رواية ترويض ملوك العشق الجزء الأول للكاتبة لادو غنيم الفصل الحادي عشر
تشبثتي يداها بالهواء وترقرقت عيناها بدموع الأنكسار عندما سمعته يقول وسط متعته بجسدها
وحشتني أوي يا نهال ووحشتني لمستي لجسمك.
سقطط يداها فوق الفراش. وأمسكت الغطاء بأظفرها تضغط عليه بكامل حزنها. كانت تشعر بلمساته مثل السكاكين التي تعزف فوق جلدها الناعم بالحان الألم.
اما هو فبعد أقل من ثانية من نطقه بتلك الكلمات الذي قصد أن يتلوها على سمعها ليكسر بهي كيانهاا نهض من فوقها وهو يشعر بالتقزز. مال وأمسك بقميصه رمقها باحتقار بصري وصوتي
طعمك مقرف و لحمك رخيص أوي لدرجة أني مطقتش القرب منك أكتر من ثواني. دلوقتي بس فهمت ليه حبيب القلب سابك لأنه داق الرؤخص فقرر أنه ميشترهوش لباقي عمره!
قذف سموم حديثه في جسدها وصار من أمام عيناها بهيئته الغاضبة ودلف للمرحاض. أما هي فنهضت وقوصت ساقيها لأسفل صدرها تضمهما بذراعيها وهي تبكي بشهقات بحاتها تتوغل بين الجدران من حولها فكم وجدت في قربه الأهانه. أدركت في تلك الحظة أن حصولها على محبته أصعب من حصولها على الموت.
وبعد مرور بعض الدقائق خرج جبران من المرحاض بعدما أغتسل. كان عاري ويستر عورته بالمنشفة التي حاوط بها جزعة السفلي. وذهب ووقف أمام خزانة الملابس ليخرج منها ما سيرتدية ؛.
عايزه اتكلم معاك.
ردفت ببحة مخذية وهي تقف خلفه. لكنه لم يبالي بوجودها وبدأ بارتداء ملابسه من ثم ذهب وجلس على الأريكة. وأمسك بمحرك التلفاز. وبدأ بتصفح بعض قنوات الرياضه العالمية. اما هي فلم تستسلم لتجاهله وهمت بالوقوف أمامه وحاولت التحدث دون بكاء بصوت يرتجف من هجوم المها.
لو كان ليك حبيبة بنت بتحبها وبتحبك وخطبتها وقبل فرحكم بأسبوع روحت معاها عشان تظبطه شقتكم. وشوقكم لبعض خلكم تعملة علاقة جسدية. ياتره كنت هتسبها وتتخلي عنها بعد ما وثقة فيك. ياتره وقتها كنت هتقول عليها أنها رخيصة أو عديمة الأخلاق.
خانتها دموعها ولم تستطيع كبتها أكثر من ذلك. كانت تشعر بألم مضاعف يقهر جسدها و دقات قلبها تؤلم صدرها. وأمام صلابة مشاعره المتحجرة. صرخت تستنجد بعواطفة وهي تضرب الأرض بساقيها مثل طفلة صغيره تستنجد برحمة أبيها
ساكت ليه.
رد عليا لو كانت حبيبتك مكاني وأنت مكان الزفت حازم. كنت هتتخلي عنها وتقول عنها بنت ستين في سبعين كنت هتقول عليها مقرفة وعديمة الشرف. كنت هتشيلها الليلة كلها لوحدها. كنت هتسبها تواجة الدنيا بمصيبة مكنتش المذنبه الوحيدة اللي فيها. كنت هتنسا انك أنت الجلاد اللي جلد جسمها بامتلاكه. كنت هتنسا أنك أنت الحرامي اللي سرقتها وسبتها تعافر لوحدها في نص الطريق. كنت هتنسا أنك مجرم أكتر منها. أنطق ساكت ليه.
