قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حكاية عشق للكاتبة نهلة مجدي الفصل الثاني

رواية حكاية عشق للكاتبة نهلة مجدي الفصل الثاني

رواية حكاية عشق للكاتبة نهلة مجدي الفصل الثاني

دخلت لارين عليها المكتب قائلة: ايه ايمي بقالي ساعة مستن، ايمي انتي بتعيطي ليه
ايمي بدموع: مفيش حاجة يالا عشان نمشي
لارين: انتي كلمتي باباكي
ايمي: ايوا
ضمتها لارين بحنان وقالت: انا عارفه انهم وحشوكي اوي متزعليش ربنا يجمعك بيهم قريب ان شاء الله
ايمي بابتسامه: مش عارفه لولا وجودك معايا كنت هعمل ايه
لارين بمرح: كنتي هتعملي فراخ ومكرونه بالبشاميل اللي بحبها يالا بينا بقى.

ضحكت ايمي وقالت: يالا يامفجوعه من هنا
وكالعادة نجحت لارين ان تخرجها من حزنها، وصلوا الى منزلهم وتناولوا عشاءهم ثم خلدت لارين للنوم بينما اعدت ايمي كوبا من القهوة وجلست على الارض في الحديقة تنظر للسماء كعادتها منذ ان جاءت الى لندن
عادت بذكرتها عشر سنوات للخلف.

اعطها الطبيب حقنه مهدأه ثم خرج من الغرفة وقال: عندها انهيار عصبي، اللي مرت بيه مكنش قليل ياريت نبعد عنها اي ضغط نفسي لحد ماحالتها تستقر
علي: متشكرين يادكتور
الطبيب: العفو
منال ببكاء: ياعيني عليكي يابنتي هتروحي مني
سمير بغضب: اخرسي بقى حرام عليكي انا اعصابي مش مستحمله مش كفاية المصيبة اللي احنا فيها.

منال: هو انا اللي كنت دخلتها ثانوية عامه مش انت برضه علي: ماتسكتي بقى يامنال هو ده وقت عتاب عايزين نتعامل مع البنت بهدوء كفاية اللي حصلها اتفضلوا روحوا انتوا انا هفضل معاها
منال: بس.
علي مقاطعا: من غير بس روحي شوفي بنتك التانية اللي انتي سيبها من امبارح.

في اليوم التالي استيقظت ايمي لتجد خالها يجلس جانبها ويقرأ في المصحف، حاولت ان تتكلم ولكن صوتها ابى ان يخرج، فقط دموعها تهبط على وجنتيها، انتبه لها على اقترب منها وقال: حمدلله على سلامتك ياحبيبتي
لم تجيب ظلت تبكي بصمت
علي: متخافيش انا جانبك
كلما تذكرت ماحدث كانت تبكي اكثر واكثر
علي بحنان: اهدي عشان خاطري.

كانت تريد ان تتحدث ان تصرخ لتخرج تلك النيران التي بداخلها ولكن صوتها لا يخرج كأنه قرر ان يسجن حزنها داخل صمتها.

فاقت من شرودها على صوت رسالة على الواتساب، امسكت هاتفها وفتحت الرسالة ووجدتها من شقيقتها منه
ايه اللي مصحيكي لدلوقتي
ارسلت لها ايمي خليكي في حالك: p
منه بقى كدة طب يالا يابت من هنا
ايمي تصبحي على خير ?
نهضت ايمي وذهبت الى غرفتها وخلدت في النوم.

في الصباح في مصر، نزلت فتاة من على السلم بسرعة واتجهت الى والدتها وقبلت خدها وقالت: ايه ياحنون النشاط ده كله قايمه بنفسك وعامللنا فطار
ضربتها حنان على كتفها برفق وقالت: على اساس مين اللي بيفطركم كل يوم خيالي
لينا: ياحبيبتي احنا من غيرك ولا حاجة اصلا.

ايوا يابكاشه كلي بعقلها حلاوة كدة على طول.

