رواية حب افتراضي بقلم دعاء الفيومي الفصل السابع والعشرون
يتحرك بهدوء في الغرفة الخاصة به، يجمع أشايئه، ويضعها في حقيبة، وقبل أن يغلقها وضع يده أسفل الوسادة، وأخرج الرسائل المرسلة له من ريم، وأمسكها بين يديه، وجلس على طرف الفراش، وحدثهم كأنهم أشخاص أمامه.
أخر حاجة كنت أتخيلها إن اللي كتبتكم هى ريم بنت عمو عزيز.
ابتسم وهو يغمض عينيه، وأكمل كلامه لنفسه: شوفتك في حلمي، وافتكرت لما كنا صغيرين مع بعض، ورغم كده مقدرتش أعرف انتي مين، الظاهر إن حبي ليكي كان نصيبي من زمان يا ريم بس أنا اللي كنت مش شايفه.
تلاشت ابتسامته، وعقد حاجبيه، ثم فتح عينيه، ونظر للرسائل مرة أخرى، وهتف بقلق: معقول تكون كتبتكم، والورد اللي كانت بتبعته، ده علشان تساعدني أعدي الظروف اللي كنت فيها بس؟!
ليه لأ؟! ما هى ممكن تكون شفقانه عليا لأني بقيت وحيد؛ بس دي كده علقتني وتسبني.
نفض رأسه برفض، وأكمل حديثه: لا لا كل حرف كانت بتكتبه فيكم كان بيوصل لقلبي مباشر؛ معنى كده انه كان طالع من قلبها، ده غير انها مستحملتش تعرف اني تعبان وبينت نفسها قبل حتى ما أخرج زي ماكانت بتقول.
أوووووه أنا كده هتجن ياترى بتحبني، ولا شفقة أو مجرد مساعدة وبس؟
معقول حازم اللي كان مقطع السمكة وديلها زي ما بيقولوا، ولو شاور على واحدة تكون ملكه يقع في الحب كده؟! لا ومش حب جديد دي طلعت مالكه قلبي من سنين من غير ما أحس.
قرب الرسائل من أنفه يشتم رائحة الزهور الثابتة بها، والتي تجعله كأنه يراها، وهمس بهيام: عيونها جريئة رغم الكسوف، حسيتهم زي البحر اللي اتمنيت أغرق فيه، كلامها كأنه بلسم داوى جروحي.
يابختكم خطت بقلمها عليكم، وزينتكم بحروفها اللي سحرتني
هنا استمع لصوت يكفف يديه ويهتف: لا حول ولا قوة الا بالله الظاهر إني غلطان في قرار خروجك من هنا، وهحولك لمصحة مجانين بدل هنا بتكلم الورق!
نهض متوتراً كمن اكتشفه أحد يسرق، وتحدث بحروف متقطعه: إيه لا أصل هو ليه مخبطش طيب؟
ضحك الطبيب بصوت مرتفع، وهتف مصاحباً كلامه بغمزة من عينه: خبطنا ونادين كتيير بس حضرتك بقى وقعت ومحدش سمى عليك كنت سرحان في حب الرسايل.
ابتسم حازم، وهتف: انت عايز الحق انا حاسس اني واحد تاني كأني اتولدت من جديد، أو بمعنى أدق رجعت حازم الحقيقي قبل ما يقابل اللي جروه للغلط، ودمار الحياة، والأخر هما أول ناس اتخلوا عنه. وده كان بفضل ربنا، وبعدين بمساعدة عمي عزيز إنه أصر يعالجني، وبعدين انت حقيقي بشكرك من كل قلبي لأنك استحملت معايا كتير، والأهم بقى ريم اللي ظهرت في حياتي علشان تخلي ليها معنى، وتخلي عندي هدف أتعالج علشانه.
الطبيب بابتسامة: بس أنا عايز وعد إنك تكمل علاجك معايا زي ما اتفقنا، أنا خرجتك لأنك حابب ده وكمان لأنك خلاص اتحسنت كتيير جداً، ومش باقي غير مجرد متابعه.