رد عليا ليه مش قادر تشوفني غير المجرمة. دأنا ابقي المجني عليها. أنا المجني عليها اللي الثقة خانتها أنا المجني عليها اللي الحب كسر ضهرها. ياشيخ يلعن الحب اللي يكسر الوحده كده!؟
الله يلعني الله يلعني الله يلعن الحظة اللي أتولدت فيها. حسبي الله ونعمة الوكيل في الظروف اللي وقفتني قدامك مزلوله ومكسوره كده؟
أكتفت من الصياح عندما شعرت بنسيج باطن ساقها المصابة يتمزق من كثرة الضغط عليه. حاولت التنفس ببعض الراحة ونظرة له تراه لا يبالي بكامل ماقالته ولم يبعد عيناه من على شاشة التلفاز ولم يهتم حتى بوجودها. لذلك تبسمت ساخره من نفسها ورفعت يداها تجفف دموع عيناها التي انهدرت على عدم فائدة.
أنت صح أنا مستحقش حتى الشفقة. لأني هفضل في نظرك أنت والناس الجانيه مش المجني عليها. فعلاً ديه عقوبة البنت اللي تسلم نفسها لواحد مبقتش لسه مراته ودخلت بيته. لأنها هتفضل في نظر الكل عديمة الشرف والأخلاق وعمر محد هيشفق عليها أو يدافع عنها. حتى لو كان الجاني الحقيقي عايش وبيتمتع بحياته بعد ماكسر نفسها ودمرلها حياتها. لاء بجد شابوا ليكي يا رؤيه دمرتي نفسك بأيدك!
أستدارت للخلف وبدأت بالسير بأنكسار جسدي هشهش وجدانها كانت دموع عيناها تسبح فوق وجنتيها تخدر لها الأحساس بالحياة. كانت ضائعه في عالم لايرحم امثالها وقدر يمزق كيان من مثلها. ومع كل خطوة كانت تخطيها على تلك الارضية كانت تبصم بساقها دماء جرحها فقد ذادت تفتح جرحها حينما ضربت الأرض بها عدت مرات. وفي منتصف الحجرة وقفت تسند بيدها على الخزانه فلم تكن تتحمل أن تدعس بها أكثر من ذلك. تنهدت بعمق وهي تحاول أخفاء ضعفها وأكمال سيرها. لكنها شعرت بيدين تحملها بألمها من فوق الأرض. كان ذلك الجبران من آتي إليها وحملها بين ذراعيه بعدما لاحظ أثار دماء ساقها فنظرت له بعين تعاتب رحمته التي تبخل عليها بالسماح. رئته يضعها فوق الفراش. من ثم ذهب وأحضر علبة الأسعافات. وبدأ بتغير الشاش من على ساقها وطهر لها الجرح ليتعافي. كان يداويها في صمت هزا أرجاء الحجرة كان يشبة القائد الذي يؤدي مهمه محددة. اما هي فكانت تراه رجلا غامض يداويها وبذات الوقت يقتل كيانها بسموم لسانه. فرغم أنه تجاهل كامل دفاعها عن نفسها إلا أنه لم يتركها تنزف بألم وآتي لكي يساعدها.
وبعد قليل قد أنتهي من مداوة جرحها ونهض ليجلس من جديد على الأريكة. لكن دق الباب جعله يغير مصاره ويذهب إليه وفتح الباب وجدها والدته السيدة كريمان وبيدها كأس حليب تنظر له ببسمة هادئة
مساء الخير ياحبيبي
مساء النور يا أمي. خير في حاجة
خير أن شاء الله. أنا كنت جايبه كوباية اللبن ديه ل رؤيه عشان تساعدها ع الشفاء
مكنش فيه داعي تتعبي نفسك كنتي بعتيها معا حد من الخدام
أخذ الكوب من والدته التي تبسمت بروقي.
الأهتمام لزم يكون من القلب وأنا جايبه هولها بنفسي لأني مهتمه بيها رؤيه دلوقتي مش بس مراتك لاء دي بقت بنتي.
لم يكن يود الدخول في أي نقاش لذلك أجابها برسمية
تمام. هدخل هولها تصبحي على خير
وأنت من أهله يا جبران
أدركت أنه لا يود التحدث لذلك أحترمت كيانه وغادرت في هدؤ. اما هو فأغلق الباب خلفها واتجه ووضع كوب الحليب بجوار رؤيه قائلا دون النظر إليها
أمي بعتلك اللبن ده أشربيه.
