مط شفتيه بغيظ من لسان تلك السليطة فسمع ضحكات صديقه ليقول بسخط وهو يحدجهم معًا: دا انتو الاتنين ابرد من بعض.
بعض ما عندكم يا شقيق.
اخذت رزان محفظتها من على الكومود المجاور لها ثم قالت وهي تهم بالذهاب: انا هروح اجيب اكل اصل عصافير بطني بتصوصو.
اوقفها منتصر متشدقًا: هتنزلي لوحدك! الساعة عدت تسعة واحنا في الشتا.
عادي يا منتصر المحل تحت المستشفي علطول.
ليقاطعهم عمر وهو يقول: انا هنزل معاها علشان عايز اجيب شوية حاجات كدا.
رفعت حاجبها بإستنكار وهي تلوي شفتيها بسخرية مردفة: وهتجيب ايه إن شاء الله؟
شيبسي بالشطة يا خفيفة.
ثم سبقها بينما هي نظرت له بغيظ ثم نظرت لأخيها الذي يومأ لها بالإيجاب وهو يقول: مش هطمن وانتِ لوحدك يا رزان. وعمر زي اخويا وانا مأمن ليه.
نفخت بضجر ثم تبعته وهي تنادي عليه: انت يا أخ انت، علفكرة انت اللي جاي معايا مش انا.
بينما في الداخل نظرت أية للأرض بخجل بعدما وجدت ذاتها وحدها بالغرفة فسمعت صوت منتصر قائلًا: هتفضلي واقفة على الباب!
رفعت عينها له فدخلت وجلست على المقعد المقابل للفراش بعدما تركت باب الغرفة مفتوحًا على مصرعيه لتقول بخفوت وهي تنظر للجبيرة التي تحيط بيده: الف سلامة عليك، معرفتش غير لما لقيت عمر خارج في الوقت دا ولما سألته قالي إنه جاي ليك المستشفي، وقتها اتخضيت و...
شهقت بفزع عندما استوعبت ما قالت لتضع يدها على فمها بصدمة لتسمع قهقهته العالية وهو يقول: مالك اتخضيتي كدا ليه؟ انتِ زي رزان عادي.
نظرت له بصمت متخلية عن خجلها لتقول بإستفهام: زي مين لمؤاخذة؟
زي رزان. ايه استغربتي ليه.
حركت رأسها صعودًا وهبوطًا ومطت شفتيها للأمام وهي تتمتم: امممم شكلي همشي على نهج رزان في توقيع عمر، وكدا يبقي عايزين قاعدة تانية عشان نخطط ونتكتك.
استفاقت على صوت منتصر المتعجب وهو يقول: رحتي فين!
لا معاك اهو. قولتلي بقا بتعتبرني زي مين!
كتم ضحكته التي كادت أن تنفلت فقال ببرود مصطنع: زي رزان. في ايه يا اية شكلك مش طبيعية النهاردة.
وقفت من مقعدها فجأة وهي تدور للناحية الأخري موجهة له نظرة إتهام متشدقة: اهاااا رزااااان قولتلي. ويا تري الأستاذ بقا مفكرش في حاجة كدا ولا كدا!
لا انتي شكلك عايزة تنامي دلوقتي ومش في وعيك.
جزت على اسنانها بغيظ وكادت أن تجيبه بغضب ولكن صمتت حتى تفكر في حل تلك المعضلة بالنسبة إليها، بينما هو كاد أن ينفجر من الضحك على نظراتها الحارقة التي ترميه بها عله يشعر بها هذا المغفل.
أمام بالأسفل كانت رزان تسير بجانب عمر تحاول أن تهدأ من ضربات قلبها التي تتزايد عند رؤيته، برغم ما تفتعله معه من مشاكل إلا أنها باتت متأكدة من حبها تجاهه، ينتابها القلق عندما تفكر هل هي تأخذ جزء من أفكاره أيضًا أم إنها مجرد شقيقة صديقه!
تنهدت بضيق من تفكيرها المستمر به، فنظر لها بتعجب ليقول بمشاكسة: لولايا مكنش منتصر خلاكي تنزلي لوحدك. يلا اشكريني.
حدجته بسخرية لازعة لتقول بسخط: طب اركن في جنب يا عسل. قال اشكرك قال.
نظر لها بوعيد ثم تمتم: وحياة امي لقصلك لسانك دا بس الصبر.
