رواية تراث عشقي للكاتبة حنين محمد الفصل الثاني
تحدث صقر بهدوء مريب:
- تقصدي أيه بأنها ماتت ؟!
حاولت الطبيبة ان تتحدث و لكن تلعثمت و رفضت الحروف الخروج من بين شفتيها فصرخ بها صقر فجأة:
- يعني أيه ماتت أمال أنتي شغلك أيه هنا !
كادت الطبيبة أن تبكي و لكن سرعان ما تحدثت صوفيا إليها قائله:
-روحي انتي و محدش يعرف بالخبر ده ابداً، اشتري حياتك وده افضلك.
غادرت الطبيبه سريعا قبل ان يقتلها صقر ثم وقع هو الارض يصرخ ويبكي بشده لموت زوجته وابنه ظل يصرخ ويبكي لوقت طويل فجلست صوفيا الي جانبه قائله:
-مش لازم تضعف يا صقر لازم تبقي اقوي من كده،علشان تجيب حقها من الا سممها،قوم يا جلاله الملك صقر انت الملك وتم الاعتداء علي ابنك ومراتك لازم روح الانتقام تتولد جواك يا صقر و تعرف بالضبط مين الا عمل كده.
نظر لها صقر و تصاعدت شرارات الشر من عينيه و سألها:
- مين الخادمة اللي قدمت ليها المشروب ؟!
هزت رأسها بالنفي قائله:
- معرفش بس هنسأل كبيرة الخدم و هي هتقول لينا، بس تفتكر فعلا السم كان في المشروب ده !
نهض صقر من الأرض و توجه للخارج وهو يجيبها قائلا:
- أيوه هي كانت كويسة لحد ما شربته.
ذهبا سريعاً الي رئيسة الخدم المسئولة عن الحفل و بمجرد أن رأتهم أنحنت فسألها صقر:
- مين اللي قدمت المشروب للملكة موناي النهاردة في الأحتفال
أجابته بأحترام و سرعة:
- الخادمة حليمة جلالتك
أمرها بحدة شديدة أرعبتها:
- وصليني عندها فوراً.
هزت رأسها و ذهبت أمامهم لتكون مرشدتهم حتي توقف الجميع داخل أحدي الغرف في صدمة، فتلك الخادمة مكبلة الايدي و الاقدام، و تهبط الدموع من مقلتيها بدون توقف و بمجرد رأيتهم بدأ أنينها في الارتفاع فأقترب صقر منها سريعاً و قام بفك الشال المربوط علي فمها فتحدث صقر:
- بهدوء أحكيلي مين اللي عمل فيكي كده و ايه اللي حصل.
هزت حليمة رأسها قائله:
- حاضر
منذ ساعة تقريباً
كانت حليمة تبدل ثيابها الي الزي الموحد لجميع الخادمات في الحف، لفدخلت احدي الفتيات الي غرفتها وسط نظرات استغراب من حليمه التي سألتها:
- أنتي مين !
أبتسمت تلك الفتاة بخبث و غموض شديدين أخافا حليمة قائله:
- مش مهم انا مين بس انا عارفه انتي مين و عارفه ازاي هنتفع منك.
نظرت لها حليمة بعدم فهم:
- انا مش فاهمه حاجة تقصدي أيه ؟!
اقتربت منها اهيلا ببطء مرعب و ضربت رأس حليمه برأسها وفي لحظات كانت حليمه فقدت وعيها وعندما افاقت كانت مقيده تحاول ان تحرر نفسها ولم تقدر او حتي تنادي علي اي شخص فتحدثت الي نفسها قائله:
-لازم احاول افك نفسي البنت دي مش عاوزه الخير ابداً واكيد عرفت اني انا الا هقدم المشروب للملكه موناي معني كده اكيد فيه خطر علي حياه الملكه موناي، وولي العهد أكيد !
عودة الي الوقت الحالي ..
سألها صقر من جديد:
- أوصفيها !