لينا: حماده ياحبيبي خليك في حالك
احمد: ماشي ابقي شوفي مين هيوصلك، ثم وجه حديثه الى والدته وقال وهو يقبل يدها: صباح الجمال ياست الكل
حنان: صباح النور ياحبيبي يالا عشان تفطري
لينا بطفولة: ناس ليها ياحبيبي وناس تاخد على دماغها
احمد بضحك: بطلي حقد بقى هتختفي من كتر الغل
لينا بحنق: لا والله شايفه ياست ماما
حنان: اسكت يااحمد دي ست البنات كلهم
احمد: ماشي ماشي
لينا برخامه: ماشي ليه ما لسه بدري.

احمد: ها ها ها يخربيت سخفتك
حنان بجديه: بطلوا هزار بقى ويالا افطروا
احمد وهو ينهض: انا الحمدلله يالا يابت عشان اوصلك في طريقي كفاية اكل
لينا بمرح: اما اشوف اخرتها معاك
حنان: لا انا مش هخلص منكم امشوا يالا مع السلامه
احمد: سلام ياماما
لينا: باي باي يا مامتي
تنهدت حنان وقالت: ربنا يستر طريقكم ويرجعك ليا ياطارق.

في منزل سمير قناوي.

اقتربت منه من والدها سمير قائلة: صباح الخير يا بابا صباح الخير يا ماما
سمير&منال: صباح النور
منال: يالا اقعدي افطري قبل ماتروحي الدرس
منه: حاضر
جلست منه تتناول فطورها
سمير: خلي بالك من نفسك
منال: ومتتأخريش برا
منه: حاضر والله حاضر ايمي كل ماتكلمني تحفظني الكلام ده
تنهدت منال قائلة: ايمان وحشتني اوي
سمير: ومين سمعك.

منه: انا مش فاهمه كان ايه لازمته سافرها تكمل تعليمها برا وبعدين قدام خلصت مرجعتش ليه دي مخلصه بقالها 3 سنين
سمير: بطلي رغي وقومي روحي درسك يالا
منه: حاضر يالا سلام
منال: لا اله الا الله
منه: محمد رسول الله.

في شركة عز الدين للمقاولات
جلس احمد خلف مكتبه واخذ يراجع بعض الاوراق وبدا على ملامحه الضيق تحدث الى السكرتيرة الخاصه به
احمد بغضب: ايه الزفت ده الملف كله اخطأ
السكرتيرة بأرتباك: آ مستر احمد آنا
احمد بغضب: انتي ايه وزفت ايه في ايه يافريدة مش هتركز في الشغل يبقى مع السلامه
فريدة: انا اسفه يامستر احمد مش هتكرر تاني
احمد بتحذير: قدامك نص ساعة وتجبيلي الملف لو لقيت غلطة تاني مش هيحصل كويس فاهمه؟!

فريدة: حاضر يامستر بعد اذنك
احمد بضيق: اتفضلي
خرجت فريدة من المكتب وعلى وجهها علامات الضيق
مالك يافريدة في ايه
قالها شاب في اواخر العشرينات متوسط الطول عيونه بنيه ضيقه
فريدة بحنق: مستر حسام كويس ان حضرتك جيت مستر احمد جوا على اخره
حسام بدهشه: ليه ايه اللي حصل؟!
فريدة: عشان الملف بتاع المناقصة في اخطأ
حسام: فريدة ما انتي عارفه انه مبيحبش غلطه في الشغل عموما معلش هو احمد عصبي كدة على طول.

فريدة: عادي بقالي سنتين اتعودت على كدة
حسام بمرح: اما انتي اتعودتي قالبه وشك علينا ليه، يالا سلام.

دلف حسام الى المكتب وقال بمرح: ايه يا باشا صوتك جايب اخر الشركة
احمد بضيق: ساعنك كام
حسام: 10 فين ساعتك؟!
احمد: وليك نفس تهزر في نائب رئيس مجلس الادارة يجي متأخر ساعتين
حسام: ياعم ما انت فحتني شغل لحد نص الليل
احمد: طب يالا على شغلك بقى واشوفك في الاجتماع
حسام: تمام يا باشا.

في لندن.

انهت ايمي عملها ثم توجهت الى المعمل لتصطحب لارين
لارين: ايمي حبيبتي
ايمي: ايه ياحبيبتي خلصتي
لارين: اه خلصت
ايمي: يالا عشان نروح نشوف المكان بتاع المركز وبكرا هنختار الالوان ماشي؟!
لارين: اوكي.

