رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال الفصل السابع عشر
استيقظ فارس اولا وقام بتحضير الافطار ووضعه علي الخزانه الصغيره المكونه من عده ادراج (الكومودينو ) ثم مرر ابهامه علي وجهها كرفرفه الفراشه ليوقظها فلم تستجيب ففعلها مرارا وتكرارا حتي استيقظت بفزع عندما وجدت نفسها علي هذا الوضع فلملمت الفراش عليها بسرعه وقالت بصوت منخفض وهي تشعر بالخجل: صباح الخير ياحبيبي.
رد مبتسما: صباح الورد ياقلبي... يلا عشان هنفطر وننزل عشان هنسافر كام يوم كده.
ردت بفرحه: بجد فين؟
فارس: سليم كلمني وقالي ان انا وانتي نسافر معاهم الجونه.. فانا بصراحه مصدقت عشان نعوض شهر العسل اللي معملنهوش.
فرحت بشده حتي انها صفقت وقفزت لتقبله من وجنته فضحك بشده.. ثم عادت بسرعه واحكمت غلق الملاءه عليها وهمست: طيب ممكن تستناني البس اي حاجه وبعدين نفطر سوا.
اقترب منها وقال بصوت مبحوح: لسه بتتكسفي مني ياسما.. احنا خلاص بقينا روح وجسد واحد.
ردت بتوتر: انا اسفه يافارس.. بس اصل انا لسه متعودتش عليك و...
وضع ابهامه علي شفتيها ليوقف حديثها وقال: وانا عايز انك تتعودي عليا علي اقل من مهلك.. واصلا مين قالك اني مضايق انا اصلا بعشق خجلك ومعنديش مانع انك تفضلي كده طول العمر.
ابتسمت ووضعت كفها علي وجنته وقالت: ربنا يخليك ليا ياحبيبي وميحرمنيش منك ابدا.
قبل باطن يدها وقال: ولامنك يا حبيبتي.
ثم تنهد: انا هقوم اخد شاور كده علي السريع عقبال ماتلبسي ولو حابه ناخده سوا معنديش مانع.
ردت بسرعه: لا لا هاخد لوحدي بعد مانفطر سوا.
فارس: طيب علي راحتك.
اما في الجهه الاخري استيقظ سليم وقام من مكانه واخذ يحرك اطرافه من هذه النومه المرهقه.. ووجد دهب مقلوبه رأسا علي عقب علي شكل كومه فابتسم وذهب اليها ليوقظها فحركها عده مرات ولا حياه لمن تنادي فأخذ يعبث بخصلات شعرها وقبلها عده قبلات سريعه علي شفتيها فشهقت وقامت من مكانها بسرعه وقالت بحده وهي واقفه علي السرير: عايز تغتصبني ياسليم وانا نايمه.
رد بضيق: والله!! يعني هسيبك وانتي صاحيه وهاجي اغتصبك وانتي نايمه منطق غريب بصراحه... وبعدين انتي اللي نومك تقيل اوي.
تنفست براحه وقالت: اه وليه لا.. مانت قبل ماتنام كان شكلك غريب كده ومش مريح... وانا نومي مش تقيل انا كنت سهرانه عشان مقلقه منك.
رد مبتسما: كان شكلي غريب ازاي يعني؟.
دهب: يعني غريب وخلاص هو انا لازم اشرح.
سليم: لا مش لازم.. يلا بقي البسي عشان هنسافر حالا.
ردت دهب بعند: لا مش هسافر ياسليم وهروح اعيش عند امي لحد مانطلق انشاء الله.
اقترب منها ومسكها من تلابيب منامتها قائلا بحده: نعم ياروح امك.. طلاق ايه ده انشاء الله، احنا لحقنا نتجوز اصلا عشان نتطلق.
نزعت يده بصعوبه وقالت: اه هو كده مانا مش معقول هكمل معاك يابتاع الجوزات العرفي ياخاين.
رد ضاحكا: والله حلو الكلام الاهبل اللي انتي بتقوليه ده ومسلي كمان.. علي العموم هعمل نفسي مسمعتش خالص الكلام الفارغ ده وهستناكي تحت تكوني استعديتي.
ردت بجديه: انا مبهزرش علي فكره.
