رواية حب مرصع بالأشواك للكاتبة مريم جمال الفصل التاسع عشر
في صباح يوم جديد ارتدت سما ملابسها وخرجت من غرفتها وقبل ان تخرج من الشقه نادتها خالتها: سما متعرفيش فارس ساب البيت ومشي ليه؟.
ردت بتوتر: معرفش اسأليه.
ردت بحده: مانا سألته ومردش عليا قولت اكلمك انتي يمكن تردي.
تنهدت بضيق وقالت: طيب انا مستعجله دلوقتي ولما ارجع هنتكلم في الموضوع ده.
صفيه: علي راحتك اتفضلي.
نزلت من العماره وطلبت سياره عبر الهاتف لتقلها الي المشفي وبعد نصف ساعه وصلت الي هناك ودخلت مباشره الي معمل التحاليل وقامت بعمل تحليل الحمل لتتأكد من شكوكها ثم بعد ان اخذتها اتجهت الي الطبيبه النسائيه في نفس المشفي وانتظرت دورها ودخلت اليها: لو سمحت يادكتور، انا كنت عايزه اتأكد ان النتيجه دي صح.
نظرت الطبيبه الي التحليل ووجدت ان نتيجته ايجابيه بالفعل فقالت وهي مبتسمه: ده اختبار حمل رقمي كمان بيبقي ادق من العادي انتي ازاي شاكه في كده.
ردت بقلق: عارفه بس عايزه اتأكد برضه.
الطبيبه: طيب انتي اخر مرة كانت امتى... .
سما: حوالي ٣ شهور تقريبا.
ردت باندهاش: وده محسسكيش واحد في الميه انك ممكن تكوني حامل مثلا.
قالت سما وهي متلجلجه: لا اصل ده كان بيحصلي من زمان فمشكتش خالص، لو سمحت انا عايزه اتأكد.
تنهدت الطبيبه: طيب هعملك سونار.
بعد ان صعدت سما علي سرير الكشف وضعت علي بطنها ماده لزجه ثم وضعت جهاز السونار عليه وقالت وهي مبتسمه: دول تؤام كمان.
ثم اشارت لها علي الاجنه وقالت: انتي ازاي محستيش بحركه لحد دلوقتي.
ردت وهي ترتجف من الصدمه: لا محستش نهائي.
الطبيبه: اه ممكن تكون حركتهم خفيفه عشان لسه في الشهر الرابع عموما الشهر اللي جاي حركتهم هتبقي اقوي.
بعد ان هندمت ملابسها جلست امام الطبيبه وقالت لها: انا هكتبلك علي فيتامينات وحديد تستمري عليهم لاخر الحمل... ولو حابه تتابعي معايا تعاليلي بعد ٣ اسابيع.
سما: تمام.
وبعد ان صافحتها خرجت كالتائهه تتخبط في كل من يمر بجانبها.. كل الدلائل حولها كانت تؤكد لها انها بالفعل حاملا ولكنها تجاهلت... واكثر مايؤلمها ان يحدث الان في توقيت غير مناسب بالمره في وقت ارادت فيه الهروب من هذه الزيجه حتي ولم يقبل ان يطلق سراحها.
وعند وصولها الي العماره قبل ان تصعد بالمصعد وجدت اثنان من افراد الامن يضحان بشده وشعرت انهما يتحدثان عنها وان واحدا منهما اشار عليها.. فعادت الي البوابه مره اخري وقالت بعصبيه: انتوا بتضحكوا علي ايه ممكن اعرف ده لو تسمحوا.
رد واحدا منهم: والله يا استاذه سما بنتكلم عن واحد صاحبنا عمل موقف يضحك.. .
ردت بضيق: بعد كده ياريت تركزوا في شغلكم وبلاش الاستهتار ده.
قال: تحت امرك.
تركتهم وصعدت وهي تشعر بالاختناق...
دخلت الي الشقه بعد ان اصبحت كصحراء جرداء بدونه والشبابيك مغلقه والانوار اغلبها منطفئ، دخلت الغرفه وبدلت ملابسها ثم وضعت جسدها المنهك علي السرير... ووضعت يدها علي بطنها وهي تبكي وتحدث نفسها: كان نفسي يكون معايا لما اعرف خبر زي ده.
