رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل الأول
أغلقت سجي مع عز ثم ضمت الهاتف الي حضنها وابتسمت بهيام وقالت: هحبك ايه اكتر من كده ياعز!
وفي غرفه اخري
كان يجلس علي الفراش يداعب ابنته الصغيره وكل فتره ينظر الي تلك الواقفه امامه تتصنع الانشغال بترتيب الغرفه ويظهر علي وجهها علامات الضيق
فقال بهدوء وهو ينظر لابنته ويبستم لها: بقولك ايه يا مكتي روحي شوفي حنين فين والعبي معاها عشان انا عايزه اتكلم مع ماما شويه.
مكه ببراءه والتي تملك من العمر سنتان: نين
ادم بابتسامه: اه ياحبيبتي حنين، يلا روحي
قبلها من وجنتيها ثم انزلها من علي الفراش وراقبها حتي خروجها من الغرفه
نهض وعندما تأكد من دخول مكه لغرفه حنين دخل واغلق الباب ثم اتجه الي كارما وقال بهدوء: ممكن اعرف هتفضلي قالبه ف وشك كده لحد امتي؟!
كارما وهي تتضنع الانشغال: انا مش قالبه ف وشي ولا حاجه انا كويسه
ادم: كارما سيبي الي بتعمليه ده، وبعدين انتي بتروقي ايه الاوضه مترتبه احنا يدوب جينا امبارح، سيبي اللي بتعمليه ده وبصيلي.
توقفت كارما عن ما تفعله ووقفت امامه ولكن ابعدت نظرها عنه وقالت: نعم ياادم
رفع ادم حاجبيه وقال: نعم ياادم؟!
انا هتغاضي عن طريقتك وهقولك لاخر مره بهدوء مالك يااكارما ايه اللي مضايقك
كارما بغيظ: وانت مش عارف.
ادم وهو يعقد ذراعيه: لا احب اعرف
كارما بانفعال وصوت عالي نسبيا: لا ياادم انت عارف ايه اللي مضايقني كويس جداا...
قاطعها ادم قائلا بحده: صوتك يااكارما
ارتبكت كارما من نظرته الحاده وحاولت اخفاء ترتباكها بابعاد نظرها عنه.
فتابع ادم قائلا: وموضوع البنت ايااها دي قولتلك دي مجرد عمليه مش اكتر، معاكي انها مأفوره شويه بس بردو انتي شايفه اني مش ساكلتها ودايما بصدها قريب اوي العمليه دي هتنتهي وعلاقتي بيها هتنتهي بردو.
كارما بغيره شديده: ااه وانها تكلمك امبارح الساعه 12 بالليل ده بردو ضمن العمليه مش كده، انا اصلا مش مقتنعه عمليه ايه دي اللي فيها بنات
تابعت بدلع مصطنع: اوعدك ياسياده المقدم اني هعمل كل اللي في ايديا عشان العمليه دي تنجح وكله عشان خاطرك، انت متعرفش انت غالي عندي قد ايه.
راقب ادم تصرفاته وتعبيرات وجهها وهو يكتم ضحكته بصعوبه وراعي شعورها فاقترب منها اكثر وقال وهو يعيد خصله من شعرها خلف اذنها قائلا بنبره حنونه: والله ياحبيبتي كله عشان الشغل، وبعدين حقك تتضايقي لو بسكتلها ومش بوقفها عند حدها، ده انا حتي امبارح لما رنت بالليل قصدت اني اكلمها قدامك عشان متتضايقيش وتفكيرك يروحي لحتت تانيه.
كارما بضيق وغيره: هو يعني خلاص الظباط خلصوا ومفيش غيرك اللي بتعامل مع الحربايه دي، انا مش طايقاها، مش طايقه انها تقرب منك ولا تكلمك حتي، اوعدني انك تصدها دايما ومتخلهاش تفتح معاك اي كلام.
ضمها ادم وقال بتفهم لمشاعرها: من غير ما تقولي يااكارما، انا اصلا الوقت اللي بكون بضطر اني اتعامل معاها بكون مش طايق نفسي ف متقلقيش من الناحيه دي.