حازم بجدية: اطمن يا دكتور أنا أساساً عايز أكمل علاجي للأخر، ومش علشان ريم بس أو حتى علشان ثروة أبويا لا أنا حقيقي في الفترة اللي فاتت لما بدأت أقرب من ربنا حسيت إني كنت تافه، وضايع، ولقيت نفسي في الطريق الصح، أنا عايز أبدأ حياة صح من أول وجديد واللي حصل ده كانت فرصة ربنا بعتهالي علشان أمسك فيها، واتغير للأحسن.
هنا وجدوا من يدلف عليهم الغرفة، وعلى وجهه ابتسامة رضا، وهتف: أنا كنت جاي أطمن عليك،، وفرحت لما الدكتور قالي إنك هتخرج النهاردة، وأول ما وصلت عند الأوضة سمعت كل حرف قولته ومتتخيلش سعادتي قد إيه بكلامك ده.
نظر له حازم بتمنى،، وهتف: يعني حضرتك مش زعلان علشان أنسة ريم بعتت الرسايل دي؟ بس والله ياعمي هي عمرها ما زارتني ولا حتى عرفتني شخصيتها غير لما جيت مع حضرتك.
أقترب عزيز من حازم ووضع يديه على كتفي حازم، وهتف بابتسامة: لا مش زعلان؛ لأني ببساطة عارف إنها بتعمل كده، ريم مبتتصرفش في حاجة زي كده إلا بعد استئذان، وعلشان تبقى عارف أنا كنت متردد في الأول، وكنت هرفض؛ بس لما حسيت إن ريم حابة تعمل ده بإرادتها، وإن ده هيفيدك وافقت، وكمان لأني بثق جداً في بنتي.
نظر لأسفل، وتحدث بحزن: يعني كانت بتعمل كده مساعده بس؟
تصنع عزيز عدم الفهم لمقصده، وهتف: احنا أكيد بنحب نساعد اللي يهمونا، وانت والدك ياحازم كان أخ، ورفيق عمر يعني انت بالنسبالي ابن، وحالك كان مسبب ليا حزن، وكأنك من دمي، وبصراحة كنت قلقان يكون استجابتك السريعة دي للعلاج علشان الفلوس؛ بس كلامك دلوقتي طمني جداً أتمنى تستمر عليه، وتثبت لنفسك قبل أي حد إنك حازم المنياوي بصحيح ابن الراجل النزيه، المحترم، اللي عاش عمره محبوب، وكان بيتمنى يشوفك في أفضل حال.
حازم بهدوء: ان شاء الله يا عمي هكون زي ما بابا كان بيتمنى واحسن، وأول خطوة هاخدها اني هأجل دراستي السنه دي علشان اقدر اذاكر كويس واستعد للسنه الجاية، وهبدأ من بكرة ان شاء الله أدور على شغل مش علشان الفلوس أنا عارف إن حضرتك مش مقصر، وكل اللي هحتاجه هتديهولي زي ما قولتي، بس علشان أحس بكياني، والأهم من كده هستمر في العلاج علشان اتخلص نهائي من اللي كنت فيه.
عزيز بابتسامة: صيدليتك موجودة اشتريتها، واتفقت مع دكتور صيدلي هتستخدم اسمه براتب شهري مؤقتا لعند ما تتخرج وتقدر تبقى باسمك، حاليا هتقف فيها وهتبقى مسؤل عنها، أنا طبعا اشتريتها باسمي بس لما أشوف تغيرك بعيني زي ما والدك وصى هنقلها باسمك مع باقي ممتلكاتك.
حازم بفرحة: متشكر جداً لحضرتك يا عمي لوقوفك جمبي معنوياً قبل مادياً.
عزيز بصدق: دي فلوسك وحقك انا مجرد وسيط يابني.
أكمل بضحك: ياله بقى هنتأخر طنطك حياة عاملالك الأكل اللي بتحبه، وريم أخيراً وقفت في المطبخ، وعملت صنية مكرونة بالبشاميل عايزين نلحقها قبل ما يخلصوا عليها.
حازم بخجل: لا معلش يا عمي تعفيني النهاردة.
عزيز بحزم: مفيش اعفا انت عايز طنطك حياة متدخلتيش البيت دي أصدرت قرار بعدم رجوعي من غيرك.