بدأت حليمة في التذكر قائله:
- هي طويله و بيضا ولبسها غريب مش زي لبسنا كانت لابسه بلوزة قصيره اووي و بنطلون زي الرجاله وعنيها كلها شر
تحولت نظرات صقر الي الحيرة المخلوطة بالغضب، ثم تحدث فجأة:
- أول مرة تشوفيها في القصر و لا شوفتيها قبل كده !
أجابته حليمة سريعاً:
- ايوه انا في القصر من لما كنت صغيره واعرف كل الا فيه بس البنت دي كانت اول مره اشوفها
نهض صقر سريعا وخرج من الغرفه وخلفه صوفيا التي سألته بتعجب:
- رايح فين يا صقر !
نظر لها بغموض و غضب حول وجهه للون الاحمر قائلا:
- للي قتلت أبني و مراتي.
ذهب صقر الي السجن ودخل معتقل اهيلا ليجدها ترتدي ملابس الخدم الموجودين في الحفل و علي وجهها غطاء الوجه وكانت هذه نفس الملابس التي قدمت بها المشروبات لهم، فصرخ بها صقر:
- أهيلا
رفعت الشال من علي وجهها فظهرت بأبتسامتها المستفزة قائله:
- عجبتك هديتي صح !
نظر لها بشراسة يريد أن يقتلها في الحال فقط دمائها سترويه و تجعله أفضل:
- أنتي عارفة عقاب اللي أنتي عملتيه ده ايه !
أبتسمت بسخرية قائله:
- أي حاجة الا الموت عارف ليه !
تحدث بغموض شديد و هو يضغط علي قبضته بقوة قائلا:
- بس أنا مش ناويلك علي موت يا أهيلا.
أقتربت منه بشدة فأصبح ما يفصل بينهما بضعة سنتيمترات ثم تحدثت هامسة في أذنه:
-عارفه يا قلب اهيلا،هتعمل ايه بقاا لالا احساسك ايه الاول، متضايق مكسور بعد موت مراتك وابنك، فاكرني خايفه مرعوبه من عقابك الا هينزل عليا لسه بدري يا صقر انت بدأت الحرب وافتكرت انها خلصت بس لسه نهايتها في ايدي زي نهايتك بالضبط
رفع يده أمام وجها بغضب أعمي قائلا:
- هتشوفي أيه اللي هيحصلك يا أهيلا.
أمسكت بيده ووضعتها علي رقبتها قائله:
- يلا أقتلني، يلا أنا مستعدة صدقني، ايه ده مش بتخنقني ليه ! مش بتقتلني ليه يا صقر ! مش هتعرف تقتلني و تاخد حق مراتك و ابنك ! مش معقول
تعالت ضحكاتها و هي ما زالت ممسكة بيده قائله:
-الملك صقر محمد الدين مش ممكن يمد ايده علي ست او طفل بعد القسم الا اقسمه لابوه قبل ما يموت، مستغرب ازاي عرفت صح واضح علي وشك وضوح الشمس.
أبعد يده عنها و تحدث بصوت هامس نتج عن قربه الشديد منها قائلا:
- أنتي عاوزة أيه يا أهيلا
أقتربت أكثر منه و نظرت في عينيه و هي تعض علي شفتيها ثم همست بجانب أذنه قائله:
- عاوزة أنهيك يا صقر
أبتسم صقر لها و تحدث:
- يمكن فعلا أنا أقسمت أني مموتش ست او طفل بس ليث لا، بسهولة جدا ممكن أمره يقتلك أنتي و مولان.
تعالت ضحكاتها من جديد قائله:
- و أنت فاكر أني هخاف من عيل مهمل زي ليث ولا أيه، انت متعرفش ان الملك كانتي كان ليه زوجه تانيه و الا مولان تبقي بنتها يعني انا بكره مولان مش هتقدر تهددني بيها لاني يوم ما ازهق منها هيكون مصيرها زي موناي و ابنك
نظر لها بتحدي قائلا:
- يبقي هتستمتعي بموت أخوكي قدام عيونك بالبطئ لما ألاقيه.