ذهبا معا الى المركز، كان عبارة عن مبنى مكون من طابقين وطابق ارضي، وبه بعض الغرف في الطابق الارضي، وفي الطابق الاول ممر طويل به غرف ايضا، اما الطابق الثاني كان به غرف وغرفتان واسعتان.

لارين: المكان حلو ولما يتجهز هيبقى احلى بكتير
ايمي بابتسامه: فعلا اخيرا بعد عناء 9 سنين عرفت اعمله
لارين: هو هياخد قد ايه عقبال مايجهز
ايمي بجدية: مش عارفه بس هعرف بكرا i think مش اكتر من شهرين
لارين: اوكي انتي اللي هتقبلي الناس وتتفقي معاهم عشان انتي اللي عارفه التفاصيل
ايمي بهدوء: ان شاء الله يالا نرواح بقى عشان فصلت.

دخل حسام على مكتب صديقه وجده شاردا، هتف بأسمه مرتين لكن دون استجابه، فامسك القلم الموضوع على المكتب وقذفه في وجهه
انتفض احمد وقال بضيق: ايه ياخي الهزار ده خضتني
حسام بضحك: اتخضيتي يابطه
احمد بضيق: اقسم بالله مافايقلك
حسام: لسه بتفكر في الموضوع اياه
وقف احمد بجانب الشرفة وتنهد ثم وقال: مبيروحش عن بالي
حسام بهدوء: انسى بقى يا احمد فات كتير وانت مبقتش زي الاول.

احمد بشرود: موت ابويا هو اللي فوقني طارق سافر وفضلت انا هنا فجأة لاقيتني شايل مسئولية الشركات وانا لسه مخلصتش كلية، يارتني كنت فوقت من زمان
ربت حسام على كتف صديقه وقال بحنان: ربنا غفور رحيم
احمد بحنق: بس احنا مش ربنا
حسام: يابني ربنا بيسامح احنا البشر مش هنسامح اهم حاجة انك مترجعش للغلط تاني ادعي ربنا وان شاء الله هيغفرلك
احمد: يارب ياحسام.

رن هاتف طارق برقم صديقه عماد
طارق: ايوا ياعماد
عماد: باشا هنروح بكرا عشان نشوف المكان وتقابل صاحبته
طارق: طيب ماشي الساعة كام؟!
عماد: على 8 كدة
طارق: تمام نخلص الشركة ونروح سوا
عماد: ماشي يا باشا سلام
طارق: سلام.

بعد ان وصلا الى منزلهم وبدلوا ملابسهم، جلسوا ليتناولوا طعام العشاء.

لارين: بقولك ايه يا ايمي
ايمي: ايه
لارين بهدوء: انا بفكر اتحجب
ايمي بسعادة: انتي بتتكلمي بجد!
لارين بأبتسامه: ايوا بس محتاجة تشجيعك
احتضنتها ايمي بسعادة وقالت: ده احلى قرار خدتيه في حياتك بس ايه اللي خلاكي تفكري في موضوع الحجاب.

لارين بجدية: بصراحه انتي لما كنتي بتكلميني في الدين وخلتيني اصلي وفهمتيني ان الصلاة عماد الدين وكمان ان ربنا فرض علينا الحجاب عشان احنا زي الجوهرة مش اي حد يشوفها الا اللي هيكون ليا في الحلال ويحافظ عليا، كنت لما بادخل اوضتك وانتي مش موجودة جربت كذا مرة البس طرحه من عندك وعجبني شكلي اوي وبس كنت محتاجة ان حد يشجعني وخلاص انا خدت القرار ونويت اتحجب.

ايمي بابتسامه: ربنا يثبتك يارب انا مبسوطة اوووي يا لورا، هتلبسيه امتى؟!
لارين بتفكير: معنديش لبس ينفع للحجاب بفكر بكرا بعد مانخلص شغل ننزل نشتري لبس
ايمي بسعادة: تمام، هقوم اعملنا اتنين نسكافية ونتفرج شويه على ال t. v
لارين: اوكي.

في مصر.

كان على جالسا مع زوجته زينب ويتحدثون.