اقترب منها مره اخري وحملها من الخلف ووضعها امام الخزانه وقال: وانا مبهزرش.. اختاري يإما تلبسي... يإما انا موافق علي كلامك بس بعد ماخد حقي الشرعي منك ياهانم وبعدين هوديكي لامك زي مانتي عايزه.
اتسعت عيناها من الصدمه وقالت بصوت متقطع: انت بتهزر اكيد.
سليم: تحبي تجربي عشان تصدقي اكتر.
ردت بسرعه: لا لا هلبس وانزل وراك.
سليم: طيب بس متتأخريش عشان عايزين نوصل هناك بدري.
دهب: طيب.
بعد مرور وقت قصير استعدت دهب ونزلت اليه بالاسفل ثم غادرا.. ومروا في طريقهما علي سما وفارس وركبا معهما.. وفي اثناء الطريق كانا فارس وسما كل منهما ممسكا بيد الاخر و يضحكان وهم يتهامسان بصوت منخفض للغايه... اما دهب فقد نامت مره اخري وبين الحين والاخر رأسها تنزل الي مستوي القياده علي يد سليم فيعاود رأسها الي مكانها ويستمر في القياده مره اخري... وبعد اربع ساعات وصلوا الي الشاليه الخاص بسليم ونزلا فارس وسما اولا.. ثم حاول سليم ايقاظ دهب: دهب يلا قومي وصلنا.
فتحت عينيها ببطئ وقالت بصوت ناعس: ايه ده احنا وصلنا بالسرعه دي.
رد مبتسما: لا مش بسرعه ولا حاجه انتي اللي كسوله ونمتي فمحستيش بالوقت.. يلا ننزل عشان هنلبس وننزل البحر دلوقتي.
دهب: ماشي.
صعد الجميع الي الاعلي وتقسموا علي غرفتين.. واخذوا استراحه قصيره ثم استعدا فارس وسما وسبقاهما الي البحر.. وبعدما ارتدت ملابسها دخل اليها سليم وقال لها بضيق: ايه اللي انتي لابساه ده... ممكن اعرف؟!
ردت بلا مبالاه: عادي شورت وبدي عشان هنزل البحر.
سليم: لا تصدقي بجد.. مكنتش واخد بالي شكرا علي المعلومه.. علي العموم انا كنت عامل حسابك معايا وجبتلك مايوه.
ردت ضاحكه بعدم تصديق: ده بجد انت موافق البس مايوه عادي كده.
سليم: اه عادي فين المشكله؟
وضعه بيدها وقال: اهو البسيه بقي.
مسكت دهب المايوه لتراه فوجدت القطعه العلويه باكمام وتصل الي مابعد الركبه... والقطعه الاخري سروال طويل فقالت ضاحكه: هو فين بقي المايوه متهزرش ياسليم.
سليم: ماهو ده يابنتي اللي في ايدك.
دهب: ده مايوه!!.. مايوه ازاي ده عامل زي الترنج.
سليم: والله عاجبني علي الاقل مش هيلزق علي جسمك وانتي خارجه من البحر... ويلا بقي عشان اتأخرنا جدا.
زفرت بضيق: طيب خمس دقايق واكون جاهزه.
سليم: تمام.
نزلا الاثنان وسارا الي البحر وعندما وصلا الي الشاطئ وقفت دهب ولم تتحرك فقال لها: وقفتي ليه؟!.
ردت متلجلجه: اصل مش بعرف اعوم واخاف اغرق.
رد ضاحكا: تغرقي مره واحده وانتي معايا.. مستحيل طبعا تعالي وانا هعلمك.
دهب: لا لا انا عندي فوبيا اساسا.
لم يرد عليها وأخذها عنوه الي الداخل وهوممسكا بيدها وبعد ان وصلا الي مسافه لا بأس بها وضع يده تحت ظهرها وظل يحاول تعليمها.
اما فارس وسما فظلا يتسابقان في ممارسه السباحه.. ويحملها ويقوم بقلبها عده مرات بمرح.. ثم وقفا في مكانهما واقترب منها ووضع يده علي خصرها وقال وهو مبتسما: ها مبسوطه ياسما.
سما: اه جدا... بس شيل ايدك عشان حاسه انهم ممكن يشوفونا.