ابتسم حازم، وهتف بحب: ربنا يباركلي فيكم أهلي معملوش كده.
ربت على كتفه، وهتف: الكل هيحبك، ويرجع تاني حواليك لما تثبت نفسك.
نظر حازم للطبيب، وهتف: متشكر جدا جدا يادكتور.
الطبيب بابتسامة: لا شكر على واجب يا صديقي الجديد.
غادروا المصلحه، وعندما خرج منها حازم وقف لثواني يستنشق الهواء بقوه ثم يخرجه ببطئ، وهتف بينه وبين نفسه: أهلاً دنيتي الجديدة.
استقلا سيارة عزيز، ووصلوا لبيته، وهناك استقبلتهم زوجته حياة بكل ترحيب، واحتضنت حازم، وهتفت بحب: وحشتني يا حازم والله كل ما اشوفك بحس اني شايفة والدتك اللي يرحمها حبيبتي، الحمد لله على سلامتك يابني.
حازم بحب: الله يسلمك يا خالتي.
ابتسمت وهتفت بسعادة: الله لسه فاكر ياحازم انك كنت بتقولي كده وانت صغير أيوه كده خليك قولها انا ووالدتك كنا اخوات فعلا.
عزيز بضحك: هتقضوها حب وغرام وانا واقف جعان كده، طب فين الأكلات اللي سمعت انكم عاملينها وكأن وزير جايلنا.
حياة بابتسامة: هو عندي احسن من الوزير، تعالوا اتفضلوا الأكل جاهز على السفرة.
عزيز وهو ينظر حوله: امال فين ريم؟
دق قلب حازم عند سماع اسمها؛ فتعجب من هذا فهو لم يحدث معه هذا من قبل الا مع ريم سارقة قلبه، ونظر باهتمام ل حياة التي هتفت، وهى تعدل من أطباق الطعام أمامهم على الطاولة: فوق في اوضتها انت عارف لما تدخل المطبخ بتبقى طالعه منه كأنها في أوضة عمليات، والنهارده الاكل كله كان تحت إشرافها، مش عارفه دي جيت منها ازاي دي مبتعملهاش غير كل سنه مرة.
ابتسم حازم، ظل ينقل بصره بين الزهور المزينه للغرفة بطريقة رقيقة، ومتناسقه تضفي جو من السحر، والبهجة للمكان؛ فتذكر أنها قالت أن الزهور حياتها، واهتمامه وعملها؛ فنظر ل عزيز وهتف متسائلاً: هى أنسه ريم بتشتغل؟
قبل أن يرد عزيز وجدها تدلف عليهم غرفة تناول الطعام، بابتسامه مشرقة، وكأنها الشمس، وعيون ساحرة نظراتهم له خطفت روحه؛ فوقف دون شعور، وابتسامه عريضة ارتسمت على فمه، لاحظها عزيز، وحياة؛ لكنهم لم يعلقوا.
مدت يدها لتصافحه، وهتفت بابتسامة رقيقة، وخجولة: إزيك يا أ. حازم الحمد لله على سلامتك.
حياة بتعجب: هو ايه ياولاد أستاذ وأنسة انتوا متربين سوا مفركوش الا سفرنا زمان شيلوا التكليف اللي ملوش لازمه بينا ده.
حازم مسرعاً: أنا بقول كده برده... أقصد يعني تحت أمرك ياخالتي أكيد كلامك صح.
ابتسمت ريم، وقالت وهي تهرب بعيونها؛ فهي لم تتخيل أن وقوفها أمامه سيخجلها إلى هذا الحد؛ فكتابة الرسائل أبسط بكثير: إحم طيب اتفضلوا معلش اتآخرت فوق.
أثناء تناول طعامهم الذي لم يخلوا من نظرات خاطفة، شعر من خلالها حازم أن عيونها أسرت قلبه؛ فقرر المجاذفه والتحدث مع عزيز فقد شعر منهم بالحب، والترحيب.
قطعت حياة الصمت، وهتفت: مبتاكلش كويس ليه يا حازم يا حبيبي الأكل مش عاجبك.
