رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الخامس عشر
هانى رجع بيته وهو متحمس يبلغ سهر انه راح لشريف واعترفله باتفاقه مع هيثم، بس لقاها نامت، فنام جنبها وهو حاسس لاول مرة براحة الضمير، بغض النظر عن رد فعل شريف واللى ممكن يعمله فيه، بس شعور راحة الضمير شعور جميل وجديد على هانى، برغم انه عارف ان شريف ممكن ينتقم منه اشد انتقام، بس برضو عنده أمل يسامحه، غمض عينه وعلى وشه ابتسامة طالعة من قلبه.
حس هانى بحركة وإضاءة جاية فى عينه، فتحها ببطئ لقى سهر واقفة تلبس لبس خروج.
هانى: إيه ده، هو الساعة كام ؟
سهر: 6 ونص.
هانى: صاحية بدرى كده ليه ؟
سهر: زى كل يوم يعنى، عشان على مابخلص لبس وبفطر واركب مواصلات واوصل الشركة بتبقى يادوب 8 وساعات بتأخر كمان.
هانى: لا مانتى خلاص مش هينفع تروحى الشركة تانى، غيرى هدومك وتعالى نامى ياشيخة ده الجو سقعة.
سهر: وانت ليه قررت إنى مش رايحة الشركة تانى ؟
هانى: مش قرار ده اجبار.
سهر: مين اللى هيجبرنا ؟، انت خايف هيثم يروح يقول لشريف يعنى ؟
هانى اتعدل وقعد على السرير: مش خايف من حاجة، انا اللى روحت حكيت كل حاجة امبارح بالليل لشريف، وطبيعى مينفعش تروحى.
سهر: انت بتتكلم بجد ؟
هانى: ايوا، جيت عشان افرحك لاقيتك نايمة.
سهر: برافوا عليك ياهانى، قد ايه انا فخورة بيك اوى دلوقتى.
هانى: ربنا يخليكى ليا يا سهر، كل يوم بتأكد من انك ست محترمة وتستحقى تتشالى فوق الراس.
سهر وطت راسها فى الارض: بعد اللى عملته !، ده انا حتى فوقت متأخر.
هانى: وانا كمان فوقت متأخر اكتر منك، بس المهم اننا عندنا ضمير مسمحلناش نكمل فى الغلط، ووقفناه الحمدلله من غير مانضر حد.
سهر: ازاى بقى، لولا كلامى عن مادلين مع حياة مراته، اكيد ماكانتش هتروحله الشركة وتظبطه كده.
هانى: انتى ماقولتلهاش روحى يا سهر، ماتحمليش نفسك ذنب حاجة مالناش يد فيها غير كلمتين قولتيهم.
سهر: بس كمان انا حسيت بفرحة لما عرفت انها اجهضت، انا مخنوقة من نفسي اوى انى فرحت كده.
هانى: فى دى لازم تعذرى نفسك، لو كان معاكى اطفال، كنتى عمرك ماهتحسي بكده ابدآ، شيفاها معاها اتنين وحامل فى التالت غصب عنك فرحتى لما عرفتى انه راح.
سهر: مينفعش، ده احساس قذر، نفسي يروح من دماغى وميتكررش ابدآ، انا مش بالوحاشة دى.
هانى بيهزر معاها: خلاص بقى يا سوسو، ولا اقولك خليكى متضايقة كده، بتبقى قمر وانتى زعلانة.
سهر ابتسمتله بسعادة على انه عمل الصح وحاسه انه مبسوط بكده، فحضنته وطبطبت عليه: ربنا يخليك ليا ياهانى ويرزقنا بالذرية الصالحة اللى تملى علينا بيتنا من غير مانحتاج من حد فلوس.
كلماتها جميلة ودخلت قلبه بمجرد ما سمعها بس رجعت تأنيب الضمير اللى كان بيحس بيه تانى، لإنه اخفى جزء من الحقيقة عن شريف، عشان يستغل ده ماديآ، وبكده مايعتبرش انقذ شريف من ايد هيثم !