نظرت له و تحدثت بجدية شديدة:
- انت بتهددني بأخويا ! انت تعرف الامير شاكتي اخويا منين اصلا تعرف قوته ولا عبقريته، انت بتحلم انك تعمله حاجه او انك تهددني بيه
ألتفت ليخرج متحدثاً:
- هنشوف يا أهيلا
أوقفته كلماتها في مكانه متسمراً:
- ممكن ابطل الا بعمله بشروطي وارجعلك موناي كمان بس بصراحه ابنك لا
نظر لها بسخرية قائلا:
- و من أمتي الميتين بيرجعوا.
قلبت عينيها بأنزعاج من غباءه قائله:
- مش لما يكونوا ميتين الأول
نظر لها بأهتمام يتخلله بعض الحدة قائلا:
- مش هتتشرطي عليا
أقتربت منه من جديد و هي تمسك بالجاكيت الثقيل الذي يرتديه قائله:
- لا هتشرط علشان موناي حبيبه قلبك ترجع للدنيا تاني بسلام
نظر الي يديها التي تمسك بملابسه ثم سألها:
- عاوزة أيه !
تركته أبتعدت قليلا و هي تعطيه ظهرها قائله:
- مش هكون طماعه جثه الملك كانتي و الملكه ماريناد تترحل علي المانيا علشان تتدفن وكمان المانيا ترجع لحكم الملك يامن واخرج من هنا و من حياتك كلها
نظر لها بسخرية قائلا:
- و أنتي فاكرة أن علشان موناي هدمر كل اللي أنا عملته !
ألتفت له سريعاً و هزت رأسها بالنفي قائله:
- لا مقابل حياتك أنت، انا محدش يقدر عليا وانت شوفت بنفسك كنت مقيده ومسجونه تحت الارض وقتلت ابنك ومراتك فمحدش هيقدر يقرب مني او هيكون مصيره الموت ممكن اموت امك او اختك او المربيه بتاعتك او اخوك وادمر المملكه واخليهم يكرهوك ويعزلوك من الحكم اقدر علي كتير اووي فيا توافق يا ترضي بقدرك الاسود الا جاي.
تركها صقر وذهب لا يريد ان يتخذ قرارات خاطئه في وقت كهذا فلم يفق من صدمه موت ابنه ولكن زوجته يمكن ان تعود اليه من جديد فماذا سيفعل يختار حياته و حياه زوجته ومملكته ولكن وقتها من الممكن ان تتحالف المانيا مع فرنسا و يقضوا عليه و سيحل الخراب و الدمار علي مصر هو يعلم ما يمكن ان تفعله اهيلا فهو يعرفها منذ زمن فقد استطاعت ان تصادق المانيا و فرنسا قبل الحرب بينهم بثلاثه ايام لابد ان يفكر جيدا و يتخذ القرار الصحيح ذهب الي والدته بعد تفكير طويل كانت تجلس علي فراشها فتحدث بعد تنهيدة طويلة:
- أمي
نظرت له قائله:
- قتلتها ؟
هز رأسه بالنفي و هو يضم يديه الي صدره في حيرة و غضب قائلا:
- مقدرتش
نظرت له صوفيا بغضب و صرخت به:
- و ابنك و مراتك !
أقترب منها محاولاً تهدأتها قائلا:
- دي مش بتموت بسهوله دي زي القطط ب 7 أرواح لو كنت خدت قرار غبي كل حاجة هتتدمر و اولهم انتي هتقتلك دي مجنونة.
شعرت صوفيا بضعفه فأستمرت في صراخها:
- يعني خوفت منها يا صقر و من تهديداتها، انت ضعفت قدامها
تحدث صقر بهدوء شديد في محاولة لامتصاص غضب والدته:
- مخوفتش بس لازم افكر بهدوء و جيت هنا علشان تساعديني بس معملتش حساب انك تقفي ضدي مش تدعميني
أمسكت صوفيا بيده و تحدثت بتشجيع:
- لو قتلتها هتخلص من كل ده.
