رواية حكاية عشق للكاتبة نهلة مجدي الفصل الثامن
في اليوم التالي ذهبت ايمي الى المركز بعد ان قررت ان تعتذر لطارق عن ماحدث وبالفعل وصلت الى هناك وكان طارق واقفا يتحدث في الهاتف
طارق: ياحبيبتي انا مش هعرف ارجع دلوقتي خالص عندي شغل كتير
المتصل...
طارق: طب اعمل ايه طيب متزعليش عشان خاطري ده انا تيتو حبيبك
المتصل...
طارق: ماشي ياحياتي مع السلامة.
كانت ايمي تقف تستمع اليه وهي تشعر بالضيق لا تعلم لماذا وبعد ان اغلق الهاتف كادت تذهب حتى اوقفها صوت طارق الذي التفت اليها قائلا: دكتورة ايمي
ايمي: ازيك يا باشمهندس
طارق: كويس
ايمي بارتباك: آ، انا
طارق بتفحص: كنتي عايزة حاجة
ايمي: كنت عايزة اقولك انا اسفه مكنتش اقصد اكلمك وحش
طارق ببرود: طيب
نظرت له ايمي وانتظرت حتى يتكلم فقال: حاجة تاني يادكتورة
ايمي بضيق: لا شكرا يا باشمهندس عن اذنك.
ذهبت ايمي بينما ابتسم طارق فهو تعمد اغاظتها وان يكون بارد معها، فهي من بدأت فقال لنفسه: البادي اظلم يا ايمي
اما ايمي فذهبت وعلى وجهها علامات الضيق لقد ندمت انها اعتذرت منه فهو مغرور ومتعجرف ويستحق ماقالته له، من ثم ابتسمت ولمعت في عقلها فكرة فانتظرت لارين حتى اتت وذهبت معها الى طارق مرة اخرى وقالت: معلش يا باشمهندس عايزة حضرتك دقيقة
طارق ببرود: اتفضلي
ايمي: انا عايزة اغير الالوان.
طارق: نعممم الوان ايه اللي تغيرها
ايمي ببراءة: الوان المركز
طارق بغضب مكتوم: احنا هنهزر مش حضرتك اللي اختارتيها
ايمي: طب اعمل ايه غيرت رائي
طارق بنفاذ صبر: حاضر يادكتورة بس كدة هناخد وقت اكتر
ايمي: تؤ تؤ تؤ انا عايزة استلم المركز في معاده
طارق بغضب: انتي اتهبلتي ولا شكلك كدة
ايمي بحده: لم لسانك واتكلم عدل
طارق: ده انتي مجنونه بقى
ايمي: حد قالك قبل كدة انك قليل الزوق
طارق: بت انتي احترمي نفسك.
ايمي: انا محترمه غصب عنك
كل هذا ولارين تتابع الموقف بصمت فرأت عماد يقترب، نظر لهم بدهشه وقال: ياجماعه صلوا على النبي مش كدة اهدى ياطارق
طارق: انت مش شايفها بتتكلم ازاي
ايمي: يعني تغلط فيا واسكتلك
لارين: ايمي please اهدي وتعالي معايا
طارق: احسن خديها من وشي
ايمي بغضب: بني ادم قليل الزوق ومتعجرف
طارق: اللهم طولك ياروح يابنتي متخلنيش اتعصب عليكي.
عماد: ياطارق مينفعش كدة اهدى بقى، بعد اذنك يا انسه لارين ممكن تخدي الدكتورة بعيد شوية
ذهبت ايمي بصحبة لارين ووقف عماد مع طارق وقال: ايه يابني ده اسيبك ساعتين اجي الاقيك ماسك فيها
طارق بضيق: قولتلك من الاول مش بحب اشتغل مع ستات بعد ما بدأنا شغل جاية عايزة تغير الالوان وتستلمها في نفس المعاد
عماد: بس انت غلط فيها
طارق: اهو اللي حصل بقى
عماد: تعالى معايا اعتذرلها
طارق: نعم اعنذر لمين
عماد: ليها يابني.
طارق: لا طبعا ده على جثتي
عماد: عشان خاطري بقى يالا
بينما وقفت لارين مع ايمي وقالت: يابنتي ايه البلاعه اللي انفجرت في وش الراجل دي
ايمي: ماهو قليل الزوق
لارين: بس انتي غلطي فيه وكمان عايزة تغيري الالوان
ايمي بابتسامة: بيني وبينك انا عملت كدة عشان يبقى يتكلم معايا ببرود تاني
لارين بضحك: طب يالا ياختي عشان تعتذري له
ايمي: نعم ياختي
لارين: انتي غلطانه يالا.
