رواية ترويض ملوك العشق الجزء الأول للكاتبة لادو غنيم الفصل الثاني والعشرون
ك المعهود مرت الدقائق لدينا و توقف عقرب الساعة على الثانية عشر مساءاً
و داخل حجرة مكتبة بتلك الشقة كان يجلس على مقعدة بعدما تناول طعامه و اصبح أمامه فنجال القهوة ب النعناع يتناول منه على رشفاة وبين يداه مذكراتها يبحث بها عن شخصية تلك الغريبة التي أصبحت زوجتة بين لليلة و ضحاها
ظلت عيناه تبحث بين السطور عن شئ يكون مهداً لبعض الأحداث الهامه بحياتها حتى أستوقفته أحد صفحاتها التي دونت داخلها.
النهاردة شوفة جبران المغازي اللي بابا بيشتغل عنده في الشركة بصراحه اول ما شوفته سرق عيني حسيت أن عيني أتسحرت بكينونته شكله و لبسه و طريقة كلامة معا الموظفين خلتني أفضل منتبها ليه للحظة حسيت انه غوي عيني ف لفيت وشي عنه و أستغفرت ربنا بس بيني و بينك يا مذكراتي أتمنيت لو كان بطل حكايتي وياجي ينفذني من قسوة بابا و بمناسبة قسوته جابلي عريس اسمه حازم بيقول أنه و لد محترم و مقطوع من شجره و اخلاقه كويسه المفروض أنه هياجي بكرا عندنا عشان أقابله بس أنا عارفه أني لو حتى رفضته بابا مش ه يرفضه مدام معجب بشخصيته.
لم يهتم ب قرائة ما تبقي من كلمات و غير الصفحه يبحث عما كتبته حينما قابلة حازم حتي وجدا تلك الصفحه الرديئة ب أثار الدموع التي بللت الورقة حينما دونة داخلها ما حدث وهي تبكي.
قابلة حازم قعد معايا أنا و بابا معرفش ليه قلبي مرتحش لما شافه قلبي أتقبض و خوفة من طلته هو حاول يتكلم معايا و يضحك بس محبتش طريقته خالص ولما ماشيه و قولت ل بابا أني مش حبه أرتبط بيه زعقلي و ضربني و قالي أني هتجوزه غصبن عني أنا خلاص تعبت والله مبقتش عارفة ه ستحمل ايه و الا ايه كل حاجه في حياتي غصب نفسي مره أختار حاجة من غير ما تكون النتيجة اني أضرب و اتشتم من بابا.
في تلك الحظة فتحت الباب عليه و دخلت تناظره مسفهما
جبران هو أنت مش ه تنام
أنزل مذكراتها قبل أن تراها و وضعها ب الدورج ونهض قائلاً بجدية
هنام
تدلي معاها إلى حجرتهما ل يجتمعاً سوياً فوق فراش نومهما بعدما أغلق الاضواء.
كان ينام على ظهره اما هي ف تغفوا على جانبها الأيمن حيث تنظر إليه تراه يحدق النظر ب صقف الحائط يفكر بتلك الكلمات التي دونتها بدموعها ظلا هكذا لبضع دقائق حتى وجدته يستدير لها يناظر عيناها مستفهماً بقول
دهرك لسه بيوجعك
سؤاله المحير ب الشك ب النسبه لها جعلها ترتبك قليلاً
أيوه لسه بيوجعني!
قطب حاجبيه متسائلاً
أنتِ مفكراني بسأل عشان أقرب منك! لو دا تفكيرك شليه من بالك
تنهدت ببعض الأطمئنان قائله.
أنا أسفه على كلامي السخيف اللي قولت هولك
وقت الإكل بس والله قولت كده لأني كنت متوتره و قلقانه
أومأ بتفهم و أغمض عيناه ليغفوا اما هي ف تنهدت بابتسامة أطمئنان و أغمضت عيناها بجواره تغفوا دون خوفاً
اما لدي عمران فكان يجلس على التخت ينتظر هلال التي دلفت للمرحاض منذ أكثر من نصف ساعة
ايه يا هلال ما تياله كل ده بتغيري
اهو جأت
تدلت إليه ب بجامة قطنيه بأكمام ف قطب حاجبيه متسائلاً.
كده جهزتي نفسك فين يابنتي الأنچيري اللي خدتيه معاكي عشان تلبسيه
تلونت وجنتيها بخجلاً و جلست بجواره قائله
بصراحة البريود جاتلي سوري يا عمران مش ه ينفع نكون معا بعض النهارده
ظهرا عليه الأنزعاج بشده وفزع من جوارها قائلاً
أحنا الحمدلله بقالنا أسبوعين ما بينفعش نكون معا بعض دأنا مبقتش أحضنك غير وقت النوم
حاولت أمتصاص حنقه و نهضت أمامه تحتضنه من عنقة قائله بهدوء.
والله العظيم أنتَ وحشني أوي وكان نفسي نقضي الليلة معا بعض بس غصبن عني والله و لو ع الأيام اللي فاتت فدا لأني كنت مشغوله ب الأي?ينت بس خلاص أوعدك أن أول ما البريود ما تنتهي مش هسيبك حتى تروح الشغل ها بقا قولت ايه
أبعد يداها عنه فقد طفح كيله من ذلك البعد الذي تفعله منذ أسابيع وتحدث بجفاء
قولت أني عايز أنام تصبحي على خير.
ذهب وأطفأ الأضواء و مدد جسده على فراشه و هو يشعر بضيقاً كبل أنفاسه اما هي فنظرت له دون جدوه و اتجهت وغفة بجواره.