ذهب ودخل إلى تراث حجرته حتي لا يجلس معها. وأسند بذراعيه على حافة الحائط الذي ينظر من خلاله لحديقة القصر. وأخذ نفسا عميقا فرغه في الهواء. يخرج معه شحناة نيرانه المخزنه داخل عروقه. فرغم صدق الحروف التي خرجت من بين انيابها إلا أنها لم تأثر به لم يكن يدرك كيف سيغفر لها ذنبها فكل الاحتمالات من حولة تشير إلى الكراهية الأبديه؟
ظلا يفكر بذلك القدر العجيب الذي وضع رجولته وكبريائه بين يدين فتاة طعنته بكل قسوة في منبع طغيانه. وبعد مرور بعض الوقت عاد إلى حجرتة من جديد. وأغلق باب التراث وأستدار ليذهب إلى الأريكة. ؛ لكن عيناه لمحتها في حالة من التعب كانت جسدها ممدد فوق الفراش ويدها هاويه في الهواء. اما وجهها فكان شاحب الون كثيراً؛ مم جعله يقترب منها بأستفهام
مالك!
حركت حجر عيناها بأرهاق.
معدتي بتوجعني أوي. شكل اللبن منتهي الصلاحيه
أنحني إليها يتفحص درجة حرارة جسدها. لكنه لأحظ أن هناك من كان يراقبهم من عند الباب. فقد لمح الباب يبنغلق عليهما ببطئ شديد حتى لا يشعرا. فستقام بجزعة وذهب للباب وفتحه. ونظرا في الأرجاء لكنه لم يعثر على أحد لكن الشك. مليئ عقله. فأسرع بالدخول إلى الحجرة من جديد وجلس بجانب رؤيه وساعدها على الجلوس. وقال ببحة مليئه بالشك
قوليلي حسه بأيه.
وجع رهيب بيقطع بطني في شكشكه بتبدأ تحصلي. في ايه يا جبران ايه اللي بيحصل؟
رتب على ظهرها برفق وقال
مفيش حاجة بتحصل متخفيش ؛!؟
نهض سريعا وحملها بين ذراعيه ودخلي بها إلى المرحاض. من ثم أجلسها فوق المقعد وأحضر دلو من الزجاج ووضعه أمامها وجلس على عقبيه بجوارها. ؛ وأمسك باطراف شعرها يعزلهم عن وجهها قائلا
حاولي تنزلي كل اللي في بطنك رجعي اللبن
اللي شربتيه ياله حاولي
كانت تشعر بدوار بدأ يحاوطها فقالت.
مش قادره مش هعرف
مفيش حاجة أسمها مش قادره. لزم ترجعي
اللبن اللي شربتيه
بقولك مش قادره والله مقادره أنت مش
حاسس بيا.
قالت بحزنا وهي تميل مثل الهاويه على كتفه. كادت أن تغيب عن الوعي. لكنه لم يقبل بأستسلامها مما جعله يمسك بوجهها مقابل الدلو ووضع أصابعه داخل فمها اتجاه البلعوم. ليساعدها على أفراغ ماتناولته. اما هي فكانت ترفض مايفعله وظلت تتحرك بتمرد لكنه تمسك بعنقها كثيراً وضغط بصابعه أكثر على بلعومها قائلا بتشدد
بقولك. رجعي كل اللي في بطنك ياله بلاش عيند.
ضغط اكثر وأكثر فثال ماكان بداخل معدتها على أصابعه وغرق يده، ورغم الرئحة المقززه التي تخرج معا ترجيع ما بأمعائها فوق يداه إلا أنه لم يبتعد عنها بل ظلا بجوارها ليساعدها على أخراج كامل ما بأمعائها. وبعد قليل بعدما أفرغت كامل ما بمعدتها سندها بيداه وساعدها على النهوض وذهب بها إلى حوض الأغتسال وفتح صنبور المياة وبدأ بغسل فمها و وجهها. وأيضا يده!