تنهدت كارما وقالت وهي تستقر في احضانه قائله بخفوت: خوفت تكون انجذبتلها، اصلها حلوه وو
ابعدها ادم وقال مقاطعا اياها: ششش متكلميش عشان متضايقنيش
انتي بتتكلمي وكانك مش عارفاني مثلا، انا واحد متجوز، ومتجوز احلى واحده ف الدنيا ومكتفي بيها ف هبص بره ليه، الكلام ده لو اتعاد تاني مش هعديه ياكارما تمام؟!
ابتسمت كارما باتساع وقالت بسعاده فقد وصلت لمبتغاها: حاضر اسفه مش هقول كده تاني
قبلته من احدي وجنتيه وقالت بابتسامه واسعه: انا هروح بقا ياحبيبي اشوف الولاد وبعدين انزل لطنط حنين اشوفها محتاجه مساعده ولالا.
اومأ ادم رأسه بابتسامه خفيفه
فتحركت كارما من امامه خارجه من الغرفه وبعد خروجها
توجه ادم للمرحاض..
وعلي بُعد مسافه من غرفه ادم وكارما
تململ ف نومه عندما شعر بشخص يعبث بملامح وجهه
لم يفكر ثانيه وقد علم صاحبه هذه اليد
فقال بنعاس وهو مازال مغلق عينيه: بس يالُجين لعب وسبيني انام!
ابتسمت لُجين بمرح ولم تستجيب له وانما استمرت فيما تفعله
وبعد دقائق قليله شهقت بعنف عندما سحبها يحيي اسفله بحركه مفاجأه
وقال وهو يحيطها بذراعيه: وبعدين ف الشقاوه اللي علي الصبح دي!
لُجين ببراءه مصطنعه: ما انا عماله اصحي فيك من بدري يايويو وانت مش راضي تصحي..
يحيي: والله المفروض ان انهارده الجمعه واني انام براحتي عشان اجازه..
ثم تابع وهو يقرب وجهه منها: اعمل فيكي ايه دلوقتي؟!
نظرت لُجين لوجهه القريب منها وقالت بخوف مصطنع: انت بتقرب كده ليه انت هتاكلني
يحيي بنظرات عابثه: انا فعلا هاكلك..
انهي حديثه وقرب وجهه منها اكثر
ولكن توقف فجأه عندما سمع صوت طرق غلي الباب يليله صوت طفولي يقول: ماما، ماما، يلا اصحي بقا عشان تلعبي معايا.
اغمض يحيي عينيه بغيظ من ابنه انس هادم الملذات كما يطلق عليه اما لُجين فراقبت تعبيرات وجهه وهي تكتم ضحكاتها بصعوبه
نظر يحيي لها وقال بغيظ: ابنك ده مستقصدني علي فكره
لُجين ببراءه: ليه بتقول كده
اقترب منها اكثر وقال وهو ينظر لها نظرات داكنه: يعني انتي مش عارفه لييه
لُجين وهي تنظر الي عينيه: تؤ تؤ.
قاطع لحظاتهم تلك طرق انس من جديد تليه صوته العالي نسبيا قائلا: ياماما افتحيلي بقا انتي بتعملي ايه انتي وبابا جوه
دفعت لُجين يحيي من فوقها وهي تقول بسرعه: ابعد يايحيي ابنك هيفضحنا ف القصر كله.
تسطح يحيي علي الفراش وتأفف بنفاذ صبر وواضع الوساده علي وجهه بتذمر
توجهت لُجين الي الباب وفتحته فدخل انس بسرعه وقال: ايه ياماما مش راضيه تفتحيلي ليه
لُجين بابتسامه وهي تمرر اصابعها علي خصلات شعره الناعمه: معلش ياحبيبي كنت نايمه، قولي صحيت امتي ومين صحااك.
هز انس كتفيه وقال: مش عارف انا صحيت لوحدي، ثم تابع بحماسه: واول ما صحيت جيتلك علي طول ياماما
ابتسمت لُجين بحنو ف انس متعلق بها كثيرا
كانت تعتقد انه كل ما تقدم ف العمر سيقل تعلقه بها ولكن حدث العكس
مالت عليه وقلبته من وجنتيه قائله: قلب ماما انت ياانس، قولي اخوك ادم صحي ولا لسه نايم.
انس: لا لسه نايم تابع بحماسه: شوفتي ياماما انا خبطت علي باب الاوضه ومرضتش ادخل غير لما تقوليلي ادخل ياانس، شوفتي انا شاطر ازاي.