سهر: هاانى !، بكلمك ؟
هانى: هه، نعم، معاكى.
سهر: لا واضح انك معايا اوى، مالك سرحت فين ؟
هانى: ولا حاجة يا حبيبتى ولا حاجة انا معاكى اهو.
حياة وصلت الولاد للمدرسة، وفضلت تتمشى فى الشوارع بملل وزهق، بتتنفس بعمق وبتتمنى لو تفقد الذاكرة وتنسى كل اللى حصل وكل اللى عرفتهم فى حياتها، وتبدأ الجديد فى حياتها على نضافة، من غير ذكريات مؤلمة وناس بيحاولوا يفضلوا فى حياتها بالعافية، عشان يفضلوا مفكرينها بايام عذابها، أاه بتحب شريف، بس هو بقى من ضمن الناس اللى لما تفتكرهم تفتكر العذاب..،
حياة مدركة ان فى البعد عنه عذاب برضو، بس اختارت تجرب البعد يمكن عذابه يكون أخف، والحلو فيه اكتر، الشغل بهدلة وعذاب، بس الفلوس اللى هتيجى من بعد البهدلة دى هيبقى ليه حلاوتها وطعمها الجميل، بصت فى ساعتها بملل بتترجى الوقت يعدى وتبدأ شغلها، اللى هيرحمها شوية من التفكير القاتل ده، لقت ان فاضل نص ساعة وتبدأ اول ايامها فى الشغل فى محل ملابس عم فهمى.
عدت النص ساعة دى عليها مابين مستمتعة بالنور والهوا النقى والناس اللى رايحة وجاية حواليها وبين تعبها من التفكير اللى مابيتوقفش.
راحت وقفت قدام المحل فى انتظار عم فهمى، شافته جاى من بعيد، راحتله.
حياة: صباح الخير يا عم فهمى.
فهمى: صباح الفل يا حياة يابنتى، والله كنت فاكرك مش هتيجى.
حياة: ليه كده ؟
فهمى: اصل اللى بيسألوا على الشغل وبعد كده يطنشوا كتير اوى.
حياة: يمكن مش محتاجينله قدى.
فهمى: ربنا يوسع رزقنا جميعآ يابنتى، ثوانى هفتح المحل.
وقفت حياة تنتظره، لحد مافتح ودخلوا مع بعض جوة المحل.
راحت على مفاتيح الكهربا وفتحتها، وبدأت ترتب فى كل اللى شايفاه محتاج ترتيب.
فهمى: بتعملى ايه يابنتى، ده مش شغلك، انتى شغلك الحسابات وبس.
حياة: لأ ماتحجمنيش ياعم فهمى، سيبنى براحتى، ده لو مش عايزنى اعتبر المحل، مجرد مكان شغل.
فهمى: بارك الله فيكى يابنتى، هو لسه فى حد بالطيبة دى.
حياة ابتسمت: فيه ياعم فهمى، حضرتك بالطيبة دى، ده كفاية كلمة بنتى اللى بتقولهالى، وانا ماسمعتهاش من وانا صغيرة اوووووى.
فهمى: بما ان لسه مفيش حد جه، اقعدى واحكيلى حكايتك، انا بصراحة نفسى اسمعها من ساعة ماشوفتك امبارح ولاقيتك شابة صغيرة، واستغربت انك بتقولى عندك عيال وفى المدرسة كمان، واستغربت اكتر انك عايزة تشتغلى وتصرفى عليهم كمان، فين جوزك ؟
حياة: دى حكاية طويلة اوى.
فهمى: احكى لحد مالزباين تبدأ تيجى.
بدأت تحكيله حياة فى حكايتها اللى اتعجب منها فهمى واشفق على حياة من العذاب اللى شافته.
فهمى: ياااااه معقول، كل ده شوفتيه فى سنك الصغير ده ؟
حياة: ده انا كمان إختصرت عشان ماضيعش وقت واصدعك معايا ههههه.