قبل صقر يدها بحب و أحترام قائلا:
- وانا مش هتنازل عن قسمي للملك محمد الدين ده كان اخر امر منه
تحدثت بغضب من جديد:
انت لسه بتفضل ابوك عليا، ابوك الا اتجوز من جاريه لا راحت ولا جت
غضب صقر هو الأخر فنظر في عينيها و صرخ بها:
- امي مسمحلكيش لحد هنا و كفايه اووي مش هنجيب في سيره الاموات عن اذنك.
تركها و ذهب بغضب و تمني ان تكون مربيته هنا ليبكي داخل احضانها ولكي تدعمه ولا تصده مثل الملكه صوفيا ولكن مربيته ذهبت مع اخته جنتي بنت الجاريه كما تسميها صوفيا الي الحج ولم يعودا بعد، فتحدث الي نفسه بأشتياق:
- يا تري هتيجي امتي يا امي وحشتيني اووي انتي وجنتي
تنفس بعمق و هو ينظر الي السماء ولمح الاميرة رقيه اخته تقف علي اعلي قمه في القصر ابتسم وذهب اليها و سألها بغموض و هو ينظر أمامه:
- لسه بتفكري في اللي حصل ؟!
أجابته و مازالت علي وضعها تنظر الي اللاشئ:
- متغيرش حاجه لسه ومظنش فيه حاجه هتتغير حبي لعمرو مش هيقل
تنهد صقر بقوة و هو يحاول أحتواءها بكلماته:
- عدي 3 سنين.
شردت رقية بعيداً بعقلها و قلبها و هي تفكر في حبيبها و زوجها السابق الذي مات علي يد الألمان و خصيصاً دفاعاً عن والدها علي يد الملك كانتي قائله:
- حساهم 30 سنة، الحياه من غيره صعبه اووي، مش فاهمه ازاي انت عاوزني اتقبل بسهوله اني ممكن احب و اتجوز غيره وليه تخليني اقابل الامراء الا طالبين الجواز مني، انت ممكن تتجوز بعد موناي ؟!
أبتسم صقر بسخرية و أجابها:
- مش ممكن ده انا مضطر
نظرت له أخيراً بقلق و لهفة و سألته:
- مالك يا صقر
أجابها و مازال نظره موجه الي ساحة القصر الكبيرة أمامه:
- موناي ماتت هي و أبني
شهقت رقية بفزع وهي تضع كفها علي شفتيها بصدمة قائله:
- انت بتقول ايه يا صقر امتي ده حصل و ازاي انتو كنتو كويسين جدا من شويه.
أجابها ببساطة شديدة باتت تخنقه مع كتمان دموعه من الهبوط:
- اهيلا سممتها
تصاعدت الدماء الي رأس رقية بغضب شديد و تحدثت بنبرة مرتفعة:
- و مقتلتهاش ليه يا صقر ؟! ما ترد عليا ساكت ليه ؟!
أجابها بهدوء و هو يعلم انها ستتفهمه أكثر من والدته:
- انتي عارفه اني مقدرش امد ايدي علي ست او طفل.
تذكرت رقية قسمه لوالده قبل مماته فسألته بعد أن أستعادت جزء كبير من هدوءها:
- طب و هتعمل أيه ؟! هي لازم تتعاقب
نظر لها وهو يمرر يده في خصلاته قائلا:
- اهيلا مش سهله ابدا عرضت عليا عرض و محتاج تفكير كتير
سألته رقية بتعجب و سخرية:
- عرض ؟! عرض أيه ! هي دي هييجي من وراها خير !
أجابها صقر وقد تسرب بعض اليأس الي نفسه و تخللهم بعض الحيرة:
- اه ممكن ييجي ولو رفضت هييجي هم و بلاء مفيش زيهم و الكل هيتدمر
نظرت له بأستفهام ليسرد لها كل ما قالته له أهيلا، فتحدثت بذهول:
-مش ممكن هي مخلوقة من أيه دي من نار ! شيطانة بجد، لا دي أسوأ من الشيطان بمراحل، انت كده خسران من كل النواحي يبقي ازاي فيه خير منها
حاول صقر التفكير بعمق ثم أجابها:
- لو اقنعتها ان العلاقه تتوطد بين مصر و فرنسا عن طريقها.