اقنرب طارق من ايمي ونظر اليها وقال هو وهي في نفس الوقت: انا اسف /انا اسفه
ثم نظروا لبعضهم وضحكوا
عماد: عن اذنكم دقيقة
الجميع: اتفضل
ايمي: خلاص ياباشمهندس مش عايزة اغير حاجة في المركز
طارق بابتسامة: طب مانا عارف
ايمي: والله
طارق: والله
ظلوا ينظرون لبعضهم وهم مبتسمين ثم اخفضت ايمي نظره
لارين: طب يا ايمي مش يالا
ايمي: اوكي بعد اذنك
طارق: اتفضلوا.
ذهبوا هما الاثنين وظل طارق يتبع ايمي بعيناه حتى اختفت، جاء عماد وربت على كتف صديقه قائلا: اللي واخد عقلك
طارق بابتسامة: مش عارف
عماد: اوعى تكون وقعت
طارق: وقعت ايه ياعم يالا نمشي
عماد: ماشي هتلف هتلف وتحكيلي وانا متأكد لو موقعتش دلوقتي هتقع بعدين.
عادت منه من مرستها وطمئنت والديها، ثم دخلت غرفتها ومسكت الهاتف لتهاتف شقيقتها ايمي
منه: وحشتيني
ايمي عبر الهاتف: وانتي كمان ياحبيبتي عملتي ايه في الامتحان
منه: الحمدلله كان كويس
ايمي: الحمدلله ربنا معاكي ياحبيبتي
منه: مش هتحني علينا وتنزلي
ايمي: لما ابقى اخلص المركز ويستقر الوضع هبقى اشوف
منه: مفيش حاجة اسمها هتشوفي انتي هتنزلي غصب عنك.
ايمي بمرح: الله الله هو مين فينا الكبيرة يابت طب اعملي حساب ال10 سنين الفرق اللي بيني وبينك
منه: ايمان بطلي هزار بقى
ايمي: قدام قولتي ايمان تبقي زعلانه بجد
منه: يا ايمي انتي مشوفتنيش من وانا عندي 8 سنين
ايمي: والله ظروف شغلي معلش هحاول انزل قريب
منه: لما نشوف
ايمي: طب يالا يابت من هنا عشان اشوف هعمل ايه
منه: ماشي خلي بالك من نفسك
ايمي: حاضر وانتي كمان وسلميلي على بابا وماما
منه: الله يسلمك باي.
اغلقت ايمي الهاتف وجلست واغمضت عيناه، مر شريط حياتها امامها وفجأة ظهر طارق امامها وتذكرت المكالمه التي سمعتها فقالت محدثه نفسها: معقول يكون كان بيكلم حبيبته
طب وانا مالي
عادي يعني فضول
لا مش فضول
اوف اسكتي بقى انتي مش فاهمه حاجة
جاءت لارين من خلفها وقالت: انتي بتكلمي نفسك يا ايمي
ايمي: ها لا ابدا
لارين: قدمتي استقالتك
ايمي: اه النهاردة الصبح
لارين: وانا هقدمها بكرا.
ايمي: ان شاء الله خلاص هتلبسي الحجاب من بكرا
لارين: اه اخيرا
ايمي: هقوم اعمل نسكافية تشربي
لارين: امممم اوكي.
اما في مدينة شرم الشيخ فكان حسام يتابع لينا من بعيد دون ان تعرف وهي ان رأته تتجنب الحديث معه، وفي المساء استئذنت لينا من اصدقاءها وذهبت لتتمشى على البحر وقفت امام البحر واغمضت عيناها وتركت نسمات الهواء تعبث بوجهها وشعرها، كان الطقس في هذا الوقت من العام رائع، ولينا كانت تعشق الوقف امام البحر وتنظر لامواجه وهي تتخابط في بعضها البعض بهدوء واحيانا بقوة كانهم في حرب لم يقطع تأملها سوا شخص يقول: الجميل واقف لوحده ليه.
التفتت لينا وجدت شاب لا تعرفه كادت ان تمشي لكنها امسك يدها بقوة وقال: استني بس مستعجلة ليه
لينا: ابعد عني ياحيوان
الشخص: مالك بس ده احنا هنتعرف، ثم جذبها بقوة وهو يقول: تعالي معايا.