نظرت له ريم بترقب؛ فهتف بصدق: لا والله من زمان جداً مكلتش أكل بالجمال ده، والأحلى من الأكل الناس اللي باكل معاهم، والاهتمام والحب اللي مخلي كل حاجه حلوة مش الاكل بس.
ابتسم الجميع له بحب، وكملوا طعامهم ثم اصطحبته عزيز لغرفة المكتب يتحدثون سوياً، وتوجهت ريم مع والدتها لإعداد الحلوى والقهوة.
عزيز بعملية: ها يا حازم انا كلمت اكتر من شركة أدوية وخلاص ان شاء الله الطلبيات هاتيجي بكرة للصيدلية تحب تبدأ شغل على طول، ولا ترتاح شوية؟
حازم بنبرة حماس: لا شوية ايه مرتاح بقالي كتير ان شاء الله من بكرة يا عمي انا مكنتش متخيل ان حاجه زي دي ممكن تفرحني كده في يوم، يمكن بابا كان بيحبني ونفسه يشوفني احسن واحد بس كان بعيد عني واللي قرب مني وكان في حياتي للأسف أصدقاء السوء؛ إنما حضرتك من قبل ما اطلب منك عرفت اني هحتاج اشتغل وأثبت نفسي وجهزت كل حاجه علشان متحرجش اطلب حاجة.
عزيز بجدية: تتحرج ازاي يا حازم دي فلوسك يابني ودي امانه طول ما هي في فايدة ليك تبقى تحت امرك وانا حاسس انك قريب جدا هتثبت نفسك جدا وكل ثروتك هتنزل ليك عنها.
فرك حازم يديه بتوتر ثم تحدث بتردد: عايز أسال حضرتك في حاجة يا عمي.
عقد عزيز حاجبيه وهتف: طبعا اتفضل حبيبي.
حازم: احمم هو حضرتك ممكن توافق يعني ان أنسة ريم ترتبط بواحد كان في ظروفي.
ابتسم عزيز وهتف: ظروفك كانت في الماضي، وانا متأكد انك اتعلمت منها، وبالنسبه لاصلك الطيب فأنا عارفه كويس طبعاً؛ فبالنسبة ليا اكيد مش هعترض؛بس أهم حاجة انت متأكد من مشاعرك، ولا مجرد احساس انك لازم تتجاوب مع مشاعرها لأنها اهتمت بيك وقت شدتك؟
حازم بنفي: لا طبعا مش كده أنا متأكد انها الانسانه اللي هتسعدني، وهتكون شريكة حياة بصراحة يا عمي هي خطفت قلبي من أول ما شوفتها، ولما قعدت مع نفسي خفت اكون بفكر زي ما حضرتك بتقول كده بس لا اكتشفت اني فعلا معجب بشخصيتها القوية اللي قدرت تساعدني، وتكون صريحة معاك، كل حاجة فيها جذبتني.
عزيز بضحك: ايه ياولد انت بتعاكس بنتي قدامي ده مكنش سؤال.
حازم بخجل: اسف ياعمي بس حقيقي نسيت نفسي وانا بتكلم عنها.
عزيز بابتسامة: ربنا يقدم اللي فيه الخير
اتسعت ابتسامته وهتف بفرح: انا متشكر جداً لحضرتك يا عمي، وانا والله هكون عند حسن ظنك.
هز رأسه برضا، ثم هتف: أنا كده قولتلك رأيي إنما ريم دي حاجه تخصها هى هسألها وارد عليك.
حازم بابتسامه: ان شاء الله ياعمي هكون اسعد انسان في الكون لو هي وافقت.
دق باب المكتب ودلفت حياة، وبعتها ريم وبعد فترة نهض حازم واستأذن في الرحيل؛ فهتف عزيز: السواق هيكون معاك يوصلك.
ريم مسرعة: السواق استأذن من ماما حالا يروح مشوار، وانا قولتله انك أكيد مش هتمانع لأنك اكيد هترتاح مش هتخرج.
حازم بابتسامة: خلاص ياعمي انا مش صغير يعني معلش استأذن انا هروح.
عزيز بحزم: مش صغير بس عربيتك في البيت عندك، وانت تعبان لسه خلاص يا ريم وصلي حازم انتي.