فهمى: بس انتى بتظلمى جوزك، المفروض تسامحيه يابنتى، مفيش راجل بيعتذر ويعيط قدام مراته كده الا لما يكون صادق فى احساسه وكلامه.
حياة: انا عارفة، وكمان حسيت بصدقه فى كلام كتير قاله، وانا متأكدة انه كويس ومش طبعه الخيانة، بس انا عارفة ان الحياة معاه مليانة ألم وعذاب فى حاجات تانية، اللى محدش واخد باله منه، وفاكرننى نسيته، بس انا عمرى ماهنساه، لما كنت لسه متجوزاه جديد، وشك فيا انى ليا علاقة بصاحبه وعاملنى وحش وبعد عنى فترة عشان استقبلته وهو مش موجود..،
مع ان البيت مليان خدم وولادى كانوا موجودين ماكناش لوحدنا يعنى، وتصرفاته معايا فكرتنى بتصرفات جوزى الاولانى، ولما اجهضت اتقلب عليا واهملنى واهمل عيالى وسمعنى كلام صعب، انا مش بقالى كتير متجوزاه، بس فالكام شهر دول عمل معايا حاجات كبيرة ماتتغفرش، وواثقة ان مسألة الخيانة دى لو عدت ورجعنا هقابل معاه حاجات صعبة توجعنى برضو، وانا اكتفيت وخلاص مابقتش عايزة رجالة فى حياتى من النهاردة.
فهمى بشفقة: والله اللى عانت زيك، لازم تفكر كده واكتر، اللى انتى فيه ده مش معناه ان طبعك اتغير، انتى لسه حلوة زى مانتى، بس فاض بيكى من كتر الظلم اللى شوفتيه.
دخلت زبونة للمحل فاضطروا يوقفوا كلامهم، وقامت حياة تشوفها محتاجة ايه ورفضت ان عم فهمى هو اللى يقوم.
شريف راح الشركة وهو ناوى انه يفهم ايه اللى بيدور حواليه بالظبط، وايه الاوراق اللى ممكن هيثم يبقى عايزها من عنده، وتهمه لدرجة انه يدفع فيها مبلغ كبير لهانى ومراته.
كل ده ماقدرش يمنعه من التفكير في حياة، اللى كان لسه معاها بالليل وبرغم كده وحشته وبقى نفسه يشوفها.
اتصل بمكتب نهلة وطلب منها تروحله مكتبه.
نهلة: خير يا أستاذ شريف ؟
شريف: حياة عاملة ايه ؟
نهلة: الحمدلله كويسة.
شريف: طيب خدى المبلغ ده وهاتيلهم كل حاجة يحتاجوها وبزيادة ومن غير ماتعرفيها طبعآ إنى اديتك حاجة.
نهلة: هو انا مستنية حضرتك توصينى عليهم وتدينى فلوس !، انا الحمدلله مش مخلياهم ناقصهم حاجة، وده أصلا مش عاجب حياة وأهى راحت دورت على شغل ونزلته النهاردة لاول مرة عشان متخليش حد يصرف عليها خالص، وكمان تنقل من بيتى.
شريف: إنتى بتقولى إيه !، حياة اشتغلت ؟، اشتغلت فين ؟، وازاى انا معرفش حاجة زى كده، أنا لسه جوزها.
نهلة: انا مكنتش اعرف ان حاجة زى دى هتضايق حضرتك.
شريف: اشتغلت فيييين ؟
نهلة: معرفش للأسف، مالحقتش أعرف منها، لان ايهاب جه وكانت لسه بتحكى وماقالتش فين، بس هو تقريبآ محل ملابس.
شريف: مرات اكبر رجل اعمال فى البلد شغالة فى محل ملابس !، اتصلى بيها حالآ واعرفى مكانها.
نهلة: لو سمحت يا أستاذ شريف انا مش عايزة مشاكل مع حياة وكده هتفقد الثقة فيا ويمكن تمشي من عندى وهى لسه مش معاها فلوس تروح فى حتة بس هتمشي برضو وانت عارف زعلها.