قبلته من وجنتيه عده مرات وهي تقول بحنان وحب امومي: شطور ياقلب وياروح ماما..
ظلت تقبله ويحيي يستمع لصوت قبلتها وشعر بالغيظ
فسحب الوساده من علي وجهه وقال: طب ما فيش بوسه من دول لجوزك حبيبك بدل ما كلهم لانس كده!
ضحكت لُجين اما انس فقال: ايه ده انت صاحي يابابا
اومأ يحيي رأسه وابتسامه خفيفه مرسومه علي وجهه فاتحه انس اليه وصعد علي الفراش ثم قبله من وجنتيه: انا بوستك اهو يابابا متزعلش.
ابتسم يحيي بحب ثم ضمه اليه وقال: بالرغم انك بتقطع عليا اغلب الاوقات بس بتعرف ازاي تنسيني ضيقتي منك
لم يفهم الصغير المقصود من حديث والده ف لم يعلق
ونظر لوالدته قائلا: يلا بقا ياماما البسي عشان ننزل نفطر مع بعض.
ابتسمت له لُجين وقالت: حاضر ياحبيبي ثواني واكون جاهزه
انهت كلامها ثم دلفت للمرحاض تتجهز للنزول لاسفل..
وف الاسفل
كانت حنين تشرف علي العاملين بالمطبخ
فقد اصر قاسم وبعد كل هذه السنوات ان يحضر الي القصر عاملين يقوموا بمهام المطبخ وتنظيف القصر بعد تعب حنين المتكرر بسبب تلك المهام
ورغم رفض حنين الا انه لم يبالي بها واصر علي قراره
فاهم شئ عنده هو ان يبعد عنها اي تعب وارهاق.
قالت حنين بلطف لاحدي العاملات والتي تدعي ثناء: متنسيش البيض المسلوق ياثناء عشان يونس بيحبه
والمربي عشان فيروز ومكه
ثناء بابتسامه بشوشه: متقلقيش ياهانم كل حاجه هتبقي جاهزه ارتاحي انتي بس وانا مش هنسي حاجه والله.
حنين بابتسامه: لا خليني واقفه مش كفايه ان قاسم محرم عليا اني امد ايدي ف حاجه، خليني واقفه لتنسي حاجه
ثناء بطاعه فهي تعلم ان حنين تحب ان تشرف علي كل شئ بنفسها خاصه عندما يجتمع جميع اولادها بالقصر.
وبعد مرور دقائق
دخل قاسم المطبخ بعدما بحث عن زوجته بالخارج ولم يجدها وكما توقع وجدها بالمطبخ
القي تحيه الصباح وعندما رأته حنين اقتربت منه وقالت بابتسامه: صباح الخير ياحبيبي، كنت لسه هطلع اصحيك.
قبلها قاسم من جبينها ولم يخجل من اظهار حبه امام العاملين وقد اعتادوا هم علي تصرفاته تلك: انا صحيت ياحبيبتي، ايه اللي موقفك هنا ياحنين انا مش قولتلك ترتاحي وتبطلي وقفه ف المطبخ.
حنين بدفاع عن نفسها: انا معملتش حاجه خالص حتي أسأل ثناء
نظر قاسم لثناء ف اومأت رأسها ايجابا بابتسامه
فقال قاسم بعدها وهو يسحب حنين من يدها: طيب تعالي.
خرج بها قاسم من المطبخ واتجه بها نحو غرفه الجلوس
ثم اجلسها علي اقرب اريكه وقال بهدوء: ارتاحي بقاا ياحنين وبلاش تتعبي نفسك وخلاص
حنين بتذمر: انا كويسه ياقاسم ومش تعبانه والله، وبعدين فين التعب ده هو انا بعمل حاجه
قاسم بهدوء وهو يجلس جانبه: وقوقفك ف المطبخ ده تعب، وبعدين انا بريحك دلوقتي عشان عارف مجرد ما الولاد ينزلوا انتي مش هتقعدي وهتنشغلي بيهم ومهما اكلمك مش هتسمعي كلامي.
