رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الأربعون
قالت ليان بسعاده شديده: بجد يادكتوره انا حامل بجد
فاق فارس من صدمته ونظر الي ليان وقال بعصبيه: انا مش كنت بسالك دايما بتاخدي البرشام ولا لا وانتي بتقوليلي اه خدته.. كنتي بتكدبي عليا ياليان!!
ابتلعت ليان ريقها بصعوبه وقالت بتلعثم: ااا
قاطعها فارس وهو يقول بجديه شديده: دكتوره شوفي للاجراءت اللازمه عشان عشان الحمل ده ينزل
حاوطت ليان بطنها بيدها بخوف ونزلت دموعها بغزاره واردفت ببطء: فاا فارس انت بتقول ايه...
فارس بجديه: زي ما سمعتي ياليان.. الحمل ده مستحيل يكمل
ليان ببكاء: لا لا مستحيل اقتل ابني
تحدثت الطبيبه وقالت بنبره لينه: ليان الحمل ده غلط جدا عليكي وهيعرض حياتك للخطر
نهضت ليان من علي المقعد وقالت ببكاء وهي تهز رأسها نافيه: لا لا..
ثم تابعت وهي تنظر الي فارس: انا عايزه عايزه اروح دلوقتي
كان فارس علي وشك التحدث ولكن قاطعه صوت الطبيبه تقول: ياريت تخدها وتروح دلوقتي وحاولوا تتفهموا قي البيت براحه.. لان القرار في الاول والاخير هيرجعلها هي.. وبدون موفقتها مش هنقدر نعمل اي حاجه
نهض فارس وقال بغضب: ماشي يادكتوره.. بس هنكون عندك بكره عشان نتفق علي معاد العميله
تابع وهو ينظر الي ليان: اتفضلي..
خرجت ليان من الغرفه وهي تضع يدها علي فمها لتمنع صوت شهقاتها
تحرك فارس خلفها ولكن توقف ونظر الي الطبيبه التي قالت: سياده المقدم ياريت تحاول تفهمها بهدوء وانك بتعمل كده عشان خايف عليها ومش هتقدر علي خسرتها.. لان العصبيه مش هتحل حاجه بالعكس
اومأ فارس رأسه وقال: تمام يادكتوره.. شكرا
انهي كلامه ثم تحرك بخطوات مسرعه ليلحق ب ليان..
وبعد مرور ربع ساعه
فتح فارس باب شقته وقال ووقف جانبا وتحدث اخيرا وقال: ادخلي
فمنذ خروجهم من المستشفى وركوبهم السياره لم يتحدث احد منهم طوال الطريق
فقد كان فارس يقود سيارته بملامح جامده
اما ليان فهي لم تكف عن البكاء ثانيه..
دخلت ليان الشقه ووقفت في منتصف الصاله ومازالت دموعها تغرق وجهها
وقالت باصرار وبكاء عندما اقترب منها فارس: البيبي ده مش هينزل يافارس.. مستحيل.. دي اللحظه اللي كنت مستنياها من زمان!!
قال فارس بصوت عالي نسبيا: وانا مش عايزوا.. هنروح بكره للدكتوره وتنزله ونرجع نعيش حياتنا تاني عادي
ليان ببكاء شديد: ببساطه كده.. هتقدر تعمل كده يافارس!!
فارس بصوت قوي: اااه هقدر اعمل كده وابو كده.. اللي مش هقدر عليه بجد هو اني اخسرك ياليان..
ليان بهستريه: لا مستحيل ده يحصل.. مستحيل اخليك تيجي جنب ابني يافارس..
فارس بعناد وصوت عالي: تمام ياليان هنشوف كلام مين هيمشي
ليان ببكاء وصوت عالي: فارس انت لو عملت اللي ف دماغك انا مستحيل اعيش معاك ثانيه واحده.. البيبي ده لو مات انا كمان هموت
فارس بانفعال شديد وصراخ: انتي باين عليكي اتجننتي مش كده..
سمع فارس صوت جرس الباب فنظر لليان بتوعد
ثم اتجه للباب وفتحه فوجد والده امامه الذي قال بقلق: في ايه يافارس ياابني.. صوتكم عالي كده ليه
حاول فارس الثبات وقال: مف
قاطع حديثه صوت ليان الباكي خلفه: عمو الحقني
قال عبدالعزيز بخضه وهو يتخطي ابنه ويتجه الي ليان: ليان.. مالك يابنتي في ايه
احضتنته ليان وظلت تبكي بقوه
فربت عبدالعزيز عليها برفق ونظر لفارس الذي ينظر نحو ليان بغضب ويتنفس بصوت عالي من شده الانفعال: انت عملت ايه فيها يافارس
لم يرد عليه فارس
فتحرك عبدالعزيز بليان وجلس الاثنان علي الاريكه وقال عبدالعزيز مهدائا اياها: بس بس اهدي ياحبيبتي اهدي وقوليلي عملك ايه الزفت ده
خرجت ليان من احضانه وقالت من بين شهقاتها: انا انا حامل
ارتسمت ابتسامه سعيده علي وجهه وقال: بجد الف الف مبروك يا بنتي طيب طالما حامل بتعيطي كده ليه
ليان ببكاء: فارس فارس عايز ينزل البيبي
انهت كلامها ثم اسندت رأسها علي صدره مره اخري وواصلت بكاءها
فنظر عبدالعزيز لفارس بغضب وقال: انت اتجننت يافارس..
فارس بانفعال: اسألها اسألها ليه.. ولا اقولك انا.. الحمل ده لو كمل يبقي انا كده بقضي عليها هي.. مستحيل اخلي الحمل ده يكمل وانا عارف ان تمنه هيبقي حياتها..