ابتسم بخبث: اه يعني انتي خايفه يشوفونا.
سما: اه.
فارس: امال لو عملت كده.
رفعها علي كتفيه علي غفله وهو يضحك فعندما انزلها قامت برشه بالماء في عينيه وابتعدت عنه الي الخارج فسار خلفها.
كانت دهب علي وضعها ترتعش من الخوف من المياه فقال لها: اهدي كده.
دهب: مانا هاديه اهو.
سليم: استرخي كده والميه هترفعك.
دهب: حاضر.
استرخت لمده خمس دقائق وبعدها وضعت قدمها الي الاسفل فلم تجد الارض فصرخت ومسكت سليم بقوه حتي كادا ان يغرق الاثنان سويا.. فلم يجد حل سوي ان يضرب جبهته بجبهتها حتي تهدئ.. وبالفعل فقدت الوعي وقام باخراجها.. وعندما خرجا حاول ايفاقتها وعندما فاقت صرخت: انت كنت هتموتني ياسليم حرام عليك.
رد لاهثا: انا اللي كنت هموتك برضه.. انتي.
اللي كنتي هتغرقينا.
دهب: ياسلام.. طيب وضربتني بالروسيه ليه.
رد بضيق: كيفي كده عندك مانع.
ردت مغتاظه: اه طبعا عندي مليون مانع.
مط شفتيه بلا مبالاه: اشربي من البحر يادهب.
تركها وسار الي الشاليه.. فضربت الارض بقدميها بحنق شديد وسارت خلفه.. وبدل سليم وفارس ملابسهما علي عجله ونزلا للاسفل ليقوما بشوي اللحم وبعدهما سما ودهب ليقوما بمساعدتهما وبعد ان احضروا الطعام وضعوه علي طاوله صغيره في حديقه الشاليه وجلس فارس بجانب سما ليطعمها بيده وهي ايضا فعلت مثله.. وكان سليم ينظر بتحسر لهما ومال علي اذن دهب قائلا: شايفه.
ردت مبتسمه: امممم شايفه طبعا طعمها يجنن.
رد بضيق: شكرا.
دهب: العفو.
وبعد ان سهروا مطولا... صعد كل منهم علي غرفته.. وبعد ان صعدوا قالت دهب لسما: بصي بقي انا سجلتلك رقمي ابقي رنيلي.
ردت ضاحكه: حاضر.
وبعد ان دخلا دهب وفارس الي غرفتهما بحث فيها لم يجد شيئا ينام عليه سوي سرير كبير فقال: انا هنام جمبك النهارده طالما مفيش اي حاجه تانيه زي مانتي شايفه.
ردت بقلق: لا طبعا انا عندي حل.
ضحك بسخريه: ايه هو انشاء الله... ايه قررتي تنامي في الحمام.
دهب: لا طبعا.. هنام سوا بس هنحط مخده من المخدات في النص وكمان السرير كبير يعني.
سليم: مش عارف اقول ايه علي افكارك الجهنميه خلاص يلا عشان انا هموت وانام.
بعد وقت قصير بعد ان تأكد انها نامت زال الوساده ورماها علي الارض.. وقبل ان تستيقظ صباحا وضعها مره اخري.
ودارت الايام المتبقيه كل يوم اجمل مما قبله ثم عادوا الي القاهره.
بعد عودتهم ببضعه ايام... في منتصف النهار ذهبت سما لتحضير الطعام فوجدت خالتها تصنعه فقالت لها: اقعدي انتي ياحبيبتي وانا هعمله كله انا ملاحظه ان السكر ابتدي يعلي عليكي وده مش كويس ليكي.
ردت صفيه بضيق: يا ستي انا مرتاحه كده وانا بعمل الاكل لابني حبيبي بدل ما كل يوم تعمليله اكل يوجع البطن.
ردت ضاحكه: طيب قوليلي عايزاني اعمله ايه وانا تحت امرك.
صفيه: الامر لله.. انا بقولك انا عارفه انا عايزه اعمل ايه سيبيني بقي.
سما: طيب هساعدك.
صفيه: ماشي.