ثم اخذت تتقلب وكأنها علي صفيح من نار... وشعرت ان الفراق شطر قلبها الي نصفين... ارادت ان تسمع صوته ان تقول له اي شئ حتي ان تتشاجر معه لايهم ولكنها كلما فكرت في ذلك تراجعت في الحال.. لانها لاتريد ان تربطه بها... تريده ان يأخذ قراره بعيدا عنها... فقد اصبحت امرأه سيئه السمعه والناس تنظر اليها واعينهم تتحدث علي الرغم من عدم نطقهم.. واثناء تفكيرها المعذب هذا غلبها النعاس خاصه انها لم تنام في الامس.
وفي الغرفه الاخري اتصلت صفيه بفارس وعندما رد عليها: ايه ياحبيبي مش بترد عليا ليه ده كله.
فارس: اديني رديت.. المهم انتي عامله ايه وصحتك اخبارها ايه.
صفيه: مش مهم عامله ايه؟ المهم انت مش هتريح قلبي وتقولي سبت بيتك ليه؟!.. انتوا اتخنقتوا سوا صح.
فارس: لا مش صح، انا بس عندي شغل متراكم بسبب غيابي اللي كان بسبب جوازي... ووقت مايخلص اكيد هرجع.
ردت بعدم اقتناع: متأكد يافارس.
فارس: متأكد، انا هقفل دلوقتي عشان عندي شغل.
صفيه: ماشي ياحبيبي، خلي بالك من نفسك.
فارس: وانتي كمان خلي بالك من نفسك ومن سما.
صفيه: طيب.
بعد وقت طويل.. بالتحديد في منتصف الليل استيقظت سما من نومها وهي تشعر بالجوع الشديد، قامت لتأكل شيئا في النهايه هذان الصغيران مسكينان ليس لهما اي ذنب حتي تعاقبهما فدخلت المطبخ واكلت علي قدر شهيتها ثم دخلت مره اخري... وبعدما دخلت شعرت بصوت شخص وكأنه يئن الما فخرجت مهروله فسمعت الصوت من غرفه خالتها فسارت اليها مهروله ووجدتها تسحف علي الارض فجثت علي ركبتيها لتساعدها علي ان تقوم ونجحت في ذلك بصعوبه بالغه: انتي وقعتي ازاي بس.
ردت لاهثه: السكر علي عليا اوي وحاسه اني هيغمي عليا.
اخذت واحده من الحبوب ووضعتها في فمها.. ثم قالت لها: انت كلتي حاجه تعلي السكر النهارده.
صفيه: لا بس اكيد من الزعل، انا اصلا مكلتش من ساعه الفطار.
ردت بدموع وقبلت يدها: حقك عليا انا اهملتك الفتره اللي فاتت سامحيني.
صفيه باعياء: انتي اللي تسامحيني علي كل مره زعلتك فيها، مكنتش اعرف اني اول ما هقع مش هلاقي غيرك يابنتي.
ردت مبتسمه بعد ان مسحت دموعها: اديكي قولتي بنتي، في حد يعتزر من بنته.. انتي مهما عملتي انتي زي امي ويمكن اكتر لان اللي عشته معاكي اكتر منها.
صفيه: ربنا يحميكي ويخليكي ياسما.
سما: وانتي يارب... انا كمان في خبر حلو عايزه اقولهولك.
ردت بلهفه: ايه.
سما: انا حامل وفي الشهر الرابع، وقبل ماتفتكري اني خبيت عليكي.. انا لسه عارفه النهارده وكنت شاكه الفتره اللي فاتت بس مكنتش متأكده.
ردت بفرحه: ياحبيبتي.. الف مبروك يتربي في عزك.
سما: دول تؤام كمان.
صفيه: مش قادره قلبي هيقف من الفرحه.
سما: ياحبيبتي بعد الشر عنك.
صفيه: طيب قولتي لفارس.
ردت بتوتر: هقوله اكيد لما يرجع او لما يكلمني.
صفيه: طيب ياحبيبتي بس متنسيش.
سما: حاضر.
سهرت الليله بجانبها لئلا تتعب ثانيه دون ان تلاحظ... وبعد عده ساعات سمعتها تئن مره اخري فقامت مفزوعه: انتي تعبتي تاني.
صفيه: اه بقالي شويه بس خوفت اصحيكي، مش عايزه اتعبك تاني وانتي حامل محتاجه للراحه اكتر من الاول.