صرخت لينا وهي تحول ان تخلص يدها منه وفجأة تركها وسقط على الارض، ولم تكون هذه الا لكمه من حسام لذلك الشخص فتحت لينا عيناها ووجدت حسام يمسك بهذا الشخص من قميصه ويضربه بقوة وهي تنظر له برعب، صرخت لينا ببكاء: كفاية يا حسام كفاية
لم يتركه حسام الا عندما فقد الوعي، ركض الى لينا التي جلست على الارض وهي تبكي وامسكها من كتفها وقال بقلق: عملك حاجة الزفت ده
لم تجيب بل ظلت تبكي
صرخ فيها حسام وقال: ردي علي.
حركت رأسها بمعنى لا فجذبها حسام من يدها وابتعدوا عن البحر، حاولت لينا ان تتخلص من قبضته عليها ولكن لم تستطيع فقالت بصراخ: سيبني بقى اوعى
التفت لها حسام وقال بغضب: اسيبك! لو كنت سيبتك من شوية كان ايه اللي هيحصلك انا خلصت شغلي وانتي هترجعي معايا القاهرة دلوقتي
لينا: هو بمزاجك
حسام: اه بمزاجي قدامك 10 دقايق تطلعي تلمي حاجات وتنزلي عشان نمشي
لينا بعند: لا مش همشي معاك.
حسام: متخلنيش اخدك كدة زي ما انتي وامشي
لينا: قولتلك مش همشي معاك
حسام: طيب انتي اللي جبتيه لنفسك
حملها حسام واتجه بها نحو السيارة وكاد ان يدخلها ولكن هي صرخت وقالت: خلاص نزلني همشي معاك
حسام: ما كان من الاول اتفضلي يالا
لينا: انت رايح فين
حسام: طالع معاكي
لينا: اوووف طيب
صعد معها وانتظرها خارج الغرفة وبعد نصف ساعة خرجت لينا وركبوا سيارته وانطلقوا الى القاهرة.
وبعد يومان لم يحدث فيهم اى جديد بين طارق وايمي الا ان طارق يتضايق من معاملة ايمي الجافة يضطر ان يعاملها ببرود وهي ايضا تشعر بالضيق من بروده المستفز ولارين وعماد يشاهدونهم دون تدخل، اما احمد فقد تأكد ان فريدة ومن معها سيستغلوا شركته في دخول شحنه مخدرات، فهو وضع مسجل صغير بمكتبها وسمعها وهي تتحدث مع شخصا ما، وجاء يوم توقيع العقد الخاص بالصفقة، دخل احمد غرفة الاجتماعات هو وحسام ووجدوا رجلان، فقدمتهم فريدة له وهي تشير للرجل الاول: مستر يوسف بكري واشارت للثاني قائلة: مستر عادل مدير اعمال يوسف بيه.
صافحه يوسف وهو يقول: اتشرفت بمعرفتك يا باشمهندس
احمد: الشرف ليا
كان يوسف في اواخر الثلاثينات ولكن لم يظهر عليه علامات تقدم السن فهو كان ذو جسد رياضي ليس طويل ولا قصير يتمتع بقدر من الوسامه تكمن في عيناه الزرقاء
جلسوا جميعا فقال يوسف: نبدأ بقى
احمد: اوي اوي اتفضل فين العقد.
اعطاه عادل العقد، امسكه احمد وفتحه وظل يقلب في اوراقه، وفريدة وعادل ينظرون له بتوتر واضح، امسك احمد القلم ليوقع فارتاحت ملامحهم، فجأة وقف احمد فقال يوسف بهدوء: وقفت ليه
نظر له احمد وقال: توقيع مش هوقع ثم كسر القلم الى نصفين
فقال يوسف بغضب: هو لعب عيال
احمد: ايه الصفقة مش عجباني فرفضتها
يوسف: انا غلطان اني من الاول وفقت اشتغل مع عيال.
احمد بحده: الزم حدودك انت في شركتي، واتفضل انت ومدير اعمالك برا بدل مااجيب الامن يخرجكم من هنا
يوسف بتوعد: هتندم يا احمد مش يوسف بكري اللي يتعمل معاه كدة
احمد بسخرية: اعلى ما في خيلك اركبه
حسام: اهدى يا احمد مش كدة
خرج يوسف وهو غاضب يتوعد لاحمد بينما وقفت فريدة تنظر لهم بصدمه فالتفت اليها احمد وقال: انتي مطروده
فريدة...