رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي الفصل الثاني عشر
حياة كانت بتلعب مع ولادها لما رن جرس الباب.
قامت وفتحت واتصدمت ان اللى واقفة قدامها تبقى ام طارق.
حياة: اهلا وسهلا اتفضلى.
ام طارق: مش هتطردينى، وتشتمينى، وتعملى كل اللى يشفى غليلك منى؟
حياة: ليه اعمل كل ده، وانتى فى بيتى ؟ وكمان انتى جدة الولاد، من حقك تيجى فى اى وقت عشان تشوفيهم.
ام طارق: كتر خيرك يابنتى.
وطت حياة صوتها خالص: على فكرة مايعرفوش حاجة، ومش هقولهم.
ام طارق: هتدخلينى ؟
حياة: طبعآ، إتفضلى.
دخلت ام طارق، ولما شافوها حمزة وسما كانوا متضايقين ان مامتهم دخلتها، ومن غير كلام دخلوا أوضتهم.
حياة: معلش أاا...
قاطعتها ام طارق: متقوليش حاجة، عندهم حق يعملوا اكتر من كده.
حياة: خير يا ام طارق، كنتى عايزانى فى ايه ؟
ام طارق: بصراحة طارق هو اللى باعتنى، عايزك تروحيله فى زيارة النهاردة.
حياة: وانا ليه اعمل كده ؟، اكيد مش موافقة.
ام طارق: الله يخليكى ياحياة ويخليلك عيالك، نفذيله اخر طلب ليه فى الدنيا.
حياة: اخر طلب ازاى ؟
ام طارق عيطت: اتحكم عليه بالاعدام ياحياة، خلاص يابنتى راح منى، وانا معنديش غيره، بس انا وهو عارفين انه عقاب ربنا على اللى عمله فيكى، والله يابنتى هو اللى كلمنى وطلب منى، اجيبك وابهدلك واهد حيلك فى الشغل، وانا رفضت، بس قالى انك صوتى فالشارع ولميتى الناس عليه وضربوه وكنتى فرحانة، ومابقاش بيأثر فيكى الضرب، فعايز ينتقم بطريقة تانية.
حياة: حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حاجة ماللى قالهالك حصلت، هو اللى جه ضربنى فالشارع وكنت بتألم وكاتمة الوجع جوايا عشان صوتى مايطلعش وكفاية منظرى وحش وانا بتضرب فمكنتش عايزة اصوت كمان، والناس ال ضربوه لانه كان رايح يضرب واحد معملوش حاجة، ابنك يستاهل اللى وصله، ظلمنى انا وسمر معاه واللى هو فيه دلوقتى نتيجة طبيعية اوى.
ام طارق: انا عارفة وموفقاكى فى كل كلمة، والغلط عليا انا انى ماكنتش بوقفه عند حده، بس ربنا انتقملكم مننا احنا الاتنين، وعشان خاطر عيالك تروحى وتقابليه لأخر مرة، شوفى هيقولك ايه اكيد هيكلمك فى حاجة تخص ولادكم وورثهم.
حياة شدت انتباهها كلمة هتقابليه لأخر مرة، وحسن ان ممكن ربنا عايزها تروح لسبب ما.
حياة: تمام انا موافقة.
ام طارق: كتر خيرك يابنتى، يلا عشان مانتأخرش.
وفعلآ نزلت حياة وام طارق وراحوا يزوروا طارق لاخر مرة.
طارق: ازيك ياحياة ؟
حياة: الحمدلله.
طارق: شكرا انك جيتى.
حياة: العفو، عايزنى فى ايه ؟
طارق: انا عارف ان اى كلام هقوله مش هيرجعلك حقك فاللى عملته فيكى، بس ربنا بيجبلك حقك اهو دلوقتى، وخلاص هموت، وعيالى هيبقوا امانة فى رقبتك، وكل اللى امتلكه ليكم.
حياة: انت جايبنى توصينى على ولادى ! انت مش واخد بالك ان كلامك مش منطقى خالص ؟
طارق: لا مش بوصيكى عليهم، لانك انتى اللى كنتى بتصونيهم وتحافظى عليهم حتى منى، انا جبتك عشان اطلب منك تسامحينى.
حياة: أسامحك ! وانا جيالك تخيلت انك ممكن تطلب اى حاجة، بس ماتخيلتش ابدآ انك تطلب اسامحك، وياترى بقى عايزنى اسامحك على الضرب ؟ ولا الشتيمة بأب وأم ميتين ؟ ولا تحب اسامحك على الإهانة فى الشوارع ؟، ولا اقولك اسامحك على الشك فيا بالزور والظلم ؟، ولا اسامحك على الخيانة ؟ ولا على الفضايح اللى كنت عايسة فيها ؟
ولا على شكلى المبهدل ولبسي اللى مابيتغيرش وطرحتى اللى اتهرت من كتر اللبس وعينى الوارمة ووشى المزرق اللى كنت بنزل بيهم كل يوم اوصل ولادك ؟ ولا على الشفقة اللى كنت بشوفها فى عيون الناس ؟ وشماتة ناس تانية، اختار حاجة اسامحك عليها لإن انت حسابك تقيل اوى، صعب يتمسح فى كلمة سماح.
طارق: انا ندمت.
حياة: بعد ايه ! بعد ما قتلت واحدة غلبانة مالهاش ذنب فى حاجة عشان حبت تجيبلى عيالى وتطفى نار قلبى ؟
انت ماندمتش، انت مضطر تعمل ندمان وتوبت لانك كده كده ميت، ولازم تموت مش عليك ذنوب، بس ده بعدك وربنا مابيضيعش حق حد ، انت دلوقتى بتتعاقب على قتلك لسمر، انما حقى انا لسه عقابك عليه فى الأخرة، وانا مش مسمحاك ياطارق، فااااااهم، مش مسمحاك، ولو بعد ماتموت بعشرين سنة افتكرتك هدعى ان ربنا ياخدلى حقى منك.