ردت بقلق: انتي شكلك تعبانه اوي.. انا هكلم فارس يجيب الدكتور بتاعك ويجي.
صفيه: لا لا مش عايزه اقلقه، انا هبقي كويسه خلاص.
لم تسمع كلامها واتصلت بفارس وعندما رد قالت: فارس ماما تعبانه شويه روح للدكتور بتاعها وهاته.
رد بسرعه: طيب مسافه السكه.
وبعد ساعه اتي ومعه الطبيب وبعد ان كشف عليها قال: نوع برشام السكر ده لازم يتغير، هكتبلها نوعين تبدل بينهم.
فارس: خلاص تمام.
وبعدما غادر الطبيب طلبت سما ان تتحدث معه في غرفتهما وعندما دخلا قالت: انا كنت عايزه اكلمك في موضوع ضروري.
رد بقلق: قولي، شكلك مش عاجبني اصلا من اول مادخلت مالك.
ادارت ظهرها وقالت وهي تتلاعب باصابعها: انا حامل.
ادارها اليه ووضع يده علي زراعيها من الامام: نعم!! وانتي لسه عارفه الكلام ده ولا كنتي مخبيه عني اني اعرف.
ردت بلهفه: لا وحياتك عندي.. انا كمان حامل في الرابع ومكنتش اعرف.
ضحك بسخريه: كمان ده انتي كان ناقص تعزميني علي الولاده زي اي حد غريب.
ردت بدموع: انت فاهم غلط اصل...
تلجلجت كثيرا حيث انها خجلت ان تعترف له بالسبب، اضافه الي ذلك انها تريد ترك الحريه له اذا قرر الابتعاد.
فارس بحده: خلاص فهمت، انتي اكيد عشان كنتي بتفكري ان احنا ننفصل.
ثم تابع بصرامه: وده طبعا في الاحلام... المهم دلوقتي انتي تابعتي مع حد ولا لسه.
ردت بتوتر: لا لسه، بس احتمال الدكتور اللي كشفت عندها النهارده اتابع معاها.
فارس: طيب اعملي حسابك اني هاجي معاكي المره الجايه... ولو فاكره اني هروح معاكي اني هرجع البيت لا متخفيش خالص انا مش هرجع غير لما انتي تتصلي بيا وتقوليلي مش قادره يافارس علي البعد كفايه كده... ساعتها هفكر ارجع ولا لا.
ثم تركها وغادر الغرفه وذهب الي والدته ليودعها ثم غادر الشقه باكملها... .
دخلت دهب الي سليم مكتبه وهي مبتسمه وقالت: .
حبيبي تحب اساعدك.
رد مبتسما: اه تعالي اقعدي جمبي.
جلست بجانبه ووضعت يديها تتحسس ذقنه بيديها وكأنها تسرحها وقالت: عندي ليك مفاجأه حلوه اوي.
وضع يده علي يدها وهمس بعاطفيه: قولي ياحبيبتي.
ضحكت بدلال وقالت: لا مانا لوقولتلك دلوقتي مش هتبقي مفاجأه انا هروح قبلك وهحضرها.
قبل يدها قبله طويله وقال مبتسما: وانا بعشق المفاجأت.
دهب: طيب انا هروح بقي عشان الحق.
سليم: ماشي ياحبيبتي.
بعد دقائق خرجت من المكتب وذهبت الي احدي محلات الحلويات واحضرت تورته صغيره علي شكل قلب وشمعه واحده ودخلت المحل الذي بجانبه ايضا واحضرت الكثير من البالونات وعده اشياء من التي تنتفخ لتعلن عن وصول مولود جديد... وذهبت الي المنزل واضاءت الشموع وزينت كل شئ علي اكمل وجه وارتدت قميص نوم جميل وانتظرته بفارغ الصبر وبعد جاء ودخل من الباب ركضت اليه وتشعلقت به من الامام واخذت تقبل وجهه بالكامل قبلات سريعه وهي تضحك فابتسم بسعاده وقبلها... وبعدما نزلت اخذت يده الي الداخل وشغلت اغنيه سمعني نبضك... عبر هاتفها واخذت ترقص معه بعشق وبعدما تعبت و قالت لاهثه: يلا نقعد.
رد مبتسما: يلا.