علي: ايمان وحشتني اوي
زينب: وانا كمان والله من يوم ماسافرت منزلتش ولا مرة
علي: ربنا يرجعها بالسلامة
صرخ هاتفه معلنا على اتصال جديد
علي بلهفه: دي ايمان، الو
ايمي عبر الهاتف بمرح: السلام عليكم
علي: وعليكم السلام وحشتيني يا ايمي
ايمي: انت اكتر يا بابا وحشتني اوي
علي: اخبارك ايه طمنيني عليكي
ايمي: انا الحمدلله كويسة المهم حضرتك صحتك عامله ايه
علي: انا كويس ياحبيبتي
ايمي: عاملين ايه وطنط زينب ومصر عامله ايه.

علي بحزن: كل حاجة وحشه من غيرك
ايمي: متقولش كدة يا بابا عشان خاطري
علي: مش هترجعي بقى
ايمي: معلش يا بابا مش هينفع
علي: ليه يا ايمان؟!
ايمي بدموع: غصب عني والله يا بابا
علي: طب عشان خاطري ارجعي
ايمي: خاضرك غالي عندي بس انا مبقاش ينفع
علي: ليه بقى
ايمي: هقولك، انا خلاص هعمل مركز طبي خاص بيا هنا في لندن
علي بفرحة: بجد يا ايمي
ايمي: اه والله ان شاء الله بكرا هتفق مع شركة الديكور وهبدأ في تجهيزه.

علي: طب ده هيحتاج تكاليف كتير اوي شوفي هتحتاجي قد ايه عشان احولك من هنا
ايمي: ربنا يخليك يا بابا انا من يوم ماجيت لندن وانا بشتغل عشان اعمل المركز ده وبعدين معايا صاحبتي هتدخل شريكة معايا في تجهيز المعمل بتاع المركز والحمدلله قدرت اجمع فلوس التجهيز وزيادة
علي: الحمدلله ياحبيبتي بس ده ميمنعش انك لازم تنزلي قريب
ايمي بتنهيده: ربنا يسهل يا بابا سلملي على طنك زينب تصبح على خير.

علي: الله يسلمك ياحبيبتي مع السلامه
ايمي: سلام.

اغلق على الهاتف وساد الصمت قليلا، كسرت زينب حاجز الصمت قائلة: عامله ايه
علي: عادي زي من ساعة ما سافرت صوتها حزن ومكسور
زينب باشفاق: ربنا يتولاها برحمته.

في لندن.

جاءت ايمي وجلست بجانب لارين بعد ان اعدت كوبيا من النسكافيه
لارين: كنت بتكلمي مين؟!
ايمي: بابا علي
لارين: امممم انتي ليه بتقوليله بابا
ايمي: عشان هو اللي رباني من انا صغيرة كنت تقريبا قاعدة عنده على طول
لارين: اها هو معندوش اولاد
ايمي: لا مخلفش للاسف عشان كدة بيعتبرني بنته ساعة اللي حصلي مسبنيش دقيقة واحدة
لارين بترقب: مالك يا ايمي
ايمي: بابا على بيزن عليا اني ارجع مصر.

لارين: طب ماتنزلي زيارة بعد ماتجهزي المركز
ايمي بلامبالاة: ربنا يسهل
لارين: انا هنام تصبحي على خير
ايمي: خديني معاكي
لارين بضحك: معقول مش هتقعدي في الجنينه دي معجزة ده انتي مفوتيش يوم من ساعة ماجينا من غير ماتقعدي كدة
ايمي بضحك: خلاص يابنتي في ايه تعبانه وعايزة ارتاح
لارين: طب يالا ياقلبي ندخل ننام بكرا يون طوييييل
ايمي: على رأيك يالا.

خرجت من غرفتها في الليل لتطمئن على اولادها كالعادة، دخلت غرفة لينا وجدتها نائمة مثل الملاك، قبلت جبهتها ثم خرجت واتجهت الى غرفتها، ولكن اوقفها صوت انين قادم من غرفة ابنها احمد، عادت ادراجها ودخلت الغرفة وجدت احمد نائما وظهر على ملامحه الضيق ويهمس بكلام غير واضح اقتربت منه وحاولت ان تفهم مايقول ولكن لم تفهم، ظهر على ملامحه الضيق اكثر واكثر وبدأ يقول بضيق: لآآ لآ آآ.

انتفضت حنان ومدت يدها لتيقظه، انتفض احمد من مكانه وصرخ بصوت عالي: آآآآه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة