رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي الفصل السادس
دخلت حياة شركة مقاولات شريف منتصر لأول مرة فى حياتها، وماكانش عندها اى فكرة انها الشركة بتاعته، ولا شريف كان عنده فكرة انه وافق امبارح بس، على طلب تعيين حبيبة عمره فى شركته.
استلمت شغلها وكانت سعادتها مالهاش وصف ولا حدود، مش مصدقة انها اخيرآ خلااااااص عايشة بحرية ومحدش بيمد ايده عليها وبقالها كيان وبتشتغل، عدا اول شهر من شغلها وقبضت مرتبها اللى كانت فرحانة بيه اوى، وحاسة انها عملت اعظم انجاز فى حياتها، روحت جرى على البيت وخدت ولادها ونزلوا يختاروا شقة يعيشوا فيها بالإيجار، عشان تقدر تبدأ حياتها معاهم وتبقى دى اول خطوة عشان توقف على رجلها، وفعلا لقت شقة حلوة وإيجارها مناسب، ومضت عقدها، ورجعت شقة ام ادم.
ام ادم: بقى كده ياحياة، تعملى فيا كده ؟
حياة: انا تقلت عليكى أوى، ووشي منك فى الارض.
ام ادم: برضو بتقولى كلامك الرخم ده ! والله كنتو ماليين عليا حياتى ومبسوطة بيكم اوى، ليه تعملى كده وتفرقينا عن بعض بعد ماشوفت فيكم عيلتى واهلى.
حياة: هنفضل نروح ونيجى على بعض دايمآ، وفى الاجازات نبات عند بعض كمان.
ام ادم: طب خليكى وشاركينى فى كل المصاريف بتمن الإيجار اللى هتدفعيه ده.
حياة: والله مابقى ينفع خلاص مضيت العقد ودفعت الإيجار والراجل كتر خيره وافق يستنى عليا شوية فى فلوس التأمين.
ام ادم: ربنا يوفقك لكل خير ياحبيبتى، ويسعدك فى ايامك الجاية كلها، انتى بنت حلال وتستاهلى كل خير.
حياة: ياخبر ! بتقولى عليا انا كده ! امال انتى تبقى ايه بس ؟ انا مهما قولت فى حقك كلام مش هوفيكى قدرك، وقد ايه انتى بنت حلال وبنت اصول، واكتر حاجة صح حصلت فى حياتى، لولا وجودك جنبى كان زمانى ضايعة فالشوارع انا وولادى.
فضلت حياة تعيط من زعلها على فراق ام ادم، وحضنوا بعض اوى، حضن اخوة صادق، مفيهوش نفاق او استغلال ومصالح.
حطت حياة شنطها هى وولادها، فردت جسمها على الكرسي، وجه حمزة وسما قعدوا جنبها.
سما: دى بقت شقتنا يا ماما ؟
حياة: ايوا ياحبيبتى، شقتنا لحد ماقدر باذن الله اجيب شقة تمليك وتبقى بتاعتنا بجد، ونختار كل حاجة فيها بنفسنا ومع بعض وعلى ذوقنا.
حمزة: مش مهم اى حاجة يا ماما، المهم انك عايشة مرتاحة من غير ما بابا يضايقك.
حياة: انا بموت فيك والله وفى كلامك الحلو ده، انت احسن راجل فى حياتى.
باسته حياة وباست سما
حياة: يلا بينا نفضى الشنط، ونرتب حاجتنا.
عدا حوالى اسبوعين على انتقال حياة للشقة الجديدة، وفى يوم لقت موبايلها بيرن برقم طارق.
حياة: أيوا يا طارق.
طارق: مفيش إزيك ؟
حياة: مفيش بيننا سلام.
طارق: أمال فى حرب ؟
حياة: ياسيدى لا سلام ولا حرب، انت عايز ايه ؟
طارق: عايز اشوف ولادى.
حياة: تحب نقابلك فين ؟
طارق: ايه تقابلونى فين ده ! ماتعرفينى مكانكم، هو انا هاكلكم.
حياة: مانا لو أضمن انك مش هتبقى الشوكة اللى بتنغص عليا حياتى، كنت قولتلك.
طارق: ليه يعنى، شوفتى منى أى مضايقات من يوم ماتطلقنا عشان تقولى كده ؟
حياة: لأ.
طارق: طيب خلاص عرفينى مكانكم.
حياة: مانا برضو مش مطمنالك، عايز تعرف مكاننا ليه؟
طارق:هو انا عشان طنشت كل الفترة اللى فاتت دى، إفتكرتى انه مش من حقى ! انا من حقى اعرف ولادى مكانهم فين، هتقولى ولا تخلينى اعرف بطريقتى ؟
حياة: مابقتش بخاف من تهديدك يا طارق، ولو عايز تعرف حاجة اكسب رضايا، وماتحاولش تهددنى.
طارق: انا مابهددكيش، انا كنت هقابلكم وبعد كده همشي وراكم بس لحد ماعرف المكان، او استنى حمزة يطلع من المدرسة وبرضو هعرف، وفى الف طريقة تعرفنى، مش لازم اللى جه فى دماغك.
حياة: انا مجاش فى دماغى حاجة، انا بقيت اقوى بكتير مما تتخيل، حياة اللى تعرفها ماتت.
