رواية حكاية عشق للكاتبة نهلة مجدي الفصل السابع عشر
لارين: طب هتعملي ايه
ايمي: هرجع مصر...
لارين بدهشه: ايه؟! هترجعي
ايمي: ايوا مبقاش في حاجة اقعد عشانها هنا
لارين: انتي متأكدة من قرارك ده
ايمي: ايوا وبعدين انا حجزت خلاص
لارين: هتسافري امتى
ايمي: بكرا الصبح
لارين: يعني خلاص هتسبيني لوحدي
ايمي: خلاص انتي كمان ارجعي مصر
لارين: ممكن نبقى نتابعه من هناك وابقى اجي كل فترة اشوف حالات وارجع، انا هقوم احضر الشنط.
جهزت ايمي حقائبها وجلست مع لارين قليلا ثم استقلوا السيارة وذهبوا الى المطار.
بعد وقت قليل وصلوا الى المطار ووقفت لارين تودع ايمي ودموعهما تهبط
لارين بدموع: هتوحشيني اوي
ايمي: وانتي كمان، انتي بتعيطي ليه دلوقتي
لارين: عشان مش متعودة ابقى من غيرك
ايمي: عشان كدة خليكي جدعه ومتتأخريش عليا هستناكي هتعيشي معايا زي ما كنا عايشين هنا
لارين: اسبوعين بالكتير وهجيلك
ضمتها ايمي وقالت: خلي بالك من نفسك يا لورا.
لارين: وانتي كمان لا اله الا الله
ايمي: محمد رسول الله
ركبت ايمي الطائرة وذهبت لارين للمنزل وهي حزينه على فراق صديقتها، حلقت الطائرة في السماء متجهه الى جمهورية مصر العربية، وضعت ايمي سماعات في اذنها وزلت تستمع لاغنيات نجاة كانها جاءت في ذلك الوقت لتوصف حالها، توقفت عند مقطع جعلها تبكي
ياللي امر من بعدك لقاك، ياللي هجرك رضاك
ياغربتي وانت بعيد عني، بعيد عني
ياغربتي وانت قريب مني، قريب مني.
تبدلت الاغنية وانطلق صوت ام كلثوم
فات الميعاد، وبقينا بعاد
والنار بقيت النار دخان ورماد فات الميعاد
تفيد بايه ايه يا ندم
وتعمل ايه ياعتاب
طالت ليالي، ليالي الآلم
واتفرقوا الاحباب
وكفاية بقى. تعذيي وشقى
ودموع في فراق
ودموع في لقا.
اغمضت عيناها واستسلمت للنوم، وبعد فترة وصلت الطائرة الاراضي المصرية، خرجت ايمي نن المطار واستقلت سيارة اجرة وبعد سلعة وصلت الى منزلها، نزلت من السيارة وظلت تنظر للبيت باعين مشتاقه، نعم لقظ اشتاقت لمنزلها كثيرا المنزل الذي شاهد طفولتها ومراهقتها وشاركها حزنها وفرحها، اقتربت من الباب ودقت الجرس وانتظرت حتى يفتح لها.
كانت منه تشاهد التلفاز عندنا سمعت صوت الباب نهضت لتفتح لان والديها ليسوا بالمنزل، اقتربت من الباب وقالت: مين
لم يأتيها الرد ففتحت، كان الضيف الغير متوقع ايمي وقفت منه مندهشه قليلا ثم صرخت: ايميييييي
اتمت في احضان شقيقتها وبكت لقد اشتاقت لها كثيرا، دخلت ايمي مع منه وجلسوا معا وظلت منه في حضت شقيقتها
منه: مش مصدقه انك معايا دلوقتي
ايمي: لا صدقي ياحبيبتي انا جانبك اهو
منه بدموع: كنت محتاجالك اوي يا ايمي.
نظرت لها ايمي بقلق: مالك في ايه
منه مطمئنه: متقلقيش انتي بس كنتي وحشاني وكان نفسر احضنك اوي متسبنيش تاني
ايمي: حاضر ياحبيبتي عمري ماهسيبك تاني.
في لندن كانت تجلس لارين في المنزل وحدها وتنظر في كل ركن دنوعها تهبط، كل ركن من ذلك المنزل يذكرها بأيمي فهي لم تجد الا ايمي بجانبها بعد موت والديها اجمل ذكرياتهم عاشوها معا فرح حزن كل شئ لم تعد ايمي هنا لقد ذهبت قالتها في نفسها، سمعت صوت جرس الباب مسحت دموعها واتجهت الى الباب وفتحته لتجد امامها...