داخل حجرتها كانت تقف و تنظر له لا تفهم كيف اصبح امامها هكذا
تدلي الخوف من عيناها كانت تراه ك السارق يود أن يأخذ منها ما يملكه غيره
لو مطلعتش حالاً هنادي على جبران و أنتِ عارف كويس هو ه يعمل فيك ايه
زم حازم شفتاه ساخراً
قصدك ه يموتني طب نادي عليه عشان نموت جماعة ونبقا شهدا حبك
تراجعت للوراء خائفه من صلابة أجابته.
أنتِ مش مكفيك اللي عملته فيا زمان حرام عليك سابني أعيش حياتي الجديدة بلاش تضيع كل حاجه حلوة من أيدي
حاجة حلوة؟
صاح عليها وجذبها من يدها يعتصرها بجحود قائلاً بحنق غمغم على عيناه
حياتك كلها ملكي أنتِ بتحبيني ومهما عملتي و نكرتي ه تفضلي حبيبتي أنا وبس فاهمه والا مش فاهمة
تروضة عليه بقوة لم تعلم من أين أتت بها وسحبت يدها بتعنف تبادله الصياح بزمجرة أشد.
لاء مش فاهمه أنت مش حبيبي أنا عمري ما حبيبتك أنا بحب جبران فاهم بحب جبران جوزي اللي ضفره برقبة مية واطي وسافل وحقير زيك
تطايرت شذايا الغضب من عينا كما تتطاير الطلقات النارية من السلاح وتقرب منها ف تراجعت خطوتان للوراء بعدما رأت الغدر بعيناه
المحروس جوزك اللي فرحانه بيه لو عرف حقيقة اللي حصل بنا و أزي كنا معا بعض على السرير قبل جوازنا ه يطلقك و يرميكي بره البيت ومش بعيد يقتلك.
جبران عارف كل حاجه أنا أعترفتله ب الحقيقة و هو سامحني وبدأ معايا صفحة جديدة يعني تهديدك ليا ملوش أي لزمه
حاولت تكبيله بحديثها لكن وقاحته كانت أشد حينما جلس على فراشها يطالعها بشوقاً
في فرق ما بين الحكاوي و أنه يشوف ب عنيه
أرتداها الخوف من جديد وتراجعت أكثر دون حديث ف زم شفاه ب بسمه أطاحت بوجهه للأفق قائلاً.
يا تره هيحصل ايه لو وصل ?يديو لجوزك وأحنا معا بعض على السرير من شقتنا القديمة أصل بصراحه أيام ما كنا بنجهز للفرح وكنت بجهز الشقة حطية كاميرات مراقبه عشان لو دخل حرامي نشوفه بس للأسف الكاميرات صورتنا وأحنا م مبسوطين معا بعض ع السرير تصدقي أنك كل ما بتوحشيني بشغل ال?يديو وتفرج عليه عشان أشوفك و أنتِ في حضني و بلمس بش فايفي كل حته فيكي و أنتِ مسلمالي ع الأخر وبتيجي معايا يمين و شمال.
شعرت بكلماته تعانق عنقها ب الموت و كأن لسانه قد عجزا تماماً عن الحديث معه شعرت ب اناملها تتجمد و بجسدها يتهشش أمام عيناه التي اظلمت ك الليل المرعب في تلك الحظة أرتجف جسدها ب الكامل وتراجعت خطوات للوراء وهي تراه يتقدم منها و ينزع قميصة وفمه يفوح تلك الكلمات الرديئه
تعالي بقا لحضني والا أنا ما عجبتكيش المرة اللي فاتت
ركضت عيناها ب الأرجاء وصرخت بخوفاً قتلها
جبران.
فزعت جالسه على فراشها و عرقها يملئ وجهها ترتجف بخوفاً فائق تنظر حولها محاوله أستيعاب ما يحدث ترا جبران يجلس بجوارها بعدما ايقظته بصوتها الصارخ
اهدي أنتِ شكلك كنتِ بتحلمي ب كابوس
كانت انفاسها تتسابق و عيناها تزحف بين ملامحه تسأله مستفهما بصوتاً مهزوز من الخوف
بحلم كابوس ايوه كابوس كابوس صح يا جبران أنا كنت في كابوس
ضمها على صدره يعانقها بشدة يرتب على شعرها بيده بعطفاً.
أيوه كابوس خلاص صحيتي منه و أنا أهو جانبك و مهما كان الكابوس اللي حلمتيه أوعدك أني مش ه سمحله أنه يحصل في الواقع
لفت يداها حول خصره تتمسك به برجفه
أنتَ و عدتني يعني أكيد مش هتخلف وعدك معايا صح
صح يا رؤيه مش هخلف وعدي
ياله نامي في حضني و أستغفري و أقري المعوذتين و أية الكرسي عشان ربنا يحفظك و يحصنك طول نومك
حاضر.
هتفت بخوفاً لم يفارقها بعد و مددت جسدها بجواره تغفوا على ذراعه تحتضن صدره بتشبث اما هو ف يحاوطها بذراعيه خوفاً عليها مما يحدث معاها
لم تكن تصدق أن ذاك الشئ البشع الذي راوضها منذ قليل كان كابوساً بغيضاً وقت نومها ظلت تفكر ب الأمري حتى غلبها النوم و غفت اما هو ف ظلا مستيقظ لبعض الوقت ليطمئن عليها حتى سيطر عليه النوم أيضاً و غفا يحتضنها.