شريف: كل ده مايهمنيش، اتصلى بيها حالآ اعرفيلى مكانها، ماتقوليش ان انا اللى عايزه عشان لو عرفت مش هتديهولك.
نهلة: حضرتك هتخلينى يبقى عندى حذر بعد كده فالكلام معاك، مش هينفع خالص اضحك عليها عشان اعرف عنوان شغلها واديهولك تروحلها والله اعلم يحصل ايه بينكم قدام الناس.
شريف: مش هيحصل حاجة بيننا، انا مش هتحايل عليكى كتير، هاتيلى العنوان بأى شكل اتصرررفى.
نهلة: انا نفسي حضرتك تخرجنى من الموقف ده وماتدخلنيش فى مشاكل معاها، انا مش عايزة اخسر حياة، انا ماليش غيرها هى وابنى.
شريف: ماتخافيش يانهلة، مش هتخسريها، هعرفها انك مالكيش دعوة وانا اللى ضغطت عليكى.
نهلة: طيب هى هتستأذن بعد شوية عشان تجيب الوللد من مدارسهم، ممكن حضرتك تروح وكإنك رايح بالصدفة كده وتقابلها، وحياة مش بتكدب اكيد هتقولك على الشغل وساعتها حضرتك اتكلم براحتك.
شريف بص فى ساعته وحسب الوقت اللى حياة هتكون وصلت فيه بالولاد للبيت.
خد مفاتيحه وموبايله من على المكتب ومشي.
وصل قدام بيت نهلة وفضل مستنيها جوة عربيته.
بعد شوية ظهرت قدامه وهى معاها الولاد التلاتة حمزة وسما وآدم، إستناها شريف لحد ماتطلعهم وتنزل تانى، وشوية ونزلت، نزل من عربيته.
شريف: حياة.
حياة بصتله وهى متفاجئة بوجوده.
حياة: نعم.
شريف: انتى رايحة فين ؟
حياة: ليه السؤال ده ؟
شريف: انتى هتردى عليا السؤال بسؤال !، الزعل اللى بيننا حاجة وانك لسه مراتى وليا حقوق عليكى ده حاجة تانية.
حياة: بس انا طلبت الطلاق.
شريف: طب ردى على سؤالى انتى رايحة فين ؟
حياة: هو انت اصلا جاى هنا ليه ؟، ماتقوليش عديت بالصدفة مثلا !
شريف: انتى خلاص طريقتك كلها بقت استفزاز، انتى اشتغلتى ؟
حياة: هههههه، ايوا كده هات من الاخر بدل مابقالك ساعة بتسأل انتى رايحة فين.
شريف: ادينى جبت من الاخر.
حياة: وبعدين!
شريف: ولا قبلين مفيش شغل، اطلعى على فوق يلا يا اما تقعدى مع الولاد وماتروحيش فى حتة يا اما تلمى هدومك وهستناكى لحد ماتخلصى.
حياة:والمفروض انى اسمع كلمتين زى دول فأعتبر نفسي سيبت الشغل فى كل الحالات، ومش بعيد كمان اطلع اجيب الهدوم والولاد واقولك يلا.
شريف: وايه المشكلة فى ان ده يحصل؟، انا جوزك وده من حقى عليكى.
حياة بعصبية: انت مالكش حقوق عليا، زى مانا مش مستنية منك حقوق، الطلاق وطلبته، ومستنياه يتنفذ غير كده مش معترفة بأى حاجة تانى، بعد اذنك متأخرنيش عن شغلى.
شريف: مش هتروحى فى حته، انتى مجنونة؟، عايزة مرات شريف منتصر الناس يقولوا عليها شغالة فى محل هدوم، ده انتى سايبة هدوم فالفيلا تفتح موول مش حتى محل زى اللى رايحة تشتغلى فيه.