ثم حملها وخرج بها من المرحاض ومددها فوق الفراش وغطي جسدها باغطاء ثقيل من ثم ذهب سريعا إلى الخارج وأغلق الباب عليها بالمفتاح وأخذه معه ودلف للأسفل قاصد المطبخ. وفور أن دلف اتجه للمبرد وفتحه وتفحص زجاجات الحليب وأخذ منهم زجاجة عليها ختم الأغلاق فلم يفتحها أحداً بعد. فاخذها سريعا وصعدا بها من جديد إلى حجرة نومه وفتح الباب ودلف وأغلقه عليهم من جديد وتحرك إليها وجلس بجوارها ورفعها بيده لتجلس بجواره وسندا ظهرها على التخت. وفتح زجاجة الحليب وأمسك رؤيه من رأسها ووضع الزجاجه على شفتاها قائلا بجدية.
أشربي
حاولي تشربي عشان السموم تخرج من جسمك
حركت رأسها بنفي فلم تكن قادره على فعل شئ لكنه رفض رفضها ورفع الزجاجة على فمها وهو يقول بأمر
مفيش حاجة أسمها لاء بقولك أشربي يعني تشربي ياله أسمعي الكلام.
لم يكن لديها طاقة للدخول معه في مناقشه لذلك أجبرت نفسها على تناول مايعطيها اياه. وعندما أكتفي من شرابها أبعد الحليب عن فمها ووضع الزجاجه على الطاوله بجوارها وسحب منديل من العلبة جفف لها ما تبقي منه بجانب شفتاها. من ثم مدد جسدها من جديد ووضع رأسها على الوسادة وقال ببعض الهدؤ
نامي وأنتي هتبقي كويسه متخفيش أنا
جانبك.
رأت بعيناه العطف لكن سرعان ماغابت عيناها عن الحياة وذهبت في نوما بسبب ألم جسدها. أما هو فتلونت عيناه بالغضب ونهض من جوارها ودلف للخارج وأغلق عليها الباب بالمفتاح وأخذه معه ليتركها في أمان
ودلف سريعا إلى حجرة المراقبه الموجودة بحديقة القصر. وأقتحم الحجرة بصوته الجش.
هاتلي حالا كاميرات مراقبة ممر الغرف وع لله تقولي زي المره اللي فاتت أن الكاميرات فيها عطل. والا و كيلك الله لهسببلك عطل في دماغك لباقي عمرك
بلع لعابه بقلق وقال
أوامرك يا باشا الكاميرات شغاله
اوماء الشاب بتوتر اما جبران. فسندا بيداه على طاولة الشاشات التي تعرض ما حدث بممر الحجر. ظلت عيناه تراقبه ماكان يحدث حتى لمح أخيراً وجه من كان يتلصص عليهم منذ قليل.
وفور أن رئه وأدرك هويته. خرج مثل العاصفة إلى حارسين عند باب القصر قائلا بتشدد
تدخله حالا وتجبولي السفرجي عماد وتحدفهولي في البدروم من غير ماحد ياخد باله من حاجة
تحمحم الحارس بجدية
بس عماد مشي من عشر دقايق وقف تاكسي وكان معا شنطة فيها باين هدومه ولما سألنه رايح فين قالنا انه خد منك الأذن انه يسافر لأهله عشان فرح أخته
يا ابن الكل ب
ضرب جبينه بقبضة يده بضيق برز من سواد عيناه قائلا بأنفعال.
وأنتو زي البهايم صدقتوه ماشي حسابي معاكم بعدين. المهم تعرفلي الكلب ده راح فين وتجيبه هولي من تحت الأرض فاهمين والا لاء
قابله شراسة هيئته وصوته بأيماء لأوامره. فقد كان يشعر بغضب جامح يسيطر عليه وقال
مفكر نفسك هتهرب مني وحياة أمك لهكون جايبك وفرمك أنت واللي مصلطك عليا
ظلا يتوعد لعماد بالكثير فكم الغضب الذي يتجول بعروقة كان كالسم الذي وضعه ذلك الوضيع في حليب من باتت تحمل كنيته.
اما على الطريق داخل تاكسي كان يجلس عماد ويتحدث عبر الهاتف معا سالم الذي صاح عليه بزمجرة
يعني ايه جاي تستخبي عندي هو بيتي لوكانده يالا. بقولك ايه تغور في أي داهية تداره فيها اليومين دول
يا باشا بقولك جبران بيه شافني وأنا ببص عليه ولو عرف أن أنا اللي حطيت السم في اللبن لمراته واني انا اللي اتهجمت عليهم وكنت هقتلهم مش هيرحمني و هيقتلني مش هيسمي عليا.