سابته حياة، مصدوم من كلماتها، كان فاكر طيبتها هتخليها تسامحه لما تشوفه فى موقف زى ده، بس هى خيبت ظنونه ادتله ضهرها ومشيت وكان بيبصلها بأمل انها ترجع تقول سامحتك، بس كانت مرارة ذكرياتها اقوى من انها تسامحه.
دخلت بيتها وفتحت موبايلها ولسه هتسيبه لاقيته بيرن، بصت شافت رقم شريف.
حياة: ازيك ياشريف ؟
شريف: انتى تليفونك مقفول من بدرى ليه ؟
حياة: كنت بزور طارق.
شريف: انتى بتقولى ايه ! ازاى تعملى كده بدون اذنى ؟
حياة: هتبقى اخر مرة.
شريف: وليه اصلا تتصرفى كده، ايه اللى غصبك ؟
حياة: بعتلى مامته، وطلبت واتحايلت لحد ماوافقت، لما عرفت انه اتحكم عليه بالاعدام.
شريف: مايغور فى داهية، كان عايز ايه ؟
حياة: بيطلب اسامحه.
شريف: طبعآ سامحتيه ؟
حياة: لأ طبعآ مستحيل، انا فكرته بكل ظلمه ليا وقولتله انه دلوقتى بيتعاقب على قتله لسمر، بس عقاب اللى عمله فيا لسه فى الاخرة وهفضل طول عمرى ادعى عليه حتى بعد مايموت.
شريف: طب على فكرة، انتى مش مديانى حقى خالص فى حاجة، ولو حطانى فى اهتماماتك، فى مقابلة كنا المفروض اتفقنا عليها وماتمتش وانتى اتشغلتى بولادك ورجوعهم.
حياة: لأ اتقابلنا، ساعة لما كنت زعلانة على سمر .
شريف: لا مرة قبلها، كنت هحكيلك فيها سيبتك ليه، وطلقت نادين ليه.
حياة: تعالى نتقابل دلوقتى حالآ، انا مخنوقة من الزفت طارق وعايزة انسى.
شريف: تمام يلا هجهز سلام.
حياة: هاااا،احكى كل اللى عايزه.
شريف: انا هبدأ بإنى لما سيبتك مغدرتش بيكى، ولا كنت عمرى نفسي نوصل لحالنا ده، كنت اتمنى نتجوز بعض أيامها، ونكمل مع بعض لدلوقتى.
حياة: امال ايه اللى حصل ؟
شريف: اكيد انتى فاكرة كويس، رأى ماما فى علاقتنا، بس الموضوع ماوقفش لحد رأيها وبس، الموضوع اتطور لدرجة انها هددتنى بأذيتك لو استمريت معاكى، وكان كلامها شديد وتهديدها صريح، انا خوفت عليكى لانى ماكانش عندى حاجة اخاف عليها واحميها بروحى غيرك، قولت هبعد شوية ولما ماما تشوف ان فعلا علاقتى بيكى اتقطعت، هتنساكى وتشيلك من دماغها، وغلطتى انى ماقولتلكيش، وسيبتك تتعذبى واتعذب معاكى من بعيد.
حياة: الله يرحمها، طب وطلقت ليه ؟
شريف: يعنى مش بتدعى عليها انها كانت السبب فى انفصالنا ؟
حياة: لا طبعآ ربنا يرحمها، وانا مسمحاها على كل ده، ها بقى طلقت ليه ؟
شريف: طيب، انا جيبتك هنا النهاردة عشان سبب طلاقى لازم تعرفيه قبل مانتجوز.
حياة: خير قول.
شريف: انا مبخلفش.
حياة: بتقول ايه !
شريف: دى الحقيقة.
حياة: ده شئ مايفرقش معايا فى حاجة واتمنى يكون بالنسبالك كده برضو.
شريف: عشان انتى معاكى اطفال ؟
حياة: لو ماكانش معايا ده رأيي برضو، بتخلف مبتخلفش شئ لا هيزيدك ولا هيقلل منك.
شريف: كل يوم بتأكد اكتر ان اختيارى ليكى من الاول كان صح، وتصميمى عليكى دلوقتى صح.
حياة: وانا بحبك فى كل حالاتك ياشريف، ودايمآ كامل فى عينى مافيش حاجة هتنقصك ابدآ.
عدا اسبوع، وكانت فيلا شريف بتستعد لإقامة كتب الكتاب فيها، طلت عليهم حياة بأجمل إطلالة ليها، كل اللى شافها وعرف اسمها ماكانش بيقول غير( الحياة حلوة اوى )، كان شريف لما بيسمع حد فيهم الغيرة بتشعلل فى قلبه، بس بيرجع ويفتكر ان حياة النهاردة بقت ملكه هو وبس، ومش هيفارقها تانى ابدآ مهما حصل.
قعدوا جنب المأذون اللى كتب كتابهم، وساعتها بصوا لبعض،نظرة فيها عدم تصديق، نظرة بتقول ان كل ده اكيد حلم.
شريف: معقول حلم 13 سنة عدوا بقى حقيقة، منهم 5 كنت معاكى وكل يوم بحلم تبقى مراتى، ومنهم 8 ضاعوا وانتى بعيدة عن عينى، بس ساكنة قلبى وشايفك بيه.