جلست علي قدميه وكانت تطعمه بيدها وهو كذلك بكل رومانسيه وبعدما انتهيا من ذلك اخذت يده ووضعتها علي بطنها وقالت مبتسمه: هيبقي شبهك اوي وهسميه سليم انا حاسه انه ولد.
رد بصدمه: نعم مش فاهم.
ردت بدلال: يعني بعد سبع شهور هيجيلنا نونو صغنن يجننا ومش هيخليك طول مانت في البيت تشوف شغلك.
قام من مكانه وقال: بس احنا كنا متفقين ان الموضوع ده يتأجل مش دلوقتي خالص.. انا مكنتش مستعد لده انتي كده حطيتيني قدام الامر الواقع اني اقبل.
نزل الكلام كالصاعقه علي قلبها فقالت بحشرجه: لا معلش انا غبيه ومش فاهمه معني كلامك ممكن توضح.
سليم: مش لازم تفهمي علي العموم مبروك.. وانا هدخل اغير هدومي عشان في شغل ملحقتش اخلصه.
دخل الي الغرفه وتركها لصدمتها وفرحتها التي كسرها الي شظايا... وبعد ان استعادت وعيها قليلا قامت وفرقعت البلالين بدبوس وجمعت الاشياء وهندمت المكان كالسابق.. ودخلت غيرت ملابسها... واطفئت النور وظلت تبكي بحرقه وحسره عما حدث لها.. وفي الليل دخل ونام بجانبها واعطي كل منهما ظهره الي الاخر..
ومرت الايام علي نفس الحال.. وكانت تشعر فيها انها علي حافه الموت وهي مازالت تتنفس.. ووجدت انها يجب ان تتخلص من الجنين طالما ابيه لايرغبه فلماذا تأتي به الي هذه الحياه من الاساس... .
وفي الصباح الباكر اتصلت بصديقتها نوجه وقالت: بقولك ياحبيبتي كنت عايزه رقم دكتور *** اللي راحت عنده ماجده عشان في واحده صاحبتي عايزه تروحله ضروري.
ردت باندهاش: صاحبتك مين دي.
دهب بعصبيه: صاحبتي وخلاص انتي هتحققي معايا.
ردت بعتاب: متتعصبيش بس.. انتي عمرك ماتعصبتي عليا بالشكل ده.
زفرت بضيق: انا اسفه يانوجه.. انا بس في مشاكل في شغل سليم وانا مضايقه شويه.
نوجه: لا ياحبيبتي ولا يهمك خدي اهو الرقم.
اخذته منها وحجزت ميعاد وبعدها اتصلت بسما: الو ياسما محتاجاكي معايا في مشوار ضروري.
ردت بقلق: مشوار ايه ده؟
دهب: مشوار وخلاص، لو مش عايزه عادي انا هتصرف.
سما: لا لا انا هنزل معاكي.
ذهبت دهب الي منزل سما وانتظرت بسياره الاجره تحت المنزل وفي دقائق نزلت وصعدت معها: ها قوليلي رايحين فين بدل مانتي سحباني زي الحماره كده وراكي.
نظرت دهب الي يديها وقالت بتوتر: انا حامل وهنزل الجنين.
لطمت سما علي وجهها: انتي مجنونه انتي ازاي تعملي كده... دي روح... روح فاهمه يعني ايه.
ردت بدموع: ابوه مش عايزه ياسما.. يرضيكي اغصب عليه واجيبله طفل هو مش عايزه.
سما: حتي ولو.. حتي لو انفصلتي انتي كده بتموتي ابنك اللي لسه مجاش للدنيا... انا كمان عندي مشاكل مع فارس ومفكرتش اني اسقط.
مسحت دموعها وهي تبتسم: ايه ده انتي حامل ازاي؟... مش باين عليكي خالص، مبروك ياقلبي.
ردت بسرعه: الله يبارك فيكي ياحبيبتي... ها قولتي ايه؟... يلا نلف ونرجع واستهدي بالله كده واكيد الامور هتتحل وهتقنعيه.
ادارات وجهها الي الشباك قالت: بيكي ياسما او من غيرك هعملها فلو انتي عايزه تتراجعي اتفضلي انزلي انا هكمل.. وشكرا علي تعبك لحد كده.
اخذت تحاول اقناعها طيله الطريق املا في ان تتراجع عن قرارها وعندما يأست ارسلت رساله الي سليم بالموقع لانه بالتأكيد لن يسمح بهذه المهزله ان تحدث... وبعد وصلا الي هناك كانت امامهم حاله واحده وظلا في الانتظار فوق الساعه وسليم لم يأتي فقالت سما: طيب انا هدخل الحمام.