والا مش عايز وجع دماغ مش كفاية انك واخد مني خمسين ألف ومعملتش بيهم الشغل المطلوب. بقولك ايه أبعد عن دماغي وعالله أشوف رقمك تاني على تلفوني ؛ والا أنا اللي هكون جايبك ومطير دماغك ياله غور في داهية
أغلق سالم الهاتف في وجه عماد الذي شعرا بالخوف فقد أصبح في عداد الموتي أن لم يختفي في مكان بعيدا عن عائلة المغازي.
ومر الليل بما يحمله من صعوبات. وشرق نهار يوماً جديد و داخل حجرة نوم جبران فتحت رؤيه عيناها في تمام التاسعة صباحا تشعر بألم بسيط يثير بأرجاء جسدها فقد كان السم يزول منها فالكمية التي وضعها عماد في الحليب لم تقتلها بسبب أنها لم تتناول غير ربع الكوباية وايضا بسبب أنها أخرجت ماتناولته بمساعدة جبران الذي ساعدها على أخراج السم من معدتها.
نهضت جالسه على مؤخرتها تتنهد برأس ثقيلة. وتتفحص الحجرة بعيناها حتي أستقرت أحجارها الشمسيه علي طلته الرجولية الطاغية فقد كان يقف أمام المرأه يهندم خصلات شعره بعدما أرتدي بدلة من الون الأسود وقميص بذات الون فتح ازراره لمنتصف صدره حتى ظهرت تقسيم عضلات صدره وبساقه يرتدي حذاء بذات الون وساعة بالون الفضي. فمن كانت تراه بتلك الطله السوداء تقسم أن هذا الون لا يليق بسواه. وبعد أن هندم شعره لمحها في المرأه جالسه تنظر له. فستدار لها يرمقها بمكر وهو يقترب منها.
ايه عجبك
تصبغتي وجنتيها سريعا وأنحنت بنظرها للأسفل قائلة بتلعثم
أنا كنت ببص على البدلة
أبتسم جبران بزاوية فمه بمكر أشد قائلا
مانا كنت أقصد البدلة بس واضح أنها عجبتك أوي عشان كده مشلتيش عينك من عليها
حاولت تجاهل حديثة الذي يذيد من خجلها. ورفعت رأسها لتحدثة لكنه سبقاها ووضع يده على جبينها يقيس حرارتها وقال بجدية
حرارتك نزلت قوليلي لسه معدتك تعباكي؟
سألها بعدما تراجع خطوه للوراء وربع يداه أسفل عضلات صدره العريض اما هي فقالت دون النظر له
الحمدلله مبقتش بتوجعني. بس هو ايه اللي حصلي أمبارح اللبن كان في ايه؟
أجابها برسمية مخبئ الحقيقة
كان منتهي الصلاحية. و مفيش داعي أن أمي تعرف بكده عشان متضايقش وتفكر أنها السبب فاللي حصلك
أومات برأسها
أكيد طبعاً مش هقولها حاجة بس كنت عايزه أقولك حاجة
انحني ليعدل أطراف بنطاله
قولي.
كنت عايزه أروح عند ماما عشان أجيب هدومي. أنا معنديش هنا غير دريس وبيجامه ومش هينفع قعد بيهم طول الوقت
مفيش خروج
رفض وهو ينهض قائلا برسمية
لو عالبس هخلي أمي تنزل وتشتريلك اللي محتاجاه أنما نزول ومرواح بيت أبوكي أنسي
مفيش داعي أنك تجبلي هدوم جديده. أنا بحب لبسي اللي عندي مريح وبستريح فيه
فرك لحيته بالامبالاه.