زاد بكاء ليان اكثر وبدأت تشعر بنغزات في قلبها واصبح لون شفتيها ازرق من شده بكاءها وانفعالها
وقد لاحظ فارس ذلك فقال بانفعال شديد نابع من خوفه عليها: كفايه زفت عياط كفااايه
انتفضت ليان بسبب صراخه وقالت بصوت متقطع: عاي عايزه بابا
اشار عبدالعزيز لوالده بتحذير وصرامه ليصمت ثم قال بصوت حنون وهو يربت علي ظهرها: اهدي ياحبيبتي.. انا هنا اهو.. مش انتي قولتيتلي انك بتعتربني باباكي.. اهدي عشان خاطري اهدي
انا معاكي خلاص مش هيقدر يجي جمبك اهدي اهدي
ظل عبدالعزيز علي هذا الوضع لدقائق يهدأ فيها
وبدأت ليان تستجاب له
ترك فارس المكان واتجه الي غرفتهم
وبعد ثواني كان قد عاد وهو يحمل في يده احد عبوات البرشام وكوب من الماء وقال بصوت متحشرج وهو يمد يده نحوها: خدي البرشامه دي
هزت ليان رأسها نافيه وزادت من ضمها لعبدالعزيز فرفع فارس احد حاجبيه باستنكار وغيره
اما عبدالعزيز فابتسم وقال: هات انت وملكش دعوه بيها.. انا هديها العلاج.. ابعد انت
ثم تابع بحنان: يلا ياليلو خدي العلاج ياحبيبتي عشان خاطري
خرجت ليان من احضانه واخدت منه العلاج
تابعها فارس بغيظ وقال: وده اسمه ايه ده ان شاءالله
لم تنظر له ليان
فتدخل عبدالعزيز وقال: اقعد يافارس وخلينا نتكلم بهدوء ياابني
فارس باصرار: بابا الموضوع منتهي بالنسبالي.. خليها تعتير ان الحمل ده محصلش وانها لسه بااخد برشام منع حمل.. انا اصلا متجوزها وانا مش حاطط في دماغي موضوع الخلفه ده
نظرت ليان لعبدالعزيز وقالت بصوت باكي ورجاء: ياعمو الله يخليك قوله اني مش هقدر علي حاجه زي كده.. قوله اني هبقي كويسه وان مفيش اي حاجه هتحصلي.. حضرتك مش متخيل ازاي فرحت بالخبر ده.. انا اليوم ده بحلم بيه من زمان ومش معقول لما ربنا يحققلي حلمي اوافق علي اللي بيقوله ده
فارس بانفعال: انتي..
قاطعه عبدالعزيز بصرامه وقال: اايه هتزعق تاني.. مش محترم اني موجود خلاص
زفر فارس بعنف وقال: بعتذر يابابا
عبدالعزيز بنفس النبره: اقعد بقا عشان نعرف نتكلم بهدوء الشغل اللي انت عامله ده مينفعش
ده قرار يخصكم انتو الاتنين مش انت بس
جلس فارس علي الاريكه امامه وقال بغضب مكتوم: تمام يابابا.. اتفضل انا سامعك
صمت عبدالعزيز ثواني ثم قال بهدوء: فارس انا مقدر خوفك عليها بس انت لازم تتصرف بحكمه.. الطب دلوقتي اتطور واكيد في حالات زي ليان وعايشه حياتها ومخلفه والدنيا تمام.. حاول تشوف كذا دكتور مشهور وشاطر يمكن الدكتوره اللي روحتولها دي كبرت الموضوع زياده.. شوف وعلي الاساس ده قرر
ثم تابع بنبره حنونه وهو ينظر اوي ليان: وانتي ياليان متزعليش منه.. هو عمل كده من حبه وخوفه عليكي.. قدري ده ياحبيبتي.. ولازم تعرفي يابنتي ان وجودك معانا اغلي من اي حاجه
انا بقولك الكلمتين دول عشان بعد ما فارس يعمل اللي قولتله عليه ولقدر الله شاف ان فعلا الحمل خطر جدا عليكي فساعتها هيكون فارس عنده حق ف الخطوه اللي عايز ياخدها
ومش انا بس اللي هكون معاه ف القرار ده.. هكون انا وكل عيلتك
ابتلعت ليان ريقها بتوتر وخوف وقالت نافيه: ان شاءالله ياعمو مش هيبقي في خطر
عبدالعزيز بابتسامه: ان شاءالله ياحبيبتي
صمتت ليان لثواني ثم قالت وهي مازالت تتجنب النظز نحو فارس: بس انا عندي طلب
عبدالعزيز: طلب ايه ده يابنتي
ليان: مش هنعمل حاجه الاسبوع ده خالص.. لحد ما فرح ابيه وادم وكارما يعدي.. وانا مش هقول لحد من عيلتي علي موضوع حملي ده.. ممكن
عبدالعزيز: ممكن ياحبيبتي
ثم تابع وهو ينظر نحو فارس الذي لم يبعد نظره عن ليان منذ جلوسه: ولاايه يافارس
فارس: تمام
نهض عبدالعزيز وقال: اروح شقتي انا بقا
نهضت ليان وقالت: ما تخليك شويه ياعمو
عبدالعزيز: عمو معاد نومه جه من ساعه.. ده انا سهرت انهارده.. يلا تصبحوا علي خير
ليان: وحضرتك من اهله
نظر عبدالعزيز لفارس واشار له بعينه فنهض فارس وسار خلف والده
وعند الباب قال عبدالعزيز بلوم لابنه: براحه عليها يافارس.. بلاش عصبيتك دي ليان مش قدها
اعاد فارس خصلات شعره للخلف بغضب ولكن قال بتماسك: حاضر يابابا.. متنساش حضرتك تاخد علاجك قبل ما تنام
عبدالعزيز: حاضر يابني.. وربنا يهدي الحال بينكم
فارس: يارب
وبعد رحيل عبدالعزيز من الشقه
عاد فارس للصاله ولم يجد ليان وعندما سمع صوت حركه في غرفتهم تنفس بعمق ثم توجه نحو الغرفه
وعلم انها بالمرحاض عندما سمع صوت المياه من الداخل
فتنهد ثم بدأ في تبديل ملابسه الي اخري مريحه
وبعد مرور دقائق خرجت ليان من المرحاض وعينيه حمراء منتفخه من كثره بكاءها
ولم تنظر الي فارس الذي كان يجلس علي الاريكه منتظر خروجها
جلست علي الفراش وبدأت تستعد للنوم
فقال فارس : انتي هتعملي ايه..
ليان دون النظر نحوه: هنام
فارس: مفيش نوم قبل ما تكلي وتاخدي العلاج
ليان: مش جعانه
فارس: مفيش حاجه اسمها مش جعانه
وتابع بانفعال خفيف: ولما اكلمك تبصيلي
نظرت ليان له بدموع بسبب انفعاله عليه مره اخري
وعندما رأى فارس دموعها زفر بعنف ونهمض من علي الاريكه وخرج من الغرفه بخطوات سريعه غاضبه
تابعت ليان خروجه بحزن ثم وضعت بعدها رأسها علي الوساده وبدأت تبكي بصمت
وبعد مرور دقائق دلف فارس الي الغرفه وقد احضر لها بعض الاطعمه الخفيفه ومعهم دواءها
وضع حامل الطعام علي الكمودينوا ثم جلس علي طرف الفراش وتحدث بهدوء قائلا: ليان قومي لو سمحتي كلي ومتعانديش.. انا بتكلم بكل هدوء اهو..
ليان بصوت متحشرج: مليش نفس
فارس بهدوء: مفيش حاجه اسمها مليش نفس.. طيب قومي كلي اللي تقدري عليه وخدي العلاج
تنهدت ليان ثم نهضت وجلست علي الفراش
فوضع فارس الطعام امامها ومدت ليان يدها وبدأت تتناول الطعام يراقبها فارس باعين عاشقه حزينه
وبعد مرور فتره اخد فارس منها كوب الماء بعدما اخذت دواءها ووضعها علي الكمودينوا
القي نظره سريعه علي ليان فوجدها تنظر لها والدموع في عينيها
فقال بقلق: مالك بتعيطي ليه.. في حاجه وجعاكي؟!