بحاجة إلى إنسحاب طويل جداً عن العالم.
دخل يزن وضحي للقصر مرة اخري فوجدوا الجميع بإنتظارهم لتجد والدتها تتطالعها بقلق لتبتسم لها ابتسامة مهتزة وهي تتذكر حديث والدها ثم اقتربت منها لتجلس امامها، ربتت والدتها على يدها قائلة بحنان: قالك ايه خلي وشك يقلب كدا!
قبلت ضحي يدها لتتحدث بحب وهي تحاول التماسك وعدم البكاء امامها: مفيش حاجة يا ماما، ما انتِ عارفة بابا هيكون قال إيه يعني، المهم متقلقيش انتِ وخدي علاجك في وقته.
كادت أن تذهب فأمسكت والدتها بيدها بإصرار وهي تردف بقوة: يعني انا مش عارفة بنتي مالها! مفكرة هتضحكي عليا بالكلمتين دول!
صدقيني يا ماما مفيش حاجة. انا بس تعبانة شوية وعايزة أنام.
همهمت والدتها برضوخ فقالت وهي تنظر لها بإصرار: ماشي هسيبك بمزاجي، رغم إني عارفة إنك مخبية عني حاجة.
ابتسمت بتوتر وصعدت إلى غرفتها بسرعة لتتجنب مواجهتها الآن، هي أشد علمًا بما سيحدث لوالدتها إن عرفت ما سمعته من أبيها، يا الله ما هذا الموقف الذي وضعت به! كيف عليها مواجهة والدتها!
دخلت لغرفتها ومن ثم سحبت نفسًا عميقًا للتغلب على نوبة البكاء التي على وشك أن تبتدأ بها، وجدت باب غرفتها يفتح بهدوء وهو يدخل منه ناظرًا لها بحنان فهرولت ناحيته مسرعة محتضنة إياه بشدة لبث نفسها بالأمان، شعرت به يقبل رأسها من الأعلي ويداه تمر على ظهرها صعودًا وهبوطًا لتهدأتها.
سمعت صوته المازح وهو يقول: مالك بقيتي نكدية ليه يا ضحايا.
ضربته على ذراعه بخفة وضحكت بخفوت لتجيبه بتفكير: تصدق انت صح. انا بقيت نكدية اوي يا يزونتي.
احاط بخصرها مقربًا أياها منه وهو يقول بمكر: يالهوي على يزونتي اللي بتطلع منك زي السكر.
بس بقا عشان بؤحرج.
حدجها بضجر وهو يقول بسخط: اهي الكلمة دي كفيلة انها تقفلني من جو الرومانسية اللي كنت هعيشهولك.
احاطت عنقه بيدها وهي تقول بدلال: رومانسية! لا العرض مغري وانا بحب الإغراء هيهيهيهي.
العععععب.
كلمة واحدة صعدت منه قبل أن يأخذها لعالمه المحبب لها وله قبل منها يعلمها قواعد العشق وهي تسير على نهجه لتتكون تلك النطفة التي بداخلها دون أن يشعر أيًا منهم ولكن سيأتي لا محالة.
وإذا نظرتَ إلى محاسنِ وجههِ
أبصرتَ وجهكَ في سناهُ غريقا.
ح.
ياتك البائسة لم تأتي وحدها بل انت من يتحكم بها، أفعالك المشينة وأعمالك المؤذية تجبر حياتك أن تكون بشعة وقاسية، هل كنت تفعل الشر لتظن أن الخير سيأتيك ركضًا! بل ستخان من أقرب الأشخاص إليك.
قام بإجراء الكثير من الإتصالات يبحث عنه في كل مكان لا يجده حتى طفح به الكيل وهو يصرخ بالهاتف: يعني ايه مش لاقيوني! مصطفي الرفااااعي لو مظهرش قدامي دلوقتي ااحفروا قبركوا بإيديكوا.
هكذا صرخ مرتضي الرفاعي قبل أن يغلق الهاتف بوجه أحد رجال حراسته والذي كلفه بالبحث عن ابن اخيه مصطفي، يريد أن يتأكد من شكوكه ويقتلها بيده.
لم يمر وقت طويل حتى استمع لصوت جرس منزله فتأفف بصوت عالي وذهب لفتحه بعد أن قام بطرد جميع العاملين من منزله بعد نوبة غضبه الشديدة التي اتت له بعد ذهاب يزن الراوي من منزله.