حنين بحب: وفيها ايه يعني، هما بيجبوا ويباتوا عندنا كل يوم؟!، وبعدين لو مش هتعبلهم هتعب لمين ياحبيبي وكفايه اني ببقا مبسوطه وانا بعمل كده
قاسم بتنهيده وهدوء: وانتي عارفه اني بزعل وبتضايق لما بتتعبي، ممكن تفكري فيا شويه بقا وترتاحي عشان خاطري انا.
حنين بحنيه وهي تدرك مدي خوفه عليها: حاضر ياحبيبي اوعدك هحاول متعبش نفسي
امسك قاسم يدها وقبلها بحب
ثم التفت بعدها عندما سمع صوت خطوات علي الدرج
وعندما نظر نحوه وجد يزن ابنه يحمل ابنته الرضيعه روڤان وخلفه ورد وهي تمسك في يدها صغيرها حذيفه.
اقترب يزن منهم وقال: صباح الخير
رد قاسم وحنين التحيه ثم قالت حنين بحب وهي تحمل روڤان عن يزن: حبيبه تيته عامله ايه، كنت سامعه صوتها بيعيط امبارح بالليل
قالت ورد وهي تجلس بجانب زوجها بارهاق: منيتمنش طول الليل والله ياطنط
حنين بحنيه: معلش ياورد هما البيبهات نومهم مش بيكون مظبوط ف الاول شويه ونومهم يتظبط
ورد بتعب: يارب ياطنط يارب.
اتجه حذيفه الي جده وقال بصوت طفولي: صباح الخير ياتدوو
حمله قاسم علي قدمه وقاا وهو يقبله: صباح الخير ياقلب جدو، عامل ايه ياابطل
حذيفه: كويس ياتدو.
نظرت حنين له وقالت بحزن مصطنع: طيب مفيش صباح الخير ياتيته ولاهو جدو بس، لالا انا زعلانه منك يازوزو
نهض حذيفه بلهفه طفوليه من علي قدم جده ووقف علي الاريكه وقال وهو يقبل حنين من وجنتيها: لا ياتيته مش تزعلي انا اثف، صباح الخير ياتيته
ابتسمت حنين بحب وقالت: صباح الخير يازيزو.
تابع يزن وورد ما يحدث وابتسمت ورد ابتسامه مرهقه
وبعد ثواني مال عليه يزن وقال: حبيبي اطلعي انتي ارتاحي شويه وانا هخلي بالي من الولاد، انا عارف انك منتمتيش طول الليل بسبب روڤان ف اطلعي نامي شويه.
ورد: لا مش مشكله بقا انا هقعد انت عارف ان احنا مش بنتجمع هنا كتير
يزن بتفهم: مش مشكله هما لسه قاعدين لحد بعد بكره مفهاش حاجه لو طلعتي ارتاحتي دلوقتي.
فكرت ورد لثواني ثم قالت: خلاص هقعد شويه مع البنات لما ينزلوا وبعدين ابقي اطلع ارتاح حتي تكونوا انتو روحتوا صليتوا الجمعه ورجعتوا
يزن بابتسامه: تمام ياوردتي اللي يريحك
ابتسمت ورد ثم نظرت بعدها الي حنين التي وجهت اليها سؤال واندمجت معها ف الحديث.
لم تمر ربع ساعه وقد امتلئ القصر بضجه محببه الي الجميع، اجتمع الصغار والكبار حول الطاوله وبدأو ف تناول الإفطار وسط شعور بالراحه والسعاده من الجميع بهذا التجمع الرائع..
وبعدما تناول طعاهم توجهه جميع الأطفال للحديقه ومعهم الفتيات لينتبهوا عليهم اما الرجال فظلوا ف الداخل يبتادلون الحوار فيما بينهم.
مرت ساعتان وقد انسحب الرجال ومعهم اولادهم من الفتيان وتوحهوا لاداء صلاه الجمعه كما اعتادوا كل اسبوع
وفعلت الفتيات المثل ف القصر
مر النهار بسلام وجاء المساء وحان موعد قدوم عز لزياره سجي كما اتفقوا.
نزل ادم علي الدرج ووجد كلا من قُصي وحبيبه ووالدته
وكانت حنين الصغيره تجلس وتتحدث مع والدته كعادتها وبلا توقف وحبيبه وقُصي يتابعان حديثها
اقترب منهم ادم وقال بابتسامه لحنين الصغيره: كفايه كلام ياحنين تعبتي تيته
احضنتها حنين الكبيره وقالت بحب: لا والله متعبتنيش ولا حاجه
اما الصغيره قالت ببراءه: بحكيلها اللي حصل ف الحضانه يابابي.