كاد أن يعترض حازم كي لا يسبب لها الاحراج؛ لكنها قاطعت اعتراضه بنهوضها مسرعة، وهتفت: حاضر يابابي كده كده عايزة اروح المحل أطمن على الشغل.
خرجا سوياً، وقلبيهما يكادان يطيران من شدة فرحهم، وعندما ساروا في الحديقة الواسعة للمنزل أشارت ريم لأحواض زهور مختلفة الانواع: شايف أحواض الزهور دي انا اللي زرعاها بنفسي وبهتم بيها، وكمان باخد منها للمحل بتاعي.
رفع حاجبيه وهتف بتعجب: يعني الورد الرائع اللي كنتي بتبعتيه انتي زرعاه بنفسك ما شاء الله الأحواض شكلها يجنن، يعني انتي عندك محل ورد.
ريم بابتسامة: أنا خريجة زراعة، يعني بحب كل حاجة ليها علاقة بالزراعة وخصوصا الورد، عندي، مزرعة صغيرة على قدي وبطلع منها فواكة وخضار ببيع محصولهم، وعندي، محل ورد كبير بوزع منه على المحلات الصغيرة.
حازم باعجاب: كل ده في سنك الصغير ده.
هزت راسها بابتسامة وهتفت: ايوه.
استقلا السيارة، وساد الصمت بينهم إلى أن قطعه حازم بهدوء: ريم ممكن أسألك سؤال وتكون إجابتك صريحة جداً؟
ريم بتأكيد: طبعا اتفضل.
حازم مسرعاً: انا معجب بيكي جداً، وبصراحة اكتر انتي خطفتي قلبي وملكتيه، وانا النهاردة طلبت ايدك من عمي عزيز بس لسه منتظر رأيك ياترى ياريم كلامك ليا في الرسايل، واحساسي اللي وصلني انك بتحبيني حقيقي، ولا كان مجرد شفقة منك على حالتي وحبيبتي تساعديني.
شعرت بوجنتيها يشتعلان من الخجل، ولم تستطع النطق، ولم تقوى على النظر له حتى؛ ففسر ذلك أنها ترفضه؛ لكنها تستحي أن تصارحه.
حازم بحزن: خلاص وصلنا متشكر جداً انك وصلتني، وبالنسبة لكلامي انسيه مش حابب احرجك اكتر ردك وصلني.
ريم بهدوء دون النظر له أخرجت من حقيبتها أسطوانة، ومدت يدها له بها، وهتفت بصوت منخفض: ردي هتلاقيه هنا.
مد يده بتعجب، وأخذها، وترحل من السيارة، وهي انطلقت من أمامه بسرعة شديدة.
دخل للبيت، وكأنه يراه لأول مرة، واستقبل العاملين به بحفاوة؛ فقد كان عزيز جعلهم يستمرون في عملهم طوال الفترة الماضية.
أسرع لغرفته، ووضع الاسطوانه في الجهاز ليستمع ما بها فشعر بالسعادة تكتاح كل ذرة في كيانه عندما سمع كلمات الأغنية، وفهم مقصد ريم منها.
كانت كلمات الأغنية
مالي حاسه بارتباك وبحاله مش عادية .
عقلي اتجنن معاك مش عارفه ايه الي فيا.
قوم فض الاشتباك او خبي عنيك شوية .
ده انا واقعه فيك بجد.
من كلمتين يادوب بلاقيني في حته تانيه .
مابشوفش فيك عيوب وبراقبك ثانية ثانية.
إزعل هتقوم حروب مش واحده لا تمانيه.
هو انت اي حد * هوووو انت اي حد...؟!
انا نفسي اطيييير فرحانه جداً ودايبه وبغير
حاسه بسعادة وده احساس خطييير..
مجنونه بيك نفسي افضل قصادك واقولك بحبك كتييير ...
وده مش كلاااام دانا جايه اغرق عنيك اهتمااام .
وده وعد عليا وقرار وإلتزام.
لو كنت أطول كنت امسح حياتي ونبدأ من الليله اواااام.
أنهى الأغنية، وتمدد على فراشه، وأعاد سماعها أكثر من مرة، ولم يستطع السيطرة على دقات قلبه من فرط سعادته، حتى غرق في بحر أحلامه السعيدة...