صمت كلاهما قليلاً يحاولان التفكير بالأمر ثم ضرب صقر بقبضته بقوة علي السور الموجود أمامه قائلا:
- بس لا مينفعش تخرج بره القصر، دي محدش يأمنلها ابداً ممكن تدمر العلاقه اكتر مش توطدها
أخبرته رقية سريعاً:
- لازم تعمل معاها هدنه بس من غير ما تخرج بره قصرك، خروجها بره قصرك ممكن يعمل مصايب اهلها ماتو و بسببك متخيل ان واحده زيها ممكن تتنازل عن انتقامها، اعمل معاها هدنه ووافق علي كل طلباتها ما عدا انها تخرج من هنا اوعي تخرجها من قصرك يا صقر، ولو موافقتش يبقي مقدامكش حل غير انك تتنازل عن حياه موناي،كده كده هي ماتت و موضوع انها تنقذها ده مش طبيعي ابدا.
أمسكها صقر من كتفيها بحنان قائلا:
- أنا تعبان و محتاج أرتاح شوية علشان أقدر أفكر، و انتي اتولي اجراءات حراسه موناي للصبح واهتمي بيها و كأنها عايشه لحد ما اشوف هعمل ايه
هزت رأسها بالموافقة، فتركها و توجه الي الجناح الخاص به، ثم خلع ثيابه و توجه الي الحمام و جلس في حوض أستحمامه الملئ بالمياه التي تطفو فوقها الزهور، و أقتربن منه الخادمات و بدأن في وضع خليط من الكركم علي صدره و ذراعه و هو شارد في عالم أخر يحدث نفسه:
- يا موناي يا المملكه ومقدرش اختار موناي علي المملكه لازم اهيلا فعلا تفضل هنا وجودها بره القصر خطر عليا، بس أزاي أقنعها ؟! أكيد هترفض، لازم أعرف نقطة ضعفها
فكر بعمق مجدداً ثم أبتسم براحة بعد ان تذكر مولان ليخبر نفسه:
- مولان أكيد عارفة أيه هي نقطة ضعفها
خرجت مولان من جناح ليث بعدما غفي ومشاعرها متشتتة جدا، هل من الممكن انها احببته الي هذه الدرجه في يومين فقط، و لكن هل من الممكن أن يحبها هو ؟! نعم هي كانت أميرة في قصر والدها، و لكن في قصره هو أصبحت هي جاريته الخاصة، تحدثت الي نفسها بشعاع من الامل:
حتي لو حبيته اكيد هو مش هيحبني انا دلوقتي جاريه مش اميرة ومحدش هيرضي يتجوز جاريه، بس بابا وماما اتجوزوا و هي كانت جاريه هو حبها، معقول ليث ممكن يحبني، يا ريت شاكتي هنا اكيد هو الا هيقولي اي الصح وايه الغلط.
كانت تسير باتجاه الحرملك ليوقفها أحد الحراس قائلا:
- جلاله الملك صقر عاوزك
تعجبت مما قاله الحراس، يا تري لمَ يريدها صقر ؟! هل من الممكن انها أرتكبت خطأ ما ! و لكنها لم تفعل، بماذا تفكر هي بالطبع أذا ذهبت مع الحارس ستعلم
هزت رأسها بصمت و اخذها الحارس وذهبوا الي جناح صقر الذي كان يجلس علي الاريكه فدخلت مولان وحيته بهدوء و رهبه فنظر لها ثم اشار للحارس ان يذهب و اشار لها ان تجلس امامه، فجلست و سألته بخوف:
- هو أنا عملت حاجة غلط ؟!
هز صقر رأسه بالنفي قائلا:
- لا أنا جايبك علشان عاوز أسألك علي كام حاجة
تعجبت و لكن سريعاً ما تحدثت:
- أكيد أتفضل
بدأ صقر أسألته:
- علاقتك انتي و اهيلا عامله ازاي
أجابته ببساطة شديدة:
- انا و اهيلا مفيش بينا علاقه اصلا لانها مش متقبلاني.