دهب: طيب بس متتأخريش عشان خايفه اوي.
سما: حاضر.
دخلت المرحاض واتصلت به كثيرا ولم يرد فاصابها الاحباط وعندما جاءت لتخرج هاتفها هو: وقال ايوه ياسما في حاجه انا لقيتك رنيتي عليا كتير وانا مشغول.
ردت بصدمه: نعم، انت موصلتلكش الرساله.
نظر في هاتفه ووجد الرساله فقال بعصبيه: انتي ازاي تسبيها تعمل حاجه زي كده، المهم انتوا فين دلوقتي.
ردت بخفوت: احنا هناك دلوقتي ومش فاضل غير حاله واحده وندخل تعالي بسرعه بقي لاني حاولت معاها كتير.. .
سليم: طيب امنعيها باي شكل حتي لو اتخانقتوا دهب عندها مشاكل في القلب ولو اجهضت ممكن تموت ارجوكي امنعيها.
اغلق معها وركب سيارته وادارها علي اقصي سرعه الي العنوان الذي كتبته له... وخرجت سما اليها وجدتها تستعد للعمليه فقالت لها: مش هتعمليها يادهب.
دهب: نعم انتي رجعتي في كلامك تاني.. احنا هنلعب انا هعملها يعني هعملها وانتي روحي علي بيتك وشكرا.
ردت بعصبيه: انتي مقولتليش ليه انك عندك مشاكل في القلب تمنعك انك تجهضي.
دهب بتوتر: لا طبعا مفيش الكلام ده هو مين اللي قالك.
سما: سليم... اللي انتي جايه من وراه تجهضي، اللي انا اول ماكلمته كان هيتجنن من خوفه عليكي.
قامت من مكانها بفزع: يانهار اسود انتي ايه اللي خلاكي تكلميه.
سما: كان لازم امنعك من الجريمه دي.. بس انا مش عارفه اتأخر كده ليه.
وفي اثناء حديثهما سمعا صراخ احدهم يقول: يعني ايه محدش الاسم ده جالكوا، انطق يابن ال*****.
عندما خرجت اليه وجدته علي هذا الحال ممسكا بتلابيب الطبيب وهو مرفوع الي الاعلي صرخت به: سيبه انت ماسكه كده ليه.
ضحك بسخريه: ايه عاوزاني اسيبه عشان ينزل يجهضك.
ردت بعناد: والله دي حاجه تخصني.
قال الطبيب بعصبيه الي ممرضته: بلغي البوليس بسرعه للراجل ده ولمي الناس من الشارع بسرعه.. انتي لسه هتنحي.
ضغط سليم عليه اكثر واخرج كارنيه النقابه ووضعه امام وجهه قال: شايف ده.. بص كويس كده وركز علي الاسم.
بعدما دقق الطبيب فيه رد بخوف: وبعدين يعني؟ انت هتخوفني عشان محامي يعني.
رد ضاحكا وهو مازال ممسكا به: يظهر انك مسمعتش عني بس علي العموم انا سليم عامر مفيش قضيه لحد دلوقتي خسرتها.. وانا مستعد لما يطلع الناس اللي انت بعتلهم اسجنك واشمعلك العياده المشبوهه دي ومش بس كده.
رد الطبيب بصوت متقطع: ايه.
سليم: هلبسك ميه تهمه هتخليك تقضي عمرك تتعفن في السجن.. ايه رأيك نخرج بهدوء ولا اعمل كده.
رد بسرعه: اخرج ياباشا ولو عايز الفلوس كمان خدها.
تركه وهندم ملابسه وشعره: لا خليهالك.
واخذ دهب من معصمها بالقوه وسحبها خلفه وسارت معهم سما فعند نزولهم للاسفل قالت دهب بعصبيه: انت ازاي تعمل كده وكمان جي بكل جبروت بعد ما خلتني احاول اجهض جي تمنعني.
ضرب علي السياره من فوق عند السقف عده مرات وقال عصبيه مكتومه: ياريت ياسما تسكتي البت دي لحد مانروح.
سما: طيب.
نظرت لها دهب بعدم تصديق: والله! انتوا اتفقتوا عليا.
سما: اه.