هزت ليان رأسها نافيه
فتنهد فارس وقال: اماال في ايه بس
وتابع عندما رأى نظراتها المعاتبه له: ليان انتي عارفه انا بحبك قد ايه وبخاف عليكي قد ايه.. وانا عصبيتي انهارده من خوفي عليكي.. انا مش عايز غيرك وميهمينش حد في الدنيا غيرك
كانت ليان علي وشك الحديث ولكن قال فارس: كفايه كلام لحد انهارده.. انسي اللي حصل من شويه ده ويلا ننام دلوقتي وبكره نبقي نتكلم بهدوء تمام
اومأت ليان رأسها بتعب
فتسطح فارس علي الفراش وجذب ليان نحوه وضمها لصدره بحب وخوف شديد من فقدانها..
وبعد مرور عده ايام
جاء اليوم المنتظر للجميع
الا وهو فرح ادم وكارما
وفي قصر قاسم
وبالتحديد في غرفه ادم
طرقت حنين علي الباب بخفه ثم فتحته
فوجدت ادم يقف امام المرآه مرتديا بدلته السوداء الانيقه التي زادته وسامه فوق وسامته
التفتت ادم لها وابتسم ابتسامه جميله وقال: تعالي ياامي..
اقتربت حنين منه ووقفت امامه وظلت تتأمله والدموع في عينيها
اقترب ادم منها وقال بحنان وهو يسمح دموعها بانامل اصابعه : طيب وليه الدموع دي بس
ردت عليه بصوت حنون باكي: طول عمرك ليك مكانه مميزه في قلبي ياادم.. حتي فرحتي بيك انهارده مميزه.. الف الف مبروك ياحبيبي.. ربنا يسعدك ويهينك مع كارما
مال ادم وقبل يديها وقال بابتسامه: الله يبارك فيكي ياامي
تابعت حنين حركته باعين دامعه وعندما رفع رأسه وضعت هي يدها علي خده وقالت وهي تتفحص ملامح وجهه:
السنين عدت بسرعه اوي.. مش متخيله اني لما ادخل اوضتك بعد كده بالليل عشان اطمن عليك مش هلاقيك موجود.. حاسه اني لسه مشبعتش منك
ادم بابتسامه ومرح يحاول التخفيف عنها: متقلقيش هعدي عليكي كل يوم اقعد معاكي شويه وامشي وكل فتره هبقي اجي انا وكارما ونقضي كام يوم هنا.. لان انا اللي مش هقدر اعدي يوم من غير ما اشوفك
وتابع بعدها وهو يغمز بعينيه:
واقولك علي حاجه بس متقوليش لقاسم باشا عشان ميزعلش
اومأت حنين رأسها والدموع تنهمر علي وجهها من فرط سعادتها بحديث ادم
فتابع ادم بابتسامه: مهما تمر شهور وسنين هتفضلي انتي ملكه قلبي الاول ومستحيل حد يعرف يوصل لنفس مكانتك عندي..
ضحك وقال: حتي فكره اني اعبر عن اللي جوايا مش بقدر اعملها غير معاكي..
احتضنته حنين وارتفع صوت بكاءها الممزوج بضحكات صغيره
ضمها ادم اكثر اليه وقال وهو يربت علي ظهرها برفق: مش بحب اشوفك بتعيطي.. كفايه بقا عشان خاطري
ابتعدت حنين عنه وقالت بصوت متقطع: انا بعيط من فرحتي بيك يادومي
مسح ادم دموعها وقال بابتسامة: ربنا يخليكي ليا ياامي ثم تابع بعدها وهو ينظر لملابسه: ايه رايك.. انفع عريس وكده ولاايه
حنين بسعاده: زي القمر ياادم.. ربنا يحفظك ويحميك يارب.. انا خايفه عليك تتحسد انهارده والله
ادم بمشاكسه: مش اوي كده
حنين بنفي: لا كده واكتر كمان.. انت من صغرك جميل وقمر ياادم
ابتسم ادم فتابعت حنين وقالت: خلي بالك من كارما ياادم وبلاش تزعلها.. ولو عملت حاجه غلط فهمها غلطها براحه وبلاش تقسي عليها.. كارما بتحبك وانا عارفه انها هتريحك
ادم بابتسامه: متقلقيش كارما في عيني..
نظر بعذها نحو الباب هو وحنين عندما سمع صوت طرقات عليه
ووجدها لُجين التي قالت بمشاكسه: ينفع ادخل؟!
ادم بابتسامة: اكيد
اقتربت منهم لُجين وقالت بإعجاب شديد: ايه ده ياابيه ايه الشياكه والحلاوه دي كلها..
حنين بعتاب: قولي ماشاءالله يالُجين
لُجين بضحكه: ماشاءالله ماشاءالله.. زي القمر ياابيه
ادم بابتسامه: من بعض ما عندكم
لفت لُجين حول نفسها وقالت بسعاده: الفستان حلو ياابيه مش كده
ادم بابتسامه: جميل يالُجين
حنين بقله حيله: ربنا يعدي الفرح دي علي خير انا خايفه عليكم بجد
لُجين بمرح: متقلقيش يامامتي هيعدي علي خير ان شاءالله.. صحيح بابا كان قالي انادي عليكي
اومأت حنين رأسها وقالت: هروح اشوفه بقا.. لما تخلص ياادم ابقي قولي عشان نتحرك
ادم: انا يعتبر خلصت مستني بس مكالمه كارما
حنين: ماشي ياحبيبي
انهت حنين حديثها ثم خرجت من الغرفه وبعد خروجها قالت لُجين لاخيها بسعاده: الف مبروك ياابيه مش متخيل انا فرحانه ازاي انهارده.. انا حاسه انه فرحي والله
ضحك ادم وقال: الله يبارك فيكي.. وعبال فرحك انتي كمان
احضنته لُجين بحب شديد
تفاجأ ادم بحركتها ولكن ابتسم بهدوء وبادلها
ثم سمع بعدها صوتها الهامس يقول: انا بحبك اوي اوي ياابيه.. متنسانيش لما تتجوز بقا وابقا اتصل عليا كتير اوي اوي
ادم بابتسامة: انساكي ازاي بس.. علفكره انا هفضل زي ما انا وجوازي مش هيغير حاجه
ابتعدت عنه لُجين وقالت بابتسامه واسعه: مكنتش هقدر اعدي اليوم ده من غير ما احضنك واقولك الكلام ده..
