رواية جسور و جميلة للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني
تركهم مختار وخرج يبحث عن ابنه اخيه
جميلة بسعادة وهي تدخل إلي منزلها: يا خلق هووو، وبقيت دكتورة واتخرجت اخيرا، لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة
سعاد ضاحكة: يا بنتي اعقلي شوية، دا منظر دكتورة يا ربي
جميلة بسعادة: جري ايه يا سوسو يا عسل، بقولك بقيت دكتوووووورة يا بشر، واخيرا اتخرجت وما عدش ناقصني حاجة ما فيش دكتور ليه كلمة عليا ولا هدخل التلاجة
سعاد ضاحكة: تلاجة ايه يا مجنونة انتي.
جميلة باسلوب مرعب: تلاجة الميتين، نيهاهاهاها ( ضحكة شريرة )
سعاد ضاحكة: ربنا يهديكي يا بنتي
جميلة مبتسمة: قوليلي بقي سيادة اللواء فين
سعاد: في مكتبه يا حبيبتي
جميلة: طب أنا هروح أرخم عليه لحد ما تحضريلي الغدا، أن عصافير بطني تنوح جوعا
ضحكت سعاد على خفة ظل ابنتها الوحيدة فهي في نظرها ضحكة هذا البيت
دقت جميلة باب مكتب والدها ودخلت
هشام مبتسما: يا اهلا بجميلة الجميلات، ها عملتي ايه جبتي الشهادة.
تهاوت جميلة على الاريكة في مكتب والدها: اسكت يا أبو الاهشام يا اخويا دول طلعوا عونيا على ما اخدتها منهم لله شئون الطلبة عارف يا بابا الولية الي في شئون الطلبة دي شبه مين
هشام: ولية!، شبه مين يا لمضة
جميلة ضاحكة: روز زهرة الخريف المتفتحة الي في فيلم شركة المرعبين المحدودة
هشام ضاحكا: مش هتعقلي ابدا، يا حبيبتي دا انتي على وش جواز
جميلة: لن يحدث، لن اتزوج ابدا
هشام مجاريا اياها: لماذا يا سيدتي الجميلة.
جميلة مبتسمة: عشان أنا لما اتجوز، هتجوز واحد شبهك وانت ما فيش شبهكك اتنين عشان كدة مس هتجوز أبدا ابدا
قام هشام من مكانه وذهب وجلس بجانبها على الاريكة فوضعت رأسها على كتفه
هشام بحنان: تعرفي يا جميلة، نفسي ربنا يمد في عمري لحد ما اشوف ولادك واشيلهم على ايدي
جميلة سريعا: بعد الشر عليك يا بابا ما تقولش على نفسك كدة والله هزعل، طب ايه رايك بقي أنا مش هتجوز خالص عشان ما تقولش الكلام دا تاني.
ضمها هشام لصدره: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
جميلة مبتسمة: ويخليك ليا يا رب
كانت نائمة على الفراش تسبح في بحر ذكرياتها السعيدة، بدأت تحرك رأسها بألم تتمتم بصوت منخفض: بابا، ماما، بابا، رامي لالالا
فتحت عينيها بصعوبة تنظر حولها
جميلة بألم: آه، أنا فين، بابا، يا ماما
الرجل مبتسما: حمد لله على السلامة
جميلة بألم: عمو ماهر هو ايه الي حصل.
ماهر: أنا الي مفروض اسألك أنتي جيتي بليل حالتك فظيعة هدومك ووشك كله بيجيب دم وفضلتي تقولي قتلته، قتلته وأغمي عليكي، ايه الي حصل يا بنتي
هاجمت الذكريات عقلها كالوحوش الضارية فانسابت دموعها من عينيها
ماهر بقلق: مالك يا بنتي ايه الي حصل
قصت عليه جميلة ما حدث وهي تبكي وترتجف من الخوف
جميلة باكية: ضربته بالسكينة وجريت، أنا خايفة يكون مات.
ماهر: ما تخافيش يا حبيبتي، أنا هعرف إن كان عايش ولا لاء حالا وإن كان مات يبقي غار في ستين داهية، ارتاحي انتي بس الدكتور قال انك نزفتي كتير ومحتاجة راحة
جميلة باكية: أنا مش هرتاح غير لما اعرف هو عايش ولا لاء
هز ماهر رأسه إيجابا، امسك هاتفه واجري عدة اتصالات
ماهر بضيق: عايش، الجرح ما كنش عميق خالص، دا يستاهل الحرق دا أنا هوديه في ستين داهية
جميلة سريعا: لاء يا عمو، عشان خاطر عمي بلاش.
ماهر غاضبا: وهو ما عملش حساب لعمه الله يرحمه ليه وهو عايز يعمل فيكي كدة
اطرقت جميلة رأسها بقهر وبدأت في البكاء
ماهر بحنان: جميلة خلاص يا حبيبتي كفاية عياط، بابا الله يرحمه ما كنش بيحب يشوف دموعك
جميلة باكية: سابوني لوحدي، سابوني للدنيا تنهش فيا، فين حضنك يا ماما
ماهر بحزن: اهدي يا بنتي جميلة انتي بنت الشهيد اللوا هشام الدميري ما ينفعش تعملي في نفسك كدة
جميلة بدهشة: شهيد.
ماهر: ايوة يا جميلة باباكي ما متش في حادثة باباكي اتقتل.