حياة: وانا مش عايزة من المول اللى بفلوسك حاجة، ومبسوطة بمحل صغير اشتغل فيه والفلوس اللى هقبضها منه تبقى بتعبى ومجهودى محدش بيمن عليا بيها.
شريف بذهول: انا عمرى حسستك انى بمن عليك بفلوس ؟
حياة: انا بتوقع منك كل حاجة واى حاجة، وده مش بعيد كان ممكن يحصل.
شريف: انا هفضل استحملك كده لحد امتى؟
حياة: مطلبتش منك تستحملنى، انا بطلب تطلقنى.
شريف: وانتى فاكرة لما تزهقينى باسلوبك كده هطلقك؟
حياة: والله ده اسلوبى معاك، من غير مافتكر ولا احط حاجة فى دماغى.
شريف: اسلوبك مينفعش ومش عاجبنى، ومش هتحمله تانى، وكلمتى تتنفذ،اتفضلى اطلعى مفيش شغل ولا زفت.
حياة: انا استأذنت ساعة عشان اجيب الولاد من المدرسة واحطلهم الاكل وارجع شغلى تانى وانت كده اخرتنى وعدا اكتر من الساعة، بعد اذنك.
شريف اتعصب ومسكها من دراعها: مش هتروحى فى حتة ومتستحليش الدلع ده اكتر من كده.
حياة مبتسمة بدموع نازلة من عينيها: هههههه دلع !، أنا بحب ادلع معلش استحمل.
سابته حياة ومشيت بعد ما شدت ايدها منه بقوة.
وشريف ماقدرش يمنعها لانه كان مدرك ان غلط فى حقها للمرة الألف، حياة عمر قلبها ماعرف معنى الدلع، حتى على ايده، ولما مصممة تروح تشتغل فى محل ده اكبر دليل على انها انسانة شقيانة ومبتفكرش فى الرفاهية مش دليل على الدلع، بس ده مش معناه انه موافق على شغلها شغلة زي دى وهياخد موقف لو صممت عليها.
رجع الشغل وطلب نهلة وراحتله وسط تعجب من الناس حواليها لانه طلبها قبل مايسيب الشغل ولما رجع طلبها تانى وده على عكس العادة لانها فى العادى مالهاش تعامل مع مكتبه خالص، بس ماكانش همه اى حاجة من كل ده مبيفكرش غير فى حياة ومشاكله معاها اللى خلته ينسى كل الأسباب اللى راح الشركة عشانها النهاردة.
نهلة: نعم يا أستاذ شريف.
شريف: وصلى لصاحبتك انى كنت مستحمل منها كل اللى كانت بتعمله وكنت مستعد استحمل اكتر عشان كنت شايف نفسي غلطان بس بعد اللى عملته ده، بقت مشاركة فى الغلط، ولازم ترجع عن اللى بتعمله، عشان متصرفش معاها تصرفات مش هتعجبها ابدآ.
نهلة: حاضر.
شريف: كل كلمة قولتها توصلها، كللل كلمة.
نهلة: حاضر.
خرجت نهلة من مكتبه وهى متضايقة لبشاعة الحال اللى وصلوا ليه، واستغربت من عند حياة بالطريقة دى.
نهلة فى سرها: يعنى هو حد يلاقى اللى يقوله ماتتبهدلش وبرضو يبهدل نفسه !
فهمى: مالك يا حياة من ساعة ماجيتى وانتى متغيرة.
حياة: قابلت جوزى وماكانش عايزنى اجى.
فهمى: ماكنتيش جيتى.
حياة: نعم.
فهمى: ماينفعش متسمعيش كلامه طول مانتى على ذمته.
حياة: وانا مابقتش عايزة ابقى على ذمته.
فهمى: ربنا يهديكم لبعض يابنتى، بس برضو تسمعى كلامه طول مانتى لسه مراته، يلا خدى بعضك وروحى.
حياة: لا والله مش هينفع، ده اول يوم ليا، اعتبر حضرتك معرفتش حاجة.