ادم بابتسامه: احكي ياحبيبه بابا احكي
قال ادم بتساؤل: امال فين باقي القرود
قُصي بابتسامه: بيلعبوا كلهم بره
تدخلت حنين وقالت بتذمر طفولي وهي تنظر لحبيبه: ياطنط هو قاسم هيفضل نايم كتير
ضحكت حبيبه وقُصي علي لهفه حنين علي قاسم فهي لا تلعب مع احد سوي قاسم ومهما اصر باقي الاطفال عليها لكي تلعب معهم لا توافق.
قال ادم بغيظ: طب احترمي اني قاعد طيب..
اما حبيبه فقالت بابتسامه: شويه وهتلاقي صحي ياحبيبتي
اومأت حنين رأسها بملل ثم تابعت الحديث مع جدتها غير عابئه بولدها الذي ينظر لها بغيظ.
دخلت فرح عليهم وهي تبكي فقال قُصي بقلق وهو يفتح ذراعيه لها: مالك يافرح
فرح ببكاء وهي تدخل بين ذارعيه: خالد
تحدث ادم هذه المره وقال: ماله يافرح عملك ايه.
فرح من بكاءها: قالي مش هتلعبي معانا روحي العبي مع سليم اللي بتحبيه وزعقلي وكمان وكمان زقني ياعمو ادم
زفر ادم من تصرفات خالد ثم قال لحنين: روحي ياحنين نادي خالد وقوليله كلم بابا.
قُصي وهو يلطف الاجواء: خلاص ياادم هما عيال ما بعض
حبيبه مؤيده اياه: بالظبط كده
ثم تابعت وهي تحاول تهدأه ابنتها: خلاص يارورو هو بيهزر معاكي..
اصر ادم علي رأيه وقال: يلا ياحنين
خرجت الصيره تنفذ ما أمرها به والدها
فتحدثت حنين تلك المره قائله: كلمه براحه ياادم وهما زي ما قالولك هما اطفال مع بعض.
اومأ ادم رأسه بهدوء ثم نظر الي فرح وقال بابتسامه حنونه: متزعليش يافرح انا هخليه يعتذرلك دلوقتي وميعملش اللي عمله ده تاني
أومأت فرح رأسها وهي تسمح دموعها بطفوله.
دخلت حنين وخلفها خالد الذي دخل ونظر لفرح بغضب
وعندما رأت فرح نظرته ابعدت عينيها عنه بسرعه
وقف خالد امام والده وقال باحترام: ايوه يابابا
ادم بجديه: زقيت فرح وزعقتلها ليه؟
قال خالد بانفعال: عشان هي بتستفزني
ادم بنظره حاده اخافت خالد: وطي صوتك
ابتلع خالد ريقه ونظر ارضا
فتابع ادم حديثه: بتستفزك ازاي مش فاهم
ثم تابع بتحذير: واتكلم براحه وبصوت واطي.
خالد: كل شويه تقعد تقول سليم بيلعبني لعب حلوه اوي، سليم بيحب يلعب معايا، سليم مش بيتخانق معايا زيك ياخالد، تعالوا نلعب لعبه سليم بيلعبها معايا
قولتلها طالما بتحبي سليم العبي معاه متلعبيش معانا كل حاجه سليم سليم، وده اصلا عيل رخم وانا مش بحبه.
فرح بدفاع: لا مش رخم متقولش عليه كده..
نظر لها خالد بغضب وكان علي وشك التحدث ولكن تدخلت حبيبه وقالت بلطف لتهدأ خالد: ياحبيبي هي مش قصدها تضايقك هي بس عشان بتشوفه كتير وبتقعد معاه اكتر ما بتقعد معاكم ف بتقول كده.
قال ادم بجديه: بالظبط كده، وانت ملكش حق تزقها او تزعلقها وعشان كده اعتذر منها ياخالد
خالد بغضب: بس انا مغلطش يابابا
ادم بنبره حاده: لا غلطت لما زقتها، وقولتلك اعتذر ياخالد وبعد كده متعندش معايا انا مش واحد صاحبك
كان خالد علي وشك البكاء بسبب اصرار والده ونبرته الحاده
لا يستطيع ان يتمرد عليه وبنفس الوقت لا يريد ان يعتذر من فرح فهو لا يري نفسه مخطئ.