وبعد ان صنعا الطعام سويا بساعه جاء فارس.. وقبل رأس والدته وسما من وجنتها وجلس ليأكل الطعام بكل تلذذ وقال: تسلم ايدك ياسما.
ردت صفيه بعتاب: نسيت طعم اكل امك يافارس معقول ده انت حتي لسه مكملتش كام شهر في الجواز حتي.
رد بسرعه: لا طبعا يا امي.. حقك عليا، اكلكم بس هو اللي شبه بعض.. علي العموم انتي او هي واحد عندي.
صفيه: لا مش واحد يافارس.
حمحمت سما وقالت بصوت منخفض: فعلا يافارس مامتك هي اللي عملت الاكل النهارده وانا ساعدتها بس... ربنا يخليهالنا.
فارس: يارب.
بعد وقت قليل دخلا الي غرفتهما وقال لها: متزعليش من امي ياسما انتي عارفاها احيانا بتبقي مضايقه وبتقول كلام غريب.
سما: لا طبعا مش زعلانه دي زي ماما وهي اللي مربياني مش معقول هزعل منها.
رد مبتسما: وانا واثق من كده ياحبيبتي.
سما: انت شكلك تعبان اوي النهارده.. هقوم احضرلك الحمام.
فارس: ياريت.
قامت سما بتحضير المرحاض ليستحم.. وبعد ان دخل اتاها اتصال هاتفي فردت: الو مين معايا.
رد ضاحكا: معقول مسحتي رقمي بالسرعه دي بعد ماتجوزتي حبيب القلب اللي ماصدقتي اطلقتي واتجوزتيه.
ابتعدت كثيرا عن المرحاض حتي لا يسمع فارس وقالت بصوت يكاد يسمعه: انت ياحيوان متصل بيا ليه.. عاوز ايه تاني احنا مش اطلقنا خلاص.
رشدي: عاوز منك ايه!!.. انتي ناسيه اللي عملتوه فيا.. وخصوصا اللي عمله هو فيا وفي الاخر كمان كل ده يكون تخطيط منكم وانا البيه يعلم عليا ويصورني وكمان يمشيني من شقتي.
ردت برجاء: طيب خلاص اللي حصل حصل وانسي اللي فات واعتبر انك معرفتنيش من الاساس... ولو عاوز اي فلوس انا مستعده.
رشدي: انتي فكراني يفرق معايا فلوس.. انا عايز رد اعتبار للي حصلي.. وعايز اشوفك عشان تقولك ازاي.
ردت بعصبيه: انت اكيد بتحلم.. انت تمسح رقمي من عندك وانسي اللي بتقوله ده لان فارس لو عرف بالمكالمه دي هيقتلك.. وانا مش عايزاه يروح في داهيه عشان واحد زيك واكيد انت كمان مش حابب انك تتقتل علي ايده.
رشدي: هنشوف.. وانتظري مني مكالمه تانيه.
اغلقت الهاتف بسرعه وشعرت بلمسه في كتفيها فصرخت: ايه يافارس خضتني.
فارس: انا لحقت يابنتي ده انا كنت لسه يدوبك هقولك كنتي بتكلمي مين.
ردت بتوتر: لا ابدا دي دهب.. كانت بتكلمني عادي يعني.
فارس: طيب... انا هنام بقي تعالي عايز اقولك حاجه.
ردت مبتسمه: طيب تحب اعملك مساج قبل ماننام.
فارس: موافق بس تعالي هقولك حاجه.
سحبها من يدها اليه واخذها بين احضانه ليبثها اشواقه.. وبعد ان دلكت له جسده ناما الاثنان للصباح نوما عميقا.
عندما عاد سليم الي عمله دهب لم تكن معه بسبب الاجازه التي اخذتها فكانت في المنزل تشعر بالملل الشديد.. وكذلك الاستياء نظرا لانها تشعر انها لم تأخذ حقها منه فهو يعاملها بلا مبالاه وكأن امر زواجه عده مرات شئ عادي والادهي انه لم يصارحها قبل الزفاف واثناء تفكيرها هذا سمعت صوت الباب يفتح... ودخل اليها قائلا: مساء الخير.
ردت بابتسامه مصطنعه: مساء النور.
سليم: فيه حاجه ولا ايه؟!.