ادم بمرح: اعملي اللي انتي عايزاه ياستي ولو في حاجه تاني انا تحت امرك
لُجين بضحكه: لا خلاص كده مفيش حاجه تاني
ابتسم ادم ثم نظر الي هاتفه الذي تصاعد رنينه فسحبه من علي الطاوله وعتدما نظر للاسم قال بابتسامة: دي كارما اكيد خلصت.. انتي خلصتي مش كده
لُجين بحماسه: ااه خلصت.. والمفروض يحيي هيعدي عليا عشان ياخدني
بمجرد ما انهت كلامها حتي سمعت صوت بوق سياره من الاسفل فقالت بسعاده: اكيد ده يحيي.. هنزله بقا.. ومبروك مره تانيه ياابيه
اومأ ادم رأسه بابتسامه وبعد خروج لُجين من الغرفه اخد هو متعلقاته ونظر لنفسه في المرأه لاخر مره ثم خرج بعدها من الغرفه
ذهب ادم الي كارما
وعندما ظهرت كارما امامه وهي تنزل علي الدرج تضع احد يدها في ذراع ابيها والاخري في ذراع يحيي
الذي بمجرد ما ان رائ اخته احتضانها بقوه وادمعت عينيه بالدموع وبادلتها كارما وادمعت عينيها هي الاخري وظل علي هذا الحال لفتره ولم يفيق علي صوت والده يطلب منه الابتعاد ليبارك لابنته
نظر ادم باعجاب شديد نحو فتسانها الابيض الواسع من الاسفل وملامح وجهها التي ازادت جمالا ببعض اللمسات التجميله الخفيفه والرقيقه
تقدم ادم منهم بابتسامه وبعد توصيات عديده من يحيي ومازن وبعدما ابتعدوا عنهم مسافه صغيره احتضنها ادم وقال بصوت هامس في اذنها: زي القمر ياكارما
فابتسمت كارما له بخجل وفرحه
ثم تحرك الجميع بعد ذلك وتوجهوا الي مكان الفرح
ولم يكن في قاعه كالمتوقع
وانما ارادت كارما ان تجعل يومها هذا بسيط ومميز فقررت ان تقيم عرسها في مكان واسع مطل علي البحر
وكان المكان مزين بشكل جميل ورقيق مثلها
ولم يحضر احد العرس الا واعجب بالمكان وطريقه تزينه
وبعد مرور حوالي ساعه من بدأ الحفله..
كان فارس يقف وينظر يغيظ الي تلك التي تقف مع الفتيات حول كارما وتصقف بحراره معهم
التفتت حوله ووجد لُجين امامه فاقترب منها وقال بهدوء: لُجين لو سمحتي ناديلي ليان.. مش هعرف اناديها انا عشان البنات اللي واقفين معاها دول
اومأت لُجين رأسها بابتسامه وقالت: حاضر
اتجهت لُجين الي اختها واخبرتها بان فارس يريدها
نظرت له ليان فاومأ برأسه بمعني ان تأتي فتركت ليان الفتيات واتجهت نحوه وقالت بابتسامه وانفاس حاولت ضبطها: ايوه ياحبيبي
قبض فارس علي يده عندما لاحظ انفاسها المتلاحقة: ليان احنا اتفقنا علي ايه قبل ما نيجي الفرح
ليان ببراءه: اتفقنا علي ايه؟!
ابعد فارس نظره عنها واخد نفس عميق محاولا عدم الانفعال عليها
وبعد ثواني نظر اليها مره اخري وقال بغضب مكتوم: اتققنا متتحركيش كتير ومتعمليش مجهود عشان متتعبيش.. لكن ازاي تسمعي الكلام لا طبعا لازم اعاند ويولع فارس بقا
حاولت ليان التحدث ولكن تابع فارس حديثه بغضب: من ساعه ما جينا الفرح وانتي واقفه مقعدتيش ثانيه
واتفرجي شوفي حالتك دلوقتي مش قادره تاخدي نفسك.. انتي بتعملي فيا وفيكي كده ليه؟!
ليان بحنان: ياحبيبي انا كويسه وبعدين انا واقفه بسقف بس مش بعمل حاجه
فارس بغضب: ده علي اساس اني مش شايف يعني.. انتي لسه كنت بترقصي مع كارما من شويه احنا هنستهبل..
ليان بدموع: يافارس انت بقيت عصبي كده ليه.. طيب خلاص اسفه شوف ايه يرضيكي وانا هعمله
مسك يدها برفق وتحرك بها نحو احد الطاولات وقال: اتفضلي اقعدي وياريت متتحركيش عشان متتعبيش اكتر
ليان بصوت حزين: حاضر هقعد لوحدي واتفرج عليكم بس.. كده انت مبسوط؟!
فارس: انتي اللي وصلتينا للمرحله دي ياليان!!
ليان بسرعه: علفكره الحمل مش مسببلي اي تعب والدكتوره اصلا مكبره الموضوع
مال فارس عليها وقال: الكلمتين دول تقوليهم لحد غيري ياليان.. انا اكتر واحد عارف انتي تعبانه ازاي من الحمل ده.. وعمتا فرح ادم يخلص وهنعمل اللي اتفقنا عليه وكلام الدكاتره هو اللي هيحدد ساعتها
نظرت له ليان بخوف ودموع
فاستغفر فارس ربه ثم جلس علي الكرسي جانبها وظل ينظر امامه بملامح عابسه
وبعد ثواني سمع ليان تهمس ببكاء وتقول: روح يافارس اقف مع ادم وانا هقعد ومش هقوم.. متربطش نفسك جمبي
قال فارس وهو يتابع النظر امامه: انا لسه سايبه.. هرتاح شويه وبعدين هقوم
ليان بتنهيده: ماشي
لمح فارس بطرف عينيه حركات يد ليان المتوتره فعلم انها تحاول ان تمنع بكاءها بصعوبه
فاستسلم اخيرا لقلبه
ومد يده ممسكا يدها وقبلها برفق وقال وهو ينظر لعينيها الممتئله بالدموع: اسف.. انا بس خايف عليكي وانتي عارفه ده..
اومأت ليان رأسها بهدوء وابتسامة مرتعشه مرتسمه علي وجهها
فتابع فارس حديثه بنبره ندم: خلاص بقا امسحي دموعك.. انا والله كنت ناوي اعدي اليوم انهارده من غير مشاكل عشان عارف انه يوم مهم بالنبسالك بس لما شوفتك كده مقدرتش اسكت.. متزعليش
اتعست ابتسامه ليان وقالت: خلاص مش زعلانه..
ابتسم فارس بهدوء ومد يده ومسح دموعها
تابعت ليان بسعاده وهي تنظر امامها: الله بص بيرقصوا سلو.. شكلهم جميل اوي.. ربنا يسعدهم يارب
نظر فارس نحوهم
وابتسم بهدوء وظل يتابع صديقه باعين سعيده
فبالرغم من تلك الفتره الصعبه التي يمر بها الا انه سعيد وبشده لصديقه طفولته..