تدخلت فرح وقد شعرت بالحزن عليه وقالت لادم: خلاص ياعمو ادم انا سامحته، ومش عايزاه يعتذر بس ميعملش كده تاني وانا مش هقول تاني علي حاجه سليم بيعملها ليا.
حنين: خلاص ياادم هو مش هيعمل كده تاني مش كده يالودي
أومأ خالد رأسه ولم يستيطع النظر لابيه
خرج ادم عن صمته: ماشي ياخالد المره دي هعديها، بس لو اتكررت تاني
قاطعه قُصي بابتسامه: مش هتكرر تاني، وخالد هياخد فرح دلوقتي وهيطلعوا يلعبوا بره سوا مش كده ياخالد
خالد: ااه.
دخل يونس ف تلك اللحظة وقال: خالو ادم عمو عز جه بره
نهض ادم ومعه قُصي وتوجه الاثنين لاستقباله.
وبعد خروجهم لاستقبال عز
نظر خالد نحو فرح فابتسمت له ببراءه فلم يستيطع ان يمنع نفسه من ان يبتسم
ف علي الرغم من خلافهم المستمر الا انه لا يدوم طويلا..
وف الاعلي
كانت هي تقف امام المرأه تتفحص هيئتها برضا
ثم التفتت ونظرت للُجين وليان وقالت: ها ايه رأيكم
ليان برقتها المعتاده: زي القمر ياسجي.
اما لُجين فنهضت وقالت وهي تقبلها من وجنتيها: اختي زي القمر يااناس
احتنضتها سجي ثم قالت بحب وابتسامه: انتي اللي قمر يالوجي
دخلت عليهم حنين الصغيره الغرفه وقالت بحماس طفولي: خالتو سجي عمو عز جه تحت.
ابتسمت سجي بسعاده ولهفه وقالت: بجد
حنين: ااه، وكمان جدو قاسم جه
ضحكت لُجين وقال بمشاكسه: كده مش هتقعدي مع عز لوحدكم
سجي بحماسه: مش مشكله، المهم اني هشوفه
قالت كارما وهي تدخل الغرفه وتحمل مكه بين يدها: ياسيدي ياسيدي، يابختك ياعم عز.
ضحكت سجي بخجل ثم قالت: طيب مش يلا ننزل
لُجين وهي تنهض من علي الفراش: يلا ننزل.
نزلت الفتيات لاسفل واتجهت سجي نحو عز الذي لم يبعد نظره عنها منذ نزولها من اعلي
اتجهت نحوه وسلمت عليه قائله: ازيك ياعز
عز ولم يخجل من الحاضرين: بقيت كويس لما شوفتك.
كتمت الفتيات ضحكاتهم خاصه حنين التي تابعت تعبيرات وجهه زوجها ووجدت ملامح وجهه يظهر عليه الغيظ والغيره وكما توقعت منه نهض قاسم وسحب سجي من يدها وهو يقول: تعالي ياحبيبتي اقعدي جمبي
ابتسم عز بهدوء وقد اعتاد علي تصرفات قاسم وغيرته الشديده علي ابنته.
مرت ساعتان وسط جو عائلي جميل وقد حضر يزن وورد ايضا واكتلمت العائله
واحب عز الجو خاصه بالاطفال الحاضرين الذين يضيفوا نكهه مرحه للجو
لم يستطع عز ان ينفرد بسجي ولكن ذلك لم يمنعه ف ان يظهر اشتياقه وحبه الشديد لها ف تصرفاته وحديثه..
وبعد مرور بعض الوقت وبعد رحيل عز.
نزل فارس من غرفته هو وليان وبحث عن ليان بعينيه ولم يجدها فاتجه ناحيه حنين وقال: فين ليان ياحنون
حنين بابتسامه: ف المطبخ ياحبيبي
اومأ فارس رأسه ثم اتجه نحو المطبخ وقبل ان يدخل حمحم بهدوء معتقدا ان احد من الفتيات معه ف الداخل
سمعت ليان صوته ف خرجت له وقالت بابتسامه: تعالي يافارس محدش معايا.