ردت دهب بحنق: طيب مش عايزه اعرفك تاني.
سما: ياريت.
وفي اثناء الطريق بعد ان قام بتوصيل سما الي بيتها... قالت دهب بعصبيه: ممكن افهم ايه بقي اللي انت عملته ده.. عايز تعمل نفسك شهم رغم انك اصلا السبب.
رد بحده: اعمل نفسي شهم! وانا كمان اللي ارغمتك.. لا انتي مش طبيعيه انتي اكيد مجنونه.
ردت بدموع: امال من ساعه ما قولتلك وانت مش بتكلمني ولا قريب مني بأي شكل من الاشكال ده مش معناه انك مش عايزه.
ضرب مقود السياره بقوه وقال بعصبيه: افهمي انا كنت خايف عليكي وكنت مصدوم مش قادر افكر.
دهب: والله يعني مش انا اللي خايفه.. انت بدل ماتطمني بعدت عني، هو ده بقي مفهوم الخوف عندك.
هدأ من نفسه قليلا وقال: انتي عارفه اي راجل مكاني بعد اللي عملتيه ده كان عمل ايه.
ردت بسخريه: كنت هتضربني مثلا.
سليم: ياريت اقدر لكن للاسف مش هعمل كده.. عشان لو عملت كده مش هسيب فيكي حته سليمه.
ردت بدموع وهي تشعر بالصدمه: وكمان نفسك تضربني.. لا واخلاقك بقي مسمحتلكش لا بجد شكرا اوي لحد كده وانا بقي عايزه اتطلق وابني انا اللي هربيه.
ضحك بعصبيه ولم يرد عليها وبعد ان وصلا اخيرا الي العماره التي يقطن بها نزلت بسرعه ولكنه ركض خلفها وامسكها من معصمها قائلا والنيران تخرج من عينيه: تعرفي لو عرفت انك جريتي بالطريقه دي وانتي حامل تاني مش هيهمني اي حاجه وهرنك علقه تحلفي بيها طول حياتك... انا مش هخدك شقتي ريحي نفسك.. انا هوديكي عند امك.
ردت بضيق: يكون احسن برضه.
وبعد ان صعدا وهو مازال ممسكا بيدها اقوي من قبل.. دق الباب بعنف ففتحت حنان: في ايه؟.. حصل حاجه.
ضحك سليم بسخريه: اسألي بنتك عملت ايه؟.
ردت بقلق: طيب ادخلوا ادخلوا.
وبعد ان دخلا، حكي لهما كل ما حدث منذ بدايه صدمته.. حتي مافعلته دهب.
فردت حنان بعصبيه: انتي اتهبلتي علي كبر شكلك.. بقي متقوليليش انك حامل اصلا وكمان كنتي هتسقطيه... لا لا انتي اكيد مش بنتي.
اللي انا ربيتها.
قبل ان يتحدث سليم.. قال عامر بهدوء: خلاص ايه؟! انتوا الاتنين عليها، وانت كمان ياسليم كان المفروض تحتويها مش تعمل كده وانا اللي بقولك اهو هي هتفضل هنا لحد ماتعرف قيمه اللي انت عملته.
نظرت له بتحدي: اديك شوفت ابوك اللي قال مش انا.
زمجر عليها وقبل ان يتحدث رد عامر: بس ده ميقللش من فداحه اللي كنتي هتعمليه.
سليم: ياريت تحسي فعلا بالكارثه اللي كنتي هتعمليها.
صرخت بوجهه قائله: يارب تكون ارتحت.
وبعد ان قالت كلامها دخلت احد الغرف واغلقتها خلفها.. فسار خلفها وقال من امام الباب: لا مرتحتش يادهب ولا هرتاح.. وقريب هتندمي ولما تحسي بندمك حقيقي انا مستنيكي.
ردت بعناد: مش هيحصل.
سليم: لا هيحصل وهتشوفي.
وقبل ان يخرج قالت له حنان: معلش ياحبيبي دي اعصابها تعبانه اعزرها.
سليم: انا معنديش اي مشكله المهم تحس باللي عملته وتجيلي تعتزر.
حنان: حاضر اوعدك اني هخليها هي اللي تصالحك.
بعد مغادرته حاولت حنان معها كثيرا ولكنها لم تستمع اي شئ مما قالته وعاندت اكثر فتركتها علي حريتها.