كان ادم يحيط خصر كارما بيد وبيد الاخري يمسك يدها الصغيره ويتمايلان بهدوء علي صووت الموسيقي الرومانسيه
مال ادم علي اذنها وقال: مالك متوتره وايدك بترتعش ليه.. وكمان مش راضيه تبصيلي
تابع بعدها بمرح خفيف: اهدي الناس تلاحظ يقولوا غاصبينها علي الجوازه
ابتسمت كارما بتوتر وقالت: لا انا كويسه مفيش حاجه
ادم: متاكده؟!
اومأت كارما رأسها بتوتر فقال ادم: طيب بصيلي عايز اقولك علي حاجه
رفعت كارما نظرها نحوه وقالت: ايه
ادم: احنا مسافرين بكره الصبح
توسعت عين كارما وقالت: مسافرين فين.. انت قولتلي هناجل شهر العسل اسبوع ولا اتنين
ادم بابتسامة خفيفه: لا خلاص انا ظبط كل حاجه وحجزت تذاكر الطياره وطيارتنا بكره الساعه 1 بعد الضهر
كارما بسعاده: ايه ده احنا هنسافر بره مصر
اومأ ادم راسها بابتسامه
فقالت كارما بحماسه شديده: هنسافر فين بقا
ادم وهو يغمز بعينيه: لادي خليها مفاجأه وانا متاكد انها هتعجبك
كارما بسعاده شديده: واثقه انها هتعجبني
ثم تابعت بعدها بخجل: وبعدين كفايه اني هكون معاك
ضحك ادم بخقه وقال بخبث: ده احنا اتطورنا خالص وبقينا نعرف كلام حلو اهو
ابتسمت كارما بخجل واسندت رأسها علي كتفه
فضمها ادم اليه اكثر وقد ارتسمت ابتسامه خفيفه علي وجهه ..
سارت لُجين نحو يحيي الذي يقف بمفرده وينظر نحو اخته بابتسامه فرحه
مسكت يده واسندت رأسها علي ذراعه ونظرت نحو اخيها ادم وقالت بسعاده: انا فرحانه بيهم اوي
يحيي بشرود: مش مصدق ان اللي قدامي دي كارما.. كبرت امتي دي وبقت عروسه!!
تنهد وتابع: ومش متقبل فكره اني لما ارجع بالليل بعد كده واعدي علي اوضتها مش هلاقيها.. رغم اني فرق السن مش كبير بينا الا اني دايما بحسها بنتي مش اختي
لُجين بابتسامة: عارف..بالرغم من ابيه طول عمره مش قريب مننا وتعامله وكلامه معانا كان قليل جدا.. بصراحه يعني انا كنت بخاف منه انا وليان مع انه عمره ما عمل لينا حاجه بس هدوءه وهيبته دول يخوفوا.. بس لما جات فتره معينه ووقف جمبي فيها ندمت اني كنت بعيده عنه كل السنين دي.. ابيه بقا اقرب واحد لقلبي من اخواتي.. مشفتش في حنيته..بجد ابيه ده يستاهل كل حاجه حلوه في الدنيا.. وانا متاكده انه هيحافظ علي كارما وهيحطها في عينيه
ابتسم يحيي ونظر لها وقال: طيب ايه بقا مش هناخد الخطوه دي ونتجوز زيهم
ابتعدت عنه لُجين وقالت بتوتر: ما احنا متجوزين
يحيي بابتسامة: لا قصدي نعمل فرح وتيجي تعيشي معايا...ايه رايك اكلم خالو ونتفق ونعمله علي الشهر الجاي
توترت لُجين اكثر وقالت: لا طبعا شهر جاي ايه يايحيي
يحيي باستغراب: انتي ماالك متوتره ليه.. وبعدين لازمته ايه التاخير في الجواز
لُجين برفض وخوف حاولت اخفاءه: لا يايحيي معلش نخليها شويه.. انا مش مستعده لخطوه زي دي دلوقتي
تابعت برجاء عندما رأت ملامح وجهها العابسه: عشان خاطري يايحيي انا كده هبقي مرتاحه اكتر عشان خاطري نستني شويه
تنهد يحيي وقال باستسلام: ماشي ياتاعبه قلبي نستني شويه بس مش كتير ها
ابتسمت لُجين بارتياح وقالت: ماشي..
وعلي الطر الاخر
اقترب يزن وحنين من ورد ووالدتها
وقالت حنين بترحيب وابتسامه بشوشه: وانا اقول المكان نور ليه
والده ورد بابتسامه: المكان منور بيكم ياحبيبتي.. الف الف مبروك ربنا يسعدهم ويهنيهم يارب
حنين بابتسامة: الله يبارك فيكي
نظرت لورد وتابعت بنفس الابتسامه: ازيك يارورو عامله ايه
ورد بابتسامة خجولة: الحمدلله ياطنط وحضرتك اخبارك ايه
حنين بابتسامه: الحمدلله ياحبيبتي
وبعدما حياهم يزن
قالت حنين وهي تشير بيدها بترحيب: تعالوا اتفضلوا اقعدوا
اتجهوا الي احد الطاولات وجلسوا علي المقاعد
وبعد مرور فتره
مال يزن علي ورد مستغلا انشغال والدته في الحديث مع والده ورد وقال: وحشتيني
نظرت له ورد بخجل ولم تعلق
فابتسم يزن وتابت قائلا: كنت هزعل لو مجتيش الفرح
ورد بتلقائيه: والله ماما مكنتش راضيه بس انا فضلت ازن عليها كتير وعيطلها بقا لحد ما صعبت عليها ووافقت
ضحك يزن عليها فاستوعبت ورد ماقالته ونظرت ارضا بخجل
قال يزن بمرح: ده علي كده بقا لما نتجوز وتيجي تقوليلي علي حاجه واقولك لا هتقعدي تعيطي عشان تصعبي علي واوفق.. لا ده انتي طلعتي لئميه بقا وانا معرفش ..
قالت ورد مغيره مجري الحديث: بس المكان هنا حلوو اوي ماشاءالله.. وكمان العرسان شكلهم قمر رينا يسعدهم
يزن بضحكه: ماشي ياستي توهي براحتك..فعلا الجو جميل.. عبال ليلتنا ياوردتي وتبقي زي كده واجمل..
ابتسمت ورد بخجل وقالت: ان شاءالله
وبعد مرور عده ساعات
وبعد انتهاء الفرح
في شقه ادم..
طرق ادم علي باب غرفه النوم طرقات خفيفه
وقال: كارما انتي لسه مخلصتيش كل ده
فقد بدل ادم ملابسه في غرفه اخري وجلس قليلا علي الاريكه في الصاله ولم يود ان يزعحها او يوترها اكثر وتركها علي راحتها ولكن مر وقت طويل بالنبسه له وهي بالداخل فشعر بالقلق..