دخل فارس المطبخ وقال بنبره هادئه: بتعملي ايه
ليان وهي منشغله فيما تفعله: داده ثناء مشت فنزلت عشان اعمل نسكافيه ليا للبنات.
فارس: ماشي
نظرت ليان له ولاحظت ان يود اخبارها بشئ ولكنه متردد فتركت ما بييدها
فقالت: في حاجه ياحبيبي عايز تقولها
تنهد فارس وقال: بصراحه اه، انا مضطر امشي كمان نص ساعه عشان اللواء طلبني..
ليان بحزن: انت قولتلي انك انهارده هتقضي معايا اليوم كله..
اقترب فارس منها وقال وهو يمسك يدها: غصب عني والله، انا فعلا كنت ناوي اقعد اليوم كله انهارده بس اللواء طالما طلبني مقدرش اتأخر عليه ياحبيبتي
ابعدت ليان وجهها للناحيه الاخري وملامح وجهها حزينه وغاضبه ف نفس الوقت
فمد فارس يده وادار وجهها لتنظر اليه ثم قال بنبره حنونه: خلاص بقا ياليلو والله ياحبيبتي غصب عني، اوعدك اني هعوضك بيوم تاني وساعتها بجد هقضيه معاكي كله.
ليان بحزن: انت كل مره بتقولي كده وبمجرد ما التيلفون بيرن بتسبيني وبتمشي، وبعدين ما ابيه ادم موجود اشمعني انت هتروح وهو لا
ابتسم فارس وقال: لا ما اللوا كلمه وهتلاقي عامل زي دلوقتي وبيقول لمراته بردو
تنهدت ليان وقالت: ماشي يافارس.
فارس بمكر: ماشي يافارس، لا مش هنيفع امشي وانتي كده، لازم ارضيكي الاول
نظرت له ليان بعدم فهم ولكن شهقت عندما حاوط فارس خصرها بيدن وقربها منه
حاولت ليان ابعاد فارس وهي تقول بتوتر وخجل: فارس انت بتعمل ايه، ممكن حد يدخل علينا.
فارس وهو يحكم قبضته حولها اكثر: وفيها ايه انتي مراتي
ليان بخجل وهي تحاول الفرار منه: ابعد، انا خلاص مش زعلانه
فارس بمكر: لا انا حاسس انك لسه زعلانه
انهي كلامه ثم قبل قبلها من تحد وجنتيها وهو يقول بهمس: حقك عليا اوعدك هعوضك ف اقرب وقت والله.
لم يكتفي فارس ولكن ظل يقبل كل انش ف وجهها وهو يهمس لها بكلامات معتذره وواعده انه سيعوضها عن ذلك اليوم
قاطع لحظاتهم تلك دخول الصغيره فيروز التي بمجرد ما رأت وضعهم شهقت بطفوله ووضعت يدها علي فمها وهي تقول: خالتو ليان!
ابعدت ليان فارس بقوع واستجاب هو لدفعتها وابتعد ف الحال
توترت ليان بشده واحمرت وجنتيها علي عكس حال فارس الذي كانت ملامح وجهه طبيعيه وكأنه لم يفعل شئ
قال بابتسامه: فيرزوه عامله ايه ياحبيبتي.
فيروز بتساؤل طفولي: انتو كنتو بتعملوا ايه ياعمو فارس!
نظر فارس الي ليان التي تكاد تبكي من الخجل ثم نظر الي فيروز وقال بابتسامه: خالتو كان عينيها واجعها ف كنت بشوف مالها بس يافيروز
مش كده ياليلو؟!
انهي كلامه وهو يغمز بعينيه بمكر
نظرت ليان له بتوتر وقالت: اه اه كده.
تدخلت الصغيره قائله بطفوله: استني ياخاالتو هندهلك بابي يديكي علاج عشان الوجع اللي في عينك يروح
قالت ليان بلهفه وسرعه وهي تقترب منها وتجلس امامها: لا ياقلب خالتو انا خلاص بقيت كويسه خالص خالص
حتي بصي عينيا مفهاش حاجه
نظرت فيروز الي عينيها تتأكد بنفسها وعندما رأت عينيها ليس بها شئ قالت بعدها ببراءه وهي تضع يدها الصغيره علي خدها: انتي وشك احمر ليه ياخالتو.
ثم شهقت بطفوله عندما شعرت بسخونه خدها اسفل يديها: ايه ده انتي سخنه كمان.