أنا ورايا شغل مهم ومش عايز وجع دماغ عالصبح. قولتلك هشتريلك اللي عايزاه. ودلوقتي قومي غيري القميص اللي لبساه ده عشان هخلي الخدم يجبولك الفطار الحد هنا. مفيش خروج ليكي من الأوضة النهارده تاكلي وتفضلي مرتاحه على السرير عشان ماتتعبيش. لأن جسمك لسه متعافش بطريقة كاملة؟
حاضر
تنهدت برضا. اما هو فأخرج محفظته واخذ منها بعض النقود ووضعها داخل الدورج الذي بجوارها وقال
الفلوس ديه ليكي عشان لو أحتاجتي تشتري حاجة.
قالت بيأس
وهشتري أزي وأنا مش هخرج من الأوضة
وضع المحفظه في جيبه وتحرك وهو يقول ببرود
أبقي قولي لحد من الخدم وهما هيجبولك اللي محتاجاه الحد عندك
غادر الحجرة اما هي فتنفست بستياء. وحاولت النهوض وذهبت وأغتسلت من ثم أدت صلاة الصبح. وجلست لتقرء بعض القرأن
وبعد قليل أتت إليها الخادمه بصنية الفطور ووضعتها فوق الطاوله ونظرت لها قائله.
جبران بيه قالي أبلغ حضرتك أنك تأكلي الأكل كله وتشربي كوباية اللبن ديه كلها هو اشرف على تحضير الفطار لحضرتك بنفسه ونبه عليا أني اوصلك كلامه
وضعت المصحف بجوارها وتلونت شفتاها ببسمة نبعت من صميم قلبها فقد ادركت أنه خلف صلابة وجهه الحديدي الذي يصدره لها دائماً يوجد رجلا يشعر بالمسئوليه اتجاهها. لذلك نهضت لتلبي اوامره لكنها شعرت بدوار كاد يوقعها أرضاً لكن الخادامه أسرعت وأمسكت بيدها.
حضرتك بخير تحبي أبلغ جبران بيه هو لسه
تحت بيفطر
تنفست ببطئ وجلست على الأريكه محاولة التماسك وقالت
لاء متقوليش حاجة أنا بس دايخة عشان مكلتش. شكرا تقدري تخرجي تكملي شغلك
حاضر يا هانم ولو أحتاجتي لأي حاجة رني عليا جرس المطبخ وقولي يا نعمه هتلاقيني عندك فوراً
اومأت لها ببسمة. فغادرت الفتاة. اما هي فمدت يدها وامسكت بكوب الحليب لتناوله وتبدا فطورها وهي تحاول التغلب على الدوار الذي راوضها منذ قليل.
وبالأسفل في حجرة الطعام كالعادة يجلسون جميع أفراد المغازي حول الطاولة ياكله سويا
اما جبران فكان لا يتناول الطعام بل يتحدث معا والده بأحترام وصوت جاد
بعتذر عن تصرفي معا حضرتك بس أعصابي كانت مشدوده شوية بسبب شوية مشاكل في الشغل
ترك رياض الشوكه من يده ونظرا له برسمية
أعتذارك مقبول بس اللي مش مقبول هو معاملتك وأهانتك لمراتك يابن رياض
تنهد الأخر برسمية
مش هكرر الموضوع ده تاني لو ده هيرضيك.
يابني مش لزم يرضي ابوك المهم يرضي ضميرك وشكلك قدام نفسك يا جبران
ناشدته والدته ببسمتها الصافية فامسك بكاس العصير وقال
أنا ضميري مرتاح يا أمي ربنا اللي عالم بخبايه الصدور. على العموم عشان منتكلمش في الموضوع ده كتير. أنا هسافر الفيوم يوم الجمعه وهاخد معايا رؤيه عشان تغير جو بعيد عن القصر!
رمقة عمران بأستفهام.
يعني ابلغ صفوان العزايزي أنك هتاخد مراتك معاك عشان يبلغ الدكتورة حياة والا هترجع كمان ساعة تتعصب وتقولي مش هاخدها أنا مش رايح جنينة أسماك
انزل الكأس من على شفتاه وقال
بلغه يا عمران. و دلوقتي لزم نمشي عشان عندنا أجتماع مهم معا خبير الأقتصاد الخاص بشركات فرانسيسكوا بالمانيه
نظرا له اخيه عامري بجدية
أسبقوني أنتو أنا لسه هروح البنك عشان اراجع القروض اللي كانت شركات السيوفي وخداها مننه وبعد كده هحصلكم.