سألها من جديد بعد أن تسرب اليأس اليه:
- معني كده انك متعرفيش اي حاجه عنها
هزت رأسها نافية حديثه:
- لا عارفه كل حاجه عنها
تحدث بلهجة مهتمة و آمره:
- أحكيلي كل حاجة عنها
بدأت في السرد بحسن نية شديدة:
- أهيلا عندها 27 سنة، وهي و شاكتي تؤام وهي محاربه شاطره جدا بالسيف و الرمح و القناص كمان درست الطب وتقدر تعمل عقاقير لاي مرض
سألها بفضول:
- لدرجه انها تحيي الا مات
نظرت له بذهول قائله:
- لا طبعا أستغفر الله العظيم، بس هي شاطره كمان في صنع السموم وفيه انواع من السموم بتعملها بتبين الشخص انه مات بس هو اصلا مامتش مجرد ان دقات قلبه قلت جامد فأي حد هيقول انه مات وبيكون معاها علاج السم ده الا يشفي الشحص الا ظاهر انه ميت
سألها من جديد بعد أن سيطر عليه الذهول للحظات:
- وانتي عرفتي منين وهي عرفت الكلام ده منين اصلا
أجابته ببساطها و حسن نيتها التي ربما ستؤدي بحياتها هي و أختها غير الشقيقة:
- الحكيم مونابورت هو الا علمها كل حاجه وهي استخدمت الحيل دي كتير مع الاعداء فأنا عارفه
سألها من جديد بدون تردد أو مقدمات هو حيل لإيقاعها:
- أيه هي نقطة ضعف أهيلا
أجابته بتلقائية شديدة أرعبته:
- ولا حاجة.
نظر لها بدهشة:
- يعني أيه ولا حاجة ؟! ملهاش نقطة ضعف
هزت رأسها بالايجاب:
- مش بتخاف من اي حاجه او اي حد لانها قويه كفايه تدافع عن نفسها و ذكيه جدا بطريقه تدمر الا قدامها فمفيش نقطه ضعف
سألها من جديد بعد أن تنهد بقوة في محاولة للتنفس بعد أن أطبقت اجاباتها علي أنفاسه:
- عندها 27 سنة أزاي متجوزتش لحد دلوقتي
أبتسمت و أجابته:
- رفضت الموضوع اكتر من مره ولما زهقت قتلت اخر امير اتقدملها و ده كان ابن الملك الفرنسي، و طبعا كان هيحصل حرب كبيرة، بس بعد كده وطدت العلاقه بين فرنسا والمانيا ومن يومها محدش بقي بيتقدم له
نظر لها بدهشة فأكدت حديثها:
- هو ده الا حصل علشان كده اهيلا معندهاش عزيز ومش بيهمها حد و الخاين عندها يبقي عدوها حتي لو اخوها ممكن تقتله
غير وجهة الحديث الي الموضوع الآخر الذي يريد أن يتحدث به معها:
- لما بعت الحارس اول مرة مكنتيش في الحرملك كنتي فين ؟!
شعرت ببعض الاحراج و أخرجت الكلمات من شفتيها بصعوبة:
- كنت مع الامير ليث
نظر لها بسخرية:
- واضح أنك أتشهرتي أوي في القصر
هزت رأسها بالنفي سريعاً لتحسن موقفها و تدافع عن نفسها:
- انا معملتش حاجه هو جه واخدني و الله
هز رأسه و أجابها:
- عارف، علاقتكم أيه ؟!
خفضت نظراتها الي الارض بعد أن أنتقلت الدماء كلها الي وجنتيها لتظهر بقوة قائله:
- احيانا بيتعامل وكأني اميرة لسه ومره تانيه وانا جاريه
سألها بأبتسامة خبيثة:
- بس مش غريبة دي أنه يعامل جارية علي أنها أميرة.