لارين بدهشه: طارق!
ظلت ايمي مع منه حوالي ساعتين يتحدثون بفرح ولكن بداخلها كانت تخشى مقابلة والدها بعد اخر مكالمة لهم، شاردت قليلا في طارق وابتسامته ومزاحه وضمته لها عيونه السوداء التي عشقتها حتى برود اعصابه احبته، اغمضت عيناها حتى لا تبكي اخرجها من شرودها صوت اغلاق باب المنزل ودخول والديها، وقفت ايمي ونظرت لهم وهم مندهشين ثم اقتربت من منال وابتسمت وقالت: وحشتيني يا ماما.
ارتمت في احضان والدتها لقد شعرت بالحنان التي افتقدته طوال حياته، بكت منال وهي ترى ابنتها في ضانها بعد 9 سنوات وهي بعيده عنها لم تكون تريد ان تخرجها من احضانها امسكت وجه ايمي بين كفايها وقالت بدموع: انتي رجعتي بجد يعني انا متجننتش
ايمي بابتسامة: يا ماما مانا في حضنك اهو
منال: الحمدلله انك رجعتي لحضني تاني وحشتيني يا ايمان وحشتيني اوي
ضمتها ايمي مرة اخرى وقالت: انتي اكتر يا ماما.
ابتعدت عن والدتها واقتربت من والدها ووقفت امامه وهي خائفة نظرت له وحاولت ان تتكلم ولكن سمير لم يمنحها فرصه بل صفعها على وجهها، شهقت منال بفزع بينما صرخت منه: بابا
وضعت ايمي يدها على وجهها واغمضت عيناها وهبطت دموعها، ظل سمير ينظر لها قليلا ثم جذبها الى حضنه، تمسكت ايمي بوالدها وبكت بشده وهي في حضنه ايضا سمير نزلت دموعه وقال: مش هتبعدي عننا تاني انتي فاهمه
قبلت ايمي يد والدها وقالت ببكاء: انا اسفه.
مسح سمير دموعها وقال: بس متعيطيش ادخلي ارتاحي من السفر اوضتك زي ماهي من ساعة ما سبتيها
ايمي: لا انا مش عايزة ارتاح انا عايزة افضل في وسطكم كدة.
شعرت ايمي في تلك اللحظة بدفئ العائلة التي افتقدته منذ 10 سنوات ولكن كان ناقصة شئ، قلبها الذي تركته بجانب طارق، دخلت الى الغرفة وظلت تنظر لها وتذكرت كل شئ متذ طفولتها، جلست على فراشها واغمضت عيناها ثم نهضت وبدلت ملابسها وتمددت على الفراش واغمضت عيناها واستسلمت للنوم.
وقفت لارين مندهشه من مجيئ طارق
طارق: ازيك يا لارين
لارين: الحمدلله
طارق: هنفضل واقفين كدة
لارين: اسفه اتفضل
دخل طارق وجلس هو ولارين بحديقة المنزل
لارين: تشرب ايه؟!
طارق: شكرا مش عايز حاجة
صمت قليلا ثم اردف قائلا: ايمي فين
نظرت له لارين وقالت بحزن: ايمي رجعت مصر
طارق...
بعد ساعتين استيقظت ايمي وخرجت من غرفتها وجدت والدها يجلس امام التلفاز، جلست بجانبه وطبعت قبلة على جبينه
سمير: نمتي كويس ياحبيبتي
ايمي: الحمدلله، بابا عايزة اشوف بابا علي
سمير: خلاص بكرا روحيله
ايمي: لا لا انهاردة اتصل بيه وقوله ان انتوا هتستنهم على العشا ومتقولوش اني رجعت عايزة اعملهاله مفاجأة
سمير بضحك: مجنونه من يومك الراجل كبر مبقاش حمل مفاجأت
ايمي بمرح: حرام عليك ده لسه شباب.
وبالفعل هاتف سمير على واخبره انهم ينتظرونه هو وزوجته، وبعد وقت ليس قليل جاء على مع زوجته وجلسوا مع سمير ومنه ومنال
منه: عملينلك مفاجأة حلوة ياخالو
علي: مفاجأة ايه؟!
جاءت ايمي من خلفه وقالت: انا
التفت على لمصدر الصوت ولم يكن مصدق عندما رأيها وقال بذهول: ايمي!