دهب: لا طبعا مفيش... انا حضرتلك الاكل جوه، ادخل غير بقي عشان في حاله نظافه النهارده وهغسل.
سليم: لا شكرا انا كلت بره.
دهب: والله! طب كويس.. يلا بقي عشان الحق.
دخل سليم وغير ملابسه.. وبعدها ظل يتحدث علي الهاتف مده طويله مع العملاء خاصته.. وفي ذلك الوقت طرأت لدهب فكره خبيثه فاخرجت بعض الوان الطعام وسكبتهم في الغساله في موضع المسحوق... ولم تضع اي من ملابسها هي فيها ووضعت كل ملابسه وابتسمت ابتسامه شريره ثم غسلتهم.. وبعد مرور ساعتين ذهبت اليه وهو يتحدث في الهاتف قائله: الحق ياسليم هدومك كلها باظت.
وضع الهاتف جانبا وقال بدهشه: نعم باظت ازاي يعني؟!
ردت بتوتر: تقريبا في حاجه خرطت عليهم.
ذهب معها ليري ماحدث وقد اصابته الصدمه عندما رآها كلها ملونه فقال بضيق: خلاص هجيب غيرهم هعمل ايه يعني.
ردت بسرعه: لا طبعا... ايه التبزير ده احنا هنغسلهم سوا بالكلور وهيطلع.
رد ضاحكا: نغسلهم سوا! انتي بتجمعي ليه؟، انتي اكيد قصدك تغسليها لوحدك.
اقتربت منه وقالت باستعطاف: وانت يرضيك اغسل كل ده لوحدي ياسولي.
رد مبتسما: يا ايه.
دهب: يا سولي، اصل انا بحب ادلعك لو مش عاجبك خلاص.
سليم: لا دلعيني زي مانتي عايزه.. اخيرا قلبك رق شويه.
ردت بسرعه: لا مرقش بس بفكر.. ويلا بقي نغسله عشان يلحق ينشف.. انت هتغسل وانا هشطف اتفقنا.
تنهد وقال: ماشي.. قدامي يلا.
وبالفعل كان يغسل سليم ويعطيها لتشطف وكل مره تجعله يغسل نفس القطعه مره اخري حتي نفذ صبره وقال: خلاص كفايه كده مش هكمل.
ردت بلهفه: ليه بس ده احنا لسه في نصه.
سليم: ولا نصه ولا ربعه كفايه كده.
عندما تركها شعرت بالحنق الشديد منه فسكبت ماء بصابون وهو يسير فسقط غلي الارض واصدر اه متوجعه فقالت له بقلق: انت وقعت.
سليم: لا موقعتش دي تهيؤات.
كتمت ضحكتها وقالت: سلامتك.
رد بضيق: الله يسلمك.
بعد ان غسلت الباقي وبالطبع نصف الملابس انتهت صلاحيتها بفعل الماده المبيضه... تملك منها الملل خاصه انه عاد ليتحدث في الهاتف مره اخري.. ظلت تأخذ الشقه ذهابا وايابا وعندما تعبت جلست... وبعد دقائق شعرت انها تشتهي الكيك فاتصلت بامها وهي في المطبخ: الو يا ست الكل ايه موحشتكيش كل ده متتصليش بيا ولا تعبريني.
حنان: كده يادهب ده انا مكلماكي من يومين.
دهب: اهو اديكي قولتي من يومين... ماعلينا قوليلي بتعملي الكيك ازاي لان نفسي فيه.
ردت بحنق: مانتي لو كنتي ياهانم بتقفي معايا في المطبخ مكنش ده بقي حالك.
زفرت دهب: خلاص ياحنون مش وقت تأنيب ضمير هتقوليلي ولا اجيب من اليوتيوب.
حنان: لا انا هقولك.. بصي هاتي خمس بيضات عليهم كوبايه لبن وسمنه وسكر واضربي في الخلاط.
ردت مبتسمه: طب تمام استني كده.
ظلت تضرب دهب المحتويات وهي سعيده وبعد ان انتهت قالت لامها: طب تمام كده خلصت احط في الفرن.
حنان: لا يا اخرت صبري... حطي بقي البكينج والفانليا والدقيق وحطي في الفرن واطفي بعد نص ساعه.