هزت رأسها و أجابته:
- أنا بردوا أستغربت بس مسألتش
أجابها هو دون أن تسأل:
- هو بيعمل كده لأنك شبه حبيبته القديمة
تلقت كلماته بصدمة شديدة، حبيبته السابقة و هي تشبهها ! أحبت شخص يري بها حبيبته السابقة فقط ! ضاعت مخططاتها و أحلامها، كانت تتمني أن تكون له الي نهاية العمر و أن تتمكن من أن تزرع حبها في قلبه، و لكن خاب أملها، فاقت من صدمتها علي صوت صقر:
- مش شبهها أوي بس فيكي منها.
تحدث بعدم فهم أو أستيعاب لحديثه:
- انا مش فاهمه حاجه خالص، طب جلالتك بتقولي ليه
أجابها بلهجة آمرة:
- لاني هأمرك بحاجه وانتي هتنفذيها
نظرت له باهتمام ليبدأ في سرد ما يريده منها
مر يومين وبهم اذيع خبر وفاة الملكه موناي وتم دفنها و لم يتخذ صقر قرار معين بخصوص اهيلا ولمم يلتقي ليث بمولان مره اخري
وفي يوم دخل حارس لجناح صقر و حياه، فتحدث الحارس:
- فيه رسول بره معاه رساله من الملك يامن اخو الملك كانتي
هز صقررأسه قائلا:
- دخله.
خرج الحارس و دلف مرة أخري الي صقر و معه الرسول الذي أشار له صقر ليبدأ بقراءة رسالته:
- الي ملك مصر العظمي، الي حارس الشام، الي راعي الامه الاسلاميه جلاله الملك صقر، انا الملك يامن ببلغك بأننا اتخلصنا من الامير شاكتي ابن الملك كانتي لانه كان اخر عقبه في طريقنا علشان نوصل لالمانيا وعرشها، جلالتك قضيت علي كل العقبات بس اخدت المانيا واتمني توافق نعمل اتفاقيه سوا بأني اعلن خضوعي لجلالتك واوطد العلاقه بين مصر و فرنسا مقابل حكم المانيا اما جثمان شاكتي فرميناه في الوادي علشان نضمن انه ميرجعش تاني... الملك يامن
ابتسم صقر بخبث واخد الرساله من الرسول و ارسل لكاتب طيبه يحضر فورا وكتب رساله للملك يامن واعطاها للرسول قائلا:
- دي توصل للملك يامن بأقصي سرعه عاوزة يكون هنا بعد 10 أيام،هترتاح هنا لبكره وبعدين ترجع تاني للملك يامن
توجه بحديثه للحارس:
-خده من هنا علي جناح الضيوف علشان يرتاح وتوفروله كل سبل الراحه
ذهب الحارس مع الرسول و الكاتب ثم ذهب صقر الي معتقل اهيلا ولكن كانت الصدمه انه لم يجدها، فصرخ منادياً علي الحراس فجاءوا و في مقدمتهم رئيسهم، فتحدثت صقر:
- اهيلا راحت فين ازاي هربت ؟!
تحدث الحارس بصدمة:
-جلالتك محدش خرج من هنا واحنا متحركناش من مكاننا ابداً
صرخ بهم صقر من جديد:
- تدوروا عليها في كل مكان و تلاقوها او هخلع راسكم عن اجسامكم، أتحركوا
ذهب الحراس سريعا يبحثون عنها بينما وقف صقر و بدأ في التفكير الي اين ذهبت ؟، نعم مولان لا يوجد غيرها، بالتأكيد أهيلا لن تهرب من دونها، أو علي الاقل دون أن تخبرها بشئ، ركض صقر سريعا الي الخارج ورأه ليث و اوقفه قائلا:
- فيه أيه يا صقر بتجري ليه ؟
أجابه صقر سريعاً:
- أهيلا هربت و أكيد محدش هيعرف مكانها الا مولان
نظر له ليث بأستنكار:
- مستحيل، علاقتهم مش كويسة أبداً
أمسك به صقر قائلا:
- خلينا نروح نتأكد الأول
ذهب الاثنان الي الحرملك وعندما دلفوا صدموا عندما لم يجدوا مولان من بين الحاضرين ولا تجلس شاردة علي فراشها كعادتها تلك الزهرة التي قد ذبلت بفعل السنين...