تمام بس ماتتأخرش
أمره جبران من ثم نظرا لوالدته وقال
من فضلك كنت عايزك تشتري النهاردة لبس لرؤيه بس من غير ماتخرج من القصر عشان رجليها
تبسمت السيدة الطيفة كريمان
حاضر يا حبيبي هجيب لها كل اللي محتجاه الحد عندها
اوماء لها من ثم ذهب برفقة عمران اما كريمان فنظرت لهلال وقالت
بقولك يا هلال لو معندكيش شغل مهم تعالي معايا نروح نشترلها لبس. انتي في نفس مقاش جسمها
رفعت حاجبيها بغرابة.
بس استايل لبسنه مختلف يا طنط متنسيش أنها محجبة وليها لبس مؤعين. ايه رئيك لو أبعت أجيب لها صادق و سولا عندهم تشكيلة لبس تجنن وبيفهمه جدا في لبس المحجبات وبالذات صادق ذوقه جنان
تمام ابعتي هاتيهم يا حبيبتي
اوكي هكلمهم واحدد معاهم معاد على بعد العصر
ذهبت هلال لتجري المكالمة. اما ناهد فنظرت لكريمان وقالت بأستفهام
كنت بفكر أخد هلال عند الدكتور محي دكتور شاطر ولسه راجع من أمريكي ايه رئيكم.
السيدة كريمان بأعتراض
بلاش يا ناهد تجرحيها. متنسيش أن هلال لفت العالم تقريباً عشان موضوع الحمل والكل قال أنها معندهاش مشكلة وكلها مسألة وقت
تدخلت فاطيمة ببسمة
بالظبط كده بلاش تفتحي معاها موضوع. البنت رقيقة جدا ونفسها تبقي ام وكلنا شوفنها بتنكسر أزي لما حد بيجيبلها سيرة الموضوع ده. أنتي سيبي الموضوع على ربنا وأن شاءالله هتبقي حامل
تنهدت ناهد بجدية.
ماشي لما أشوف أخرت الحكاية دي ايه لأن الواحد أعصابة باظت بقالهم أربع سنين متجوزين ومجبوش حتت حفيد واحد لينا
رمقها رياض وهو يتناول فطوره وقال بجدية
بلاش تضغطي عليهم يا ناهد سبيهم بحريتهم وبلاش حد يدخل في تفاصيل حياتهم الخاصة هلال وعمران بيحبه بعض فبلاش نفتح عيونهم على حاجات ممكن تكون السبب في ان علاقتهم تنتهي
أخذت منه الحديث الصريح وتنهدت بأستياء فكم تحلم بأن ترا ابننا لولدها.
اما جبران ففور أن وصلا لمكتبه وجلس على المقعد فتح الاب توب وقام بتشغيل كاميرات المراقبة الخاصة بغرفة نومه ليرا ما يحدث معا رؤيه. فمنذ حادثة البارحة وهو يشعر بالقلق عليها خوفا من يصل إليها شخص اخر يأذيها. لذلك قرر مراقبتها لتكون تحت نظرة طوال مدة غيابه عن القصر.
وفور أن عملت الكاميرا نظرا لها من عبر تلك الشاشة الصغيره و رئها تجلس على الفراش وبيدها المصحف تقرأ القران فظلا ينظر لها حتى قاطعة عيناه صوت السكرتيرة التي أخبرته بالاجتماع لذلك اغلق الاب ونهض
.
وبعد الكثير من الوقت داخل حجرة نوم رؤيهوجدت هلال تدلف إليها ومعها سولا و الشاب صادق الذي فور أن رئته انتشلت الطرحه من على التخت وغطة بها شعرها اما هلال فانتبهت وقالت باحراج
سوري يا رؤيه نسيت والله أخبط عالباب.
نهضت ووقفت امامهما قائلة بربكه
حصل خير. بس هما مين دول
تبسمت وقالت
أعرفك دول المساعدين بتوعي. ديه سولا و ده صادق المسئولين عن قسم المحجبات. جبتهم عشان يساعدوكي في أختيار البس ومعاهم كولكيشن حلو جدا للخروج و النوم واللي يعجبوكي أختاري منه اللي عايزاه وأعتبريه بتاعك؟ على مروح أبلغ طنط كريمان أنهم وصله عشان برن عليها مبتردش شكلها في بيت النحل اللي ورا القصر.