مرت ثواني وفتحت كارما الباب وقالت بتوتر: اا لا خلصت
تفحصها ادم بعينيه وابتسم عندما رأها ترتدي روب طويل يصل لكاحلها وقد احكمت رابطه حزامه حول خصرها
فلم يظهر منها اي شئ حتي ذراعيها فقد غطتها اكمام الروب الطويله الواسعه
لم يعلق ادم فهو مقدر خوفها وتوترها الشديد منه وقال: اتوضيتي
اومأت كارما رأسها فقال ادم بابتسامه: طيب البسي الاسدال ويلا عشان نصلي
كارما بخفوت: حاضر
وبعد مرور حوالي ربع ساعه
وقف ادم وطوي سجاده الصلاه ووضعها علي الاريكه
ثم نظر لكارما التي تقف تنظر ارضا وتفرك اصابعها برفق
فقال ادم بابتسامه ماكره: طب ايه هتفضلي بالاسدال ده كتير
نظرت كارما له بخوف فضحك ادم وقال: يابنتي في ايه.. اهدي انا مش هاكلك والله
وبعدين انا عامل عليكي بس عشان لابسه كذا حاجه فوق بعض واكيد بقيتي حرانه
ابتلعت كارما ريقها بتوتر وقامت بعدها بخلع اسدالها
تحت نظرات ادم المراقبه لها
وبعدما انتهي اقترب ادم منها بخطوات بطيئه وقال وهو يمسك حزام روبها: وعلي ما اعتقد الروب ده ملهوش لازمه بردو
وضعت كارما يدها علي يده بسرعه وهزت راسها نافيا
فطمئنها ادم بابتسامه هادئه وقال: ممكن تهدي خالص ومتخافيش مني
كارما بتوتر: بس
ادم: مفيش بس
وتابع بابتسامه: اهدي ياكارما اهدي
اومأت كارما رأسها بتوتر وابعدت يدها
ولكن شهقت بعنف عندما وجدت نفسها بين ذراع ادم الذي قال بمشاكسه: ايه ده ياكارما.. مكنتس متخيل انك تقيله كده
انكشمت ملامح كارما وقالت بغيظ: علفكره انا مش تقيله وو
ضحك ادم فقد نجح في تخفيف توترها وقال: اهدي بهزر
ثم تابع قائلا: بالعكس انا حاسس اني شايل طفله صغيره.. قوليتلي انتي كام كيلو.. ولاسيبك من المووضع ده انا عندي موضوع احلي نتكلم فيه
انهي كلامه ثم وضعها علي الفراش برفق وتسطح هو جانبها..
وبعد مرور يومان
تململت كارما في نومتها ثم فتحت عينيها بنعاس وكسل
نظرت جانبها فوجدت ادم غارق ف نوم عميق
ابتسمت بسعاده عندما تذكرت وجودهم في جزر المالديف
وتذكرت ايضا سعادتها الشديده واحتضناها لادم بحب شديد عندما علمت بتلك المفاجأة فهي كانت احد احلامها ان تأتي لمثل هذا المكان ولم تتوقع ان ادم سيحقق لها هذا الحلم
اعتدلت في جلستها وظلت تنظر الي ملامح وجه ادم الوسميه باعين ملتمعه من شده السعاده
مدت يدها ومررتها برفق علي لحيته الخفيفه قائله بهمس: لو حد كان قالي قبل كده ان هيجي يوم وهعيش اللحظات دي وهحقق الاحلام اللي كنت بتمنااها طول عمري مكنتش هصدقه
لحد دلوقتي مش مصدقه اني بقيت مراتك وانك نايم جمبي دلوقتي..انا من كتر سعادتي حاسه اني بحلم وان ده مش حقيقه
صمتت لثواني وقالت: انا بحبك اوي ياادم اوي.. ونفسي يجي اليوم اللي تقولي الكلمه دي وساعتها بقا هكون حققت احلامي كلها
انهت كلامه ثم مالت عليه بجراءه لم تعتادها وقبلته من وجنتيه بحب شديد
ابتعدت عنه مسافه وتفحصت ملامحه مره اخري
ثم قامت وبهدوء شديد بوضع رأسها علي صدره واحاطت خصره بيده ثم اغمضت عينيها براحه وسعاده
ولم تمر دقائق وذهبت في نوم عميق
وعندها فتح ادم عينيه وابتسم بخفه
فهو قد استيقظ عندما تحركت من جانبه وسمع حديثها الهامس
وعندما تاكد من نومها مره اخري حرك يده وضمها نحو بشده وقال بصوت همس وهو يقبل اعلي راسها: وانا اوعدك ان حلمك ده هيتحقق قريب اوي ياكارما...
مرت الايام وقضي ادم وكارما اسبوع في حزر المالديف
فعل ادم ما بوسعه ليجعل كارما سعيده وقد نجح في ذلك واستمعت كارما بكل ساعه قضتها هناك وادم كذلك
وبعد مرور اسبوع عاد الاثنان الي ارض الوطن
حزنت كارما قليلا لانتهاء تلك العطله ولكن لم يدوم حزنها طويلا فهي مقدره عمل ادم وأهميته.. كما ان سعادتها بذلك الاسبوع وتذكرها بما حدث فيه قادره ان تجعلها تنسي اي شئ يحزنها
وبعد مرور شهران
في شقه قُصي
وقف قُصي علي باب المطبخ يراقب حبيبه التي كانت منهمكه في تحضير الطعام حتي انها لم تشعر بحضوره
توجه بنظره نحو بطنها الي ظهر بروزها قليلا
وارتسمست ابتسامه سعيده محبه
اطلق تنهيده خفيفه وتذكر بسعاده يوم معرفتهم بنوع الجنين
وسعاده حبيبه الكبيره وصراخها عندما علمت انها فتاه فقد كانت تتمني ذلك وبشده.