فهمى: انتى زى بنتى، وانا لو بنتى فى موقفك مش هخليها تقعد ثانية فى حتة جوزها مش راضى عنها.
حياة عيطت: ارجوك ماتجيش عليا زيهم، ماتخلنيش امشي ارجوك، سيبنى حتى اكمل اليوم وهمشى حاضر.
فهمى: خلاص يابنتى اهدى، اللى تشوفيه.
ولما خلص يوم الشغل روحت البيت، وكانت نهلة فى انتظارها.
نهلة: انتى ايه اخرتها معاكى ؟
حياة: عايزة ايه يانهلة، انتى مش روحتى خلصتى ضميرك وقولتيله انى اشتغلت؟
نهلة: والله ماكنت اقصد اعرفه، هو بيعرض فلوس فقولتله انك مش عايزة منى مساعدات لدرجة اشتغلتى عشان تصرفى بنفسك على ولادك، لاقيته اتعصب وعايزنى اكلمك اعرف عنوان الشغل، وانا رفضت فراحلك قدام البيت عشان لما ترجعى بالولاد، وده مش موضوعنا بقى يا ست حياة، اعمليلك أخر عشان الموضوع بيكبر بينكم يوم عن يوم.
حياة: أخرى الطلاق، وخليه يريح نفسه.
نهلة: شريف المرة دى مختلف يا حياة، ومش ناوى على مصالحة وهدوء زى الاول، ارجوكى بلاش تخسريه.
حياة: عايزة اجرب الحرية شوية، وكفاية عليا وجع، خلينى اخسره واكسب نفسي.
نهلة: ده اخر كلام عندك ؟
حياة: ايوا ده اخر كلام عندى.
خرج شريف من جوة: شكرآ يا نهلة انك سألتيها وخلتينى اسمع اجابتها بودنى، بدل ما كنت عمال اوهم نفسي انها بتتصرف كده قدامى عشان كرامتها، بس من ورايا بتقول كلام تانى.
اتخضت نهلة من وجوده، وبصت لحياة: والله ماعرف انه هنا، انت ازاى هنا انت مش مشيت ؟
(فلاش باك)
نهلة وصلت البيت وكانت فى انتظار رجوع حياة، رن جرس الباب وراحت فتحت.
شريف: أنا آسف يانهلة انى جيت وانتى لسه مارتحتيش، بس كنت محتاج اقعد مع حياة.
نهلة: هى لسه مجتش، اتفضل ارتاح لحد ماتيجى.
شريف: طيب، ممكن بعد اذنك تجبيلى كوباية مياة، عطشان جدآ.
نهلة: حاضر.
سابته نهلة على الباب عشان تجيبله مياة فدخل واستخبى جوة البلكونة.
طلعت نهلة بالمياة ومالقتش شريف، واستغربت وقالت انه يمكن اتحرج يستناها ومشى وهيجى لما تبقى تيجى، قفلت الباب ودخلت وحصل اللى حصل ده.
(عودة للحاضر)
سليم: لما دخلتى تجبيلى مياة، دخلت البلكونة.
حياة: يعنى وصلت لهدفك ؟
شريف: انتى طالق ياحياة.
شريف خرج من شقة نهلة، وسط ذهول من نهلة وحياة، برغم انها كانت عايزة ده يحصل الا انها اتصدمت وحست بوجع فى قلبها وهى بتسمع الكلمة دى، قعدت على الكرسي بألم، مش مصدقة ان ده حصل فعلآ.
نهلة بدموع حزينة على صاحبتها: ايه مالك بقى !، مش هو ده اللى كنتى عايزاه !
بكت حياة من قلبها وهى مش عارفة هى ليه حاسة بوجع كده، مش هو ده فعلآ اللى كانت عايزاه ؟
نهلة: انا مش مسمحاكى انك دمرتى حياتك كده.
دخلت نهلة اوضتها وحياة لسه تحت تأثير الصدمة وعدم التصديق، بتبص حواليها ومش مصدقة انه كان فعلآ هنا وطلقها !