دهب: ماشي.
وضعت دهب الدقيق دفعه واحده ففرقع كالقنبله في وجهها وقالت: مش مهم مش مهم حوادث مطبخ عادي.
وبعد ان قلبت المحتويات جيدا نست الفانليا والبكينج فبحثت عنهم في كل مكان ولم تجد فوقفت علي كرسي صغير لتبحث في الاعلي ووجدتهم اخيرا ولكنها عندما جاءت لتنزل اختل توازنها وسقطت اشر سقطه ومعها كل ما في الرفوف العليا من زيت وسكر وملح حتي محتويات الكيك لم تسلم منها... وسقطت فوق رأسها فصرخت صرخه قويه افزعت سليم فجاء اليها راكضا وقال بقلق: ايه اللي حصل مالك.. انتي كويسه؟
ردت متوجعه: لا مش كويسه خالص.. انت اكيد دعيت عليا عشان اقع زيك.
رد ضاحكا: انا دعيت عليكي! الله يسامحك يادهب.
دهب: اه وليه لا.
تجاهلها واحضر مناديل ورقيه ليمسح بها وجهها وقال هامسا وهو ينظر الي شفتيها: تعرفي ان اكيد طعم الكيك كده مختلف.
ردت بعدم استيعاب وهي تنزع الاشياء من عليها: مختلف ازاي يعني.
سليم: كده.
لم يترك لها مجالا ومسك يديها خلف ظهرها بيده حتي لا تمنعه وتذوق شفتيها بقوه وهو متلذذا بها وقد اصابته مشاعر محمومه اشعلته بالكامل.. حاولت الابتعاد منه ولكنه تملك منها فبادلته القبله رغما عنها لمده طويله ولكن سرعان مااستعادت وعيها فصفعته ووضعت يدها علي وجهها لتحميه خوفا ان يردها لها... واما عن سليم فشعر بالصدمه مما فعلته فزمجر بعصبيه عاليا وضرب جانب المطبخ بيده ثم تركها وقام...
دخلت الي غرفتها بسرعه وجلست بجانب الباب وهي تبكي بعنف.. وقد شعرت بالذنب انها ضربته ولكنها لم تتعمد ذلك مطلقا... وكان سليم في غرفته يحاول تهدئه اعصابه بعد ما حدث وشعر ان دمائه قد فارت... وصوت بكائها يكاد ان يصم اذنيه فخرج اليها ليتشاجر معها ولكنه عندما دخل وجدها تبكي بقوه وجسدها يرتجف بعنف وعندما دقق النظر وجد قدمها ينزف فقال بضيق: انتي ايه اللي عورك بالمنظر ده! انا متأكد ان مكنش في ازاز جوا.
ردت وهي تشهق: اه مكنش فيه فعلا.. بس علبه السمنه كانت مفتوحه ولما وقعت اتعورت في الحرف بتاعها.
عقم الجرح بالمطهر ثم حملها ودخل بها في المرحاض ووضعها في حوض الاستحمام و بدء في تجريدها من ملابسها فشهقت: انت هتعمل ايه.
رد بضيق: مش عايز لسانك ده ينطق بحاجه تانيه النهارده.
لم ترد عليه لانها شعرت بالفعل بالخوف من ملامحه حيث انها كانت لاتبشر بالخير ابدا واكمل نزع الباقي عنها ومسك دوش الاستحمام.. وبدء يحممها ويزيل عنها كل ماهو عالق بها.. وكان يحممها وكأنها طفله صغيره بل وكأنها رضيعه ايضا وكانت طيله تلك المده كانت تحبس انفاسها من كثره ماتشعر به احاسيس تشعرها للمره الاولي بحياتها وكلما كانت تنفض يده.. عاد مره اخري... وبعدها بدقائق معدوده عندما شعر انه ضعف تجاهها للغايه وانه اذا لم يقوم الان سوف ينقض عليها كالذئب فتركها وقام...
بالرغم من ان رغبته بها فاقت الحدود وقلبه يتوسله ان يرضخ ويعود اليها وخاصه انها كانت مستكينه بين يديه.. ولكن كرامته صراخها كان اعلي فدخل الي غرفته واغلق الباب خلفه بقوه.