ولم تقل فرحتها عن فرحه قُصي الذي اصبح يقضي اجمل ايام حياته بوجود حبيبه وتلك الفتاه التي لم تظهر للحياه بعد ولكن واثق انه عشقه لها لن يقل عن والدتها ابدا.. لم ينكر انه احيانا يشعر بالغرابه بسبب تقلبات مزاج حبيبه المفاجئه وطلباتها الغربيه في منتصف الليالي ولكن بالرغم هذا ينفذ طلباتها بكل حب
لاحظ عدم انتباه حبيبه له فابتسم بمكر واقترب منها بخطوات خفيفه ووقف خلفها ومال علي اذنها قائلا بابتسامة: صباح الفراوله يافراوله
شهقت حبيبه بعنف والتفتت له وقالت وهي تضع يدها علي قلبها من شده الخضه: بسم الله الرحمن الرحيم
ابتسم قُصي وقال بمرح :ايه شوفتي عفريت ولااايه
نظرت له حبيبه بغضب ولكمته في صدره وقالت: حرام عليك ياقُصي حرام عليك هتموتني في مره بعمايلك دي
ضحك قُصي وقال: بعد الشر عليكي ياروح قلب قُصي
نظرت حبيبه له بحنق
فتابع قُصي قائلا بخبث: لسه زعلانه.. لا ده انا لازم اصالحك بقا
اقترب منها وضم وجهها العابس بين يده ومال عليها ولثم جبهتها وقال بصوت هامس: حقك عليا
ثم اكمل وهو يقبل احدي وجنتيها ببطء وحب: اسف مش هعمل كده تاني
كان علي وشك تقبيل خدها الاخر ولكن ابتعدت حبيبه عنه بضيق وقالت: ماشي خلاص كفايه
ضيق قُصي عينيه وقال: طالما خلاص قالبه في وشك ليه
حبيبه بضيق: مفيش انا كويسه
اقترب قٌصي منها بهدوء وقال وهو يمرر اصايعه برفق علي خدها: مالك ياحبيبتي ايه اللي حصل
ثم تابع بعدها بمكر وهو يحاول تغير مزاجها: ده احنا كنا زي الفل امبارح.. زي الفل اوي يعني
انهي كلامه وغمز بعينيه بعبث
فتوترت حبيبه ولكن قالت بضيق: قُصي لو سمحت روح غير هدومك اكون انا خلصت الفطار
قال قُصي بانفعال خفيفه: ياينتي انتي هتجنيني.. ما احنا كنا كويسين امبارح ونايمين مبسوطين ومفيش اي حاجه.. مالك صاحيه مش طايقه نفسك ليه
حبيبه: زي ما قولت مش طايقه نفسي ولا طايقه حد ولو سمحت سبني بقا.. وبطل تفكرني باامبارح كتير عشان انا لما بفتكر بتضايق تمام..
قُصي باستنكار: وبتتضايقي ليه اان شاءالله وبعدين ما كله كان بمزاجك
حبيبه: لا مش بمزاجي انت بتضغط عليا بتصرفاتك
توسعت عين قُصي بصدمه من حديثها وقال باستنكار: بتت ايه ياختي.. انتي مستوعبه انتي بتقولي ايه
ابعدت حبيبه عينيه عنه ولم تتحدث
فقال قُصي بغضب وانفعال: لا اسف يااستاذه حبيبه اسف اوي اني بضغط عليكي
انهي كلامه ثم رحل من المطبخ واثناء خروجه ركل احد الكراسي بغضب شديد فارتطم الكرسي بالارض محدثا صوت عالي انتفضت حبيبه علي اثره
تابعت حبيبه خروجه باعين نادمه لما قالته
لا تعلم لماذا اندفعت وتفوهت بتلك الكلمات ولكن منذ استيقاظها صباحا وهي تشعر بالضيق الشديد من كل شئ حولها
تحدثت بصوت هامس وقالت بتأنيب لنفسها: ايه اللي انتي قولتيه ده ياحبيبه.. غبيه غبيه.. انتي عارفه انه عمل حاجات كتيره اوي امبارح عشان يبسطني ومرحش الشغل عشان خاطري
تافأفت بضيق وقالت بصوت باكي: انا مش عارفه مالي..اكيد زعل مني دلوقتي ومش هيرضي يصالحني..
مسحت عينيها من الدموع وقالت بحماسه لنفسها: انا هعمله الفطار وهدخل اعتذرله واقوله دي هرمونات حمل وهو اكيد هيصالحني..
انهت كلامه ثم عادت تباشر عمل الطعام من جديد
اما في غرفه قُصي
كان يقف امام الخزانة ويبحث بغضب وعصبيه عن بلوفر محدد له
ظل يبعبث في الملابس الموجوده بعصبيه شديده وهو يقول: قاعد من شغلي وعملت كل اللي اقدر عليه عشان اسعدها وفي الاخر تقولي بتتضغط عليا بتصرفاتك.. ستات نكديه ومش وش دلع
دفع باب الخزانه بعصبيه شديده عندما لم يجد البلوفر ونادي بصوت عالي وقال: انتي يااستاذه حبيبه فين البلوفر الزفت بتاعي
ثواني واتت حبيبه وقالت بتوتر عندما رأت هيئته الغاضبه: بتقول ايه..
ثم تابعت بلهفه: وبعدين انت مش لابس حاجه ليه من فوق حرام عليك هتاخد برد كده
زاد غضب قُصي اكثر لحديثها معه بتلك النبره وكانها نست ما قالته منذ قليل
وقال بنبره منفعله: فين البلوفر البني بتاعي
حبيبه: في الدولاب عندك
قُصي بغضب: مفيش حاجه في الزفت
حبيبه وهي تقترب من الخزانه: لا متاكده انه موجود انا حطااه باايدي اول امبارح
وقفت امام الخزانه ولم تمر ثواني الا واخرجت البلوفر من الخزانه
مدت يدها به نحو وقالت: كان قدامك علفكره انت اللي مدورتش كويس
جذب قُصي منها البلوفر بغضب وابتعد عنها
فقالت حبيبه بتساؤل : انت لابس كاجول ليه انت مش رايح الشركه
ارتدي قُصي البلوفر بحركة واحده ثم توجه نحو المرآه وبدأ يصفف شعره ولم يعيرها انتباه
فكررت حبيبه سؤالها وقالت: قُصي انت سامعني.. بقولك رايح فين
غضبت عندما لم يجاوب علي سؤالها وقالت: ماشي براحتك ياقُصي متردش عليا
صمتت حبيبه ثواني حاولت فيهم الهدوء وترتيب الكلمات بداخله حتي تصالحه
عادت بنظرها نحوه وكانت علي وشك التحدت ومصالحته ولكن عندما وجدته يمسك زجاجة العطر الخاصه به قالت بلتقائيه: لا عشان خاطري متحطش البرفيوم ده ريحته بتقلبلي بطني!!
انهت حديثها ثم وضعت يدها علي شفتيها بصدمه مما تفوهت به فقد زادت الامر سوءا
اما قُصي فابتسم بسخرية وقال: البرفيوم اللي انتي مش طايقه ده انا بحطه من سنين وانتي ياما قولتيلي انك بتحبي ريحته.. من الواضح ان المشكله مش في البرفيوم المشكله في صاحبه.. بس متقلقيش صاحبه رايح في ستين داهيه وسايبلك الشقه كله..
حبيبه بسرعه: قُصي انا اسفه والله مش قصدي
لاحظت توجهه قُصي نحو باب الغرفه ليخرج منها فكانت هي اسرع منه ووقفت امام الباب وفردت ذراعيها وقالت باسف: انا اسفه اسفه متزعلش مني
قُصي بغضب مكتوم: اوعي ياحبيبه من وشي
هزت حبيبه رأسها نافيه وقالت: لا م
قُصي بانفعال: اوعي ياحبيبه من وشي خليني اخرج..ده الافضل ليكي عشان مترجعيش تقولي انت همجي وعصبي وتزعلي في الاخر
ادمعت عين حبيبه ونظرت له بحزن ولكن لم يهتم قُصي وانما ابعدها بيده وخرج من الغرفه ومن الشقه باكملها
اتجهت حبيبه للفراش وجلست عليه بحزن وقالت وهي تنظر لبطنها: بابي زعل مني اوي.. وحقه انا بصراحه زودتها اوي المره دي.. بس غصب عني والله
تنهدت بقله حيله وقالت: هصالحه ازاي ده بس ياربي..