طارق: طب بعد الشر ماتقوليش على نفسك كده، خلصي هتقولى ولا بضيع وقتى ؟
حياة: هتيجى امتى ؟
طارق: النهاردة بالليل.
قالتله حياة على العنوان وكانت برضو مش مطمناله ولا مطمنة لسبب محاولة معرفته العنوان، بس مش عارفة هو ممكن يبقى عايز إيه.
شريف: ها ؟
نادين: هاا إيه ؟
شريف: مفيش حاجة فى السكة على رأى باباكى.
نادين: لا ياشريف، ومش مهتمة.
شريف: نااادين، إوعى تكونى بتاخدى حاجة ؟
نادين: لا مبعملش الحركات دى خالص، لو عايزة اعمل كده هقولك، هخاف من إيه يعنى ؟
شريف: هتخافى مثلآ انى اكون عندى رغبة قوية للموضوع ده ولما اعرف اجبرك تسيبى اللى بتاخديه، ده غير الموقف الشديد اللى هاخده منك.
نادين: انت بتخوفنى مثلآ عشان لو باخد حاجة أبطلها ؟ والله ماباخد حاجة ياشريف ريح نفسك .
شريف: امال فى إيه ؟ بقالنا كتير متجوزين.
نادين: ده تفكير رجل أعمال كبير زيك ؟، بدأت تقلق من عدم حدوث الحمل بعد كام شهر من الجواز !، لا وبتقول بقالنا كتير.
شريف: مش يمكن ده تفكير واحد مشتاق لكده، ومالوش علاقة برجل أعمال او غيره.
نادين: طب والمفروض اعمل ايه !
شريف: نروح لدكتور ونشوف التأخير طبيعى ولا فى مشكلة عند حد فينا.
نادين: مشكلة ايه بس مش فاهماك، سيب الموضوع يجى لوحده.
شريف بعصبية: انتى عمرك ماتقولى حاضر ابدآ.
نادين: خلاص ياشريف، اللى انت عايزه اعمله.
حياة: بابا جاى النهاردة يشوفكم.
حمزة: انا مش عايز اشوفه، انا ماليش بابا.
سما: وانا كمان، بكرهه من زمان ومش عايزة اشوفه.
حياة: عيب كده، اللى بينى وبينه مالكمش اى علاقة بيه ومتحاولوش تتدخلوا فيه.
حمزة: لأ يا ماما، هو سابنا نمشي واحنا جعانين وننام فى السطح وكنا بردانين اوى، انا وانتى وسما جالنا برد ساعتها وتعبنا، سما كانت هتموت من الجوع وبتعيط، جاى يشوفنا ليه دلوقتى.
حياة: حمزة انا بفرح بيك لما الاقيك فاهم الدنيا وواعى لكل حاجة بتحصل وبتتكلم كلام عاقلين، ليه هتزعلنى منك بكلامك ده.
حمزة: هو زعلنا اوى.
حياة: خلاص هو هيجى يقعد معاكم شوية وهيمشى على طول، استحملوا الوقت ده وخلاص، خلونا عايشين من غير مشاكل، ولا انتو هتبقوا مبسوطين لما يرجع يضايقنا تانى ؟
حمزة: لا مش هنبقى مبسوطين.
حياة: خلاص، تقابلوه مقابلة كويسة وتعدوا الوقت وخلاص من غير مشاكل لو سمحتوا، لإنه مش هيفهم غير إنى انا اللى بقولكم اعملوا كده معاه.
حمزة وسما: حاضر ياماما.
دخل طارق شقة حياة وهو بيبص حواليه وبيتفرج عليها.
طارق: ودى ايجار بقى ولا تمليك.
حياة: تمليك ! منين يعنى.
طارق: وحتى لو ايجار هيبقى منين برضو ؟
حياة: انت جاى تشوف ولادك ولاجاى تحقق معايا !
طارق: لا ياستى جاى لعيالى، بس قوليلى ايه النضافة اللى بقيتى فيها دى ؟
حياة: انا طول عمرى نضيفة، وحياتى كان فيها شوية وساخة ونضفتها الحمدلله.
طارق: تقصدى ايه يعنى ؟
حياة: اقصد انك جاى عشان تشوف ولادك وتتكلم معاهم، مش جاى تشوفنى وتتكلم معايا انا.
سابته حياة معاهم ودخلت أوضتها، بس كانت عينيها وودانها وتركيزها كله معاهم برا، كانت خايفة من طارق ومش مدياله الآمان، وبتدعى ربنا زيارته دى تعدى بأى شكل وماتتكررش تانى خالص.
وفعلآ عدت زيارته التقيلة على قلبهم بخير، ودخلوا ناموا من بعد مامشي على طول، عشان يقدروا يصحوا بدرى للشغل والمدرسة.
راحت حياة على الشركة بعد ماوصلت ولادها، فى نفس الوقت كان داخل شريف شركته، وتقريبآ ماشيين بنفس الخطوات وفى نيتهم يروحوا لنفس المكان، فضلت حياة ماشية وخطواتها بتقربها منه، وقبل ماتدخل بثوانى، سمعت صوت بينادى عليها، بصت وهى مخضوضة وصدرها بيعلى ويوطى بسرعة...