اما عن دهب فاستردت انفاسها اخيرا بعدما تركها وحمدت ربها انه لم يفعل معها شيئا.
وفي صباح اليوم التالي قررت ان تطلب منه ان يصفح عنها فقط لانها ضربته... اما اي شئ ينطقه لسانها لم تندم ابدا.. فقررت ان تطلب المساعده من امها فاتصلت بها: الو ياماما صباح الخير.
حنان: صباح النور ياحبيبتي عملتي الكيكه.
دهب: كيكه ايه ياماما دلوقتي... بقولك انا عايزاكي تساعديني في حاجه ضروري.
حنان: قولي يابت قلقتيني هببتي ايه.
دهب: لا ابدا معملتش حاجه بس انا وسليم اتخنقنا شويه بسبب حاجه تافهه.. المهم اصالحه ازاي.
ردت ضاحكه: بسيطه ياحبيبتي بصي انا ابوكي الله يرحمه كنت لما اجي اصالحه اشغله اغاني ام كلثوم كان يصالحني اوام.
دهب: خلاص تمام.. بما اني مليش في ام كلثوم هشغله بأمر الحب لحليم.
حنان: طيب روحي صالحيه بسرعه.
دهب: ماشي.
بعد ان اغلقت مع امها تصفحت هاتفها ولم تجد الاغنيه ولكنها وجدت اغنيه اسيبك لا لحسام حبيب.. فجعلتها في وضع الاستعداد ودخلت غرفته ووجدته يستعد لينزل الي عمله فداست علي زر التشغيل.
_ تروح فين من اللي بيحبك وعشان خاطرك علي استعداد يبيع نفسه عشان نفسه يكون جمبك كفايه بعاد.
ازاحها من امامه وخرج من الغرفه ودخل الي المطبخ ليتناول الطعام فذهبت خلفه وشغلتها مره اخري وهي مبتسمه.
_ حبيبي والله مانا سيبك ولو بينك وبيني بلاد هعديها واسوق فيها خلاص قفلت معايا عناد.
اكمل طعامه وذهب الي الباب ليفتحه فذهبت خلفه لتلحقه واكملت.
_ اسيبك لأ مقدرش اسيبك.. اهد الدنيا علشان عنيك ادوس في النار عشان بس اجيلك يا مين يلايمني عليك.
ادار لها ظهره وهو مبتسما و ونزل فقالت له بسرعه: استني بس ياسليم خد هقولك.
بعدما تركها وذهب جلست وهي تشعر بالاحباط والاكتئاب الشديد ومر عليها اليوم ببطئ شديد... وبعد وقت طويل جاء مره اخري ولكنها لم تحاول مصالحته ودخلت غرفتها... وبعد مرور عده ساعات فجأه انقطع التيار الكهربائي فشعرت للوهله الاولي ببعض الخوف ولكنها تجاهلت الموضوع واستمرت في نومها...
وبعدها شعرت بخيال خلف الشرفه فارتجفت من الخوف وقامت من مكانها بسرعه وهي تمشي علي اطراف اصابعها لتري ما ورائها، فلم تجد شيئا فعادت الي سريرها وبدأت تسمع اصوات غريبه فخافت جدا وذهبت بسرعه البرق الي غرفه سليم وعندما دخلت قال: نعم في حاجه؟!.
ردت بضيق: لأ مفيش حاجه طبعا، بس الكهربا قطعت وانا بخاف وانا لوحدي فهقعد معاك لحد ماترجع.
سليم: ماشي.
جلست بجانبه ولكنها عاودتها الاصوات مره اخري فتسللت ببطئ الي جانبه فقال لها وهو مبتسما: طيب ماكان من الاول.
لم ترد عليه واغمضت عيناها... وشعر سليم عندما اقتربت منه برائحه الثوم فقال لها: ايه ريحه التوم دي يادهب.
ردت وهي تكتم ضحكتها: لا ده شامبو عادي بس بالتوم.. اصل الشامبو اللي بالفانليا ريحته شاذه جدا فحطيت منه عشان ينعشك.
وضع الوساده علي وجهها وهو مغتاظا منها وقال: عشان تنعشني! طب نامي يادهب نامي عشان ماولعش في شعرك ده.
ردت ضاحكه: حاضر.