في شقه ادم
كانت كارما تجلس علي الاريكه تنظر للتلفاز بممل شديد
مردفه: وبعدين في الممل ده بقا
فكرت لثواني ثم جذبت هاتفهها وقامت بالاتصال علي احد الارقام الذي لم يكن صاحبها سوي ادم
وبعد مرور مده قصيره
قالت كارما بصوتها الرقيق: ازيك ياادم
ادم: الحمدلله بخير.. وانتي عامله ايه
كارما: زهقانه وعشان كده اتصلت عليك.. عشان اقولك عايزه اروح لماما اقعد معاها شويه
ادم بهدوء: انتي مش كنتي لسه هناك امبارح واول امبارح!!
كارما بتذمر: طيب اعمل ايه زهقانه وعلطول قاعده لوحدي ومفيش اي حاجه اعملها
ثم تابعت بنبره راجيه: عشان خاطري ياادم.. هروح عندها وانت لما تخلص شغل عدي عليا
ادم: لا بلاش انهارده.. وبعدين المكان من الشقه للفيلا بعيد وانا مش هقدر اسيب الشغل دلوقتي واجي اوصلك
كارما بسرعه: طيب هتصل علي يحيي يجي ياخدني هو اصلا بيخلص شغل في المعاد ده
ادم: لا ياكارما
كارما بحزن: عشان خاطري ياادم عشان خاطري
ادم بصرامه: كارما اظن ردي كان واضح.. قولت لا
وبعدين انا مش حابب مرواحك كل يوم هناك.. انا بحب اخلص شغلي وارجع بيتي علطول والاقيكي فيه..
كارما بتذمر: يعني انا اعمل ايه دلوقتي.. انت علطول سايبني وفي الشغل وبترجع متاخر وانا مفيش حاجه تسليني هنا.. انا خلاص قربت اتجنن وشي بقا في الحيطه اربعه وعشرين ساعه
ادم: والله شغلي ده مش حاجه جديده وانتي عارفه طبيعته كويس اوي.. واتصرفي اعملي ايه حاجه اتفرجي علي فيلم.. اعملي اكله جديده اي حاجه
ثم تابع منهيا حديثه: انا هقفل عشان عندي شغل
كارما بانفعال وصوت عالي نسبيا: اه اقفل اقفل اسفه لو عطلت حضرتك عن شغلك
ادم ببرود: لما ارجع نبقي نشوف موضوع الصوت العالي ده.. سلام
انهي كلامه واغلق المكالمه
ووضع هاتفه علي المكتب وعاد يباشر عمله من جديد
اما كارما فالقت الهاتف بجانبها بغضب وحزن وقالت وبعض الدموع ترقرقت في عينيها: اوف بقا اوف..
وبعد مرور عده ساعات
حل الليل واصبح الجو اكثر بروده وبدأت الامطار تتساقط في الخارج
انتفضت كارما مكانها عندما سمعت صوت ارتطام باب احد الغرف بسبب قوه الرياح
نظرت كارما الي الباب بفزع ثم حاولت تهدأه نفسها قائله: اهدي ياكارما ده اكيد بسبب الهوا اللي بره وكمان انتي سايبه الشباك مفت
لم تكاد تنهي كلمتها الاخيره الا وسمعت صوت ارتطام اقوي في احدي الشبابيك ومن ثم سمعت صوت الرعد القوي
فصرخت بخوف ثم مسكت هاتفهه بيد مرتشعه وقامت بالاتصال علي ادم ليأتي
فهي تخاف كثيرا من تلك الاجواء وعندما كانت تعيش بفيلا والدها ويحدث مثل تلك الاجواء كانت تخرج من غرفتها بسرعه وتذهب لاي شخص من افراد عائلته وتجلس معه..
انتظرت ثواني وعندما لم تجد اجابه من ادم بكت اكثر وقالت بصوت مرتعش: رد بقا ياادم رد..
اما عند ادم
كان ادم يجلس في مكتب اللواء هبدالله يتحدثا الاثنان في احد القضايا المهمه
وبعد مرور بعض الوقت
قال عبدالله وهو ينظر نحو الشرفه: الجو قلب جاامد.. مع ان الجو كان كويس من شويه
ادم: ااه
مرت علي باله كارما وتذكر انه اخبرته في احد الايام ان تخاف بشده من تلك الاجواء فنهض بسرعه وقال: بعد اذنك يافندم في حاجه مهمه لازم اعملها
اللواء: ماشي ياادم
خرج ادم من المكتب واتجه نحو مكتبه بسرعه شديده
دخل المكتب وجذب هاتفهه من علي المكتب بسرعه
ووجد اكثر من مكالمه فائته من كارما
فجذب مفاتيحه وخرج بسرعه من المكتب وهو يحاول الاتصال بها
لم تمر ثواني قليله الا وردت عليه كارما وقالت بصوتها المرتعش الباكي: انت فين حرام عليك انا ميته من الرعب
قال ادم بسرعه وهو يسرع في خطوات اكثر واصبحت اشبه للركض: انا جاي حالا.. اهدي انتي وانا ثواني وهبقي عندك
قالت كارما بانيهار وخوف يتزايد مع صوت الرعد: انا خايفه.. قولتلك اروح عند ماما انت اللي مرضتش
ورنيت عليك كتير وانت مرضتش عليا.. انا انا مش عارفه اتنفس
انهت كلامها ثم تعالت صوت انفاسها
فزاد قلق ادم عليها اكثر وقال وهو يركب سيارته: كارما كارما ركزي معايا.. مفيش حاجه هتحصل.. اهدي اهدي وخدي نفسك براحه وانا جاي حالا
ساق ادم سيارته بسرعه عاليه
وظل واضعا الهاتف علي اذنه يحاول ان يهدأ كارما
وظل علي هذا الوضع لدقائق
ولكن فجأه سمع صوت رعد قوي ثم سمع بعدها صوت صرخه عاليه من كارما
فقال بقلق وخوف وهو يزيد من سرعه سيارته: كارما حبيبتي في ايه..؟!
لم يسمع منها رد فقال بقلق اشد: كارما ردي عليا.. كاا
ابعد هاتفها عن اذنه فوجد ان هاتفهه نفذ شحنه وفصل
فالقي هاتفهه بغضب شديد وزاد من سرعه سيارته اكثر واكثر ووو..