ذهبت هلال وتركتها برفقة سولا و صادق الاذاني جلبي لها ممر حديدي مليئ بالثياب الخاصة بالمحجبات وايضا ملابس النوم
وبدأت سولا في مساعدتها في أختيار الملابس. بينما هي لم تكن على راحتها بسبب وجود ذلك الشاب الذي يحضر لها كل دقيقة شئ جديد ويضعه على جسدها ليرا المقاس
وبعدما اختارو لها الكثير من ملابس الخروج
أمسكت سولا بثوب نوم بالون الأسود قصير وقالت
ده هيليق جدا على لون بشرتك ايه رئيك.
فور أن رئته تصبغت وجنتيها من الاحراج ونحنت بعيناها للأسفل بسبب وجود صادق وقالت
ممكن اختار اللبس ده لوحدي
أمسك صادق ثوب أخر بالون الزهري يفصح عن مفاتنها حينما ترتديه
والون ده هيبقي حلو جدا على لون بشرتك ويظهرك ليدي
لم تجيبهما وظلت صامته وهي تشعر بالضيق بسبب عدم اهتمامهما من حديثها. اما سولا فتلك الحظة أتها أتصال وقالت لرؤيه
بعتذر من حضرتك هرد على المكالمه وهرجعلك على طول.
دلفت سولا للخارج وبذات الحظة عاد جبران إلى مكتبه بعدما أنتهي من الأجتماع ونزع سترته ووضعها على عالقة الملابس وجلس على مقعده وامسك بفنجان القهوة وليتناوله وفتح من جديد شاشة الاب ليرا عبرهما صادقة يقف أمام رؤيه ويمسك في يده الثوب الزهري قائلا
لو الون مش عجبك ممكن نشوف من نفس الموديل الون الأحمر أو البينك الاتنين هيليقوا جدا معا لون بشرتك.
في تلك الحظة ضيق جبران عيناه مثل الصقور الغاضبه ووضع الفنجال من يده وأقترب أكثر من الشاشة
بينما هي كانت تشعر بالاحراج الممزوج بخجل أستولي على كيانها. مما جعلها تتنهد بعدما راحة وتقول
شكرا لذوق حضرتك بس مفيش داعي لتعبك في الأختيارات ممكن حضرتك تسبلي الهدوم وأنا هختار منها اللي يناسبني
تبسم صادق قائلا.
واضح كده أن ذوقي معجبكيش. اوكي ممكن أبعد شوية عن أختياري للانچيري وأختارلك ملابس للخروج. ممكن تقومي توقفي عشان في دريس هيطلع يجنن عليكي ولزم أشوف المقاس
كانت على وشك الأعتراض لكنه سبقها وأمسكها من يدها لتنهض فسحبت يدها سريعا ونهضت وهي تتحمحم باحراج. اما صادق فامسك بثوب حريري من الون الأسود ووضعه على جسدها وهو يقول بنظرة أعجاب.
الموديل ده بجد مكنش لايق على أي عارضة عندنا في الشركة. انما عليكي أنتي يجنن بجد جبران باشا ذوقة هايل في كل حاجة.
بلعت لعابها وأبتعدت خطوة للوراء فتعثرت بثوبها وكادت أن تقع لكن صادق احتضنها من خصرها ليحميها من السقوط. لكنها أزاحت يده سريعا من عليها وجلست على الأريكة تفرك يداها بقلق
من فضلك ممكن تخرج وتبعتلي سولا
في ذات الحظة دق هاتف صادق برقم جبران فاجابه ببسمة كالمعتاد
أهلا جبران باشا أخبار حضرتك ايه.
أخباري هتعرفها لما تجيلي مكتبي خمس
دقايق والقيك قدامي
أغلق الهاتف و قبض على كفته بكامل غضبه حتى كاد يجرح جلدة. وعيناه مسلطه بحنق على صادق الذي يظهر أمامه على شاشة الاب.