تصنم مخله عندما وجده امامه، ابن اخيه الذي كان يبحث عنه في كل مكان ها هو يقبع أمامه بجسد أقل ما يقال عنه مشوة من كثرة الضرب، يبدو وأنه قد تعرض للعذاب بشدة، وجهه الملئ بالكدمات وقطرات الدماء التي تهبط من جسده بالكامل، ذهب له مسرعًا وقام بمساندته ثم ادخله لإحدي الغرف واضعًا جسده على الفراش مساعدًا إياه للتمدد.
قام بمهاتفة طبيب العائلة المجاور لمنزله فأتي له مهرولًا بعد وقت قليل جدًا نظرًا لقلة المسافة بين المنزلين، قام بفحصه بدقة فقام بتضميض جروح وجهه التي تنزف وقطب جرح رأسه العميق بعد أن قام بحقنه بمادة مسكنة للألم.
وبعد وقت طويل من تنظيف جسده بالكامل زفر بتعب ثم نظر لمرتضي الذي يتابع كل شئ بإهتمام شاعرًا بالمسؤلية تجاهه، تحدث الطبيب صديقه بإنهاك وهو يقول: واضح إنه اتعرض لعنف شديد جدًا يا مرتضي، ودا شئ ميتسكتش عليه ابدًا لازم تبلغ البوليس.
نفي مرتضي برأسه وقام بإعادة نظره إلى مصطفي الذي كان ينام بسكون بعد أيام عديدة من الضرب والعذاب مردفًا: لا يا مدحت بوليس لأ. انا هحل كل حاجة بمعرفتي شكرًا جدًا تعبتك معايا.
ولا تعب ولا حاجة يا مرتضي. عن اذنك.
سمح له بالذهاب بعدما اوصله بنفسه ثم صعد مرة اخري لغرفة ذلك القابع لا حول به ولا قوة وأخذ عينة من شعره واضعًا إياها في كيس صغير أبيض الحجم ثم قام بمهاتفة حارسه قائلًا بصرامة: تعالالي حالًا.
لم يمر الكثير من الوقت ووجده أمامه يحمل سلاحه الملازم له في يده قائلًا بخضوع: اؤمر يا باشا.
رفع تلك العينة التي تخص مصطفي بيده أمام عينه وكذلك خصلة من شعره وهو يقول بصرامة واضحة: تاخد العينة دي توديها عن أقرب مركز تحاليل وتشوف العينتين متطابقين ولا لأ.
رغم استغراب الحارس من طلبه هذا ولكنه لم يجرؤ على سؤاله لذلك هز رأسه وهو يقول: أوامرك يا باشا. النتيجة هتكون عندك في اقرب وقت.
ذهب الحارس من أمامه لينظر مرتضي لمصطفي وهو يقول بشرود: يا تري ايه هي الحقيقة!
احتدت نظراته وهو يقول بوعيد: لو طلع اللي في دماغي صح هحرق كل اللي فكر مجرد تفكير بس في خيانتي.
ومُختَصَرُ الكلامِ إذا أطالوا
بِِوصْفِ الحُبِّ أنكِ أنتِ روحي.
تعدت الساعة منتصف الليل والجميع نيام لا يوجد سوي صوت حشرات الليل المزعجة والهدوء يعم المكان، صدح هاتف يزن عاليًا فقام من مضجعه بسرعة لكتم صوته حتى لا يزعج زوجته وأجاب بهدوء: الو!
ليأتيه صوت بيبرس الحذر وهو يقوم بتجهيز سلاحه وجيسيكا تتبعه هي الاخري ليردف يعيون محتدة لما هم مقبلين عليه: لقد غير الزعيم موعد المهمة مجددًا، واليوم هو موعد التسليم، لذا تجهز ستقوم انت بتسلمها وتدون بإسمك حتى لا ينكشف الزعيم.
كشر عن انيابه واشتدت عيناه قسوة وتحولت عيناه للقتامة اكثر وبرزت عروق رقبته بشدة وهو يتذكر سنواته الماضية التي عاشها في ألم واليوم هو يوم الثأر لذاته، لذلك اجاب بجمود وصوت عميق: حسنًا تجهز ستحدث ملحمة اليوم وستكون ضربة للزعيم.