ضحك فارس بصوت عالي فنظرت له ليان بغضب لانه السبب فيما يحدث وقالت: انت بتضحك يافارس!
كانت الصغيره علي وشك الركض وهي تقول: انا هروح انده بابي يشوفك
مسكتها ليان بسرعه وهي تقول: حبيبتي انا بس عشان واقفه ادام البوتجاز عشان كده سخنه ووشي احمر، وانا والله كويسه ومفيش اي حاجه، مش كده يافارس.
ابتسم فارس وقرر ان يسيارها ف الحديث حتي تتخلص من ارتباكها وتوترها فقال لفيروز: متقلقيش يافيروز خالتك كويسه، وهي لو تعبانه او فيها حاجه كنت ودتها للدكتور علطول
ثم تابع ليغير الموضوع: قوليلي بقا يونس فين وانتي كنتي جايه المطبخ ليه.
فيروز: يونس بيلعب كوره بره مع ادم وانس وخالد
وانا ماما قالتلي انزل اشوفك ياخالتو وبتقولك اخرتي ليه
ليان وهي تقبل يدها الصغيره: اطلعي وقوليليها اني طالعه دلوقتي
اومأت فيرزو رأسها ثم قالت وهي تخرج من المطبخ: متأخريش بقا ياخالتو
ليان وهي تقف علي قدمها: حاضر ياحبيبتي مش هتأخر
وبعدما اختفت فيروز عن انظارهم
نظرت ليان الي فارس الذي يبتسم بمرح وقالت: عجبك اللي حصل ده؟!
هز فارس كتفيه قائلا ببراءه مزيفه: وانا عملت ايه
كانت ليان علي وشك التحدث ولكن قاطعها صوت ادم من الخارج يقول: يلا ياافارس
صمتت ليان ونظرت لفارس الذي اقترب منها قائلا بابتسامه: مش زعلانه؟
هزت ليان رأسها وابتسامه رقيقه مرسومه علي وجهها: لا مش زعلانه، مش انت هتعوضني
فارس بتأكيد: اكيد ان شاءالله
ليان بابتسامه: ماشي وانا مستنيه تعويضك.
قبل فارس رأسها وقال: ماشي ياليلو خلي بالك من نفسك وانا هعدي عليكي بكره الصبح ان شاءالله
اومأت ليان رأسها بابتسامه وبادلها فارس الابتسامه
ثم خرج من المطبخ وتوجه ناحيه ادم الذي كان يحمل حنين بين يديه وبعدما رأي فارس انزلها وهو يقول: يلا بقا روحي العبي مع البنات فوق
اومأت حنين رأسها ثم قالت بنبره طفوليه: متتأخرش ف الشغل يابابي
ادم بابتسامه: حاضر ياحبيبتي.
صعدت حنين لاعلي وتوجه بعدها ادم وفارس للخارج بعدما ودع فارس ليان.
وقبل ان يخرجوا من القصر توقف فارس علي صوت نداء ابنه فتوقف فارس ونظر له
فقال يونس: حضرتك رايح فين يابابا
فارس بابتسامه: رايح الشغل ياحبيبي
يونس: ولما تخلص هتيجي هنا
فارس: لا هروح الشقه عشان مينفعش اسيب جدك كفايه امبارح
وتابع وهو يربت علي كتفه: خلي بالك من ماما
يونس بطاعه وجديه سابقه سنه: متقلقش عليها يابابا.
ابتسم فارس ثم قال: ماشي يابطل روح كمل لعب بقا
أومأ يونس رأسها وقال وهو يلوح بيده: سلام ياخالو
ادم بابتسامه: سلام يا حبيبي..
رحل يونس وخرج بعدها فارس وادم من القصر متوجهين الي مقر عملهم..
وبعد مرور عده ايام
ف شقه عز
توجه عز الي باب الشقه عندما سمع صوت طرق عليه
توجهه بخطوات هادئه وهو متوقع ان يكون الطارق البواب لانه طلب منه ان يجلب له عده اشياء
مد يده وفتح الباب
وعندما نظر للطارق تجمد مكانه ولم يستطيع التفوهه بكلمه من الصدمه
اما الطارق فقال بلهفه مصطنعه: عز، وحشتني اوي ياحبيب ماماا!